تاريخ الكويت

تاريخ الكويت (http://www.kuwait-history.net/vb/index.php)
-   تاريــــــخ الكـويت (http://www.kuwait-history.net/vb/forumdisplay.php?f=82)
-   -   اتفاقية عام 1913م وحدودنا قديما ً (http://www.kuwait-history.net/vb/showthread.php?t=7735)

PAC3 06-04-2010 09:03 PM

اتفاقية عام 1913م وحدودنا قديما ً
 
اتفاقية عام 1913م وحدودنا قديما ً
http://www.kuwait-history.net/vb/up/...7920100406.gif
تعد اتفاقية عام 1913م لترسيم الحدود من الإتفاقيات الهامة في تاريخ الكويت والتي وقعت في عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح طيب الله ثراه بعد سنوات من توقيع إتفاقية الحماية في عام 1899م والمبرمة مابين حاكم الكويت الشيخ مبارك و حكومة صاحب الجلالة البريطانية والتي ظلت ساربة لفترة من الزمن , و ظلت اتفاقية عام 1913م للحدود فعالة رغم انها لم تعتمد حتى عهد الشيخ سالم المبارك طيب الله ثراه ، والذي في عهده توترت العلاقات مابين الكويت ونجد حيث تمسك بحدود الكويت الموضحة في تلك الأتفاقية و لم يفرط بها ، ولكن في عهد الشيخ أحمد الجابر طيب الله ثراه تغيرت موازين القوى ولم تلتزم بريطانيا بإتفاقية عام 1913م والموقعة مع الشيخ مبارك ، فأظهرت تحيزها الواضح إلي جانب حاكمي نجد والعراق من بعد مؤتمر العقير الذي عقد لترسيم الحدود مابين دول الكويت ونجد والعراق في عام 1922م ، والذي لم يمثل الكويت أحد من مسؤوليها الكبار في هذا المؤتمر بحجة أنها لا زالت واقعة تحت الحماية البريطانية ، فلقد مثل الكويت بهذا المؤتمر من قبل المعتمد البريطاني في الكويت في تلك الفترة والذي لم يتحرك وبقى ساكناً طيله هذا خلال هذا المؤتمر ، فلم تطبق بريطانيا هذا المبدأ مع العراق والذي كان تحت الإنتداب البريطاني في تلك الفترة وينطبق عليها ماينطبق على الكويت.
لم يرضخ الشيخ أحمد الجابر طيب الله ثراه في البداية وطالب السلطة البريطانيه بالإلتزام بالحدود الكويتية الموضحة في اتفاقية عام 1913م ، ولكن السلطة البريطانية تعذرت بأن الأتفاقية لاغية وغير معتمدة ، وأنه لم يعد لها داعي بحكم زوال الدولة العثمانية من بعد الحرب العالمية الأولى , وتاريخيا تعتبر اتفاقية عام 1913م هي أول ترسيم رسمي لحدود الكويت القديمة ، ولمعرفة تفاصيل آخري عن تلك الاتفاقية فقد أستعنت بكتاب ( ترسيم الحدود الكويتية العراقية – الحق التاريخي والإرادة الدولية ) والمعد من قبل لجنة من المختصـين بإشراف بمراجعة أ.د عبدالله يوسف الغنيم حيث ورد في هذا الكتاب الأحداث التي كانت قبل توقيع الأتفاقية مع بنود اتفاقية عام 1913م لترسيم الحدود بالاضافة إلي معلومات أخرى .

PAC3 06-04-2010 09:07 PM

مقدمة تاريخية
الشيخ مبارك الصباح رحمه الله هو المؤسس الحقيقي للكويت ، وفي عهده تعرضت الكويت لمطامع وضغوطات أجبرته على توقيع إتقاقية الحماية في عام 1899م مع بريطانيا ، وما أن تم توقيع تلك الأتفاقية حتي تكابلت المطامع على الكويت من قبل الدولة العثمانية والموالين لها بمضايقة الشيخ مبارك وذلك بإتباع سياسيات تحريضيه عن طريق تقديم الدعم الكامل للموالين لها كأمثال عبدالعزيز الرشيد ، والذي وعده العثمانيين بزيادة نفوذ أراضيه حتى تصل للكويت ،ولكن الشيخ مبارك كان أشد صلابة من خصومة في المحافظة على استقلال حدود الكويت فبرغم هزيمته في معركة الصريف عام 1900م فلم تستطيع الدولة العثمانية من نيل مرادها من الشيخ مبارك ولا بن رشيد أستطاع من مد نفوذه للكويت.
لم يقف الأمر عند هذا الحد حيث استمرات الدولة العثمانية في حبك المؤمرات ونقضها للعهود ، واستمرت في محاولاتها بمضايقة الشيخ مبارك بل ووصل إلي حد القتل و التخلص منه مما حدا الشيخ مبارك إلي الطلب من بريطانيا بالتدخل لوضع حد لتلك الإعتداءات المستمرة على الكويت من قبل الدولة العثمانية.
ففي عام 1901م دارت مباحثات مابين بريطانيا والدولة العثمانية على خلفية تلك المضايقات ، فاسفرت تلك المباحثات في البدايه عن صدور قرار رسمي من قبل اللورد لانزون وزيرة الخارجية البريطانية سلم نسخة منه للسفير " أنثوبولو باشا" سفير الدولة العثمانية في العاصمة البريطانية والذي يقضي بأن الحكومة البريطانية لن تغير علاقتها بالكويت ولن تحولها إلي محمية بريطانية بشرط أن لاترسل الدولة العثمانية من ناحيتها قوات عسكرية إلي الكويت وإذا حدث تعد من قبل الدولة العثمانية أو من قبل حليفها بن رشيد فإن الحكومة البريطانية ستضطر إلى تقديم المساندة الكاملة لشيخ الكويت ، وبناء على هذا القرار الرسمي صدر تصريح عثماني في سبتمبر من عام 1901م أوضحت به الدولة العثمانية الألتزام والمحافظة على هذا الوضع الراهن وعدم التدخل في الشئون الداخلية للكويت وتحريض الموالـين لها .
لكن الوضع هذا لم يستمر طويلاً ، وبعد مرور عام على القرار الرسمي البريطاني تنصلت الدولة العثمانية كعادتها من ذلك التصريح ففي عام 1902 أرسلت قوات عسكرية كان القصد منها تقليص نفوذ الشيخ مبارك في أم قصر وسفوان وجزيرتي وربه وبوبيان وبدعم من المانيا لاحتلال أراضي الكويت الشمالية والسيطرة عليها ؛ لاستغلال الممرات المائية والمناطق الساحلية الواقعة في خور عبدالله والزبير لتأمين نهاية الخط الحديدي المزمع أقامته بكاظمة من قبل إلمانيا حينما طلبت من الشيخ مبارك شراء أرض كاظمة ولكي تكون نهاية لسكة الحديد، والتي قوبلت برفض تام من الشيخ مبارك للمطالب الألمانية حيث طلب من مبعوثها بمغادرة من الأراضي الكويتية على الفور وذلك لعملة بخبث النوايا من قبل الدولة العثمانية والمانيا .
وما قامت به الدولة العثمانية تلك الفترة هو تعدي سافر على جزء من الأراضي الكويتية بحجة أن تلك الأراضي من ضمن حدود ولاية البصر التابعة للدولة العثمانية في تلك الفترة مما أدي إلي قيام الشيخ مبارك بتقديم احتجاج على ماقامت به الدولة العثمانية موضحا أسباب احتجاجه بالتالي :
1. عدم وجود تعبية لتلك الأراضي التي احتلت لولاية البصرة كما تدعي الدولة العثمانية حيث أنها من ضمن أمارة الكويت وبها كانت قلاع اسلافة التي بنوها واستوطنها منذ زمن .
2. تبعية القبائل المتواجدة ظمن تلك الأراضي لسيطرته الشيخ مبارك ومنهم من يعمل في الصيد والغوص على اللؤلؤ في المناطق الساحلية منها.

PAC3 06-04-2010 09:10 PM

أدي تفاقم الوضع إلي تدخل بريطانيا لوضع حد للتعدي على حدود الكويت الشمالية من قبل الدولة العثمانية وذلك بألتزامها بأتفاقية الحماية الموقعة مع الشيخ مبارك حيث قامت بإرسال سفينة حربية لمراقبة الوضع عن قرب ، حيث تأكد لقائد تلك السفينة من وجود قوات عثمانية في تلك ألاماكن وعلى أثرها كتب تقريره في تاريخ 28 فبراير 1902م و الذي أوضح به حقوق الكويت في تلك الأماكن وعلى أثر هذا التقرير قدمت بريطانيا احتجاجا ً " للباب العالي " محتجة على تلك الأنتهاكات.
من بعد هذا الاحتجاج أصبح واضحاً لدي الدولة العثمانية أن الكويت قد وقعت معاهدة الحماية مع بريطانيا ولم تعد تلك الأتفاقية سرية ، وقبيل الإقدام على إعلان إتفاقية الحماية الموقعة في عام 1899م قامت بريطانيا بخطوة للتأكد من شريعة تلك الأتفاقية قانونياً حيث قام نائب الملك في الهند اللورد كيزون بتكليف المقيم البريطاني في الخليج الكولونيل كمبل بعمل دارسة للأوضاع الكويتية عن قرب وعن مدى تعبيتها للدولة العثمانية ، حيث قام الكولونيل كمبل بإعداد تقرير لمعرفة نوعية العلاقة مابين الكويت والدولة العثمانية وأعتمدت بريطانيا هذا التقرير فيما بعد في إعلان حمايتها للكويت وقد جاء في التقرير وتأكد عدم وجود تبعية دولة الكويت للدولة العثمانية ، وهذه بعض من النقاط المتستخلصة من تقرير الكولونيل كمبل وهي كتالي:
1. اشار التقارير الموجود بأرشيف الحكومة البريطانية في بومباي " أن السكان الكويتيون الأصليين قد وفدوا إليها من نجد وهم على قرابة ونسب مع أهلهم في نجد هذا بالأضافة إلي أن لهجتهم وتقاليدهم هي أقرب بكثير إلي لهجة أهل نجد عن غيرها من الدول المجاورة ".
2. عدم خضوع الكويت منذ نشأتها للدولة العثمانية وقد تصدى حاكمها لجميع المحالات التي قامت بها الدولة العثمانية ومن القوى المجاورة للتدخل في شؤونهم الداخلية فقد كانت الكويت كياناً مستقلاً منذ نشأتها ولاتزال.
3. إلتجاء الكثير من الثائرين على الدولة العثمانية للكويت وإقامتهم بها.
4. على مر تاريخ الكويت لم تتواجد حامية عثمانية على أراضي الكويت ،وعدم أداء حاكم الكويت بأية ألتزامات مالية تجاه الدولة العثمانية الا لفترات قصيرة وفي ظل ظروف معينة .
5. قيام الدولة العثمانية بدفع رواتب سنوية لشيوخ الكويت نظير حمايتهم لشط العرب.
6. رفع الكويت الرايه العثمانية بالكويت ليس للتبعية أنما كأحترام ديني لدولة الخلافة الأسلامية.
من تقرير الكولينل كمبل يتضح لنا أن الكويت منذ نشأتها كيان مستقل بحد ذاته عن الدولة العثمانية ولم تكن للدولة العثمانية سيطرة على الكويت منذ نشأتها .
اعتمد اللورد لانزدون في عام 1903م على هذا التقرير خلال جلسة مجلسة اللوردات وقال: "أن شيخ الكويت تحت الحماية البريطانية وتربطة معاهد حماية واتفاقيات خاصة" ويعتبر هذا هو أول تصريح رسمي بريطاني بخصوص اتفاقية الحماية الموقعة عام 1899م حيث طلبت الحكومة البريطانيه من حاكم الكويت بعدم رفع الراية العثمانية وإستبدالها براية أخري وقد اعترض الشيخ مبارك على هذا الطلب بأعتبارة مسلماً وليس بأعتباره من رعايا الدولة العثمانية ، وتم حل تلك المشكلة في اتفاقية 1913م بموافقة بريطانيا على رفع الشيخ مبارك الرايه على يتم إضافة كلمة " كويت" عليها لكي تتميز عن راية الدولة العثمانية.

PAC3 06-04-2010 09:14 PM

ترسيم الحدود
ففي عام 1904م قامت الحكومة البريطانية بأول محاولة لترسيم الحدود ؛ وذلك بخط سير من خور الصبية مروراً في الجهة الجنوبية بأم قصر وسفوان بإتجاه جبل سنام نزولاً إلي وادي الباطن مما أدي إلي معارضة الشيخ مبارك الصباح على تلك المحاولة حيث أنه يرآى أن تلك المناطق سوف يتم استقطاعها من الكويت ويقصد بها أم قصر وسفوان هذ بالأضافة إلى عدم التطرق لترسيم للحدود البحرية والجزر التابعة له من شط العرب وصولاً للحدود الجنوبية .
ففي عام 1907 شكلت لجنة من حكومة الهند مهمتها ترسيم الحدود الكويتية أقرت بتعبية جزيرة بوبيان وجزيرة وربه للكويت وأجلت النظر في باقي الأماكن حيث كان البريطانيين حريصين على دراسة الوضع الراهن بشكل واسع وذلك لأتخاذ القرار بترسيم الحدود .
وفي عام 1908م ومن بعد استيلاء الإتحاديين على السلطة في البصرة بذلوا هؤلاء محاولات عده لإخضاع الكويت لهم ، ولكن كان رد الشيخ مبارك حازم على إفترائتهم وتأكيده على وجود استقلاليه للكويت عن السلطة العثمانية في البصر ة وكان حريص على تلقيب نفسة بحاكم الكويت وقبائلها عند مخاطبته لهم بدلاً من لقب " القائمقام " الذي كانوا ولاه البصر يلقبونه به ، وبدأ بعدها الاتحاديون بإستخدام نفس الأسلوب العثماني القديم بتحريض القوي المجاورة للشيخ مبارك رحمه الله ومنها تحريض عشائر المنتفق لمضايقة الشيخ مبارك وأستخدام أوراق أخرى للضغط على الشيخ مبارك لإرغامه على التنازل ومن تلك الأوارق أملاكة الخاصة وأملاك اسرته في البصرة والفاو حيث تم رفضوا تسجيل الأراضي يحجة أنه ليس عثمانياَ وعدم تملكة وثائق عثمانية تدل على صحة امتلاكة لتلك الأراضي حيث قام الشيخ مبارك بتسجيل تلك الأملاك في القنصلية البريطانية في البصرة سراً ، وعندما علمت السلطات العثمانية بذلك قامت بالتعدي على أراضي ونخيل الشيخ مبارك .
ففي شهر فبراير من عام 1911م قامت بريطانيا بالبدء بمباحثات مع الدولة العثمانية واستمرت لأكثر من عامين إنتهت بتوقيع اتفاقية 29 يوليو 1913م وكانت وجهات النظر البريطانية خلال التفاوض تدور على المحاور التالية :
1. عدم خضوع الكويت للدولة العثمانية خضوعاً فعلياً بناء على التقارير الواردة من قبل الرحالة الأوربيين الذين زارو الكويت على فترات من الزمت حيث أنهم قد وضحوا ذلك في تقاريهم ومن تلك التقارير تقرير السيد لويس بيلي الذي رفعة إلي حكومة بومباي في عام 1863م .
2. موافقة الدولة العثمانية على سحب قواتها من أراضي الكويت الشمالية وإعترافها بتعبية جزيرة بوبيان وجزيرة وربه للكويت مع الإبقاء على الوضع الراهن في الإمارة.
3. تمتنع الدولة العثمانية عن التدخل في الشؤون الداخلية للإمارة وفي أمور الحكم.
كان موقف المفاوضين العثمانيين خلال المفاوضات به نوع من الإرتباك والتناقض فيما بين تمسكهم بتبعية الكويت للدولة العثمانية ومابين تقليص الإمارة مع إعترافهم بجميع الأتفاقيات التي عقدتها بريطانيا مع شيخ الكويت.

PAC3 06-04-2010 09:18 PM

بنود الأتفاقية
ففي 29 من شهر يوليو من 1913 م انتهت تلك المباحثات بالتوقيع على الإتفاقية والتي وقعها من الجانب العثماني إبراهيم حقي باشا وزير الخارجية ومن الجانب البريطاني السيد أدوراد جراي وزير الخارجية البريطاني والإتفاقية مكونه من خمسة اقسام القسم ألاول منها والقسم الثاني مكون من عشر مواد وهي على النحو التالي :
المادة الأولي : مقاطعة الكويت كما هي محددة في المادتين 5, 7 من هذه الاتفاقية تشكل قضاء مستقلاً عن الامبراطورية العثمانية .
المادة الثانية : لشيخ الكويت أن يرفع كما بفعل بالماضي العلم العثماني بالاضافة إلي كلمة (كويت) تكتب على أحد أركان العلم إذا أراد ذلك وله أن يمارس إدارة مستقلة في المنطقة الأقليمة المحددة بالمادة الخامسة من هذه الأتفاقية وتمتنع الحكومة الأمبراطورية العثمانية التدخل في شؤون الكويت الداخلية بما في ذلك مسأله الوراثة وعن أي عمل إداري آخر وكذلك عن أي احتلال أوعمل عسكري في المقاطعات التى تنتمي إلي الكويت .
المادة الثالثة : تعترف حكومة الإمبراطورية العثمانية بسريان الأتفاقيات التي عقدها سابقاً شيخ الكويت مع حكومة صاحبة الجلاله والمؤرخة في تاريخ 23 يناير من عام 1899م وفي تاريخ 24 مايو من عام 1900 م وفي تاريخ 28 فبرايرمن عام 1904 م بنصوصها الملحقة بهذه الاتفاقية وكذلك تعترف بسريان امتيازات الأرض الممنوحة من الشيخ المذكور لحكومة صاحبة الجلاله البريطانية وللرعايا البريطانيين وسريان المطالب المنطوية في المذكرة المرسلة بتاريخ 24 اكتوبر من عام 1911م من السكرتير الأول لصاحب الجلالة للشؤون الخارجية إلي صاحب الجلالة الإمبراطورية السلطان في لندن .
المادة الرابعة : لغرض تأكيد التفاهم بين الحكومتين الذي عقد من قبل والخاص بتبادل التأكيدات المؤرخة في 6 سبتمبر 1901 م بين سفارة صاحب الجلالة البريطانية في الآستانة ووزارة الخارجية الإمبراطورية فإن حكومة صاحب الجلالة البريطانية تعلن بأنه طالما لايحدث أي تغيير من الحكومة الإمبراطورية العثمانية في الوضع القائم في الكويت كما هو محدد بهذه الأتفاقية فإنها لن تتغير من طبيعة علاقتها مع حكومة الكويت ولن تعمل على إنشاء محمية وإن الحكومة الإمبراطورية العثمانية لتأخذ مذكرة بهذا الإعلان.
المادة الخامسة : استقلال شيخ الكويت يمكن ممارستة في المقاطعات المحددة والتي تكون شبة دائرة تتوسطها مدينة الكويت وخور الزبير في الحد الشمالي والقرين في الحد الجنوبي وهذا الخط مشار إلية باللون الأحمر على الخريطة المللحقة بهذه الأتفاقية (ملحق 5) وجزائر وربة وبوبيان ومسكان وفيلكا وعوهة وكبر وقارة وأم المرادم بالإضافة إلي الجزائر المجاورة والمياه التي تحتويها .
المادة السادسة : القبائل التي تقع داخل الحدود المتفق عليها في المادة التالية يعترف بها على أنها داخلة في تبعية شيخ الكويت الذي يقوم بتحصيل الزكاة كما كان يفعل ذلك في الماضي وله أن يمارس الحقوق الإدارية التي يتمتع بها بصفتة قائمقاماً عثمانياً ولأيجوز للحكومة الإمبراطورية العثمانية أن تمارس في هذه المناطق أي عمل إداري منفرد عن شيخ الكويت وأن تتمنع عن إقامة حاميات أو القيام بأي عمل عسكري مهما كان نوعه دون التفاهم قبلاً مع حكومة صاحب الجلالة البريطانية .
المادة السابعة : حدود المقاطعة المشار إليها في المادة السابقة تحدد كالآتي : ( خط الحدود يبدأ على الساحل عند مصب خور الزبير في الشمال الغربي ويعبر تماماً جنوب أم قصر وسفوان وجبل سنام وبمثل الطريقة تترك لولاية البصرة هذه المحلات وآبارها وعند الوصول إلي الباطن تتبعها حتى الجنوب الغربي ثم تستدير نحو الجنوب الغربي بالقرب من البحر بالقرب من جبل منيفة وهذا الخط مشار إلية باللون الأخصر في الخريطة الملحقة بهذه الأتفاقية ) ( ملحق 5 ).
المادة الثامنة : في حالة موافقة الحكومة الإمبراطورية مع حكومة صاحب الجلالة البريطانية على امتداد خط حديد بغداد- البصرة إلى البحر واعتبار الكويت نهاية لذلك الخط أو أي نهاية له تدخل في المقاطعة المستقلة تتفق الحكومتان على اتخاذ الإجراءات فيما يختص بحماية الخط المنشأ وكذلك تأسيس مكتب الجمارك والمستودعات التجارية وأي مؤسسات أخرى ترتبط بوجود ذلك الخط .
المادة التاسعة : يتمتع شيخ الكويت بحرية تامة في ممارسة حقوقة في ممتلكاتة الخاصة التى يمتلكها في ولأية البصرة على أن تكون ممارستة لهذه الحقوق الخاصة بمتلكاتة طبقا للقانون العثماني وهذه الممتلكات ( غير المنقولة ) تخضع للضرائب والقواعد الخاصة بحفظها وتمويلها وقضائها المقررة بالقوانين العثمانية .
المادة العاشرة : مجرموا المقاطعات المجاورة لايمكن قبولهم في مقاطعة الكويت بل ينبغي طردهم عند وجودهم ومن المفهوم أن هذه الشرط لايمكن أن تستخدمة السلطات العثمانية كذريعة للتدخل في شؤون المقاطعات المجاورة .

PAC3 06-04-2010 09:22 PM

نستنتج من تلك الأتفاقية بعض من الملاحظات التالية:
في المادة الأولي من الأتفاقية لم تشر إلي تعبية الكويت لولاية البصرة لا من قريب أو من بعيد بينما أوضحت تلك الأتفاقية بكون الكويت قضاء مستقل عن الإمبراطورية العثمانية ، أما في المادة الثالثة هناك أشارة إلي اعتراف رسمي من قبل الدولة العثمانية سريان وشرعية اتفاقية الحماية المبرمة مابين الشيخ مبارك الصباح وبين حكومة صاحب الجلالة البريطانية ، أما في المادة السابعة فهناك اعتراف رسمي من قبل الدولة العثمانية بوجود خط حدودي يفصل مابين الكويت والدولة العثمانية حيث أن لكل منها كيان سياسي مستقل عن الأخر وهذا ماتعرفة الدولة العثمانية ولم تكن تجهلة ، أما في المادة الأولي يلاحظ أن الكويت كيان مستقل عن الأمبراطورية العثمانية ، هذا بالاضافة عدم التدخل في شؤون الكويت أو القيام بأي عمل عسكري ، أما بالنسبة للعلم العثماني فليس لرفع الراية العثمانية تعبية بأعتبار الدولة العثمانية دولة الخلافة الإسلامية وكان علم الكويت مميز بكتابة كلمة " كويت " عليه وهذا لم يحدث في أي من المناطق التابعة للدولة العثمانية ، وقد عارض الشيخ مبارك تغير العلم العثماني بأعتباره شعار إسلامياً ولم يتم تغير في شكل العلم الكويتي الا بعد الحرب العالمية الأولي وبسبب ظروف معينة مصاحبة للحرب ، أمافي المادة العاشرة فقد نصت هذه المادة على عدم استعادة الدولة العثمانية للمجرمين الفارين إلى الكويت دون عقد اتفاق بخصوص هذا الشأن وهذا أن يدل على عدم وجود سيادة للدولة العثمانية على الكويت في تلك الفترة " حيث اصر الشيخ مبارك على أن يقتصر الأمر بالطرد على رعايا الدولة العثمانية المتهمين في قضايا جنائية بشرط أن يكون طلب من الباب العالي وليس من الولايات التابعة لها في بغداد والبصرة ومراعاة للتقاليد العربية بخصوص ذلك فقد تم استخدام كلمة " طرد " بدلاً من كلمة تسليم .

إعتراض الشيخ مبارك على بعض بنود الاتفاقية :
اعترض الشيخ مبارك على ماجاء في المادة الخامسة والسابعة من تلك الأتفاقية وعبر عن استيائه لفقدان الكويت لأجزاء من أم قصر وسفوان حيث كان يطالب بتبعيتها للكويت استناداً لحقوقة التاريخية فيها ، كما عبر الشيخ مبارك الصباح عن استيائه لتعيين الدولة العثمانية وكيل من قبلها في الكويت لرعاية مصالح رعايها ،حيث أعتبر هذا الأمر استفزازياً وقد عبر عن رأيه للمقيم البريطاني في الكويت بخصوص ذلك حيث أن هذا الأمر لم يحدث من قبل وأن سيفتح باب للمؤامرات والدسائس مع السلطة العثمانية المتواجدة في البصرة هذا حيث كان الشيخ مبارك على دارية بما سوف بحصل مستقبلاً في حال وجود وكيل من قبل الدول العثمانية ، بألاضافة أن وجوده سوف يؤدي إلي تقويض وإضعاف سلطتة في البلاد والصحراء حيث أصر على حذف هذا النص من الإتفاقية ، وقد استجابت بريطانيا لما أبداه الشيخ مبارك الصباح من مخاوف من وجود وكيل للدولة العثمانية في بلادة حيث طلبت بريطانيا من الدولة العثمانية بأصدار توضيح وسحب جميع موظيفها من الكويت ، وصدر تصريح من الدولة العثمانية وألحق في بالاتفاقية فيما بعد حيث لم يعد للدولة العثمانية سند يمكنها الأعتماد عليه في تعين وكيل أو مفوض لها في الكويت ورغم الأعتراضات التي ابداها الشيخ مبارك رحمه الله الأ ان الكويت استفادت من تلك الأتفاقية وبنودها وخاصة المتعلقة بالحدود الشمالية عندما تم ترسيم الحدود بعد الحرب العالمية الأولي وظهور العراق الحديث كما نصت الأتفاقية على أنه سيتم التصديق عليها في لندن في عضون ثلاثة أشهر من تاريخ التوقيع وإذا لم يتم التصديق عليها خلال هذه الفترة تعاد المفاوضات مجدداً مابين الحكومتين وحدديوم 31 اكتوبر من عام 1914م أخر موعد لتبادل الوثايق للتصديق ولكن بحلول هذا التاريخ كانت طبول الحرب تقرع وكانت الدوليتن على شفى حرب ، وهي الحرب العالمية الأولي التي حيث حالت دون التصديق على هذه الأتفاقية .

وفي الختام اتفاقية 1913م لترسيم الحدود من الأتفاقيات الهامة في تاريخ الكويت وهي أول ترسيم رسمي لحدود الكويت التي حافظ عليها الشيخ مبارك ومن جاء من بعده ولكن سيطرة حاكم نجد الملك عبدالعزيز على الجزيرة العربية غير في موازين القوي في المنطقة في ظل التحيز البريطاني معة من بعد اتفاقية العقير عام 1922م حيث أدى إلي اقتطاع جزء كبير من الأراضي الكويت يتعدى ثلثي الأراضي الموجود حالياً بحيث أرجعت الحدود لمسافة 150 ميل للخلف مما إدى إلى تقليص مساحة الكويت .

PAC3 06-04-2010 09:27 PM

الحدود الكويتية في الخرائط الجغرافية من عام 1913م
ولغاية الحدود الحالية




PAC3 06-04-2010 09:30 PM






المراجع بالتصرف :
1. ( ترسيم الحدود الكويتية العراقية – الحق التاريخي والأرادة الدولية ) والمعد من قبل لجنة من المختصـين بإشراف وبمراجعة أ.د عبدالله يوسف الغنيم .
2. كتاب من تاريخ الكويت - سيف مرزوق الشملان .
3. موقع "commons.wikimedia.org ".
4. موقع " WHKMIA: World history " .

موضوع ذو صلة في الموضوع :
الاتفاقيات والمعاهدات البريطانية

حقوق النسخ محفوطة للكاتب PAC3ولمنتدى (تاريخ الكويت)، أرجوا عند النقل ذكر المصدر (للكاتب PAC3من منتدي تاريخ الكويت www.kuwait-history.net) .
أرجوا تحري الأمانة العلمية في النقل... وشكرا

AHMAD 07-04-2010 12:25 AM

مجهود رائع يا بومحمد ... تسلم الأيادي ..
وحول مساحة الكويت قديماً .. فأعتقد ان غياب الوعي السياسي وقصر النظرة المستقبلية في تلك الفترة كان سبباً رئيسياً في ضياع تلك المساحات الشاسعة ..

PAC3 07-04-2010 11:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AHMAD (المشاركة 43801)
مجهود رائع يا بومحمد ... تسلم الأيادي ..
وحول مساحة الكويت قديماً .. فأعتقد ان غياب الوعي السياسي وقصر النظرة المستقبلية في تلك الفترة كان سبباً رئيسياً في ضياع تلك المساحات الشاسعة ..


الاخ العزيز بوعبداللطيف
شكراً لمروك فعلاً الوعي السياسي وقصر النظرة المستقبلية من أهم الاسباب في تقليص مساحة الكويت

ولكن انحياز الأنجليز لجانب حكومة نجد و تغير موازين القوي مابين حكم الشيخ مبارك رحمه الله ومابين حكم الشيخ أحمد الجابر رحمه الله من أحد الأسباب ولم تقتطع الحدود كاملة في عهده الشيخ أحمد الجابر رحمه الله كما يعتقد البعض حيث أن الزحف على حدونا تم على فترات زمنية
حتي عهد الشيخ عبدالله السالم رحمه الله.

ففي عهد الشيخ أحمد الجابر رحمه الله كانت السفن الكويتية تنقل في المغاصات " الأهيرات" وقد ذكر أحد كبار السن أنه في الاربيعينات كانوا "يبندرون "في البنادر الكويتية القديمة الواقعة في الوقت الحالي ضمن الأراضي السعودية وقد ذكر لي أنه في "منيفة " يوجد شاهد "علامة اسمنتية" عليها "البرثن" وسم بن صباح هذا بالاضافة للجمرك السعودي البري في" جرية " قرية" وأن ما تم اقتطاعة من الحدود الجنوبية كثير ولايقارن بما تم استقطاعة في الحدود الشمالية

تحياتي


الساعة الآن 07:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت