تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المسرح في الكويت


جون الكويت
11-12-2009, 06:21 AM
المسرح في الكويت


سهام مهران عبد الله
عرفت انطلاقة المسرح الكويتي منذ العقد الثالث من القرن العشرين، وإن ما يطرح في هذا الكتاب يعد جزءاً من هموم مشتركة وتطلعات، وتتجسد في هذا المؤلف آراء النقاد المسرحيين من الوطن العربي، وكتاب المسرح الذي بين أيدينا هو بداية شوط لا نهاية تحط بها القافلة، وهو كلمة أولى تنتظر الكلمات والأفعال على خشبة كبيرة بامتداد عالمنا، وإننا من خلال عرضنا لا نستطيع الإلمام بكل الأدباء الذين احتواهم الكتاب وما يهمنا هو تسليط الضوء وتعريف المواطن العربي أينما كان على المسرح الكويتي.

الدكتور فايز الداية في مقالته (المسرح في الكويت علامات وأسئلة) حيث يتحدث عن المسرح الكويتي الذي بذلت جهود مكثفة لتوثيق وقائعه عبر تاريخه، إذ تنوعت المسرحيات مع تنوع أماكنها عبر مد وجزر، وإن كانت هناك أسئلة ملحة، فالسؤال أين يذهب خريجو المعاهد وهل يمكن الاستفادة منهم، وقد قدم أدباء المسرح أعمالهم أمثال عبد العزيز السريع وصقر الرشود ومهدي الصايغ وسليمان الحزامي، وفرق أخرى قدمت أعمالاً كثيرة جداً.

ثم يتناول الأديب الحسيني البجلاتي المسرح الكويتي وأديباً مسرحياً كويتياً يقول (يعد الكاتب المسرحي عبد العزيز السريع حالة استثنائية في تاريخ المسرح الكويتي، وقدم في سنوات قليلة كثيراً من المسرحيات التي أصبحت اليوم من تراث المسرح الكويتي، وفي سنوات التأليف والحضور والتوهج توقف السريع عن الكتابة، وجاء رحيل صقر الرشود ليشكل صدمة كبيرة وعاد بعد فترة السريع إلى العمل المسرحي بكتاباته، وسئل السريع من قبل محاوري مجلة الكويت عن المسرح أقصد الجمهور عن المسرح بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وانشغال معظم الأسر في تدبير شؤون حياتها، وتحدث عن الرقابة بأنها أسلوب غير حضاري وهناك إضافة دسمة أخرى.

وتناول الأديب محمد المنصور ومما قاله: كانت الساحة المسرحية غنية بالأنشطة والعروض، وكنا نقدم أربعة عروض في السنة الواحدة وكان هناك فائض في الأفكار، ويتضح الدافع والحافز للعمل وما كانت تقدمه وزارة الشؤون أصبح محدوداً، ورغم ذلك استمرت أعمالنا بجهود مختلفة من أجل سمعة الكويت السامية، ويتفاءل المنصور بعودة والمسرح إلى عصره الذهبي إذا توفرت روح الحماسة والعطاء والعناصر القادرة على الإبداع كما كانت سائدة عند الأجيال السابقة والدعم من الدول.

أما بالنسبة للمرأة الكويتية وإن كان العدد قليلاً إلا أنهن حققن الريادة بأدوارهن المختلفة وترسيخ دعائم المسرح منذ الستينات حتى اليوم ومن أبرز الفنانات سعاد العبد الله وحياة الفهد وغيرهن كثير وهن معروفات جميعاً على امتداد الوطن العربي.

أما الكاتب المسرحي سليمان الحزامي المعروف بتجاربه الإبداعية فقد أشار إلى هبوط بعض المسرحيات بسبب العمل التجاري الذي يؤدي إلى انحدار المضمون والذوق كما أشار إلى انسحاب كثير من الأدباء الكويتين المتميزين، ويرى أن العمل المسرحي سيعود ناضجاً راقياً على أيدي الشباب.
ويفض الدكتور نديم معلا جدار الصمت ليقول فلتشرع أبواب المسرح على الاتجاهات كلها لتدب فيه الحياة ويشير إلى أن المهرجانات ظاهرة صحية لكنها تظهر جهد المشتغلين إلى أيام الغرض.

ويتابع الأديب غنام غنام حديثه عن المسرح الكويتي حيث يذكر أن من أهم إنجازات الفرق المسرحية الكويتية تشكيلها اتحاداً ضمها جميعاً، كما أن صعود الممارسة الديمقراطية في الكويت جعل مسرحها عربياً بامتياز، وقد أكمل المسرح دور الدولة الرائد في الإنتاج الثقافي العربي.

وتناول الأديب هيثم يحيى الخواجة سمات وتطلعات المسرح الكويتي الرائع الذي ضم باقة من المبدعين الكويتين ويأتي في المقدمة أو في قافلة الإبداع صقر الرشود، إذ قال عنه الأديب عبد الله بدران: إنه يعد من أهم رموز المسرح الكويتي وأبرز أعمدة المسرح الخليجي والعربي، وقد أرقه شبح التقاليد البالية وأجاد في تعريتها، وكان ثائراً رومانسياً على النظام التقليدي للأسرة والمجتمع، وأسس تياراً مسرحياً ما زال مستمراً، وانتدب عام 1978 للعمل خبيراً للمسرح في دولة الإمارات العربية فأسس هناك المسرح القومي، وأخرج بعض المسرحيات وتوفي في حادث سير في الإمارات العربية عام 1978

ويمتعض الأديب عبد المحسن الشمري ويزفر حسرة على ما أصاب المسرح الكويتي في الثمانينات حيث تعيش الحركة المسرحية في الكويت منذ سنوات عدة حالة من التراجع الحاد على أكثر من مستوى، فالعروض المسرحية التي قدمت وتقدم منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي لم تلفت إليها الأنظار ولم تحقق حضوراً في الساحة العربية كما أنها لم تظفر بالجوائز بسبب طغيان موجة (المسرح التجاري) وتحول إلى ما يشبه السيل من أجل الاسترزاق.

وتتناول الأديبة وطفاء حمادي هاشم تجربة المسرحي طالب الرفاعي، حيث يؤطر للنص ضمن زمنين؛ أحدهما حدوده في أوائل القرن العشرين، وهو زمن شيوع ظاهرة الراوي و(الحكواتي) في المقاهي الشعبية العربية، أما الثاني فهو زمن هلامي يغوص على متخيل المتلقي والقارئ يستفزه ليملأ فجوات النص وفراغاته البصرية بما يضيفه إليه من تصوراته، وقد يحدد المخرج الزمن ويترك الرفاعي مساحة للمرأة لتتحدث عن نفسها وتخترق (التابوهات، التي تجاوزت أفق التوقعات.

أما الأستاذة الأديبة نسرين طرابلسي فقد كانت شاهدة عيان على المعهد العالي) وهو مؤسسة فنية أكاديمية تشد الدارس بإعجاب وشغف، وقد كان المعهد العالي مصنعاً لتخريج أجيال ثقافية.

وتحدث الأستاذ الأديب فيصل العميري عن مقومات لا بد منها لإنتاج مسرح مميز، فالعرض المسرحي من وجهة الكاتب هو الوقت والجهد والمضمون والنتيجة والمطالبة بالمزيد، حيث يحمل الشباب الهموم كما حملها الرواد والشباب يجسدون مرحلة من مراحل التطور الإنساني إذ إن العقل البشري أصبح يستوعب كل الأفكار اللامتناهية، ويرفض كل فكرة جامدة غير محركة له بالدرجة الأولى التي تحد من تطوره وتطور أفكاره، ووجهات نظره في الفن المسرحي، فالعرض المسرحي يحتاج إلى وقت لكي ينضج، والنضوج لن يكتمل دون وجود خشبة حية مثيرة تثير كل من يصعد فوقها لأن هذه الحالة أشبه بحالة الولادة فهل يكتمل الجنين دون وجود رحم يحتويه.

وتطل الكاتبة فطامي العطار لتتحدث عن تجربتها المسرحية بين الفصحى والمحكية إذ تورد بأن تجربتها المسرحية القصيرة كانت تجربة حقيقية ربما تظهر نتائجها على المدى الطويل، فقد قرأت الكتب الشعبية المتعارف عليها وقرأت أعمال نجيب محفوظ ويوسف إدريس والسباعي ثم تحولت لقراءة الأدب الكويتي، فقرأت ليلى العثمان وتأثرت ب(وسمية) وهي (تخرج من البحر) ومن هنا تملّكها هاجس البحر والتراث وبيوت الطين وأصبح قلبها منذ ذلك الوقت مكاناً مسكوناً بأصوات البحارة وغناء (اليامال).

وفي ختام البحث يعرض الأستاذ الأديب ناصر كرماني (الفن الجريء) وقد عمل الأديب تارة ممثلاً وتارة بين التأليف والإخراج والتحصيل الأكاديمي.

وربما بسبب انشغاله الدائم بعمله كأمين عام لجائزة مؤسسة البابطين للإبداع الشعري في التسعينات انحصرت العروض المسرحية الملتزمة على نتاجات طلبة معهد الدراسات الدرامية والمسرحية وطموحات بعض الشباب في المهرجانات وللأسف فإن الأدب والفن والثقافة لم تكن من أولويات برامج الدولة كما كان في الماضي.

وهكذا تجولنا في أفياء المسرح الكويتي حيث وضع أدباء الكويت بصماتهم على مفاتيح الحضارة العربية والعالمية بنتاجاتهم الملفتة للانتباه مما جعل الكويت درة الخليج العربية في هذا المضمار، وقد بلغ عدد المشاركين في هذا الكتاب عشرين أديباً أدلوا بآرائهم ووجهات نظرهم من أجل غد مسرحي مشرف، كما بلغت صفحات الكتاب 163 صفحة من القطع الكبير وصدر البحث عام 2006 يوليو العدد 273.

جون الكويت
11-12-2009, 06:24 AM
أرقه شبح التقاليد البالية وأجاد في تعريتها،

نبشر الكاتب بان التقاليد الحسنة لن تبلى ونحن نجدد العهد بها :)
وعلى المثقفين الاهتمام بمحاربة الجهل والخرافة ..فهذي اسباب التخلف.

اما اصالتنا الاسلامية وهويتنا العربية ولساننا العربي فليست محل للمساومة او الاستبدال.

ولدالشامي
11-12-2009, 07:59 AM
على المثقفين الاهتمام بمحاربة الجهل والخرافة فهذي اسباب التخلف. اما اصالتنا الاسلامية وهويتنا العربية ولساننا العربي فليست محل للمساومة او الاستبدال.كلام يجب أن يكتب بماء الذهب
صح لسانك أخي جون الكويت

جون الكويت
11-12-2009, 10:40 AM
صح ابدنك اخوي ولد الشامي ومشكور عالمرور والتأييد :)

بصراحة من خيالات زماننا ..تنصيب النموذج الغربي مقام التقدم الكامل والتطور الكامل ..ان التقليد الاعمى بكل شي ليس هو الحل، والنموذج الاجنبي له محاسنه ومساوئه .
بعض الناس يحسب اني لما اكون صورة باهتة عن غيري..ونموذج مشوه يقلدهم بكل شي!
ان هذا راح يزيده في مواكبة العصر وسرعته التقدمية ..مو مهم اذا كنت جاهل لا ارغب بالتعلم اوالاختراع ، وغير مهم اذا كنت كسول لا احب العمل والانتاج "العيال يسهرون الليل كله وينامون النهار" مو مهم، او ضعيف لا احب ان اتقوى، هذا مو مهم في تطورنا.
المهم ان اتلقف جميع ما يستجد من جديد في المجتمعات المتقدمة فأقلدها بالحذافير بلا انتخاب ولا تمييز ! (هل هذا منطق يبني الانسان فكرا وثقافة؟)

دايما ينطلق (الحداثيون) خلف كل ما هو مستورد ومصدّر من الخارج، من منطلق شعورهم بالنقص في انفسهم والخجل من ارثهم الشعبي وهويتهم الوطنية !

اي نعم الحياة ما تقبل الجمود .. هذا شي مفهوم، لاكن ان نشن حربا على الهوية الوطنية ونعتبرها انها هي الرجعية بذاتها هذي فلسفة غير مقبولة.

يضربون في هذا الموضوع مثل مكرر كلكم تعرفونه ..ما في مانع من الاشارة له وهو ( دولة اليابان ) المنكسرة نفسيا بعد الحرب المدمرة في بناها التحتية والمستنزفة ماديا .. تاريخها الحديث عمره 40 الى 50 سنة وهي فترة مقاربة لتاريخ الكويت الحديث ، ما الذي استطاعت ان تفعله بمجالات التصنيع والانتاج والتفوق التقني؟
مع المحافظة الشديدة على الهوية الوطنية .

قدساويه
11-12-2009, 10:56 AM
السلام عليكم

شكرا اخي جون لنقلك هذا الموضوع الجيد
ياريت الكل لاحظ الفرق بين مسرح المرحوم باذن الله صقر الرشود ومسرح محمد الرشود ؟
هل استطيع ان اقول عن المسرح التجاري مسرح يخدم مجتمعه ؟

عبدالله بني خالد
11-12-2009, 04:54 PM
شكرا للزميل الكريم للموضوع المسرح بالكويت
اتذكر أول مسرحيات دخلت لها ومنها بخور ام جاسم :)
يومها كنت طفل صغير
اتذكر البروشورات ملوت المسارح وكانت المسارح في بدياتها
مسرح الخليج و في مسرح كان في منطقة القادسيه مقابل حولي
ومسرح في منطقة الدسمه اظن اسمه مسرح الخليج العربي

لكن اخي الكريم جون الكويت
كنت اتذكر الناس الي تحضر عرض هالمسرحيات الطيبه
ناس راقيه بلبسها بكلامها بالتزامها وتجاوبها مع الممثل اثناء العرض
وخاصه انه بذاك الوقت كان للكـــلمة قيمه سواء مكتوبه بالنص
او انه الممثل يؤديها علي خشبة المسرح
اما الان ما تجد الا التطنز والشتايم والتعليق ..... هم الممثل ان يضحك الجمهور
وهم الجمهور ان يضـــحك ( عكس ماكان عليه بالسابق )
النص الراقي والحبكه اللتي تفيد الحضور حتي انه المرحوم صقر الرشود قد
مسرحيات باللغه العربيه ...... وكان الجمهور يتدافق بالحضور
اما الان .......... اضحك :D وبس لانه هذا و المســــرح الهـــــزلي
رحم الله احلي زمـــن عشنا

شكرا للطرح

القرين
11-12-2009, 07:02 PM
كل شي اصبح تجاري ومزيف مو بس المسرح !

الله كريم.

جون الكويت
11-12-2009, 11:17 PM
عطوني أي مسرحية هالايام ..وقارنوها بمسرحية: ( علي جناح التبريزي ) مثلا ، وهي بالفصحى ؟
اصلا ماكو مقارنة بالمستوى!
لا النصوص ولا الاداء ولا الاخراج ..ولا شي

يقول الفنان منصور المنصور:

أريد اخراج مسرحيات، وللاسف المسرح حاليا ميت، وبالأخص مسرح الكبار، أما مسرحيات الأطفال فهي مكلفة كثيرا ولا مجال لعملها إلا اذا تبنت الدولة مسرحية معينة تختارها أو أنا أختارها ويطلب مني إخراجها.


صدق المسرح ميت ..صحيح، ومرات تصير المسرحيات عن الاموات والبيوت المسكونة ..وتضيع العراقة الكويتية ويضيع المعنى الهادف .
قال مسرحيات الاطفال تحتاج فلوس .. باول المسرحيات للاطفال ناجحة لانها كانت تحمل رسالة حقيقية، فالكتابة مستواها عالي والمادة مفيدة وهناك قيم واهداف من الاعمال ومغزى يصل اليه المشاهد.. بس الحين يبون فلوس حق الفرق اللي تطامر بالمسرح وهي لابسة ازياء . ؟؟

جون الكويت
13-12-2009, 07:05 AM
http://www.youtube.com/watch?v=kWnCBkrU7gM

ولدالشامي
13-12-2009, 07:23 AM
عطوني أي مسرحية هالايام ..وقارنوها بمسرحية: ( علي جناح التبريزي ) مثلا ، وهي بالفصحى ؟ اصلا ماكو مقارنة بالمستوى!
لا النصوص ولا الاداء ولا الاخراج .. ولا شي
الذي أعرفه وأتذكره تماما تعقيبا على كلام الزميل جون الكويت . بأن المسرحيه التي ذكرها جالت معظم البلدان العربيه وحتى انها وصلت لبلاد المغرب العربي بسبب نجاحها الكبير جدا .

متصفح
06-02-2010, 03:47 PM
ايضا اختلاف الممثلين سابقا وحاليا
الممثلين سابقا من جيل الكبار وقبلهم امثال عبدالحسين وسعد الفرج والنفيسي وغانم الصالح وايضا الجيل الذي سبقهم كلهم كويتيون واولاد اسر كويتية حقيقية ولكنهم احبوا الفن وانطلقوا من المسرح المدرسي
بمعنى انهم محبين للفن وللتمثيل منذ صباهم
ولكن الكثير من الجيل الحالي لا علاقة له بالتمثيل والمسرح وكثير منهم لا علاقة له في الكويت ولكنهم من جنسيات مختلفة وايضا منهم بدون اتخذوا الفن كمصدر للرزق واسهل الطرق للشهرة والحصول على الاموال
لكن الجيل السابق هم كويتيين ومن نفس بيئتنا واتخذوا الفن رسالة لابراز وحل مشاكل المجتمع
وليس الجيل الحالي يبحث عن المادة لانه اساسا اغلبهم ظروفهم تعيسة

عبدالله بني خالد
07-02-2010, 09:55 PM
ايضا اختلاف الممثلين سابقا وحاليا
الممثلين سابقا من جيل الكبار وقبلهم امثال عبدالحسين وسعد الفرج والنفيسي وغانم الصالح وايضا الجيل الذي سبقهم كلهم كويتيون واولاد اسر كويتية حقيقية ولكنهم احبوا الفن وانطلقوا من المسرح المدرسي
بمعنى انهم محبين للفن وللتمثيل منذ صباهم
ولكن الكثير من الجيل الحالي لا علاقة له بالتمثيل والمسرح وكثير منهم لا علاقة له في الكويت ولكنهم من جنسيات مختلفة وايضا منهم بدون اتخذوا الفن كمصدر للرزق واسهل الطرق للشهرة والحصول على الاموال
لكن الجيل السابق هم كويتيين ومن نفس بيئتنا واتخذوا الفن رسالة لابراز وحل مشاكل المجتمع
وليس الجيل الحالي يبحث عن المادة لانه اساسا اغلبهم ظروفهم تعيسة

المعذرة للاقتباس
اخي الكريم متصفح
هذي المشكله أصبحت عالمية
بالماضي كانت مسرحيات شكسبير لها حضور
والقصص التي من الأدب الانجليزي
لكن الان تـــردي الوضع بالكامل من أداب وكتاب وجمهور وايضا حضور

جون الكويت
10-02-2010, 05:11 AM
تراجع الفن

لانزال في الكويت حائرين في تفسير الاسباب الرئيسية لتراجع الكويت عن المحيط الاقليمي في الخليج بعد فترة من الريادة والازدهار في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية.
(.......)
لكن الشيء المؤكد اليوم هو ان جوهرة الخليج السابقة قد انتكست، قد يكون السبب الحكومة والمجلس والحركات السياسية لكن المؤكد ان الجميع قد ساهموا في تأخير الحداثة في مجتمعنا.. والسبب الرئيسي حتما هو تراجع الانسان الكويتي عن دوره في تنمية بلده والحفاظ عليها.
لقد تعمدت كتابة هذه المقدمة قبل الدخول في موضوع المقال بعد اللقاء مع الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا في منتدى الاعلام يوم الاثنين للاخ ماضي الخميس.

آلام وتحسر الفنان الكويتي الكبير جعلتنا نعيد التفكير اكثر بحالتنا حيث بدأ أبوعدنان بوصف حالة عدم الاستقرار السياسي في الكويت بسبب الخلاف بين السلطتين.. حيث اثر هذا الخلاف في جميع شرائح المجتمع خصوصا التجار والفنانين وبعدها طرحت الاسئلة عليه حول السبب الحقيقي وراء تراجع دور الفن والفنانين؟!
اكد الفنان عبدالحسين عبدالرضا ان الفن بشكل عام في كل بقاع المعمورة في تراجع بسبب المنافسة القوية من الفضائيات واتساع شبكة الاعلام والترفيه المختلفة.. وعندما جاء الحديث عن الكويت تحديدا اكد ان الفن يتراجع خصوصا المسرح بسبب عدم وجود الدعم الحكومي المطلوب حيث كان جمهور المسرح سابقا راقيا ويحرص على حضور المسرحيات وكان الفنانون يحسبون ألف حساب للحضور.. لانه لم يكن هناك تلفزيون او وسائل ترفيه اخرى.

وحول اسباب تراجع الفن اكد أبوعدنان ان الحكومة والرقابة الحكومية هما السبب في تردي الاوضاع.. واستغرب كيف يمكن للكويت ان تدعي أنها دولة ديموقراطية حرة وتضع في نفس الوقت الرقابة على المسلسلات الكويتية التي عرضت قبل 40 عاما في الكويت لماذا يتم القطع المتعمد للمسلسلات الكويتية السابقة؟

وتساءل الفنان الكبير كيف يمكن ان يأتي الابداع مع كبت الحريات ومصادرتها؟.. وفسر ذلك ان الرقابة لم تقتصر على الحكومة فقط بل امتدت لتشمل نواب مجلس الامة والاحزاب الدينية التي وضعت نفسها وصية على المجتمع.. واوضح ان الرقابة اليوم تافهة ومتدنية ويرفضون حتى الكلمات الكويتية القديمة.. لانهم لا يعرفونها ولا يفهمونها!! وهنا رقابة على الرقابة من النواب والشارع وعن عدم توفر المسارح المطلوبة اكد انه مضى خمسون عاما والفنانون يطالبون بمسرح وطني يليق بالكويت لكن لم يقبلوا الفكرة ومضى يقول ان القطاع الخاص ابدى استعداده ان يساهم في بناء المسارح اذا خصصت الدولة اراضي مناسبة للمسرح.. لكن الحكومة رفضت الفكرة.. وقال على المستوى الشخصي بادرت واشتريت ارضاً في منطقة سلوى.. لبناء مسرح لكن البلدية رفضت الطلب بحجة انه لا يجوز بناء مسارح في مناطق سكنية.

واضح من كل محاولات الفنان القدير لبناء مسرح ان الحكومة والمسؤولين فيها غير مهتمين ولا مبالين بأهمية المسرح والفن في أي مجتمع، الدولة تتعامل مع الفن بخوف وخجل.. وعدم تفهم فالحكومة مثلا تجيز النص المسرحي وعندما تعرض المسرحية وينتقدها النواب والتيار الاسلامي تسارع الحكومة برفع قضايا ضد المسؤولين عن المسرح.. ليس معقولا ان تجيز الحكومة المسرحيات والحفلات وغيرها وتأتي الاحزاب الاسلامية لتقوم بتحريم المسرحيات والفن وتحط من قدر الفنانين المبدعين.

في نهاية اللقاء قال الفنان الكبير انه محبط وتعبان من محاولاته المتكررة للنهوض بالفن والفنانين وطالب الفنانين الشباب بعدم اليأس والعمل على حمل رسالة الفن والفنانين.
لقد مات المنطق والعقل في مجتمعنا عندما وضعنا القيود على الحرية في المسرح والفن والادب والسينما والاعلام بشكل عام.
اننا لا نغالي عندما نؤكد دائما ان ازدهار الفن والادب والشعر والمسرح والسينما وغيرها امر اساسي لتطور أي بلد وتحضره.

دول الخليج العربية تتسابق اليوم لتشييد المسارح ودور الاوبرا والمتاحف العالمية وتشجيع السياحة بكل اشكالها لان الترفيه امر ضروري للابداع والخلق لذلك لا غرابة من ازدهار الكويت في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفنية في العصر الذهبي لعبدالله السالم رحمة الله عليه، واخيرا نتساءل لماذا يتقدمون ونحن نتخلف؟!!!!

د.شملان يوسف العيسى
الوطن -اليوم (باختصار)

جون الكويت
10-02-2010, 05:14 AM
نقلت مقالة الدكتور شملان للاطلاع عليها .. وهذي بعض تشخيصاته لعلاج المشكلة الفنية.
لاكن هل الرقابة هي المشكلة الاولى والاخيرة ؟

المشكلة اكبر من هذا .. فساد في الأذواق العامة والحرص على المادة والكسب السريع :(
وضياع الشرف المهني و فقدان الاخلاص في العمل !

Ebrahim
15-03-2010, 11:13 PM
اللة يرحم المسرح القديم اصبحت بعض المسرحيات اهم شئ عندها المادة قبل الثقافة المسرحية
وكل واحد يتنطط على المسرح قال انا فنان نتمنى عمل مجلس عزاء للمسرح القديم مع بداية كل موسم مسرحى

جون الكويت
25-04-2010, 06:09 PM
وثائق المسرح الكويتي
(الحلقة الأولى)
تشكيل فرقة التمثيل العربي سنة 1961م

الأستاذ الدكتور/ سيد علي إسماعيل
ــــــــــــــ

تمهيد :
سيتبادر إلى ذهن القارئ – لأول وهلة – عندما يقرأ عنوان هذه المقالة؛ أنني سأتحدث عن المسرح في الكويت بما هو معروف عنه! أو أنني سأقتبس من كتابات السابقين عدة حلقات عن تاريخ المسرح الكويتي! وحقيقة الأمر تحتم الإجابة بـ(نعم)، وأيضاً بـ(لا)!! فنعم؛ لأنني سأتحدث عن المسرح في الكويت منذ بدايته؛ بداية علمية منهجية في ستينيات القرن الماضي. و(لا)؛ لأنني لن أتحدث عن بدايات المسرح الكويتي، تبعاً لما هو معروف بصفة عامة؛ بل سأتحدث عنه من خلال مجموعة من الوثائق (غير المنشورة)، والتي توثيق للحركة المسرحية في الكويت طوال عشر سنوات (1961-1971م).
ولن أكتفي بذكر بعض نصوص الوثائق وصورها، أو فحوى البعض الآخر؛ بل سأقوم بتفسير ما بين سطورها من حقائق منسية، وأمور فنية بصورة تحليلية، تجعل القارئ يُعيد التفكير في قيمة هذه الوثائق مرة أخرى.

وربما يسأل القارئ: ما قيمة هذه الوثائق الآن، وقد مرّ على كتابتها ما يقرب من نصف قرن؟! سأجيب على ذلك: بأن قيمة هذه الوثائق في معلوماتها المجهولة لشباب الجيل الحالي، ومن المؤكد أنها معلومات مجهولة لشباب المستقبل؛ وقيمة المعرفة لا تُقدر بثمن.
إذن الهدف الأول من نشر هذه الوثائق، هو هدف معرفي مطلوب للأجيال، خصوصاً إذا كانت المعلومات في هذه الوثائق سيستثمرها الباحثون في كتاباتهم. أما القيمة الثانية لهذه الوثائق، فتتمثل في أنها تخصّ القادة والمفكرين والمؤسسين للحركة المسرحية في الكويت على أساس علمي منهجي، أمثال: حمد عيسى الرجيب، وأحمد مشاري العدواني، وعبد العزيز الصرعاوي، ومحمد عبد الله الفهد، وعبد الرزاق البصير، وزكي طليمات، وغيرهم. وهذا يعني أننا سنقرأ أفكارهم وتخطيطاتهم في سبيل تكوين حركة مسرحية كويتية؛ تكون نبراساً للمسرح في دول الخليج، والدول العربية.

وربما إعادة قراءة وثائقهم، يُنير لنا الطريق الآن! وربما يُستفاد مما فيها من أمور كُنّا نجهلها، ناهيك عما بها من أفكار ومشاريع وتخطيطات لم تتم في حينها، وحان الوقت لإحيائها، أو التفكير في تنفيذها! وبذلك يتضح الهدف الثاني لنشر هذه الوثائق؛ بأنه هدف مهاري، يتمثل في الاستفادة من فكر السابقين، ومن ثم تطويعه لنستخلص منه فكراً جديداً. أما الهدف الثالث والأخير، فيتمثل في الهدف الوجداني، وهو الإشادة بدور الأوائل من الرواد والعاملين في الحركة المسرحية الكويتية، وهذا أقل شيء يُقدم إليهم، لتظل أسماؤهم مضاءة في سماء تاريخ المسرح الخليجي والعربي.

والسؤال الأخير، الذي يودّ القارئ طرحه في استحياء: من أين لي بهذه الوثائق غير المنشورة؟ والإجابة تتمثل في قصة قصيرة، مفادها: أنني سافرت إلى الكويت في إعارة للعمل في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت - أواخر عام 1997م - وبعد عدة أشهر، سلمني عميد المعهد خطاباً رسمياً، كلفني فيه بتأليف كتاب عن تاريخ المعهد – بمناسبة يوبيله الفضي – وسعدت بهذا التكليف، وبدأت في عمل الكتاب، وانتهيت منه تقريباً في صيف العام الدراسي التالي 1998/1999م.

وقبل تسليمه – وقبل سفري إلى القاهرة لقضاء أجازة الصيف – تقابلت مع الأستاذ (جابر العنزي) – أحد أقطاب إدارة المسرح الثلاثة مع الأستاذين: حمد الرقعي، وفالح المطيري - بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، وكان طالباً في السنة النهائية عندما عملت في المعهد، وتوطدت الصداقة بيننا فيما بعد، وعندما قابلته سألني: هل انتهيت من تأليف كتاب المعهد؟ فقلت له : الحمد لله. فقال: ألا يمكن أن تزيد عليه صفحة أو صفحتين؟ فقلت له: لا يمكن .. فقد أنهيته. وقبل أن ينصرف، سألته: لماذا تسأل؟ قال: بالأمس نزلت إلى سرداب الإدارة؛ لإلقاء بعض الأشياء غير المهمة، فلصقت بحذائي ورقة، وعندما انتزعتها رأيت توقيع (زكي طليمات) أسفلها، وعندما رأيت تاريخها، وجدته في الستينيات!! فأوقفته عن الكلام – من شدة فرحتي - وقلت له سأكون عندك صباحاً، وسيكون معي خطاب رسمي للبحث في هذا السرداب. وفي الصباح توجهت إليه بالخطاب، الذي سلمه إلى الفنان (محمد المنصور) – مدير الإدارة وقتذاك - فرحب بالأمر، ونزلت إلى السرداب مع جابر العنزي؛ لأجد أكواماً هائلة من الأوراق المتهالكة والملفات الممزقة؛ وقرأ جابر العنزي سؤالاً لم أطرحه، فأجاب من تلقاء نفسه: إن هذا الركام من نتائج الغزو العراقي على المؤسسات الحكومية، ويجب التخلص من هذا الركام.
فطلبت منه أن يبقيني في هذا السرداب ويمرّ عليّ في نهاية توقيت العمل الرسمي. فقال: كيف هذا؟! السرداب (بدروم) في باطن الأرض، ولا يوجد مكيفات ولا مراوح، ونحن في نهاية شهر يوليو!! كيف ستتحمل العمل ست ساعات، لتبحث في هذه الأكوام في هذا الجو الخانق المميت؟!
قلت له: أنا أسعد الناس بهذا. فتركني مع جنوني وانصرف. وبالفعل مكثت في هذا الجو الخانق ست ساعات أبحث وأنقب عن أية وثيقة تُفيد الكتاب، والحمد لله أن تعبي لم يذهب سدى، فقد حصلت على وثائق ما كنت أحلم بوجودها، ومن ثم عكفت على دراستها أشهر الصيف، وأعدت صياغة كتاب المعهد مرة أخرى.
ومع بداية الدراسة سلمت مخطوطة الكتاب إلى عميد المعهد، وأنا أُمنيّ النفس بتقدير غير مسبوق؛ ولكن للأسف الشديد لم يوافق العميد على نشره – لأسباب لا داعي لذكرها - فقمت بنشره على نفقتي الخاصة في الكويت عام 1999م.

والجدير بالذكر إن الوثائق المنشورة في كتاب المعهد، ما هي إلا نسبة ضئيلة من الوثائق الأخرى، التي مازالت معي، وكنت أعدّ العدة لنشرها في كتاب مستقل، ولكن ظروف مؤلفاتي الأخرى لم تتح لي وقتاً للشروع في نشر هذه الوثائق؛ وعندما طلبت مني إدارة مجلة (كوليس) كتابة بعض الموضوعات، طرحت عليها مشروع نشر هذه الوثائق في عدة مقالات، تُنشر في حلقات متتابعة، فوافقت الإدارة مشكورة على هذا المشروع، الذي يبدأ بهذه المقالة.

وربما مرور أكثر من عشر سنوات على تعاملي مع هذه الوثائق، وقراءتها أكثر من مرة، وكتاباتي في مجال المسرح العربي، وعملي في جامعة الإمارات العربية أربع سنوات، واتصالي بالمسرحيين في الإمارات، أمثال: عمر غباش، وحبيب غلوم، ومحمود أبوالعباس، ويحيى الحاج، وعملي في جامعة قطر لمدة ثلاث سنوات، وارتباطي برموزها المسرحية والنقدية، أمثال: موسى زينل، وحمد الرميحي، وغانم السليطي، ود.حسن رشيد، وحسن حسين، واشتراكي في ندوات مهرجان الكويت المسرحي وفعالياته لأكثر من ثلاث دورات، ومهرجان مسرح دول الخليج العربي الأخير، ومهرجان دمشق المسرحي .. كل هذا – ربما - يجعلني مؤهلاً لأن أشرح الوثائق – موضوع هذه المقالات – وأحللها تحليلاً علمياً، بغية تحقيق أهدافها المتوخاة: المعرفية، والمهارية، والوجدانية.

المنهج المتبع :
قبل الولوج إلى نشر الوثائق وتحليلها، يجب الإشارة إلى المنهج المتبع، والمتمثل في: أولاً، نشر الوثيقة بنصها الأصلي، مع إرفاق صورتها؛ ولكن أية وثيقة سنعتمدها في حلقاتنا؟ الحقيقة أن الوثائق تبلغ المئات! ومن غير المعقول نشرها، مهما بغلت الحلقات في عددها؛ لذلك سنعتمد على الوثائق الشاملة، التي تؤرخ للحركة المسرحية – أو للموضوع الواحد – بصفة إجمالية. أي سنعتمد على التقرير النهائي للموضوع المعني، أو التقرير الشامل للموسم المسرحي ... وهكذا. بحيث إن كل تقرير يتم تفسيره وشرحه والتعليق عليه، بواسطة الوثائق الفرعية التي تبين بعض أجزائه، كما سنرى. وقبل الشروع في ذكر نص الوثيقة، سنمهد لموضوعها بمقدمة تبين موقعها تاريخياً من الحركة المسرحية في الكويت، من خلال الاستعانة بما نشرته الصحافة الكويتية في حينها؛ لتكون خلفية فكرية للقارئ؛ يستطيع من خلالها تتبع الموضوع، ومن ثم تتبع الحلقات القادمة، ذات الصلة بالموضوع السابق أو اللاحق. وبذلك يخرج القارئ في نهاية الحلقات بتكوين فكرة عامة وشاملة عن حركة المسرح في الكويت، ويستطيع كذلك أن يبني أفكاره ودراساته ومعارفه على ما استفاده من هذه الوثائق، وتقديره لقيمتها، وبذلك نحقق أهدافنا سالفة الذكر.

تقديم للوثيقة:
من المعروف أن دائرة الشئون الاجتماعية والعمل في الكويت استدعت (زكي طليمات) في مارس 1958م؛ لتقييم النشاط الفني بالكويت؛ فكتب تقريره الشهير - المنشور في كتاب خالد سعود الزيد (المسرح في الكويت: مقالات ووثائق) سنة 1983م - وهذا التقرير اشتمل على مظاهر النشاط الفني في الكويت في هذه الفترة، إضافة إلى مقترحات طليمات في تدعيمه، والارتقاء به.
والجديد في هذا الأمر، أن زكي طليمات سجل ذكرياته على أشرطة (كاسيت) عام 1978م - مازالت محفوظة في المركز القومي للمسرح بالقاهرة، ولم تُنشر حتى الآن – قال فيها عن زيارته الأولى إلى الكويت: "لفت نظري أن الشعب الكويتي شعب نشيط، وله رغبة شديدة في التعلم، إضافة إلى إمكانياته المادية. وهذه الأمور هي الشروط الواجب توافرها في أي شعب يريد أن ينهض، ويواكب الحضارة".
وفي موضع آخر قال: "أهم شيء في الشعب الكويتي أنه لا يتكلم كثيراً، بقدر ما يعمل، فهو شعب نشط؛ لأنه في أعماقه يريد أن يفعل شيئاً، يريد أن يكسر الحواجز للخروج إلى النور، لديه الرغبة في العمل الذي يؤدي إلى التطور".

وكان من أثر تقرير طليمات – إضافة إلى رأيه في الشعب الكويتي - أن التفتت وسائل الإعلام الكويتية – وبالأخص المطبوعة – إلى المسرح وأهميته. فمجلة العربي – في عددها الأول ديسمبر 1958م – نشرت مقالة بعنوان "المسرح العربي في خطر"؛ اختتمها كاتبها (أنور أحمد) بقوله : "المسرح مرآة تعكس نهضة الشعوب، وأداة ضخمة للتثقيف والترفيه وتهذيب النفوس. فمن واجبنا أن نبذل الجهود ليكون لنا مسرح جدير بوثبتنا الحاضرة، ومستقبلنا المأمول".
وهذا القول يتفق مع مقترحات طليمات في تقريره، ويؤكد رأيه في الشعب الكويتي، الذي بدأ يعيّ أهمية المسرح، ويسعى في إيجاده بصورة تتناسب مع نهضة الكويت الثقافية.
وفي العدد الثاني من مجلة (العربي) – يناير 1959م – يطلّ علينا زكي طليمات في مقالته (تطور رائع في التمثيل العربي)، متحدثاً عن تاريخ دخول المرأة العربية مجال التمثيل المسرحي، وفي ختامها قال : ".. هكذا تغير المفهوم القديم لفن التمثيل العربي، وصار عنوانه اليوم فن تعليم الجماهير والارتقاء بنظرتهم إلى الحياة في الحاضر وفي المستقبل ...... ولم يعد الممثل العربي رازحاً تحت أثقال المهانة والازدراء .. إنه يرفع الرأس عالياً بثقافته وبعلمه وبفنه". وكأنه بهذه الكلمات، يُمهد لمهمته المسرحية، التي ستنطلق في الكويت، وفقاً لمفهوم المسرح العلمي.

ظل المسئولون في الكويت يتدارسون مقترحات تقرير طليمات ثلاث سنوات، وفي أبريل 1961م، قرروا البدء في تنفيذها، وبدأت جريدة (الرسالة) الكويتية تتابع هذا الأمر، قائلة – في عددها الأول بتاريخ 6/4/1961 – تحت عنوان (أخبار قصيرة): "ستكون للكويت في وقت قريب فرقة فنية للتمثيل والموسيقى، استدعت دائرة الشئون الاجتماعية زكي طليمات للإشراف على تكوين الفرقة".
وهذا الخبر نشرته الجريدة قبل قدوم طليمات إلى الكويت، حيث نشرت في عددها الثالث – في 20/4/1961 – خبر قدومه إلى الكويت بعد أيام. وبعد قدومه نشرت – في عددها الخامس 4/5/1961 - حواراً معه تحت عنوان (زكي طليمات يقول: الكويت مشوق إلى التعبير عن ذاتيته). وفي هذا الحوار أبان طليمات عن غرض استقدامه، المتمثل في تنفيذ توجيهات سعادة الشيخ صباح الأحمد رئيس دائرة الشئون الاجتماعية – وقتذاك - في تكوين فرقة مسرحية تُقدم مسرحيات عربية باللسان الفصيح؛ من أجل إحياء أمجاد العروبة، واستخلاص العبر منها. وهنا طرح عليه الصحفي سؤالاً مهماً، قال فيه: "ما مصير المسرح الشعبي إذا أنشأت فرقة للتمثيل العربي؟" والمقصود هنا (فرقة المسرح الشعبي) - التي كانت تعمل بقيادة (محمد النشمي) منذ عام 1956 قبل قدوم طليمات – فأجاب زكي قائلاً: "مصيره [أي المسرح الشعبي] الانتعاش ولا شك؛ لأن إنشاء فرقة المسرح العربي ستعمق من وعي الجمهور، ومتى تعمق وعي الجمهور ازداد إقباله على حفلات المسرح الشعبي وغيره من المسارح التي قد تقوم بعد ذلك. إن مهمة المسرح الشعبي هي معالجة مجريات الأحوال من الواقع في الحياة الجارية؛ ابتغاء إحياء التقاليد الكويتية العربية الأصيلة وتطويرها والتخلص من الزائف منها، لإيجاد حياة أفضل لمستقبل الأجيال القادمة.

فليست مهمته والحالة هذه ما يمكن أن تقوم به فرقة التمثيل العربي". ومن خلال هذا القول، نعلم أن طليمات على وعي تام بمهمة فرقة المسرح الشعبي، وأن تكوينه للفرقة الجديدة لا يعني الاستغناء عن فرقة المسرح الشعبي، بل ستكون فرقته مكملة لها؛ تحقيقاً للنهضة المسرحية الكويتية المنشودة. هذا بالإضافة إلى توقعه بأن عدة فرق مسرحية كويتية ستتكوّن في المستقبل، وهو الأمر الذي سيتحقق بالفعل، كما سنرى.

وبدأت مهمة زكي طليمات في تكوين فرقته الجديدة، ومن الواضح أن مهمة اختيار عناصر الفرقة كانت مهمة صعبة، فجريدة الرسالة – في عددها السادس 11/5/1961 – تطالعنا بخبر يقول: إن "الممثلة المصرية زوزو حمدي الحكيم وصلت إلى الكويت بدعوة من دائرة الشئون الاجتماعية لتعمل مع فرقة المسرح الكويتي التي يشرف عليها طليمات". والمقصود بعبارة (فرقة المسرح الكويتي) أي الفرقة الكويتية المزمع تكوينها، وصفة الكويتي هنا المقصود بها انتساب الفرقة إلى الدولة، وليس المقصود بها (فرقة المسرح الكويتي)، التي تأسست فيما بعد عام 1964م.
وكنا نظن أن الجريدة ستطالعنا باسم لممثلة كويتية لا مصرية. ومرّت عدة أشهر وطليمات مازال يبحث عن ممثلين، حتى صدر قرار إنشاء فرقة المسرح العربي في 10/10/1961. أي أن الفرقة تم إنشاؤها من غير وجود فعلي لها، أو لأعضائها!
ورغم ذلك لم ييأس طليمات، وظل يبحث حتى أخبرتنا جريدة الرسالة – في عدد 25 بتاريخ 19/11/1961 – بأن "الأستاذ زكي طليمات اختار الآنسة أمل جعفر الطالبة بالثانوية مذيعة في التلفزيون، ومازال الأستاذ زكي يبحث عن وجوه جديدة". وهذا الخبر يؤكد أن البحث مازال مستمراً، وربما (أمل جعفر) كانت من المتقدمين للتمثيل، فوجدها طليمات أصلح للإذاعة، أو أن طليمات كان ضمن لجنة اختيار المذيعات في ذلك الوقت.

وبعد أيام قليلة؛ نجد الصحافة الكويتية تتحدث عن فرقة التمثيل العربية، وعن ممثليها، وعن نيتها في تمثيل أول عرض لها بمسرح ثانوية الشويخ، وكأن القدر استجاب لطليمات أخيراً، وأن فرقته سترى النور. وهذه الأمور معروفة تاريخياً، ولكن المجهول لنا تماماً، هو كيف اختار طليمات أعضاء فرقته؟ ومن هم الممثلون، الذين شكلوا النواة الأولى لفرقته؟ وكيف اختبرهم وانتقاهم دون سواهم؟ وما هي خطته كي يستمروا في التمثيل؟ وما هو تصوره لتطويرهم فنياً وعلمياً؟
كل هذه الأسئلة ستجيب عنها الوثيقة التالية – موضوع المقالة – وهي تقرير مرفق بخطاب من زكي طليمات إلى الأستاذ حمد عيسى الرجيب - مدير دائرة الشئون الاجتماعية والعمل – مؤرخة في 22/11/1961، ونصها يقول:

تقرير
بشأن تشكيل فرقة التمثيل العربي

فيما يلي بيان بالخطوات التي اتخذت لاختيار أعضاء التمثيل العربي، وما انتهت إليه هذه الخطوات:-
أولاً: شكلت لجنة لاختيار أعضاء الفرقة مؤلفة من الأستاذين محمد النشمي، ومحمد همام الهاشمي، وأنا.
ثانياً: عقدت اللجنة أولى جلساتها يوم الخميس 2 نوفمبر 1961م في تمام الساعة الخامسة مساء بمركز رعاية الفنون الشعبية، وقد سبق هذا الاجتماع أن أذاعت دار الإذاعة الكويتية بياناً قصيراً تدعو فيه الشباب الكويتي من هواة المسرح إلى أن يتقدموا للانخراط في الفرقة. وكان عدد المتقدمين دون الأمل المرجو، إذ لوحظ أن هذه الإذاعات لم تحقق الغرض المقصود منها، نظراً لقلة عدد مراتها واقتضاب عباراتها، فاتخذت اللجنة خطوات أخرى وذلك عن طريق الصحف الأسبوعية والإعلانات في دور السينما والتليفزيون وقد أثمرت هذه الوسائل وتوافد شباب من مختلف المستويات للمثول أمام لجنة الاختبار فبلغ عددهم حوالي 150 مائة وخمسون.

ولو أن البيانات التي أذيعت على الجمهور، تضمنت ما يشير إلى أنه سيكون للمنتظمين نهائياً بالفرقة، مكافآت مالية، لتضاعف عدد المتقدمين.
ثالثاً: وتولت اللجنة اختبار المتقدمين لمعرفة صلاحيتهم للعمل بالفرقة العربية، وذلك في جلسات عددها عشر فيما بين 2، 23 نوفمبر 1961، وكان في الإمكان أن يقل عدد هذه الجلسات وأن تنتهي اللجنة من عملها في أقصر وقت، لو أن المتقدمين في أكثريتهم تقدموا إلى الاختبار وهم يحفظون مقطوعات يؤدونها. فكان لزاماً على اللجنة أن تمنح هؤلاء المتقدمين فرصاً متعددة للاستعداد للأختبار.

رابعاً: وقد أخذت اللجنة في الحكم على المتقدمين، بأن أعلت تعمقهم في الانفعال بما يؤدونه إلقاءً وتمثيلاً، على أسلوب الأداء نفسه، من حيث جهارة الصوت وتمحيص الحروف وسلامة النطق.
وأجرت اللجنة تقسيم المتقدمين من حيث درجة الإجادة، إلى أربعة أقسام:- جيد، فوق المتوسط، ومتوسط، ثم دون المتوسط.

فإذا عدد القسم الأول 14 بينهم 8 من الكويتيين.
وعدد القسم الثاني 17 بينهم 12 من الكويتيين.
وعدد القسم الثالث 19 بينهم 8 من الكويتيين.
وبهذا بلغ مجموعهم 49

خامساً: ثم رأت اللجنة أن تجري تصفية بين من جاءت أسماؤهم في الأقسام الثلاثة الأولى، لاختيار الأجود، وذلك بالجمع بين المستويات كلها في صعيد واحد وفي وقت واحد.
وانتهت اللجنة إلى اختيار 44 شخصاً ستقدم اللجنة بياناً بأسمائهم وبالوظائف التي يشغلونها.
سادساً: إلا أن اللجنة ترى أن لا يقتصر عدد أفراد الفرقة على هذا العدد، بل يتجاوزه إلى عدد آخر يجيء ممن يليهم في المرتبة التي حصلوا عليها عن طريق الاختبار، أو ممن عسى أن ينضم إلى الفرقة من عناصر جديدة. وذلك للأسباب الآتية:-

1 - أن تتاح فرصة التعلم والتثقف بفنون التمثيل نظراً وممارساً، لأكبر عدد من هواة المسرح، باعتبار أن التدريبات على ما ستقدمه الفرقة من مسرحيات، تؤلف دراسات في فنون المسرح، وبهذا يحقق إنشاء فرقة التمثيل العربي غرضين في آن واحد: تقديم مسرحيات رفيعة تحيّ أمجاد العروبة وتعمل على إيجاد وعي فني، ثم إحياء دراسات في فنون المسرح على نطاق لا بأس به.
2 - وجود احتياطي من الممثلين ضماناً لانتظام سير العمل وحسن المواظبة على حضور جلسات التدريب.
3 - أن يكون لكل ممثل في دوره بالمسرحية (بديل) يقوم مكانه في حالة ما إذا تخلف لسبب من الأسباب.

سابعاً: وتترك اللجنة للدائرة تقدير المكافآت المالية التي تمنحها لأعضاء الفرقة، إلا إنها توصي بأن تكون هذه المكافآت مجزية، تُرغب في الاستمرار بالعمل بالفرقة، وتتفق والجهود التي يبذلها أعضاؤها.
ثامناً: وتقترح اللجنة في هذا الصدد أن يوضع حد أدنى لهذه المكافآت، وحد أقصى، وفيما بينهما تحدد مكافأة كل عضو، تبعاً لكفايته ومبلغ حرصه على الانتظام في العمل هذا، في ترقب أن تسفر عن نجاح هذه التجربة، تجربة إنشاء مسرح عربي تتوافر فيه المقومات الفنية السليمة، ويكون منبراً لما تعالجه الأقلام العربية في شئون الحياة عن طريق فن التمثيل.

فإذا نجحت هذه التجربة النجاح النسبي الذي يتفق والحقيقة، وهي أن هذه التجربة هي الأولى من نوعها في الكويت، إذا تم هذا أعيد تنظيم هذه الفرقة على وجه آخر، أهم ما فيه أن ينقطع أعضاء الفرقة للعمل بالمسرح، وأن يتوفروا عليه بكل وقتهم وهمهم، إذ لا يخفى أن الأعضاء المختارين بعد الاختبار، يشغلون وظائف في الدوائر المختلفة أو في مرافق أخرى لكسب العيش.
إذا تم هذا، أصبح فن التمثيل مرفقاً حيوياً للاحتراف، وبهذا يدخل المسرح الكويتي المرحلة الحاسمة في سبيل تأصيله وقيامه على الوجه الصحيح.

فإذا وافقتم على ما تقدم ذكره، فسنبدأ التدريبات الأولى على مسرحية (صقر قريش) بما بين أيدينا من العناصر المختارة، اعتباراً من يوم السبت الموافق 25 نوفمبر 1961، على أن تجري التدريبات يومياً ابتداء من الساعة الرابعة إلى الثامنة مساءً وذلك في المكان الذي تختارونه.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
[توقيع]

زكي طليمات

تحليل الوثيقة:
على الرغم من أهمية هذه الوثيقة، حيث إنها تُكشف عن الجانب الإداري المجهول وراء تشكيل فرقة المسرح العربي، بوصفها أول فرقة مسرحية حكومية كويتية، إلا أن سطوراً كثيرة في هذه الوثيقة، تحتاج منا إلى شرح وتوضيح لما اشتملت عليه من معلومات، نجملها في الملاحظات الآتية:

1 – ضمّ تشكيل لجنة اختيار ممثلي الفرقة الأستاذ (محمد النشمي)، وهو المشرف على رعاية الشباب في ذلك الوقت، إضافة إلى كونه أحد الرواد الأوائل في تاريخ المسرح الكويتي، وقائد فرقة المسرح الشعبي. وهذا يعني أن طليمات استعان به لخبرته، ليؤكد – أقواله السابقة في الصحافة – أن فرقة المسرح العربي ستكون مُكملة لفرقة المسرح الشعبي؛ تحقيقاً للهدف المنشود. ومن وجهة نظري أن طليمات استعان بالنشمي في لجنة الاختيار، لأن طليمات – بعد أن يأس في إيجاد ممثلين جُدد – توقع أن أغلب ممثلي فرقة المسرح الشعبي، سيكونون ضمن المتقدمين. وهذا الأمر ربما سيُعجل بتوقف نشاط فرقة الشعبي؛ ولكن عندما يعلم الممثلون أن النشمي ضمن لجنة الاختيار، فهذا يعني موافقته الضمنية على انتسابهم إلى فرقة المسرح العربي. أما ضمّ محمد همام الهاشمي – الخبير الاجتماعي – فربما كان لثقافته الواسعة، وعمله في مجال الترجمة والنشر، حيث كان يكتب المقالات، ويترجم الروايات، وكانت جريدة (الرسالة) الكويتية، تنشر له ترجمات عديدة، منها رواية (الابتسامات الثلاث) لتولستوي. وهذا النشاط يؤهله ليكون عضواً في لجنة اختيار ممثلين سيلقون قطعاً حوارية؛ ربما تكون مترجمة.

2 – الشعب الكويتي يميل إلى الرؤية أكثر من ميله إلى الاستماع، فعندما أذاعت الإذاعة الكويتية عن اختبار المتقدمين إلى الفرقة، لم يتقدم سوى عدد قليل؛ ولكن عندما أذاعت دور السينما هذا الإعلان تقدم مائة وخمسون! وربما يظن القارئ أن الكويت ليس بها إلا القليل من دور السينما في ذلك الوقت، والحقيقة أن العكس هو الصحيح! فالكويت كان بها أكثر من ثلاث عشرة داراً للسينما في تلك الفترة - وذلك بناءً على إعلانات جريدة (الكويتي) – عدد10 في 26/8/1961 – ومنها: الأندلس، والحمراء، والفردوس، وحولي الصيفي، والفحاحيل، وسينما نادي الحبارى، وسينما نادي الاتحاد، وسينما نادي الأحمدي، والأحمدي الصيفي، وسينما ميناء الأحمدي.

3 – حددت الوثيقة أن المتقدمين إلى لجنة الاختبار، وصل عددهم إلى 150 متقدماً، من مختلف المستويات. والمقصود هنا مستويات الإجادة في التمثيل؛ ولكننا لا نعلم هل جميعهم من الكويتيين، أم أنهم من جنسيات أخرى؟ وهل نطمع في معرفة أسمائهم؛ لنعلم من هم الهواة الأوائل، الذين رغبوا في التمثيل المسرحي في الكويت عام 1961؟ لعلنا بهذه الأسئلة نطلب المستحيل! والحقيقة أن الوثائق الفرعية تأتي بهذا المستحيل، وتجيب عن أسئلتنا، وتقول: إن المتقدمين كانوا (134) متقدماً، وذلك بناء على وثيقة تحمل عنوان (جدول عام عن جميع من تقدموا إلى لجان ابتداءً من يوم 2/11/1961 حتى يوم 27/11/1961، وما يستجد عليهم حتى تكوين فرقة المسرح العربي). والمتقدمون غير الكويتيين، كانوا من: مصر، والأردن، وسورية، ولبنان، وفلسطين. أما دول الخليج العربي، فكان منهم خلفان عبد الله الشيبة من عُمان، وأحمد عبد العزيز المكنزي من السعودية. ولعل هذين الاسمين، يجب إضافتهما إلى بدايات تاريخ المسرح العماني والسعودي، بوصفهما أول هواة تقدموا لممارسة التمثيل المسرحي.

أما المتقدمون من الكويت فهم: إبراهيم سليمان الصالح، أحمد جاسم الأنتيفي، أحمد حبيب، أحمد حسن الملا، أحمد خضر عباس، أحمد عبد العزيز الجار الله، أسد محمود حسين، أمين عبد الله خالد [أمين الحاج]، جاسم محمد حسن، جعفر علي مراد المؤمن [جعفر المؤمن]، جميل خضير، جواد بهبهاني، جواد حسن محمد، حسن يعقوب العلي، حسين علي الصالح [حسين الصالح]، حسين عبد الرحمن، حسين غلوم، خالد صالح إبراهيم النفيسي [خالد النفيسي]، خالد عبد اللطيف العبيد، خالد علي جابر، خليل إبراهيم حسن، داود سليمان داود، راشد صقر راشد، رشدان مرشد الرشدان، سعد سالم، سعد مبارك الفرج، سليمان يوسف سليمان، صلاح إبراهيم أحمد حسين، عباس عبد الرضا حسين، عبد الجبار مجيد، عبد الحسن خلفان، عبد الحسين عبد الرضا، عبد الرحمن الضويحي، عبد العزيز غفران، عبد الله خريبط، عبد الله سليمان عوض، عبد الله عبد الرحمن فهد، عبد الله منصور، عبد الوهاب سلطان، عثمان خالد محي، عدنان حسين خلف، علي الدبوس، علي الملا أحمد، علي عبد الله الربعي، علي ناصر محمد البريكي، علي ناصر محمد، عيسى فهد، غانم صالح الغانم، كامل محمود قحطان، محمد جاسم مصباح، محمد سعود العون، محمد عبد العزيز المنيع، محمد عبد الله رمضان ثاني، محمد عبد الله رمضان، محمد علي العليمي، محمد علي عبد العزيز، محمد عيسى الحشاش، محمد فهد الديباس، محمود قاسم زايد، مظف المظف، معتوق أحمد، ناهي عزبي عبد الله، هزاع ملا مزعل، يس محمد، يعقوب حسين البكر، يعقوب محمد، يوسف أحمد جمعة، يوسف راشد عبد الله، يوسف عبد الله الشراح.

4 – أشار طليمات في وثيقته أن اللجنة أطالت في جلسات الاختبار؛ لأن المتقدمين في أكثريتهم لم يتقدموا وهم يحفظون مقطوعاتهم، لذلك منحت اللجنة فرصاً أخرى لهم. ومن واقع الوثائق المتعلقة بهذا الأمر، نجد زكي طليمات يعطي فرصة أخرى لإعادة اختبار (عبد الله خريبط)، عندما توسم فيه الموهبة، حيث إنه [أي خريبط] لم يكن مستعداً يوم الثلاثاء الموافق 7/11/1961، وهو اليوم المحدد لاختباره؛ لذلك كتب رئيس اللجنة بجوار اسمه في خانة الملاحظات: "أعاد قطعته بناء على طلب الأستاذ زكي طليمات". وكذلك (حسين الصالح) لم يحضر يوم اختباره الموافق 14/11/1961، وقدم قطعته في اليوم التالي. وهكذا نرى مدى صبر طليمات على أبنائه من المتقدمين ممن توسم فيهم الموهبة الفنية؛ فلو كان طليمات قاسياً متعنتاً، ما كان أعاد الاختبار لخريبط، ولم يسمح لحسين الصالح بإعادة الاختبار بعد أن امتنع عن الحضور، ولو فعل طليمات هذا ما أصبح خريبط وحسين الصالح من نجوم المسرح الكويتي فيما بعد!!

5 – لوحظ أن لجنة الاختبار، حددت معايير الحكم على المتقدم بمدى انفعاله إلقاءً وتمثيلاً من حيث جهارة الصوت وتمحيص الحروف وسلامة النطق. ومثال على ذلك - من واقع الوثائق - كتب رئيس اللجنة بجوار اسم المتقدم الأردني (محمد جاد يس عبد الفتاح): "خامة جيدة تعطي الكثير إذا نُميت. أرى أن ينضم إلى الفرقة". وفي المقابل كتب بجوار اسم المتقدم الفلسطيني (عبد الرؤوف صبحي الأشقر): "لا يُحسن القراءة، ولا يُحسن شيئاً".

6 – انتهت اللجنة من تقسيم المتقدمين من حيث درجة الإجادة، إلى أربعة أقسام:- جيد، فوق المتوسط، ومتوسط، ثم دون المتوسط. وتم قبول المستويات الثلاثة الأولى، ولا يعلم أي متقدم حتى الآن، ما هي درجة نجاحه في هذه الاختبارات، وكل ما يعلمه هو أنه مقبول في الفرقة، أو مرفوض من الانتساب إليها. ولا أظن أن أعلام المسرح الكويتي ورواده الأوائل، يعلمون حتى الآن ما هي مستوياتهم الفنية وقت اختبارهم عام 1961. والوثيقة المنشورة لم تحدد أسماءً؛ بل حددت أرقاماً فقط! وهنا تأتي أهمية الوثائق الفرعية، أو كشوف لجان الاختبار، لتذكر لنا التقديرات والمستويات وأسماء أصحابها.

فالوثيقة المنشورة هنا تقول: إن عدد القسم الأول من الحاصلين على تقدير (جيد) 14 بينهم 8 من الكويتيين. والعدد الصحيح قبل التصفية النهائية، يقول إنهم تسعة، هم: حسن يعقوب العلي، جعفر مراد المؤمن، علي ناصر محمد، عبد الرحمن الضويحي، عبد الله خريبط، محمد عبد العزيز المنيع، عبد الحسين عبد الرضا، عباس عبد الرضا، خالد النفيسي. وأن عدد القسم الثاني من الحاصلين على تقدير (فوق المتوسط) 17 بينهم 12 من الكويتيين، والعدد الصحيح قبل التصفية النهائية، يقول أنهم عشرة، هم: جواد بهبهاني، عبد المحسن خلفان، أحمد حبيب، علي الملا أحمد، أحمد حسن الملا، عدنان حسين خلف، أمين عبد الله خالد [أمين الحاج]، أمين عبد الله حسين، سعد مبارك الفرج، أحمد عبد العزيز الجار الله. وعدد القسم الثالث من الحاصلين على تقدير (متوسط) 19 بينهم 8 من الكويتيين؛ والعدد الصحيح قبل التصفية النهائية، يقول أنهم خمسة عشر، هم: عيسى فهد، عبد الوهاب سلطان، رشدان مرشد الرشدان، جميل خضير، أحمد جاسم الأنتيفي، أسد محمود حسين، عبد الرحمن أحمد مهنا، حسين الصالح، محمود قاسم زايد، حسين غلوم، مظف المظف، غانم صالح الغانم، يوسف عبد الله الشراح، محمد عبد الله رمضان الكويتي، شابور عبد الحسين.

7 – وقع اختيار طليمات على أكثر من أربعين عنصراً؛ لتكوين أول فرقة مسرحية كويتية تحت إشراف الحكومة؛ ولكنه يأمل في المزيد .. لماذا؟ لأنه أراد أن يُشكل فريقاً مسرحياً متدرباً على فنون المسرح نظرياً وعملياً، ليحقق بهذا الفريق هدفاً جديداً من أهدافه الفنية، وهو إنشاء دراسات مسرحية لإيجاد وعي فني في المجتمع الكويتي. وهذا هو أسلوب طليمات في تخطيط الفن المسرحي في أي دولة. فقد سبق له تطبيقه في مصر، ثم في تونس، وها هو يطبقه في الكويت، كما سنرى في الحلقات القادمة.

8 – في هذه الوثيقة، نجح طليمات في تكوين نواة الفرقة الأولى من الممثلين الكويتيين، ولكنه يخشى على تجربته من الفشل؛ لأن الممثلين موظفون في الدوائر الحكومية، وأعمالهم تُمثل عقبة أمام انتظامهم في عروض الفرقة؛ لذلك يقترح على حمد الرجيب – في حالة نجاح الفرقة في أول عرض لها – أن يتفرغ الممثلون للعمل المسرحي، بعيداً عن أعمالهم الوظيفية. وهذا الإجراء يعني (الاحتراف)، كما سنرى لاحقاً. ومن واقع الوثائق المعنية بهذا الأمر، نعلم أن حسن يعقوب العلي كان يعمل في دائرة الأشغال العامة، وجعفر المؤمن في الشئون الاجتماعية، وعبد الرحمن الضويحي في دائرة الصحة، وعبد الحسين عبد الرضا في القسم الفني للمطبوعات والنشر، وخالد النفيسي في محلات النفيسي بسوق التجار، وأمين الحاج بمحل تجارة سيد إسماعيل بسوق المباركية، وسعد الفرج بدائرة الأشغال العامة، وأحمد عبد العزيز الجار الله بإدارة الجوازات، وأسد محمود بالأشغال العامة، وحسين الصالح بدائرة العدل، وغانم صالح الغانم بمحكمة الاستئناف، ويوسف عبد الله الشراح بدائرة الأيتام ... إلخ.

وتنتهي الوثيقة المنشورة بأن الفرقة الوليدة ستبدأ تدريباتها على أول مسرحية ستعرضها، وهي مسرحية (صقر قريش)، وهي موضوع مقالتنا القادمة بمشيئة الله؛ لنعرف ظروف تقديمها، ومدى نصيبها من النجاح أو الفشل، وموقف ممثلي الفرقة من الاحتراف، وذلك من خلال وثائق جديدة لم تُنشر من قبل.

المصدر: نشرت تحت عنوان (وثائق نادرة في ولادة المسرح الكويتي :
(الحلقة الأولى) تشكيل فرقة التمثيل العربي سنة 1961م) – مجلة (كواليس) الإماراتية – عدد 21 – يناير 2010 – ص(16 - 25).

جون الكويت
25-04-2010, 08:33 PM
وسيكون معي خطاب رسمي للبحث في هذا السرداب. وفي الصباح توجهت إليه بالخطاب، الذي سلمه إلى الفنان (محمد المنصور) – مدير الإدارة وقتذاك - فرحب بالأمر، ونزلت إلى السرداب مع جابر العنزي؛ لأجد أكواماً هائلة من الأوراق المتهالكة والملفات الممزقة؛ وقرأ جابر العنزي سؤالاً لم أطرحه، فأجاب من تلقاء نفسه: إن هذا الركام من نتائج الغزو العراقي على المؤسسات الحكومية، ويجب التخلص من هذا الركام.
فطلبت منه أن يبقيني في هذا السرداب ويمرّ عليّ في نهاية توقيت العمل الرسمي. فقال: كيف هذا؟! السرداب (بدروم) في باطن الأرض، ولا يوجد مكيفات ولا مراوح، ونحن في نهاية شهر يوليو!! كيف ستتحمل العمل ست ساعات، لتبحث في هذه الأكوام في هذا الجو الخانق المميت؟!
قلت له: أنا أسعد الناس بهذا. فتركني مع جنوني وانصرف.

المصيبة .. انه بهذه العقلية أضاع الناس أطناناً من الوثائق التاريخية المهمة !!
والله كارثة
فالبيوت ترمي المكتبات القديمة بعد وفاة أصحابها بالزبالة، والإدارات القديمة ترمي أراشيفها الضخمة عند الانتقال الى المباني الجديدة، حتى مكتبة وزارة التربية تتلف الكتب القديمة (بطبعاتها النادرة) ليستطيع قسم التزويد شراء الكتب الجديدة ،، عشان ما يزعل ديوان المحاسبة؟

فما هو الحل ..أخبروني؟

جون الكويت
29-04-2010, 07:46 PM
سيد علي إسماعيل يستعرض
وثائق المسرح الكويتي

عرض الدكتور سيد علي إسماعيل مجموعة من الوثائق المتعلقة بتاريخ بعض الفنانين المسرحيين الكويتيين، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش مهرجان الكويت المسرحي. وذلك للحديث عن أبرز الوثائق المسرحية الكويتية التي يمتلكها، واعتبر ان هذه الوثائق كانت تؤسس لإنشاء عدة عوامل، منها إنشاء دار الأوبرا في الكويت والكثير من المتطلبات المسرحية وأيضا كانت تهدف الى نشر الفكر المسرحي في الستينات، إضافة لإقامة أكاديمية للفنون ومكتبة عامة للمسرح والفنون والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كذلك.

وعرض الدكتور سيد علي إسماعيل عددا من الوثائق، من أبرزها اشتراك الفنانة الراحلة طيبة الفرج في المسرح العربي في عام 1963، وأيضا ما يثبت ان رئيس تحرير جريدة السياسة أحمد عبدالعزيز الجارالله (http://www.alraimedia.com/alrai/SearchWords.aspx?text=أحمد عبدالعزيز الجارالله) الذي تقدم في 24/4/1964 ليلتحق بالمسرح وأثبتت الوثيقة أن الجارالله قد مثل مع فرقة المسرح العربي، وأيضا أحمد عبدالعزيز المكانزي وهو أول سعودي يقف على خشبة المسرح في الكويت، وذلك في الستينات، كما بين إسماعيل أن أول فرقة حكومية في الكويت كانت في تاريخ 7/11/1961 ومن بين اللجنة عبدالرحمن الضويحي، أحمد الجارالله، غانم الغانم، محمد المنيع، حسن العلي وغيرهم.

وأشار إسماعيل الى أن أول بعثة كويتية كانت للفنانة الراحلة مريم القضبان الى القاهرة في عام 1964، وكانت أكبر مكافأة للمتفوقين الأربعة هم الفنان الراحل علي المفيدي، جعفر المؤمن، وأيضا استشهد بوثيقة تثبت عقوبة للفنان الراحل خالد النفيسي عند تأخره عن إحدى البروفات، كما عرض إسماعيل الشهادات الأصلية لكل من دخيل الدخيل الذي تخرج بتقدير مقبول والفنانة مريم الصالح التي حصلت على الترتيب الثالث بتقدير جيد جدا.
واعتبر إسماعيل أن هذه الوثائق التي تدعم فكرة عمله وتعزز قيمة الوثيقة في زمنها، مشيرا إلى أنه سيقدم كتابا خاصا بذلك تحت عنوان «وثائق المسرح الكويتي بين التضليل والتضييق».

http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/12/14/02.59.08_smaller.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/12/14/02.59.08.jpg)
سيد علي إسماعيل يقدم إحدى الوثائق المسرحية الكويتية

جريدة الراي

Ebrahim
29-04-2010, 11:17 PM
اخوانى لا يوجد بالكويت حفظ جيد للتراث المسرحى همهم المسرحيات التجارية المهازل دفع اكثر ولا اهتمام لرائ الجمهور ادخل اى مسرحية تجارية باسم شركات تقول انها فنية مهازل من الديكور الى التاليف الى الممثلين الذى يتلصقون بالتمثيل ولا يوجد لهم خبرة انقذو الحركة الفنية بالكويت يا اخوان ترى العز فى المسرح ايام زمان اجر قليل وفايدة كثيرة احس من الربح الكثير وتاريخ يكتب للمسرح مهازل
شكرا

جون الكويت
09-06-2012, 02:24 AM
وثائق المسرح الكويتي - الحلقة الثانية





وثائق المسرح الكويتي





(الحلقة الثانية)





صقر قريش .. وتنمية النشاط المسرحي





الأستاذ الدكتور/ سيد علي إسماعيل





ــــــــــــــ



تمهيد :
تحدثنا في الحلقة السابقة عن وثائق تشكيل فرقة التمثيل العربي، التي عُرفت – فيما بعد - باسم (فرقة المسرح العربي)، وأنها ستبدأ تدريباتها في نوفمبر 1961م؛ لتقديم مسرحية (صقر قريش) بوصفها أول عرض مسرحي لها، مع ملاحظة أن الفرقة كانت خالية من العنصر النسائي الكويتي؛ لذلك استعان زكي طليمات بممثلتين مصريتين هما زوزو حمدي الحكيم، وجيهان رمزي؛ ولكن بعد أيام قليلة حدثت المفاجأة وتقدمت أول آنسة كويتية للانضمام إلى الفرقة، وهي (مريم الصالح) الموظفة بوزارة الصحة؛ لتصبح بهذه الخطوة الجريئة رائدة التمثيل المسرحي في الكويت خاصة وفي الخليج عامة، ثم تبعتها في الفعل نفسه الرائدة الثانية (مريم الغضبان) الموظفة أيضاً بوزارة الصحة، ثم استعانت الفرقة في تدريبات مسرحيتها الأولى بفتاتين مصريتين تعملان في وزارة الصحة كذلك، هما: فوقية إبراهيم، وهدى عبد السلام. وهكذا انتهت مشكلة توفير العنصر النسائي للفرقة، وانتظمت التدريبات التي ظلت مستمرة طوال ثلاثة أشهر.
زار المحرر الفني لجريدة الرسالة الكويتية أعضاء فرقة المسرح العربي – أثناء تدريبهم على مسرحية صقر قريش – ونشر خلاصة هذه الزيارة – التي تُعد أول مقالة صحافية منشورة عن أعضاء الفرقة - يوم 25/2/1962، فنجد خالد النفيسي يتحدث عن نفسه بأنه اشترك في فرقة المسرح الشعبي لمدة سنة، والآن يفكر في احتراف التمثيل. كما أشاد بجهود طليمات في تعليمه وتدريبه قائلاً: " إنه قدوة لنا نستمد منه الروح القوية لمتابعة خطواتنا الأولى في التمثيل على المسرح العربي". أما مريم الغضبان فتحدثت عن اشتراكها في التمثيل بعد معارضة شديدة من أهلها خصوصاً الأب، وأخيراً تمكنت من إقناعهم بأن التمثيل مهنة شريفة. أما مريم الصالح فقد تخطت جميع الصعوبات التي اعترضتها في سبيل عملها في المسرح، فهي " لا تهتم بكلام الناس وتعتبر التمثيل فناً راقياً يمكن أن يلعب دوراً هاماً في المساهمة في توجيه وتثقيف المواطنين". وتحدثت الجريدة عن سعد مبارك الفرج قائلة: " متحمس جداً للتمثيل وينسجم في الدور الذي يُسند إليه كثيراً .. ينوي احتراف هذا الفن في المستقبل .. لقى كل التشجيع من أهله، خصوصاً شقيقه المحامي خليفة مبارك".
وبقدر اهتمام الصحافة بتدريبات مسرحية صقر قريش، وظهور فرقة المسرح العربي، بقدر خوفها على مستقبل فرقة المسرح الشعبي وعروضها. فقد كتب عبد الكريم مراد كلمة في جريدة الرسالة بتاريخ 17/12/1961، أبان فيها عن حزنه الشديد لما سمعه بأن فرقة المسرح العربي لن تعرض المسرحيات الشعبية، وأن المسرح الشعبي سيكون نسياً منسياً، واختتم الكاتب كلمته بأن الجمهور ينتظر عودة محمد النشمي وصالح العجيري. وفي مقالة أخرى للجريدة نفسها بتاريخ 21/1/1962 شكك النشمي في جدوى عروض فرقة المسرح العربي قبل أن تبدأ، قائلاً: " لا أستطيع أن أتكهن بالغيب وأقول إن نجاح الأستاذ زكي طليمات محتم؛ لأن التمثيل باللغة العربية والقيام بأدوار تاريخية .. أعتقد أن لهذا الصنف من الروايات رواداً قلائل، وعدداً محدوداً من الراغبين فيه. والتمثيل باللهجة الشعبية أو بمعنى آخر باللهجة المحلية لها أثر كبير في نفوس الناس فهم لهذا يرغبون في حضور هذا النوع من التمثيليات التي تستعمل بها اللهجة المحلية ".
وفي يوم 18/3/1962 وعلى مسرح ثانوية الشويخ ارتفع الستار عن عرض مسرحية (صقر قريش)؛ بوصفه أول عرض مسرحي حكومي لفرقة المسرح العربي، وظلت هذه المسرحية تُعرض بصورة متتابعة إلى يوم 4/4/1962، وهي من تأليف محمود تيمور، ومن إخراج وتمثيل زكي طليمات، مع مجموعة من الممثلين والممثلات، هم: مريم الصالح، مريم الغضبان، زوزو حمدي الحكيم، جيهان رمزي، فوقية إبراهيم، هدى عبد السلام، عبد الله خريبط، عبد الوهاب سلطان، علي ناصر، أحمد الملا، عدنان حسين، عبد الحسين عبد الرضا، نجم عبد الكريم، داود حمد، شابو عبد الحسين، عبد الجبار مجيد، عبد الرحمن الضويحي، حسن يعقوب العلي، محمد رجب، علي الملا، عباس عبد الرضا، أسد محمود، أحمد عبد العزيز، يوسف الخطيب، محمد عبد الله رمضان، حسين الصالح، خالد النفيسي، نايف شرف الدين، إبراهيم أحمد حسين، غانم صالح الغانم، عبد الرحمن مهنا، سعد مبارك الفرج، جعفر المؤمن، أمين عبد السيد حسن، محمود نجيب أبو فرحة، بديع حسن عمران، علي جمعة، مروان جوجو، محمد شاكر عبد الله، عبد الرحيم أبو عيسى، عز الدين عبد الرحيم، عيسى فهد الغانم. ومن الطريف أن هذه المسرحية تمّ تسجيلها إذاعياً، حيث ذكرت ذلك جريدة الرسالة – عدد44 بتاريخ 8/4/1962 – ونشرت الجريدة صورة مهندسي الإذاعة الكويتية أثناء تسجيلهم عرض المسرحية.
خارج السياق :
ما ذكرته سابقاً معلومات – ربما تكون معروفة للجميع - ذكرتها فقط تمهيداً للوثيقة المنشورة في هذه الحلقة. وهناك سبب آخر، ربما يكون خارج السياق المباشر للحلقة؛ ولكنه في الوقت نفسه يحمل معلومتين تاريخيتين مهمتين: الأولى، تتعلق بأول عرض مسرحي قدمه زكي طليمات في الكويت .. وأظن القارئ يتفق معي – ومع التاريخ أيضاً – بأنه عرض مسرحية (صقر قريش) لفرقة المسرح العربي في مارس 1962م .. وهل من شك في هذا؟! سأجيب على نفسي وأقول .. نعم! هناك شك في ذلك؛ لأن أول عرض مسرحي أقامه طليمات في الكويت كان مسرحية (الوحدة الكبرى) في مارس 1958م، عرضه أثناء انعقاد الموسم الثقافي الرابع بالكويت.
أظن القارئ سيندهش عندما يقرأ هذه المعلومة .. وربما سيندهش أكثر عندما يعلم أن هذا العرض المسرحي كان عرضاً شعرياً لمسرحية شعرية كبيرة الحجم، استغرق عرضها ثلاث ساعات، وظلت تُعرض كل يوم لمدة أسبوع كامل على مسرح ثانوية الشويخ، وبذلك تُعد هذه المسرحية – ربما - أول مسرحية شعرية تُعرض في الكويت!! والغريب أن هذا العرض اشتمل على استعراض راقص قامت به طالبات المدرسة القبلية للبنات في الكويت، وكانت أول مرة يشاهد الجمهور الكويتي الرقص الشعبي الكويتي معروضاً ومنفذاً على خشبة المسرح بواسطة بنات المدارس!! أما عجيبة العجائب فتمثلت في شخصية بطلة العرض، التي جسدت شخصية (العروبة) .. فقد قامت بها سيدة مصرية كانت تعمل في دائرة الشئون الاجتماعية وقتذاك، وهي الإعلامية الكبيرة – حالياً – الأستاذة (لميس الطحاوي)، التي تُعد أول امرأة تشارك في عرض مسرحي في تاريخ الكويت.
هذه المفاجأة التاريخية اكتشفتها، عندما قرأت حواراً نشرته جريدة (الرسالة) في 4/2/1962 للإعلامية الكبيرة أنيسة محمد جعفر (ماما أنيسة) - مقدمة برنامج (نادي الأطفال) – بوصفها أول كويتية تعمل في التلفزيون، قالت في حوارها هذا : "ومنذ مدة قدّم الأستاذ زكي طليمات وبعض الفتيات رقصة شعبية كويتية فأثار هذا العمل رضا الناس وإعجابهم". هذه العبارة زلزلت معلوماتي التاريخية! فحتى تاريخ هذا الحوار لم يمرّ عام واحد على وجود طليمات في الكويت! ومنذ وصوله رأيناه مهموماً بتكوين الفرقة، واختيار أعضائها والبحث عن العناصر النسائية .. إلخ .. فأين أقام طليمات هذه الرقصة الشعبية؟! وما مناسبتها؟ ومن أين له بالفتيات الراقصات؟ .. إلخ. وضعت احتمالاً واحداً – وكان صائباً – أن هذه الرقصة قدمها طليمات في زيارته الأولى إلى الكويت عام 1958م؛ لذلك عدت إلى دوريات هذه الفترة لأجد إشارة إلى هذا العرض منشورة في مجلة المجتمع – التي تصدرها دائرة الشئون الاجتماعية – في إبريل عام 1958م، وهناك إشارة أخرى تُشير إلى اسم الآنسة المصرية التي جسدت شخصية (العروبة)، وهي (لميس الطحاوي). وبعد جهد جهيد استطعت الحصول على رقم هاتفها – أطال الله في عمرها – فاتصلت بها اليوم الأربعاء 27/1/2010، ومن خلال حواري معها، حصلت منها على المعلومات التي ذكرتها من قبل عن العرض المسرحي الأول، الذي أقامه زكي طليمات في الكويت عام 1958م.
أما المعلومة الثانية فتتعلق بصقر الرشود وبدايته مع فرقة مسرح الخليج العربي، فالأغلب الأعم ممن كتبوا عن صقر – إن لم يكن كلهم – يجمعون على أن صقراً – مع مجموعة من الهواة - ألّف فرقة مسرحية باسم (فرقة المسرح الوطني) عام 1962م، وهذه الفرقة عرضت مسرحيته (فتحنا) - على مسرح مدرسة الصديق - في نهاية عام 1962م، وهذه الفرقة كانت النواة الأولى لتشكيل فرقة مسرح الخليج العربي، التي أُشهرت يوم 13/5/1963. ويعلق خالد سعود الزيد – في كتابه (المسرح في الكويت: مقالات ووثائق)، ص104 – على مسرحية (فتحنا)، قائلاً : "وبغض النظر عن مضمون المسرحية وأهدافها ومعالجاتها إلا أن اسمها يوحي بما يختلج في نفوس الشباب من ثورة ورغبة بالانعتاق من هيمنة النشمي وهيمنة زكي طليمات معاً. سواء أكان هذا العنوان مقصوداً أم غير مقصود فهذه حقيقة واقعة فالمعروف أن صقراً لم يكن على وفاق مع زكي طليمات حيث يعتبره مدرسة قديمة، لا تنسجم مع تطلعات الشباب ونوازعهم المسرحية ".
المعلومات السابقة تؤكد أمرين: الأول؛ أن صقر الرشود ألّف فرقة المسرح الوطني، التي مثلت مسرحيته (فتحنا) في نهاية عام 1962، أي بعد أن عرض طليمات – وأعضاء فرقة المسرح العربي - مسرحية (صقر قريش) في مارس 1962؛ أي أن فرقة المسرح العربي كانت الأسبق في العرض، ومن ثم كانت فرقة المسرح الوطني. والأمر الآخر؛ أن صقر الرشود عرض مسرحيته (فتحنا) في نهاية عام 1962، حتى يبتعد عن هيمنة طليمات على المسرح الكويتي، ويثبت له – أي لطليمات – بأن مدرسته القديمة لا جدوى منها أمام تطلعات الشباب، كما أبان لنا ذلك خالد سعود الزيد.
عزيزي القارئ .. هل أنت على استعداد لأن تقرأ خبراً يعصف بكل ما سبق ويقلب كل ما جاء فيه إلى العكس تماماً؟! هذا الخبر نشرته جريدة (الرسالة) الكويتية في عددها الثامن بتاريخ 25/5/1961، وجاء فيه الآتي : " فرقة المسرح الوطني فرقة مسرحية جديدة في الكويت تتألف من شباب يهوى التمثيل. وقد افتتحت الفرقة موسمها الفني بتقديم رواية اجتماعية تعالج مشاكل المجتمع والأسرة. نتمنى لهذه الفرقة ولأفرادها كل تقدم وازدهار". هذا الخبر يؤكد الحقائق السابقة من حيث الوجود الحقيقي والتاريخي لفرقة المسرح الوطني، وأنها تألفت في الكويت، وأنها عرضت مسرحية اجتماعية في افتتاح موسمها الفني الأول .. ولكن الغريب هو تاريخ نشر الخبر (25/5/1961)، فهذا التاريخ يثبت أن صقر الرشود ألف فرقة المسرح الوطني قبل أن يبدأ طليمات عمله في تكوين فرقة المسرح العربي!! ويثبت أن مسرحية (فتحنا) عُرضت قبل أن تتكون فرقة المسرح العربي، وقبل أن تعرض أية مسرحية!! ويثبت أن مسرحية (فتحنا) لا علاقة لها بموقف صقر من طليمات أو هيمنته؛ فأين هي هذه الهيمنة وطليمات لم يؤلف فرقة المسرح العربي بعد، ولم يعرض أية مسرحية؟! ويثبت أخيراً ضعف رأي خالد سعود الزيد بأن "صقراً لم يكن على وفاق مع زكي طليمات حيث يعتبره مدرسة قديمة، لا تنسجم مع تطلعات الشباب ونوازعهم المسرحية "، فأي وفاق وأي اتفاق، وأي مدرسة قديمة أو مدرسة جديدة .. فطليمات في مايو 1961 – وقت نشر الخبر – لم يكن له في الكويت سوى شهر وبضعة أيام، وهي فترة لا تسمح له بأن يُهيمن على شيء، ولا تسمح بظهور مدرسته، التي ظهرت بعد عرض مسرحية (صقر قريش) في مارس 1962.

تقديم للوثيقة:
قبل نشر وثيقة هذه الحلقة، يجب أن أُشير إلى أن مسرحية (صقر قريش) نالت نجاحاً كبيراً على المستوى الرسمي بقدر إخفاقها على المستوى الشعبي! وبمعنى آخر أقول: إن مسرحية (صقر قريش) نجحت نجاحاً باهراً كما خطط لها زكي طليمات، ولكنها كانت على عكس ذلك في نظر محمد النشمي وأنصاره - وهذا المعنى سيتضح جزء منه في تحليل وثيقة هذه الحلقة، وسيتضح الجزء الآخر في بقية الحلقات – وأكبر دليل على ذلك مقالة سالم عبد الباقي تحت عنوان (أضوء على مسرحية صقر قريش)، المنشورة في جريدة الرسالة بتاريخ 25/3/1962، وفيها يبين الكاتب عيوباً كثيرة في العرض. أما مقالة زكي طليمات عن العرض نفسه - المنشورة في مجلة العربي في يونية 1962 - فقد أوضح فيها أن العرض كان فتحاً فنياً لا مثيل له.
وثيقة هذه الحلقة عبارة عن مذكرة مرفوعة من زكي طليمات إلى وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل. والوثيقة غير مؤرخة؛ ولكن تاريخها المُرجح يقع بين إبريل ويونية 1962؛ لأنها تتحدث عن موضوعات جاءت بعد انتهاء عروض مسرحية صقر قريش في أبريل 1962، ولم يُذكر فيها عروض المسرحية التالية (فاتها القطار)، التي عُرضت في يونية 1962 بمناسبة العيد الوطني. والوثيقة عبارة عن سبع صفحات مكتوبة بخط يد زكي طليمات – وتوقيعه - في صورة مسوّدة، بها تعديلات وتصويبات طفيفة كطبيعة مسودات الأوراق الرسمية، ونصها يقول:
السيد وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل


تحية طيبة وبعد،،



يسعدني أن أُضمّن ما يأتي، اقتراحات تستهدف تنمية النشاط المسرحي الذي تشرف عليه الوزارة، بتنظيمه وتوسيع مجالات العمل فيه وإحكام أهدافه، تمشياً مع خطة التنمية العامة القائمة في سائر نواحي الحياة الاجتماعية بالكويت، وبحيث يصبح هذا النشاط أداة دافعة لتطوير المجتمع وتوجيهه الوجهة الصالحة. والنشاط المسرحي الذي تشرف عليه الوزارة الآن يتألف من:
أولاً: المسرح العربي
ثانياً: المسرح الشعبي
ثالثاً: مسرح التنمية الاجتماعية
أولاً: المسرح العربي
أتت التجربة الأولى لقيام فرقة عربية تقدم نفائس المسرحيات العربية بالبيان الفصيح، بنتاج طيب، فاق نجاحه ما كان مؤملاً، وبهذا أثبتت التجربة صلاحية الأمر الذي جرت فيه، وذلك من حيث قابلية الممثل الكويتي لأن يستجيب إلى عوامل التطور والتقدم في فن الأداء التمثيلي طبقاً لقيمه وأوضاعه الفنية السليمة، ثم من حيث استجابة الجمهور إلى ما يقدمه هذا الممثل والتأثر به.
فقد قدمت مسرحية (صقر قريش) في 18 حفلة متتابعة أقبل الجمهور عليها على الوجه المشرف المعروف، وبهذا سجلت رقماً جديداً لم يكن معروفاً في النشاط المسرحي هنا. هذا على الرغم مما عليه المسرحية المذكورة من رفاعة في الأسلوب البياني، وعمق في التحليل النفسي، وتركيز في تتابع المشاهد، وجدية في معالجة الموضوع .. وكل هذا يقيم الحجة على أن بالكويت صفوة من الجمهور المثقف يستسيغ الفن الرفيع ويقبل عليه. وبهذا برر المسرح العربي أسباب إنشائه، على الرغم من:
أ - ضيق الإمكانيات.
ب - قلة عدد المتمرسين بشئون المسرح في نطاقه الكبير.
ج - حداثة شئونه الإدارية ومجريات أحواله بالعمل الإداري المألوف.
د - إن أعضاء الفرقة لم يكونوا لعمل الفرقة بكامل وقتهم وجهدهم، إذ أن جميعهم يشتغلون وظائف حكومية أو أهلية طوال النهار.
ومن هنا تأتى أن مسرحية (صقر قريش) استغرق إخراجها أكثر من ثلاثة شهور، ثم لسبب غير الأسباب السابقة، وهو أن التدريبات لم تكن تجري إلا مرة واحدة، في المساء ولمدة قصيرة دون الوقت المقرر عادة للتدريبات في الفرق العاملة، ومعلوم أن التدريبات تجري فيها بمعدل مرتين في اليوم، مرة في الصباح والأخرى في المساء. ويزيد على ما تقدم من أسباب، أن أعضاء الفرقة، وكلهم من الهواة، يواجهون لأول مرة دراسة نظرية وعملية في فنون المسرح ويتقيدون في حركاتهم وتنقلاتهم طبقاً لخطة مرسومة وليس ارتجالاً. إلا أن نشاط فرقة عاملة لا يصح أن يقتصر على إنتاج مسرحية واحدة، وإذا كان هذا مقبولاً في المحاولة الأولى لما سبق أن ذكرته من أسباب، فإنه لا يكون مقبولاً في المحاولة التالية. وتدارك هذه الحال يكون بتلافي أسبابها، وأهمها هو عدم توافر أعضاء الفرقة على عملهم لكافة وقتهم.
1 - احتراف التمثيل
ويكون بأن ينقطع للعمل بالفرقة بكل الوقت والجهد، الأشخاص الذين أثبتوا جدارة واضحة بأن يكونوا نهائياً لخدمة المسرح عن طريق الاحتراف، وقد كشفت التجربة الأولى عن وجود ما لا يقل عن خمسة عشر شاباً، عدا الممثلتين الكويتيتين، وهؤلاء يصح نقلهم إلى وزارة الشئون الاجتماعية بنفس الدرجات التي يكونون عليها في الوظائف التي يشغلونها بمختلف الوزارات. فإذا كان بينهم نفر من غير الموظفين الحكوميين، فيجري تعيينهم، أو أن تصرف لهم مكافآت مقطوعة في كل شهر. ومعلوم أن احتراف التمثيل في قطر من الأقطار ينبئ بأن المسرح يستقبل مرحلة حديثة في الإنتاج وأنه سيصبح مرفقاً ثقافياً ذا شأن.
2 - استقرار الفرقة في دار للتمثيل خاصة بها
أول أمر أن يكون للفرقة مسرح ثابت تُعرف الفرقة به ويُعرف المسرح بها، وفي هذا المسرح تنتظم أعمالها الفنية والإدارية، كما يتضمن المكان مخازن للملابس والأثاث والمهمات ومرسماً لعمل المناظر .. إلخ. ومن حيث إن الوزارة في صدد إعداد مسرحي (كيفان)، (الشامية) فإني أقترح أن يكون مسرح (كيفان) مخصصاً لمقام (فرقة المسرح العربي).
3 - التنويع فيما تقدمه الفرقة من مسرحيات
ولكي تخاطب (فرقة المسرح العربي) جميع الطبقات، وتؤثر في مختلف المستويات الذهنية والثقافية، وتماشي تباين الأذواق - وبهذا يكون إنتاجها للجميع وليس لطبقة واحدة، هذا ونحن نعيش في ديمقراطية التعليم - أرى ألا يقتصر ما تقدمه الفرقة على المسرحيات التاريخية المكتوبة باللسان الفصيح، بل تقدم أيضاً المسرحيات التي تعالج شئون الحاضر في قيمه الإنسانية العامة وفي مشاكل المجتمع العربي - والكويت من المجتمع العربي - على أن تكون مكتوبة باللهجة الكويتية .. وأن يراعى في اختيارها الخفة في المعالجة والمنهج، والنزعة إلى الفكاهة من غير افتعال، ومن غير أن تسف إلى تملق الجانب الهابط في الجمهور، ومن المعلوم أن القيمة الأساسية للمسرحية ليس في أسلوبها البياني، وإنما في صحة معالجتها وخضوعها لشروط الفن الرفيع. وفي وسعي أن أقدم نماذج من هذه المسرحيات المصرية التأليف والأسلوب، على أن تنقل إلى اللهجة الكويتية. وبهذا تحقق فرقة (المسرح العربي) هدفين في وقت واحد وهما: إعلاء البيان الفصيح مع إحياء صفحات من مفاخر التاريخ العربي، ثم رعاية الحاضر في قيمه ومشكلاته .. فلا يكون هناك تعالٍ ولا إسفاف.
4 - النظر في استقدام أخصائيين في فنون المسرح
ومن حيث إن إنتاج المسرح العربي لن يقل عن خمس مسرحيات في الموسم القادم وهو نفس العدد من المسرحيات التي تقدمه فرقة (المسرح القومي) بالقاهرة .. ومن حيث إن عدد الهيئة الفنية القائمة من المصريين لا يمكن بأية حال أن يستجيب إلى مطالب هذا الإنتاج الكبير .. ومن حيث إنه سيكون هناك مسرحان جديدان واحد (للمسرح العربي) والآخر لاستقبال الفرق التمثيلية التي ستحضر من الخارج، ولا بد أن يستكمل كل مسرح منهما طاقمه من الفنيين. ومن حيث إن إشرافي الفني والإداري سيتضاعف ويتعقد، الأمر الذي يقضي بأن يكون إلى جانبي من يساعدني. لهذا أرى استقدام نفر جديد من الأخصائيين، وقد ذكرت وظائفهم في المذكرة الخاصة بميزانية المسرح العربي.
ثانياً : المسرح الشعبي
بعد أن أصبح من التزامات (المسرح العربي) أن يقدم مسرحيات باللهجة الكويتية تخاطب جميع الطبقات، ولا سيما المتوسطة فيها وما دونها، وتخاطبهم فيما يشغلهم من شئون الحاضر، فإن مهمة (المسرح الشعبي) أصبحت غير ذي موضوع، ولا سيما أنه يوجد مسرح (التنمية الاجتماعية) ويتألف من عدة فرق تتبع المراكز الاجتماعية التي تشمل جميع أنحاء الكويت.
ثالثاً: مسرح التنمية الاجتماعية
وهو في حالته الراهنة غير مستقر على تخطيط واضح، كما تعوزه المسرحيات الجيدة، والأهداف الواضحة المعالم، وإنما هو بوضعه القائم لا يزيد عن أنه يؤلف حقلاً للنشاط الفني لجماعات من العمال ومن إليهم. هذا المسرح يجب أن يوضع له تخطيط جديد بحيث يحقق أغراضاً اجتماعية هادفة وصريحة، تستمد ماهيتها من المشكلات المحلية القائمة في أوساط العمال ومن إليهم، وتستلهم في التوجيه والتأثير، الأسس التي يقوم عليه نظام الحكم في الكويت، وتدفع التيارات الهدامة أن تعشش في البيئات المختلفة. هذا المسرح، إذا أحيط بما يعمل على تحقيق أغراضه التي أجملت ذكرها من غير تفسير، فإنه سيحل مكان المسرح الشعبي إذ يتولى توجيه أكبر قطاع في الجمهور، وهو قطاع العمال ومن إليهم.
رابعاً: إنشاء مؤسسة لفن التمثيل
ولتنفيذ التخطيط الذي يشمل ما تقدم ذكره بحيث تتعاون الجهود وتنسجم الإجراءات، أرى أن تنشئ الوزارة مؤسسة بعنوان (مؤسسة فن التمثيل)، تكون اختصاصها ما يأتي:
1 - المسرح العربي
2 - مسرح التنمية الاجتماعية
3 - إدارة مسرحي (كيفان)، (الشامية)
4 - تقديم الاقتراحات الخاصة بالفرق الأجنبية ثم تولي تنفيذها بعد موافقة الوزارة.
5 - العمل على تكوين فرقة للفلكلور الكويتي تتولى تطوير نواحيه الخاصة بالموسيقى المسرحية والإيقاع الجماعي.
6 - بحث وسائل تنمية الوعي الأدبي والفني وإقامة مباريات لتشجيع الأقلام الكويتية على الكتابة للمسرح، وبإنشاء دراسات منظمة في فنون التمثيل.
7 - اقتراح ميزانية المؤسسة في مختلف فروعها.
8 - وضع اللائحة الداخلية لكل من المسرح العربي، والتنمية الاجتماعية، وما عسى أن يضاف إليها من هيئات جديدة.
ويكون لهذه المؤسسة مشرف عام يتولى شئونها الفنية والإدارية يساعده سكرتيران عامان، أحدهما من أبناء هذا القطر ليتمرس بجميع أعمال المؤسسة ويلم بها نظرياً وعملياً.
وبعد .. فإذا وافقت سيادتك على هذا التخطيط الأولي بعد مناقشته، فإنه يشرفني أن أرفع إليك ما يتصل به من تفاصيل.


وتفضلوا بقبول وافر الشكر والاحترام،





[توقيع]





زكي طليمات



[ يـــتـــــــبــــــــع ]

جون الكويت
09-06-2012, 02:25 AM
تحليل الوثيقة:
هذه الوثيقة تعكس لنا كيف كان المسئولون يخططون لتنمية الكويت اجتماعياً وفنياً، فبعد نجاح مسرحية (صقر قريش) - بوصفها الأولى في إنتاج وزارة الشئون الاجتماعية – نجد زكي طليمات يقدم إلى رئيسه المباشر اقتراحات عديدة تهدف تنمية المسرح الوليد في الكويت، وهذه الاقتراحات – لو استحسن استغلالها في دراسات مستقبلية – ستغير كثيراً من خريطة تاريخ المسرح في الكويت، وستجعلنا نعيد التفكير في حقائق عديدة كنا نعتقد في صحتها، كما أنها ستضيف إلى معارفنا أموراً كنا نجهلها .. ومن أمثلة ذلك:
1 – أن زكي طليمات - رغم إقراره بنجاح تجربته المسرحية الأولى – كان شجاعاً باعترافه بوجود مشاكل عديدة لم تجعل نجاحه كاملاً، وهي مشاكل لا يد له فيها، ومنها: ضيق الإمكانيات، وقلة عدد المتمرسين بشئون المسرح الإدارية، وأن أعضاء الفرقة غير متفرغين للعمل الفني .. إلخ. والجيد في الأمر أن هذا المسئول لم يطرح على رئيسه مشاكل العمل فقط – كما يحدث الآن – بل طرح على رئيسه المشكلة، كما طرح عليه أيضاً الحل الأمثل لها! وهذا يعني أن تقدم المسرح في الكويت – في ستينيات القرن الماضي – كان قائماً على شجاعة العاملين فيه باعترافهم بالمشاكل، مع رجاحة عقولهم في طرح الحلول المثلى لهذه المشاكل.
2 – علمنا مما سبق أن فرقة المسرح العربي تتكون من أربعين ممثلاً من الهواة، وهذه الوثيقة تُحدد عدد الجديرين بالاحتراف المسرحي في الفرقة ممن أثبتوا جدارة واضحة في التمثيل. وللأسف الشديد أن الوثيقة تحدد فقط عددهم، ولم تذكر أسماءهم .. وأظن القارئ يتلهف لمعرفة أسماء هؤلاء الصفوة من الممثلين الرواد. ولحُسن الحظ أن بين يدي وثيقة مؤرخة في 8/10/1962 بعنوان (بيان بأسماء المرشحين لاحتراف التمثيل من أعضاء المسرح العربي، وذلك بنقلهم بمرتباتهم ووظائفهم ودرجاتهم إلى وزارة الشئون الاجتماعية والعمل)، وهم: " عبد الرحمن الضويحي بوزارة الصحة على الدرجة الخامسة، وسعد مبارك الفرج بوزارة الأشغال على الدرجة السابعة، وعبد الحسين عبد الرضا بوزارة الأنباء والإرشاد على الدرجة السادسة، وعبد الوهاب سلطان بوزارة الأنباء والإرشاد على الدرجة السادسة، وعلي ناصر البريكي بوزارة الأنباء والإرشاد - طالب متمرن بقسم التصوير - ويوسف مصطفى الخطيب بالبلدية على الدرجة الثامنة، وخالد النفيسي بالموانئ والجمارك على الدرجة السادسة، وغانم صالح الغانم بوزارة العدل على الدرجة السابعة، وحسن يعقوب العلي بوزارة الأشغال العامة على الدرجة السابعة، وجعفر مراد المؤمن بوزارة الداخلية على الدرجة الثامنة، وعباس عبد الرضا حسين بالبرق والهاتف على الدرجة السابعة، وعدنان حسين خلف بوزارة الشئون الاجتماعية على الدرجة السادسة، ونجم عبد الكريم بوزارة المالية والاقتصاد على الدرجة السابعة، وحسين الصالح بوزارة العدل على الدرجة السادسة، وعبد الله خريبط بوزارة الشئون الاجتماعية على الدرجة السادسة، والآنسة مريم الغضبان بوزارة الصحة العامة على الدرجة الثامنة، والآنسة مريم الصالح بوزارة الصحة العامة ".
3 – الأسماء السابقة تم نقلهم بالفعل إلى وزارة الشئون الاجتماعية، وأصبحوا محترفين في فرقة المسرح العربي، وأغلبهم يظن – كما كنا نظن أيضاً – أن عملية النقل والاحتراف تمت بصورة سلسلة، بل أن بعض المحترفين لا يعلمون أن عملية نقلهم لاقت صعاباً جمة؛ ولكنها طريفة!! فالوثائق الفرعية التي بين يدي تقول إن وزير الصحة العامة لم يوافق – في خطابه الرسمي إلى وزير الشئون الاجتماعية محمد يوسف النصف في 3/11/1962 - على نقل الآنستين مريم الصالح، ومريم الغضبان بل وافق فقط – في بداية الأمر – على ندبهم. أما عبد الرحمن الضويحي فلم يوافق الوزير على نقله لعدم استطاعة الوزارة الاستغناء عنه. أما عبد الحسين عبد الرضا، وعبد الوهاب سلطان، وعلي ناصر البريكي فلم يجد وزير الشئون الاجتماعية درجات مالية خالية كي ينقلهم عليها، فطلب – في خطابه الرسمي المؤرخ في 20/10/1962 - من وزير الإرشاد والأنباء – التابع إليه هؤلاء الموظفين – الموافقة على نقلهم إلى وزارة الشئون بحيث يقبضون رواتبهم من وزارة الإرشاد!! ومن الطريف أن نقلهم تم بالفعل؛ ولكن مشكلة ظهرت لعلي ناصر البريكي، حيث إنه كان تحت التمرين في وزارة الإرشاد، وعندما نُقل إلى وزارة الشئون نُقل كموظف في الدرجة الثامنة. وبناء على ذلك أصبح النقل غير قانوني، فتمت عدة مراسلات بين الوزارتين انتهت بمنح الدرجة الثامنة إلى علي ناصر البريكي، وبسبب احترافه المسرح، أصبح موظفاً حكومياً. ولعل خطاب زكي طليمات إلى وكيل وزارة الشئون في 23/5/1963، يُجمل هذا الموضوع، وفيه يقول: " بشأن منح الدرجة الثامنة إلى السيد/ علي ناصر البريكي المنتدب للعمل (بالمسرح العربي) من وزارة الإرشاد والأنباء، وموافقة سيادتكم على ذلك ولكن أمر هذا المنح لم يتم، نظراً إلى أن السيد علي ناصر البريكي المذكور لم يكن موظفاً دائماً بوزارة الشئون. إلا أن الوضع قد تغير الآن بعد أن تم نقل سيادته من وزارة الإرشاد والأنباء إلى وزارة الشئون الاجتماعية أسوة بزملائه الذين نقلوا إلى الوزارة لاحتراف التمثيل بالمسرح العربي، وأصبح سيادته الآن موظفاً بالوزارة ولكن لا يتقاضى إلا مكافأة طالب متمرن. لهذا وجب رفع الأمر إلى سيادتكم من جديد لتقرير منحه الدرجة الثامنة باعتبار أن سيادته يتولى عملاً فنياً وليس إدارياً بالمسرح العربي وأنه يحمل شهادة إتمام الدراسة الإعدادية وقد أمضى عاماً في الدراسة الثانوية. فالمرجو التفضل باتخاذ ما يلزم نحو إنهاء هذه المسألة التي تعتبر مقياساً واضحاً لمدى اهتمام الوزارة بتشجيع الاحتراف بالمسرح العربي".
4 – معظم الكتابات التي كُتبت عن المسرح الكويتي في هذه الفترة، كانت تهاجم أسلوب زكي طليمات في اختياره للمسرحيات التاريخية المكتوبة باللغة العربية الفصحى، وهذه حقيقة لا جدال فيها؛ ولكن هذه الوثيقة تُبين حقيقة أخرى كنا نجهلها، وتثبت أن زكي طليمات لم يفرض هذا الأسلوب على عروض فرقة المسرح العربي، بل أنه طالب – بعد عرض (صقر قريش)، أي بعد أول عرض له - بأن تقوم الفرقة بتقديم المسرحيات الكوميدية المكتوبة باللهجة الكويتية، التي تعالج مشاكل الكويت الاجتماعية وقتئذ، كما اقترح أيضاً تكويت المسرحيات المصرية، أي تحويل عربيتها أو لهجتها المصرية إلى اللهجة الكويتية.
5 – المُطلع على بدايات المسرح في الكويت، يعلم جيداً الصراع الشرس الذي دار بين زكي طليمات ومحمد النشمي، وهذا الصراع آثاره مازالت منشورة في صحف ومجلات الكويت، ومازالت الكتابات الحديثة تتناقله حتى يومنا هذا؛ ولكن ما أسباب هذا الصراع؟! الأسباب عديدة – كما هو معروف – منها: المنافسة الفنية بين أسلوب طليمات الفني القائم على الدراسة والخبرة، وأسلوب النشمي القائم على الموهبة والارتجال. بالإضافة إلى المنافسة الفنية بين فرقتي العربي والشعبي، ومساندة حمد الرجيب لأستاذه طليمات، وإصرار النشمي على قيام الرجال بأدوار النساء بعكس طليمات الذي أوقف المرأة الكويتية لأول مرة على خشبة المسرح .. إلخ الأسباب المعروفة؛ ولكن هذه الوثيقة تُفجر مفاجأة – لا أظن أن النشمي نفسه كان على علم بها، وربما كان يشعر بمعناها في داخله – وهي اقتراح زكي طليمات بإلغاء فرقة المسرح الشعبي!! وربما هذا الاقتراح كان السبب الخفي والحقيقي وراء هذا الصراع. وحتى أكون محايداً، يجب أن أُشير إلى أن اقتراح طليمات هذا كان اقتراحاً مبرراً بأسباب منطقية؛ حيث إن طليمات طالب بأن تُقدم فرقة المسرح العربي مسرحيات اجتماعية كوميدية باللهجة الكويتية، وهي المسرحيات نفسها التي تقدمها فرقة المسرح الشعبي. كذلك أشار طليمات إلى إمكانية الاستغناء عن المسرح الشعبي لأن بديلاً له موجود بالفعل ويُقدم نوعية مسرحياته، وهو (مسرح التنمية الاجتماعية)! ورغم هذا التبرير المنطقي إلا أننا لم نجد اقتراحاً آخر أكثر منطقية - لو اقترحه طليمات - وهو تطوير فرقة المسرح الشعبي ودعمها مع بقاء وجودها، أو تطويرها لتكون بديلة لمسرح التنمية الاجتماعية، وليس العكس!!
6 – قبل الحديث عن هذه الوثيقة كنا نعلم أن فرقة المسرح الشعبي هي أول فرقة مسرحية في الكويت، ثم جاءت بعدها فرقة المسرح العربي، والجديد في هذه الوثيقة حديث طليمات عن (مسرح التنمية الاجتماعية)! فحديثه يُبين أن هذا المسرح يتألف من عدة فرق مسرحية موجودة بالفعل في جميع المراكز الاجتماعية في الكويت، وهذه الفرق قدمت وتُقدم مسرحيات متنوعة؛ رغم عدم استقرارها على تخطيط واضح. والحديث عن هذا المسرح – في الوثيقة – يعكس لنا أن هذا المسرح – ربما – كان الأسبق من حيث الوجود الفعلي من فرقة المسرح الشعبي!! والوثيقة لم تُفصح عن أسماء العاملين في هذا المسرح، ولم تذكر أسماء ممثليه، ولا أسماء مسرحياته ... إلخ، وربما تكشف الأيام – فيما بعد – عن تفاصيل هذا المسرح ليخرج إلى النور جانب مجهول من تراثنا المسرحي الغائب عن ذاكرتنا.
وأخيراً سيلاحظ القارئ أنني تجنبت التعليق على اقتراحات أخرى وردت في هذه الوثيقة، مثل: إنشاء مؤسسة فن التمثيل، وتكوين فرقة للفلكلور الكويتي، وإقامة مباريات في التأليف المسرحي، وإنشاء دراسات في فنون التمثيل .. إلخ، وهذا التجنب كان مقصوداً؛ لأن أغلب هذه الاقتراحات لها وثائق أخرى تفصيلية سأتحدث عنها باستفاضة في حلقاتنا القادمة.

جون الكويت
09-06-2012, 02:28 AM
http://kenanaonline.com/photos/1238180/1238180561/large_1238180561.jpg?1320148580
وثائق المسرح الكويتي
(الحلقة الثالثة)
الشروط الخاصة باستقدام الفرق
الأستاذ الدكتور/ سيد علي إسماعيل
ــــــــــــــ
تمهيد :
في عام 1961 زار خبراء البنك الدولي دولة الكويت، ولفت نظرهم عدم وجود مؤسسات تُمكّن المواطن الكويتي من التمتع والاستفادة بأوقات فراغه إلا من خلال دور السينما فقط. هذه الملاحظة تلقفتها جريدة (الرسالة) الكويتية، ونسجت حولها موضوعاً نشرته تحت عنوان (من أجل موسم فني في الكويت) – في عددها السادس، مايو 1961 – مستغلة الانتهاء من تجهيز مسرح سينما الأندلس كصالة عرض فنية متطورة في الكويت، ومن ثم طرحت على دائرة الشئون الاجتماعية والعمل اقتراحاً مفاده: دعوة بعض الفرق الفنية الناجحة إلى دولة الكويت مثل: الفرق المسرحية المصرية، وفرقة الأنوار اللبنانية للرقص الشعبي، وفرقة مهرجانات بعلبك الدولية اللبنانية، وفرقة رضا للفنون الشعبية المصرية، وفرقة رقص السماح. وتحديد هذه الفرق بالاسم راجع – من وجهة نظر الجريدة – إلى أنها تقدّم فناً راقياً بعيداً عن الإثارة والرخص. وتؤكد الجريدة في نهاية اقتراحها أن دعوة مثل هذه الفرق، يضمن للكويت موسماً فنياً ناجحاً.
هذا الاقتراح تمّ تنفيذه بصورة محدودة؛ حيث دعت الكويت الفرقة القومية المسرحية؛ ولكنها لم تلقَ النحاج المرجو. وهذه المعلومة ذكرها محمد النشمي في حوار معه نشرته جريدة الرسالة في 21/1/1962، ومن الواضح أن الفرقة المقصودة في هذا الخبر، هي الفرقة القومية المصرية على الرغم من عدم ذكر مصريتها بصورة صريحة. أما تنفيذ الاقتراح بصورة موسعة فكان في احتفال الكويت بعيد استقلالها الأول (العيد الوطني) في 19/6/1962؛ حيث دعت الدولة فرقة أضواء المدينة من مصر، وفرقة الأنوار اللبنانية للغناء والرقص الشعبي، وقدمت الأخيرة برنامجاً فنياً مشتركاً مع فرقة المسرح العربي الكويتية على مسرح سينما الأندلس في الفترة من 19 إلى 24 يونية 1962، فقدمت فرقة الأنوار عرضاً بعنوان (حكايات لبنان)، وقدمت فرقة المسرح العربي مسرحيتين من تأليف توفيق الحكيم وإخراج زكي طليمات، الأولى (فاتها القطار) بطولة: خالد النفيسي، وعبد الرحمن الضويحي، وجيهان رمزي، وزوزو حمدي الحكيم. والأخرى مسرحية (عمارة المعلم كندوز) بطولة: عبد الله خريبط، ومريم الغضبان، وأحمد الملا، وجيهان رمزي، وعبد الوهاب سلطان، وسناء عفيف، وعلي الملا أحمد، ويوسف الخطيب، وأسد حسين، وعيسى فهد الغانم. وقد نقل تليفزيون الكويت هذه العروض في بث مباشر. وفي احتفالات العيد الوطني أيضاً شاركت الفرقة الشعبية للفنون البحرينية بمجموعة كبيرة من الأغاني الشعبية.
وبسبب نجاح هذه الاحتفالات الفنية، رسخ في وجدان مسئولي وزارة الشئون الاجتماعية أن الأمل في نهضة المسرح الكويتي سيكون من خلال دعوة الفرق المسرحية العالمية، وهذا الرأي عبر عنه وكيل الوزارة حمد الرجيب – في حوار نشرته جريدة (صوت الخليج) في 1/11/1962 – متحدثاً عن مشاريعه في إرساء قواعد الفن المسرحي في الكويت، ومنها: "دعوة الفرق المسرحية العالمية لتؤدي نشاطها على مسارح الكويت لإثارة الوعي الفني واطلاع الفنانين الناشئين على ما يقدمه من سبقوا في هذا الفن ليأخذوا عنهم الخبرة وليوازنوا بين ما يقدمونه كفنانين ناشئين وبين ما يقدمه من سبقهم في هذا المضمار". وهذا القول يعكس لنا مدى اهتمام المسئولين في الكويت – خصوصاً حمد الرجيب – بالارتقاء بمستوى المسرح المحلي من خلال احتكاكه بالمسرح العالمي؛ وذلك من أجل نقل الخبرة من الخارج إلى الداخل في جميع مفردات العملية المسرحية.
وأول تطبيق لهذا المشروع – أو لهذه الفكرة - كان دعوة فرقة المسرح القومي المصرية في يناير 1963؛ حيث قدمت على مسرح ثانوية الشويخ مسرحيتي (القضية) تأليف لطفي الخولي، و(بداية ونهاية) عن قصة نجيب محفوظ (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/17674/posts) في ثوب مسرحي، بطولة: أمينة رزق، ونجمة إبراهيم، وروحية خالد، وملك الجمل، وشفيق نور الدين، وتوفيق الدقن، وعبد المنعم إبراهيم، وسعيد أبو بكر، وعبد السلام محمد، وغيرهم. وقد لاقت الفرقة نجاحاً كبيراً، وكرمها رجال الدولة لا سيما معالي الشيخ عبد الله الجابر وزير التربية والتعليم، الذي أقام حفلة تكريم لأعضاء الفرقة. وقد أسهبت الصحف الكويتية في إظهار نجاح عروض الفرقة في الكويت، ومنها مجلة (دنيا العروبة) في عددها الأول بتاريخ 19/1/1963، وجريدة (الرأي العام) في 21/1/1963.
وبجانب هذه الفرق التي دعتها الدولة، وقدمت عروضها تحت إشراف الحكومة، نجد فرقاً أخرى قدمت فنوناً مختلفة، مثل الحفلة السنوية الراقصة التي أقامتها الفرقة التمثيلية العربية في يونية 1962 بقاعة الخدمات الاجتماعية بالأحمدي؛ كما ذكرت ذلك جريدة (الكويتي) في عدديها 47 و50 يونية 1962. وهذه الحفلة، ربما كانت ممجوجة من قبل المجتمع الكويتي، حيث استهجنتها جريدة (صوت الخليج) الكويتية في تغطيتها، قائلة في عددها الثامن بتاريخ 28/6/1962: "أقامت شركة النفط في الأحمدي حفلها السنوي الراقص تحت إشراف الفرقة العربية وقد اكتظت حلبة الرقص في قاعة الخدمات الاجتماعية بالراقصين والراقصات يتمايلون على نغمات الموسيقى الحالمة". وبعد ثلاثة أشهر ذكرت جريدة (الكويتي) في عددها 60 بتاريخ 8/9/1962، أن هذه الفرقة قدمت حفلة أخرى بها موسيقى، ورقص، وغناء، وتمثيل، وتومبولا، وفكاهة، وألعاب. كما أخبرتنا الجريدة نفسها في عددها 65 في أكتوبر 1962 بوصول بعض قطع الأسطول البريطاني في ميناء الأحمدي؛ حيث قدّم بحاراتها عدة أنشطة رياضية واجتماعية ومسرحية في مدينة الأحمدي، ومنها قيام بحارة سفينة (بولورك) بتقديم مسرحية كوميدية بعنوان (أكثر من نكتة) أمام جمهور كبير من الكويتيين.
نص الوثيقة:
يتضح مما سبق أن استقدام الفرق الفنية إلى الكويت – قبل عام 1963م – كان يتم دون قواعد أو لوائح منظمة له، وبالتالي اختلطت الفنون المستحبة بالفنون المستهجنة؛ لذلك قرر المسئولون وضع ضوابط صارمة لهذا الاستقدام، وهذه الضوابط هي وثيقة هذه الحلقة المؤرخة في 3/4/1963، ونصها يقول:
( اجتماع )
المكان: مكتب السيد الوكيل المساعد
الموضوع: الشروط الخاصة باستقدام الفرق الأجنبية
مكافأة المؤلفين المسرحيين الذين عملت فرقة (المسرح العربي) في مسرحيات لهم
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اجتمعت لجنة برئاسة الأستاذ عبد العزيز الصرعاوي، وكيل الوزارة المساعد وعضوية كل من الأستاذين زكي طليمات المشرف المسرحي العام، ومحمد همام الهاشمي الخبير الاجتماعي يوم 3/4/1963 وتناولت بالبحث والمعالجة تخطيط القواعد والشروط التي يلتزم بها كل من يرغب في استقدام الفرق الأجنبية من القطاع الخاص، لتعمل خلال الموسم.
وانتهى تخطيطها إلى ما يلي :-
أولاً - تعلن وزارة الشئون الاجتماعية والعمل بوصفها المشرفة على شئون العرض التمثيلي، وعلى دور التمثيل، تعلن في شهر مايو من كل عام عن مواصفات الموسم الفني الذي يبدأ من أول نوفمبر وينتهي في شهر إبريل.
والمقصود بمواصفات الموسم، العناصر الفنية التي يتألف منها، وذلك من حيث أنواع الفرق التمثيلية (فرق جدية - فكاهية - غنائية - باليه - فلكلور إلخ ..) وبالطبع سيراعى في اختيار أنواع هذه الفرق أن يجئ ما تقدمه بحيث يحيي المتع الذهنية والسماعية والبصرية لدى الجمهور كما يزوده بشحنات من التجارب التي تعمل على تثقيفه وتهذيبه ورفع مستواه الذوقي.
ثانياً - تضع الوزارة الالتزامات التي يتقيد بها الذين يتعهدون باستقدام الفرق الأجنبية.
وتتلخص التزامات المتعهدين فيما يأتي:-
1 - أن يتقيد بالمستوى الفني الذي تحدده له الوزارة من حيث الممثلين والممثلات، وما يقدمونه من مسرحيات وخلافه.
2 - أن يحيي حفلاته في الموعد الذي يحدده مع الوزارة.
3 - أن يدفع تأميناً قدره (1000) دينار، إذا كانت الفرقة التي يستقدمها غير تابعة لإشراف مباشر من جانب الدولة التي تنتمي إليها، ويخفض التأمين إلى النصف، إذا كانت الفرقة المستقدمة تتبع إشراف الدولة القادمة منها.
ويفقد المتعهد هذا التأمين إذا لم يف بما تعهد به وتستثنى بالطبع الحالات الحتمية الطارئة، التي تقدر الوزارة وحدها مشروعيتها.
4 - لا يجوز لأي متعهد أن يستقدم أكثر من فرقة واحدة في الموسم الواحد إلا إذا اقتضت الضرورة غير ذلك.
وواضح أنه روعي في وضع هذه الالتزامات تحقيق ما يأتي:-
1 - أن يكون ما تقدمه الفرق الأجنبية على مستوى جيد من الأدب والفن، يعمل على التوعية الفنية والخلقية، ولا يسف إلى تعليق النواحي الهابطة في الجمهور، كما يكون بعيداً عن الفنون السياسية والمنازعات المذهبية.
2 - ألا يقع ما من شأنه أن يخل بالتخطيط المرسوم لعمل الفرق المستقدمة، أو يفتح ثغرة فيه تفقده وحدة من وحداته العاملة.
3 - أن تكون هناك فرص متقاربة لمن يريدون استقدام هذه الفرق من الخارج، وألا تقع الوزارة تحت تأثير متعهد واحد، بعد أن يستأثر وحده بأمر الفرق الأجنبية ويكون محتكراً لها.
ثالثاً: وأمام هذا تلتزم الوزارة أمام المتعهد بما يأتي:-
1 - أن تقدم له مجاناً دار التمثيل التي تعمل فيه الفرقة التي يستقدمها وذلك في حدود إمكانيات الوزارة.
2 - أن تزوده بالعناصر الفنية القائمة وذلك من حيث المناظر وأدوات الإضاءة والمهمات المسرحية، فيما عدا الملابس المسرحية.
3 - أن تقدم له أسباب الدعاية في الإذاعة وفي التلفزيون وفي اللوحات والملصقات والإعلانات اليدوية.
4 - تيسير المراسم الجمركية وشئون نقل مهماته المسرحية من الجمرك إلى دار التمثيل وبالعكس.
وقد لوحظ في وضع هذه التعهدات تشجيع المتعهدين ومدّ يد المعونة إليهم، باعتبار أنهم يعملون في حقل جديد يصعب إقامة مستويات فيه للكسب والخسارة.
هذا ومن المعلوم - وهو مما يحمل الإشارة إليه في هذا الصدد - أن الجمهورية العربية المتحدة [مصر] - وذلك أيام كانت تأخذ بمبدأ استقدام الفرق الأجنبية عن طريق المتعهدين كانت تصرف إعانة مالية لهؤلاء المتعهدين إذا استوثقت من أحدهم أنه تكبد خسارة كبيرة.
رابعاً: تؤلف لجنة مشتركة من وزارتي الشئون الاجتماعية والإرشاد للإشراف على ما تقدم وتولي تنفيذه.
خامساً: وانتقلت اللجنة بعد ذلك إلى بحث تقدير مكافآت للكُتّاب العرب الذين قدمت لهم فرقة (المسرح العربي) مسرحيات خلال الموسم الماضي وفي هذا الموسم، وكان قد انتهت إلى الوزارة برقية من الأستاذ محمود تيمور يرجو فيها تقرير مكافأة لمسرحياته، وبيع ما لم يقدم في القاهرة، ويدعو دولة الكويت إلى أن تكون من جانبها التفاتة إلى تشجيع التأليف المسرحي العربي عامة.
وترى اللجنة أنه أمر مشروع أن تكافئ الوزارة الكُتّاب المسرحيين الذين تعمل (فرقة المسرح العربي) في مسرحياتهم، ولا سيما أن الوزارة قررت مبدأ تشجيع كتاب المسرحية الكويتية بصرف مكافأة مالية لمن يجيد الكتابة في المسرح، وفوق كل هذا فإن رعاية دولة الكويت للتأليف المسرحي العربي في أقطار الشرق العربي، أمر له دلالة على رغبة الكويت الصاعد في أن تكون له مشاركة إيجابية في الارتقاء بمرافق الأدب والفن في أرض العروبة.
وقررت اللجنة رسم المكافآت الآتية:-
500 دينار للمسرحية الكبيرة التي لم يسبق تقديمها في مسارح القاهرة
250 دينار للمسرحية الكبيرة التي سبق أن قدمت في القاهرة
150 دينار للمسرحية ذات الفصل الواحد التي لم يسبق تقديمها في القاهرة
75 دينار للمسرحية ذات الفصل الواحد التي سبق أن قدمت بالقاهرة
وبناء على هذا التقدير ترجو اللجنة أن يجري صرف المبالغ الآتية إلى الأستاذين محمود تيمور، وتوفيق الحكيم.
الأستاذ محمود تيمور (900 دينار) مسرحية صقر قريش 500 دينار
مسرحية ابن جلا 250 دينار
مسرحية المنقذة 150 دينار
الأستاذ توفيق الحكيم (150 دينار) مسرحية أريد أن أقتل 75 دينار
مسرحية المعلم كندوز 75 دينار
هذا مع العلم بأن الفرقة تعمل الآن في مسرحيتين جديدتين للأستاذ توفيق الحكيم هنا (أريد هذ الرجل) و(الكنز) وستقدمها في شهر مايو بافتتاح مسرح كيفان.
أثر الوثيقة:
مما لا شك فيه أن هذه الوثيقة لها أهميتها في وقتنا الراهن – رغم صدورها عام 1963م – لأنها توضح لنا أول شروط لاستقدام الفرق الفنية إلى الكويت، ويُمكن للمسئولين حالياً مقارنتها بالشروط المعمول بها في وقتنا الراهن، ومن خلال المقارنة يُمكنهم الحذف أو الإضافة أو التعديل بما يتناسب مع الأهداف الموضوعة لاستقدام الفرق من أجل الارتقاء بالمسرح الكويتي.
وقارئ هذه الوثيقة سيلاحظ أنها تهتم – في المقام الأول – بالجمهور الكويتي من مشاهدي المسرح؛ حيث إن الشروط الواردة في الوثيقة تتعلق (فقط) بالفرق الفنية الخاصة، التي تأتي إلى الكويت وتُقدم فنها إلى جمهوره! وهذا الأمر يخالف تماماً الهدف الأساسي لاستقدام الفرق الفنية – كما عبر عنه حمد الرجيب في حديثه سابق الذكر - حيث إن الهدف كان الارتقاء بمستوى الفرق المسرحية في الكويت؛ وذلك باحتكاكها بالفرق الوافدة، ورؤيتها لأساليب تطورها الفني في مفردات عروضها.
ومن وجهة نظري، أرى أن الشروط الواردة في هذه الوثيقة لاستقدام الفرق الفنية، هي شروط مجحفة في هذا الزمن (عام 1963م) .. ومن الصعب تطبيقها في بلد – مثل الكويت – بدأ للتو يخطو خطواته الأولى في مجال الفن. والدليل على ذلك أن الفرق كانت تفد إلى الكويت بكثرة قبل صدور هذه الوثيقة؛ ولكن بعد صدور الوثيقة بشروطها هذه، توقف استقدام الفرق المسرحية تماماً طوال أربع سنوات ونصف!! ولعل هذا التوقف كان بسبب آخر، هو استكمال إشهار الفرق المسرحية الكويتية الأهلية الأربعة، مما جعل الجمهور يشعر بالإشباع الفني المسرحي المحلي، مكتفياً به عن المسرح الوافد غير المحلي.
وعلى الرغم من صدور وثيقة شروط استقدام الفرق إلى الكويت في عام 1963م، إلا أن أول فرقة خاصة جاءت إلى الكويت بعد الوثيقة – وبدعوة من فرقة المسرح العربي الكويتية - كانت (فرقة نجيب الريحاني) المصرية في نوفمبر 1967م، وقدمت ثلاث مسرحيات على مسرح سينما الأندلس، هي : (سلفني حماتك)، و(حكاية كل يوم)، و(عريس في أجازة)، بطولة: ماري منيب، وفريد شوقي، ونيللي، وعدلي كاسب، ومحمد شوقي، وسعاد حسين. وهذه العروض لم تلق النجاح المرجو؛ تبعاً لمعايير النجاح المسرحي في ذلك الوقت؛ لذلك كتب الناقد المخضرم القدير (محبوب العبد الله) – الشاب حينها – هجوماً قاسياً محقاً ضد هذه العروض في جريدة (اليقظة) بتاريخ 11/12/1967 تحت عنوان (مسرح الريحاني .. بالميني جوب)، حيث قارن بين أدوار الريحاني الأساسية، وأدوار فريد شوقي المُقلدة، وبالطبع كانت المقارنة في غير صالح فريد شوقي، كما استهجن حركات الفنانة نيللي وملابسها على خشبة المسرح، ولم يمدح سوى ماري منيب الثابتة في أدائها، كما أشار إلى أن التطوير الوحيد الذي لاحظه في العروض كان التطوير في الملابس المخالفة للتقاليد الاجتماعية!! وهذا النقد وغيره صعّد الأمور لزروتها؛ فانهالت الصحف الكويتية والمصرية بالنقد والتجريح الموضوعيين على عروض فرقة الريحاني في الكويت لدرجة أن السفير المصري في الكويت أرسل رسالة إلى جريدة اليقظة - نُشرت بتاريخ 5/2/1968 – أبان فيها أسفه من تصرفات ممثلي الفرقة أثناء التمثيل، حيث تخلل المشاهد بعض الشتائم غير اللائقة، والحوار المكشوف، واعتبر السفير أن فرقة الريحاني كانت أسوأ دعاية للفن المصري، بعكس فرقة رضا الاستعراضية، التي كانت نموذجاً مشرفاً للفن الشعبي المصري.
وفي يناير 1968 جاءت إلى الكويت – لأول مرة - فرقة المسرح القومي السورية، وقدمت على مسرح كيفان مسرحيتين من المسرح العالمي، هما: (العنب الحامض) و(عرس الدم). والأولى من ترجمة فيصل الياسري وإخراج علي عقلة عرسان، ومن تمثيل: هالة شوكت، ولينا باتع، ويعقوب أبو غزالة، وعصام عبهجي، وشريف السيد، ومحمود جركس. أما المسرحية الأخرى فهي من تأليف لوركا، ومن إخراج أسعد فضة، ومن تمثيل: ثناء دبسي، وسليم صبري، وبهاء سمعان، وهيلدا زخم، ولينا باتع، وأسعد فضة، وفايزة شاويش، وهالة شوكت، ومحمد خير حلواني، ومها صالح، ونهلة سباهي، وإسكندر عزيز، وإسماعيل نصر، وبشار نصري، ويعقوب أبو غزالة، ومحمود جركس، وعصام عبهجي، ويوسف حنا، وأحمد عداس.
والجدير بالذكر إن الفرقة قدمت المسرحيتين باللغة الفصحى مما أثر ذلك على إقبال الجمهور الذي كان ضعيفاً، وأكدت الصحف – ومنها جريدة (صوت الخليج) في 18/1/1968 - أن الجمهور الكويتي لا يقبل بكثرة على أي عمل مسرحي يُقدم بالفصحى، كما أشارت الجريدة إلى ضعف التمثيل في العملين. أما جريدة اليقظة بتاريخ 22/1/1968 فقد كتبت بإيجابية عن التمثيل في مسرحية (عرس الدم)، التي فضلتها عن سابقتها من حيث التمثيل وقدرة الممثلين على التقمص والأداء التمثيلي الجيد.
وفي نوفمبر 1968 قدمت جمعية المسرح العربي الفلسطيني - التابعة لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) – مسرحيتين على مسرح كيفان، الأولى (الطريق) تأليف وإخراج نصر الدين فؤاد، والأخرى (شعب لن يموت) تأليف فتى الثورة، وإخراج نصر الدين فؤاد. وقد كتب حسن يعقوب العلي مقالة حول المسرحيتين - في جريدة (الرسالة) الكويتية بتاريخ 10/11/1968 – تحت عنوان (المسرح الفلسطيني .. هذه التجربة الأصيلة)، أوضح فيها أن المسرحيتين يدور موضوعهما حول القضية الفلسطينية.
وفي مايو 1969 زارت الكويت فرقة مسرح الحكيم المصرية، وقدمت مسرحية (زهرة من دم) للكاتب اللبناني الدكتور سهيل إدريس، ومن إخراج كمال ياسين، وبطولة: أمينة رزق، وعبد الله غيث، وسهير البابلي، وأنور إسماعيل، وقدرية قدري، وحمدي حامد، وخُصص إيرادها لصالح العمل الفدائي. وقد أشاد بهذا العرض الناقد حلمي الأدهمي في مقالته بجريدة (أضواء الكويت) في 12/5/1969.
ومن ثم توالى توافد الفرق الخاصة إلى الكويت، ومنها فرقة (تحية كاريوكا) المصرية – وزوجها الكاتب السياسي الساخر فايز حلاوة – حيث عرضت على مسرح الشامية عام 1974 مجموعة من المسرحيات السياسية منها: (نيام نيام)، و(البغل في الأبريق)، و(الثعلب فات)، و(القنطرة)، و(ياسين ولدي). وعلى مسرح الشامية أيضاً عرضت فرقة مسرح الناس المغربية – بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - مسرحيتي (مقامات بديع الزمان الهمذاني) و(ديوان سيدي عبد الرحمن المجذوب) في يناير 1976م. وفي أكتوبر من العام نفسه قدمت فرقة الفنانين المتحدين المصرية مسرحية (شاهد ماشافش حاجة) لعادل إمام على مسرح الشامية، وقد هاجمها نقدياً الناقد نواف أبو الهيجاء في جريدة السياسية الكويتية بتاريخ 8/10/1976. وأخيراً نجد مسرحية (الغرباء) من تأليف وإخراج علي عقلة عرسان، تعرضها فرقة المسرح القومي السورية في الكويت عام 1977، وكانت من تمثيل: أحمد عداس، ويوسف حنا، وعدنان بركات، وعبد المولى غميض. وقد كتب الناقد محمود الريماوي مقالة عنها في جريدة (الوطن) الكويتية بتاريخ 13/4/1977 بدأها بقوله: "يُحار المرء كيف يبدأ الكتابة عن مسرحية مثل (الغرباء) حملها إلينا المسرح القومي السوري، باعتبار أنها تمثل تطور الحركة المسرحية في سورية الشقيقة. فهذه المسرحية تجمع وبصورة فريدة بين الضعف الدرامي وهزاله، وبين جمود الإخراج وحرفيته، وبين التشويه التاريخي والسياسي للقضية الفلسطينية".
هذه الإطلالة السريعة على الفرق المسرحية الوافدة إلى الكويت منذ عام 1963م - بعد صدور شروط الاستقدام، وفقاً للوثيقة المنشورة في هذه الحلقة – تفتح المجال أمام الباحثين في مسيرة المسرح الكويتي لكتابة بحوث؛ تدور حول أثر العروض المسرحية الوافدة في عروض الفرق المسرحية الأهلية في الكويت. فمن المؤكد أن العروض الوافدة بإيجابياتها وسلبياتها أثرت إيجاباً وسلباً على الفرق المسرحية الكويتية، ومن خلال هذه البحوث نستطيع أن نضع أيدينا على العروض المسرحية الوافدة المطلوبة لجمهور الكويت، والمفيدة للفرق الكويتية؛ كما أننا نستطيع أن نضع الشروط المناسبة لهذه الفرق الوافدة؛ بما يحقق الهدف من استقدامها.
وفي عام 1977م لاحظ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت أن العروض التي تُقدم من قبل الفرق الوافدة لم تكن على المستوى المطلوب؛ لذلك أوصى المجلس – في دورته الثامنة في مايو من العام نفسه – في بنوده الخامس والسادس والسابع " بأن تراعى توافر الجودة الفنية عند السماح بتقديم العروض التي تؤديها الفرق المدعوة من أية جهة كانت للعرض في الكويت"، وكذلك مراعاة المستوى الفني لهذه العروض، وتكليف "الأمانة العامة للمجلس بأن تتولى الدعوات المنتظمة للفرق العربية والأجنبية المسرحية والفنية التي تُقدم نماذج رفيعة ومتطورة من الفنون".
ملاحظات:
بالعودة إلى نص الوثيقة المنشور في هذه الحلقة سنلاحظ أموراً لا علاقة لها بشروط استقدام الفرق الفنية الخاصة، وهي أمور جاءت وفق جدول أعمال هذا الاجتماع، وتتعلق بفرقة المسرح العربي. وتعليقاتي على بعض هذه الأمور ربما تكون مفيدة للقراء والباحثين، وربما تضيف توثيقاً جديداً إلى تاريخ المسرح في الكويت، ومنها:
1 – الوثيقة المنشورة مؤرخة في يوم 3/4/1963، وفي اليوم التالي انعقدت لجنة اختبار المتقدمين للانضمام إلى فرقة المسرح العربي في مسرح كيفان، واللجنة تكونت من: زكي طليمات، ومحمد النشمي، ومحمد همام الهاشمي. وكان المتقدمون من: مصر، والأردن، وفلسطين، والعراق. أما الكويتيون فهم: أحمد مشاري عبد الله، خالد عبد العزيز الصقعبي، عبد المحسن خلف أيوب السبعان، علي محمد الخرس، يوسف خميس.
2 – في البند الخامس – من الوثيقة - جاء الآتي: " وترى اللجنة أنه أمر مشروع أن تكافئ الوزارة الكُتّاب المسرحيين الذين تعمل (فرقة المسرح العربي) في مسرحياتهم، ولا سيما أن الوزارة قررت مبدأ تشجيع كُتّاب المسرحية الكويتية بصرف مكافأة مالية لمن يجيد الكتابة في المسرح". وحول هذا الأمر كتب طليمات خطاباً إلى وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل، في 7/4/1963، قال فيه: "يسعدني أن أحيطك بأن فرقة (المسرح العربي) قدمت مسرحية كويتية الموضوع (استأرثوني وأنا حي) بقلم السيد سعد مبارك الفرج أحد أعضاء الفرقة، وهو أديب كويتي يحاول أن يكون للمسرح. وقد سبق حينما عرضت هذا الأمر على سيادتكم، وذلك في صدد تشجيع الأقلام الكويتية على الكتابة للمسرح، أن تفضلتم فوعدتم بمكافأة الكاتب السابق الذكر. ولهذا أقترح أن تتفضلوا بصرف مبلغ خمسين ديناراً بوصفه مكافأة تشجيعية تستحثه على أن يتابع الكتابة للمسرح. ويقوم هذا الاقتراح على أن التليفزيون يدفع ما يقرب من المبلغ المقترح للمسرحية التي يتجاوز مدى تمثيلها أكثر من نصف ساعة، هذا مع العلم بأن سيادته يقوم بكتابة مسرحية جديدة نقدمها في البرنامج الثالث للفرقة الذي سيطالعه الجمهور في الشهر القادم". وهذا الموقف من طليمات تجاه كُتّاب المسرح الكويتيين سأخصص له حلقة أو حلقتين - مستقبلاً – للحديث عن وثائق المسابقات الأولى للتأليف المسرحي في الكويت.
3 – في ختام الوثيقة جاء الآتي: " إن الفرقة تعمل الآن في مسرحيتين جديدتين للأستاذ توفيق الحكيم هنا (أريد هذ الرجل) و(الكنز) وستقدمها في شهر مايو بافتتاح مسرح كيفان". والجدير ذكره إن مسرحية (الكنز) لتوفيق الحكيم، مثلتها فرقة المسرح العربي في برنامجها الثاني لموسمها الثالث ابتداءً من يوم 4/4/1964، بمقر المسرح العربي بكيفان، وكانت من إخراج زكي طليمات، وتمثيل: حسين الصالح، كاظم حمد علي، مريم الغضبان، سناء عفيف، خالد النفيسي، ليلى حقي. ومن طرائف تدريبات هذه المسرحية وجود وثيقة، عبارة عن خطاب رسمي من زكي طليمات إلى مريم الغضبان - بتاريخ 1/3/1964 - قال فيه: "الآنسة مريم الغضبان .. تحية طيبة وبعد، رجاء الإفادة كتابياً عن سبب تغيبكم عن التدريبات يوم السبت 29/2/1964، بما أن تغيبكم هذا كان السبب في تعطيل تدريبات مسرحية (الكنز) والمشتركة في أحد أدوارها التمثيلية. فنرجو عدم تكرار هذا وإلا نضطر آسفين لاتخاذ اللازم قانوناً مع كل من يتأخر حيث إن التدريبات تعتبر كدوام رسمي ولا بد من المواظبة عليها. وتفضلوا بقبول الشكر". فكتبت مريم الغضبان - أسفل الخطاب - رداً، قالت فيه: "إلى حضرة المشرف الفني .. أمي كانت مريضة وأخبرت المسرح بذلك تليفونياً. واليوم عُلم لي الحضور الساعة 5، وشكراً". فكتب طليمات تأشيرة، قال فيها: "لم يتلق أحد بالمسرح هذه المكالمة التليفونية، وكان واجباً أن تؤكدها في المساء نظراً إلى أن العمل يجري لإخراج الحفلة الثانية". وهذه الوثيقة – رغم طرافتها – إلا أنها تعكس صرامة طليمات مع ممثليه، خصوصاً وأن مريم الغضبان – رحمة الله عليها – كانت عنصراً نسائياً نادراً في ذلك الوقت، وهذا يدل على أن تطبيق القواعد والقوانين في هذا الزمن كان لا يفرق بين ممثل وممثلة، ولا يفرق بين النجم وصاحب الأدوار الثانوية.

جون الكويت
09-06-2012, 02:31 AM
http://kenanaonline.com/photos/1238180/1238180560/large_1238180560.jpg?1320148417
وثائق المسرح الكويتي (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/102006/posts) (الحلقة الأخيرة)
تقرير عن أول تجربة لتطوير النشاط المسرحي في الكويت عام 1963
الأستاذ الدكتور/ سيد علي إسماعيل
ــــــــــــــ
تمهيد :
في الحلقات الثلاث السابقة، عرضت بعضاً من وثائق المسرح في الكويت المتعلقة بإنشاء أول فرقة حكومية مسرحية، وهي فرقة المسرح العربي، كما عرضت وجهة نظر المشرف الفني لهذه الفرقة – زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) - في مسألة احتراف الممثلين الكويتيين. وهذه الوثائق غطت عامين من عمر الفرقة المسرحية، التي عرضت في موسمين مسرحيين .. مسرحيات: صقر قريش، وفاتها القطار، وعمارة المعلم كندوز، وابن جلا، والمنقذة، واستأرثوني وأنا حي. وبعد تكوين الفرقة ووقوفها على أرض صلبة - بناءً على تخطيط علمي سليم – وعرضها عروضاً مسرحية ناجحة في موسمين؛ كان لزاماً على المسئولين تقييم هذه التجربة تقييماً سليماً؛ للوقوف على إيجابياتها وسلبياتها في محاولة لدفع الحركة المسرحية إلى الأمام. وهذا التقييم، هو موضوع وثيقة هذه الحلقة المؤرخة في 18/6/1963م، ونصها يقول:
دولة الكويت
وزارة الشئون الاجتماعية والعمل
محضر اجتماع
بحث التقرير السنوي للأستاذ زكي طليمات
المشرف الفني، خاصاً بالتجربة الأولى التي بذلتها الوزارة
لتطوير النشاط المسرحي بالكويت، مع تخطيطات مستقبلية
ـــــــــــــــــ
المكان والزمان: مكتب السيد وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل، بعد ظهر يوم الثلاثاء الموافق 18/6/1963 في تمام الساعة السادسة.
الحضور: الأساتذة :- حمد عيسى الرجيب زكي طليمــات
محمد عبد الله الفهد محمد همام الهاشمي
الموضوع: مناقشة التقرير السابق الذكر، في النتائج التي أسفرت عنها الجهود التي بذلت في سبيل إنشاء مسرح عربي بمفاهيم سليمة، وعلى صعيد يتفق ونهضة الكويت. والتقرير، بعد أن يرسم المراحل التي مرت بها فرقة (المسرح العربي) منذ قيامها في أكتوبر 1961 والصعوبات الحتمية التي عبرت بها، فإن التقرير ينتهي إلى أمرين :-
أولاً :-
أ - اقتراح خطة إنشائية تكفل تزويد المسرح الكويتي (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/102006/posts) بوجوه جديدة تجمع إلى حسن الاستعداد سعة التثقيف والتعليم العام والخاص.
ب - تشكيل (مجلس أعلى لرعاية الفنون الجميلة وآدابها) تتولى تنظيم رعاية الدولة للفنون الجميلة، وتنسيق الجهود التي تبذلها مختلف الوزارات، والهيئات الأهلية، ابتغاء الارتقاء بالفنون الجميلة.
ج - إنجاز اقتراح إنشاء مؤسسة لفنون المسرح والموسيقى والفولكلور بحيث تنبثق من المجلس الأعلى من أجل تنسيق الجهود التي تباشرها وزارة الشئون الاجتماعية والعمل في مجالات المسرح العربي والمسرح الشعبي، ومسرح التنمية الاجتماعية، وما عسى أن يستجد من هيئات فنية حديثة.
ثانياً - تدعيم (فرقة المسرح العربي) باستكمال عناصر تكوينها الإداري والحرفي وبتدارك أوجه الضعف القائمة فيها.
القرارات: وبعد مناقشة ما تقدم على أسلوب تفصيلي تقرر ما يأتي :-
أولاً : الخطة الإنشائية :-
1 - أن ينشئ (قسم) للدراسات المسرحية في نطاق مركز (رعاية الفنون الشعبية) كمرحلة تجريبية أولى، لمعرفة مدى نجاح هذه الدراسة وإقبال الشباب عليها، وكذلك إنشاء قسم للدراسات الموسيقية. وكلفت اللجنة الأستاذ زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) بوضع مشروع القسم الخاص بالدراسات المسرحية تمهيداً لمناقشته وإقراره وتولي تنفيذه. وستجري هذه الدراسات إما في (مسرح الدسمة) أو (مسرح كيفان) أو في المكان الحالي (لمركز رعاية الفنون الشعبية). هذا وستدرس الوزارة إمكانية قيام (مراقب التدريب) بديوان الموظفين، بالصرف على هاتين الدراستين، باعتبار أنهما لونان جديدان من ألوان التدريب المهني والفني.
2 - الاستمرار في الإجراءات التي اتخذتها الوزارة نحو تشكيل (المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب) والاتصال بالجهات المعنية، بعد موافقة مجلس الوزراء.
ثانياً : فرقة المسرح العربي :-
1 - إقرار تشجيع الاحتراف بالمسرح العربي تبعاً لما هو وارد في التقرير.
2 - أن يقوم الأستاذ زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) بوضع اللائحة الداخلية للمسرح العربي بعد مراجعة اللوائح المعمول بها في الفرق الحكومية بالجمهورية العربية المتحدة، بحيث تجئ اللائحة متفقة وملابسات البيئة المسرحية الكويتية وهي اللائحة التي تحدد مسئوليات أعضاء الفرقة إزاء الوزارة وبالعكس كما تعمل على تطبيق النظام وتحقيق المنهج المرسوم.
3 - اتخاذ كل ما من شأنه نحو استحثاث الشباب الكويتي، من الأعضاء المحترفين بالفرقة ومن غيرهم، لتولي الوظائف الإدارية والحرفية بالفرقة حتى تستكمل عنصراً من عناصر كيانها الذاتي بوجوه كويتية، لا سيما وأن الوزارة تتولي الآن الإشراف على (مسرح كيفان) ثم (مسرح الدسمة) وهي في مسيس الحاجة إلى إداريين وحرفيين يجب أن يكون أكثرهم من الشباب الكويتي.
4 - الموافقة على تجديد عقود الهيئة الفنية والإدارية بالمسرح العربي وهم:-
- ونيس منصور .. للإدارة والمساعدات الفنية.
- محمد صادق .. الحركة المسرحية.
- إبراهيم عثمان .. تركيب المناظر وميكانيست.
- محمود نصير .. الإضاءة المسرحية.
- محمد عبد الحميد .. فنان تخطيط الوجه.
وقبول الطلبات المقدمة من السيد/ محمد صفوت (الملقن) والسيد/ عصمت خليل (بمسرح التنمية الاجتماعية) والسيدتين زوزو حمدي الحكيم وجيهان رمزي، بشأن الرغبة في عدم تجديد عقد كل منهما ابتداء من أول أكتوبر سنة 1963. وتكليف الأستاذ زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) البحث عن غيرهما والتعاقد معهما ومع فنانين للتدريب والإخراج في مسرح التنمية الاجتماعية.
5 - الأخذ بنظام (ضيفات الشرف) للعنصر النسائي بالفرقة، وهو يقوم على التعاقد مع الممثلات الأولى اللواتي سيخترن تبعاً للمسرحيات التي يتقرر تقديمها في الموسم القادم، على أن يكون التعاقد لمدة شهر ونصف شهر في أقصاه وبمكافأة مقطوعة على أن تتعهد الوزارة بأجرة السفر والإقامة والانتقال.
6 - يرجأ اقتراح دعوة بعض كبار كتاب المسرحية واستضافتهم لمدة شهرين أو ثلاثة، بأمل أن يسجلوا انطباعاتهم عن الحياة الكويتية في مسرحيات يكتبونها. يرجأ هذا الاقتراح إلى معرفة عما تسفر عنه مباراة التأليف المسرحي التي أعلنت عنها الوزارة.
7 - إرجاء تعيين (مشرف) على مسرحي كيفان والدسمة، إلى العام المقبل حتى يتضح سير العمل في المسرحين السابقين، على أن يتوافر في هذا (المشرف) صفات الأخصائي الذي سبق أن مارس العمل في هذه الناحية.
8 - إقرار ما سبق قررته اللجنة التي شكلت بتاريخ 3/4/1963 برئاسة السيد الوكيل المساعد، لتقرير مكافآت مالية للكتاب الذين (تقدم فرقة المسرح العربي) مسرحيات لهم. وتتلخص القرارات فيما يلي خاصة برسم المكافآت:-
500 ديناراً للمسرحية الكبيرة التي لم يسبق تقديمها في مسارح القاهرة.
250 ديناراً للمسرحية الكبيرة التي سبق أن قدمتها مسارح القاهرة.
150 ديناراً للمسرحية ذات الفصل الواحد التي لم يسبق تقديمها بمسارح القاهرة.
75 ديناراً للمسرحية ذات الفصل الواحد التي سبق تقديمها بمسارح القاهرة.
وبناء على هذا التقرير يجري صرف المبالغ الآتية إلى الأستاذين :-
محمود تيمور : لمسرحية صقر قريش (جديدة) 500 دينار
لمسرحية ابن جلا (قديمة) 250 دينار
لمسرحية المنقذة (جديدة) 150 دينار
900 دينار
توفيق الحكيم :
لمسرحية أريد أن أقتل (قديمة) 75 دينار
لمسرحية المعلم كندوز (قديمة) 75 دينار
150 دينار
وصرف هذه المكافآت يتفق وما سبق أن قررت الوزارة من حيث تشجيع المسرحية الكويتية، بصرف مكافآت مالية لمن يجيد الكتابة في المسرح، كما أن رعاية دولة الكويت للتأليف المسرحي العربي عامة وفي أقطار الشرق العربي أمر له دلالة على رغبة الكويت الصاعد في أن تكون له مشاركة إيجابية في الارتقاء بالفن والأدب في أرض العروبة.
(وانتهى اجتماع اللجنة حيث كانت الساعة 8,45 مساءً)
إمضاءات
زكي طليمات .. محمد همام الهاشمي .. محمد عبد الله الفهد .. حمد عيسى الرجيب
تحليل الوثيقة :
وثيقة هذه الحلقة تحمل أهمية تاريخية كبيرة في مجال المسرح الكويتي، فهي دليل على أن المسئولين كانوا يقييمون أعمالهم كل فترة زمنية؛ من أجل التجويد والتطوير وتصحيح الأخطاء، أو تجنبها؛ فبعد مرور عامين على إنشاء فرقة المسرح العربي وعرضها لست مسرحيات، كان لابد من تقييم عملها إدارياً وفنياً، من أجل تطويرها واستمرارها على أسس منهجية سليمة. وربما يظن القارئ أن هذه الوثيقة مجرد ورقة مكتوبة من قبل إحدى لجان الوزارة، وما فيها مجرد كلام لم يُطبق على أرض الواقع! وهذا الظن سيتلاشى من فكر القارئ عندما يقرأ تحليلي لبعض بنود هذه الوثيقة، ومنها :
1 – أن اللجنة اقترحت تزويد (المسرح الكويتي) بوجوه جديدة. والحق يُقال فإن الوجوه الجديدة توافدت على فرقة المسرح العربي بكثرة؛ وسأتوقف عند وجهين بعينهما، لما لهما من أهمية تاريخية خاصة. الوجه الأول هو (أحمد عبد العزيز الجار الله)، وقد أشرت إليه في الحلقة الأولى إشارة عابرة بوصفه أحد الهواة المتقدمين للانضمام إلى فرقة المسرح العربي في بدايتها، ظناً مني أن الاسم لا علاقة له باسم الكاتب السياسي الكبير (أحمد الجار الله) عميد الصحافة الكويتية، ورئيس تحرير جريدة (السياسة) الكويتية. وعندما عُدت إلى الوثائق وأمعنت فيها النظر وجدت طلب التحاق الجار الله بالفرقة كان مصحوباً بصورته الشخصية، التي أكدت لي أن الفنان المسرحي (أحمد عبد العزيز الجار الله) الذي التحق بفرقة المسرح العربي في عهدها الأول عام 1961، هو الكاتب الكبير وعميد الصحافة الكويتية (أحمد الجار الله). وهكذا أضافت الوثائق تاريخاً فنياً مجهولاً لأحمد الجار الله، بجانب تاريخه الصحافي والسياسي. والوثائق التي بين يدي تبين أن الجار الله – أمين عام المخازن عام 1961 - التحق بفرقة المسرح العربي مع رعيلها الأول، وكان مستواه الفني – وفقاً للاختبارات الفنية – (فوق المتوسط)، وقد مثّل بالفعل أدواراً بسيطة في عروض الفرقة في موسمها الأول، لا سيما عرض مسرحية (صقر قريش).
أما الوجه الآخر فهو للفنانة القديرة المرحومة (طيبة عبد الله الفرج) – زوجة الفنان القدير جاسم النبهان - التي تُجمع المراجع والمصادر على أنها التحقت بفرقة المسرح الشعبي عام 1963. والجديد في الأمر – وفقاً لوثيقة تاريخية مهمة – أنها التحقت في هذا العام بفرقة المسرح العربي، لا بفرقة المسرح الشعبي! والوثيقة عبارة عن طلب رسمي قدمه والد الفنانة (عبد الله الفرج) إلى زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) بتاريخ 9/11/1963، قال فيه: "حضرة الأستاذ المشرف الفني العام، بعد التحية ومزيد الاحترام، أوافق بموجب هذا على اشتراك ابنتي الآنسة طيبة عبد الله الفرج كممثلة بالمسرح العربي، وهذا إقرار وموافقة مني بذلك". وأسفل هذا الإقرار كتب زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) تأشيرة لحمد الرجيب قال فيها: "السيد المحترم وكيل وزارة الشئون الاجتماعية، رجاء الموافقة، هذا مع العلم بأن الآنسة المذكورة كويتية خالصة، وقد حضرت مع والدها السيد عبد الله الفرج، وتقبلوا مزيد الاحترام". كما أشرّ طليمات أعلى الإقرار قائلاً: "يُنشئ ملف باسم (طلبات نسائية للالتحاق بالمسرح العربي)". وعلى الرغم من الحقيقة الرسمية المدونة في هذه الوثيقة، التي تثبت أن طيبة الفرج ممثلة بفرقة المسرح العربي، إلا أن ظهورها الأول كان ضمن فرقة المسرح الشعبي في مسرحية (سكانه مرته)، التي عرضت بمسرح كيفان في يناير 1964، وقامت طيبة الفرج بدور البنت الكبرى (شريفة)، كما قامت بدور (أم ناصر) في مسرحية (غلط يا ناس) للمسرح الشعبي أيضاً في يونية 1964، وفي نوفمبر من العام نفسه نجدها تقوم بدور (الخالة) في مسرحية (حظها يكسر الصخر) لفرقة المسرح الكويتي، التي مثلت لها أيضاً في مارس 1965 مسرحية (بقيتها طرب صارت نشب) وقامت بدور (أم صقر). وهكذا نجد طيبة الفرج تلتحق بفرقة المسرح العربي، ثم تنتقل إلى الشعبي، ثم إلى الكويتي في غضون عدة أشهر. وتفسير هذا الأمر – من وجهة نظري – يرجع إلى قلة العنصر النسائي في فترة بدايات المسرح الكويتي، وهذه القلة جعلت العناصر النسائية المحدودة تنتقل من فرقة إلى أخرى بغض النظر عن تبعية الممثلة إلى فرقة معينة.
2 – بإعادة النظر في الموضوع السابق، خصوصاً في العبارة الواردة في الوثيقة بأن اللجنة تقترح تزويد (المسرح الكويتي) بوجوه جديدة تجمع بين الموهبة الفنية وبين التعليم والثقافة؛ لاحظت عبارة (المسرح الكويتي) جاءت عامة؛ أي أن اللجنة لم تُقصر الأمر على فرقة المسرح العربي وحدها، بل عممت الأمر ليشمل كذلك فرقة المسرح الشعبي، ومسرح التنمية الاجتماعية، والمسرح المدرسي أو التوجيهي، والمسرح العسكري، وأخيراً فرقة مسرح الخليج العربي التي أُشهرت يوم 13/5/1963، أي قبل صدور هذه الوثيقة بأقلّ من شهر. وهذا الأمر يعني أن المسئولين لم يفرقوا بين الفرق المسرحية الكويتية في هذا الوقت، كما هو شائع – حتى الآن - بأن المسئولين ميّزوا فرقة المسرح العربي عن باقي الفرق المسرحية في تلك الفترة. كما أن هذا الأمر يعكس مدى اهتمام المسئولين بتثقيف وتعليم وتدريب الممثلين مع بداية النهضة المسرحية الكويتية، وهذا التثقيف لم يقتصر على عقد ندوات أو محاضرات أو ورش تدريبية؛ بل ظهر عملاقاً في صورة دراسة منتظمة تحت مُسمى (مركز الدراسات المسرحية) عام 1964، الذي اتسع واستمر فأصبح (معهد الدراسات المسرحية) عام 1969، ثم تطور وارتقى فأصبح (المعهد العالي للفنون المسرحية) عام 1973، الذي مازال يؤدي رسالته الفنية عبر منطقة الخليج العربي، ويمدّ المسرح العربي والخليجي بعناصر فنية مُميّزة. ومن يرغب في معرفة المزيد عن هذا المعهد – أو هذا الصرح الفني الخليجي - يستطيع قراءة كتاب (تاريخ المعهد المسرحي بدولة الكويت) المنشور في الكويت عام 1999م.
3 – سيلاحظ القارئ أن الوثيقة تتحدث عن إجراءات سوف تتم لتشكيل (المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب). وهذا الأمر يُعد كشفاً تاريخياً في وقتنا الراهن؛ لأن هذا المجلس هو الأساس الذي بُنيّ عليه إنشاء (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) عام 1973 في الكويت. والوثائق تقول إن صاحب هذا الاقتراح (زكي طليمات)، الذي تقدم – إلى وكيل الوزارة حمد الرجيب - بمذكرة تفسيرية بتاريخ 8/5/1963، بخصوص تشكيل مجلس أعلى لرعاية الفنون الجميلة والآداب، يتبع رئاسة مجلس الوزراء مباشرة. وما جاء في هذه المذكرة كان الأساس النظري لإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
4 – جاء في الوثيقة اقتراح بإنشاء مؤسسة لفنون المسرح، تتبع المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب. وهذا الاقتراح تمّ بالفعل، عندما كتب زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) مذكرة تفسيرية بتاريخ 8/2/1964 بخصوص إنشاء مؤسسة المسرح والفنون الشعبية، وهي مؤسسة تشرف على: مركز الدراسات المسرحية، وقسم الفنون الشعبية، ودور التمثيل، وفرقة المسرح العربي، والمكتبة المسرحية، ومسابقات التأليف المسرحي، وتوجيه فرق الهواة، وذلك وفقاً لما جاء في نص المذكرة. وهذه المؤسسة خرجت إلى النور بالفعل عام 1964، وكان (زكي طليمات) المشرف العام عليها. وهذه المؤسسة مازالت تعمل حتى وقتنا الراهن تحت مُسمى (إدارة المسارح)، وتشرف عليها الأستاذة كاملة العياد، مع نخبة من رموز الإدارة المسرحية الكويتية، أمثال: حمد الرقعي، وجابر العنزي، وفالح المطيري.
4 – من المعروف أن العنصر البشري العربي – لا سيما المصري - أسهم كثيراً في بدايات نشاط المسرح في الكويت، وهذه الوثيقة تثبت أن المسئولين أرادوا تكويت الأمور الإدارية والفنية في المسرح الكويتي (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/102006/posts) منذ نشأته نشأة منهجية. فبعد مرور عامين فقط على إنشاء فرقة المسرح العربي، وعرضها ست مسرحيات، بدأ العمل في تكويت إدارتها. وبناء على الوثائق التي بين يدي، أقول إن زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) كافح كفاحاً كبيراً في سبيل تكويت الفرقة إدارياً وفنياً، فبين يدي وثيقة مؤرخة في 22/2/1964، عبارة عن خطاب أرسله زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) - المشرف الفني العام - إلى مدير الشئون الإدارية والمالية بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل، قال فيه: "فيسعدني أن أعيد إلى سيادتكم تسعة تقارير سرية تخص موظفي فرقة المسرح العربي عن عام 1963 مع ملاحظة: أولاً- هؤلاء التسعة ليسوا موظفين بالمسرح العربي بالمعنى الكامل لأن ستة منهم رفضوا أن يساهموا في تصريف الشئون الإدارية الخاصة بالفرقة كما رفضوا تعلم أية حرفة من الحرف المسرحية مع أنهم يأخذون مرتباتهم كموظفين بالوزارة، وليسوا كممثلين بالفرقة. أما مكافآتهم عن عملهم ممثلين بالفرقة، فقد قدرت الوزارة لكل منهم عشرين ديناراً في الشهر. ثانياً- تقدير كفاية هؤلاء الموظفين جرى تبعاً لكفايتهم الفنية فيما عدا حسين الصالح، وخالد النفيسي، وجعفر مراد علي المؤمن، فقد جرى التقدير تبعاً لما يبديه كل منهم في الناحية الفنية والناحية الإدارية". وهناك وثائق أخرى تثبت أن زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) نجح أخيراً في تكويت إدارة الفرقة، بل وقدم مذكرة بضرورة الاكتفاء الذاتي في 8/2/1964، وفيها نجد جعفر المؤمن قام بالأعمال الكتابية، والمكتبة أدارها خالد النفيسي، كما تقلد حسين الصالح وظيفة المشرف الإداري لمسرح كيفان. والملاحظ – وفقاً للوثائق التي بين يدي - أن حسين الصالح كان المثل المُحتذى في عملية التكويت؛ ففي يوم 12/10/1963، أرسل زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) خطاباً إلى وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل، قال فيه: "فإلحاقاً لحديثنا بشأن تنظيم إدارة (مسرح كيفان) بعد أن فتح أبوابه واستقبل مهامه، ثم لدعوتي إلى أن تكون نواة الإدارة فيه من الشباب الكويتي تمهيداً للاكتفاء الذاتي في قطاع المسرح الكويتي، يسعدني بأن أحيطك بأن السيد (حسين الصالح) عضو فرقة المسرح العربي قد استجاب إلى هذه الدعوة، وأمضى أكثر من شهر من الزمن متمرساً بأعمال الإشراف الإداري في المسرح المذكور. لهذا أرجو الموافقة على أن يتولى السيد المذكور أمر (الإشراف الإداري) في هذا المسرح، وذلك نظير المكافأة الإضافية التي يأخذها من الوزارة وقدرها 20 ديناراً كويتياً بوصفه عضواً محترفاً بالمسرح العربي. هذا مع العلم بأن هذا التكليف لن يسقط عن سيادته صفة الممثل عضو الفرقة ولا يقف حائلاً دون تحقيق رغبته الخاصة في أن يدرس الإخراج المسرحي إلى جانبي كلما سمح الوقت له بذلك. وسأضع بياناً له بأعماله في المسرح المذكور ليكون مفيداً بإنجازها". وبخصوص دراسة حسين الصالح للإخراج المسرحي على يد طليمات، فيؤكد هذا الأمر خطاب طليمات إلى الوكيل المساعد للشئون الفنية يوم 23/11/1971، وجاء فيه: "... بشأن العمل على إعداد نفر من الفنانين الكويتيين ليسهموا بجهودهم في سير الدراسة بالمعهد [أي معهد الدراسات المسرحية] على أن يتولى إدارته من يبدي صلاحية لهذه المهمة. يسعدني أن أحيطكم بأنني لم أتلق منهم حتى الآن غير السيد/ عبد الله صالح الفحيلان الذي يعمل حالياً بالتليفزيون في ركن الصحافة، ولم يتوافر، بعد، بكل وقته على تدريس (مادة الثقافة المسرحية) وهي المادة التي أعده لكي يتولى أمرها في منهج الدراسة بالمعهد. وفوق هذا، فإن إعداد فنان كويتي واحد، لا يحقق الغرض الذي ننشده، لتكويت الإدارة والدراسة بالمعهد، ولا بد من أن يشمل هذه التهيئة أكثر من واحد. ومعلوم أن أول ما يجب أن يتوافر في هذا الفنان، هو أن يكون محباً للمسرح ومما عملوا فيه وأبلوا وخرجوا بتجارب شخصية فيه. ونظراً إلى أنه قد حان الوقت لأن يكون بين فروع مادة (الإلقاء والتمثيل) فرع خاص بالأداء التمثيلي باللهجة الكويتية باعتبار أن هذه اللهجة تؤلف الحوار في جميع المسرحيات التي تقدمها الفرق التمثيلية العاملة بالكويت. ونظراً إلى أنه من المتعذر تماماً على غير الكويتيين أن ينهضوا بهذه المهمة. لهذا أرجو الموافقة على أن يتولى تدريس هذه المادة الأستاذ/ حسين الصالح، وهو من خيرة الممثلين الكويتيين وأكفأهم، كما هو أنبه من يتولى الإخراج المسرحي بالكويت بعد أن درسه على يدي".
5 – جاء في الوثيقة أن اللجنة كلفت زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) بوضع اللائحة الداخلية لفرقة المسرح العربي؛ بحيث تكون تكويتاً للوائح الفرق المسرحية الحكومية المصرية. وهذه اللائحة وضعها بالفعل طليمات في 15/6/1964، وعُرفت فيما بعد باسم (النظام الأساسي)، وهذا النظام كان مثالياً سارت عليه فرق وجمعيات وأندية كثيرة، وفقاً لما بين يدي من الوثائق. فعلى سبيل المثال كتب الأستاذ أحمد الشاهين - أمين سر فرقة المسرح الكويتي (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/102006/posts) - خطاباً إلى فرقة المسرح العربي في 9/6/1969، يطلب فيه تزويده بنسخة من هذا النظام كي تستفيد الفرقة منه. وفي 26/5/1975 كتب سعدون محمد الجاسم، وكيل وزارة الإعلام، خطاباً إلى فرقة المسرح العربي يطلب فيه نسخة من النظام الأساسي أيضاً، لأن بعض الدول العربية تطلبه. وفي 10/9/1988 كتبت صبيحة العبد الله الأحمد الصباح، رئيسة مجلس إدارة نادي الفتاة، خطاباً إلى فرقة المسرح العربي، تطلب هذا النظام، من أجل تعديل نظام النادي.
6 – جاء في الوثيقة الحديث عن نظام (ضيفات الشرف)، وهو نظام اتبعه المسئولون – في تلك الفترة – لمعالجة النقص الكبير في العنصر النسائي. ففي هذه الفترة لم يكن من الممثلات في فرقة المسرح العربي سوى مريم الصالح ومريم الغضبان! ونظام ضيفات الشرف، يعني استقدام ممثلة مصرية لتقوم ببطولة إحدى مسرحيات فرقة المسرح العربي، ويكون استقدامها لمدة شهر ونصف تقريباً، وهذا النظام كما جاء في الوثائق "يجذب الجماهير إلى حفلات الفرقة، ويكسبها طابعاً من الجدية والنزعة إلى التجديد". وفي الوثائق التي بين يدي، وثيقة مؤرخة في 19/9/1963 تقول إن ضيفات الشرف ثلاث: نعيمة وصفي، وسناء جميل، وعائدة عبد الجواد. وبالنسبة لنعيمة وصفي فقد حضرت إلى الكويت بالفعل ومثلت مسرحية (أبو دلامة) لعلي أحمد باكثير يوم 30/11/1963. أما (سناء جميل) و(عائدة عبد الجواد)، فكان مقرر للأولى القيام ببطولة مسرحية (مريض الوهم) لموليير؛ ومقرر للثانية القيام ببطولة مسرحية (مأساة جميلة) لعبد الرحمن الشرقاوي؛ والتاريخ يقول إن فرقة المسرح العربي لم تمثل هاتين المسرحيتين، ولم تحضر إلى الكويت سناء جميل أو عائدة عبد الجواد في هذه الفترة. وهذا يعني أن نظام (ضيفات الشرف) لم ينجح كما كان يأمل المسئولون؛ لذلك فكرّ زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) في بديل منطقي أوضحه في خطاب رسمي إلى (حمد الرجيب) - وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل - في 19/10/1963، يحقق الاكتفاء الذاتي لفرقة المسرح العربي من العنصر النسائي، وذلك بالاستعانة ببعض الممثلات المقيمات في الكويت، أمثال: أسمهان توفيق عبد الرحمن، وإنعام محمد علي، ونعمت محمود. ويوضح طليمات فكرته هذه بقوله: " الاثنتان الأولتان فلسطينيات وتقمن في الكويت منذ تسع سنوات، ويتكلمن اللهجة الكويتية بطلاقة تيسر لهن أن يعملن في مسرحيات كويتية. والأخيرة السيدة (نعمت محمود) فهي سيدة مصرية جاءت أخيراً إلى الكويت لتقيم فيها بعد زواجها من سيد لبناني، وبعد أن قطعت عملها ممثلة (بفرقة النهضة) وهي إحدى فرق مسرح التليفزيون بالقاهرة". وهذا التنوع في فكر المسئولين، يعكس مدى اهتمامهم بحل المشاكل المتعلقة بالمسرح، وذلك بطرح الحلول وتجريب الأفكار على أرض الواقع.
7 – تتحدث الوثيقة عن " اقتراح دعوة بعض كبار كُتّاب المسرحية واستضافتهم لمدة شهرين أو ثلاثة، بأمل أن يسجلوا انطباعاتهم عن الحياة الكويتية في مسرحيات يكتبونها". وعلى الرغم من إرجاء هذا الاقتراح وقتئذ؛ إلا أنه يعكس منهج التفكير العملي لدى مسئولي المسرح في الكويت، ولو تحقق هذا الاقتراح لرأت الكويت – في تلك الفترة – أعلام الكتابة المسرحية أمثال: توفيق الحكيم، ومحمود تيمور، وعلي أحمد باكثير، وقرأنا وشاهدنا على أيديهم أول مسرحيات عربية تعالج مظاهر الحياة الكويتية والخليجية! والسبب في إرجاء تنفيذ هذا الاقتراح أمران: الأول انتظار نتيجة مسابقة التأليف المسرحي التي أُعلن عنها في فبراير 1963، وهذا الانتظار أسفر عن ظهور كُتّاب المسرح من الكويتيين، أمثال: عبد العزيز السريع ومسرحيته (عنده شهادة)، وحسن يعقوب العلي و مسرحيته (أشرق الفجر)، وجعفر المؤمن ومسرحيته (موعد مع عزرائيل). أما السبب الآخر في إرجاء الاقتراح السابق؛ فكان التفكير في اتباع أسلوب تكويت المسرحيات العربية، وهذا الأمر منصوص عليه في وثيقة مؤرخة في 19/9/1963، جاء فيها الحديث عن قيام (عبد الرحمن الضويحي) بإعداد مسرحيات (طارق الأندلس) لمحمود تيمور، و(الكنز) لتوفيق الحكيم، و(آدم وحواء) لفتوح نشاطي، و(عفريت مراتي) لسليمان نجيب - وذلك لفرقة المسرح العربي - بعد (تكويتها) أي كتابتها باللهجة الكويتية.
هكذا انتهى حديثي عن الوثيقة الرابعة، التي تُمثل نهاية المرحلة الأولى في تاريخ بدايات المسرح الكويتي (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/102006/posts) وفقاً لمنهج علمي مدروس، تلك المرحلة الذي بذل فيها زكي طليمات (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/21098/posts) جهداً فنياً وإدارياً خارقاً، استطاع فيها تكوين فرقة مسرحية، ووضع أساس نهضة مسرحية كويتية مازالت تؤتي ثمارها حتى وقتنا الراهن.
خاتمة المرحلة الأولى:
هذه الحلقة هي الأخيرة بالنسبة للنشر في مجلة (كواليس)، وهي خاتمة وثائق المرحلة الأولى، التي تشتمثل على أربع وثائق أساسية تتضمن عشرات الوثائق الفرعية. أما المراحل الأخرى المتبقية فتشتمل على خمس وعشرين وثيقة أساسية ومئات الوثائق الفرعية، ويُمكن نشرها في خمس وعشرين حلقة من حلقات مجلة كواليس، وهو عدد كبير أشفق على قارئ المجلة من تتبعه، حتى لا يُصاب بالملل، خصوصاً وأنني أقوم بإعادة النظر في هذه الوثائق، وكذلك في الحلقات المنشورة، من أجل تجميع كل ما يتعلق بهذه الوثائق أملاً في نشرها في مجلد ضخم يليق بريادة الكويت للمسرح الخليجي، بحيث يكون هذا المجلد أهم مرجع يتحدث عن المسرح في الكويت: وثائقياً، وتاريخياً، وفنياً، خصوصاً وأن الوثائق تغطي فترة تأسيس المسرح في الكويت من عام 1961 إلى 1971.
سلسلة المسرح العربي المجهول:
على الرغم من أن هذه الحلقة هي آخر حلقات سلسلة (وثائق المسرح الكويتي) المنشورة في مجلة (كواليس)؛ إلا أن إدارة المجلة طلبت مني سرعة التفكير في كتابة سلسلة أخرى من أربع حلقات في موضوع مسرحي جديد. وبعد التفكير قررت أن أكتب السلسلة الجديدة تحت عنوان (المسرح العربي المجهول)! أي الكتابة عن عروض – أو نصوص – مسرحية عربية بصورة غير مسبوقة، شريطة أن يكون العمل مرّ عليه ما يقرب من القرن (مائة 100 سنة)!! وبذلك يكتسب الموضوع أهميته التاريخية وقيمته الفنية. فإلى اللقاء في أولى حلقات (المسرح العربي المجهول)!!
=======
http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/102006/posts#http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/posts/155574 (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/102006/posts#http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/posts/155574)

Ebrahim
14-06-2012, 11:19 AM
الشكر للة وللاخوان الذين اثرو و اثارو موضوع الحركة المسرحية فى الكويت
فى خلال العام المنصرم ضهر هنالك فنانين اتمنى لهم التقدم والازدهار و اتنمى من كل قلبى ان يكون
احد يتبناهم ويصقل مواهبهم ولا هانو بعض الفنانين الشكر لكم والسموحة على التعبير
وشكرا لكم

جون الكويت
03-10-2013, 05:08 AM
أوراق منسية تحمل توقيع المسرح العسكري الكويتي (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/posts/456322)
سيد علي إسماعيل

http://kenanaonline.com/photos/1238258/1238258530/medium_1238258530.jpg?1349028130
أوراق منسية تحمل توقيع المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) الكويتي
د. سيد علي إسماعيل
ـــــــ

كانت مفاجأة كبيرة، عندما قرأت معلومة عابرة عن وجود مسرح عسكري يتبع وزارة الحربية في دولة الكويت!! الغريب أن المعلومة جاءت في وثيقة مؤرخة بعام 1963!! والأغرب أنها معلومة مجهولة!! فهذا المسرح لم نسمع عنه من قبل، ولم نقرأ شيئاً عنه في الكتب، التي أرخت أو وثقت للمسرح الكويتي!! والوثيقة – التي جاءت فيها هذه المعلومة – مفاجأة في حد ذاتها، حيث إنها وثيقة كتبها الأستاذ زكي طليمات لمشروع تشكيل (المجلس الأعلى لرعاية الفنون الجميلة والأدب)، الذي ظهر فيما بعد باسم (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت)، وهذه الوثيقة غير منشورة، وربما نخصص لها مقالة مستقلة فيما بعد، لما بها من معلومات مهمة في تاريخ الثقافة الكويتية.

وثيقة طليمات
وثيقة زكي طليمات مؤرخة في يوم 8/5/1963، ومعنونة بـ (مذكرة تفسيرية بخصوص تشكيل المجلس الأعلى لرعاية الفنون الجميلة والأدب يتبع مجلس الوزراء مباشرة)، وهي عبارة عن ثلاث صفحات، جاءت فيها هذه العبارة: " إن فن التمثيل يؤلف نشاطاً في عدة وزارات في وقت واحد، ولكل وزارة شعبة فيه. فوزارة التربية والتعليم تشرف على المسرح المدرسي، وعلى الموسيقى، وعلى الأناشيد، وذلك في نطاق مدرسي ضيق، باعتبار أنها رياضة فنية يباشرها الطلبة في أوقات الفراغ كما يباشرون الألعاب الرياضية. وكذلك الحال في الفنون التشكيلية من رسم وزخرفة وتصوير. ووزارة الشئون الاجتماعية والعمل تنهض بأعباء فرقتي (المسرح العربي) و(المسرح الشعبي) كما تجري تدعيم مسرح للتوعية الاجتماعية في مراكز تنمية المجتمع .. وتُعنى في الوقت نفسه بفنون الفولكلور الشعبية وتحاول تطويرها بعد أن أنشأت لها مركزاً يجمع أشتاتها ويجري تبويبها وتنظيمها. ووزارة الإرشاد والأنباء تتولى أمر الإذاعة والتلفزيون، وتمهد لأن تجعل الفن السينمائي من شغلها .. وهذه كلها فنون يعتبر فن التمثيل أباً شرعياً لها. ولوزارة الحربية، فوق ما تقدم، مسرح عسكري يقوم بمهمة التوعية الوطنية وبالترفيه". إذن هذه الوثيقة، تثبت بلا شك أن المسرح العسكري، كان موجوداً في الكويت عام 1963، ويتبع وزارة الحربية، وكان هدفه التوعية الوطنية والترفيه!!

البحث عن المجهول
حاولت جاهداً أن أجد معلومات عن المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) – الذي جاء في وثيقة طليمات - في أغلب الكتب المسرحية التي أرخت ووثقت للحركة المسرحية في الكويت؛ ولكني بكل أسف فشلت!! فلم أجد مفراً من البحث والتنقيب في الصحف والمجلات (الدوريات)، التي كانت تصدر في الكويت في هذه الفترة، لعلني أجد ما أبحث عنه .. وبالفعل وجدت نوعاً من الفن العسكري، يقترب في أعماله من المسرح العسكري، الذي أبحث عنه!!
في أوائل الستينيات صدرت في الكويت مجلة (حماة الوطن)، وهي مجلة متخصصة في شئون الجيش والقوات المسلحة، وفقاً لما جاء في ترويسة الغلاف بأنها (مجلة الجيش والقوات المسلحة). وفي عددها التاسع عشر الصادر في 15/4/1962، نشر محمد الإمام أول مقالة تتعلق بموضوعنا، تحت عنوان (المسرح العسكري .. ضرورة عسكرية). والمقالة عبارة عن تعريف وافٍ بهذا المسرح الذي يقدمه العسكريون للعسكريين، وقد عرّج الكاتب إلى توضيح أن الأعمال الفنية المقدمة في هذا المسرح، تكون ذات طابع خاص وفقاً لمن يقدمه من العسكريين، ووفقاً لمن يتلقيه من العسكريين أيضاً. وتُعد الأعمال التاريخية خير معين لاستلهام الموضوعات الخاصة بالمسرح العسكري، وكذلك الأعمال الكوميدية المتصلة بحياة العسكريين الاجتماعية.
ويضرب الكاتب (محمد الإمام) مثلاً لهذا قائلاً: "إذا أردت مثلاً أن أنقل من التاريخ حياة الإسكندر الأكبر وفتوحاته لعرضها على المسرح الجماهيري فأنا لا آخذ من هذا التاريخ سوى الناحية القصصية. أما إذا عرضتها على المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) فإني آخذ منها الناحية العسكرية أي شخصية الإسكندر كقائد، صلته بضباطه وجنوده، الأسباب التي دفعته إلى شن الحروب، فن التكتيك العسكري عنده، أخطاؤه في الميدان وانطباعها على حياته الخاصة أو العكس وإلى غير ذلك في نفس المخطط ... ويخيل إليّ أن شخصيات مسرحية كهذه لا يستطيع أن يقوم بها – في صدق وثقة – مثل الممثل العسكري ذي الموهبة والاستعداد ولو بقدر محدود". ثم يوضح الكاتب في مقالته: أن من أغراض المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) الترفيه عن الجنود في أوقات الحروب، أو بين التدريبات العسكرية الشاقة، وهذا الجانب يتعلق بالأعمال الكوميدية. وينتهي الكاتب بخلاصة مفادها أن الأعمال التاريخية يكون هدفها تثقف الجندي، أما الأعمال الكوميدية فهدفها الترفيه عنه.

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا نُشرت هذه المقالة في الكويت في هذا التوقيت في مجلة الجيش والقوات المسلحة، والكويت لم يكن بها أصلاً مسرح عسكري؟!! ولو كان هذا المسرح موجوداً لكان الكاتب تطرق إليه وإلى نشاطه الفني، وأتى بنماذج منه .. إلخ!! وفي ظني أن مشروع المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) في الكويت – ربما في هذا التوقيت – كان فكرة مثارة في وزارة الداخلية، أو في المحيط الثقافي، لا سيما وأن نهضة الكويت بدأت في السنوات الأولى من الستينيات، وهذه الفكرة وصلت إلى الكاتب بصورة من الصور، فأراد أن يحث المسئولين على تبنيها؛ فكتب هذه المقالة، التي تعد أولى الكتابات المنشورة عن المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) في الكويت.

فريق الجيش للتمثيل
بناءً على ما سبق، سنجد أن النشاط الفني في الجيش الكويتي ظهر وتألق فيما بين إبريل 1962 تاريخ نشر المقالة بمجلة (حماة الوطن)، التي تؤكد عدم وجود المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) في الكويت في هذا التاريخ، وبين مايو 1963 تاريخ وثيقة زكي طليمات، التي تؤكد وجود المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) في الكويت!! وبهذا التحديد الزمني، وجدت مقالة منشورة - في العدد الخمسين من جريدة (صوت الخليج) الصادرة في الكويت بتاريخ 25/4/1963 – تؤكد ظهور بوادر هذا المسرح – أو بوادر النشاط الفني في الجيش الكويتي - والمقالة المنشورة معنونة بـ (فريق الجيش للتمثيل نواة المسرح العسكري)! وبالرغم من صغر حجم المقالة، إلا أن بها معلومات تبين هوية هذا الفن وأبطاله، وتوثق لهذا المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) المجهول! ومن أهم المعلومات المنشورة: أن نواة المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) تمثلت في (فريق الجيش للتمثيل)، وهذا الفريق يتبع الفرع الثقافي العسكري، وأن المسئولين يدعمونه بقوة من أجل تحقيق رسالته الوطنية والفنية، وأن هذا الفريق هو نواة تشكيل المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) المرتقب، و(أبو جسوم) هو النجم الأول للفريق، أي (بطل الفرقة التمثيلية). كما جاءت المقالة بمعلومات أخرى تبين أن هذا الفريق يقدم أعمالاً درامية إذاعية، وأنه سيقدم – مستقبلاً – أعمالاً تليفزيونية، وكل هذا تمهيداً لظهور المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) المرتقب.

شخصية أبو جسوم
ولأن أبا جسوم النجم الأول للفريق، فقد نشرت له مجلة (دنيا العروبة) الكويتية حواراً في عددها الثالث والأربعين بتاريخ 21/12/1963، حيث تحدث – أبو جسوم في هذا الحوار - عن هذا النشاط العسكري الفني، وأضاف إلى ما سبق من معلومات، معلومات أخرى توثيقية مهمة، منها: أنه كان صاحب فكرة تقديم برنامج إذاعي للجيش والقوات المسلحة في الكويت، عندما تقدم بهذه الفكرة مع بداية بث الإذاعة الكويتية. ويقول في حواره أنه نجح في تحقيق الفكرة، وقدم أول حلقة إذاعية لبرنامج الجيش والقوات المسلحة يوم 28/5/1961، وكانت من إعداده وإخراجه، وهو الآن – أي وقت نشر الحوار عام 1963 – يقوم بإعداد وإخراج الحلقة رقم (312)! وعن رسالة هذا البرنامج،

قال أبو جسوم: "الرسالة التي يحملها البرنامج كبيرة وعظيمة، عظم المؤسسة التي ينطق باسمها وهو محاولة لاستقطاب العسكريين بصورة خاصة والمدنيين بصورة عامة، والقصد من الاستقطاب كسب ثقة العسكريين العرب الكويتيين أولاً، ثم أخوتهم في السلاح في أرجاء الوطن العربي، وعندما نستطيع إيصال صوت القوات المسلحة الكويتية إلى جميع أرجاء العالم العربي والعالمي واطلاع العالم على تقدمها بواسطة هذا البرنامج أكون قد حققت لهذا البرنامج رسالته الوطنية والقومية الكاملة".
واختتم أبو جسوم حواره بذكر مزيد من المعلومات عن هذا النشاط الفني للجيش، ومنها: أن فريق التمثيل للجيش قدم برنامجاً تليفزيونياً باسم (مع قواتنا المسلحة) مع بداية البث التلفزيوني في الكويت؛ ولكنه توقف بسبب ضعف الإمكانيات. كما أن الفريق نفسه استطاع أن يقدم تمثليات اجتماعية وفكاهية ووطنية عبر الإذاعة الكويتية.

عائلة أبو جسوم
مرت سنة على هذا الحوار، وهذه السنة شهدت نشاطاً فنياً ملحوظاً لأبي جسوم، الذي كوّن مع بقية الفنانين العسكريين عائلة فنية، عُرفت باسم (عائلة أبو جسوم)، تتألف من: أبو جسوم، والحجية، وحديب، وخنينة، والتمين، ورويشد، والخطاف، وصقر، وهي أسماء فنية ثابتة في الأعمال الإذاعية والتليفزيونية والمسرحية، التي قدمتها القوات المسلحة الكويتية، وهذه الأسماء هي أسماء فنية لجنود الكويت البواسل، الذين مارسوا التمثيل. وبسبب شهرة هذه العائلة الفنية، نشرت مجلة (الكويت) الكويتية – في عددها الحادي والخمسين بتاريخ 16/11/1964 - تحقيقاً شاملاً عن نشاط هذه العائلة الفنية، تحت عنوان (عائلة أبو جسوم في رعاية الجيش ووزارة الدفاع).

وفي هذا التحقيق تم التركيز على نشاطين فنيين لهذه العائلة الفنية، هما: (نجوم ركن الجيش)، و(فريق الجيش للتمثيل). وقد ذكر المقدم سليمان العبد اللطيف العبد الجليل الوكيل المساعد لوزارة الدفاع رسالة هذا النشاط الفني للقوات المسلحة، قائلاً : "الرسالة هي نشر الثقافة العامة وتعميقها في نفوس أفراد الجيش على مختلف مراتبهم ومستوياتهم. فبرنامج ركن الجيش يقدم كل جديد ومفيد من آراء عسكرية حديثة وتوجيهات قيمة وتمثيليات شعبية وعربية تمثل النواحي النفسية للجندي الكويتي المستمدة من أصالته العربية تلك الأصالة عميقة الجذور في التاريخ بالإضافة إلى الترفيه عن الجنود". كما أشار هذا المسئول عن مشاريع مستقبلية فنية لهذه العائلة العسكرية، مثل: استحداث برنامج عسكري يذاع من الإذاعة الشعبية مرتين في الأسبوع، ويكون فريق الجيش للتمثيل عنصره الأساسي.

وفي هذا التحقيق تحدث أيضاً وليد محمد جعفر مساعد مدير إدارة الشئون الثقافية بوزارة الدفاع – في هذا الوقت عام 1964 – وكان حديثه عن المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) الذي لم يُولد بعد، حيث لاحظ أن نشاط فريق الجيش للتمثيل يُقدم فقط عبر الإذاعة وليس عبر التلفزيون؛ وفسر ذلك بقوله: "بعد الدراسة تبين لنا أن إعداد برنامج أسبوعي للتلفزيون أصعب بكثير من إقامة المسرح العسكري؛ لأن برنامج التلفزيون يحتاج إلى استعدادات غير عادية في معسكرات الجيش ذاتها. بالإضافة إلى العديد من الفنيين اللازمين للبرنامج .... وبالصبر والمثابرة سيتحقق موضوع المسرح العسكري، وبرنامج الجيش في التلفزيون".

وهذا القول يثبت أن المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) لم يولد حتى الآن، وكان تبرير المسئولين عن عدم هذه الولادة، أنهم يريدون تجهيز كافة مقومات استمرار هذا المسرح عندما تتم ولادته.

ومن خلال هذا التحقيق نكتشف أن فريق الجيش الكويتي للتمثيل قدم عدة مسلسلات إذاعية ناجحة، منها: يوميات أبو جسوم، وأبو جسوم طبيلة، وروح أبو طبيلة، بالإضافة إلى حلقات تلفزيونية، منها: هاهاها، والعلم نورن، وأجا ليطببها عماها، ومال البخيل ياكله العيار، ومصنع الأبطال. وأخيراً قام الفريق بالاشتراك في برامج تلفزيونية عديدة، مثل: برنامج الأطفال، وبرنامج ألوان، وما يطلبه المشاهدون، ومجلة المرأة.

أما المفاجأة الكبرى – التي جاء بها هذا التحقيق - فتمثلت في معلومة قيام فريق الجيش الكويتي بتقديم مسرحيات عديدة، منها: مسرحية (إرادة الشعب)، ومسرحية (الأم). والغريب أن التحقيق لم يبين هل هذه المسرحيات قُدمت على خشبة المسرح، أم أنها قُدمت إذاعياً أمام الميكرفون؟! ومن وجهة نظري أنها كانت مسرحيات إذاعية، لأن أغلب نشاط فريق الجيش للتمثيل كان نشاطاً إذاعياً، وربما هذا ما جعل زكي طليمات يطلق على هذه العروض مسرحاً عسكرياً؛ لأن طليمات أكدّ في وثيقته على وجود المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) في الكويت عام 1963، وها نحن نقرأ تحقيقاً منشوراً عام 1964 يثبت أن المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) لم يُولد بعد!! فهل حدث خلط بين فريق الجيش للتمثيل والمسرح العسكري، بحيث أصبح المسرح العسكري (http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/tags/190787/posts) هو نشاط فريق الجيش، والعكس صحيح؟! هذا ما سنتبينه في ختام المقالة!
عناصر فريق الجيش للتمثيل
بحثت كثيراً عن أسماء الجنود الكويتيين الذي كونوا هذا الفريق الفني التمثيلي أو المسرحي، فوجدت أن النواة الأولى التي تكون منها فريق الجيش للتمثيل عام 1960، تمثلت في: الجندي حسين السلمان، ووكيل العريق سليمان المنصور، والعريف محمد علي الحشاش، ووكيل العريف ثنيان إبراهيم، والجندي علي صالح. هؤلاء هم أفراد فريق التمثيل عندما بدأ عام 1960، وفيما بعد انضم إليهم كل من: الجندي مكي القلاف، ووكيل العريف موسى الهزيم، والجندي عبد الوهاب أحمد الدوسري، والجندي علي بن صقر المطيري. وبسبب شهرة نشاط الفريق في برنامج ركن الجيش بالإذاعة، استعان ببعض العناصر النسائية الفنية، التي كانت مشهورة في تلك الفترة مثل: هدى المهتدي، وحياة أحمد الفهد، وبشرى عبد الرحيم، وعائشة مرزوق، وفريدة الحمد، ونوال باقر، وعودة المهنا.

أما ذروة التألق الفني لفريق الجيش التمثيلي فقد تمثل في أفراد عائلة (أبو جسوم)! وأبو جسوم هو (كامل حسين سليمان القطان)، وبدأ نشاطه الفني عام 1959، حيث مثل دور الشايبة (المرأة العجوز)، ولكن هذا الدور لم يرتبط به بقدر ما ارتبط بشخصية (الشايب)، التي لازمته طوال حياتة الفنية، رغم أنه كان يبلغ من العمر الخامسة والعشرين سنة 1964! ولأنه أحد العسكريين توجه بفنه إلى معالجة قضايا الجنود في المعسكرات، والاهتمام بدعوة الشباب الكويتي للانخراط في سلك الجندية لحماية الوطن. ووجدت – في التحقيق السابق – وصفاً فنياً لهذه الشخصية، يقول: "أبو جسوم شخصية شعبية مميزة أصبحت مع مرور الأيام جزءاً لا يتجزأ من التراث الفني للكويت، فالمواضيع التي عالجتها تتغلغل في صميم حياة المجتمع الكويتي لتعرض مشاكله في قالب درامي لا تنقصه الطرافة، ومن أبرز تلك المواضيع: إضاعة الفلوس في الرحلات والنزهات، وتعدد الزوجات، والدعوة إلى تحصيل العلم، والسعي لإعداد الجيل الصاعد إعداداً صحيحاً إلى جانب تقديم التمثيليات المستمدة من الأمثال والأقوال الشعبية". وأهم أعمال (أبو جسوم) الفنية تمثيلياته: حلاق السعادة، وخروف العيد، ومصنع الأبطال، وكذلك يوميات أبو جسوم الإذاعية، التي كتبها حمد السعيدان، وأخرجها سليمان عبد الرزاق المنصور.

الشخصية الثانية في عائلة أبو جسوم، هي الحجيّة (أي المرأة كبيرة السن التي أدت فريضة الحج)، وهذه المرأة ما هي إلا وكيل العريف عبد الوهاب أحمد الدوسري، وكان عمره عشرين سنة عام 1964! وفي التحقيق السابق لمجلة الكويت، قال هذا الفنان عن سبب شهرته بشخصية الحجية الفنية: "كنت أود لو أن الفتاة الكويتية وجدت الجرأة الكافية للظهور على خشبة المسرح والمشاركة في التمثيل إلى جانب الرجل الكويتي .. إلا إن إحجام فتياتنا حتمّ عليّ وعلى بعض الزملاء أداء الأدوار النسائية".
أما شخصيات (خنينة، والتمين، ورويشد) فما هي إلا شخصيات فنية اشتهر بها وكيل العريف الفنان موسى محمد الهزيم! الذي كان يأمل من الوزارة إرسال الموهوبين من الفرقة للسفر في بعثات تعليمية للتخصص في التمثيل والإخراج والتمثيل، وكان صاحب فكرة تجول الفرقة التمثيلية بين ألوية الجيش في صورة حفلات شهرية للإسهام في التوجيه والتثقيف للجنود والمواطنين.

وشخصية (حديب) الفنية، هي شخصية وكيل العريف علي الصالح القطان، الذي بدأ نشاطه الفني في تمثيلية (العلم نورن) من تأليف محمد الشيرازي. وهذا الفنان لا يرى ضرراً من مشاركة ابنته (منى) في التمثيل – عام 1964 - ما دام الفن يتصدى للمشاكل الاجتماعية. وهذا الفنان هو مؤسس فريق الزمالك الكويتي لكرة القدم، هكذا جاء في تحقيق مجلة الكويت السابق! أما شخصية (الخطاف) الفنية، فصاحبها وكيل العريف ثنيان إبراهيم عبد الرحمن الخطاف، وشخصية (أبو علي) هي للعريف محمد علي الحشاش، الذي يجيد أداء أغنيات شادي الخليج، ودائماً كان يطالب بإدخال عناصر غنائية في الأعمال الفنية للفريق. وقد بدأ أبو علي حياته الفنية في المسرح المدرسي، عندما مثل في مسرحية (الحرس الوطني) لمدرسة الرشيد. وأخيراً نجد شخصية (صقر) الفنية، وهي شخصية وكيل العريف علي صقر شتيان، الذي يجيد العزف على الربابة، لا سيما عزف مقامات (المسحوب، المربوع، العجيني، الغزالي، الهلالي، الخمشي، الصلبي)!

فكرة المسرح العسكري
هذا النشاط الفني لفريق الجيش الكويتي للتمثيل؛ لم يستمر طويلاً لعدة أسباب، منها: الاهتمام بالأعمال الدرامية التلفزيونية، وظهور الفرق المسرحية الكويتية المحلية الأربعة (المسرح العربي، ومسرح الخليج، والمسرح الشعبي، والمسرح الكويتي). والدليل على ذلك أن أغلب الصحف والمجلات التي كانت تصدر في الكويت، صمتت تماماً عن الأنشطة الفنية المتعلقة بفريق الجيش للتمثيل في الكويت بعد عام 1964، وكأن نشاطه توقف، أو أصبح لا يقدم جديداً!! وهكذا ظل (المسرح العسكري) مجرد فكرة لم تخرج إلى النور، وهذا ما جعل زكي طليمات في وثيقته يخلط بين (المسرح العسكري) كفكرة، وبين (فريق الجيش للتمثيل) كواقع فني ملموس.




المصدر: المسرح العربي المجهول: الحلقة الخامسة (أوراق منسية تحمل توقيع المسرح العسكري الكويتي) – مجلة (كواليس) الإماراتية – عدد 30 – مارس 2012 – ص (95 – 101).
http://kenanaonline.com/users/sayed-esmail/posts/456322

جون الكويت
03-10-2013, 05:10 AM
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/38076620520131003.jpg

البحر الساطع
06-05-2014, 12:31 PM
راح مسرح السبعينات والثمانينات

دقيقه 13

http://www.youtube.com/watch?v=ioAcLErVYYo

جون الكويت
15-08-2014, 10:40 PM
اللهم ارحم ام حمد

فقد كانت محل الثقة :)

http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/40813136820140815.jpg