الجامع
06-05-2010, 06:43 AM
مجلة المصور المصرية والمجلة الجغرافية الأميركية تجتمعان في الكويت قبل 56 سنة
إعداد: فرحان عبدالله أحمد الفرحان
ما الصدفة التي جمعت هاتين المجلتين المصرية الذائعة الصيت في العالم العربي والاميركية المنتشرة في العالم كله، فالاولى باللغة العربية، والثانية الاميركية باللغة الانكليزية؟ وما سر جمعهما في الكويت في هذا التاريخ؟ لا شك انهما سجلتا بكاميراتهما وكتاباتهما جزءا من تاريخ الكويت قبل نصف قرن وتركتا لنا معلومات قيمة بما صورتاه عن الكويت. كانت كلتا المجلتين جاءتا في عهد المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح، حيث كان في سدة الحكم لسنتين خلت، اذ تسلم الحكم في سنة 1950.
عدد المصور، الآنف الذكر الذي صدر عن دار الهلال في القاهرة، صدر بصورة كاملة في الصفحة الاولى للمرحوم الشيخ عبدالله السالم، وذلك في 21 مارس 1952.
كان هذا العدد قد صدر قبل الثورة المصرية بفترة وجيزة جدا.
المعلوم ان ايران في هذه الفترة كانت على كف عفريت، حيث قام رئيس الوزراء الايراني في تلك الحقبة (مصدق) بتأميم النفط الايراني، وبهذا قامت ثائرة بريطانيا واميركا اللتين تعتمدان على هذا النفط والبترول، وعلى اثر ذلك قام شاه ايران بعزل الدكتور مصدق، وقامت التظاهرات المؤيدة لمصدق، ومن ثم هرب شاه ايران وزوجته ثريا الى خارج ايران متجهين الى العراق، حيث استقبلهما نوري السعيد رئيس الوزراء، والوصي على عرش العراق عبدالاله، واكرماهما، ومن ثم غادرا الى ايطاليا.
كانت ايران تغلي في هذه الفترة، حيث قام انصار الشاه بقيادة الجنرال زاهدي بحركة مضادة واخرجوا مصدق وارجعوا الشاه الى عرشه ثانية.
هذه التطورات فتحت اعين الغرب واميركا على دول النفط الفتية في الخليج لمتابعة اوضاعها، لهذا توجهت صحيفة ومجلة مهمة مثل الناشيونال الجغرافية الاميركية الى الكويت، وتبعتها مجلة المصور لمتابعة اوضاع هذه البلاد التي تفجر النفط فيها، والتعرف على اوضاعها عن قرب، لهذا جاء في التقرير الصحفي لهاتين المجلتين مايلي:
(لا تنسوا في حكمكم على شعبي.. اننا مازلنا في أول الطريق، وحيثما قصدتم وجدتم ما يستحق الثناء وما يستحق اللوم، حتي في أميركا ذاتها، وحتى بين عظماء الناس.. والكمال لله وحده.. ) هذا ما يقوله الشيخ عبدالله آل سالم آل صباح، أمير الكويت لمراسلي الصحف الذين كثر تقاطرهم على بلاده في الآونة الأخيرة، بعد ان صار للبترول المقام الأول في أحاديث الصحف والناس.
والذي يهبط الكويت يتحقق فوراً من قول أميرها، فهذه الرقعة الصغيرة من الصحراء التي لا تزيد مساحتها على 6000 من الأميال المربعة ولا يزيد تعدادها على 000150 نسمة.. كانت إلى عهد قريب بلاداً أقرب إلى الفقر يعيش أهلها على الصيد والنقل البحري بين شواطئ الخليج الفارسي، هذه البلاد تكافح اليوم كفاحاً مجيداً لتلحق بركب المدينة الحديثة.
وقد بدأت هذه النهضة التي باركها الشيخ عبدالله، منذ أقل من عشرين عاماً، أو في عام 1934 على وجه التحديد، حين استكشفت «شركة بترول الكويت» (التي تألفت من شركة بترول الخليج الفارسي، وشركة البترول البريطانية الإيرانية)، ان في جوف الكويت معيناً لا ينضب من الذهب الأسود.
سدس بترول العالم
والمعروف ان حقول شركة الزيت العربية الأميركية بالظهران، هي أوفر حقول البترول إنتاجاً في العالم، ولكن حقول الكويت تسعى حثيثاً لانتزاع قصب السبق منها، ففي عام 1949، بلغ إنتاج حقول الكويت 240000 برميل في اليوم، وتضاعف هذا الإنتاج ثلاث مرات تقريباً خلال عامين اثنين، حتى بلغ 650000 برميل في اليوم، في العام الماضي!
ويعد حقل برجانبالكويت، أغنى حقل للبترول في العالم، ويقدر الخبراء ما فيه بنحو 15 مليار برميل، أي نحو نصف ما في الولايات المتحدة الأميركية جميعاً، وهو سدس بترول العالم أجمع.
ومشكلة الكويت الكبرى هي الماء! فمازال الماء إلى اليوم يستورد بالمراكب الشراعية من شط العرب، ويباع في الأسواق في القرب! وقد أنشأت شركة بترول الكويت محطة بجوار مبناها في منطقة الأحمدي، لتكرير ماء البحر! وعلى رغم ان هذه المحطة تنتج نصف مليون جالون من الماء يومياً، يذهب منها 200000 جالون لقرية الكويت وحدها، لكن هذا لا يسد إلا جانباً ضئيلاً من حاجة الإمارة إلى الماء.
ويجري العمل الآن في بناء محطة بالكويت لتقطير الماء، ينتظر أن تتكلف5. 2 مليون جنيه استرليني، وان تنتج نحو مليون جالون يومياً، فضلاً عن استخدام البخار الذي تدار به هذه المحطة، في توليد الكهرباء.
وتسأل: ما الذي يمنع أن تمد مواسير المياه، أو على الأقل تحفر قناة بين الكويت، وبين دلتا دجلة والفرات، والمسافة بينهما لا تزيد على 75 ميلاً؟ فتواجه الجواب المؤسف: السياسة!
ان الماء هو مشكلة المشاكل في الكويت، ولكن، لحسن الحظ لا يقف عقبة في سبيل مضي الكويت قدماً إلى نهضة شاملة.
وفي الكويت تلفون أوتوماتيكي، وإضاءة بالكهرباء، وسيارات فخمة ويثق الكويتيون بعضهم ببعض ثقة شديدة، وعلى هذه الثقة تقوم المعاملات التجارية.
والآن، تبني حكومة الكويت مدرسة تسع الفا وخمسة طلاب، ثلثهم داخليون.. وتقدر تكاليفها بنحو مليون من الجنيهات.. وفي الوقت نفسه تبني الحكومة ملجأ للعجزة، يسع مائتين وفيه وحدة علاجية.
أرموط
لغة أهل الكويت هي العربية الفصحى.. ينطقونها بطريقتهم الخاصة.. وهم يستعلمون في كلماتهم كلمات قليلة خاصة بهم.. وهذا بعضها، مع ما يقابلها من الكلمات المصرية:
أكو.. موجود
ماكو: غير موجود
ابشر: تحت أمرك
أرموط: كمثرى
ميوه: فواكه
حدر: انزل
صلبوخ: زلط
وبعض هذه الكلمات عربي معروف.. وبعضها.. نحيله إلى المجمع اللغوي.
هذا ما ابرزته وصورته مجلة المصور المصرية عندما كانت الصحف في العالم العربي في تلك الحقبة بالقطارة ولا يوجد في الساحة إلا الاهرام كصحيفة يومية وبعض المجلات اللبنانية المعدودة التي قليلا ما كانت تصل الى الكويت.
كانت مجلة المصور هي السباقة وهذه الصورة التي رسمناها لك بما قدمته.
كما قلت تفتحت اعين العالم على بلاد النفط مثل الكويت وهذا ما دعا هذه الصحف والمجلات إلى التوجه لتدرس وتتابع هذه البلاد التي اصبحت محط الانظار.
بعد صدور مجلة المصور مباشرة بعددها في شهر مارس 1952 جعلت صحيفة العالمية المجلة الجغرافية الاميركية تفتح عينيها على الكويت، ومن المحتمل ان تكون ثورة مصدق قد ساعدت على ذلك ايضا، وصل مندوبو هذه المجلة الى الكويت قبل شهر ديسمبر الذي أصدرت فيه المجلة لقاءاتها واستطلاعها عن الكويت، حيث أصدرت هذا اللقاء ضمن عددها الذي صدر في شهر ديسمبر 1952، كل هذا الاستطلاع لم يلتفت له الكثيرون الا القليل، لكن مركز البحوث في المنصورية قام بترجمة هذا الاستطلاع وجعله رسالة الكويت، وهنا يسرني ان انقل بعض الفقرات من هذا العدد الذي اعطى صورة واضحة عن الكويت في تلك الحقبة، في هذا العدد يمكن ان تتعرف على ملابس الناس في تلك الفترة، مواصلاتهم، المحلات التجارية، المدرسة المباركية، صناعة السفن، المهم انك تخرج بحصيلة جيدة عن الأوضاع في الكويت قبل ست وخمسين سنة، هذا شيء ليس بالهين، وهنا أضع بين يديك قارئي العزيز جزءا من هذا الاستطلاع انقله من صفحة(7-8).
القبس 1/8/2008
لتحميل المقالة:
http://www.4shared.com/document/96f4Oiig/________1952_-_.htm
إعداد: فرحان عبدالله أحمد الفرحان
ما الصدفة التي جمعت هاتين المجلتين المصرية الذائعة الصيت في العالم العربي والاميركية المنتشرة في العالم كله، فالاولى باللغة العربية، والثانية الاميركية باللغة الانكليزية؟ وما سر جمعهما في الكويت في هذا التاريخ؟ لا شك انهما سجلتا بكاميراتهما وكتاباتهما جزءا من تاريخ الكويت قبل نصف قرن وتركتا لنا معلومات قيمة بما صورتاه عن الكويت. كانت كلتا المجلتين جاءتا في عهد المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح، حيث كان في سدة الحكم لسنتين خلت، اذ تسلم الحكم في سنة 1950.
عدد المصور، الآنف الذكر الذي صدر عن دار الهلال في القاهرة، صدر بصورة كاملة في الصفحة الاولى للمرحوم الشيخ عبدالله السالم، وذلك في 21 مارس 1952.
كان هذا العدد قد صدر قبل الثورة المصرية بفترة وجيزة جدا.
المعلوم ان ايران في هذه الفترة كانت على كف عفريت، حيث قام رئيس الوزراء الايراني في تلك الحقبة (مصدق) بتأميم النفط الايراني، وبهذا قامت ثائرة بريطانيا واميركا اللتين تعتمدان على هذا النفط والبترول، وعلى اثر ذلك قام شاه ايران بعزل الدكتور مصدق، وقامت التظاهرات المؤيدة لمصدق، ومن ثم هرب شاه ايران وزوجته ثريا الى خارج ايران متجهين الى العراق، حيث استقبلهما نوري السعيد رئيس الوزراء، والوصي على عرش العراق عبدالاله، واكرماهما، ومن ثم غادرا الى ايطاليا.
كانت ايران تغلي في هذه الفترة، حيث قام انصار الشاه بقيادة الجنرال زاهدي بحركة مضادة واخرجوا مصدق وارجعوا الشاه الى عرشه ثانية.
هذه التطورات فتحت اعين الغرب واميركا على دول النفط الفتية في الخليج لمتابعة اوضاعها، لهذا توجهت صحيفة ومجلة مهمة مثل الناشيونال الجغرافية الاميركية الى الكويت، وتبعتها مجلة المصور لمتابعة اوضاع هذه البلاد التي تفجر النفط فيها، والتعرف على اوضاعها عن قرب، لهذا جاء في التقرير الصحفي لهاتين المجلتين مايلي:
(لا تنسوا في حكمكم على شعبي.. اننا مازلنا في أول الطريق، وحيثما قصدتم وجدتم ما يستحق الثناء وما يستحق اللوم، حتي في أميركا ذاتها، وحتى بين عظماء الناس.. والكمال لله وحده.. ) هذا ما يقوله الشيخ عبدالله آل سالم آل صباح، أمير الكويت لمراسلي الصحف الذين كثر تقاطرهم على بلاده في الآونة الأخيرة، بعد ان صار للبترول المقام الأول في أحاديث الصحف والناس.
والذي يهبط الكويت يتحقق فوراً من قول أميرها، فهذه الرقعة الصغيرة من الصحراء التي لا تزيد مساحتها على 6000 من الأميال المربعة ولا يزيد تعدادها على 000150 نسمة.. كانت إلى عهد قريب بلاداً أقرب إلى الفقر يعيش أهلها على الصيد والنقل البحري بين شواطئ الخليج الفارسي، هذه البلاد تكافح اليوم كفاحاً مجيداً لتلحق بركب المدينة الحديثة.
وقد بدأت هذه النهضة التي باركها الشيخ عبدالله، منذ أقل من عشرين عاماً، أو في عام 1934 على وجه التحديد، حين استكشفت «شركة بترول الكويت» (التي تألفت من شركة بترول الخليج الفارسي، وشركة البترول البريطانية الإيرانية)، ان في جوف الكويت معيناً لا ينضب من الذهب الأسود.
سدس بترول العالم
والمعروف ان حقول شركة الزيت العربية الأميركية بالظهران، هي أوفر حقول البترول إنتاجاً في العالم، ولكن حقول الكويت تسعى حثيثاً لانتزاع قصب السبق منها، ففي عام 1949، بلغ إنتاج حقول الكويت 240000 برميل في اليوم، وتضاعف هذا الإنتاج ثلاث مرات تقريباً خلال عامين اثنين، حتى بلغ 650000 برميل في اليوم، في العام الماضي!
ويعد حقل برجانبالكويت، أغنى حقل للبترول في العالم، ويقدر الخبراء ما فيه بنحو 15 مليار برميل، أي نحو نصف ما في الولايات المتحدة الأميركية جميعاً، وهو سدس بترول العالم أجمع.
ومشكلة الكويت الكبرى هي الماء! فمازال الماء إلى اليوم يستورد بالمراكب الشراعية من شط العرب، ويباع في الأسواق في القرب! وقد أنشأت شركة بترول الكويت محطة بجوار مبناها في منطقة الأحمدي، لتكرير ماء البحر! وعلى رغم ان هذه المحطة تنتج نصف مليون جالون من الماء يومياً، يذهب منها 200000 جالون لقرية الكويت وحدها، لكن هذا لا يسد إلا جانباً ضئيلاً من حاجة الإمارة إلى الماء.
ويجري العمل الآن في بناء محطة بالكويت لتقطير الماء، ينتظر أن تتكلف5. 2 مليون جنيه استرليني، وان تنتج نحو مليون جالون يومياً، فضلاً عن استخدام البخار الذي تدار به هذه المحطة، في توليد الكهرباء.
وتسأل: ما الذي يمنع أن تمد مواسير المياه، أو على الأقل تحفر قناة بين الكويت، وبين دلتا دجلة والفرات، والمسافة بينهما لا تزيد على 75 ميلاً؟ فتواجه الجواب المؤسف: السياسة!
ان الماء هو مشكلة المشاكل في الكويت، ولكن، لحسن الحظ لا يقف عقبة في سبيل مضي الكويت قدماً إلى نهضة شاملة.
وفي الكويت تلفون أوتوماتيكي، وإضاءة بالكهرباء، وسيارات فخمة ويثق الكويتيون بعضهم ببعض ثقة شديدة، وعلى هذه الثقة تقوم المعاملات التجارية.
والآن، تبني حكومة الكويت مدرسة تسع الفا وخمسة طلاب، ثلثهم داخليون.. وتقدر تكاليفها بنحو مليون من الجنيهات.. وفي الوقت نفسه تبني الحكومة ملجأ للعجزة، يسع مائتين وفيه وحدة علاجية.
أرموط
لغة أهل الكويت هي العربية الفصحى.. ينطقونها بطريقتهم الخاصة.. وهم يستعلمون في كلماتهم كلمات قليلة خاصة بهم.. وهذا بعضها، مع ما يقابلها من الكلمات المصرية:
أكو.. موجود
ماكو: غير موجود
ابشر: تحت أمرك
أرموط: كمثرى
ميوه: فواكه
حدر: انزل
صلبوخ: زلط
وبعض هذه الكلمات عربي معروف.. وبعضها.. نحيله إلى المجمع اللغوي.
هذا ما ابرزته وصورته مجلة المصور المصرية عندما كانت الصحف في العالم العربي في تلك الحقبة بالقطارة ولا يوجد في الساحة إلا الاهرام كصحيفة يومية وبعض المجلات اللبنانية المعدودة التي قليلا ما كانت تصل الى الكويت.
كانت مجلة المصور هي السباقة وهذه الصورة التي رسمناها لك بما قدمته.
كما قلت تفتحت اعين العالم على بلاد النفط مثل الكويت وهذا ما دعا هذه الصحف والمجلات إلى التوجه لتدرس وتتابع هذه البلاد التي اصبحت محط الانظار.
بعد صدور مجلة المصور مباشرة بعددها في شهر مارس 1952 جعلت صحيفة العالمية المجلة الجغرافية الاميركية تفتح عينيها على الكويت، ومن المحتمل ان تكون ثورة مصدق قد ساعدت على ذلك ايضا، وصل مندوبو هذه المجلة الى الكويت قبل شهر ديسمبر الذي أصدرت فيه المجلة لقاءاتها واستطلاعها عن الكويت، حيث أصدرت هذا اللقاء ضمن عددها الذي صدر في شهر ديسمبر 1952، كل هذا الاستطلاع لم يلتفت له الكثيرون الا القليل، لكن مركز البحوث في المنصورية قام بترجمة هذا الاستطلاع وجعله رسالة الكويت، وهنا يسرني ان انقل بعض الفقرات من هذا العدد الذي اعطى صورة واضحة عن الكويت في تلك الحقبة، في هذا العدد يمكن ان تتعرف على ملابس الناس في تلك الفترة، مواصلاتهم، المحلات التجارية، المدرسة المباركية، صناعة السفن، المهم انك تخرج بحصيلة جيدة عن الأوضاع في الكويت قبل ست وخمسين سنة، هذا شيء ليس بالهين، وهنا أضع بين يديك قارئي العزيز جزءا من هذا الاستطلاع انقله من صفحة(7-8).
القبس 1/8/2008
لتحميل المقالة:
http://www.4shared.com/document/96f4Oiig/________1952_-_.htm