[جون الكويت]

رسالة.. ونصيحة
أسامة غريب

لا أجد في نفسي ميلاً الى نشر رسائل القراء التي تتفق معي في الرأي أو تلك التي تحوي ثناء ومدحاً. وعلى العكس من ذلك أميل الى تناول الرسائل التي لم يعجبها ما كتبت وأشعر أن لأصحابها حقاً عليّ في الرد والتوضيح.

وهذا الأمر يشبه عندي الدراما التليفزيونية والسينمائية التي لا يصلح لها أن تتناول حياة أسرة سعيدة أفرادها يحبون بعضهم وليس بينهم أي خلافات أو تناقض، لكن ما يصلح للدراما هو الاخوة المختلفون أو حتى الاخوة الأعداء.

تلقيت رسالة من القارئ (حسين.ع) سأكتب لكم ما يقصده منها طبقاً لما فهمت لأنني أخشى لو نشرتها كما هي أن يفقد الرجل تعاطفكم، وهذا عكس ما أقصده!.

يقول الأستاذ حسين: بعد أن قرأت مقالتك التي نشرت في صحيفة «الوطن» الكويتية بعنوان بريدي الالكتروني قررت أن أرسل لك رسالتي، وأتمنى أن تركز على موضوعي في مقالاتك المقبلة كون لديك واسطة وصحيفة الوطن «قاعدة» تنشر لك مقالات، والمعروف عن صحيفة الوطن وعلى رأسها إدارة التحرير أنها تهمل رسائلنا ولا تهتم بها. أنا شاب كويتي طموح لديّ هواية التصوير الفوتوغرافي، ولقد قمت بانشاء أول مجلة كويتية الكترونية مهتمة بالتصوير الفوتوغرافي. كل ما نريده هو أن تلتفت الدولة لنا.

وقد ختم الأستاذ حسين رسالته بأن نصحني بأن أتبنى موضوعات الشباب أفضل من كتابة مقال عن بريدي الالكتروني.

ها أنا يا أخ حسين أهتم برسالتك وأنشرها رغم أنني لم أفهم ما هو موضوعك الذي طلبت مني أن أركز عليه في مقالاتي، وأخشى أنك نسيت أن تذكره في رسالتك!. ولم أفهم أيضاً معنى أن عندي واسطة وصحيفة الوطن «قاعدة» تنشر لي مقالات! لأنني بصراحة كنت أعتقد أن الجريدة تستكتب من يحسنون الكتابة ويملكون الموهبة ولديهم ما ينفع الناس ويسليهم أيضاً، لكن منك عرفت أن عندي واسطة وفهمت أيضاً أنك تريد أن تستفيد من هذه الواسطة. فقط فاتك أن تكتب لي ماذا تستطيع واسطتي أن تقدم لك؟. لقد ذكرت في رسالتك أن صحيفة «الوطن» والعاملين بها وكذا إدارة تحريرها يهملون رسائلك ولا يهتمون بها، لكنك لم تذكر ما هو مطلبك منهم حتى أنقله اليهم مع توصية مني بأن يراعوا خاطرك اكراماً لخاطر الواسطة التي فرضتني عليهم!.

من رسالتك فهمت أنك تقوم بالتصوير الفوتوغرافي، وهذا شيء طيب أحييك عليه لأنني أنا أيضاً من هواة التصوير، لكن غاب عني سبب مناشدتك الدولة أن تلتفت لك. فهل تريد من السلطة أن تسمح لك بالتصوير في الأماكن المحظورة مثلا؟ أم تراك تريد أن تبيع انتاجك من الصور للدولة؟. وفي الحالتين هل تعتقد أنني الوسيط المناسب لهذا الغرض؟.

يؤسفني يا أخ حسين أنك اخترت الشخص الخطأ لأن علاقتي بالدول ليست على ما يرام وتدخلي بينك وبين الدولة قد يعطل مسيرتك ويفسد عليك أمرك.

ويبقى أن أشكرك على نصيحتك في آخر الرسالة بأن أتبنى مشاكل الشباب بدلاً من الكتابة عن بريدي الالكتروني وهذه الأشياء العجيبة التي أضايقك بها. وقد كنت اتمنى أن أعمل بالنصيحة لولا أنني وبكل الصدق والأمانة ليست لديّ فكرة عن هذه المشاكل، وأنا لم أتعود أن أكتب عما لا أعرف. كما أنني أخشى اذا كتبت عن مشاكل الشباب أن يبرز لي أحد المسنين ويلومني على عدم الكتابة عن مشاكل العجائز أو أن تتكتل ضدي الجمعيات النسائية لأنني أهمل مشكلات المرأة والطفل.

لقد كنت يا أخي العزيزأقرأ دائماً لمن أشعر بقربه مني من الكُتاب وأنصرف عمن يكتب فيما لا يهمني. لكنني لم أحاول أبداً هداية أحد الكُتاب أو الأخذ بيده ليكتب عن الأشياء المفيدة التي أحبها وينصرف عن الأشياء التي لا فائدة منها، ذلك أن معرفتي بهؤلاء الناس دلتني على أنهم عنيدون يتشبثون بأفكارهم الفارغة، وأنهم مثل الشعراء يتبعهم الغاوون ولا أمل يرجى منهم على الاطلاق!.




ogharib200@yahoo.com

تاريخ النشر 18/08/2009
الوطن