المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحدود العراقية الكويتية عبر التاريخ - فرحان الفرحان 15/5/2003


IE
13-03-2008, 04:34 PM
ان المتتبع لكتب التاريخ والادب يجد الشيء الكثير هنا وهناك عن التواصل بين العراق والمنطقة الجنوبية من الخليج العربي التي تسمى المنطقة الشرقية للجزيرة العربية، فإذا رجعنا الى اكبر الامة في اللغة العربية وهو الاصمعي كان يصرح ان الفاصل بين ارض السواد ـ وهي العراق اليوم ـ وبين شرق الجزيرة العربية هو جبل سنام وكان الاصمعي بطبيعته يتنقل بين هذه البوادي كاظمة والدو وغيرهما ليتلقف الكلمات الفصيحة من مصادرها، وظلت الحالة هذه عند غالبية الحكام الذين يتولون البصرة والكوفة من لدن الدولة الاموية ثم العباسية وظلت القبائل التي تسكن كاظمة الكويت اليوم غير القبائل التي تسكن العراق، فقد كان هناك دارم فرع من تميم اهل الفرزدق ومقرهم الكويت وكان هناك الحرماز ومقرهم الوفرة، وهناك بني بل عدوية ومقرهم ملح وظلت الامور تسير على هذا المنوال حتى ان المؤرخين النجديين القدامى تتبعوا الاصمعي واعتبرو جبل سنام هو الحد الفاصل بين المنطقتين ابان حكم المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية لآل العريعر وكانت المنطقة الجنوبية من العراق تحكم بصورة هادئة من قبل قبيلة المنتفق وهناك مع انبثاق حكم ال الصباح للكويت.
الاول: ماجرى بين عبدالله الصباح عبدالله الاول وبعد انتصاره على بني كعب في معركة الرقة قبل قرنين ونصف وبني كعب يعتبرون المنافسين الرئيسيين للمنتفق على النقوذ في منطقة البصرة وما حواليها وبعدها خلا الجو لزعامة المنتفق في منطقة البصرة وفعلا تقدم زعيم المنتفق ثويني عبدالله ومد نفوذه على منطقة الفاو وجزر الزبير الذي سمي الميناء الرئيسي هناك باسم ميناء توني اوكما تسمى بالكتب الانجليزية خور سويني مقابلة من جهة البحر سمي الخور الكبير باسم عبدالله الاول عبدالله الصباح الذي اخذ شهرة بعد انتصاره في معركة الرقة وبسط نفوذه على هذا الخور وما حواليه وعليه سمت المراجع الانجليزية هذا الخور بهذه التسمية خور عبدالله وكانت العلاقة بين عبدالله الصباح حاكم الكويت وثويني بن عبدالله علاقة احترام متبادل وكل يعرف حدوده.
ثانيا: ابان حكم عبدالله الصباح عبدالله الثاني وكان اخوته محمد وجراح مختصين بالشؤون المالية وكان اخوه الرابع مختصا بشؤون البادية هو مبارك وذلك في سنة «1880» كان مبارك عنده نظرة بعيدة لحدود الكويت واراد ان ينتزع اعترافا من زعيم المنتفق في حينه وهو ناصر باشا السعدون بحدود الكويت فقام مبارك بدعوته على وليمة في حدود الكويت وكانت هذه الوليمة في صفوان وكان مبارك قد سبق ناصر باشا لاعداد هذه الوليمة، وعندما اقبل ناصر باشا لزيارة مبارك فإنه يزوره في ارضه في الكويت وهي صفوان وكانت في حينها زوجة مبارك قد انجبت ابنا له لكنه لم يسمه واخفى التسمية ووصل بعض من مرافقيه في اثناء وجوده مع ناصر باشا قادمين من الكويت ليبشروه بهذا المولود وكان ناصر باشا جالسا مع مبارك بعد الغداء يحتسون القهوة وعندما جاء البشير واخبروه بالمولود التفت الى ناصر باشا وقال له ان فألك علي خير فقد سميت ابني على اسمك وسمي ناصر المبارك «بناصر باشا» هذه المكرمة التي قدمها مبارك الى السعدون واعترافه بأنه في حدود الكويت تدل على بعد نظر مبارك ليحصل على الاعتراف من السعدون الباشا بحدود الكويت ومقابلها فقد اكرمه مبارك بهذه الوليمة في ارض الكويت وكذلك اكرمه بأن سمى ولده على اسمه.
هذه الوقائع تعطينا انطباعا بأن المسؤولين في الكويت منذ تأسيسها قبل ثلاثة قرون لم يكن غائبا عن ذهنهم متابعة الاهتمام بالكويت وحدودها.
لهذا اردنا في هذه المطالعة السريعة لنتذكر الرجال الذين قاموا على امن الكويت والسهر عليها منذ القديم حتى يومنا هذا الذي جعل الكويت آمنة وارفة.
اننا ونحن ننظر الى جيراننا في العراق نتمنى ان يمر عليهم حكم يحميهم ويحفظهم ويرعى مصالحهم ويبعدهم عن المنتديات والمفاخرة ويبعدهم عن الانقلابات وتشريد المواطنين.
اننا نتمنى للعراق في هذا العهد الجديد ان يلتفت الى مصالح العراق الداخلية ويترك المهاترات مع الجيران الذين لم يسلم منها ولا جار في العهد الصدامي.
اننا نتمنى ان يحفظ الله العراق ويبعدها عن الاشرار ويجعل لها اناسا صالحين ونحن هنا ننتظر المخاض.. والله الموفق.