تاريخ الكويت

تاريخ الكويت (http://www.kuwait-history.net/vb/index.php)
-   مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية (http://www.kuwait-history.net/vb/forumdisplay.php?f=97)
-   -   يوسف الكوت ، الأنباء (http://www.kuwait-history.net/vb/showthread.php?t=7040)

جون الكويت 08-02-2010 06:54 AM

يوسف الكوت ، الأنباء
 
عدّد ما يُقال عن سبب تسمية عائلته باسم الكوت
يوسف الكوت: عملت في «النفط» والشرطة و«المواصلات» وساهمت في تبديل العملة أثناء عملي في بنك الخليج

http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMN...7926-5P8-9.jpg
رجالات الكويت من الرعيل الأول صقلتهم ظروف العمل فأخرجت منهم رجالا أشداء قادرين على تحمل العمل في الظروف المناخية الصعبة صيفا وشتاء مع عدم توافر الأجهزة الحديثة في ذلك الوقت. ضيفنا اليوم يوسف عباس علي الكوت المولود في الكويت عام 1929 وهو يحدثنا عن الزراعة في خيطان والعديلية، ومشاركته لوالده وحده في زراعة القمح والشعير وكيف كان يلتقط الفقع من الأرض الزراعية، كما يحدثنا عن صناعة الحلوى والرهش وعن سوق الحلوى ومن كان موجودا من الباعة ومصنع الحلوى عند والده وجده. بدأ يوسف الكوت حياته العملية مع والده ثم انتقل للعمل في المقوع وبعد ذلك التحق بالشرطة، فماذا عمل، وإلى أين انتقل؟ ومن الذي نقله بسيارته من المرقاب حتى سكنه في ميدان حولي ومن الذي أمر بنقله من عمله في مخفر المرقاب الى مخفر السالمية؟ يوسف الكوت تنقل في العمل بين الشرطة والعمل في مجال دلالة العقار ثم وزارة المواصلات وبعد التقاعد دخل مجال البورصة وفيها لحقته خسائر جعلته يقدم نصائح للمتعاملين، وعن مزرعة جده في العديلية ومزرعة والده في أبرق خيطان يحدثنا يوسف الكوت ويذكر نصائح والده له حتى لا يتوه بين سنابل القمح وهو صغير، وكيف كانوا يتنقلون. ثم يتطرق للحديث عن عائلة الكوت ولماذا سميت بهذا الاسم، وهو يذكر لنا عدة روايات يتناقلها الناس سببا للتسمية، وفيما كان اللقاء يشرف على الانتهاء حدثنا يوسف الكوت عن مأساته الخاصة خلال محنة الغزو وأسره مع أبناء أخيه وعدد من نساء الكويت وعودته بعد التحرير...

تفاصيل كثيرة نتعرف عليها من خلال اللقاء التالي:



يقول يوسف عباس علي الكوت: ولدت في الكويت بالحي الشرقي عام 1929 ميدان شرق والذي كان يمتد طوليا من السوق الى المطبة واذكر من سكان ميدان شرق بيت عائلة باقر وبيت الخميري ومن الشمال حفرة الميدان وكانت غرف بيت الوالد تنتهي عند تلك الحفرة وبعد ذلك توجد (الطنبورة) وكذلك بيت علي عبدالوهاب القناعي ومنها الى فريج القناعات والى السوق الداخلي، وكانت بالميدان ماكينة الطحين لصاحبها آغا علي واذكر بيت عبدالله بوصخر وأيام رمضان فيه قراءة القرآن الكريم فكنت اذهب للاستماع ومما اذكر ان الوالد باع البيت الكبير الى السيد حسين الطبطبائي وذلك بسبب ان أخي الكبير صار مديونا بمبلغ لأحد نواخذة الغوص والوالد سدد الديون من ثمن البيت واشترى بيتا آخر في الشرق واذكر ان سعر البيت الذي باعه كان مائتي روبية، وكانت العائلة تتكون من جدي وجدتي والوالد ووالدتي واخواني ـ وجدتي أخت الشاعر ملا عابدين وسكنا في الشرق بعدما اشترى الوالد ذلك البيت وأذكر من الجيران مندني.

وكما هو معروف فإن الميدان والمطبة كانا من احياء الشرق.
وكنت أذهب الى البحر للسباحة في نقعة النصف ونقعة معرفي مع عبدالله جاسم الصراف وفاضل خلف وخالد خلف.
وأذكر نقعة الطوب مقابل مدرسة سيد حسين الطبطبائي وبالتحديد مقابل البحر، وكان يعلم القرآن الكريم والكتابة والقراءة.

مرحلة التعليم
ويمضي يوسف الكوت في ذكرياته قائلا: أول مدرسة التحقت بها كانت المدرسة الجعفرية التي كانت بالقرب من المستوصف السوري واذكر عبدالرحمن العوضي وأولاد معرفي ويعقوب صرخوه، وسعدون الصالح الذي كان يتحدث اللغة الفارسية لان المدرسة الجعفرية فيها مادة اللغة الفارسية ولها مدرس خاص، واذكر من المدرسين الشيرازي وتعلمت اللغتين العربية والفارسية وكان اثنان من ابناء الشيرازي يدرسان بالمدرسة وكان معنا من الطلبة موسى فرج ومدرس اسمه محمد حسن الكندري الذي كان يدرس اللغة العربية ودعيج العون وكان الناظر محمد حسن الشيرازي.

والوالد كان يدفع خمس روبيات في الشهر، وبعد سنوات التحقت بالتعليم المسائي في مدرسة النجاح في منطقة المطبة وبعد السنة الثالثة المتوسطة تركت الدراسة والتحقت بالعمل.

أول عمل حكومي
ثم يتحدث يوسف الكوت عن بداية حياته العملية فيقول: اول عمل في حياتي بعد الدراسة التحقت بشركة نفط الكويت عام 1947 وكان الراتب اتسلمه من العم عبدالرحمن العتيقي وكنت ابصم على الورقة، والبداية كانت في منطقة المقوع، مع مجموعة من الهنود الذين كانوا يطبخون للعمال والموظفين العاملين في المقوع، وكنت اعمل مع الهنود نجهز الاكل والمكان ونقدم الاكل لكبار الموظفين، اما السكن فكان في بيت صغير في المقوع وأذكر عبدالله دشتي وهو رئيس العمال، ومرة واحدة في الاسبوع احضر الى الكويت لسوق الخضرة في سيارة والسائق عيد بن شينان ونشتري الخضار بجميع انواعه واللحوم والاسماك.

وكانت السيارة وانيت من نوع الهمير لونها اسود وعجلاتها عريضة والطريق من المقوع الى الكويت رملي غير معبد وتعلمت بعض الكلمات من الهنود الذين كانوا يساعدوننا، ومرشد بن طوالة كان الرجل المسؤول عن منطقة المقوع واي حادث هو الذي يفصل فيه كأنه القاضي، واذكر ان يوما ما سقط من يدي وعاء صيني وانكسر وارسلوني له لمحاكمتي وسألني عن كيفية كسره فقلت سقط من يدي من دون ان ادري فسامحني، والصاحب هو الذي اشتكى علي الصاحب تقال للرجل «الانجليزي».

وبعد سنة واحدة تركت العمل والراتب كان عشرين روبية كنت اعطيها للوالد رحمه الله، واول زيارة من المقوع الى البيت كانت باستقبالي جدتي ووالدتي فرحين بي كأنني عائد من السفر.
واذكر ذات يوم بعدما تركت الشركة طلبت من الوالد ان يشتري دراجة فرفض، فذهبت للعمل بنّاء مع اسطى رضا وكان العمل صب القار في احد الشوارع الرئيسية وحصلت على مبلغ من المال واشتريت دراجة فقال الوالد لاخواني شوفوا اخوكم اشتغل واشترى لنفسه دراجة يجب ان تكونوا مثله تعتمدون على أنفسكم.
والدراجة كانت من نوع فليبس ابوأسد من عبدالرسول فرح، وسعرها خمس عشرة روبية وفيها سلة ومنفاخ و«أميجر» دينمو.

شرطي بدائرة الشرطة
ويكمل يوسف الكوت بعدما تركت العمل مع البنائين التحقت بالشرطة، وذلك بعدما سمعت ان الشرطة طلبت كويتيين للعمل شرطة فذهبت الى دائرة الشرطة المبنى القديم في ساحة الصفاة الذي خرقه الجيش العراقي ايام الغزو ولايزال المبنى القديم موجودا.

تقدمت بطلب مع اربعة من المواطنين وكان المرحوم الشيخ صباح السالم هو رئيس الشرطة ويختار بنفسه من يرى فيه الكفاءة والمقدرة على العمل في الشرطة، فتم اختياري من بين من تم اختيارهم.
واول سؤال وجهه لي من هو ابوك واين تسكن فجاوبته ومن هم جماعتك.

وبعد ذلك حولني على الضابط عثمان الايوبي، وذهبت معه ومجموعة من الذين تم اختيارهم ذهبنا الى الخياط غلام في السوق الداخلي وفصلنا ملابس عسكرية (شرطي)، ولمدة ثلاث سنوات ونصف السنة عملت كاتب احوال في الدائرة الرئيسية.

وكان عملي تسجيل الشكاوى وتسجيل بعض الاموال الاخرى وكان مدير الشرطة جاسم القطامي، ومما اذكر ان المرحوم الشيخ صباح السالم رئيس الشرطة في ذلك الوقت كان يفصل بالليل يستفسر عن الامور المستجدة او عن اي حوادث نسجلها، فكان يتابع العمل بالتلفون ليلا يستفسر عندما اكون بالدوام حيث كان عملي مسجل الاحوال، ومسؤول البدالة وأسجل الشكاوى وبعد توسعة الدائرة تم افتتاح مخفر المرقاب فنقلت للعمل فيه.

واذكر ان في احدى الليالي كنت خارجا من الدوام على السيكل ولكنه تعطل فتركته ومشيت ابحث عن سيارة تاكسي واذا بسيارة تقف بجانبي وفيها المرحوم الشيخ صباح السالم يشير لي، وقال اركب نوصلك الى بيتك وكنت يومئذ اسكن في ميدان حولي في الخمسينيات.

واوصلني الى البيت في ميدان حولي وقال لي رحمه الله لماذا تعمل في مخفر المرقاب وانت تسكن حولي وطلب نقلي الى مخفر السالمية فصارت المسافة قريبة بالنسبة لي.

وكان رقمي في الشرطة 33 وباشرت العمل في مخفر السالمية الا اني بعد ثلاثة اشهر قدمت استقالتي من الشرطة وذلك عام 1957، اذكر من الذين كانوا بالشرطة سعود المعيلي وموسى وحبيب بوشهري وعبدالله الوطيان ويوسف محمد علي الكندري واذكر من الضباط غانم وموسى وعلي الحافظ وسعيد السليم وسالم ابوعبدالصمد وكان برتبة ملازم.

واذكر انه اذا تم القاء القبض على الحرامي يحضرونه عندنا في الادارة ويوضع بالحوش وابوصالح الطباخ يعطي الاكل له، وبعد ذلك يسلم الى السجن الكبير ومقره قرب البلدية، واذكر ان اصعب حرامية كانوا من الغجر القادمين من الخارج وتم إلقاء القبض عليهم وطردوا من الكويت، واذكر كذلك حادثة وقعت داخل السجن ان اولئك الغجر تشاجروا مع الشرطة على الاكل، وحذفوا بأولادهم على الشرطة وبعد تسفيرهم ارتحنا، وشاهدت معاقبة رجلين تشاجرا امام الدائرة وتم ضربهما بالخيزران.
وبعد الاستقالة من الشرطة، الفرق في مخفر السالمية ان العمل كل 12 ساعة والعمل خفيف في الخمسينيات.

اما مخفر المرقاب فكان العمل فيه كثيرا بسبب وجود الوافدين والسوق القريب من المنطقة، واذكر اعدام اول مواطن عند الأمن العام، كانت السالمية خالية من المشاكل والضابط سالم ابوعبدالصمد.

واذكر من اسباب استقالتي من الشرطة انني طلبت من ضابط المخفر اجازة فرفض وهذا احد الاسباب وكان الراتب خمسمائة روبية وجمعت منها مبلغا لا بأس به.

دلال في سوق العقار
ويمضي يوسف الكوت في ذكرياته قائلا عام 1957 بعد استقالتي من الشرطة كان عمي حسين علي الكوت يعمل دلالا في السوق اضافة الى بعض الاصدقاء، وكنت اجلس في القهوة «دلال من دون مكتب» اتعاون مع الدلالين الآخرين ـ وكان سوق العقار في الخمسينيات مع نهضة الكويت العقارية ومع بداية تثمين البيوت القديمة ـ فمن يثمن له بيت يشتري بيتا آخر او ارضا فتحرك سوق العقار.

وبدأت اشتري وابيع في العقار بالاضافة لعملي دلالا ومما اذكر اني شاركت مجموعة من الدلالين واشترينا ارضا كبيرة وبعناها وحصلت على مبلغ عشرة آلاف روبية ارباحا.
واذكر اراضي الحي القبلي اغلى سعرا اراضيها والمرقاب فيها رمادان والمجاص ما كان عندنا خرائط مثلما يوجد حاليا.

نأخذ المعلومة من صاحب الارض او البيت ونسجلها في الدفتر ونعرض التفاصيل على المشتري حسب ما هو مدون عندنا، اذكر ان التجار هم الذين يبيعون ويشترون واذكر انني بعت ارضا لجاسم الصراف وكنت اشاركهم، وكان جاسم يعمل صرافا ودخل سوق العقار ومن تجار العقار كانوا يشترون خارج المدينة ومما اذكر انني اشتريت ارضا في ميدان حولي وحضرنا عند دلال معروف في اوساط السوق وعرض علي ارضا للبيع فقلت له اريد ان اراها فذهبت معه الى ميدان حولي بالسيارة ووصلنا لموقع الارض ونزلنا من السيارة، وقال هذه الارض فقلت له انت متأكد فقال نعم مخول للبيع والتوقيع، فقلت له تأكد فقال الامر منته وسعرها ثلاثة آلاف روبية ادفع العربون ونسجل لك فرددت عليه وقلت يا اخ عبدالرحمن هذه الارض ملكي وعندي بها وثيقة تعجب الرجل وصدم من كلامي فاعتذر عما حصل، وكان احيانا يحصل ان دلالا يلتقط اطراف الكلام ويعممه على الآخرين من دون ان يتأكد من صاحب العقار، وقد بعت تلك القطعة بخمسة آلاف روبية.

قديما كان القياس بالذراع وليس بالمتر مثلا نقول: عشرون ذراعا عرضا وطولا ثلاثون ذراعا، تقريبا من الاخطاء التي كانت تحصل ان دلالا يوزع الارض او البيت على دلالين آخرين من دون ان يعطيه المعلومات الكافية، فيحصل خطأ.
وذات مرة اشتريت قسيمة بالاشتراك مع مجموعة وثمنت واعطيت قسيمة سكنية في الرميثية ولم تحصل معي مشاكل، لكن بعض المشترين او البائعين يتلاعبون بالسوق مثلا يقول عندي واريد بيع القسيمة وعندما تتطلب منه يقول ارتفع السعر فلان سامها استمررت في العمل سنتين وتركت الدلالة.

بنك الخليج
ويتحدث يوسف الكوت عن مرحلة جديدة من حياته قائلا: عام 1962 بنك الخليج طلب موظفين فتقدمت بطلب ومعي محمد الصراف وعبدالرحمن العجيري وهو رئيس الصرافين واذكر انني ادركت اواخر فترة تبديل العملة من الروبية الى الدينار الكويتي الحالي وعينت صرافا وباشرت استبدال العملة.
وبعض المواطنين كانوا يحتفظون بالعملة في البيت، واذكر ان اول رئيس للبنك عبدالله السميط وكان راتبي تسعين دينارا وتقدمت بطلب للزيادة فرفضه الرئيس وقال اصبر قليلا من الوقت وأثناء عملي صرافا حصل عندي خمسمائة فلس زيادة ويقال الزائد كالناقص.

ولم يكن هناك ازدحام في البنوك واشتغلت سنة ونصف وتقدمت بالاستقالة من بنك الخليج.
وزارة المواصلات

ويكمل يوسف الكوت: تقدمت بطلب العمل لدى البريد والبرق والهاتف عام 1962 وتم قبولي وعينت في صندوق الوزارة مع أمين الصندوق وكان اسمه حسين الخباز وكنت مساعد أمين صندوق وزارة المواصلات ومقر العمل مبنى البريد والبرق والهاتف بساحة الصفا مقابل المبنى القديم للبنك البريطاني وكنت أوزع الرواتب على الموظفين وهم في مقار أعمالهم وكنت اذهب مع المجموعة الى موظفي البريد في الأحمدي والفحيحيل والجهراء أينما توجد مكاتب للبريد نذهب لتوزيع الرواتب على الموظفين، مع النهضة الحديثة تحولت الرواتب عن طريق البنوك وبعد سنوات استقال عبدالحسين الخباز وعينت بدلا منه أمين صندوق الوزارة وبعد فترة حاول عبدالحسين الخباز العودة ولكن لم تتم الموافقة له، واستمررت بعملي كمدير للصندوق ولمدة عشرين سنة، وانتقلت الى مبنى الشويخ وعينت مدير صندوق البريد ويوسف الدعيج أمين صندوق البرق والهاتف. وبعد فترة يوسف الدعيج قدم استقالته من العمل، واستدعاني محمد نسيبه مدير المالية بالوزارة وعرض علي دمج الصندوقين فوافقت على العمل وفي مطلع الثمانينيات عين عيسي المزيدي وزيرا للمواصلات وعينت مديرا للصندوق العام للوزارة واستمررت حتى الغزو العراقي الغاشم على الكويت.

أذكر فاضل المطوع وابراهيم وعلي مندي ومساعد أمين صندوق كنعان الصراف، كانت المبالغ تورد الى الصندوق بشيك يصرفه بمائتي ألف من البنك المركزي مع حراسة فروع البريد والهاتف يسلمون المبالغ المحصلة للبنك المركزي ويوردون للصندوق الوصولات، كان في صندوق الوزارة 7 آلاف دينار استولى عليها الجيش العراقي ودمروا وكسروا الوزارة، وبعد التحرير رجعت الى عملي بالوزارة حتى عام 1993، حيث تقدمت للتقاعد.

البورصة بعد التقاعد
ويكمل يوسف الكوت: حصلت على مبلغ من المال بالاستبدال، ودخلت البورصة لشراء وبيع الأسهم، لكن في البداية حققت أرباحا وفي النهاية كانت خسارة ما كسبته وقبل ذلك أيضا ربحت وخسرت بسوق المناخ ومن عرض الأسهم عندي نصف مليون سهم، والشركة خسرت ولا يوجد لها أثر وبعض الأسهم الخليجية خسرت مرتين في البورصة، بدأت اشتري آجل وعندي خمسين ألف سهم الوطني تقريبا خسارتي بلغت مائتين وستين ألف دينار. (من يجلس عند الحداد يتحمل شراره).

عائلة الكوت
ثم تحدث يوسف الكوت عن عائلته فقال: هناك عدة أقوال عن العائلة الأول يقولون ان جدي زعل وذهب الى البصرة وسكن في الكوت فعُرف بلقب الكوت، وقول آخر ان جدي أقام عزيمة كبيرة للمرحوم الشيخ مبارك الصباح أمير الكويت السابع، وقد فرش الطريق من قصر السيف الى بيته بالسجاد الأحمر، وحضر الشيخ مبارك الصباح ومن معه وبعد الغداء جدي أعطى أحد الخدام مفتاح أحد المحلات والتي كانت مليئة بالشعير وقال الشعير للخيول فقال له المرحوم الشيخ مبارك الصباح انت صاحب قوت (وتحولت الكلمة إلى كوت)، أما والدي في بداية حياته كان عنده مصنع للحلوى والرهش ومحلات في سوق الحلوى.
وأخي حمزة كان يساعد والدي في بيع الحلوى وصناعتها وكنت شابا أساعد الوالد وأشاركه في البيع من خلال محلين لبيع الحلوى والرهش، واحد للوالد والثاني لأخي حمزة بجانب دكان عبدالله الحلواجي، كان الوالد يصنع الحلوى والرهش من الحلوى والسكر والماء بتركها على النار حتى تنعقد ولمدة ساعة وتحرك بالمضرابة، ويضاف لها زعفران ولون أحمر يستورد من الهند، الحلوى الكويتية تتفوق على حلوى بعض دول الخليج العربي، أما الرهش فيُصنع من دبس تمر ونار قليلة، ونضربها بالمضرابة وبعد فترة بالسكين نختبر الرهش ونضع عليه الهردة ونفرشها بالصينية، أما الرهش الناعم فيصنع من السكر والهردة رهش أسمر ناعم ويصب في الصينية.

اشتغلت بصناعة الحلوي والرهش وكان للوالد دكان وكذلك لأخي حمزة، وعمي حسين علي الكوت أيضا عنده دكان حلوى وجعفر ملا جمعة أيضا عنده دكان.. وأبو محمد أكبر عنده دكان معنا لبيع الحلوي كان يبيع الحلوي بالأوقية والبحارة كانوا يشترون الحلوي والرهش ونضعها لهم بالطاسة المصنوعة من المعدن ونصنع لهم إكلية حمراء مدورة واشتغلت مع الوالد 5 سنوات وتركت الدكان واشتغلت بالدوائر الحكومية.
ونحن في الكويت الوحيدون الذين نصنع الرهش بين دول الخليج العربي واصل الحلوى والرهش صناعة ايرانية كنا نشتري الهردة من كاركة الشمالي وكاركة اسماعيل جمال، مصنع للهردة.

الكاركة قطعتان من الحجر المستدير الكبير واحدة فوق الاخرى ويديرها حمار او بغل بمعنى رحى كبيرة تطحن السمسم ايضا الوالد حصل على ارض كبيرة في ابرق خيطان كانت للمرحوم الشيخ صباح الناصر وزرعها قمحا وشعيرا وكانت الزراعة على مياه الامطار وكذلك جواد يلي، واذكر كنت ادخل بين سنابل القمح واضيع والوالد قال اذا كنت بين السنابل امسك كمية وهزها لكي اعرف مكانك.

كان الوالد ينقلنا الى خيطان بواسطة الدراجة من الشرق الى خيطان وفي احد الايام وقف لنا الشيخ صباح الناصر وركبنا معه ووضعنا الدراجة فوق ظهر السيارة حتى وصلنا الى ابرق خيطان.
وكان في المزرعة جليب واحد، اما الزراعة فكانت على الامطار وآخر الربيع نرجع الى المدينة وكنت التقط الفقع من الارض وشاهدت النوير الاصفر والازرق وابوخزعل كان ينصب الصلابة لصيد الطيور ولافي الحارس يحب اكل الرهش فالوالد يأخذ معه الخبز والرهش للحارس لافي.

وفي يوم من الايام نمت بالبر والبرد شديد ورجعنا مشيا من ابرق خيطان الى الشرق اما جدي علي الكوت فكان يزرع القمح في منطقة العديلية في عهد الشيخ مبارك الصباح، ومعه أبويابس وقد ادركت مزرعة العديلية وكذلك غلوم الميل مع والده يزرعون التتن والقمح في العديلية، وارتفاع سنابل القمح متر ونصف وكان معهما رجل اسمه سنا من اهل شرق، كانت مزرعة العديلية تحت الصيهد حاليا محطة البنزين ونادي كاظمة والحريم ايضا كن يذهبن الى مزرعة العديلية الجدة والوالدة والاخوات في الاسبوع مرة او مرتين واذكر الفقع في العديلية وابرق خيطان، ومع دخول النهضة الحديثة ترك الوالد الزراعة وتفرغ لمحلات الحلوى، وآخر حياته فقد بصره، ونحن تفرغنا للعمل الحكومي، واخي حمزة توفي قبل اربع سنوات، اما اخي عبدالمجيد فاشترى قطعة ارض في الشرق حاليا مكان السينما الحمراء في الشرق وباعها قسائم بالاقساط وبعضها ثمنت من قبل الحكومة وكان الوالد موجودا، عائلة الكوت مضى لهم في الكويت اكثر من مائة وخمسين سنة، ملا عابدين الشاعر خال والدي وزوجته الاولى عمتي والثانية من عائلة المحميد وعيدان الصراف.

السفر للخارج
ويكمل يوسف الكوت سافرت الى عدة دول عربية واسلامية واجنبية اول سفرة للخارج كانت بسيارة من نوع اوستن موديل 1956 من جاسم الزياني، وسافرت الى ايران مدينة «دشت» وهو الذي وصف لي المدينة وكان سعر السيارة خمسة آلاف وخمسمائة روبية، ومعي العائلة والاولاد واستمررت حتى بداية الثمانينيات، السفر بالسيارة فيه فوائد كثيرة وخاصة مع العائلة البر والناس والسيارات الاخرى والمدن بالطريق، والمزارع، ايضا بعض الاصدقاء كانوا يرافقونني بسياراتهم، واحيانا كنت احمل بالسيارة وانقلها باللنج عن طريق البحر، مدينة دشت جميلة وفيها زراعة العيش ومن الشمال بحر قزوين وفيها زراعة الشاي ومناظر حلوة حتى مدينة مشهد، وكنت كل سنتين استبدل السيارة.

وبعد ذلك بدأت السفر الى لندن مع زوجتي للعلاج عام 1980، وبعد ذلك مدينة كليفلاند بأميركا للعلاج وثالثا العودة الى لندن ايضا لعلاج زوجتي التي توفيت في لندن ونقلت الى الكويت قبل اثني عشر عاما رحمها الله واسكنها الجنة ولم اتزوج بعدها حفاظا على العشرة والمودة التي كانت بيننا واحتراما لاولادي وبناتي.

وكان سبب مرضها انها اصيبت بصدمة بعد اسري من قبل الجيش العراقي، وكذلك وفاة ولدي يعقوب الذي اصيب بصدمة قوية وجلطة قلبية بسبب الغزو العراقي، المهم توفيت زوجتي وتوفي ولدي يعقوب واستمررت بالسفر الى لندن عدة مرات، اختلط مع بعض المواطنين ونجلس في المقهى، في تشرشل ومعي ابراهيم معرفي وعبدالله سنان والعبدالرزاق وابناء تيفوني.

اقول ان الكويتيين بالخارج قد يلتقون مع بعضهم البعض اكثر من وجودهم في الكويت والسبب الاستراحة والسياحة والتعاون مع بعضهم البعض، وكذلك لظروف العمل في الكويت.
وكذلك سافرت الى اوكرانيا ولمدة اسبوع، ولكن مددت السفر الى ثلاثة اسابيع مع عبداللطيف العوضي وسافرت الى بغداد وعواصم الدول العربية اذكر في اوكرانيا ان ثلاثة شوارع كبيرة من يوم السبت والاحد يمنع دخول السيارات فيها وذلك لاقامة عروض تجارية وفنية فيها، كما سافرت الى لبنان كثيرا حيث زرت بحمدون وجونيه في الشتاء ونأخذ التليفريك الى العذراء وقبل شهر كنت هناك وعدت منذ فترة من تايلند للفحوصات الطبية مع ابني احمد وابن اخي عماد، والحمد لله رب العالمين.

الزواج والأولاد
وتحدث يوسف الكوت عن أسرته الصغيرة قائلا:
تزوجت أم اولادي وهي من مدينة مشهد بإيران، الوالدة خطبتها لي والشيخ ابراهيم المزيدي هو الذي كتب عقد الزواج، ولي من الاولاد المرحوم يعقوب وكان متزوجا وعنده اولاد وبنات، وابنه متزوج من بنت ابنتي، فيصل مدير في البنك الوطني متزوج وله من الاولاد والبنات وابنه مهدي موظف، والثاني موظف، الثالث محمود متزوج ويعمل في البنك الاهلي، وبعد ذلك انتقل الى البنك الوطني وعنده أولاد وبنات، احمد يعمل مديرا في كاسكو، وهو متزوج وعنده أولاد وبنات، وعلي مدرس في التطبيقي ومتزوج وعنده اولاد وبنات. أما البنات فأربع، وهن متزوجات ويعملن بالوظائف ولهن ابناء بالمدارس، الاولاد والبنات خريجو جامعات وموظفون، ومحمد يعمل في المواصلات ومتقاعد عن العمل، ويبني له بيتا في المنقف، يوم الجمعة يجتمع الابناء كلهم، حيث أرى اولادي واحفادي، ويكون الاكل جماعيا لحم ودجاج وأسماك.. للجميع. حاليا أبلغ من العمر ثمانين عاما، وأذكر أن جدي توفي وعمره مائة وأربع سنوات، ووالدي توفي عمره تسعون سنة، نحن عائلة الكوت نعمر ونعيش سنوات طويلة، والحمد لله رب العالمين.

الأنسباء
ويمضي يوسف الكوت في حديثه عن الاسرة لينتقل الى العائلة قائلا:
عائلة الكوت يرتبطون بنسب مع كل من عائلة ملا جمعة وعائلة ملا عابدين وعائلة المحميد وعائلة عيدان الصراف، وحاليا العائلات مع عائلة النقي والقطان، خاجة وعائلة المزيدي، وعائلة بوجابر وعائلة الخباز والامير ودخلنا مع العوضية، النساء ربطوا العائلات مع بعضهم البعض.

أسير عند العراقيين
قبل أن نختتم اللقاء، تحدث يوسف الكوت عن فترة الاحتلال فقال:
اتصل بي مواطن فلسطيني وطلب مني العمل مع الجيش العراقي والعودة الى صندوق الوزارة، فرفضت طلبه واتصلت بالوكيل المساعد لإبلاغه، ولكن مع الاصرار ذهبت الى الوزارة وقابلت المسؤول هناك، وقال: نريدكم للعمل معنا، ولأنني لم أقبل طلب ان نذهب ونحضر في اليوم التالي، ولكن لم أذهب واختفيت منهم، وكنت اجلس في خيمة في منطقة مشرف، ومع بداية الضربة الجوية حضر عندنا أحمد دشتي، وقال ان الجيش العراقي أخذا ولده، وأولاد اخي، وكان بيت اخي بالجابرية، فاتصلت بولد اخي الكبير واخبرته ان اخوانه اخذهم الجيش العراقي، فأخذت معي مبلغا من المال (خمسة آلاف دولار وعشرة آلاف دينار عراقي) وركبت السيارة على امل ان أدفع للعراقيين ويخرج ابناء اخي، ووصلت بيت اخي ومعي ابنه الكبير، طرقت الباب فرد علي جندي عراقي، وكان مجموعة من العراقيين يحتلون البيت، فتح احدهم الباب ودخلت مع ابن اخي واذا بمجموعة من الضباط والمدنيين والجنود جالسين يشاهدون التلفزيون، بعد السلام قال الضابط استريح، فقلت عندي اغراض في السيارة، فقال هات المفتاح واجلس مع الجالسين، من ذلك اليوم وحتى يومنا هذا لم أر السيارة أخذوها بما فيها.

وبعد خمس ساعات انتظار وأنا أستفسر عن اولاد أخي يقول الضابط بعد قليل استريح واحضروا سيارة (باص) وربطوا عيني مع ابن اخي ونقلونا الى المشاتل اخذونا أسرى.
وبعد اسبوعين في المشاتل نقلونا الى البصرة وضربونا هناك ومنها الى سجن بوغريب، في بغداد مجموعة من الباصات نقلت الكويتيين، وكان الجو باردا هناك التقيت مع ابناء اخي في سجن أبوغريب واعطوني غرفة معهم.

وكان معنا عبدالمحسن المسبحي، ومحمد الفجي وعزت جعفر والسيافي، والدوسري، ومرضى السكر كانوا يتبولون في القواطي، وكل ضربة طيران السجن يهتز والعراقي يقول روحوا للزوايا.

كانت الحالة سيئة جدا وملابسنا لم تتغير وبعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي نقلونا من سجن أبوغريب الى النجف ومنها الى عرعر، والنقل في باصات وأعطونا ملابس وأكلا.

استقبلنا الشيخ احمد الحمود في عرعر، وسكنا في فندق ونقلنا الى الكويت وابناء اخي معي وجميع الكويتيين من عرعر الى المطار خمسين كيلومترا نقلتنا الطائرة الى مطار الكويت، ان المسؤولين والقياديين في المملكة العربية السعودية لم يقصروا معنا، بل استقبلونا وأعطونا الاكل والملابس بإشراف الشيخ احمد الحمود.

فشكرا جزيلا لهم وفي ميزان حسناتهم. ملاحظة:
الجنود العراقيون بعدما قبضوا علي مع ابناء اخي ذهبوا الى بيتي وقبضوا على النساء والاطفال واحضروهن الى العراق في سجن أبوغريب، وبعد ذلك اطلقوا سراحهن.


الساعة الآن 04:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت