AHMAD
06-04-2009, 12:51 PM
أحمد شمس الدين - القبس
تاريخ اليوم
نغوص اليوم ومن خلال زاوية وثيقة للتاريخ في جانب مهم من جوانب هذا الوطن الحبيب، الذي مر ومنذ تأسيسه قبل مئات السنين بالكثير من الأوقات العصيبة كما الجميلة الطيبة، وكانت الحياة قبل عقود وقرون من الزمان تسير سيرا طيبا على الرغم من شظف العيش ومصاعب الحياة، وكان أهل الديرة تربطهم جميعا وشائج المودة والمحبة والفزعة عندما يكون الوطن بحاجة الى سواعد الخيرين من أبنائه الطيبين.
الأخ الفاضل محمد أحمد المخيزيم زودنا مشكورا بوثيقة «عدسانية» نادرة يعود تاريخها الى عام 1264 هجري - نسبة الى موثقها في تلك الايام القاضي عبدالله بن محمد العدساني - وصاحبها، رحمه الله تعالى، عيسى بن محمد المخيزيم الذي أوصى بثلث ماله لعمل الخير، اثناء ازمة المجاعة التي مرت بها البلاد في ذلك الوقت، وسميت بسنة «الهيلك» حيث كان معظم أهل الديرة بحاجة الى المساعدة المادية والمعنوية لمواجهة الأزمة التي كانت تعصف بهم.
وعودة الى التاريخ تتوقف بنا عقارب الزمن في القرن التاسع عشر، عندما حدثت مجاعة في الجزيرة العربية وبلاد فارس وامتدت لعدة سنوات وسميت بسنة «الهيلك» حتى اضطر الناس الى أكل «الميتة» وقد تدخل تجار ورجالات الكويت لمساعدة أهلهم في مواجهة تلك المجاعة، وقد اشتهر من أولئك في تلك الفترة عدد من رجالات الكويت نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، يوسف البدر ويوسف الصبيح وعبداللطيف العتيقي وآل الابراهيم وآل معرفي، وعيسى بن محمد المخيزيم صاحب وثيقتنا.
ففتحوا منازلهم للجوعى في الكويت والبصرة والدورة واسهموا اسهاما طيبا في ضرب أروع الأمثلة في الوقوف مع أهلهم عند الحاجة.
رحم الله أهل الكويت الاخيار ورجالاتها اصحاب القلوب الرحيمة والايادي البيضاء ممن ضربوا أروع الأمثلة في نجدة أصحاب الحاجة عند الضرورة. فما كان من الشاعر العراقي عبدالغفار الأخرس إلا أن نظم قصيدة بحق أهل الكويت عبارة عن رسالة شكر موجهة الى عيسى محمد المخيزيم نقتطف منها بيتين فقط:
يا ابن المخيزيم وافتنا رسائلكم
مشحونة بضروب الفضل والأدب
ويقول أيضا في قصيدته المطولة:
إن الكويت حماها الله قد بلغت
باليوسفين مكان السبعة الشهب
وهنا يقصد يوسف الصبيح ويوسف البدر
* * *
الشكر كل الشكر للأخ الفاضل محمد احمد المخيزيم على إهدائه الطيب والنادر، وعلى المعلومات القيمة التي زودنا بها والتي ننشر بعضا منها اليوم ضمن زاوية «وثيقة للتاريخ».
* * *
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/23901107120090406.jpg
وفي ما يلي نص الوثيقة - الوصية.
بسم الله الرحمن الرحيم
صح لدي ما ذكر لدي
وأنا العبد الفاني عبدالله بن محمد العدساني
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده
هذا ما أوصى به الرجل البالغ العاقل الحر الرشيد عيسى ابن محمد بن مخيزيم في حال صحته وثبوته وكمال عقله بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأنه رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبالمؤمنين إخوانا، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأوصى من خلّف من أهله وجيرانه أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم ويطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى به ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وأنتم مسلمون، وأوصى بأن وكيله على ابنته منيرة وثلث ماله ابنه سليمان، وأوصى بأن عبيده بأجمعهم أحرار لوجه الله تعالى، فمن أراد منهم ان يقعد عند ابنه سليمان فليفعل، ومن أراد ان يظهر عنه فلا يمنعه ويعطيه من ثلثه كما يعطون سائر المعتقين عند اعتاقهم، وأوصى ابنه المذكور بالمحافظة له في أعمال البر في الأوقات الفضيلة وعدم الغفلة عن ذلك، وأوصاه بسعة الصدر على أخته ومن تحت يده من العبيدين والرفق، وأن لا يكلفهم مالا يطيقون والله سبحانه وتعالى المستعان على كل أمر مهم والموفق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
جرا وحُرر في اليوم الخامس من شهر ربيع الأول من سنة 1264هـ
تحقق وشهد به العاقل محمد
ابن عبدالله بن فارس
أشهد على ذلك وأنا الفقير إلى الله
أحمد بن محمد بن سالم العتيقي
تاريخ اليوم
نغوص اليوم ومن خلال زاوية وثيقة للتاريخ في جانب مهم من جوانب هذا الوطن الحبيب، الذي مر ومنذ تأسيسه قبل مئات السنين بالكثير من الأوقات العصيبة كما الجميلة الطيبة، وكانت الحياة قبل عقود وقرون من الزمان تسير سيرا طيبا على الرغم من شظف العيش ومصاعب الحياة، وكان أهل الديرة تربطهم جميعا وشائج المودة والمحبة والفزعة عندما يكون الوطن بحاجة الى سواعد الخيرين من أبنائه الطيبين.
الأخ الفاضل محمد أحمد المخيزيم زودنا مشكورا بوثيقة «عدسانية» نادرة يعود تاريخها الى عام 1264 هجري - نسبة الى موثقها في تلك الايام القاضي عبدالله بن محمد العدساني - وصاحبها، رحمه الله تعالى، عيسى بن محمد المخيزيم الذي أوصى بثلث ماله لعمل الخير، اثناء ازمة المجاعة التي مرت بها البلاد في ذلك الوقت، وسميت بسنة «الهيلك» حيث كان معظم أهل الديرة بحاجة الى المساعدة المادية والمعنوية لمواجهة الأزمة التي كانت تعصف بهم.
وعودة الى التاريخ تتوقف بنا عقارب الزمن في القرن التاسع عشر، عندما حدثت مجاعة في الجزيرة العربية وبلاد فارس وامتدت لعدة سنوات وسميت بسنة «الهيلك» حتى اضطر الناس الى أكل «الميتة» وقد تدخل تجار ورجالات الكويت لمساعدة أهلهم في مواجهة تلك المجاعة، وقد اشتهر من أولئك في تلك الفترة عدد من رجالات الكويت نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، يوسف البدر ويوسف الصبيح وعبداللطيف العتيقي وآل الابراهيم وآل معرفي، وعيسى بن محمد المخيزيم صاحب وثيقتنا.
ففتحوا منازلهم للجوعى في الكويت والبصرة والدورة واسهموا اسهاما طيبا في ضرب أروع الأمثلة في الوقوف مع أهلهم عند الحاجة.
رحم الله أهل الكويت الاخيار ورجالاتها اصحاب القلوب الرحيمة والايادي البيضاء ممن ضربوا أروع الأمثلة في نجدة أصحاب الحاجة عند الضرورة. فما كان من الشاعر العراقي عبدالغفار الأخرس إلا أن نظم قصيدة بحق أهل الكويت عبارة عن رسالة شكر موجهة الى عيسى محمد المخيزيم نقتطف منها بيتين فقط:
يا ابن المخيزيم وافتنا رسائلكم
مشحونة بضروب الفضل والأدب
ويقول أيضا في قصيدته المطولة:
إن الكويت حماها الله قد بلغت
باليوسفين مكان السبعة الشهب
وهنا يقصد يوسف الصبيح ويوسف البدر
* * *
الشكر كل الشكر للأخ الفاضل محمد احمد المخيزيم على إهدائه الطيب والنادر، وعلى المعلومات القيمة التي زودنا بها والتي ننشر بعضا منها اليوم ضمن زاوية «وثيقة للتاريخ».
* * *
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/23901107120090406.jpg
وفي ما يلي نص الوثيقة - الوصية.
بسم الله الرحمن الرحيم
صح لدي ما ذكر لدي
وأنا العبد الفاني عبدالله بن محمد العدساني
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده
هذا ما أوصى به الرجل البالغ العاقل الحر الرشيد عيسى ابن محمد بن مخيزيم في حال صحته وثبوته وكمال عقله بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأنه رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبالمؤمنين إخوانا، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأوصى من خلّف من أهله وجيرانه أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم ويطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى به ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وأنتم مسلمون، وأوصى بأن وكيله على ابنته منيرة وثلث ماله ابنه سليمان، وأوصى بأن عبيده بأجمعهم أحرار لوجه الله تعالى، فمن أراد منهم ان يقعد عند ابنه سليمان فليفعل، ومن أراد ان يظهر عنه فلا يمنعه ويعطيه من ثلثه كما يعطون سائر المعتقين عند اعتاقهم، وأوصى ابنه المذكور بالمحافظة له في أعمال البر في الأوقات الفضيلة وعدم الغفلة عن ذلك، وأوصاه بسعة الصدر على أخته ومن تحت يده من العبيدين والرفق، وأن لا يكلفهم مالا يطيقون والله سبحانه وتعالى المستعان على كل أمر مهم والموفق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
جرا وحُرر في اليوم الخامس من شهر ربيع الأول من سنة 1264هـ
تحقق وشهد به العاقل محمد
ابن عبدالله بن فارس
أشهد على ذلك وأنا الفقير إلى الله
أحمد بن محمد بن سالم العتيقي