الكويت قبل مئة عام في الوثائق الفرنسية - القبس
 

«تتصف الكويت بالنظام والنظافة والرخاء، وهي أشياء غير معتادة في الشرق، والسكان يحيطون أسرة شيخهم بالاحترام، وتتحكّم الكويت في شط العرب، وهي المستودع الهائل للجزيرة العربية لتصدير الخيول والأصواف والجلود، وتستورد الحبوب والأقمشة من مانشستر، وإن الباب العالي - الدولة العثمانية - لم يحتل أرض الكويت أبداً، ولم يضعوا بها أي حامية ولم يقوموا بجباية أي ضريبة منها، ويعطي الأتراك للشيخ لقب قائمقام» (من وثائق القنصلية الفرنسية في بغداد 1901)*.

تاريخ مبهج وعظيم لهذه القطعة الصغيرة من الأرض، الكويت التي تعيش في قلوبنا قبل أن نحيا فوق ترابها. إن قصص وأحداث الكويتيين الأوائل مدعاة للفخر، كيف بنوا وطنا على أرض قاحلة لا ينبت فيها الزرع، ولا يبقى فيها الماء؟! اجتمعوا فتوكلوا على الله وأسسوا كياناً فرض وجوده، ورفع احترامه، وأرسى أركان بقائه واستمراره. خاضوا البحار والأهوال ودافعوا عن أرواحهم بدمائهم، تعاضدوا حتى استقطبوا الناس عندهم من كل حدب وصوب، بصدقهم وأمانتهم وتكافلهم وتواصلهم.
للأسف، لم يحظ تاريخنا الوطني، قبل الاستقلال خاصة، بالرعاية المستحقة! فلم يُنشر منه القدر الكافي، ولم يُدرس بالشكل المناسب، هذا بخلاف ما تراكم علينا من أحداث حافلة من بعد الاستقلال وحتى نكبة العرب والعروبة في الغزو العراقي الغادر، ولولا جهود المؤرخين المتخصصين والعلماء البارزين بالتاريخ الكويتي، لضاعت سيرة البلد من بين أيدينا.

قراءة التاريخ ليست هواية ومتعة فحسب، بل هي معرفة بتضحيات الأوائل وعطائهم ونجاحهم في الحفاظ على وطنهم في مختلف الظروف القاهرة، كالفقر وضنك العيش والكوارث الصحية والاجتماعية حولهم، ناهيك عن الحروب والفوضى الإقليمية وصراعات الدول الكبرى والأزمات الاقتصادية العالمية.. زالت كيانات حولنا وسقطت دول وانقرضت إمارات، وبقيت الكويت - بفضل الله - صامدة عالية، إنها نعمة عظيمة تستوجب الشكر والرعاية لنورثها للأجيال اللاحقة، كما سلّمها لنا المؤسسون والمخضرمون.. والله المُوفّ.ق.
* * *
• من كتاب «الكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح.. مختارات من الأرشيف الفرنسي» - د. أيمن فؤاد - مركز البحوث والدراسات الكويتية.


‏وليد عبدالله الغانم - القبس / اليوم

يزخر الارشيف الفرنسي بالعديد بالموضوعات عن دولة الكويت التي لم تصل اليها يد الباحثين بعد والتي تكشف النقاب عن حقبة تاريخيةهامة لدولة الكويت فقد اطلعت على بعض تلك الوثائق الهامة , والتي أتمنى أن ترى النور لجميع الباحثين وان لا تظل حبيسة الادراج ومن الجدير ذكره ان مركز البحوث والدراسات الكويتية قد ترجم بعض الوثائق الفرنسية .