عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10-09-2009, 05:29 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي

الدكتور يعقوب الغنيم - الوطن


الشاعر فهد العسكر
مر بنا في «الأزمنة والأمكنة» حديث عن شاعر كويتي، وآخر عباسي، كان الأول هو الأستاذ عبدالله زكريا الأنصاري والثاني هو الخليفة عبدالله بن المعتز.
واليوم نريد أن نتحدث عن شاعرين آخرين هما الشاعر الكويتي فهد العسكر، والشاعر الذي عاش في عصر الخلافة الأموية وهو عبيد بن حصين الملقب بالراعي النميري، وقد سرى عليه هذا اللقب حتى صار لا يعرف إلا به وبقي متغلباً على اسمه الحقيقي إلى حين وفاته، وكان وصفه للإبل ومراعيها في شعره سبباً من أسباب ارتباط هذا اللقب به، فقد كثر ذلك في شعره مما سوف نراه قريباً.

كان الراعي النميري من معاصري شعراء النقائض المعروفين وهم جرير والفرزدق والأخطل، ولكنه لم يدخل معهم في تلك النقائض الشعرية التي بقيت على شهرتها حتى يومنا هذا، ولكن جريراً ظن أن النميري يميل إلى الفرزدق فهجاه فلم يكن من المهجو إلا أن يذهب إلى جرير ويرجوه ألا يضعه في شعر الهجاء لأنه لا يريد أن يدخل في مجالهم الذي ارتضوه لأنفسهم، ذلك لأنه كان يبعد نفسه عن المهاترات ويود ان يكون محتفظاً بين الناس بمكانته، فقد كان ابوه من كبار قومه، وكان هو ذا موقع حسن عند قبيلته وكلمته مسموعة عند الخلفاء، وكان عندما يمدح احدهم فإنه لا ينسى أن يذكره بواجباته تجاه الأمة، وأن ينقل إليه شكايات الناس، مثل تلك القصيدة الشهيرة التي امتدح فيها الخليفة عبدالملك بن مروان، واستغل ذلك الموقف ليتحدث للخليفة عن المظالم التي يتعرض لها الناس من قبل السعاة الذين يجمعون الأموال للدولة، ومنها يقول:

أَوَلًيَّ أمر اللّه إنا معشر
حنفاء نسجد بكرة وأصيلا
عرب نرى لله في أموالنا
حق الزكاة منزلا تنزيلا
قوم على الاسلام لما يمنعوا
ما عونهم، ويضيعوا التهليلا
فادفع مظالم عيلت أبناءنا
عنا، وانقذ شلونا المأكولا


ومع أن الراعي النميري كان لا يحب أن يقول شعر الهجاء لكنه يضطر أحياناً إلى ذلك بصفته شاعر القبيلة المدافع عنها، لذا فإننا نجد في ديوانه شيئاً من ذلك، ولكنه ـفي الوقت نفسهـ بعيد عن الملاحم التي كانت تجري بين الشعراء الثلاثة المعروفين بهذا الاتجاه بحيث نجد واحداً من كبار العلماء هو أبو عبيدة معمر ابن المثنى يؤلف كتاباً ضخماً عنهم وعن أشعارهم سماه: النقائض.
هذا ولم يعرف تاريخ ميلاد النميري، ولا تاريخ وفاته ولكن هناك أدلة على أنه توفي في حوالي سنة 97 للهجرة.

ويبدو أن الراعي النميري كان كثير التردد على منطقتنا وله إقامة في أراضي الكويت، وإن لم تكن دائمة، وله في مكاننا هذا حادثة تدل على طباعه التي كان يميزها كرمه الشديد، فقد كان الجو قارسا والريح شديدة البرودة وهو مقيم في ليلة دامسة بين فردة والرحا في غربي الجهراء وتسمى الأولى في هذه الأيام الفريدة والثانية: الرحية. وكان يعجب من السارين في هذا الجو المكفهر، ولكنه لا يمكن أن يتأخر عن إكرام الضيف فاستقبل ضيفه وأكرمه على طريقته الخاصة التي تراها في كتابنا «كاظمة في الأدب والتاريخ» وقال في هذه المناسبة عدة أبيات مطلعها:
عجبت من السارين والريح قرة
إلى ضوء ناريين فردة والرحا


وفي موضع آخر من المجموع الذي يضم أشعاره ذكره لموقع المقر (مغيره الآن)، كان يصف إبلا متجهة إلى ممدوحه سعيد بن عبدالرحمن بن أسيد فيقول:
وأنضاء أنخن إلى سعيد
طروقا ثم عجلن ابتكارا
على أكوارهن بنو سبيل
قليل نومهم إلا غرارا
حمدن مزاره ولقين منه
عطاء لم يكن عدة ضمارا
فصبحن المقر وهن خوص
على روح يقلبن المحارا

ومن العجائب أن اللذين جمعا أشعار الراعي النميري وطبعاها في كتاب وهما عراقيان أحدهما اسمه نوري حمودي القيسي، والآخر هو هلال ناجي، لم يتخليا عن النفسية التي عرفناها في أبناء جلدتهما على الرغم من أن العمل العلمي لا ينبغي أن تدخله المسائل الشخصية، ولا ينبغي أن يتأثر كاتبه بأفكاره وبخاصة عندما تكون كاذبة. انظر كيف شرحا كلمة المقر، يقولان: «المقر: موضع بالبصرة على مسيرة ليلتين، وهو وسط كاظمة»، لقد تركا الأمر لخيال القارئ فلم يقولا «من البصرة» بل قالا: «بالبصرة» وهذا القول إضافة إلى أنه مخالف للحقيقة فإنه يدل على أن النفوس لا تتغير عند هؤلاء بين شخص عامي أو باحث علمي.

***

الشاعر الكويتي فهد صالح العسكر، من شعراء الكويت الأعلام، الذين لا يمكن أن يغيب ذكرهم عن أذهان الأدباء والقراء بعامة. أشعاره تدرس في الجامعة والمدارس بمختلف مراحلها، ويرددها الناس فيما بينهم ويصدح بها المغنون، ولذا فهي تعيش دائما في وجداننا وذلك لتميز الشاعر وشعره، ومقدرته على صوغ القصيدة البديعة التي تأسر القلوب وتسعد الأذهان.
ولد هذا الشاعر المبدع في نحو سنة 1916م، ونشأ بين أسرته التي أتاحت له فرصة الدراسة في المدرستين الأحمدية والمباركية، واستمر في دراسته حتى سنة 1930م.

كان محبا لمادة اللغة العربية شغوفا بالشعر العربي يقرؤه ويحفظه، ولذا فقد قرأ كثيرا من كتب الأدب ودواوين الشعراء. وعندما وجد في نفسه القدرة على قرض الشعر بادر إلى هذا المجال ونبغ فيه واكتسب سمعة كبيرة ليس في الكويت وحدها بل في البلاد العربية أجمع، وقد كانت في شعره نغمة جديدة بالنسبة للشعر الكويتي في وقت استغرق العسكر في نظم شعره، أسلوبه كان رقيقا ومشاعره متدفقة، وكان قارئ شعره يرى أن هذا الشاعر قد حرر نفسه من كثير من القوالب التي كان يعيش فيها غيره حتى لقد خرج من مألوف الحياة الاجتماعية المعاصرة له. ومع جودة شعره وتعلق كثيرين من محبي الشعر بكل ما يقدمه هذا الشاعر إلا أننا وجدنا من يعترض على بعض أفكاره التي اعتبرها هؤلاء متحررة أكثر مما كان متوقعا، ومع ذلك فقد استمر في طريقه، وأنحى باللائمة على هؤلاء المعترضين في قصائد كثيرة، وصار يعقد جلسات أشبه بالندوات في مجلس له يحضره جمع من الأدباء والشعراء، وكان يلقي في هذه الجلسات جديده الشعري فيمتع جلاسه بما يلقيه عليهم من جيد الشعر.

وعندما ازداد الضغط عليه أصابته حالة من النفور عن الناس فاعتزل أهله ومجتمعه، وتغير أسلوب حياته عما كان عليه، وكان يتوقع دائما لحظة الموت التي كان يتساءل عن موقف رواد مجلسه إذا حانت فيقول:
أنا إن مت أفيكم يا شباب
شاعر يرثى شباب العسكر
بائسا مثلي عضته الذئاب
فغدا من همه في سقر


إثر هذا توفي في اليوم الخامس عشر من شهر اغسطس لسنة 1951م.
نعود الآن إلى موضوع مقالنا بعد أن مهدنا له بالحديث عن الشاعرين: الراعي النميري، وفهد العسكر.

سر اختيارنا لهاتين القصيدتين أنهما تتماثلان من حيث تقاربهما في الوزن وتماثلهما في القافية، وهما تتقاربان من حيث الموضوع وسوف نستعرض أولا قصيدة الراعي، ثم نلحق بها قصيدة العسكر وبذلك نتبين ما في القصيدتين من تشابه ومن معان وفق ما جرى عند مقارنتنا لقصيدتي الأنصاري وابن المعتز في مقال سابق.

***

يتحدث الراعي النميري في قصيدته عن معاناته لفراق من يحب وسهره في ليلة صيف من ليالي شهر صفر، وهو يرى أن هذه الليلة التي سهر خلالها على الرغم من أنها ينبغي أن تكون قصيرة كما هي عادة ليالي الصيف إلا أنه أحس بها طويلة لاتنتهي بل تزداد طولا كلما اقترب من نهايتها، وقد ذكر السبب في هذا السهر، والمعاناة، وهو فراق من يحب:
ياأهل مابال هذا الشهر من صفر
يزداد طولا وما يزداد من قصر
في إثر من قطعت مني قرينته
يوم الحدالي بأسباب من القدر
كأنما شُقَّ قلبي يوم فارقهم
قسمين: بين أخي نجد ومنحدر


هؤلاء الذين فارقهم في موقع يسمى (الحدالي) هم الأحبة الذين يبكي الشاعر في إثرهم، وها هو يطرب لذكر هؤلاء المبتعدين عنه ويدعو لهم:
صلى على عزة الرحمن وابنتها
ليلى وصلى على جاراتها الأخَر


ثم يمضي في وصف موكب الرحيل الذي ضم من يحب، وهو موكب مهيب عبر الفيافي، يسير ظاهراً ثم تغيبه الوهاد ليظهر من جديد، ومع ذلك فهم سائرون:
تحدو بهم نبط صُهْبي سبالهم
من كل أحمر من حوران مؤتجر


هؤلاء الحداة الذين ذكر أنهم نبط وأنهم من حوران وهم حمر الوجوه، صُهْب السبال (اللحي) كأنهم يباشرون تعويم السفن، وكأن همسهم بالحداء نوح الحمام يغني غاية العشر. والعشر شجر معروف منذ القدم يوجد في اماكن متفرقة في الكويت اليوم، ومن السهل ملاحظته أمام ديوانية الثلاثاء.

ثم يقول إنه تتبعهم بعينيه، ثم ركب ناقته متجها إلى حيث ساروا ووصف الناقة بأنها تشبه حمار الوحش، ولكنه على الرغم من التعب الشديد الذي لقيه في رحلته هذه فإنه لم يستطع الوصول إلى غايته فقد كان القوم يقظين، تلقته كلابهم بعدوها ونباحها مما جعله يكر عائداً من حيث أتى.
وبعد أن وصف كل ذلك في عدد من أبيات القصيدة عاد إلى ذكر الصيد ومقدرته الفائقة عليه ليغطي عجزه عن الوصول إلى من يريد الوصول إليها. فذكر أن ذلك الذي جرى له في رحلته هو ما جرى له حين تخيل حماراً وحشيا قوي الخلقة ضامرا، يطلب الماء فيذهب إليه عند الغدران التي تمتلئ بها تلك الصحراء التي يسير فيها، وإذا ما وجده وبدأ في الشرب، وجد صياديين ماهرين يختبئان في حفرة بالقرب منه يتحينان الفرصة لصيده، وتنافس الرجلان في اطلاق سهامهما على الطريدة ولكن الرامي الماهر (معاود الرمي) الذي ملأ يديه من الأمر خانته قوة الوتر فانفلت الحمار الوحشي منه، وجرى بعيداً أسرع من طير، تتقاذفه المرتفعات والحفر إلى أن نجا.

إن هذه القصيدة المعبرة عن الأشواق التي كانت تعمر قلب الراعي النميري في ليلة من ليالي الصيف جعلتنا نطلع على مكنون نفسه حين لم يرض بالفراق وحاول الوصول إلى من يحب، ولكنه أبلغنا بأنه فشل في تحقيق رغبته هذه كما فشل الصيادان في صيد الحمار الوحشي الذي تحدث عنه في نهاية القصيدة.

لقد كانت الأبيات معبرة عن المحبة الخالصة وعن الضيق بعد بذل المحاولة وهو سر التفكير الطويل والألم المضني، لأنه ألم ناتج عن اليأس، وانعدام الفرصة التي كان يظن أنها مناسبة للقاء عزة وابنتها ليلى أو جاراتها الاخر.

***

وأما قصيدة الشاعر الكويتي فهد العسكر التي قلنا انها تشبه قصيدة الراعي، فهي تعبر تعبيراً مباشراً دون ضرب الأمثال عن مأساة الشاعر، كلاهما جاءته احزانه في ليلة من ليالي شهر صفر، ولكن فهداً كان مع من يحب يبادلها اشواقه واحزانه ويشكو إليها ما يعانيه من دنياه:
يا مي ناب السمع عن بصري
في الليلة الظلماء من صفر
ذهبت ـفلا رجعتـ مخلفة
في غور روحي أسوء الأثر
ماذا أقول وإن شكوت فمن
جور القضاء وقسوة القدر
الصدر منقبض ولا عجب
والنفس نهب الهم والضجر


بعد ذلك وصف حاله وهو في مجلس ضم صحبه، وهم فيما يبدو من اقرب الناس إلى قلبه، ومع ذلك فقد راحوا يتبادلون طرائف السمر بعد أن شربوا مخلفين صاحبهم في معاناته ولكنه يقول عنهم:
نعم الندامى لا عدمتهم
يتألقون كأنجم السحر


يعود بعد ذلك إلى مخاطبة مي مصرا على استنهاضها لمساعدته في مواجهة الأقدار الساخرة:
يا مي والاقدار ساخرة
منا، ولم نسخر ولم نثر
قومي لنسخر مثلما سخرت
من كل مدخر ومحتكر

يدخل بعد ذلك إلى استفسارات أجملها في عشرة أبيات من قصيدته فهو يعجب لنفسه كيف يغتبط بغروب الشمس، ويأسى عند شروقها، ثم يقول: مالي أرى الغربان وهي طائرة محلقة في الأعالي، ثم أرى الصقر دامي القلب لا يستطيع الطيران، مالي أرى جاري الذي كان عليه أن يرعى جاره، ولكنه على العكس من ذلك يُكفرُني، وهو يقدم القرابين للأصنام الذين هم أولئك الغربان، ثم يقول: مالي أرى المسكين يلهث في هوج الرياح، وفي هاطل المطر دون أن يجد من يعينه على أمور حياته، ومالي أرى الأجانب يظلمون هذا المسكين ويقضون مضجعه.

وفي فقرة لاحقة يقول إن ربيع الحياة قد هجره وان هجره هذا قد طال مما سبب التعاسة له وللأطيار والزهور، ويكمل:
دنيا المهازل والشذوذ غدت
نار الليوث وجنة الحُمُر
من لي بمشنقة أحز بها
بعض الرقاب وصارم ذكر


هكذا نراه قد انفعل انفعالا شديدا حتى انه ليرغب في انتزاع الحياة من مرتكبي تلك المهازل التي ذكرها.

وفي تصوير أشبه بالرسم الكاركاتوري تحدث عما يتصوره من شؤون الحياة فقال:
سرق ابن آوى ديكنا سحراً
ودجاجنا منه على خطر
والفأر يشرب بيضها طربا
أبدا، فيا لتبليل الفكر

وفي الأخير نراه يعلن عن ظنه بأن (ميّا) قد ملأها العجب مما قاله لها، ولكنه يقول لها: هاك وحطمي قدحي، لا أريد الاستمرار في هذا الوضع المزري فالكأس (يقصد المال والرفاهية) قد دارت على البقر وإذا سمعت مني هذه الأقوال المنفعلة فاعلمي أنني نار وإن النار لا تخلو من الشرر.
وأخيرا: لقد ثقلت أجفاني مما عانيت، ولم أعد أبصر الحقائق كما هي، لذا تعالي إلى معالجتي فكحلي بصري.

تجتمع القصيدتان في غرض واحد هو الشكوى وتنفرد كل واحدة بأمر من الأمور التي يشكو منها الشاعر، فالراعي النميري يشكو فراق من يحب، ويصف حاله، وهو في وضع السهر في ليل يراه طويلا لا ينتهي (يزداد طولا ولا يزداد من قصر) ويحكي عن نفسه ما قام به من اجل علاج موقفه هذا دون جدوى ويمثل لما قام به بحالة الصياد الذي يفشل في اصطياد طريدته.

أما فهد العسكر فهو لا يشكو من شيء واحد بل من اشياء عديدة اهمها ما يعانيه في حياته من نكران الناس لمكانته، وإلصاقهم التهم به، كما يشكو تزاحم الأقدار في العمل ضده حتى بات يائسا من حياته على الرغم من أنه ينعم بصحبة أصدقاء يرى انهم من خيرة الناس، إنه لا يجد مخرجا من هذه الهموم المتكاثرة عليه ولذا فهو في آخر قصيدته يقول:
حسناء والأجفان قد ثقلت
هاتي الدواء وكحلي بصري

وكأنه يقول لرفيقته (مي): اسعفيني بعلاج يزيل عني ما أعانيه، ويجلو بصري بحيث أرى الدنيا جميلة زاهية.

لاشك في أن القارئ يلحظ قوة عزم النميري مع ما كان يعانيه، وهذا راجع إلى ما ذكرناه عنه من أنه من سادة قومه، أما العسكر فقد كان تعبيره عن أفكاره سبباً في احتباس عون الناس عنه فوجد نفسه في وحدة ممضة، دفعته الى مزيد من الشعور بالألم والوحدة.
على كل حال فنحن أمام قصيدتين جميلتين لهما إيقاع لطيف، وبحر زادهما رقة وحسناً، ولا نستكثر ذلك على شاعرين مثل الراعي النميري وفهد العسكر.
@26

تاريخ النشر: الاربعاء 12/8/2009
جريدة الوطن
__________________
رد مع اقتباس