عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-04-2008, 02:56 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,660
افتراضي

الشيخ محمد بن الشيخ الجسار كان مرتع حياته كثيرا من المفاجآت والحوادث ولكن للاسف لم تسجل هذه الاحداث التي كانت درساً للتاريخ، منها ان اسرة كبيرة في الكويت تعرضت لسرقة كبيرة وسرق حاجات ثمينة من جواهر وذهب وبعد الجهد والتعب وهم يسألون ويدققون لم يعرفوا السارق فذهب بعض منهم مع الخدم بناء على امر سيدهم الى الشيخ محمد عله يساعدهم في هذا المأزق ومعرفة اللص وعندما وصلوا الى الشيخ قصوا عليه القصة فنظر الشيخ الى احد الخدم وقال اعطوني بعض الوقت ثم تعالوا لي في اليوم الفلاني وبعد ذلك استعد للذهاب منهم فأحضروا سيارة مع العلم بأن السيارات قليلة مع ان هذه الاسرة تملك سيارات وبعد ان وصلوا الى المنزل المسروق اوقفوا السيارة ونزل الشيخ من السيارة واخذ يمشي امامهم وهم خلفه من بعيد ويقولون هل الشايب عنده المقدرة ان يطلع الفلوس ويعرف الحرامي ومع ذلك هم (يتساسرون) وهو يسمعهم بكل وضوح ولم يرد عليهم الشيخ وقد كان يسير وعصاه في يمناه واخذ يمشي في المنزل الكبير ووقف في مكان ترابي وقال هنا السرقة احفروا تجدونها هنا وفعلاً حفروا فوجدوا الصرة من الذهب والفضة وكان يقول لهم تحت هذا التراب المال المسروق والذي سرق واحد من عبيدكم فالتفت فقال هذا هو السارق، مرة اخرى اسرة كويتية اصيبت ابنتهم بمس من الجنون وكانت تتعرى وتخرج بغير ملابس فذاقوا ذرعاً بذلك وكانوا يربطونها في الغرفة بالسلاسل حتى لا تخرج وقد طلبوا من الشيخ ان يقرأ عليها فقال لهم لابد من رؤيتها وقالوا لا نستطيع ان نخرجها من المنزل لانها غير طبيعية فتنازل لله وذهب معهم الى منزلهم وقال لهم اين البنت فقالوا له في الغرفة الفلانية وتقدم الشيخ الى الغرفة ووقف عند بابها واخذ يقرأ ثم اخذ يقرأ وهم ينظرون اليه فنزع بشته «عباته» ووضعها امامه وهو يدخل الغرفة حتى لا يرى الفتاة واخذ يغمض عينيه وعندما اقترب منها في الغرفة القى عليها بشته وعباته وهي تصيح الشيخ الشيخ انا زينة فقال الحمد لله على سلامتك يا ابنتي ونادى على اهلها لكي يلبسوها وهكذا سلم الله هذه الفتاة وكانت قصتها حديث الكويت في تاريخه.
كان الشيخ في بداية بنائه لبيته في السالمية (الدمنه) يطلب من بعض الحمارة الذين ينقلون الطين لبناء المنزل ويقول ذيوا نزلوا لي عشرين دربا (وجر) من التراب فكان بعضهم يقالطه ويظن ان هذا الشايب يفوت عليه فكان الشخص الذي طلب منه عشرين دربا كب خمسة عشر دربا وقال له هذه عشرون دربا فقال له الشيخ حرام عليه تغش الله ما يرضى هذا حرام فنط حمّار آخر وقال له ما تذكر كان هناك قطو دائماً قاعد اكيد يتابعك فخاف الحمّـار واعتذر من الشيخ وقال له سامحني فقال له الشيخ امامك نار وجنة خاف الله.
ومن الشيء المحزن ان كثيرا من قصص الحياة التي كتبها الشيخ والعقود والقراءات التي كان كتبها لكثير من الناس وكانت معدة في بيته مع الكتب التي اقتناها هو وبعضها الذي جاء من والده الشيخ ابراهيم وبعضها جلبه من نجد هذه الكتب الثمينة كلها رميت في بحر الدمنة السالمية وقد ابتلعها اليم البحر وبهذا فقدنا ثروة لا تقدر بثمن.
كما تروي القصص انه كان يتابع اخبار بيته في اعنيزه بنجد وهو في الكويت وكان يتابع اخبار ابنه عبد الله اذا مرض فيغادر الكويت على عجل للاطمئنان على عبد الله وام عبد الله وبعد ان يرتاح نفسيا في تلك الديار يعود الى الكويت لمتابعة نشاطه بين زوجته ام ابراهيم واحفاده وزواره ومن يقوم بمساعدتهم.
واخيراً فهذه قصة الشيخ محمد بن الشيخ الجسار.


جريدة الوطن 21/8/2003
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"