[الجامع]

وقال الشيخ عبدالعزيز الرشيد عن القصر في كتابه تاريخ الكويت:

أما دسمان فهو قصره الخاص الذي منحه عنايته وصرف عليه الأموال الطائلة، شيده على أنقاض قصر لأبيه المرحوم الشيخ جابر وجهزه بكل ما يحتاجه من الأواني الذهبية الغالية والمفروشات النفيسة، والمصابيح الكهربائية التي إذا سطع نورها الوهاج في ارجائه خلت الأقمار المنيرة في السماء أو الشموس الوضاءة تخترق الحجب والانظار. وقد نوع رياشه تنويعا بديعا فمن حجره ما هو مزين بالرياش الوطني النفيس، ومنها ما هو مجهز بالأثاث الإفرنجي الغالي. وقد علق على جدرانها السجاد الفارسي المحلى بالصور والرسومات، وفي أعلاه مصباح كبير يهتدى به المسافرون ليلا ويشاهد من نحو اثني عشر ميلا، وقد بنى الأمير في شماله الغربي مسجدا يصلى فيه من يأوي إلى القصر، ومسجدا آخر في جنوبه الغربي للبدو الذين يقطنون هناك أيام الصيف، وفي غرب القصر وشماله بستانان نظيران تنوعت أشجارهما وضاع أريجهما، يسقيان من بئرين يستخرج ماؤهما بالآلة الهوائية، وقد اتخذه الأمير منتجعا له في غالب أيامه ولياليه ويقطع بسيف مسراته عنق الهم والأسى وهو القصر الذي عقد فيه المؤتمر التاريخي في الكويت، وجعله الكولونيل نوكس منزله إذاك وهو طبقة واحدة بنى الأمير على أحد دورها غرفة زادته بهاء وجمالا، وهو مشيد على مرتفع من الأرض في بنيدر القار يشرف المرء منه على منظرين بديعين البحر وهناك خضرته الساحرة وسعته التي يكل الطرف دون غايتها، وفيه السفن الشراعية والبخارية ذاهبة آيبة. ثم يعطف جيدة إلى المنظر الثاني فيتمتع طرفه بأرجاء واسعة من البر يمتد فيه البصر. ويبصر الناظر هناك المدينة وغرفها الشاهقة، فكأنه والحالة هذه المعنى بقول أبى نواس في النجف:

لم يخلق الله من سهل ولاجبل

أشهى هواء ولاأبهى من النجف

حفت ببر وبحر في جوانبها

فالبر في طرف والبحر في طرف

نظام القصر بديع ، ومنظره يطرد الهم، وهواءه طلق عليل، وجوه أصفى من عين الحمام تخترق السيارات إليه شارعا طويلا من الأثل صفت على جوانبه صفا هندسيا بديعا.

وقال ديكسون عن قصر دسمان في كتاب الكويت وجاراتها:

رأس العجوزة حيث شيد أحد قصور سمو الشيخ (قصر الضيافة) وقد شيده المرحوم جابر ابن مبارك آل صباج وأطلق عليه اسم قصر دسمان. ويستخدمه الحاكم الحالي( الشيخ أحمد الجابر)كمقر لمجلسه ولنزول الضيوف الأوربيين.

المصدر: الكويت وجاراتها لديكسون ترجمة د.فتوح الخترش ص 24.