تاريخ الكويت

تاريخ الكويت (http://www.kuwait-history.net/vb/index.php)
-   التاريـــخ البحـــري (http://www.kuwait-history.net/vb/forumdisplay.php?f=83)
-   -   طرق وأدوات صيد الأسماك في الكويت بالماضي - عمل وثائقي (http://www.kuwait-history.net/vb/showthread.php?t=11952)

AHMAD 28-08-2012 02:26 AM

طرق وأدوات صيد الأسماك في الكويت بالماضي - عمل وثائقي
 
القبس - 2012/07/17


غاب الكثير من الأشياء عن ذاكرتي، ونسيت بعض الأسماء واختفت ملامح وأمكنة، وخبت وجوه وانطفأ الكثير من الأسرار وغارت نوبات من المشاعر في لجة النسيان.. لكن بعضها يبقى عالقاً في ذاكرتي وترافقني في حلي وترحالي، وأهمها البحر وذكرياته وتاريخه وتراثه الذي يجري عشقه في دمي.
الباحث نواف العصفور يعيد ذكريات طرق وأدوات صيد الأسماك بالكويت في الماضي، ويسترجع كلمات نواخذة البحر الذين عايشوا تلك الأيام من خلال إعداد وتقديم برنامج بحري من إخراج عيد الشمري ومشاركة فريق العمل من النواخذة الكبار كالعم خليفة الراشد والنواخذة الشباب مثل حامد السيار وعبدالله الراشد والمجدمي عبدالوهاب الفيلكاوي والمجدمي محمد بوبشيت، وليوثق طرق الصيد في الكويت قديماً.
في لقائه قال: في الاسابيع القليلة الماضية قمت بجهود حثيثة لاجراء لقاءات مصورة مع عدد من الرعيل الاول لغرض توثيق بعض ملامح الحياة البحرية في الكويت قديما بحِرفها ومهنها، ادراكا مني لأهمية تدارك ما يمكن تداركه بهذا الخصوص، وذلك بالتعاون مع شركة سنام للانتاج الفني والتوزيع (بادارة حسن الجسمي والمخرج عيد الشمري)، لتصوير وانتاج العمل الوثائقي، ولا يزال العمل في تصوير تلك اللقاءات قائما وفق آلية عمل مناسبة رغم المعاناة من تقلبات الطقس وارتفاع وتيرة درجات الحرارة.
ومن تلك الخطوات المثمرة التي انجزت في هذه المرحلة كان تصوير مشاهد لطرق استخدام شباك الصيد بانواعها، وتم ذلك على ساحل جزيرة فيلكا وبالاستعانة بخبرة النوخذة خليفة الراشد في مجالات متعددة منها الصيد والغوص وتفصيل اشرعة السفن، وعبدالرحمن الصفي، والعم ناصر بورباع والعم محمد بن هزيم، وكل منهم افضى بخلاصة خبرته عن حرفة صيد الاسماك والروبيان على مدى عقود مديدة، وقد شاركت ثلة طيبة من ابناء النادي البحري الرياضي الكويتي (نواخذة ومجادمة) اصحاب دراية واسعة بهذه الحرفة في تصوير مشاهد العمل وهم: النوخذة حامد السيار، والنوخذة عبدالله الراشد، والمجدمي محمد بوبشيت، والمجدمي عبدالوهاب الفيلكاوي، واستخدمت في التصوير لاضفاء الواقعية سفينتان تقليديتان من نوع الشوعي والهوري من مقتنيات متحف نواف العصفور البحري.
وكان الحرص ايضا شديدا لتوثيق تراث حرفة الغوص بحثا عن اللؤلؤ في الكويت من خلال لقاء مع العم علي صالح بن بشر الرومي للاستفادة من خبراته الطويلة في هذا المجال، وفي توثيق الجانب المتعلق بالتجارة البحرية بالسفن الشراعية، كما تم اجراء لقاء مع العم السكوني سليمان فهد عبدالرحمن البلوشي.
وقد كان الحوار يتعلق عن تلك الرحلات التجارية والسفن العاملة بها والموانئ والبنادر التي كانت تجلب منها السلع والبضائع إلى الكويت. وفي مجال صناعة السفن الخشبية أجرى العصفور لقاء مع القلاف حسين يوسف إبراهيم المنصور وكان الحوار في مجمله حول الأدوات التي يستعين بها صانع السفن ومسميات المسامير وجانب من عمله كأستاذ في سفن النقل البحري التجاري.
وهناك أسماء مرشحة لإجراء لقاءات معها يجري التحضير لها على قدم وساق. وفي هذا الاستطلاع المصور نعرض بعضاً من هذا النشاط الواسع للباحث نواف العصفور.
وبسؤاله: ما طرق وأدوات صيد الأسماك بالكويت في الماضي؟
قال: سنتطرق إليها باختصار وهي:

1 - القراقير
وتنطق محلياً جراجير (وهي اقفاص الصيد) وكانت معظمها بيضاوية الشكل تصنع محليا من عساوة النخيل أو البوص (الحطب) ومن الأسلاك المستوردة أساساً من الهند، وكان طول القرقور يتراوح بين نصف متر ومترين، وهي ذات مدخل قمهي الشكل (فك) ينتهي طرفه في الداخل لمنع هروب الأسماك ويتم اخراج الأسماك المصادة من فتحة مؤقتة على الطرف الآخر للقرقور، وكان الطعم المستخدم (الييم) عبارة عن خثاق أو حف أو العوم (أسماك السردين) أو المحار وبعض الأعشاب حسب نوع الأسماك المطلوب صيدها، وتنصب هذه القراقير على القاع في المياه الضحلة وبين الشعب المرجانية (الفشت) والصخور، ويقال ان القراقير القديمة ذات الاسلاك القاتمة أكثر مصيداً من تلك الجديدة ذات الاسلاك اللامعة، وكانت أسماك الهامور وغيرها من الاسماك التي تشكل معظم المصيد.

2 - الالياخ أو الغزل (الشباك الخيشومية)
كانت تصنع من الخيوط القطنية والكتانية المستوردة من الهند وأفريقيا، والعوامات (الكرب) هنا كانت قطعا صغيرة من كرب النخيل المستوردة من البصرة، والأثقال على الحبل السفلي من الشبكة كانت عبارة عن قطع من الأحجار تسمى مساوي، وكان هناك نوعان أساسيان من هذه الغزول:
النوع الأول:
سعة فتحاته عرض اصبعين أو ثلاثة أصابع لصيد الاسماك الصغيرة مثل الميد أو البياح أو الجرجفان والمسمى الطاروف أو الشرخ، وكان يستخدم في المياه الضحلة، حيث تعمل الشبكة كحائط يتصل بين سطح الماء وقاع البحر.
النوع الثاني:
كانت فتحاته عرض أربعة أصابع، للاسماك المتوسطة الحجم والكبيرة مثل الزبيدي والكنعد والربيب والقباب وكانت تستخدم في شمال الكويت غالباً وفي موسم القيد للزبيدي والصبور وهذا النوع يسمى «ليخ» وتسمى طرق صيده بالهيال. وتتكون الشبكة من 4 - 6 قطع من الغزل، وكان الصيد بهذه الشباك في الليالي القمرية.

3 - الخيط والميادير (السنارة)
كان الخيط الرئيسي يصنع محلياً من القطن أو الألياف الأخرى ويتفرع منه ثلاثة أو أربعة خيوط فرعية ينتهي كل منها بميدار وثقل يسمى «بلد» مطعم بالربيان أو الخثاق أو أي نوع آخر من الييم (الطعم)، وكانت هذه الوسيلة فعالة جداً لصيد أسماك الهامور والشعري وكذلك بعض أنواع أسماك النقرور والشعم التي كانت تستخدم لها ميادير خاصة.

صيد الربيان بالكوفة
كانت تصنع الكوفة محلياً من المرادي ولها أجزاء تسمى الدافوع والجناح والشناش والكيسه وتكون بشكل فتحات أصغر من الشباك العادية وغزل سميك ومصنوعة أيضاً من مرادي النخيل والغزل ويكون هناك شخص مختص بها لمحاذاتها برفعها وتنزيلها على قاع البحر لدخول الربيان. ومن أشهر أماكن صيدها خور الصبية (البرشه).
تتم عملية الصيد بمد الشبكة على شكل حائط عمودي ومستقر على القاع ثم تسحب أطراف الشبكة في شكل نصف دائرة مع ضغط الصيادين بأقدامهم على الحبل السفلي ليلامس القاع (منعاً لهروب الربيان)، ويستمر جر الشبكة بهذا الشكل مع تضييق مساحة الدائرة تدريجياً إلى أن ترفع من الماء.
وقد استخدمت هذه الشباك في المياه الضحلة حول الجزر، حيث لا يتجاوز عمق المياه قامة واحدة (باعاً واحداً).

5 - الحواجز المائية: المساكر والحظور
أ - المسكر
كانت تشيد في المناطق القريبة من الشاطئ بين حدي المد والجزر، وهي حواجز من الحجارة الجيرية أو الصخور البحرية تصف على شكل نصف دائرة بارتفاع نحو 50 سم لتحجز خلفها مساحة من المنطقة الشاطئية المعرضة للمد والجزر، وعندما تسبح الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى إلى داخل هذه الحواجز أثناء ارتفاع المياه في المد، فسرعان ما تنحصر داخلها عند انحسار المياه أثناء الجزر، حيث لتجد طريقاً للهروب حتى يأتي الصيادون للإمساك بها باليد، وأحياناً كانت تمتد هذه المساكر كيلومترات عدة بمحاذاة الشاطئ.

ب - الحظرة
نوع كان شائعاً من الحواجز المدية تشيد من القلم أو البوص ويشد إلى بعضه بواسطة حبال خاصة في منطقة المد الساحلية تجاه الأسماك السابحة بمحاذاة الشاطئ إلى داخل الحائط الشبكي للحضرة (اليد) والممتد من الشاطئ إلى داخل البحر يؤدي إلى مصيدة دائرية (حوش)، حيث تتجه الأسماك إلى داخلها أثناء زيادة الماء في المد (السقي)، ولا تستطيع الهروب منها، وتبقى الأسماك هناك إلى حين حضور الصيادين عند انحسار الماء في الجزء (الثبر) لجمعها من الكيس العميق الموجود في نهاية الحظرة والمسمى «السر»، الذي يظل دائماً مغموراً تحت الماء.
معظم الأسماك المصادة هنا من نوع الميد والسلس واليمام والخثاق والجرجفان.

السم
كانت يستورد من الهند على هيئة مستخلصات أو بذور لنباتات معينة تصنع منها عجينة أو حبيبات تخلط مع «صل» الأسماك السطحية والشرايب للكائنات القاعية مغروم القباقب والربيان والأسماك الصغيرة مثل العوم... ويلقى بها في المياه القريبة من الشاطئ أثناء أول الثبر وعندما تنحسر المياه تماماً أثناء الجزر، يتم جمع الأسماك المتساقطة على القاع، ويقال إن الأسماك المصادة بهذه الطريقة لم تكن ضارة بالإنسان.

6 - القمبار:
وهو من المصائد الليلية التي يقوم بها الصياد بواسطة الكابر، وهو رمح من حديد مدبب بالأسفل، بالإضافة إلى السيف وسراج الجمته على كتفه، ومن الأسماك التي يصطادها ليلاً الوحر والقبقب والشعم والبياح ومن مخاطر القمبار اللخمة.

أنواع سفن الصيد قديماً
من أنواع السفن التي كانت تستعمل للصيد هناك الشوعي والهوري والجالبوت والورجيه، وكانت تلك السفن تتوجه إلى أماكن الصيد مثل فيلكا ووربة وخور بوبيان ومسكان وكاظمة والصبية وحد الحمار ورأس الزور والجليعة وغيرها.

شكراً لكل المساهمين بالعمل
يقول العصفور نخص بالشكر كل من ساهم بهذا العمل التراثي، «ومنهم الباحث الأستاذ جابر عبدالله».

AHMAD 28-08-2012 02:29 AM

اتصلت بالاخ نواف العصفور قبل فترة .. وافاد بأن هذا العمل لا زال في طور الاعداد وانه سوف تكون هناك رحلات لفريق العمل ولقاءات في بعض الدول .. كالهند وعمان وغيرها من الدول ..

ونتمنى للاخ نواف التوفيق بعمله والنجاح وان يظهر العمل على أعلى المستويات ..


الساعة الآن 02:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت