المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمـود الغربــة العازمي طبيــب وشيـخ علـم فـي أندونيسيـا


AHMAD
17-02-2008, 02:21 AM
-

حمـود الغربــة طبيــب وشيـخ علـم فـي أندونيسيـا - للأخ الكريم طلال سعد الرميضي

عرف الأجداد الكويتيون منذ القدم بالكفاح والجد والإقدام، وكانوا يكسبون لقمة العيش من خلال العمل الدؤوب والتضحية، ولهذا سافر الكثير منهم إلى مختلف بلدان العالم لأغراض متعددة كالتجارة وطلب العلم والغوص على اللؤلؤ... ولنا في هذا المقام أن نستعرض سيرة شخصية كويتية كانت لها بصماتها البارزة في التاريخ، لكونه أول كويتي يصل إلى أندونيسيا ويستقر فيها، وهو الشيخ حمود الغربة.

ولد الشيخ حمود بن عبدالرزاق بن حمود بن مسعد الغربة حوالي 1845 في »فريج العوازم« داخل السور، وينتمي إلى قبيلة العوازم الهوازنية وكان رحمه الله كفيفا منذ ولادته. ويقول الشيخ عبدالعزيز الرشيد في »مجلة الكويت« عدد (?) المجلد الأول عن أوصافه ما يلي: (رجل أعمى نحيف الجسم يقرب لونه إلى البياض وقامته إلى الطول يعلو وجهه قليل من الجدري..«.
درس في صباه لدى كتاب »الملا بوطيبان« وحفظ القرآن الكريم في صدره، وكان ذا ذكاء فطري، كما غرس الله في قلبه حب العلم فأخذ يحضر الندوات الدينية التي كانت آنذاك في الدواوين والمساجد.

وقد سمع عن العلم في البصرة من بعض رجال الدين في الكويت، ودخلت هذه الفكرة في باله، فعقد العزم على السفر إلى البصرة للدراسة فيها والنهل من علمائها، خاصة أن والديه توفيا وهو في مطلع شبابه ولا يوجد له إخوة ولا أخوات، ولديه بعض المال ورثه من أبيه بالإضافة إلى بيته وعدد من »مناصب« صيد الأسماك (حظرات).

سافر إلى البصره مع صاحبه غانم العازمي ومكث فيها مدة من الزمن يدرس لدى علمائها بعضا من العلوم الشرعية ويتفقه بأمور الدين. وكان رحمه الله يهوى السفر وحب المعرفة، وكأن لسان حاله:
سأضرب في طول البلاد وعرضها
أنال مرادي أو أموت غريبا
فإن قتلت نفسي فلله درها
وإن سلمت كان الرجوع قريبا




الطريق إلى الهند

وبعد مدة من الزمن عزم الشيخ حمود الغربة على السفر إلى الهند بعدما سمع عنها الكثير وأنها متطورة أكثر من الخليج وفيها مبان ضخمة، إضافة إلى حبه الشديد للسفر وروح المغامرة... فأشار على صديقه غانم العازمي بهذه الفكرة، إلا أنه لم يوافقه بسبب البعد، وعاد غانم إلى أهله في الكويت، بينما اتفق الشيخ حمود الغربة مع درويش، على السفر إلى الهند وتوجها سويا إلى المحمرة وركبا سفينة شراعية متجهة إلى الهند، وكان ذلك في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، ووصلا إلى بومبي ورست السفينة في أحد الموانئ ونزل الشيخ حمود الغربة مع الدرويش وتوجها إلى مسجد القصاب وهو مسجد معروف عند الكويتيين والعرب، وعمل الشيخ حمود في مهنة التطبيب وكسب مالا وفيراhttp://1.2.3.11/bmi/www.kuwaitmag.com/272_images/7.jpg.
وشاءت الأقدار أن يتوفى الدرويش في الهند، وأشار إليه بعض العرب بالتوجه إلى جاوه لأنها أفضل من بومبي، وفيها عدد من عرب الجزيرة، فركب الشيخ حمود الغربة إحدى السفن المتجهة إلى أندونيسيا وتوجه إلى بيت شيخ العرب هناك عمر منقوش الذي رحب به واشتغل بالتطبيب في مهنة معالجة البواسير، كما قام بتدريس الصغار تعاليم الإسلام. ويقول الباحث فرحان الفرحان إنه أخذ يقدم نفسه على أنه طبيب قادم من الجزيرة العربية، وصار أهل تلك البلاد، بالإضافة إلى علاجه لهم طبيا، يتبركون به على أنه قادم من الجزيرة العربية موطن الحرمين الشريفين.


تزوج الشيخ حمود الغربة من امرأة أندونيسية وأنجب منها بنتا واشترى بيتا، كما أطلق عليه اسم »السيد محمود الرفاعي« وسبب هذه التسمية أن اسم حمود غير متعارف عليه، فتم تحويله إلى محمود، والرفاعي لقب يطلق على كل من يفد من عرب الجزيرة. كذلك للشيخ حمود الغربة مؤلفات فقهية وطبية من تأليفه وبخط صاحبه الدرويش، إلا أن هذه المؤلفات فقدت وظلت في حكم الغيب، وبعد »معركة الصريف« التي جرت العام 1901 وصلت إليه الأخبار عن مقتل الكثير من الكويتيين فيها فعقد العزم على العودة للكويت خشية على أهله.
وعاد ووجد من بين شهداء المعركة اثنين من أبناء عمومته هما مبارك عبيد الغربة وحمود مساعد الغربة، وحزن حزنا شديدا لفقدهما. واستقر في الكويت مدة لا تتجاوز السنة ثم سافر مره أخرى إلى أندونيسيا وبقي فيها سنوات، وعاد إلى وطنه الكويت العام 1924 لزيارة أهله ثم رجع إلى بتاوى وبقي فيها حتى وفاته العام 1928 .

ويذكر الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله في »مجلة الكويت« أن الشيخ الغربة »جاء إلى الكويت بعد سفره إلى تلك الجهات مرتين وفي عودته الثانية إليها توفي في بتاوى عاصمة جاوة، وبلغنا أن الوجيه الجليل الشيخ عمر منقوش شيخ العرب في بتاوى قد توكل على تركته وعلى ابنته هناك. أما أقاربه الذين في الكويت فقد أمروا سلمان بن رشدان أحد تجار تلك القبيلة التي ينتسب إليها حمود بالكتابة إلى شيخ العرب في بتاوى بشأن بنتهم وتركته في الوقت الذي بلغهم خبر وفاته، ولما لم يأتهم جواب من حضرته.
(ولعل الكتاب لم يصل إليه) هموا في أن يوكلوا أحد أبناء الكويت في السفر إلى جاوه ليستخلص حقهم من تلك التركة، فلم يتم لهم ما يريدون لأسباب اقتصادية وغيرها جعلت السفر إلى هاتيك الأصقاع شاقا على من حاولوا توكيله، ونظرا إلى أن صاحب هذه المجلة اعتزم على أن يقوم بسياحة تنتهي إلى سنغافورة وجاوه، فقد أخذ من أقاربه وكالة رسمية لقبض ما يخصهم من إرث مصدقة من قبل حاكمها وقاضيها وقنصل بريطانيا هناك. وقد استخرجت هذه الوكالة بتاريخ ? جمادي الأولى عام 1347 هـ وصدقت من قبل المعتمدية البريطانية في الكويت بتاريخ 1928/10/23 «.




والجدير بالذكر أن صك الوكالة الشرعية من ضمن مقتنيات مكتبة الأديب الراحل خالد سعود الزيد ونصها كالآتي:

قد حضر في المحكمة الشرعية المنعقدة في مدينة الكويت كل من سلمان بن رشدان وعيد محمد المرتجي المعروفين لدينا والمقبولين الشهادة شرعا وشهد الله تعالى بأن حمود بن عبدالرزاق الغربة الضرير الساكن في الكويت المتوفى في بلد بتاوى عاصمة جاوه أنه لما مات انحصر ورثه الشرعي في أبناء عمه وهما راشد بن مساعد الغربة وفهد بن صقر الغربة لا وارث لسواهما ثم حضر راشد بن مساعد الغربة وفهد بن صقر الغربة وأقرا واعترفا وهما بحالة تصح وتنفذ منهما الأقارير الشرعية قائلين بأننا قد وكلنا من قبلنا وأنبنا مناب أنفسنا الشيخ عبدالعزيز بن أحمد الرشيد على قبض... جميع ما خلفه حمود المذكور من نقود وغيرها وعلى الدعوى والخصومة والمرافعة والمدافعة ورد الجواب وتنظيم جميع اللوائح والمستدعيات بإمضائه وختمه والدخول بالدعوى في جميع المحاكم الرسمية والشرعية والحقوقية والصلحية بداية واستئنافيا وتمييزا وإعادة وتصحيحا وبالصلح والإبراء والإسقاط وعلى كلما يقتضيه نظرة والحاصل أنه وكيل وكالة عامة مطلقة مفوضة إلى رئيسة وقوله وفعله إلي آخر درجة من درجات الوكالة وله أن يوكل من قبله من شاء وبعزله من شاء حتى لا يخفى تحريرها جرا في اليوم الثالث من شهر جمادي الأول لسنة ألف وثلائمائة وسبعة وأربعين هجرية علِى صاحبها أفضل صلاة وأزكى تحية.
حكمت بصحة الوكالة وأنا العبد الفاني عبدالله بن خالد العدساني قاضي الكويت«.
هذه قصة من حياة الشيخ حمود الغربة الذي سافر إلى أندونيسيا كطبيب وشيخ علم واستقر فيها حتى وفاته وتكشف لنا صورة رائعة من صور كفاح الأجداد الأوائل في الماضي وعزمهم القوي في ركوب الصعوبات والشدائد رحمهم الله جميعا.


-

PAC3
17-02-2008, 07:41 AM
برك الله فيك ابوعبدالطيف علي ذكر المرحوم حمـود الغربــة رحمه الله والغربة من العوائل القديمة التي قطنت الكويت قديما و عرف عنها السمعة الطيبة عند اهل الكويت والتي ترجع لقبيلة العوازم ...تحياتي

الغواص
29-02-2008, 03:01 AM
شكرا على الموضوع القيم

وحفظ الله الكويت

حلوة الطلة
06-06-2008, 09:44 PM
الف شكر لك اخ احمد عالموضوووع الرائع:)

kars401
17-04-2009, 05:41 PM
موضوووع مهم يعني في الحاله هذي ان اندونيسيا كانت مهمه للكويت وللحركه اللعلميه ؟!! وانا كنت اعتقد ان الشيخ عبدالعزيز الرشيد هو الوحيد الذي وصل وعاش وتزوج في اندونيسيا ؟ عموما بارك الله فيك و عساك عالقوة

عبدالرحمن بك
27-09-2009, 07:14 AM
الله يرحم الشيخ حمود الغربة