[سعدون باشا]

زيارة المجاهدة الجزائرية
جميلة بوحريد إلى الكويت عام 1962م
في مطلع الستينيات تلك الحقبة التاريخية الساخنة في الوطن العربي حيث توالت فيها الحركات الثورية والتحرر الوطني وفي زمن شهدت فيه الشعوب مرارة الإستبداد وفرحة الإنتصار وزمن كان فيه الإستبسال شرف الأمة وضميرها لا فرق فيه بين عطاء المرأة والرجل.

المناضلة والمجاهدة الجزائرية جميلة بوحريد ماهي إلا رمز للمرأة العربية جسدت دورها على الواقع ببسالة وإقتدار حتى تحرر وطنها وقد تأثرت بجهادها شعوب كثيرة لذلك عاشت في قلوبنا وستبقى في أذهاننا أغنية نرددها في ذكرى الكفاح.

كان الشعب الكويتي يتطلع بشوق للزيارة المترقبة التي ستقوم بها جميلة بوحريد إلى الكويت ولم يخب الأمل فقد لبت دعوة الكويت وقامت بزيارتها في يوم 25 نوفمبر 1962م

وخرجت حينذاك ألوف الجماهير ببساطة وعفوية يقودها الحب والشوق لملاقاة جميلة بوحريد في مطار الكويت الدولي وفي باحة مدرج المطارإصطف أكثر من ألف مرشدة وقائدة وزهرة وطالبات معهد التمريض كل هؤلاء وغيرهم خرجوا بالزهور وأعلام الكويت لإستقبال المناضلة جميلة بوحريد.

أحدى سيدات الكويت تعانق بحرارة المجاهدة جميلة بوحريد

وما إن أطلت الطائرة حتى كادت لو إنه كان للفتيات أجنحة لطرن إليها مهنئات مستقبلات وفي هذه الأثناء تعالت هتافات الجماهير في مطار الكويت الدولي تحية للمجاهدة العربية ولرفيقيها السيد الشاذلي محمد والسيد الهادي بن علي.

وإستقبلها على أرض المطار كل من:
الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس لجنة الإستقبال ووزير التربية
والسيد عبداللطيف ثنيان الغانم رئيس المجلس التأسيسي
والسيدة هداية سلطان السالم بالنيابة عن المرأة الكويتية

الشيخ صباح الأحمد وزير الإرشاد آنذاك رئيس اللجنة الدائمة لجمع التبرعات
يستقبل في مكتبه المجاهدة جميلة بوحريد 1962م

وقد أدلت المجاهدة جميلة بوحريد بتصريح في المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء يوم وصولها إلى الكويت بأن الهدف من زيارتها إلى الكويت هو جمع التبرعات لجمعية الجيل الجديد التي أوفدتها هي وزميليها إلى الكويت وهذه الجمعية تقوم برعاية مليون طفل من أبناء الشهداء والمعاقين وأصحاب البيوت التي دمرتها الحرب.

وقد تأسست الجمعية بعد إستقلال الجزائر مباشرة والمؤسسون هم:
1- أحمد بن بيلا رئيس شرف
2- والعقيد محمد ولد الحاج رئيس شرف أيضا
3- والمجاهدة جميلة بوحريد أمينة الصندوق
4- وعلي الهادي أمين صندوق أيضا
5- وناصر عبد الرحمن سكرتير الجمعية وآخرون

وفي صبيحة اليوم الثاني لزيارتها الرسمية للكويت حظيت المناضلة بلقاء أمير دولة الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح وذلك في قصر السيف العامر.

سمو الشيخ عبدالله السالم يستقبل في مكتبه المجاهدة في نوفمبر 1962م

بعد ذلك قامت بزيارة لوزارة الخارجية وتلتها زيارة للمجلس التأسيسي حيث أهدى إليها رئيس المجلس نسخة من دستور الكويت.
بعدها قامت بزيارة لمدرسة الجزائر الإبتدائية للبنات ثم توجه الموكب إلى مدرسة المرقاب الثانوية للبنات.

وفي اليوم الثالث قامت بزيارة مستشفى الصباح (الجديد) وفي نفس اليوم قامت بزيارة إلى مدينة الأحمدي.

الشيخ جابر الأحمد محافظ الأحمدي آنذاك مستقبلاً في مكتبه في الأحمدي المناضلة جميلة بوحريد 1962م

وفي اليوم الرابع توجهت المجاهدة ورفيقيها إلى قصر السيف العامر لمقابلة سمو الشيخ عبدالله السالم الصباح لتقديم وافر الشكر والإمتنان له على الحفاوة البالغة التي لقوها أثناء زيارتهم للكويت.

وفي نفس اليوم غادرت المناضلة من الأراضي الكويتية إتجاهاً الى بلدها الجزائر لإستكمال مسيرة النضال والكفاح والجهاد في سبيل الوطن.

السيدة نورية السداني مع المناضلة جميلة بوحريد

مصدر الموضوع
كتاب ملامح من التاريخ المصور للشيخ عبدالله السالم - من الجد إلى الحفيد
يحيى الربيعان 2002م

إعداد وتلخيص العضو سعدون باشا
حقوق النسخ محفوظة للعضو سعدون باشا
ولمنتدى ( تاريخ الكويت )
يرجى تحري الأمانة العلمية في النقل