عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-05-2009, 07:59 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي عبداللطيف سليمان العثمان

عبداللطيف سليمان العثمان
(1284-1378هـ) (1861-1973م)
المولد والنشأة:
ولد المحسن عبد اللطيف سليمان العثمان التميمي في عام 1284هـ الموافق لعام 1867م، في فريج سعود بدولة الكويت. وهو من كبار نواخذة الكويت، وأحد أشهر النواخذة المعروفين بالخبرة الملاحية والحكمة وسعة الصدر، عمل في مهنة التنوخذ 33 عاماً، ووصل إلى سواحل شط العرب والخليج والهند وزنجبار وسواحل إفريقيا.
وقد نشأ رحمه الله في أسرة عركت البحر وأتقنت فنون الملاحة، فكانت سفنها تمخر عباب البحار والمحيطات، وتميز نواخذة السفر الشراعي من عائلة العثمان بإتقان عملهم وحرصهم على تعليم بعضهم، حتى توارثوا هذه المهنة وتناقلوها، وقدموا الكثير من الخدمات والأعمال الجليلة للكويت وأهلها.
وقد جاء أجداد هذه العائلة من نجد، وسرعان ما تأقلموا مع البيئة البحرية الجديدة فعملوا في البحر حتى امتلكوا السفن ليكونوا قادتها، وأصبح للعثمان عدة بيوت وأصبح لكل رب عائلة سفنه الخاصة به وتقف عادة أمام عمارته. وفي هذا دلائل واضحة على التمكن البحري والتفوق الإداري والمالي الذي كان نتيجة طبيعية للتفوق البحري للعائلة.
وليس بغريب لهذا السبب أن يتعارف الناس على تسمية عائلة العثمان باسم العثمان النواخذة تمييزاً لها عن العائلات الأخرى التي تشتهر بالاسم نفسه، وذلك لكثرة من ظهر من بينهم من كبار نواخذة السفر الشراعي في تاريخ الكويت منذ بداية قدومهم من نجد إلى الكويت واستقرارهم بها.
فقد سلم كل جيل راية قيادة السفن إلى الجيل الذي يليه من خلال التدريب العملي والاحتكاك اليومي والمعايشة المباشرة؛ حيث الإقبال الشديد على مهنة "التنوخذ" من قبل رجالات هذه العائلات وبالتالي تشجيع أهلهم إياهم على تعلم هذه المهارة وامتلاك هذه الملكة.
وقد أنجبت عائلة العثمان سبعة عشر نوخذة، كان الثالث منهم المترجم له النوخذة عبداللطيف سليمان العثمان، وولديه النوخذة أحمد عبداللطيف سليمان العثمان (1923م)، والنوخذة داوود عبداللطيف سليمان العثمان أصغر نواخذة العثمان سناً (1929م).
وقد حذق النواخذة من عائلة العثمان في صناعة ركوب البحر. ولعل المؤشر الأوضح على ذلك هو ضخامة عدد السفن التي امتلكوها وأهمها: مساعد، وموافج (الأول) وحمولتها 1400 من، وموافج (الثاني) الذي تم بناؤها على إثر غرق موافج الأول في اليمن عام 1328هـ (1910م)، وكان من أفضل خشب() الكويت وأطولها عمرًا، وتيسير التي تم بناؤها في بداية الحرب العالمية الأولى، وهي من أكبر سفن الكويت آنذاك وكانت حمولته 5000 "مَنْ" تقريباً، وفتح الكريم، وفتح الرحمن وحمولتها 4000 من، والعثماني وحمولتها 2500 من، وفتح الباري وحمولتها 2300 من، والباز، والمحمدي (الأول)، والمحمدي (الثاني)، والسالمي، وسهيل.
فضلاً عن بعض أبوام الماء التي لم يحفظ التاريخ أسماءها لأنها كانت تستخدم لجلب الماء من شط العرب إلى جون الكويت فقط.
رعاية الله لهكانت عين الله تعالى ترعى المولود عبداللطيف سليمان العثمان منذ صغره، ومن عجيب ما يروى في ذلك أنه نزلت أمطار شديدة أحالت البيوت المتهالكة آنذاك أنهاراً، وكان عمره أربعة أشهر.
وكانت أمه قد وضعته داخل طبق مصبوغ بالقار لحفظه من الماء الذي وصل إلى أرضية الغرفة، ثم ذهبت لمساعدة أفراد أسرتها، وبينما هي بعيدة عن رضيعها، ازداد فيضان الماء وأخذ يرتفع في أرضية الحجرة رويداً رويداً، واتجه ناحية حوش (فناء) المسكن، وفوقه الطبق الذي يحمل الطفل، وكاد أن يخرج من البيت، لولا عناية الله تعالى التي جعلت الطبق "ينحشر" في الباب، وهنا هبت والدته لنجدته في اللحظة المناسبة.()
وفي مقابلة تليفزيونية تاريخية معه تحت عنوان (صفحات من تاريخ الكويت)، تحدث عن إحدى رحلاته البحرية مع خاله عبدالعزيز حين هاجمهم قراصنة في شط العرب يعرفون باسم "الدقاقة"، وكيف أن الله سلّمهم من شرهم فعادوا إلى أهلهم بسلام بعد تبادل إطلاق النار معهم.
تعليمه:
تلقى رحمه الله العلم في مرحلة مبكرة من حياته في مدرسة الملا سيد هاشم الحنيان التي كانت قرب السوق، فتعلم فيها علوم القرآن والكتابة والقراءة وشيئاً من الحساب، ومن أساتذته المعروفين في ذلك الوقت الملا هاشم الحنيان.
وقد كان رحمه الله - محباً للبحر منذ صغره، راغباً في ارتياده، ومصارعة أمواجه، فتعلم من خاله النوخذة عبدالعزيز بن عثمان، ومن النواخذة الكبار آنذاك، أصول الملاحة وفنونها، حتى نبغ فيها وخبرها خبرة كبيرة.
وقد رعاه خاله عبدالعزيز العثمان ودّربه على قيادة السفن الشراعية حتى أصبح بعد ثلاث سنوات قائداً للدفة (سكوني) مع خاله عبدالعزيز. ولما أتم الثامنة عشرة من عمره أصبح نوخذا، يقود سفينة صغيرة للقطاعة داخل الخليج.
زواجه:
تزوج المحسن عبداللطيف العثمان رحمه الله مرتين ورزقه الله تعالى بتسعة من الولد: خمسة ذكور وأربعة من الإناث، وقد توفيت إحداهن وهي صغيرة.
فقد تزوج ابنة خاله فاطمة عبدالعزيز العثمان (أم أحمد)، وكانت صاحبة فضل وحسن سياسة وتدبير، وقد كانت تدير كافة شئون بيت الحمولة (العائلة الكبيرة) الذي سكنت فيه أربع أسر، وقد كانت تتميز بحسن الإدارة وحسن العبادة إذ استطاعت - رحمها الله أن تقوم بكافة شئون المنزل وإدارته في حين أنها تقضي أغلب أوقات فراغها وهي على سجادة الصلاة تصلي أو تنتظر الصلاة، سواء في الليوان (الممر) أو في غرفتها.
كما تزوج النوخذة عبداللطيف سليمان العثمان فاطمة محمد السبيعي (أم سليمان) التي اشتهرت بورعها وتقاها، وقد كانت تؤم النساء في صلاتي العشاء والتراويح في بيتها، وينتظم خلفها حوالي عشرون امرأة. وقد كانت رحمها الله محبوبة محبة للناس تتفقد وصول خشب (سفن) أهل الكويت كافة ولا تكتفي بالسؤال والاطمئنان على وصول خشب العثمان فقط، وكان سؤالها المعتاد: "مِنْ بَيَّن من الخشب؟".
ويعد ابنه النوخذة أحمد عبداللطيف سليمان العثمان المولود في 1923م، أحد نواخذة عائلة العثمان الذي درّب أخوه النوخذة المعروف داوود عبداللطيف العثمان المولود في عام 1929م، والمتوفى في 19/1/1998م، حيث يقول النوخذة أحمد عبداللطيف العثمان العبارة المشهورة عن البحارة الكويتيين: "اندب رجال ولا تندب دراهم" حين يتعرضون للمتاعب.
وكذلك ابنته موضي عبداللطيف العثمان وهي زوجة النوخذة القدير عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان.
صفاته وأخلاقه:
الأخلاق الحسنة ميزان الرجل المسلم، وقد اتصف - رحمه الله - بالعديد من الصفات الحميدة والأخلاق الفضيلة منها عفة اللسان، وهي أعظم دليل على حسن الخلق واستقامة الضمير، فلم يكن يعرف عنه رحمه الله - ذكره أو تلفظه بألفاظ تسيء إلى الآخرين أو تقلل من شأنهم، بل كان معروفاً عنه عفة اللسان، وكان متأسياً في ذلك بأخلاق القرآن الكريم ووصايا سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم الذي أوصى بالتعفف في القول، وحفظ اللسان، الذي كثيراً ما يورد صاحبه المهالك، قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: "...وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ؟" رواه الترمذي.
كما كان رحمه الله نزيهاً في تعامله مع الناس، صادقاً في قوله وعمله ووعده، وقد صدق الجميع فصدقوه، متمسكاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا وَلا يَزَالُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا" رواه أحمد في المسند.
عمله وتجارته:
تسلم النوخذة عبداللطيف قيادة سفن خاله عبدالعزيز مثل "موافج" و"تيسير". ولعل رحلاته على البوم "تيسير" من الرحلات التاريخية الموفقة. فقد قاد هذه السفينة بكفاءة ومهارة، ووصل بها إلى معظم موانئ الساحل الغربي للهند. وكان خلال رحلاته هذه يدرب أقاربه على فنون الملاحة وقيادة السفن الشراعية، حتى أصبح هؤلاء من نواخذة الكويت المتميزين. وكانت السفينة تيسير مدرسة آل العثمان البحرية.
وقد استطاع عبداللطيف سليمان العثمان، أن يملك أكثر من سفينة "سفر" إلى الهند وزنجبار وعدن تحمل الأخشاب والتمور والأقمشة وغيرها من البضائع بين الكويت والموانئ الأخرى.
ويعتبر بوم عبداللطيف العثمان الذي يحمل اسم "فتح الرحمن" من أشهر أربعة مراكب كانت ملكيتها تعود إليه في عام 1936م. وبه نوخذا وبحارة يعملون لصالح مالكه، كما أنه كان لدى عبداللطيف العثمان مركب آخر اسمه "فتح الخير" بالإضافة إلى سفينتين للسفر، ولم تكن لديه سفن للغوص.
استمر النوخذة عبداللطيف يقود السفن الشراعية التابعة للعائلة حوالي 33 عاماً ترك بعدها قيادة السفن في عام 1931م، وتسلم النوخذة عبدالوهاب قيادة البوم "تيسير" بدلاً منه، بينما تفرغ النوخذة عبداللطيف لترتيب الأمور التجارية للعائلة، فكان يسافر إلى البحرين حين يعلم بوصول سفنهم ويخلص أمورها التجارية، ويودعها في رحلة العودة إلى الكويت.
وقد أنشأت أول عمارة() لعائلة العثمان حوالي عام 1885م، وتقع على البحر في فريج العثمان مقابل نقعة العثمان، وقد كان ابنه المرحوم الحاج سليمان عبداللطيف العثمان()، يدير كلاً من العمارة والمكتب التجاري، المسؤول الأول عن جميع إيرادات السفن واحتياجاتها ومصروفاتها، وكذلك جميع الأعمال التجارية داخل الكويت وخارجها من أخشاب وتمور وبضائع مختلفة. ومن بعده باشر أخوه المرحوم صالح عبداللطيف سليمان العثمان() إدارة المكتب التجاري.
خبرته ودرايته البحرية:
في مقابلة تلفزيونية أجريت معه عام 1966م ذكر النوخذة عبداللطيف معلومات قيمة، تدل على خبرته ودرايته البحرية، من خلال قصة حدثت له عندما ترك السفر الشراعي وكان راجعاً في باخرة مع صديقه محمد ثنيان الغانم. فقد التبس الأمرعلى قبطان الباخرة، وهو بالقرب من البحرين، فلاحظ ذلك النوخذة عبداللطيف الذي همس في أذن صديقه محمد ثنيان، فما كان من صديقه إلا أنه أرسل من يقول للقبطان إنه مخطئ في مساره، فأرسل القبطان في طلب النوخذة عبداللطيف، وتحدث معه فعرف أنه أمام ملاح ماهر وحاذق، فقد ثبت صحة ما قاله بعد ذلك.
أوجه الإحسان في حياته:
الإحسان طريق الجنة.. أمر الله به، وحث عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتحلى به كل مؤمن صادق الإيمان، قوي الثقة فيما عند الله تعالى، وقد حرص المحسن عبد اللطيف العثمان رحمه الله على بذل المعروف وتقديم الخير، ابتغاء مرضاة الله تعالى، فكان رحمه الله رائداً في عمل الخير والإنفاق في سبيل الله تعالى، خصوصاً في المناطق الفقيرة.
عمارة المساجد:
اجتهد النواخذة من عائلة العثمان في عمارة بيوت الله تعالى، فحرصوا على أن يبنوا بيوتاً لله تعالى كلما سنحت لهم الفرصة، واضعين نصب أعينهم ذلك البيت الذي سيبنيه الله عز وجل لكل واحد منهم في الجنة بفضله ومنِّه وكرمه وإذنه تبارك وتعالى، لقوله الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" رواه ابن ماجه.
وعائلة العثمان من أكثر العوائل التي ظهر منها نواخذة سفر، وظهر منها أيضاً أكبر عدد للمساجد بنته رجالات ونساء من عائلة واحدة في الكويت، ومن ضمن بيوت الله تعالى التي بناها آل العثمان الكرام وتم حصرها داخل الكويت تسعة مساجد منها مسجد المحسن عبداللطيف سليمان العثمان في ضاحية عبدالله السالم، وفي خارج الكويت بنوا أربعة مساجد، اثنان منها للمحسن عبداللطيف العثمان.
مسجد عبداللطيف العثمان بضاحية عبدالله السالم:
خير بقاع الأرض المساجد، وبناء المساجد من أقرب القربات وأفضل الأعمال عند الله تعالى، وأثقلها في ميزان المرء يوم القيامة، وهكذا كان شأن المحسن عبداللطيف العثمان - رحمه الله الذي أسس مسجداً جامعاً أطلق عليه اسمه - عام 1389 هـ الموافق لعام 1969م، بالقطعة الثالثة في ضاحية عبدالله السالم في دولة الكويت، وهو يتميز بلونه الأصفر اللافت للنظر ومئذنتيه الجميلتين، وأسلوبه المعماري المميز، ونقوشه الجميلة من الداخل والخارج .
المواصفات العامة للمسجد:- المساحة الكلية للمسجد 1200 متراً مربعاً.
- يتسع مصلى الرجال لأكثر من 800 مصلٍّ.
- يبلغ ارتفاع مئذنته 23 متراً.
- بني المسجد على الطراز العادي الحديث.
المساهمة في إعمار مسجد عبدالعزيز العثمان:
ويقع مسجد عبدالعزيز العثمان على ساحل البحر في منطقة القبلة بمدينة الكويت، وقد أسسه المرحوم عبدالعزيز بن عثمان عام 1325هـ الموافق لعام 1907م بمعاونة بعض محسني الكويت حسب ما بينت اللوحة المثبتة على بابه من قبل دائرة الأوقاف العامة - ويشغل موقعه الأول الجزء الشرقي من مواقف السيارات الرئيسة بمجلس الأمة.
وأعيد بناؤه عام 1372هـ (1952م) على نفقة كل من ابن أخته المحسن عبداللطيف سليمان العثمان وابنه عبدالوهاب العثمان وأحمد محمد الغانم ودائرة الأوقاف العامة (وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حالياً)، وذلك وفق إفادة كل من النوخذة أحمد عبداللطيف سليمان العثمان والسيد محمد يوسف البدر بأنه: "قد تم تجديد المسجد من قبل كل النوخذة عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان، بمشاركة المحسن عبداللطيف سليمان العثمان، وأحمد محمد الغانم بمشاركة دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في العشرين من ذي القعدة عام 1371هـ الموافق الحادي عشر من أغسطس عام 1952م، وقد بلغت تكاليف هذا التجديد 87183 روبية."()
وأخيراً أعيد بناؤه على نفقة ورثة المرحوم عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان عام 1410هـ (1992م) بفريج العثمان على شارع الخليج العربي، والمسجد ما زال يحمل اسم جدهم عبدالعزيز العثمان رحمه الله وفاءً له ببعض حقه وفضله عليهم.
ولأن رواد هذا المسجد حالياً أكثرهم من الوافدين (غير العرب) الذين أكرمهم الله تعالى بالإسلام، وهم لا يجيدون اللغة العربية، فإن خطبة الجمعة والدروس الدينية تلقى فيه باللغة الإنجليزية، وذلك بالتنسيق مع لجنة التعريف بالإسلام.
مسجد جامع بمنطقة الزبير بالعراق:
لم يقتصر خير المحسن عبداللطيف العثمان على بلده فقط، بل امتد إلى الخارج، إلى دولة جارة هي العراق، فأسس مسجداً كبيراً بمنطقة الزبير عام 1967م، وقد بنى هذا المسجد للفلاحين والسكان غير المقتدرين على إقامة مسجدٍ يقيمون فيه صلاة الجمعة والجماعة.
وهو يتسع لعدد كبير من المصلين، وأشرف على بنائه السيد الفاضل محمد الحسن رحمه الله.
الوقف الخيري للمسجد:
وقد أوقف رحمه الله لهذا المسجد سبعة بيوت لتكون وقفاً للفقراء المحيطين بالمسجد، ومنها بيتاً للإمام والمؤذن، وتقيم في البقية منها بعض الأسر المحتاجة من أهل الزبير.
مسجد بمنطقة الفاو:
لم يكتف المحسن عبد اللطيف العثمان رحمه الله بتأسيس مسجد الزبير، إذ رأى أن أهل منطقة الفاو يحتاجون إلى مسجد أيضاً، فقام بتأسيسه عام 1965م، لتهوي إليه قلوب المصلين داعين الله لصاحبه بألسنة حالهم فضلاً عن ألسنة مقالهم بالخير والثواب وحسن الجزاء.
إعانة المحتاجين:
كما عرف عنه رحمه الله سخاء يده وتقديمه المساعدة الفورية لمن يحتاجها، سواء في شبابه أو شيخوخته، قال صلي الله عليه وسلم: "لا يَشْبَعُ الرَّجُلُ دُونَ جَارِهِ " رواه أحمد.
ولذا كان رحمه الله حريصاً على إعانة المحاجين وتفريج كرب المكروبين.
ولم يتوان رحمه الله عن تقديم النصح والمشورة والمساعدة لمعارفه ومريديه وخاصة حين بدأ السفر الشراعي في التوقف، حيث لزم النوخذة عبداللطيف ديوانه في حي القبلة يستقبل أصدقاءه ويقدم المشورة للناس.
الشهامة والنجدة والمروءة:
مما هو معروف عن المحسن عبداللطيف العثمان رحمه الله - في ذلك المجال أنه كان يقدم ما يستطيع من المساعدات لمن تنكسر سفينته أو تتعطل بعطب كبير، فلا يرجى من ورائها نفع، فكان يعين صاحبها هو وإخوانه القادرون من الكويتيين على شراء أخرى جديدة، والعجيب في هذا الأمر أن الأموال التي تُجمع لهذا الغرض قد تكفي أحياناً لا لشراء سفينة واحدة فحسب، بل سفينتين.
وهذا تطبيق عملي لقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ قَالَ فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ" رواه مسلم.
وكانت هذه الشهامة والمروءة هي سمة للكويتيين عموماً، آنذاك كما ذكر المحسن عبداللطيف العثمان نفسه في المقابلة التليفزيونية المذكورة التي قال فيها: "إن أهل الكويت حين يسمعون أن واحداً منهم وفقه الله وبدأ يبني لنفسه سفينة، ويمد قاعدتها (البيص)، فإنهم يذهبون إليه في ديوانه ويباركون له بدء العمل في بناء السفينة، ثم يقدمون له المساعدة، فبعضهم يعطيه قماشاً للشراع، واَخر يعطيه "فرمن" لحمل الشراع، وغير ذلك من أدوات السفينة التي تحتاجها قبل أن تبحر من الكويت".

التعديل الأخير تم بواسطة عنك ; 23-05-2009 الساعة 08:02 PM.
رد مع اقتباس