حتى لا ننسى
الغزو العراقي الغاشم (أغسطس 1990م). لم تعرف الكويت على امتداد تاريخها الحقد على جار, ولم تعرف الجور على أحد, ولم تقطع ذات يوم ما أمر الله به أن يوصل, بل كانت على الدوام بلداً مسالماً يمد يد العون والعطاء للدول الشقيقة والصديقة. ومن ثم فإن الكويت لم تتوقع مطلقاً أن تتعرض لغزو بربري غادر من جار لم تتوان يوماً عن مناصرته معنويا وماديا. وإذا كان عبدالكريم قاسم قد أخفق في تحقيق أطماعه الشيطانية في الكويت عندما افتعل أزمته الشهيرة عام 1961م فقد نفذ صدام حسين في عام 1990م ما أخفق فيه قاسم العراق .. ففي الثاني من أغسطس عام 1990م سمعت العروبة والقيم العربية والإسلامية صوت ناعيها متمثلاً في العدوان العراقي الآثم على دولة الكويت العربية المسلمة المسالمة, بل إن الإنسانية وقيمها المتعددة شهدت في ذلك اليوم مذبحتها على نصب الطمع وحب المال وغريزة العدوان لدى نظام صدام حسين الذي أشهر عدوانيته سواء على مواطنيه في الداخل أو على دول الجوار في إيران تارة وفي دولة الكويت تارة أخرى, وأثبت ذلك النظام أنه بهذه العدوانية إنما ينتمي إلى شريعة الغاب وغدر الذئاب. وقد أثبت نظام بغداد بعدوانه الآثم على دولة الكويت أن العروبة لم تكن بالنسبة له سوى مطيةً تبلغه مأربه وتحقق له أطماعه التوسعية ضارباً عرض الحائط بقيم العروبة وماتفرضه من التزامات. وعلى الرغم من تحرير دولة الكويت في فبراير 1991م فإن الغزو الغاشم من جانب جار الشمال الغادر يبقى مرادفاً للذكريات البغيضة. ففي الساعات الأولى من صباح الثاني من أغسطس عام 1990م إجتاحت ثلاث فرق عسكرية عراقية قوامها مئة ألف جندي الحدود الكويتية مدعومةً بعدد هائل من الدبابات والطائرات الحربية, وتقدمت الفرقة الأولى نحو مدينة الكويت للسيطرة عليها وشل الحياة فيها, وتقدمت الفرقة الثانية نحو منابع النفط لاحتلالها, فيما انتشرت الفرقة الثالثة على الحدود الكويتية السعودية لضمان احتلال كامل الأراضي الكويتية. وإذا كان طاغية بغداد قد حقق مأربه الشرير بالاستيلاء على أرض الكويت وثروتها آنذاك, فإنه قد أخفق في النيل من القيادة الشرعية للشعب الكويتي حيث شكل انتقال حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي عهده الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمهما الله إلى المملكة العربية السعودية الضربة الأولى التي وجهت إلى مخططات الطغمة الحاكمة في بغداد. فقد استطاعت الشرعية الكويتية بقيادة سمو الأمير الراحل إدارة الأزمة والمعركة السياسية بحنكة واقتدار من خلال حشد التأييد الدولي الرسمي والشعبي لقضية الكويت العادلة وطرد المحتل الغاصب. وكانت أول كلمة وجهها سموه رحمه الله إلى الشعب الكويتي الأبي الصامد تعكس إيمانه بالله ويقينه بالنصر على الغزاة وخروج الكويت من هذه المحنة بعزيمة وإرادة أهلها. وفيما يلي نص كلمة سموه رحمه الله في تلك اللحظات العصيبة: بسم الله الرحمن الرحيم ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) صدق الله العظيم يا أبناء شعبنا الكريم .. يا أهل الكويت, يا أبناء ذلك الرعيل الأول الذي عبر بحور المستحيل وبذل الدم والعرق رخيصاً من أجل أن تكون الكويت عزيزة الجانب شامخة الهامة .. أتحدث إليكم اليوم ومشاعر الألم والحزن تعتصر قلبي. الألم لأن كويتنا العزيزة تعرضت لعدوان غاشم استهدف أرضنا وشعبنا بعد أن اجتاحت هذا البلد الصغير الآمن المسالم مئات الدبابات, وانهال عليه عشرات الألوف من الجنود, وعصفت بسمائه الصافية جموع الطائرات تنشر الرعب والدمار. وما يحزننا أيها الأخوة أن مصدر هذا العدوان الغاشم لم يكن عدوا معروفاً فنتقي شره, أو بعيداً عنا فنرتاب في أمره, بل وللأسف الشديد جاء العدوان من أخ وجار قريب شددنا أزره في محنته ووقفنا إلى جانبه في ضيقه, وأصابنا من جراء ذلك ما أصابنا وكنا نقول: إنما هذا واجب الأخوة والعروبة وحق الجوار, فكان جزاؤنا مارأيتم وعلمتم وعانيتم .. فأين الأخوة? وأين حق الجوار? ولانملك إزاء هذا إلا أن نقول (حسبنا الله ونعم الوكيل). الإخوة والأخوات .. إن كان العدوان قد تمكن من احتلال أرضنا, فإنه لن يتمكن أبداً من الاستيلاء على إرادتنا. فعزيمتنا وإرادتنا هما عزيمة وإرادة آبائنا وأجدادنا الذين واجهوا أعتى التحديات فلم تلن لهم قناة ولم يخضعوا لأي عدوان, وكويت اليوم هي كويت الأمس .. أرض العزة والكرامة .. بلد الرجال ومنبت الأبطال .. لم تطأطئ رأسها للغزاة ولاخفضت جبينها للمعتدين. ويشهد التاريخ أن الكويت مرت بمحن كثيرة وآلام جسيمة وتعرضت لاعتداءات وغزوات متعددة على مر الزمن, ولكن بصمود الكويتيين وعزيمتهم وإيمانهم بقيت الكويت حرة أبية مرفوعة الراية, عزيزة الجانب, طاهرة التراب, شامخة الكرامة. وبقدر ما سجل التاريخ للكويت هذه الحقائق المشرفة في أوسع صفحاته, بقدر ماسجل للمعتدين في الوقت نفسه صفحات مظلمة من العار والخذلان. الإخوة والأخوات .. سوف يسجل لكم التاريخ يا أبناء هذا الجيل من أهل الكويت أنكم واجهتم أشد المحن ضرواة فلم تستكينوا, وأنكم قاسيتم أحلك الساعات فلم تهنوا, وأنكم وقفتم في وجه جبروت القوة ولم تخضعوا. وسوف يذكر لكم التاريخ أنكم وقفتم صفا واحداً في وجه العدوان, وأن المعتدين لم يجدوا فيكم ثغرة ينفذون منها إلى ضرب وحدتنا وتماسك شعبنا. يا أبناء الكويت .. إن التاريخ سيسجل لكم بصفحات الفخر والعز كما سجل لآبائكم وأجدادكم من قبلكم تلك الوقفة الشجاعة والتصدي الباسل الذي قمتم به وقامت به قواتكم المسلحة من جيش وحرس وطني وشرطة لمواجهة جحافل العدوان بقلوب ثابتة مؤمنة بالله, مؤمنة بكل ذرة من تراب الوطن رواها الآباء والأجداد بالدم والعرق. واعلموا أيها الإخوة أننا لسنا وحدنا في مواجهة العدوان, فمعنا العرب والمسلمون, كما تقف معنا دول العالم التي لم تتردد لحظةً في رفع صوتها عالياً استنكاراً وإدانةً للعدوان. وفوق هذا كله فإننا أصحاب حق ندفع الظلم والعدوان عن وطننا, ونصون شرفنا وعرضنا ونذود عن سيادتنا واستقلالنا. والله معنا جميعاً وهو نعم المولى ونعم النصير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته« وكما أكد صاحب السمو الأمير في كلمته إلى الشعب الكويتي في تلك اللحظات العصيبة, فإن دولة الكويت لم تكن وحدها في مواجهة العدوان. وليس أدلَّ على ذلك من أن العالم لم يكد يسمع بنبأ العدوان العراقي الآثم على دولة الكويت حتى سارعت قاراته إلى إدانة ذلك العدوان والمطالبة بوقفه على الفور. ورفضت كافة المنظمات العربية والإسلامية والدولية هذا الغزو الغاشم وماترتب عليه من آثار كما أكدت على التزام المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الكويت وقضيتها العادلة. فعلى الصعيد الدولي برز موقف الولايات المتحدة القوي المتمثل في المطالبة بالانسحاب العراقي الفوري وغير المشروط من الكويت, وهو الموقف الذي تبنته أيضا القوى الدولية الأخرى. وعقد مجلس الأمن الدولي بدوره اجتماعاً طارئاً إنتهى بإصدار القرار 660 الذي يندد بالاحتلال ويطالب العراق بسحب قواته من الكويت فوراً وبلاشروط. وفي السادس من أغسطس عام 1990م أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 661 الذي فرضت بموجبه عقوبات على العراق وحظر التعامل معه باستثناء جانب محدود يقتصر على تقديم المواد الطبية أو المواد الغذائية لأغراض إنسانية. وتوالى صدور القرارات الدولية حتى بلغ عددها في 29 نوفمبر عام 1990م اثني عشر قراراً كان أهمها على الإطلاق القرار التاريخي رقم 678 الذي أجاز استخدام القوة ضد العراق لإخراج قواته من الكويت وإعادة الحق المغتصب إلى أصحابه, وهو ما تحقق على أيدي التحالف الدولي غير المسبوق بقيادة الولايات المتحدة. أما على الصعيد العربي فقد برز الموقف المبدئي والثابت لدول مجلس التعاون الخليجي التي وقفت بقوة إلى جانب الكويت في مواجهة العدوان الآثم وسخرت وشعوبها كل مالديها من إمكانيات وموارد لنصرة قضية الكويت العادلة وتخفيف المعاناة عن أبنائها الذين شردهم الغزاة الآثمون. وقد أثبت دول مجلس التعاون الخليجي بما قدمته وشعوبها إلى الكويت وشعبها من دعم غير محدود أن دول المجلس يربطها مصير واحد مثلما تجمع بينها وحدة الدين والعرق واللغة. وكان للملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز دور تاريخي, فمن أراضي الملكة إنطلق التحرك الكويتي الرسمي والشعبي من أجل تحرير الوطن من رجس الغزاة. أما الدول العربية الأخرى فقد انقسمت على نفسها إلى ثلاث معسكرات: الأول قادته مصر وتبنى موقفاً مبدئيا وثابتاً برفضه التام للغزو العراقي, والثاني انحاز تماماً للعراق وعُرف بدول الضد, والثالث اتخذ موقفاً سلبيا. وفي العاشر من أغسطس عام 1990م عقدت في القاهرة قمة عربية طارئة في محاولة لثني نظام بغداد عن غيه وحمله على سحب جحافل جيشه من دولة الكويت وتجنيب شعبه والأمة العربية تداعيات كارثية لأزمة فجرها بنفسه وكان بالإمكان احتواؤها في الإطار العربي الذي قوبل هو الآخر بتجاهل تام واستخفاف شديد من جانب النظام العراقي .. وقد ترأس وفد الكويت إلى قمة القاهرة الطارئة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الذي ألقى كلمة صاحب السمو الأمير أمام الجلسة المغلقة للقمة. وفيما يلي نص هذه الكلمة: بسم الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين الذي لايحمد على مكروه سواه, والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين. السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته, فخامة رئيس المؤتمر الأخ العزيز الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية.. الإخوة الأعزاء أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. أحييكم أطيب تحية, وأنقل لكم شكر وتقدير الشعب الكويتي لحرصكم على المشاركة في هذه القمة الطارئة بهدف اتخاذ الخطوات الكفيلة بإنهاء الاحتلال العراقي لبلدي الكويت وإزالة كافة ماترتب عليه من آثار, تمكينا للسلطة الشرعية من ممارسة صلاحيتها. كما أسجل عظيم الشكر والتقدير لفخامة الأخ الرئيس محمد حسني مبارك الذي لم ترض شهامته وعروبته أن تقف الأمة العربية جامدة, في الوقت الذي استنهض العدوان العراقي الغاشم على الكويت همم دول العالم قاطبة, فتحركت على مختلف المستويات لإدانة العدوان ومعاقبة المعتدي, وإجباره على سحب قواته الغازية من أراضي الكويت. أيها الإخوة.. إنني على يقين من أن العدوان العراقي على بلدنا قد أثار في نفوسكم أعمق مشاعر الألم والاستنكار, وكان وما زال مصدر قلق ومعاناة لكم, وليس أدل على ذلك من استجابتكم الفورية للدعوة الكريمة التي وجهها فخامة الأخ الرئيس محمد حسني مبارك لاستضافة هذا المؤتمر على أرض الكنانة, أرض العروبة وبلد المباديء الثابتة والدور القيادي الرائد في العمل الصادق لخير الأمة العربية وعزتها وكرامتها. أيها الأخوة.. لا أود أن أطيل عليكم بسرد ما جرى قبل العدوان العراقي على بلدي الكويت, هذا العدوان الذي لم نكن نتصور أبدا أن يقوم به بلد عربي شقيق على جاره البلد العربي, الذي شد أزره ووقف إلى جانبه في محنته, ولم نتخيل مطلقا أن ما ادعاه العراق من خلافات في وجهات النظر حول أمور أخرى يمكن أن يتخذه العراق مبررا لاحتلال الكويت التي عملت دائماً من أجل أمن المنطقة واستقرارها, وضحت بالغالي والنفيس في الدفاع عن قضايا أمتنا العربية والإسلامية, ولم تتوان أبدا في مساعدة الأشقاء والأصدقاء. أيها الأخوة.. إن الكويت لم يصدر عنها أي قول أو فعل يمكن أن يشكل استفزازا للعراق أو مبررا للهجوم العراقي عليها واحتلال كامل أراضيها, بل إن الكويت قد رحبت منذ بداية الأزمة بالمساعي الحميدة التي قام بها الأخوة القادة العرب وتجاوبت معها, كما استجابت لمساعي الوساطة التي تبلورت في المبادرة المشتركة للأخوين الكريمين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك. ولقد شاركت الكويت بروح إيجابية في اجتماع جده الذي عقد في نهاية شهر يوليو الماضي برعاية المملكة العربية السعودية الشقيقة, وأعلنت الكويت استعدادها لمتابعة الاتصالات والمباحثات مع العراق لحل المشكلة رغم تصلب الجانب العراقي ومحاولته فرض شروط وطلبات نهائية. ولقد فوجئت الكويت كما فوجيء العالم أجمع بعد ساعات قليلة من عودة الوفد الكويتي المفاوض من جدة, بالغزو العراقي الشامل للكويت برا وبحرا وجوا, حيث زحفت على بلادنا مئات الدبابات واجتاحها عشرات الألوف من الجنود, وعصفت بأجوائها المسالمة مئات الطائرات المقاتلة تنشر الرعب والدمار, كل ذلك رغم الوعود والتأكيدات التي أعطاها الرئيس العراقي للعديد من قادة الدول العربية والأجنبية بعدم استعمال القوة ضد الكويت من أجل حل المشكلة, وقد أشار فخامة الأخ الرئيس محمد حسني مبارك في خطابه التاريخي أمس الأول إلى تلك الوعود والتأكيدات التي لم تكن سوى ستار أخفى النظام العراقي خلفه مخططاته لغزو الكويت واحتلال أراضيها. ولقد اتضح جليا لنا والعالم أجمع أن الهدف الأساسي من العدوان العراقي على بلادنا لم يكن حل نزاع على الحدود ولا تسوية خلاف على أسعار النفط, وإنما كان خطة مبيتة لغزو الكويت واحتلال كامل أراضيها, وإسقاط النظام الشرعي فيها تمهيداً لضمها إلى العراق, وهو ما أعلنه العراق بالفعل يوم أمس الأول, وهو مايدل دلالة قاطعة على أن لدى العراق نزعة توسعية سوف تتجاوز بالتأكيد حدود الكويت إلى دول عربية أخرى. ولقد تمثل ذلك أيضاً في الأسلوب اللا إنساني الذي اتبعته القوات العراقية الغازية في إرهاب المواطنين الكويتيين, والبطش بهم, ولجوئها إلى السلب والنهب والاعتداء على حرمة المساكن وأعراض الناس, كما جلب النظام العراقي إلى بلادنا مئات من المرتزقة ليس بهدف الغزو فحسب وإنما من أجل الاحتلال والاستيطان في بلادنا, وانتشر أفرادها في الشوارع والطرقات يوسعون الناس ضربا وإذلالا وتنكيلا, لا يراعون حرمة للنساء والكرامة للمسنين من الرجال, ولا ضعفا للأطفال والصغار. أيها الأخوة.. إن الغزو العراقي لبلادنا عدوان سافر لا مبرر له, وانتهاك صارخ لكافة المباديء والمواثيق العربية والدولية, وهو فوق ذلك وصمة خزي وعار في تاريخ الأمة العربية, ولاشك أنكم أيها الأخوة تشاركونني مشاعر الألم والأسى التي تعتصر قلبي, لأن هذا العدوان الغاشم قد قام به أخ عربي وجار قريب ساعدناه في ضيقه, وأيدناه في محنته, وتحملنا من جراء ذلك الكثير من الأخطار وأعمال التخريب لمنشآتنا ومرافقنا الحيوية, فلم نتراجع عن مساعدته, ولم نتردد في دعمه وتأييده, واعتبرنا ذلك واجب الأخوة والعروبة, وحق الجوار, فلما زال عنه الخطر كافأنا على حسن صنيعنا بإرسال جيوشه لغزو بلادنا واحتلال أراضينا. فهل هذه هي الأخوة? وهل هذه هي العروبة? وهل هذا هو حق الجوار? إن العدوان العراقي على بلدنا انحط بالسلوك البشري إلى الدرك الأسفل من شريعة الغاب, وهو تجسيد لما تروجه وسائل الإعلام المعادية عن صورة العربي القبيح الذي لايرعى عهدا ولاذمة, يغدر بالأخ والصديق ولايحترم المواثيق, تحركه نوازع الشر والجشع ويستأسد على الضعيف والصغير. إن العدوان العراقي على بلدنا الكويت يشكل سابقة بالغة الخطورة, ليس على المنطقة فحسب, بل على العالم بأسره, ولقد وضع هذا العدوان الأمة العربية على عتبة مصيرقاتم إن سمح له بالاستمرار والإفلات من العقاب. ويجب على العالم بأسره ألا يسمح أبدا بغزو البلدان واحتلال الدول وإخضاع الشعوب لإشباع النزعات التوسعية وأحلام العظمة وبناء الامبراطوريات في عهد يشهد العالم فيه توجها صادقا نحو السلام والوفاق والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب, ونبذ أساليب العنف والقتل والدمار بكافة أشكالها. إنكم أيها الأخوة مسؤولون أمام ربكم وبارئكم عن وجوب مقاتلة الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله, وإنكم لمسؤولون أمام أمتكم وأمام شعوبكم وأمام ضمائركم وأمام العالم أجمع عن وجوب العمل فوراً على إنهاء الاحتلال العراقي لبلدنا الكويت وعودة نظامها الشرعي إليه وإزالة كافة ما ترتب على هذا العدوان الغاشم. وإنكم لتتحملون مسؤولية تحصين أوطانكم وحماية شعوبكم من هذا الشر المستطير الذي إن لم تتخذوا اليوم الإجراءات العاجلة لوقفه عند حده ومنعه من التمادي في عدوانه وغيه فإنه آتيكم لامحالة بوسيلة أو بأخرى. أيها الإخوة الأعزاء.. إن الطريق أمامنا واضح لايحتمل التردد أو التأخير .. فلنقف صفا واحد ندين هذا العدوان الغاشم على الكويت, ولنتخذ اليوم الإجراءات الحاسمة التي تجبر العراق على الانصياع لإرادة الأمة العربية والمجتمع الدولي وذلك بالانسحاب الفوري غير المشروط من جميع أراضي الكويت, حتى تتمكن السلطة الشرعية من مباشرة صلاحياتها الكاملة دون أي تدخل خارجي في شؤوننا, وما لم يتخذ مؤتمرنا هذا الإجراءات الفعالة الكفيلة بتحقيق ذلك, فإن واجبنا تجاه وطننا وشعبنا, ومسؤوليتنا أمام الله تحتم علينا اللجوء إلى أي إجراءات تمكننا من تحرير بلدنا واسترجاع حقوقنا كاملة. أيها الإخوة الأفاضل.. إن الموقف كما أوضحه فخامة الأخ الرئيس محمد حسني مبارك خطير ومتفجر, ولايحتمل تسويفا أو تأخيرا, وإن خسارة أمتنا ستكون جسيمة. فهل نستطيع أن نكون على مستوى مسؤولية حماية أمن أوطاننا وأمننا? أرجو أن نكون كذلك, وأرجو أن يتحقق ذلك دون تهاون أو تأخير. ولسوف يؤيدنا الله بنصره, ونسترجع وطننا وحقوقنا بعون الله الذي يحق الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا. والسلام عليكم ورحمة والله وبركاته وقد كثفت القيادة الكويتية الرشيدة من تحركاتها في المحافل الدولية التي لم تفتر بدورها في مطالبتها للنظام العراقي بالخروج سلماً من الكويت وإعادة الحق المغتصب إلى أصحابه تجنباً لويلات الحرب .. وفي إطار هذا التحرك المكثف, ألقى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح كلمةً أمام الدورة الخامسة والأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 سبتمبر عام 1990م. وقد عرض سموه من خلال هذه الكلمة قضية الكويت العادلة كما أبرز توجهاتها السلمية وإسهاماتها في تعزيز مسيرة الأمن والسلم والتنمية في مختلف أرجاء العالم. وفيما يلي نص هذه الكلمة ... بسم الله الرحمن الرحيم باسم ا لله نبدأ نحن المسلمين خطواتنا وبالحمد نتقرب إليه وهو الذي لايحمد على مكروه سواه. لكم منا أيها السيد الرئيس ومن شعب الكويت التهنئة بانتخابكم رئيساً للدورة الخامسة والأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. إنك تنتمي إلى بلد صديق تربطه بالكويت أوثق الروابط ونستمد معاً قوة وفاعلية دولنا من مباديء العدل والشرعية الدولية, وإننا لواثقون بقدرتك على تحقيق الأهداف التي يتطلع إليها المجتمع الدولي من هذه الدورة, وفي وسط هذه الظروف الدولية المعقدة. كذلك أوجه الشكر لرئيس الدورة السابقة الجنرال جاريا على حسن إدارته وحكمته المعروفة في معالجة القضايا التي تهم أسرتنا الدولية. ومن دواعي سروري أيضاً أن أتوجه بالشكر والعرفان لسعادة الأمين العام خافيير بيريز دي كويلار على جهوده الحثيثة والمميزة في خدمة قضايا السلام والأمن الدوليين وحرصه على تطوير دور وفاعلية المنظمة الدولية في أداء المهام السامية التي أنيط بها المؤسسون الأوائل. السيد الرئيس.. يسرنا أن نرحب بانضمام ليختنشتاين العضو الجديد إلى منظمتنا الدولية, ونتمنى لشعبها الصديق الازدهار والتقدم راجين أن يعزز ذلك منظمة الأمم المتحدة بما يضمن فاعلية وشمولية العمل الدولي المشترك. السيد الرئيس.. إنني أخاطبكم اليوم من فوق هذا المنبر في ظروف عصيبة يمر بها بلدي المسالم, ووسط تجربة نادرة تعيشها منظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسها دفاعاً عن الشرعية الدولية, وذلك من خلال موقف مجلس الأمن الدولي الذي تصدى بقرارات حاسمة لمواجهة العدوان السافر على دولة الكويت. ولاشك أن الدور الحيوي الذي لعبه مجلس الأمن في ظل هذه الظروف العصيبة والتي تمر بالكويت والعالم أجمع, هو دور نأمل أن يتطور ولاينحسر, يسود ولاينكسر, بما يؤدي إلى ترسيخ قواعد العدالة الدولية. لقد جئت اليوم حاملا رسالة شعب أحب السلام وعمل من أجله, ومد يد العون لكل من استحقها وسعى للخير والصلح بين من تنازعوا, وتعرض أمنه واستقراره ليد العبث إيمانا منه برسالة نبيلة أمرنا بها ديننا الإسلامي الحنيف وتحثنا عليها المواثيق والعهود وتلزمنا بها الأخلاق. جئتكم برسالة شعب كانت أرضه بالأمس القريب منارة للتعايش السلمي والإخاء بين الأمم, وكانت داره ملتقى الشعوب الآمنة التي لاتنشد سوى العيش الكريم والعمل, وها هو اليوم بين شريد هائم يحتضن الأمل في مأواه, وبين سجين ومناضل يرفض بدمه وروحه أن يستسلم ويستكين للاحتلال مهما بلغ عنفوانه وبطشه. السيد الرئيس.. محنة الكويت هي قصة مأساوية متعددة الوجوه, لم يقتصر أثرها على الكويتيين فقط بل تجاوزت ذلك لتصيب شعوبا أخرى, بل هي هددت وزعزعت الاستقرار في العالم بصورة عامة ومنطقة الخليج بصفة خاصة. لذلك جئت هنا إلى هذا المحفل وهو دفة قيادة العمل الدولي شاكراً لكم على هذا التضامن العالمي الساحق معنا, والذي تتضح معالمه في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتي صدرت بشكل لم يسبق له مثيل, ليشكل موقفاً دولياً صلباً يرفض أن يرى الشرعية والقوانين وقواعد الجيرة والأعراف تغتالها مدافع الغزاة, وتدوسها جنازير الدبابات, ويعكس خصوصية العدوان العراقي على دولة الكويت حيث لم يشهد التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية أن اجتاح بلد ما دولة مستقلة ذات سيادة, وعضواً في الأمم المتحدة, وسعى إلى ضمها إليه بالقوة الغاشمة, ويحاول محو اسمها وكيانها من خريطة العالم السياسية, وإزالة معالم هويتها التي تحددها مؤسساتها وبنيانها السياسي والاقتصادي والاجتماعي, ويجري كل هذا ونحن في نهاية القرن العشرين. جئت إليكم لأطلعكم على هول المحنة والعذاب اللذين نعيشهما داخل وخارج أرضنا الحبيبة المحتلة, وعارضا عليكم قضية بلادي العادلة, ولأترك لضمائركم وبين أيديكم مصير شعب وأمة. وأنا على يقين بأنكم لن ترضوا عن مساندة حقوقه المشروعة في تحرير أرضه بديلاً, كما أنكم لن تترددوا إطلاقاً في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحمل المعتدين والغزاة على إعادة الشرعية, والتراجع عن همجيتهم وانحرافهم. السيد الرئيس.. لم يكن عدوان النظام العراقي على دولة الكويت واحتلاله لها ومحاولته الباطلة لضمها إلى أراضيه ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق والأعراف والمعاهدات - ومنها ما عقد بين البلدين وتحفظه هنا سجلات هذه المنظمة الدولية - لم يكن ذلك النزاع بين دولتين على جزء من الأرض بل كانت خطة مبيتة للاحتلال السافر والسطو المسلح على دولة بأكملها, ومن دولة كنا نرتبط معها بمواثيق دولية ضمن إطار جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة وسائر المنظمات العالمية. لقد اختلق النظام العراقي حججاً وهمية ومزاعم زائفة وملفقة ضد بلدي الآمن والمسلم, وكان جوابنا على ذلك ورغم إيماننا ببطلان تلك المزاعم, وهو اقتراح سلطة تحكيم عربية محايدة نأتمن إليها أمرنا, ونعرض عليها خلافاتنا, لكن العراق سارع إلى رفض ذلك. وكان آخر مسعانا في طريق السلام هو المباحثات الثنائية في جدة بالمملكة العربية السعودية وأعربنا خلالها عن حرص الكويت على تسوية مشاكلها مع العراق وضمن الإطار العربي, غير أن النية العراقية كانت تتجاوز الأشكال القانونية والجوانب الشرعية لتصل إلى اجتياح ربوع الكويت واستباحة سيادتها ودماء أبنائها وأموالها, وهتك الأعراض وإشاعة الدمار والإرهاب, والتنكيل بأبناء أرضها وتشريد مئات الآلاف منهم ومن مواطني الدول الأخرى الضيوف علينا, والذين سلبهم مدخراتهم, وأزهق أرواح المئات منهم وارتهن بعضهم, ولاتزال حتى هذه الساعة حملة الإرهاب والتعذيب والإذلال مستمرة على تلك الأرض الطيبة, حيث تصلنا كل يوم أنباء المذابح واستمرار السطو المسلح الشامل على مقومات الدولة والأفراد, مما دفع قوى الخير والعدل والسلام في العالم إلى محاولة التعرف على مأساة أولئك الأبرياء فبادرت اللجنة الدولية للصيلب الأحمر وبموجب مسؤوليتها المستمدة من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م والخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب, إلى محاولة إرسال فريق عنها لتقديم تقرير عن حالتهم, لكن المعتدي وإمعاناً منه في نهجه اللاإنساني رفض السماح لهذه اللجنة الدولية أن ترسل مندوبين عنها إلى الكويت للقيام بمهماتها, كما رفض السماح لمبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة بزيارة الكويت وتفقد أحوال السكان فيها. إن هذا التصرف يمثل انتهاكاً آخر من المعتدي للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية مما يستوجب وقفة حازمة ضده, ولكن عزائنا الوحيد هو موقف دول العالم بجانب الحق الكويتي, حيث أصدرت جامعة الدول العربية ومؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية ومجلس الأمن القرارات المناسبة التي أدانت بموجبها العدوان العراقي وطالبت بإلغاء قرار الضم وانسحاب القوات العراقية الغازية فوراً دون قيد أو شرط إلى الحدود التي كانت قبل العدوان حتى تتمكن السلطة الشرعية من ممارسة اختصاصاتها ومهامها كما كانت قبل الغزو, ومما يزيد من فخرنا واعتزازنا وقفة الشعب الكويتي الأبي, ضد المحتل الغاصب المدجج بمختلف أنواع أسلحة الدمار, دفاعاً عن أرضه وسيادته واستقلال دولته. السيد الرئيس.. لقد مضى عامان على المبادرة التي قدمتها هنا من فوق هذه المنصة مناشدا إلغاء الديون التي تعاني من وطأتها وأعبائها دول حرمتها مختلف الظروف من الرخاء وتكالبت عليها الضغوط, وإذا كان قد تم تحقيق بعض التقدم في هذا الإطار إلا أنه لايزال حجم المشكلة ونطاقها مصدر تهديد خطير لحياة الملايين من البشر, وهو التهديد الذي وبلاشك يواجه أيضاً الاستقرار والأمن العالميين, إذ توصل بعض المفكرين منذ زمن طويل إلى الربط الوثيق بين الاستقرار الاقتصادي والاستقرار السياسي, وحسبنا أن ننظر في كل ذلك إلى النتائج العامة لمؤتمر باريس الذي عقدته الأمم المتحدة هذا الشهر بشأن مشكلات الدول الأقل نمواً لندرك حجم المشكلة والطابع الملح لإحراز التقدم الملموس نحو معالجتها بشكل فعال يخدم مصالح البشرية جمعاء, لهذا فإن الكويت من جانبها وانسجاماً مع اقتراحنا السابق قررت إلغاء كافة الفوائد على قروضها كما ستبحث أصول القروض مع الدول الأشد فقرا وذلك من أجل تخفيف عبء الديون التي تقع على كاهل تلك الدول. السيد الرئيس.. لقد كان بلدي يتشرف عند أولى سنوات استقلاله بأنه في طليعة الدول التي تقدم المساعدات في مجال التنمية للدول الأخرى, وكان حجم تلك المساعدات يشكل أعلى المعدلات, بالنسبة للناتج القومي الإجمالي, إذ بلغ 8.2 في المائة, وهذا يؤكد حرص دولة الكويت على المساهمة في رفع مستوى الشعوب النامية وأنها سباقة في بناء البنية الاقتصادية للدول الأخرى. السيد الرئيس.. لم تقتصر سلبيات الخراب والعدوان على الكويت وشعبها المسالم, وعلى استقرار وأمن منطقة الخليج, ومن ثم وضع الاستقرار العالمي كما تجلى لنا, بل تعدت كل ذلك لتصيب قضايا مصيرية كنا ولانزال نتطلع إلى أن يضع المجتمع الدولي حلولاً لها مثل قضية الشعب الفلسطيني ومأساة احتلال جنوب لبنان الشقيق. السيد الرئيس.. إن الكويت التي عرفتموها ستبقى على عهدكم بها دائماً, وفية لمبادئها, غيورة على قيمها, مخلصة لأصدقائها, محترمة لعهودها ومواثيقها. وفي ختام كلمتي هذه اسمحوا لي ياسيادة الرئيس أن أغتنم هذه المناسبة لأخاطب أهلي وعشيرتي أبناء الكويت الأوفياء أخاطبهم من على هذا المنبر العريق منبر الحق والعدل, منبر الإشعاع والأمل, مؤكدا لهم أن الله سبحانه وتعالى ناصرنا بفضل سواعدهم وعزيمتهم, وبفضل منظمة الأمم المتحدة ومناصرة الأشقاء والأصدقاء وجميع الخيرين والشرفاء في العالم, وأن خروج الغزاة لاريب فيه بإذن الله العلي القدير, وسنعود إلى كويتنا كما عهدناها دار أمن وأمان, وواحة أصيلة وارفة الظلال يستظل تحتها كل الطيبين والشرفاء من الكويتيين وإخوانهم المقيمين, يعملون يداً واحدة من أجل الخير والبناء مصداقاً لقوله عز شأنه: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفي إطار تحركه المكثف أيضاً من أجل نصرة الحق الكويتي, إجتمع صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح في البيت الأبيض في 28سبتمبر عام 1990م مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي لعب دوراً تاريخيا في تشكيل التحالف الدولي غير المسبوق والذي حرر دولة الكويت من رجس الاحتلال العراقي الغاشم .. وقد ألقى سموه رحمه الله خلال لقائه الرئيس الأمريكي كلمةً قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم السيد الرئيس.. لقد سعدت بزيارة عاصمة بلادكم العظيمة, وكنت أتمنى أن نسعد بلقائكم في مدينة الكويت عاصمة بلادنا, لولا أن حالت ظروف العدوان العراقي علينا دون ذلك - مؤقتا إن شاء الله - فلا زلنا نتطلع, ويتطلع معنا شعب الكويت, إلى أن نستقبل فخامتكم على أرض الكويت المحررة. وإنه ليسرني يا فخامة الرئيس أن أكرر التعبير لكم ولشعبكم العظيم عن مشاعر التقدير والصداقة العميقة التي تكنها الكويت, ولقد أثبت وقوفنا معاً في وجه الغدر والعدوان أن علاقة بلدينا تقف على قاعدة صلبة من القيم والمباديء المشتركة, والتي كانت بدورها الدليل الذي سار على هديه ما قام وتنامى بين الولايات المتحدة والكويت من تعاون مثمر في شتى الميادين. إن موقفكم المبدئي الشجاع والحاسم في وجه العدوان العراقي على الكويت هو انعكاس صادق لتواصل إيمان والتزام الشعب الأمريكي بالمباديء الإنسانية التي أسست عليها ومن أجلها الولايات المتحدة الأمريكية. إن وقوف المجتمع الدولي متحدا إلى جانبنا ضد العدوان والاحتلال اللذين يمثلان أقصى درجات الخرق لحقوق الإنسان, لدليل أكيد على عزم دول وشعوب العالم أجمع على وضع حد نهائي للعدوان المسلح كأداة من أدوات السياسة الخارجية لأية دولة, خاصة وقد ولج العالم في حقبة تسودها أجواء السلام والتوافق والتعاون والتفاؤل, وإننا لنظر بإعجاب إلى دور فخامتكم وبلادكم في إرساء وتعزيز أسس هذه الحقبة. فخامة الرئيس.. إن موقفكم العادل إلى جانبنا في هذه المحنة, يمثل رفضاً قاطعاً للعدوان بكل صوره وأشكاله, أيا كان مصدره, ومهما كانت ذرائعه. إن ما أظهره الشعب الأمريكي الصديق من وحدة وتأييد لموقفكم ولإجراءاتكم إزاء عدوان العراق على بلدي الكويت والذي كانت حقوق الإنسان الكويتي أول وأهم ضحاياه, منسجم تماماً مع ما عرف به الشعب الأمريكي من إيمان ثابت بمقاييس العدل والإنصاف, ذلك الإيمان الذي يجمع بين دول وشعوب العالم المتحضر. ولقد سرني ما أظهرته محادثاتنا مع فخامتكم صباح هذا اليوم من تطابق تام في وجهات النظر حول الأمور التي تم التطرق إليها, الأمر الذي يعبر وبصدق عن المستوى المتقدم الذي ارتقت إليه العلاقات بين بلدينا وشعبينا الصديقين. وشكرا فخامة الرئيس. ايام كويتية |
ولن ننسى هذا اليوم الأسود ... وتلك الأزمة التي حفرت في ذاكرة جميع الكويتيين ...
|
بارك الله فيك اخوي ملاحم كويتية على ذكر الغزو العراقي على ارض الكويت الطاهرة أن من الثاني من أغسطس 1990 يوم أسود في تاريخ العرب والمسلمين دفعت ضريبته الكويت لمواقفها الشريفة الصادقة ولكن الله سبحانه لم ينسي الأعمال الخيرية التي قامت بها هذه الكويت والكويتيون التي لا ترى في العين شي في أعين الحاقدين حني تحررت الكويت في تحالف عالمي لم يشهد له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية وأذاق الله المعتدين صنوف العذاب وأخرها سقوط نظام المعتدين وهو درس وعظة للطغاة في العالم . بالنسبة للكويتيون هو يوم التضحية والدفاع عن الوطن حيث برهن أهل الكويت أنهم مهما اختلفوا في الآراء أنما اختلافهم هو في مصلحة الكويت والتاريخ يشهد على ذلك فالغزو أثبت للعالم حب الكويتيون لبلدهم ولحكومتهم وتلاحمهم حول بعض وهذه هي شيمة أهل الكويت منذ القدم حفظة الله الكويت وشعبها من كل مكروه اللهم أرحم شهداء الكويت الأبرار تحياتي |
يعطيك الف عافية ع الموضوع
واسمح لي باضافة رابط يحتوي على فيديوهات عن الغزو العراقي http://www.youtube.com/watch?v=ymaQ1...eature=related وتقبل مروري:) |
الاخوه الاعزاء
احمد باك 3 حلوة الطله شكرا للمرور |
يوم اسود
والله لايعوده لنا مره اخرى انا مجهز السلاح للاي يوم اسود اخر |
أخي الفاضل سلمت يداك الغالية على هذا الموضوع ذو الاهمية الكبيرة لكل عربي مسلم ... الغزو العراقي الغاشم جرح لن يلتئم في قلب كل الكويتيين ... وشكرا لطرح هذا الموضوع وتقبلوا مروري |
الاخوه علي يحيي * سعدون باشا
شكرا للمرور تحياتي |
الله يحمي الكويت وشعبها من كل مكروه شاكرتلك الموضوع الحلو:) |
الاخت العزيزه sbe3ia
شكرا للمرور تحياتي |
الساعة الآن 10:43 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت