[كويتي عتيج]

الآتي منقول بالنص من موقع الالقاب :


الفوادرة : طائفة كبيرة تقيم في دولة الكويت منذ نشأتها ، وهي طائفة عربية مقصورة على دولة الكويت دون غيرها ، بمعنى انه لا يوجد منهم في بلدان الخليج الأخرى ، وهم مجموعة من الاسر لا يجمعهم جد واحد ، ولا ينتمون لقبيلة واحدة ، بل هم خليط من عدة قبائل عربية مختلفة النسب ، وبالماضي كانت اسرهم لا تحمل لقب "فودري" طبقا" للوثائق التاريخية ، وقد احتار الباحثون الكويتيون في مصدر لقبهم مثلما احتاروا بلقب (العتوب) وغيرهم .

أصلهم ونسبهم :
طبقا" للكتب والوثائق ، فكلهم من العرب السنه وينتمون لعدة قبائل عربية ، وكونهم سكنوا فترة بالساحل الفارسي من الخليج العربي فذلك لا يلغي عروبتهم أو يعيبهم ، لآن كثير من الطوائف والعشائر العربية سكنت ذلك الجانب من الخليج العربي ، مثل القواسم (حكام الإمارات) وبطون من قبائل بني تميم والأزد وبجيلة وعنزة وشمر والهواجر والدواسر والعوازم والعجمان وغيرهم .

مصدر لقبهم :
أحتار الباحثون بمصدر لقبهم مثلما أحتاروا بلقب (العتوب) ، فمنهم من أعتبره مستمد من اسم مكان هجرتهم ، ومنهم من أعتبره صفة تطلق عليهم ، وآخرون قالوا يعني التبرد ، أي الذهاب برحلة اصطياف ، وبعضهم قال مأخوذ من (مفودرين) بمعنى هاربين ، لأن (الفودرين) باللغة تعني فرق الشعر لقسمين ، وهناك اجتهادات أخرى كثيرة كلها بغرض الوصول إلى مصدر لقبهم مثلما حدث بشأن لقب العتوب .
فمن المصادر الكويتية التي نسبت لقبهم لاسم مكان ، السعيدان في الموسوعة الكويتية والدكتور المزيني في أنساب الأسر الكويتية ، فالسعيدان قال ان لقبهم مشتق من اسم منطقة الفاو العراقية التي كانوا يقيمون بها ، فعرفوا بأهل (الفاو دار) ، وهم طائفة من بني تميم . بينما المزيني بكتابه قال إن لقبهم مأخوذ من (فودر) ، وهو اسم مصيف بمنطقة الأحواز (عربستان) العربية تذهب إليه طائفة من بني تميم للتبرد بشهور الصيف(يعني ليس موطنهم الذي هاجروا منه؟)
وقد علق صاحب كتاب (كشاف الألقاب) على أقوال السعيدان والمزيني ، وقال : أقوال السعيدان والمزيني متضاربة وتحمل بطياتها عدة شبهات وتساؤلات ، فمن حيث التضارب ، فأحدهم نسب اللقب إلى الفاو أو (الفاودار) ، والآخر نسبه لمصيف يقال له (فودر) بالقرب من محل سكناهم في جزر الشيف والحياره والعواسي . أما من حيث التساؤلات فيقول السعيدان إن الفوادره استوطنوا الكويت منذ القدم ، والمزيني قال في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي (أوائل 1700م) ،بينما الثابت بالمراجع ان منطقة الفاو بالقرن الثامن عشر لم تكن قد نشأت بعد أو عرفت بهذا الاسم ، فكيف يكون لقبهم مأخوذ من اسم منطقة لم تعرف بهذا الاسم إلا بعد 1226هـ (بحدود 1811م) ؟ ، وهو زمن لاحق لاستقرارهم بالكويت ، ولهم فريج (حي) يحمل اسمهم بالحي القبلي (فريج جبله) ، وبه مسجد (بن شرف) الذي تأسس في عام 1725م طبقا" لقول السعيدان (لاحظ تاريخ تأسيس المسجد) .
والتساؤل الآخر ، إذا كان سكن الفوادره بجزر (الشيف والحياره والعواس) كما قال المزيني ، فلماذا صاروا يلقبوا بالفوادره ؟ ، فالواجب أن يلقبوا بالشيفي أو الحياري أو العواسي مثل الألقاب الكويتية الأخرى المنسوبة للموطن الذي قدموا منه للكويت (مثل لقب النجدي وغيره) .
ويبدو أن لقبهم منسوب لشيئ آخر - كما يرى المؤلف - غير محل سكناهم الذي قدموا منه للكويت في أوائل القرن (18) الميلادي ، وربما هو بالأصل صفة أشتهروا بها – ربما حتى قبل قدومهم للكويت - مثل بعض التجمعات العشائرية الأخرى (الدواسر والجلاهمه وغيرهم) ، لأن الثابت بالمراجع أن كلمة (الفوادر) هي جمع (الفادر) ، وللفادر عدة معان ، منها (الشاب التام أو العظيم) . علما" بأن (الهاء) الموجودة بلقب (الفوادره) أضيفت للنسبه طبقا" لأقوال المراجع ، وهي تماثل (ياء) النسبه التي تضاف للمفرد على رأي سيبويه عالم النحو الشهير .
وربما يؤيد رأينا (رأي المؤلف) كون الفوادرهلا يجمعهم جد واحد ، وليسوا من قبيلة واحدة شأنهم شأن التجمعات الطائفة والعشائرية الأخرى ، فهم يتألفون من عدة أسر وطوائف تنتمي لقبائل مختلفة ذكرها المزيني ، عندما قال إن معظمهم من قبيلة بني تميم ، ومنهم من الهلالات ، وبني هلال ، والبوجلان (تعني بنو جلان) ، والعثامنة ، والبدور ، والحيادره . والجدير بالذكر أن تجمع الفوادره القديم لم يعد قائما" بالوقت الحاضر شأنه شأن بعض التجمعات الأسرية والعشائرية التي انتهت بمرور الزمن ، وهم يعدون من الجماعات والطوائف التي استوطنت الكويت منذ السنوات الأولى لنشأتها ، وهم الذين أسسوا (فريج الفوادره) بالحي القبلي ، وقد كان يحوي تجمعهم وكل أسرهم ، وبمرور الزمن اتسع فريج الفوادره وصار يتألف من عدة فرجان (أحياء) صغيرة سكنتها عدة أسر كويتية أخرى ليسوا من تجمعهم . (انتهى النقل)

معنى لقبهم بالمراجع :
جاء في (القاموس المحيط وغيره من الكتب) الآتي : الفَدُورُ والفادِرُ والفَدَرُ ، محركة ً‏:‏ الوَعِلُ العاقِلُ فيالجَبَلِ ، وهو المُسِنُّ ، أو الشابُّ التامُّ منه . ج‏ :‏فَوادِرُ وفُدُرٌوفُدُورٌ ومَفْدَرَةٌ ، بالفتح ، ومكانٌ مَفْدَرَةٌ‏ :‏ كثيرُهُ‏ .‏ والفادِرَةُ‏ :‏ الصَّخْرَةُ الصَّمَّاءُ العظيمةُ في رأسِ الجبلِ ‏.‏والفادِرُ‏ :‏ الناقةُ تَنْفَرِدُ وحْدَها عن الإِبِلِ ‏.‏ والفِدْرَةُ ، بالكسر ‏:‏ القِطْعَةُ من اللَّحْمِ ، ومن الليلِ ، ومنالجبلِ‏ .‏ والفِنْديرَةُ والفِنْدير ُ‏:‏ دُونَها‏ (انتهى النقل) .‏ ملاحظة : اسم(فادر) من الاسماء المستخدمة في الماضي ، ويوجد بطن من الغياثات من قبيلة الدواسر يعرف باسم (آل فادر) ، وهم ينقسمون إلى : آل نصار ، والمزاريع ، وآل طلال ، وآل وقيان ، وربما هناك غيرهم .

عدد أسرهم الأصلية:
ذكر الدكتور المزيني بكتاب أنساب الأسر الكويتية ان عدد أسرهم الأصلية يبلغ 23 أسرة ، وبعد البحث والتحري تبين انهم 16 أسرة وليس 23 كما ذكر الدكتور المزيني بكتابه ، ويقال ان سبب ذلك الاختلاف يعود لقيام المزيني باحتساب اقسام وفروع الأسرة الواحدة على انهم أسر أخرى مستقلة باسمها . والجدير بالملاحظة ان جميع أسماء أسرهم التي ذكرها المزيني لا تنتهي بلقب " فودري " ؟ ، فهل من يحمل حاليا" لقب " الفودري " هو منهم ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ .

موطنهم وتاريخهم :
الفوادرة (الأوائل) تعدهم بعض المصادر من الطوائف التي تقيم (وقيل يترددون) في الكويت قبل قدوم العتوب للاستقرار قرب كوت بني خالد (الكويت) ، ومصادر أخرى تقول انهم هاجروا إلى الكويت في أوائل القرن 18 الميلادي (أي بعد 1701م) ، وقيل ان قدوهم كان دفعة واحدة (هجرة جماعية) ، وقد ظهرت تسمية الفوادرة لاحقا" بعدما قدم بعض اقربائهم ومعارفهم للإنظمام إليهم في الكويت في أوائل القرن العشرين ، وبعضهم تنقل معهم قبل نزولهم أرض الكويت ، وأحدهم ساعد القرصان الكويتي الشهير رحمة بن جابر بن رحمة الجلهمي* بالاختباء عند أقرباءه بالجزيرة فترة من الزمن { القرصان رحمة هو أبن زعيم الجلاهمة جابر بن رحمة أحد زعماء تجمع العتوب } . اما عن تاريخهم ، فيقال ان الأوائل شاركوا بمعركة الرقة (1783م) ، وعند إستثناء هذا القول فان تاريخهم يبقى شحيح ونادر بالكتب والمصادر (ربما بسبب عدم اشتهارهم بلقب معين وقتها) ، لكن مما يؤسف له صار بوقتنا الحاضر بعض المنتسبين إليهم (ربما ليسوا من الأوائل) يتحدثون في بعض المنتديات عن قصص وبطولات للفوادرة ليس لها سند بالمصادر والكتب والوثائق البريطانية ، علما" ان جميع الفوادرة هم أهل بحر (أي مهن متعلقة بالبحر) ، ومنهم عدة نواخذة سفر وغوص وقطاعة .

(*) قرصان كويتي من الأبطال الشجعان ورد ذكره بالمصادر التاريخية ، لآنه في حدود عام 1826م فجر سفينته بمن فيها بصورة بطولية مشرفة وذلك لتدمير السفن التي حاصرته بغرض القضاء عليه . علما" ان مهنة القرصنة كانت بذلك العهد تعتبر من المهن السائدة بالخليج وتماثل أعمال الغزو البري عند القبائل العربية التي تعيش في البرية


ماسبق منقول ربما يفيد الموضوع