طلبة الكويت في بريطانيا - 1960م
 

جريدة القبس - 13/11/2009

في الغربة، بعيداً عن الوطن والاهل والاصدقاء، لا يجد الانسان سوى بني وطنه الذين معه بالسفر، أو يلتقي بهم هنا وهناك في بلاد غير الوطن، فالحرص على اللقاءات والخروج معهم الى المنتزهات ومرافق الترفيه والاسواق، عادات وطقوس يومية لدى السائح أو الطالب في البلاد الاخرى، ولقاءات رفاق السفر أو حتى لقاء الآخرين من ابناء الوطن تأخذ بعداً آخر ومعاني اكبر للجميع، حيث زيادة التعارف وتبادل الآراء واحاديث الذكريات في أرض الوطن، الى جانب اخبار الاهالي والاصدقاء القادمة من البلاد عبر خطوط الهاتف، أو عبر رسائل البريد.

ومن دون شك، فإن رحلة السفر بالامس البعيد لم تكن مثل ما هي عليه اليوم، فالمواصلات لم تصل الى ما وصلت اليه اليوم من تطور في كافة الوسائل. وظروف الحياة المعيشية هي الاخرى غير ما هي عليه اليوم. كانت الحياة في بلاد السياحة أو الدراسة رخيصة التكاليف في كل صنوف واحتياجات الانسان، ولذلك كان السائح والطالب يشعران بأنهما قادران على توفير كافة احتياجاتهما وبأرخص التكاليف.

في العاصمة البريطانية عام 1960 كان لقاء بين رفاق الامس الذين جمعتهم الغربة بعيداً عن ارض الوطن، وقد حفظته هذه الصورة التي يبدو فيها من اليمين: جاسم الخرافي رئيس مجلس الامة، عبدالباقي النوري، علي معرفي، عبدالرحمن المضاحكة، والمرحوم احمد الدعيج. انها ذكريات اصدقاء الامس الذين باعدت السنين بينهم اليوم، فلم يبقَ منها سوى قلوب تحمل صادقة معاني هذه الصداقة الاخوية، وهي وحدها التي لم يستطع الزمان ازالتها من ذاك الانسان.
إعداد: يوسف الشهاب