عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-03-2008, 01:57 AM
المتقصي المتقصي غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 82
افتراضي قصيدة (داود سليمان الجراح)

مقدمة:
السلام عليكم ورحمة الله.. أهدي لكم إخواني الكرام هذه القصيدة الجميلة (بالفصحى) للشاعر (داود سليمان الجراح) رحمه الله. حيث تخللت قصيدته بعض أسماء الهيرات في الكويت ومعاناته فيها عند ذهابه للغوص.

الشرح:
في إحدى رحلات المرحوم (داود سليمان الجراح) رحمه الله، صاغ قصيدة ذكر فيها معاناته في تلك الرحلة، وما بدر من زملائه في أثناء العمل من أمور سببها العناء الكبير الذي كانوا يتكبدونه، والجهد المستمر الواقع على كواهلهم، ثم ذكر مواضع الغوص المسمات (الهيرات) وأنهى القصيدة بالاستغفار والدعاء إلى الله تعالى أن يصفح عنه.


وتعتبر هذا القصيدة من أكمل القصائد التي قيلت في هذا الموضوع وذلك من حيث تعبيرها الصادق عن إحساس الشاعر بالمشقة التي يلقاها المشارك في رحلة الغوص، وعن أشواقه إلى داره وأهله في الكويت بعد أن ابتعد عن الدار والأهل مدة طويلة في رحلة عانى فيها من التعب والجوع والحرمان من الراحة، كل ذلك على أمل الحصول على لؤلؤة يأمل أن تغطي قيمتها كل تلك المعاناة، وقد لاتأتي، وهو الأغلب، وهذه هي القصيدة بتمامها:

ملاحظة:
الكلمات ذات الأقواس هي أسماء الهيرات (وهي أماكن للغوص على اللؤلؤ قديما ويعرفها أهل الغوص قديما ومفردها هير) وللمزيد من المعلومات عنها، يمكنهم مراجعة موضوع (نواخذة القصور) الذي كتبه الأخ العزيز PAC3


http://kuwait-history.net/vb/showthread.php?t=35

القصيدة:
ذكر الأحبة عنكم ألهاني ..... وأثار وجدا كامنا بجناني

صبرا على نوب الزمان فإنها ..... مخلوقة لتفرق الأخدان
بعد المزار فلا سبيل إلى اللقا ..... لم يبق إلا صفقة الندمان
وإذا رأيت الحظ يمشي القهقري ..... فاعلم بليت بآفة الخذلان
فظللت مشغوف الفؤاد مولها ..... ومشتت الأفكار كالحيران
لا حالة (المشعاب) تسلي خاطري ..... عن حالة الأحباب في الأوطان(1)
كلا ولا أسلو (بعارض يوسف) ..... أبدا ولا (قمرا) ولا (البلداني)
(بأبي عصية) كنت أعصي عذلي ..... وأفر من شغفي إلى (صوفان)
وأهيم إذا ذكروا (حولي) قائلا ..... يا نوخذا نحو (النواسع) سان(2)
ياذا المنادي في (المنادي) مرحبا ..... بنداك في حمل أتيتك عان
خل (خلالوه) قفاك ويمم ..... (اعفيصان) والهفى على (اعصيفان)
و(أبو الظلام) ظلمت نفسك إن تكن ..... عنه كسولا أو تكن متوان
وبأم (تفجان) (مويجلة) (أبو ..... حد) كذا (العياي) يا أخواني
أفديهم (أم المرادم) كلها ..... رغما على من لامني ولحاني
صبرا على غوص أجل سيوبه ..... حمدان تب لذلك الحمدان
وكذا حسون الملقب عندهم ..... ثور المدار وسلعة الخسران(3)
وأرى الخصال الجبن قد جمعن في ..... حمد، أشار لخدمة الكسلان
وأبو الزبابيط(4) الخبيث زعيمهم ..... ذاك الصحاري من بلاد عمان
وإذا أردت من الكلام وجيزه ..... فانظر إلى مقدامه صفران
مضت الليالي بينهم حرب حكت ..... حرب البسوس بغابر الأزمان
استغفر الله العظيم وأسأل ..... المولى الكريم يمن بالغفران
-----------------------------------------------------
(1) (حالة) الأولى أكداس من الرمال تقذفها الأمواج فتجتمع في الأماكن الضحلة، ولايعلوها ماء البحر إلا المد القوي، والحالة في هذا البيت تنسب إلى المشعاب الموقع المعروف بالمنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية، أما (حالة) الثانية فيقصد بها الوضع الذي عليه أحبابه في الوطن.
(2) سان: فعل أمر من المساناة وهي أن تغير السفينة موضعها للبحث عن المحار في مكان آخر.
(3) المدار: اسم للرحى التي تدار بواسطة الثور أو الحمار.
(4) الزبابيط: جمع زبوط، وهو نوع من قواقع البحر.

المصدر: العدان بين شاطئ الكويت وصحرائها لـ(د. يعقوب يوسف الغنيم).

التعديل الأخير تم بواسطة المتقصي ; 23-03-2008 الساعة 02:10 AM.
رد مع اقتباس