عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 04-07-2009, 01:40 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي يــوسف البــراهيم وكفــى - فرحان الفرحان

إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
القبس


هكذا، عُرف في الكويت منذ اوائل القرن العشرين، وذلك للتفريق بين سميه ابن عمه يوسف الاحمد الغانم.
شاء القدر ان ينتقل الى الدار الآخرة يوم الثلاثاء 2/6/2009، بعد ان قطع رحلة الحياة ستة وثمانين عاما من عمره المجيد بالاعمال الطيبة في هذه البلاد (الكويت).
اول مرة تعرفت هذا الوجه السمح، وكانت في سنة 1961 عندما كنت رئيسا للعلاقات العامة في وزارة الصحة، حيث توجهت يوما في ذلك التاريخ الى مكتب وكيل وزارة الصحة في حينها السيد يوسف الحجي، حفظه الله، وقد رأيت ابوابراهيم يوسف البراهيم وكنت واقفا، فطلب مني الجلوس بجانبه، حيث كان يناقش مع وكيل وزارة الصحة بعض الامور، وكان -رحمه الله- مبتسما وهذه عادته، وكنت اراه في اماكن كثيرة لماما.

يوم السبت 7/2/2009، كنت قد نشرت في صحيفة القبس الغراء بحثا عن الطبيب احمد محمد الغانم، الذي كان يعالج الناس من الامراض، خصوصا امراض العظام والكسور.
وكان سبق الطب الحديث وقبل ان يفتتح المستشفى الاميركي بفترة من الزمن في هذا البحث، قد حصل خطأ مطبعي اثناء الحديث عن آل الغانم، ومنهم يوسف البراهيم الغانم، على انه توفي في 4/2/1962.
اتصل بي بعد صدور «القبس» في اليوم نفسه صباحا ابوابراهيم عبدالله الابراهيم المفرج، ونبهني الى هذا الخطأ وبعدها اتصل بي السيد يوسف النصف، وكذلك نبهني الى ذلك ايضا، قمت بعدها يوم الاثنين 9/2/2009، بنشر تنويه واعتذار حول هذا الخطأ المطبعي وكنت وقتها قد وعدت القراء ان اعد بحثا عن هذا العَلم من اعلام الكويت اليوم، والذي ساهم في امور كثيرة لمصلحة هذه البلاد، بعضها يعرفه الناس والبعض لا يعرفه الكثيرون.

وكنت وقتها وعدت بهذا البحث عن الفاضل يوسف البراهيم الغانم، وهو على قيد الحياة، وكان من عادتي الا اكتب عن الاحياء خشية ان تسمى التماسا او مجاملة وتكون قيمتها التاريخية ضعيفة.
اليوم، وبعد ان تحررت من هذه العقدة، كان لزاما لهذا الرجل الفاضل يوسف البراهيم، ان نؤدي واجب العزاء وان نذكره مع الذاكرين.
كان ابوابراهيم ثراة باشا للذين يسلمون ويحبونه في مجلسه او المجالس التي يرتادها او في ملاقاة ما. وكان في السنتين الاخيرتين ابتدأ يميل الى الصمت وعدم الحديث.
في آخر لقاء بيني وبينه كان في ديوان ابوخالد برجس البرجس في امسية يوم السبت 18/4/2009 ووقتها كان الصحافي محمود الحربي يكتب تحقيقا عن هذا الديوان في فترة الانتخابات، وقد وجه السيد الحربي اسئلة الى الحضور، فأجابه الجميع ما عدا ابوابراهيم، حيث امتنع عن الخوض في هذا الموضوع.

لم اكن اعرف ان الله تعالى، شاءت ارادته ان يكون هذا آخر لقاء لنا مع ابوابراهيم، ذلك الرجل الفاضل، الذي كنا نراه لا يتأخر عن ديوان ابوخالد برجس البرجس كل سبت، لكن هذه ارادة الله، يتخطفكم الموت وانتم لا تشعرون.
كان -رحمه الله- يشكو من الم رجليه، وقد عالج رجله اليسرى في ألمانيا وشفيت، وقد كانت رحلته هذه لمعالجة رجله اليمنى، وقد كانت هذه ارادة الله تعالى، «..وما تدري نفس بأي ارض تموت».
اول ما عرفت عن اوضاع ابوابراهيم الصحية غير السارة، حيث كنا في ديوان البحر في ضاحية عبدالله السالم، ذلك يوم الاحد 31/5/2009، وكان السيد ابوناصر فهد العبد الرحمن البحر يسأل باهتمام عن صحة ابوابراهيم يوسف البراهيم، وقد كان جواب السيد ابوخالد برجس البرجس «والله موزينة». فقال له: اشوفك اليوم «متكدر» وفجأة سرح ابوناصر، فقال: الله يحفظك يا ابوابراهيم. وهنا التقطت (أنا) الاشارة الاولى حول صحة ابوابراهيم الذي كنا نريد ان يمن الله عليه بالشفاء في هذه الرحلة، لكن الله تعالى اخذ امانته وفاجأنا الخبر في صبيحة يوم الثلاثاء 2/6/2009، لنجم لمع في سماء الكويت وترك بصمات لا تمحى، ذلك الرجل الذي يعتبر وحيد والده من الذكور.

كان ابراهيم الغانم والد محدثنا واحداً من سبعة أشقاء للسيد محمد غانم بن عبدالله ابراهيم محمد غانم جبر علي غانم الزايد، وكنت في حديثي السابق قد تحدثت عن شقيق ابراهيم وهو أحمد الغانم الذي انجب محمد وخليفة ويوسف، وهذا الأخير هو يوسف احمد الغانم الذي كان ابنه عبدالله وزير الكهرباء والماء قبل سنوات.
وكان الاخوان أحمد وابراهيم كلاهما لديه ابن اسمه يوسف، لكن ابراهيم محمد الغانم ابو يوسف لم ينجب الا يوسف وسبع بنات، اما أحمد فقد انجب ثلاثة ابناء هم: يوسف وخليفة ومحمد.

اما ابراهيم محمد الغانم فكانت بناته قد تزوجن من جاسم الشاهين ويوسف الثنيان ومحمد الشاهين ويوسف احمد الغانم ابناء اعمامهن ثم الشيخ احمد الجابر حاكم الكويت وابراهيم المضف والنصف، كانت البنات آنفات الذكر هن السابقات في الولادة ليوسف، وقد كانت ارادة الله ان يكون المرحوم يوسف هذا ينجب ولدين هما ابراهيم واحمد، وقد انجب هذان الابنان الباران سبعة من الابناء ليعوضوا والدهم وجدهم عن الوحدة وهكذا كان لابي ابراهيم ذرية صالحة إن شاء الله.
كانت أسرة الغانم او آل الغانم في بداياتها الأولى في الكويت في سكة اعنزة وكان يطلق عليهم الزايد وفي بعض الاحيان الجبر، باعتبار جدهم الأول جبر علي غانم الزايد وكانت هذه الاسرة مع ابناء عمومتها آل الزايد في البحرين ما زالوا يحملون الاسم حتى اليوم.
بعد ان توسعت الاسرة في الأعمال التجارية وخصوصا البحر، وبعد ان ظهرت فروع كثيرة لهذه الأسرة وقد كان اسم الطيور هي الاسماء البارزة عندهم فتجد اسم صقر وهم آل الصقر، وشاهين وهم آل الشاهين والقطامي، وبرز من الفروع هذه اسم الغانم والجاسر والصقر والشاهين والقطامي والقضيبي والثنيان والجبر ،وهؤلاء يشكلون قبيلة، وكان لنشاط هذه الأسر ونهوضهم في تجارة هذه البلاد واخلاقهم الحميدة مساهمة فعالة في النهوض في هذه البلاد العزيزة.

اما في هذا الحديث فسأشير الىنشاطات ابو ابراهيم في مجالس الإدارات التي عمل بها وأركز على بدايات هذه الأسرة.
قلت انه كانت هناك اسرة محمد الغانم الأول الذي انجب سبعة ابناء وكان ان كون كل واحد من هذه الابناء أسرة بل أسر الا ابراهيم.
واذا اعددنا المرحوم يوسف ابراهيم هو زعيم وكبير عائلة آل الزايد والغانم الكرام ذلك الذي قضى ستة وثمانين عاماً من عمره المديد قضاه في السمعة الطيبة وخدمة هذه البلاد العزيزة الكويت، ذلك الرجل الذي نوهت عنه بالكتابة مستقبلا ذلك في اثناء حياته ويشاء القدر ان اكتب عنه بعد وفاته، ويشاء القدر ايضا ان اودعه الوداع الأخير في اللقاء التاريخي الذي ضمني واياه والافاضل ابو خالد برجس حمود البرجس في ديوانه والاستاذ صالح العجيري والاستاذ عقاب الخطيب والاستاذ محمد الرميحي والفاضل يوسف احمد الصقر والسيد سيف مرزوق الشملان، ذلك اللقاء الذي سجل في صحيفة القبس وكأنه اللقاء التاريخي لقاء الوداع ذلك في 21/4/2009 هل كنا نعلم الغيب ان يكون ابو ابراهيم يوسف الغانم في (السبوت جمع سبت) لا يكون معنا في هذا الجمع يوم كل مساء سبت في ديوان السيد ابو خالد برجس حمود البرجس.

لكنني أقول في هذه الدنيا الكل راحل وكل منا يلحق الآخر وأقول رحمك الله يا ابراهيم رحمة واسعة لقد تركت ابناءً وتركت سمعة وتركت مكاناً سيظل فارغاً وسنذكر ما دام يذكرك الذاكرون.
__________________
رد مع اقتباس