AHMAD
16-02-2008, 04:37 AM
-
-
ملــــك اللؤلـــؤ فـــي بومبــــاي
ضمن اهتماماتي التراثية والتاريخية، منذ أكثر من ثلث قرن، جمع السير الشخصية والمآثر والأخبار الغانمة الحميد لأنها معشوقة في مجتمعات عربان الجزيرة بادية وحاضرة، وهي المكون الأساس في أخلاق هذه المجتمعات.
مولده ونشأته
هو: جاسم بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، ولد في الكويت عام 1282هـ/ 1866م. وتذكر بعض المصادر أن إلى «قبيلة العناقر» أهل مدينة ثرمداء.
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/c70e38ba68.jpg
قال المؤرخ النجدي إبراهيم بن صالح بن عيسى في كتابه «تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد» في بيان نسب «آل إبراهيم» خنيفر العنقري، واستولوا على ثرمداء سنة 1116 هـ، له ولدان هما زيد بن ريْمان وإبراهيم بن ريمان، وانتقلا من ثرمداء بعد الكويت وسكنها، وهو جد آل إبراهيم المعروفين في الكويت، وأما أخوه عبدالله بن إبراهيم بن ريمان بن إبراهيم بن خنيفر العنقري فإنه سكن الحريق وهو جد آل إبراهيم المعروفين في الحريق. انتهى.
وتذكر تواريخ نجد أن رجلاً من هذه الأسرة ذاع صيته ولمع اسمه كقوة مؤثرة ذات أهمية كبيرة في أحداث جماعته العناقر وهجم على أهل مدينة أثيْثِية وقتل بعض رجالها واستولى عليها.
بساتين النخيل والتجارة
يذكر الأستاذ يوسف بن محمد النصف في كتابه «نخلتك» في الصفحة 35: أن مساحة بساتين النخيل التي يملكها الإبراهيم في البصرة هي 7000 جريب تقريباً وتعادل 2769000 متراً مربعاً. انتهى (2).
والجَرِيبُ ـ باللغة ـ: هو مقدار من الأرض معلوم الذراع والمساحة يزرع فيه. يقال: أقطع الوالي فلاناً جريباً م أمريكا مركزاً لتصريف تموره وتجارته، ويملكون 115 ألف جريب من النخيل. انتهى.
وتوسعت تجارته
سافر الشيخ جاسم بن محمد آل إبراهيم إلى الهند، وكانت الهند آنذاك مقراً لتجارة اللؤلؤ ولكل أنواع البضائع أعماله في تجارة اللؤلؤ، ومع مرور الوقت صار من أكابر تجار اللؤ
وجاء في كتاب «محسنون من بلدي ـ الجزء الأول» إصدار بيت الزكاة في الكويت في الصفحة 117 ما يلي: سافر الشيخ جاسم إلى الهند واستقر بها، ولحسن خلقه ومهارته وصدقه عرف لدى الشخصيات البارزة هناك فزادت شهرته وأصبح أبرز عربي بالهند يعمل بتجارة اللؤلؤ. انتهى.
ويذكر صاحب كتاب «نخلتك» الأستاذ يوسف بن محمد النصف، في الصفحة 52: وفي رواية أن ملكية جاسم (جاسم) بن محمد بن علي الإبراهيم قد بلغت 10 ملايين روبية في نفس الفترة 1910م. انتهى.
ولقد أطلق تجار الهند وغيرهم من التجار في ذلك الزمان على الشيخ جاسم الإبراهيم وأبناء عمومته الذين يعملون معه لقب «ملوك اللؤلؤ» وحفظت لنا هذا اللقب سجلات بيع وشراء اللؤلؤ وتواريخ ذلك الزمان.
مضايف مفتوحة
لما استقر الشيخ جاسم بن محمد بن علي آل إبراهيم في الهند التف حوله والتحق به العديد من أبناء أسرته و عموماً. وشاع عند أهل نجد والكويت في ذلك الزمان تعبير، كانوا يرددونه باستمرار ويقدمونه ن
وكلمة «إنصوا» واشتقاقاتها معروفة وشائعة الاستعمال عند عربان الجزيرة والخليج بادية وحاضرة، وت
والشيء اللافت للنظر أن الذكرى العطرة لهذا الرجل الجواد جاسم آل إبراهيم ما زالت حتى هذا اليوم عالقة في المكان الذي سكنه، فالهنود يسمون محطة القطار القريبة من بيته باسم «محطة منزل جاسم» وتقع في مدينة بومبي. ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي، إذ يقول:
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/62c87bfdb9.jpg
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثان
وها نحن الآن في أول سنوات القرن الواحد والعشرين الميلادي وما زال الذكر الخالد والعلم الغانم لجاسم الإبراهيم يتردد على أفواهنا.. فالذكر للإنسان عمر ثان، لقد كفل الثناء لنفسه بهذا العمر الثاني الذي لا يموت.
الشيخان قاسم وعبدالرحمن
عندما تنادى وجهاء الكويت وأعيانها لبناء أول مدرسة نظامية بالكويت، وهي «المدرسة المباركية» وبدئ في ب الإبراهيم وهو في الهند يتابع أخبار الكويت ويسعى للمشاركة في نهضتها، وكان معروفاً بحبه للعلم والعلماء. وعندما ت عند حسن الظن بهما. انتهى.
ولنقرأ ما كتبه مؤرخ الكويت الأول عبدالعزيز بن أحمد بن رشيد البداح (ت 1938م) في كتابه «تاريخ الكويت )) الجناعي بقوله:
هكذا الفضل وإلا فلا لا
إن للفضل وللمجد رجالا
يعرف الفضل ذووه في العلا
فهم الأبطال إن رمت نزالا
قم بنا يا صاح نجلو ذكرهم
فبه الأرواح ترتاح ثمالا
آل إبراهيم هم أهل الوفا
هم نجوم بسما المجد تلالا
وهم السادات هم أهل العلا
وهم الكهف إذا ما الخطب مالا
حملوا الدهر معالي أثقلت
كاهل الدهر يميناً وشمالا
أصلهم زاك تدلى زهره
فلذا طابوا فروعاً وفعالا
إن للمجد لهم في «جاسم»
علماً يخفق جوداً وجلالا
فهو المفضال والندب الذي
قد تسامى بمعال لن تنالا
لو سألت الدهر عمن قد مضى
هل رأى سمحاً كهذا قال لا لا
غير أني لست أنسى ماجداً
فاضلاً فاض جميلاً ونوالا
غن يا صاح بتذكار له
فلقد طاب «أبوعوف»ü فعالا
باسم الثغر لمرتاد الندى
عنده كم حل من العسر عقالا
وعليكم آل إبراهيم ما
طلع الفجر سلام يتوالى انتهى.
ü«أبوعوف»: هو عبدالرحمن آل إبراهيم ابن عم جاسم آل إبراهيم.
الفاضلة «حصة الحنيف»
نحن لا نستغرب اهتمام الشيخ جاسم الإبراهيم وشدة حرصه على تعليم أهل بيته من النساء والبنات والأبناء أمور دينه طويلة:
يا مالك اسمع جابتي يوم أوصيك
واعرف ترى يا بوك بآمرك وأنهاك
أوصيك بالتقوى عسى الله يهديك
لها وتدركها بتوفيق مولاك
والهقوة انك ما تجي دون أهاليك
ولا ذكر عود الورد يثمر بتنباك
في سنة 1898م استقدم الشيخ جاسم الإبراهيم على نفقته الخاصة امرأة نجدية فاضلة من أسرة نجدية كريمة (ت 1315هـ/ 1897م) وهو من أسرة نجدية منجبة للعلماء والقضاة. ووصلت المربية الفاضلة حصة الحنيف إ الإنكليزية والهندية والعربية والحساب وبعض العلوم. وصار للشاب عبدالملك (ت 1365هـ/ 1946م) فيما بعد شأن كبير في مجال التعليم في الكويت، وتحدرت منه ذرية صالحة ساهمت في خدمة بلدها الكويت ونفعت الناس في دينها ودنياها.
ولا يفوتنا أن نذكر، أن هذه المرأة الفاضلة «حصة الحنيف» عادت من الهند
التعليم والإرشاد في مصر
http://1.2.3.11/bmi/www.kuwaitmag.com/pix/082005/078.jpg
كتب الشيخ محمد رشيد في مجلته «المنار» الصادرة في 30 مارس 1911م عن تبرع الأمير محمد علي ب الآراء اختيار دولته رئيس شرف للجماعة، والتشرف بزيارته في قصره لعرض هذا القرار عليه وشكره على عنايته وفضله، ولقد نفذ الاقتراح، وقبل رئاسة الشرف للجماعة. انتهى.
ولزيادة معلومات القارئ نقول: إن صاحب الدولة الأمير محمد علي باشا هو: الأمير محمد علي باشا (
«المنار» المصرية تشيد
كل الكلام الذي سيأتي أدناه هو بقلم الشيخ محمد رشيد رضا صاحب ومؤسس مجلة «المنار» نشره في مجلته المنار الصادرة يوم الخميس 30 مارس (آذار) سنة 1911م، ننقله لكم من الجزء الثالث في المجلد الرابع عشر، الصفحات 191 ـ 196، يقول الشيخ محمد رشيد رضا ـ رحمة الله عليه:
عضو الشرف الأول للجماعة
«الشيخ قاسم بن محمد آل إبراهيم»
زار مصر في هذا الربيع الوجيه السري، الغني السخي، الكريم ابن الكريم، الشيخ قاسم بن محمد آل إبراهيم وآل إبراهيم هؤلاء أكبر تجار العرب وأجودهم، ومحل تجارتهم في بومباي ثغر الهند العظيم.
كان الشيخ قاسم علم بمشروع الدعوة والإرشاد وهو في الهند فلما جاء القاهرة كان همه الأول فيها لقاء كاتب النظام الأساسي فكان كالنظام الذي وضعناه لجمعية العلم والإرشاد في الآستانة، وزدنا فيه ما يتعلق بالدعوة إلى الإ تبرعه واشتراكه فيه فسألته عن مقدار ما يحب أن يجود به فاقترح أن يقول ذلك لي سراً حتى أنه لم يصرح به أمام كاتب سره المرافق له في سياحته وهو عبدالله أفندي البسام وبيت البسام يلي بيت إبراهيم في تجار العرب الكرام.
بحثت معه في سبب إخفاء ما يجود به وعدم الإذن في ذكر اسمه فعلمت أنه الإخلاص وابتغاء المزيد من الثواب انكلترا وهناك دعت الحال لخطبة وجيزة في إظهار الصدقات وإخفائها، ألقيتها هنالك وسيأتي ذكرها في باب الأخبار من هذا الجزء. فازداد الشيخ قاسم اقتناعاً، وبعد ذلك كاشفت إخواني أعضاء مجلس جماعة الدعوة والإرشاد باشتراكه وبتبرعه.
تبرعات
بلغت إخواني في أعضاء مجلس إدارة جماعة الدعوة والإرشاد ما تبرع واشترك به هذا المحسن العظيم وكا كتاب شكر نرسله إليه بأنفسنا، وأننا نذكر ذلك الكتاب بنصه.
كتاب جماعة الدعوة والإرشاد إلى الشيخ قاسم آل ابراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي قدر فهدى، وأمر بالتعاون على البر والتقوى، وجعل إنفاق المال في سبيله، أول آيات صدق الإيمان به، فقال عز وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دعوته، وأقاموا سنته، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين.
من جماعة ال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد فقد بلغ الجماعة
وقرر باتفاق الآراء تسميتكم «عضو الشرف الأول» في هذه الجماعة وأن يجعل باسمكم مكافأة سنوية لطلاب مدرس المجلس ويحملونه إليكم بأنفسهم، وها هو ذا فتقبلوه محمودين مشكورين، وما زلتم موفقين لما ينفع الناس ويرضي الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله.
كتب في القاهرة لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وثلاث مئة وألف من هجرة الداعي إلى طريق الحق.
عناية مولانا الأمير أيده الله تعالى
(بالشيخ قاسم آل إبراهيم)
بلغ مولانا العزيز أيده الله تعالى أن هذا السري العربي الكريم الغيور على الملة والدولة قد زار مصر في هذه الأيام العثمانية وفي قطره السعيد، ومن أجدر من سموه بمعرفة كبار الرجال العاملين، وكرام الأجواد ا وسروراً، وقد كرر له الأمير عبارات الشكر البليغة المؤثرة، ورغب إليه أن يبلغ سموه كل ما يريد من مساعدة، حتى والثروة في هذه البلاد (وسموّه حقيق بأن يفخر بهذه القناطر التي هي من أفضل ما عمل جده الأعلى من أسباب عمران هذا القطر) ثم انصرف الشيخ من حضرة الأمير وهو يردد الدعاء والثناء.
الحفاوة بالشيخ قاسم
كان يوم الجمعة ثامن ربيع الآخر موعد زيارة أعضاء مجلس (جماعة الدعوة والإرشاد) للشيخ قاسم وموعد الن الحجرات التي يقيم فيها من الفندق، فقدمت له أخانا الرئيس محمود بك سالم وهو عرفه بسائ
ركبنا السيارات الكهربائية (الأتموبيلات) من أمام الفندق إلى ساحل روض الفرج حيث كانت السفينة الخديو القناطر فخرجنا وطفنا بالضيف الكريم القناطر كلها ودخلنا الدار التي فيها مثل ونماذج أعمال الري في القطر ال جماعتنا.
جريدة «العمران» المصرية تمتدح وتشيد بالمحسن الكبير
كتب صاحب جريدة «العمران» المصرية
علم قراء العمران الأكارم بقدوم وجيه العرب صاحب الحسب والنسب
إن انتسابي إلى سادتي العرب وإخلاصي في خدمتهم ومعرفتي فوق ذلك قدر ضيف مصر العظيم نزيل ف لخدم
ونحن نقول: نتمنى أن تتاح لنا الفرصة مرة ثانية وثالثة لنكتب عن هذا العلم الكبير «جاسم آل إبراهيم» مقالات أخرى، فتحت يدنا الكثير من الوثائق والأسانيد عن هذا الجواد.
-
ملــــك اللؤلـــؤ فـــي بومبــــاي
ضمن اهتماماتي التراثية والتاريخية، منذ أكثر من ثلث قرن، جمع السير الشخصية والمآثر والأخبار الغانمة الحميد لأنها معشوقة في مجتمعات عربان الجزيرة بادية وحاضرة، وهي المكون الأساس في أخلاق هذه المجتمعات.
مولده ونشأته
هو: جاسم بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، ولد في الكويت عام 1282هـ/ 1866م. وتذكر بعض المصادر أن إلى «قبيلة العناقر» أهل مدينة ثرمداء.
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/c70e38ba68.jpg
قال المؤرخ النجدي إبراهيم بن صالح بن عيسى في كتابه «تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد» في بيان نسب «آل إبراهيم» خنيفر العنقري، واستولوا على ثرمداء سنة 1116 هـ، له ولدان هما زيد بن ريْمان وإبراهيم بن ريمان، وانتقلا من ثرمداء بعد الكويت وسكنها، وهو جد آل إبراهيم المعروفين في الكويت، وأما أخوه عبدالله بن إبراهيم بن ريمان بن إبراهيم بن خنيفر العنقري فإنه سكن الحريق وهو جد آل إبراهيم المعروفين في الحريق. انتهى.
وتذكر تواريخ نجد أن رجلاً من هذه الأسرة ذاع صيته ولمع اسمه كقوة مؤثرة ذات أهمية كبيرة في أحداث جماعته العناقر وهجم على أهل مدينة أثيْثِية وقتل بعض رجالها واستولى عليها.
بساتين النخيل والتجارة
يذكر الأستاذ يوسف بن محمد النصف في كتابه «نخلتك» في الصفحة 35: أن مساحة بساتين النخيل التي يملكها الإبراهيم في البصرة هي 7000 جريب تقريباً وتعادل 2769000 متراً مربعاً. انتهى (2).
والجَرِيبُ ـ باللغة ـ: هو مقدار من الأرض معلوم الذراع والمساحة يزرع فيه. يقال: أقطع الوالي فلاناً جريباً م أمريكا مركزاً لتصريف تموره وتجارته، ويملكون 115 ألف جريب من النخيل. انتهى.
وتوسعت تجارته
سافر الشيخ جاسم بن محمد آل إبراهيم إلى الهند، وكانت الهند آنذاك مقراً لتجارة اللؤلؤ ولكل أنواع البضائع أعماله في تجارة اللؤلؤ، ومع مرور الوقت صار من أكابر تجار اللؤ
وجاء في كتاب «محسنون من بلدي ـ الجزء الأول» إصدار بيت الزكاة في الكويت في الصفحة 117 ما يلي: سافر الشيخ جاسم إلى الهند واستقر بها، ولحسن خلقه ومهارته وصدقه عرف لدى الشخصيات البارزة هناك فزادت شهرته وأصبح أبرز عربي بالهند يعمل بتجارة اللؤلؤ. انتهى.
ويذكر صاحب كتاب «نخلتك» الأستاذ يوسف بن محمد النصف، في الصفحة 52: وفي رواية أن ملكية جاسم (جاسم) بن محمد بن علي الإبراهيم قد بلغت 10 ملايين روبية في نفس الفترة 1910م. انتهى.
ولقد أطلق تجار الهند وغيرهم من التجار في ذلك الزمان على الشيخ جاسم الإبراهيم وأبناء عمومته الذين يعملون معه لقب «ملوك اللؤلؤ» وحفظت لنا هذا اللقب سجلات بيع وشراء اللؤلؤ وتواريخ ذلك الزمان.
مضايف مفتوحة
لما استقر الشيخ جاسم بن محمد بن علي آل إبراهيم في الهند التف حوله والتحق به العديد من أبناء أسرته و عموماً. وشاع عند أهل نجد والكويت في ذلك الزمان تعبير، كانوا يرددونه باستمرار ويقدمونه ن
وكلمة «إنصوا» واشتقاقاتها معروفة وشائعة الاستعمال عند عربان الجزيرة والخليج بادية وحاضرة، وت
والشيء اللافت للنظر أن الذكرى العطرة لهذا الرجل الجواد جاسم آل إبراهيم ما زالت حتى هذا اليوم عالقة في المكان الذي سكنه، فالهنود يسمون محطة القطار القريبة من بيته باسم «محطة منزل جاسم» وتقع في مدينة بومبي. ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي، إذ يقول:
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/62c87bfdb9.jpg
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثان
وها نحن الآن في أول سنوات القرن الواحد والعشرين الميلادي وما زال الذكر الخالد والعلم الغانم لجاسم الإبراهيم يتردد على أفواهنا.. فالذكر للإنسان عمر ثان، لقد كفل الثناء لنفسه بهذا العمر الثاني الذي لا يموت.
الشيخان قاسم وعبدالرحمن
عندما تنادى وجهاء الكويت وأعيانها لبناء أول مدرسة نظامية بالكويت، وهي «المدرسة المباركية» وبدئ في ب الإبراهيم وهو في الهند يتابع أخبار الكويت ويسعى للمشاركة في نهضتها، وكان معروفاً بحبه للعلم والعلماء. وعندما ت عند حسن الظن بهما. انتهى.
ولنقرأ ما كتبه مؤرخ الكويت الأول عبدالعزيز بن أحمد بن رشيد البداح (ت 1938م) في كتابه «تاريخ الكويت )) الجناعي بقوله:
هكذا الفضل وإلا فلا لا
إن للفضل وللمجد رجالا
يعرف الفضل ذووه في العلا
فهم الأبطال إن رمت نزالا
قم بنا يا صاح نجلو ذكرهم
فبه الأرواح ترتاح ثمالا
آل إبراهيم هم أهل الوفا
هم نجوم بسما المجد تلالا
وهم السادات هم أهل العلا
وهم الكهف إذا ما الخطب مالا
حملوا الدهر معالي أثقلت
كاهل الدهر يميناً وشمالا
أصلهم زاك تدلى زهره
فلذا طابوا فروعاً وفعالا
إن للمجد لهم في «جاسم»
علماً يخفق جوداً وجلالا
فهو المفضال والندب الذي
قد تسامى بمعال لن تنالا
لو سألت الدهر عمن قد مضى
هل رأى سمحاً كهذا قال لا لا
غير أني لست أنسى ماجداً
فاضلاً فاض جميلاً ونوالا
غن يا صاح بتذكار له
فلقد طاب «أبوعوف»ü فعالا
باسم الثغر لمرتاد الندى
عنده كم حل من العسر عقالا
وعليكم آل إبراهيم ما
طلع الفجر سلام يتوالى انتهى.
ü«أبوعوف»: هو عبدالرحمن آل إبراهيم ابن عم جاسم آل إبراهيم.
الفاضلة «حصة الحنيف»
نحن لا نستغرب اهتمام الشيخ جاسم الإبراهيم وشدة حرصه على تعليم أهل بيته من النساء والبنات والأبناء أمور دينه طويلة:
يا مالك اسمع جابتي يوم أوصيك
واعرف ترى يا بوك بآمرك وأنهاك
أوصيك بالتقوى عسى الله يهديك
لها وتدركها بتوفيق مولاك
والهقوة انك ما تجي دون أهاليك
ولا ذكر عود الورد يثمر بتنباك
في سنة 1898م استقدم الشيخ جاسم الإبراهيم على نفقته الخاصة امرأة نجدية فاضلة من أسرة نجدية كريمة (ت 1315هـ/ 1897م) وهو من أسرة نجدية منجبة للعلماء والقضاة. ووصلت المربية الفاضلة حصة الحنيف إ الإنكليزية والهندية والعربية والحساب وبعض العلوم. وصار للشاب عبدالملك (ت 1365هـ/ 1946م) فيما بعد شأن كبير في مجال التعليم في الكويت، وتحدرت منه ذرية صالحة ساهمت في خدمة بلدها الكويت ونفعت الناس في دينها ودنياها.
ولا يفوتنا أن نذكر، أن هذه المرأة الفاضلة «حصة الحنيف» عادت من الهند
التعليم والإرشاد في مصر
http://1.2.3.11/bmi/www.kuwaitmag.com/pix/082005/078.jpg
كتب الشيخ محمد رشيد في مجلته «المنار» الصادرة في 30 مارس 1911م عن تبرع الأمير محمد علي ب الآراء اختيار دولته رئيس شرف للجماعة، والتشرف بزيارته في قصره لعرض هذا القرار عليه وشكره على عنايته وفضله، ولقد نفذ الاقتراح، وقبل رئاسة الشرف للجماعة. انتهى.
ولزيادة معلومات القارئ نقول: إن صاحب الدولة الأمير محمد علي باشا هو: الأمير محمد علي باشا (
«المنار» المصرية تشيد
كل الكلام الذي سيأتي أدناه هو بقلم الشيخ محمد رشيد رضا صاحب ومؤسس مجلة «المنار» نشره في مجلته المنار الصادرة يوم الخميس 30 مارس (آذار) سنة 1911م، ننقله لكم من الجزء الثالث في المجلد الرابع عشر، الصفحات 191 ـ 196، يقول الشيخ محمد رشيد رضا ـ رحمة الله عليه:
عضو الشرف الأول للجماعة
«الشيخ قاسم بن محمد آل إبراهيم»
زار مصر في هذا الربيع الوجيه السري، الغني السخي، الكريم ابن الكريم، الشيخ قاسم بن محمد آل إبراهيم وآل إبراهيم هؤلاء أكبر تجار العرب وأجودهم، ومحل تجارتهم في بومباي ثغر الهند العظيم.
كان الشيخ قاسم علم بمشروع الدعوة والإرشاد وهو في الهند فلما جاء القاهرة كان همه الأول فيها لقاء كاتب النظام الأساسي فكان كالنظام الذي وضعناه لجمعية العلم والإرشاد في الآستانة، وزدنا فيه ما يتعلق بالدعوة إلى الإ تبرعه واشتراكه فيه فسألته عن مقدار ما يحب أن يجود به فاقترح أن يقول ذلك لي سراً حتى أنه لم يصرح به أمام كاتب سره المرافق له في سياحته وهو عبدالله أفندي البسام وبيت البسام يلي بيت إبراهيم في تجار العرب الكرام.
بحثت معه في سبب إخفاء ما يجود به وعدم الإذن في ذكر اسمه فعلمت أنه الإخلاص وابتغاء المزيد من الثواب انكلترا وهناك دعت الحال لخطبة وجيزة في إظهار الصدقات وإخفائها، ألقيتها هنالك وسيأتي ذكرها في باب الأخبار من هذا الجزء. فازداد الشيخ قاسم اقتناعاً، وبعد ذلك كاشفت إخواني أعضاء مجلس جماعة الدعوة والإرشاد باشتراكه وبتبرعه.
تبرعات
بلغت إخواني في أعضاء مجلس إدارة جماعة الدعوة والإرشاد ما تبرع واشترك به هذا المحسن العظيم وكا كتاب شكر نرسله إليه بأنفسنا، وأننا نذكر ذلك الكتاب بنصه.
كتاب جماعة الدعوة والإرشاد إلى الشيخ قاسم آل ابراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي قدر فهدى، وأمر بالتعاون على البر والتقوى، وجعل إنفاق المال في سبيله، أول آيات صدق الإيمان به، فقال عز وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دعوته، وأقاموا سنته، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين.
من جماعة ال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد فقد بلغ الجماعة
وقرر باتفاق الآراء تسميتكم «عضو الشرف الأول» في هذه الجماعة وأن يجعل باسمكم مكافأة سنوية لطلاب مدرس المجلس ويحملونه إليكم بأنفسهم، وها هو ذا فتقبلوه محمودين مشكورين، وما زلتم موفقين لما ينفع الناس ويرضي الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله.
كتب في القاهرة لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وثلاث مئة وألف من هجرة الداعي إلى طريق الحق.
عناية مولانا الأمير أيده الله تعالى
(بالشيخ قاسم آل إبراهيم)
بلغ مولانا العزيز أيده الله تعالى أن هذا السري العربي الكريم الغيور على الملة والدولة قد زار مصر في هذه الأيام العثمانية وفي قطره السعيد، ومن أجدر من سموه بمعرفة كبار الرجال العاملين، وكرام الأجواد ا وسروراً، وقد كرر له الأمير عبارات الشكر البليغة المؤثرة، ورغب إليه أن يبلغ سموه كل ما يريد من مساعدة، حتى والثروة في هذه البلاد (وسموّه حقيق بأن يفخر بهذه القناطر التي هي من أفضل ما عمل جده الأعلى من أسباب عمران هذا القطر) ثم انصرف الشيخ من حضرة الأمير وهو يردد الدعاء والثناء.
الحفاوة بالشيخ قاسم
كان يوم الجمعة ثامن ربيع الآخر موعد زيارة أعضاء مجلس (جماعة الدعوة والإرشاد) للشيخ قاسم وموعد الن الحجرات التي يقيم فيها من الفندق، فقدمت له أخانا الرئيس محمود بك سالم وهو عرفه بسائ
ركبنا السيارات الكهربائية (الأتموبيلات) من أمام الفندق إلى ساحل روض الفرج حيث كانت السفينة الخديو القناطر فخرجنا وطفنا بالضيف الكريم القناطر كلها ودخلنا الدار التي فيها مثل ونماذج أعمال الري في القطر ال جماعتنا.
جريدة «العمران» المصرية تمتدح وتشيد بالمحسن الكبير
كتب صاحب جريدة «العمران» المصرية
علم قراء العمران الأكارم بقدوم وجيه العرب صاحب الحسب والنسب
إن انتسابي إلى سادتي العرب وإخلاصي في خدمتهم ومعرفتي فوق ذلك قدر ضيف مصر العظيم نزيل ف لخدم
ونحن نقول: نتمنى أن تتاح لنا الفرصة مرة ثانية وثالثة لنكتب عن هذا العلم الكبير «جاسم آل إبراهيم» مقالات أخرى، فتحت يدنا الكثير من الوثائق والأسانيد عن هذا الجواد.