تاريخ الكويت

تاريخ الكويت (http://www.kuwait-history.net/vb/index.php)
-   الشخصيات الكويتية (http://www.kuwait-history.net/vb/forumdisplay.php?f=85)
-   -   إبراهيم الجراح .. الشيخ الشاعر ( مع صورة ) (http://www.kuwait-history.net/vb/showthread.php?t=5234)

أبوفارس111 12-10-2009 08:56 AM

إبراهيم الجراح .. الشيخ الشاعر ( مع صورة )
 
1 مرفق
إبراهيم الجراح .. الشيخ الشاعر




لم يُعرف إبراهيم سليمان الجراح على نطاق واسع في الكويت، ولكن الناس بدأت تتساءل عنه بعد وفاته نظراً لما كتب عنه من رثاء بيّن مآثره، وأوضح إمكاناته العلمية والأدبية، وألقى الضوء على شعره الجميل.
هو شاعر أديب، له دراية باللغة العربية، والتاريخ الإسلامي، وله اطلاع واسع، ومتابعة لشتى فنون التراث الإسلامي، وقد ظل يوالي هذه المتابعة حتى تقدم به العمر، وحانت وفاته، لم يتكاسل عن المتابعة المعرفية، ولم تكل همته عن الاطلاع، وحين توفي في يوم الثامن من شهر ديسمبر لسنة 2001م كان قد بلغ المائة سنة من عمره، ومع ذلك فقد كان ذا ذاكرة قوية، يسترجع أحداث التاريخ الإسلامي، ويتذكر تاريخ الكويت، ولا تفوته صغيرة ولا كبيرة من تاريخ وطنه، ولقد كان مرجعاً في التاريخ الكويتي، وفي ذكر الأماكن وما مر عليها من أحداث.

وعلى الرغم من أنه لم يتصدر للتدريس، فقد كان يستقبل من يأتيه سائلا، ويرد عليه بالرد الشافي، وكان عدد من الشعراء يأتون إليه عارضين عليه شعرهم ليطلع عليه، ويبدي لهم رأيه فيه، فكان يهتم بذلك، ويرد عليه دون تجريح، وكان شعره جميلاً معبراً قوي اللغة، وقد كانت القصيدة التي رثى بها شقيقه الشيخ محمد سليمان الجراح من أفضل قصائده، فهي قد صدرت عن قلب محب، وفيها أبدى إحساسه بدنو أجله، بعد وفاة شقيقه الذي عاش معه زمنا طويلاً، وتقاسم وإياه أفراح الحياة وأتراحها، ومما يدل على ذلك قوله فيها:
ما كنت أحسب أن تطول حياتي
حتى أراك سبقتني بممات
قد كنت أرجو أن أفوز بدعوة
مبرورة لي منك أو بصلاة
فسبقتني ضيفا لربك للذي
يُقري النزيل لديه بالجنات
وفي هذه القصيدة بيت يدل على ما ذكرناه من أنه أحس بدنو أجله عندما توفي أخوه محمد، حيث يقول:
شقِّي لأنتَ ومن تَسَاقط شقُّهُ
كان الرَّدى منه على خطوات
وبالفعل فإن حياة الشيخ إبراهيم لم تطل كثيراً بعد ذلك.
لقد انتقل الشيخ إبراهيم سليمان الجراح إلى رحمة الله في صباح يوم السبت الموافق للثامن من شهر ديسمبر سنة 2001م.
وهو عالم من علماء الكويت في اللغة والأدب والفقه، وشاعر من شعرائها الذين عبروا بشعرهم عن أحاسيس الحب تجاهها، يحس من يجلس إليه بمقدار ما حصل عليه من علم، ويرى عنده الرغبة في إيصال ما عنده الى من يتطلع الى الاستفادة منه، وعلى الرغم من أنه محب للعزلة، راغب عن الاتصال بالناس بشكل عام إلا أنه كان يستقبل في مصلاه في أحد مساجد الكويت عدداً من طلاب العلم الذين يأتون إليه للسؤال عن أمر من الأمور التي أشكلت عليهم فيجدون عنده الجواب الشافي، فيعرفون بذلك مقدار علمه، وتمكنه من الإحاطة بكثير من المسائل العلمية التي يسعى هؤلاء إلى معرفتها، وهذا هو ما أشرنا إليه قبل قليل.
درس الشيخ إبراهيم العلم مع أخويه داود ومحمد عند عدد من علماء عصرهم، واشتهر بالتواضع والزهد، وعدم الرغبة في الاختلاط بالناس، غير أن من يتصل به - كما أشرنا قبلا- يدرك غزارة علمه ليس في مجال اللغة العربية والفقه والتاريخ فحسب، بل وفي مجال المعرفة بالكويت وكل ما يتعلق بتاريخها وبأهلها ومواضعها المختلفة.
وإذا أردنا الحديث عن شعره، فإن له شعراً رقيقا، لم يكن - في حياته- قد جمع في ديوان، ولكنه كان متداولاً يحفظ عدد من ملازميه بعضا منه، ويستمتعون بما يتميز به من جمال وصفاء، ومن تنوع في الأغراض التي كان من أهمها الإخوانيات ووصف الأشياء.




طلب العلم
اللغة العربية: درس اللغة العربية على الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حمادة مع شقيقه داود حيث قرأ عليه الآجرومية، ثم متممة الآجرومية وذلك مدة سنتين، وكانت دروسهم في الصباح الباكر قبل الذهاب إلى الدكان في السوق.
ثم درس على الشيخ أحمد الحرمي وفي تلك الفترة تزوج شقيقه داود فلم يحضر معه الدرس وانقطع، ثم درس عند محمد الحرمي مع شقيقه محمد الجراح قطر الندى، وكتاب ابن هشام (لعله الشذرات أو شرح الألفية).
ثم بعد ذلك تدارس الشيخ إبراهيم العربية مع أخيه محمد.



دراسة الفقه
درس الفقه أولا عند الشيخ عبدالله الخلف وقرأ عليه دليل الطالب. قال الشيخ إبراهيم: وكان شقيقي داود قد قرأه، قال جراح ولما سألته عن النسخة التي قرأتها قال كانت أصلا لخلف المخزيم، وقد أعادها داود إليه، ثم درس الفقه على عبدالوهاب العبدالله الفارس وكان يحضر معنا القاضي عبدالمحسن البابطين ودرسنا الاقناع والمنتهى وذلك عقب صلاة العشاء، وكذلك كانت الدروس عند الشيخ عبدالله الخلف عقب العشاء.
قال الشيخ إبراهيم وبعد ذلك تدارست الفقه مع محمد شقيقي.
سئل عنه الشيخ محمد الجراح فقال: قرأ معي على المشايخ الذين قرأت عليهم وقرأ على أحمد الحرمي في النحو.



الشاعر الغزير

إن قريض هذا الشاعر موفور وغزير، وما جاءنا منه إنما هو أقل القليل، فهذا المتمكن من ناصية الشعر، الذي يطرق عدداً كبيراً من الأبواب، لا بد وأن يكون له اسهام في كثير من المجالات على اختلاف تطور الحياة من حوله، ولكن ما نستطيع أن نقوله هنا هو أن ما وصلنا من شعره معبر عن إمكاناته الشعرية، وقدرته على الإسهام في الحياة الأدبية لعصره، وقد تأتي لنا الأيام بقصائد أخرى له لم تصل إلى أيدينا الآن.
ومن الملاحظ أنه حرص على وضع تواريخ انجازه للاشعار الواردة في هذا الديوان، كما أن من الملاحظ أن بعضها قديم يدل على أنه قال الشعر مبكراً بدليل أننا نجد له قصيدة قالها في رثاء الشيخ عبدالله الخلف الدحيان سنة 1931م، وأنه استمر في قول الشعر في السنوات التي تلت هذه السنة، ولم يكف عن الشدو به خلال العقود التي لحقت إلى أن وصل إلى آخر قصيدة من القصائد التي قالها، وهي التي احتوت على رثائه لأخيه الشيخ محمد سليمان الجراح، وكانت قصيدة تدل على عظم الجرح الذي أحس به، بل لقد كانت تلك الفاجعة سبباً في تدهور حالة فظل مكتئباً إلى أن توفي في التاريخ الذي ذكرناه، ثم قصيدته الى الاستاذ عبدالحميد البسيوني، رداً على أبيات أرسل بها إليه، كما نجد ان شعره قد تنوع في مجالات عدة هي: المجال السياسي، والاخوانيات، والمداعبات، والوصف، والحنين إلى الماضي.
وقد بدت آثار دراسته هذه في شعره، ففي بعض قصائده إشارة إلى شيء من قواعد النحو، وفي أخرى إشارة إلى بعض فنون العروض، ومن هذا ما ورد في قصيدته المسماة «اعتذار عن عدم عيادة» حيث يقول:
فلذا نظمت عيادتي بقصيدة
سلمت قوافيها من الإقواء
ما عابها خرم ولا حذف ولا
شيء من الإيطاء والإكفاء
فالإقواء والخرم والحذف والإيطاء والاكفاء من الأمور التي ترد من فنون العرض على بعض قصائد الشعراء.


مصادر الترجمة :
د. يعقوب يوسف الغنيم وجراح داود الجراح


المصدر :
مجلة الوعي :
http://alwaei.com/topics/current/art...2838&issue=526

جون الكويت 12-10-2009 09:32 AM

مشكور اخوي عالنقل

وفي نهاية كتاب الاخ الرومي علماء الكويت واعلامها بثلاثة قرون .. وضع اسم الشيخ ابراهيم الجراح ضمن الشخصيات المجهولة!! والتي يرجى الافادة بسيرتها لمن يعرفها .. هل تصدق؟

فالشكر الجزيل للدكتور الغنيم لطباعته ديوان الشاعر والترجمة له ..وهكذا يكون بر الأخوال


الساعة الآن 06:20 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت