المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ أحمد غنام الرشيد


الأديب
05-09-2008, 08:34 PM
جريدة عالم اليوم
http://www.alamalyawm.com/ArticleDet...px?artid=58472 (http://www.alamalyawm.com/ArticleDetail.aspx?artid=58472)

اعداد \ طلال سعد الرميضي

عرف بتاريخ الكويت العديد من رجال الدين المشهورين بالورع والتقوى والتدين ولهم بصمات واضحة في التاريخ، ومن علماء الكويت الاتقياء الذين اشتهروا بخطبهم الرنانة وعلمهم الواسع الشيخ الجليل أحمد غنام الرشيد وكان لنا شرف اللقاء معه وتسجيل بعض من ذكرياته القيمة عبر حديثنا معه.
والشيخ الغنام من مواليد 1928 ودرس عند العديد من الكتاتيب والمدارس القديمة وعرف بعلمه الشرعي ليعد من أبرز علماء الكويت وهو شاعر فطحل له الكثير من القصائد الرنانة وكان شاهداً على حقبة تاريخية من وطننا العزيز، وإليكم نص الحوار مع فضيلته:

يحدثنا الشيخ أحمد غنام الرشيد عن بداية دراسته وطلبه العلم قائلا:

ولدت في بيت الوالد عام 1928 ونشأت وسط أسرتي، ودرست في مدرسة العثمان في سوق بن دعيج التي يدرس فيها الملا عثمان العثمان وأخوه الملا عبدالله العثمان وكان معي أخي عبدالرحمن الذي يكبرني بسنة ونصف وتوفي بعدها بسنوات وهو صغير السن رحمه الله وتعلمت الكتابة والقراءة وحفظت بعض سور القرآن الكريم، ثم انتقلت إلى كتاب الملا سليمان علي الخنيني في المرقاب وظليت عنده فترة من الزمن لانتقل بعدها إلى مدرسة الملا مرشد، ثم التحقت بالمعهد الديني عام 1948م عند بداية افتتاحه وكنت ضمن أول دفعة تدرس فيه وكانوا يعطوننا ثلاثين روبية مكافأة للطلبة الدارسين بمعهد الديني وكان موقعه عند سكه النفسي في بيت المرحوم محمد البحر استأجرته إدارة المعارف لوضع مكاتب للإدارة ويوجد مسؤول هناك اسمه طاهر السويدي وهو مصري الجنسية ويوجد في هذا البيت غرفتان في الطابق العلوي وبدأ المعهد الديني في هاتين الغرفتين ودرسنا فيهما، ثم انتقل موقع المعهد في شرق وبعدها أصبح في سوق الخراريز وكان كل سنة يأتون بمدرسين من الأزهر وهم علماء أجلاء كبار يدرسوننا، وأتذكر مديره الشيخ الجليل علي البولاقي.

كما قرأت على أيدي علماء أجلاء وممن درست عندهم الشيخ الجليل محمد سليمان الجراح رحمه الله حيث درست على أيديه باب الحج ودرست على الشيخ الفاضل محمد أحمد الفارسي متن الأجرومية وشرحها في علم النحو ودرست أيضاً متن الرحبية وشرحها في علم الفرائض، وممن درست عندهم الشيخ الجليل عبدالرحمن الدوسري حيث قرأت عنده أصول الفقه ومازلت احتفظ بمذكرة الأصول في مكتبتي والشيخ الدوسري يتميز بسرعة الحفظ وهو يحفظ كتب شيخ الإسلام ابن تيمية كلها على صدره ويسميه الشيخ محمد الجراح بالحافظ.

وأنا كونت مكتبة علمية لا بأس بها أقرأ فيها وانهل من العلم لأنني أحب القراءة وأجمع كل كتاب قيم واشتريه لاقتنيه.



الخطابة والإمامة بمساجد الكويت

ويضيف الشيخ أحمد الغنام: أنا عملت مؤذنا في مسجد العجيري والمعروف بمسجد الغربللي قرب مبنى البلدية وكان ذلك عام 1948م ثم انتقلت إلى مسجد الوزان في المرقاب مؤذنا، وبعدها أصبحت خطيبا في مسجد دسمان عام 1952، وكان عمري آنذاك ثلاثة وعشرين عاماً وكان الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله يحضر خطبة الجمعة في المسجد وكذلك الشيخ صباح الأحمد أطال الله في عمره.

ثم تم تعييني إماماً في مسجد ابن بحر وموقعه مقابل إدارة الجمارك عند قصر السيف على شارع الخليج العربي وهو أول مسجد في الكويت وأقدمها وقد جدده المحسن عبدالله الإبراهيم وعرف بمسجد الإبراهيم قبل أكثر من مئة سنة، ثم جاءت وزارة الأوقاف وهدمته ورفعته وحطت تحته دكاكين علشان يواسي منطقة بهيته، وفي تاريخ 1 أغسطس 1957 كنت فيه إماما حتى سنة 1962 حيث تم إزالته بحجة توسعة شارع الخليج وهو لا يضايق التوسعة ولا شيء واتحسر على إزالة أقدم مسجد بالكويت بحجة العمران والمفروض أن لا يُزال.

وهو مسجد كبير وفي عهد الشيخ سالم المبارك كانت تقام فيه صلاة الجمعة بصفته أقدم وأكبر مسجد بتاريخ الكويت.

ثم انتقلت إلى مسجد العجيري مرة أخرى كإمام له وبعدها أصبحت إماما وخطيبا في مسجد قطعة ستة بالفيحاء وذلك في عام 1962.

ثم انتقلت إلى مسجد الحداد مقابل البنك التجاري وبقيت إماماً لعدة سنوات. وفي عام 1967 نقلوني مرة ثالثة إلى مسجد العجيري أول مسجد عملت فيه وبقيت فيه إماماً لمدة إحدى عشر سنة حتى تقاعدت في سنة 1978م وخدمت بالأوقاف ما بين إمام ومؤذن وخطيب ثلاثين سنة.



دكان غنام والمرادي

ويستكمل الشيخ أحمد الغنام ذكرياته قائلا: عملت في دكان الغنام الذي يمتلكه والدي رحمه الله ويقع في سوق الغربللي، وكنا نبيع المرادي وهي عبارة عن أعواد خشب مستورد من بلدة جوا بالهند بواسطة السفن الشراعية ونشتريها جملة من صاحب العمارة ثم نقوم بفرزها كل عشرين أو ثلاثين عودا في حزمة، ونتركها في البحر بالنقعة حتى تشرب ماء مالحا ثم ننشفها ونحكها حتى تكون ملساء، وهذه المرادي لها استخدمات كثيرة لدى أهل الكويت حيث أهل البادية يستخدمونها كاطناب لبيوت الشعر وملاميذ وعصا محفارة وعصا غنم للشاوي، كما يستخدمها العوازم أهل الكويت أصحاب الحظور في بناء الحظرة التي تستخدم في صيد الأسماك، وكان العوازم يقصدون دكان ابن غنام ونعرفهم حق المعرفة، ويقولون في الأمثال الكويتية«دفعة مردي والهوى شرقي»، وتضرب على الشخص البغيض ، واستمريت أعمل في دكان الوالد سنوات طويلة وتنوعت بضاعتنا كمشتقات النايلون والبلاستك وغيرها من الأدوات التي يستخدمها الناس بعد ذلك ولكن بعد افتتاح الجمعيات التي تجلب مثل بضائعنا أغلقنا دكاننا بعد غزو العراق الغاشم على الكويت وارتفعت الإيجارات فأغلقنا دكان الغنام.



البستكي والتاجر الشيعي

ويبين العم أحمد الغنام قيمة الكلمة التي تعطي قائلا: كان هناك تاجر كويتي شيعي اتفق مع رجل سني من أسرة البستكي بضاعة على الأصول وكان ذلك قبيل الحرب العالمية الثانية وعندما اندلعت الحرب ارتفعت الأسعار بشكل كبير وتضاعفت والشيء الذي قيمته عشر روبيات أصبحت قيمته أربعين روبية، ووصلت البضاعة وأوصلها البستكي إلى دكان صاحبنا الشيعي فقال الشيعي يا حجي أنا لا استطيع شراء البضاعة لارتفاع أسعارها بعد اتفاقنا فرد عليه البستكي ومن قال ان سعرها تغير أنت ملزم بالسعر المتفق عليه وقتها ولو انخفضت الأسعار عما نحن اتفقناعليه فأنت ملزم باتفاقنا وإذا ارتفعت الأسعار فأنت ملزم أيضا بالاتفاق فالبضاعة مباعة لك وفق السعر الذي اتفقنا عليه بكلمتنا ويذكر أن التاجر الشيعي ربح من هذه البضاعة ألف روبية آنذاك والألف روبية لها رنة والكويتيين أهل كلمة ووفاء ومصداقية.



أبو مريوم والعجمي

ويتذكر العم الغنام حادثاً آخر فيقول:

جارنا من شمال المرحوم محمد أبو مريوم في سوق الغربللي وهو رجل محترم شيعي، فأذكر أنني في إحدى السنوات سافرت إلى الإحساء وقابلت رجل عجمي من آل مرزوقي لا أتذكر اسمه سألني من أنت فقلت أنا ابن غنام فرد جار أبو مريوم فقلت نعم فقام يهز رأسه ويضيف«ونعم بأبومريوم» ففي إحدى السنوات كنت بالسوق بالكويت ولقيت غنم طيبة وفيها مربحية ولكن صاحبها يريد فلوسها نقدي وأنا لم أملك فلوس نقدي فزرت دكان أبو مريوم للسلام عليه وجلست فقال لي «أبو مرزوق شفيك سرحان علمني»، فرديت عليه«لقيت غنم تسوى وراعيها يريد نقدي وأنا ما عندي نقدي»، فقام أبو مريوم ورمى علي مفتاح التجوري وقال خذ قيمتها من التجوري وكانت قيمة الغنم خمسة آلاف روبية فأخذت منه عشر ورقات من فئة خمسمئة روبية فطلعت واشتريت الغنم وبعتها في السعودية وربحت فيها ربح جيد.

فقلت إن أبو مريوم شريك معي في الربح فقمت وجهزت الخمسة آلاف في كيس ونصيبه من الربح في كيس آخر وجيت إلى دكانه وسلمت عليه وأعطيته الصرة الأولى ورفض أخذ الصرة الثانية وقال أنا سلفتك قرض حسن وإذا في ربح فلك ورفض استلام الأرباح وعندما أردت العودة إلى أهلي بالبر قال خذ معك مأكله وهي وقية هيل ووقية شاي ووقية سكر وهذه هدية إلى عيالك.



الغوص على اللؤلؤ

ويتحدث عن مهنة الغوص على اللؤلؤ قائلا:

لم أعمل في مهنة الغوص على اللؤلؤ وكذلك والدي لم يعمل في هذه المهنة العريقة التي توارثها الكويتيون القدامى جيلا بعد جيل وكانت مهنة صعبة وشاقة حيث يركب البحار البحر بواسطة السفن الشراعية ويتوجهون إلى المغاصات وسط مياه الخليج العربي ويظلون أكثر من أربعة أشهر يغوصون في أعماق البحر بحثا عن المحار واللؤلؤ، وللأستاذ سيف مرزوق الشملان كتاب قيم حول تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت وهو أجود ما كتب عن هذه المهنة.

ونحن لم نركب الغوص لاشتغالنا بدكاننا في بيع المرادي.



هدم السور

ويتحسر الشيخ أحمد غنام الرشيد على حادث هدم السور بقوله:

اتحسر على هدم السور الثالث الذي بناه الكويتيون في رمضان 1338«1920م» وكان يحمي الكويت من الأخطار الخارجية فكان من الأولى أن يتركوا القلاع أو ما يعرف بالغولة ولا يهدموها لتكون شاهداً على تاريخ الكويت وآثاراً وهم تركوا البوابات وكان الشيخ عبدالله الأحمد رحمه الله رافضا هدم السور لمعرفته بأنه يمثل التراث الكويتي العريق. واتحسر على هدم المباني التاريخية فالمدرسة المباركية التي تأسست عام 1911م«1330هـ»، هدموها وقضوا عليها وهي أول مدرسة نظامية بتاريخ الكويت والحمدلله أنهم تركوا الديوانيات القديمة المطلة على البحر لتبقى شاهداً على الماضي.

وكذلك مسجد آل البحر أول وأقدم مسجد بتاريخ الكويت تم إزالته بحجة توسعة شارع الخليج العربي وهذا خطأ كبير ارتكب بحق التاريخ.



من علماء الكويت

يحدثنا الشيخ أحمد الغنام عن أحد علماء الكويت القدامى قائلا: الشيخ مساعد العازمي طبيب كويتي قدم خدمات جليلة لأهالي الكويت عبر تطعيمه ضد مرض الجدري واشتهر شهرة واسعة وتوافدت عليه الأهالي ثم ضايقوه وسافر إلى البحرين وسكن قرية اسمها عسكر وتزوج فيها وتوفي هناك عام 1943. وهو خريج جامعة الأزهر وحاصل على الشهادة العالمية قبل أكثر من قرن وربع القرن وهو من علماء الكويت الأجلاء وتعلم التطعيم ضد الجدري في مصر واشتهرت بتتينة الشيخ مساعد.



قاضي الكويت عبدالله خلف

الشيخ عبدالله خلف الدحيان من علماء الكويت الأجلاء وكان قاضيها وفقيها حيث تولى القضاء في رمضان 1348 هـ بعد وفاة الشيخ عبدالله خالد العدساني أخذ قضاة العداسنة الذين توارثوا القضاء لقرابة مئة وخمسين سنة واشتهرت أوراقهم وصكوكهم بالوثائق العدسانية. واستمر الشيخ عبدالله خلف وكيلاً بالقضاء وليس أصيلا بناء على طلبه وكان مجلس القضاء يعقد في ديوانه ولكنه توفي في العشر الأواخر من رمضان 1349«1931م»، وكان رحمه الله يحاول أن يصلح بين المتخاصمين قائلا«والصلح خير»، لكي يخرج جميع المتقاضين متحابين راضين عن الحكم أما إذا رفضوا الصلح فيحكم بينهم وفق علمه الواسع بالكتاب والسنة.



رثاء ابن جراح

مما قاله الشيخ أحمد غنام الرشيد في رثاء الشيخ محمد سليمان الجراح رحمه الله

مصاب جسيم وخطب جلل

فمنه على الخد دمعي انهمل

وقلب تصدع من وقعه

وحار المحبون مما حصل

قضاء الإله رضينا به

فلا حول إن حل وقت الأجل

وهذا مآل جميع الورى

تحتم من قدم لم يزل

فعنا توارى حليف التقى

كريم السجايا العليم الأجل

فأعني بن جراح سامي الذرى

محمد بدر الدجى قد أفل

عليه بكى عارفو قدره

فسكناه يا صاح أقصى المقل

فيا قبر رفقاً بعلامنا

ففيك غدا اليوم يا قبر حل

وكن روضة منه رياض الجنان

بها برد عيشٍ وظل ظلل

ترفق بشيخ العلا إنه

حبيب لدينا ولو قد رحل

وطلاب علم فعزي به

فعزي الدروس ببدر أفل

بكته العيون بدمع غزير

وعما جرى في الحشا لا تسل

فنار الفراق بها أضرمت

فوقع لها مثل وقع الأسل

الأديب
07-03-2009, 04:49 PM
توفي الأديب الفذ .. والشاعر المكثر الشيخ أحمد الغنام الرشيد الحمود
يوم الأربعاء الماضي 4/3/2009م

فرحمه الله برحمته الواسعة .. ورزق أهله الصبر والسلوان .. وإنا من بعدك يا أبا عبدالرحمن لمحزونون.
وانا لله وانا اليه راجعون

IE
07-03-2009, 06:08 PM
ظهر يوم الأربعاء الفائت الموافق لليوم الرابع من شهر مارس الجاري جاءني هاتف من أحد الأصدقاء، وسمعت صاحبي وهو يناديني بصوت فيه انفعال شديد قائلا: عندي لك خبر أعرف أنه يزعجك، ولكنه لابد وأن أخبرك به، لقد توفي صاحبك الشيخ أحمد الغنام. وجمت فترة ثم رددت عليه بصوت واهن، فقد لطمتني المفاجأة. كان الشيخ أحمد غنام الرشيد قد أدخل المستشفى قبل بضعة أيام ولم أتمكن من زيارته لأسباب خارجة عن إرادتي، ولكني كنت أسأل عنه يوميا، وتأتيني الأخبار أنه بخير، وأنه يتماثل للشفاء، وعن قريب سوف يغادر المستشفى إلى منزله، وكانت هذه المعلومات مطمئنة، ولذا كان خبر وفاته صاعقا، صحيح أن المرحوم قد تعرض لمرض شديد جراء مضاعفات السكر، وأصابه مرض الضغط، ولكن الأزمة التي كانت شديدة عليه وعلينا قد زالت وزرته في بيته وتكرم عليَّ بزيارتي في ديوانية الثلاثاء، وتبادلنا المكالمات الهاتفية بين وقت وآخر، وذلك إضافة إلى اللقاءات الكثيرة معه في مسجد المطير بضاحية عبدالله السالم عند صلاة الجمعة.

الذي ملأني خوفا عليه أنه بعد ذلك انقطع عن الحضور إلى المسجد الذي اعتاد الصلاة فيه معنا، وانقطع عن الاتصالات الهاتفية بل وعن الرد عليها. وقد أيقنت هنا أن صحته ليست على ما يرام، وأنه دخل طوراً من أطوار الضيق النفسي، لأنه أحس بأن المرض الذي شفي منه قد عاد ينهش من جسده، وبالفعل فإنه بعد فترة وجيزة من هذا الانقطاع تدهورت حالته الصحية فدخل المستشفى الذي انتقل فيه إلى رحمة الله تعالى في اليوم الذي أشرت إليه آنفا.

ولد الشيخ أحمد غنام الرشيد في سنة 1928م بمنطقة المرقاب الكويتية. وتعلم القراءة والكتابة في المدارس الأهلية، وفي سنة 1947م التحق بالمعهد الديني، وبقي فيه لمدة ثلاث سنوات، ولم يكن هذا المعهد آنذاك قد اتخذ النظام العلمي الذي سار عليه فيما بعد بحضور رجال من الأزهر الشريف على رأسهم الشيخ علي حسن البولاقي. وعندما خرج الشيخ أحمد من المعهد لم ينقطع عن الدراسة، بل استمر في تلقي العلم عن رجاله وكان من هؤلاء الشيخ عبدالوهاب العبدالله الفارس الذي درسه الفقه الحنبلي والشيخ محمد الأحمد الفارسي الذي درسه الحديث والتفسير. وكان إلى جانب ذلك يتدارس العلوم الدينية مع عدد من زملائه مما أكسبه دراية واسعة بهذا المجال العلمي الكريم، بالإضافة إلى إقباله الشديد على القراءة الحرة، وتكوين مكتبة لا مثيل لها بين كثير من أصحابه، وكان مع حبه للكتاب ورغبته في الحصول على كل ما يصدر من جديد من كتب الفقه والحديث والتفسير، بل والأدب والشعر؛ كان لا يبخل في إعارة كتبه إلى من يجد أنه من المقبلين على العلم والثقافية. بل كان يهدي منها الكثير، وقد أصابني منها وابل طيب سعدت به، فما أمدني به من كتب يسرني الآن أنه كان يكتب لي عليه إهداءات شعرية جميلة، فهو يقول الشعر المحبب إلى النفوس، ويمتع جلاسه بأشعاره وأشعار غيره، حتى لقد عددناه إلى جانب مقامه الديني رواية من رواة الأدب والشعر لا يفوته شيء من ذلك إلا أدركه.

في سنة 1957م اختارته دائرة الأوقاف العامة لكي يعمل إماماً في مسجد العجيري في منطقة الصالحية بالحي القبلي، وتولى بعد ذلك الخطابة في عدة مساجد وقد استمتعت بجلسات صباحية معه بحضور أستاذي الشيخ محمد صالح العدساني في مسجد البحر الشمالي حين كان إماما له وكانت جلسة الصباح هذه من أحلى الجلسات التي حضرتها في الكويت - آنذاك - إذ يتمتع كل من الرجلين بمقدرة فذة على الحديث في مختلف الشؤون من التاريخ إلى الطرائف الأدبية إلى الشعر. وقد انقطعت هذه المجالس بانتقال الشيخ أحمد الرشيد إلى مسجد آخر، وانتقال الشيخ محمد صالح العدساني بعدها بفترة قصيرة إلى رحمة الله.

ترجع معرفتي بالشيخ الغنام إلى فترة مضت كان في أوائل خمسينيات القرن الماضي يتردد على المعهد الديني حبا في العلم يسأل المشايخ، ويقابل شيخه القديم وشيخي كذلك عبدالعزيز قاسم حماده رحمه الله، وأراه في ساحة معهد الكويت الديني يتجول بين القدماء من أصحابه في فترات توقف الدرس. أعجبني اهتمام هؤلاء كلهم به، وأعجبني - أيضا - ما كان يدور بينهم من حديث، ولم أتمكن في هذه الفترة من عقد صلة مع أبي عبدالرحمن، ولكن ذلك تهيأ بعد عندما لقيته في جمعية الإرشاد الإسلامي التي نشأت في 24 مايو لسنة 1952م. وقد جمعني معه يومذاك أمران، هما: الجمعية المذكورة، وقرية الجهراء قبل أن تتحول إلى مدينة كبيرة.

كنت أتردد معه في الأماسي على الجهراء لنقضي وقتا ممتعا هناك مع أصحاب لنا هم الشيخ عبدالرحمن الكمالي وإخوانه وبعض أقاربه، ونعود في الصباح ونحن في غاية السعادة، وقد تكررت الزيارات وقويت الصلات ولم تقتصر معرفتي على الشيخ أحمد بل عرفت أخوته جميعا وكلهم كانوا أعضاء في جمعية الارشاد الاسلامي، وعرف أخَوَيَّ ووالدي. وعندما سافرت إلى مصر من أجل الدراسة كان كثير التردد عليهم يسألهم عني، وكان يراسلني وكنت أراسله، ولم تنقطع صلاتنا أبدا حتى في الفترات التي أشرت إليها فقد كان له فيها عذر وأي عذر.

في فترة الانقطاع التي صعب علي فيها الاتصال به، أرسل إلي فجأة قصيدة جميلة يبدو أنه كتبها على عجل، أرخها في اليوم السادس عشر من شهر مايو لسنة 1992م، وفيها يتذكر الأيام الماضية، ويحن إليها، ويبلغني أنه لم ينس علاقاتنا، وأنه ينبغي علي ألا أظن أنه جفاني، وأنه على العهد القديم دائما، يقول في مطلعها:



... فيا رعا الله زمانا مضى

القلب فيه قد خلا من لغُوبْ

إن طالت الفرقة ما بيننا

فالود في سويدا القلوبْ

أخي (أبا أوس) وُقيت الردى

لا زلت في جَهْري وسري تجوبْ

لا تحسب (الغنام) جافاكم

أو نسي المغنَى وتلك الدروبْ

إني على العهد محب لكم

لستُ (أبا أوس) بهذا كذوبْ

....

وقد رددت عليه حالا بهذه الأبيات:

أثارت الذكرى عروس أتت

رائعة الحسن بثوب قشيبْ

تمتلك النفس بإطلالة

فيها من الفتنة شيء عجيبْ

من لفتة نشوى ومن نظرة

أني تجلت ثمَّ سَهْم مُصيبْ

تبعث ماضينا وقد أوشكت

أيامه عن بالنا أن تغيبْ

عروس شعر زَفها شاعر

مُسدد النطق أريب أديبْ

ذكّر بالماضي وأيامه

وأشعل الوجد بذكرٍ حبيبْ

وأين مناما انقضى عهده

وإن دعوناه فهل يستجيبْ

يا أحمد الغنام يا صاحبا

إخلاصه لستُ به أستريبْ

أنت الذي ما زال في خاطري

وظَنّيَ الخيرَ به لا يخيبْ

حركت بالشّدْو جراحا لنا

تدمي وقلبا زاد منه الوجيبْ

في حين لا نأمل في رجعة

لما مضى أوفى لقاء قريبْ

فالأمس قد وَلى بأحلامه

وانشغل البال بحلم غريبْ

***

نفضت يدي صباح يوم الخميس من تراب قبره الكريم، والحزن يعتصرني اعتصاراً، وذهبت إلى التعزية، فكنت أولى بتقبّل العزاء لما أحس به من ألم الفقد، لم تكن يا أبا عبدالرحمن هيّناً علي ولا على أصحابك وأهلك. فرحمك الله، وأثابك بقدر ما عملت من خير في حياتك.

د. يعقوب يوسف الغنيم - جريدة الوطن 7/3/2009

المحبوب19
11-03-2009, 12:52 PM
السلام عليكم .......


هل الشيخ اسمه أحمد غنام الرشيد ( الحمود ) كما ذكرت بعض المنتديات ؟؟


أرجو من الإخوة ممن يعرف اسم الشيخ رحمه الله أن يفيدنا بذلك مع المصدر

و بوركتم

IE
11-03-2009, 03:16 PM
ديوان الأسرة في الفيحاء يحمل الاسم ديوان "غنام الرشيد".

مسلم 1
12-03-2009, 12:23 AM
غفرالله له ورحمه

القلم
15-03-2009, 11:56 AM
( منقولhttp://www.al-berr.com/vb/showthread.php?p=19742#post19742 )

مقالة / الشيخ أحمد الغنام الرشيد - بقلم : عبدالعزيز أحمد العباد




الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين

أما بعد ،،،
فباختصار هذه المقالة ذكرت فيها أهم ما وقفت عليه مما يتعلق بحياة الشيخ احمد غنام الرشيد بعدما قمت بجمع كل ما وقعت عليه يدي من مقالات و معلومات منثورة في العديد من الأماكن المتفرقة عن الشيخ أحمد ، فجمعتها و رتبتها و جعلتها في سياق واحد مرتب و منسق و منظم و أسأل الله عز و جل أن أكون قد وفقت في ذلك
و أن تكون مفيدة في توثيق سيرة الشيخ أحمد غنام الرشيد و قد تكلمت فيها عن 11 جانب من الجوانب المتعلقة بحياة الشيخ الرشيد و هي كالتالي :

1- اسمه

2- مولده

3- نشأته العلمية

4- أعماله الدعوية : قيامه بالتدريس و الخطابة و الامامة و الاذان

5- أعماله الخيرية

6- أقواله عن بعض العلماء

7- قصص و مواقف من حياته

8- عمله و مهنته

9- قصائده

10- صفاته الخَلْقية و الخُلُقية

11- وفاته



1- اسمه :

أحمد غنام الرشيد




2- مولده :

ولد في بيت والده ، في عام 1347هـ / 1928 م كما أخبر الشيخ أحمد بذلك عن نفسه و قاله د.يعقوب الغنيم ، في منطقة المرقاب بالكويت ونشأ وسط أسرته
و قال أحد الباحثين الفضلاء أن الشيخ أحمد ولد عام 1929م





3- نشأته العلمية :

أولا : في مدرسة العثمان في سوق بن دعيج :

قال الشيخ أحمد الرشيد : ((وقد كان يُدَرس فيها الملا عثمان العثمان وأخوه الملا عبدالله العثمان وكان معي أخي عبدالرحمن الذي يكبرني بسنة ونصف وتوفي بعدها بسنوات وهو صغير السن رحمه الله ))
و قال الشيخ أحمد عما تعلمه هناك : (( تعلمت الكتابة والقراءة وحفظت بعض سور القرآن الكريم ))



ثانيا :كتاب الملا سليمان علي الخنيني في المرقاب :

قال الشيخ أحمد غنام الرشيد :
(( ثم انتقلت إلى كتاب الملا سليمان علي الخنيني في المرقاب وظليت عنده فترة من الزمن لانتقل بعدها إلى مدرسة الملا مرشد ))



ثالثا : الملا مرشد محمد السليمان :

قال الشيخ أحمد أنه انتقل إلى مدرسة الملا مرشد بعد أن ظل فترة من الزمن عند الملا سليمان الخنيني



رابعا : التحاقه بالمعهد الديني عام 1948 :

ثم التحق بالمعهد الديني عام 1948م و لم يكن هذا المعهد آنذاك قد اتخذ النظام العلمي الذي سار عليه فيما بعد ، و قد التحق به الشيخ أحمد الغنام عند بداية افتتاحه وكان ضمن أول دفعة تدرس فيه وكانوا يعطونهم ثلاثين روبية مكافأة للطلبة الدارسين بالمعهد الديني ، و قد أتقن في هذه المرحلة علوم القرآن الكريم وعلوم الحساب، فضلا عن إتقانه القراءة والكتابة في مراحله الأولى من الدراسة


# من ذكرياته عن المعهد الديني الذي تعلم و درس فيه :
قال الشيخ أحمد غنام الرشيد :
(( كان موقعه – المعهد الديني- عند سكه النفسي في بيت المرحوم محمد البحر استأجرته إدارة المعارف لوضع مكاتب للإدارة ويوجد مسؤول هناك اسمه طاهر السويدي وهو مصري الجنسية ويوجد في هذا البيت غرفتان في الطابق العلوي وبدأ المعهد الديني في هاتين الغرفتين ودرسنا فيهما، ثم انتقل موقع المعهد في شرق وبعدها أصبح في سوق الخراريز وكان كل سنة يأتون بمدرسين من الأزهر وهم علماء أجلاء كبار يدرسوننا، وأتذكر مديره الشيخ الجليل علي البولاقي))
وكان من زملائه في الدراسة في المعهد الديني كل من الأساتذة والسادة الأفاضل: عبدالرحمن مجحم المجحم، وعبدالله العيسى، وحمود الرومي، وعبدالله إبراهيم المفرج، وأحمد البطي بوطيبان




خامسا : دراسته على يدي علماء :

قرأ على يد علماء أجلاء وممن درس عندهم :

1) الشيخ الجليل محمد بن سليمان بن عبدالله الجراح الحنبلي السلفي

حيث درس على يديه باب الحج ، و للشيخ أحمد غنام الرشيد قصيدة في رثاءه [ انظر سيرة ابن جراح في كتاب الدكتور وليد المنيس ]


2) ودرس على الشيخ الفاضل محمد أحمد الفارسي
متن الأجرومية وشرحها في علم النحو ودرس أيضاً متن الرحبية وشرحها في علم الفرائض
قال د. يعقوب الغنيم : (( والشيخ محمد الأحمد الفارسي الذي درسه الحديث والتفسير ))


3) درس على الشيخ عبدالرحمن الدوسري
حيث قرأ عنده أصول الفقه ، و كان الشيخ أحمد الغنام يحتفظ بمذكرة الأصول في مكتبته ، والشيخ الدوسري يتميز بسرعة الحفظ وهو يحفظ كتب شيخ الإسلام ابن تيمية كلها على صدره ويسميه الشيخ محمد الجراح بالحافظ.


4) الشيخ عبدالوهاب عبدالله الفارس :
قال الدكتور عبدالمحسن الجار الله الخرافي : لم يزل المربي الفاضل يواظب على حفظ ما تيسر له من القرآن الكريم، وقراءة كتب كثيرة من الفقه والعبادات على الشيخ عبدالوهاب العبدالله الفارس، والشيخ محمد سليمان الجراح، ولقد واظب على حلقات العلم لكل منهما حتى آخر حياتهما، رحمهما الله ، و قال د. الغنيم أن الشيخ الفارس درسه الفقه الحنبلي .



5) الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي من خلال مراسلة علمية :
كان الشيخ أحمد الغنام رحمه الله حريصا على الاجتماع بالعلامة عبدالرحمن السعدي و تأسف على فوت ذلك ، و كان حريصا على توزيع مؤلفاته لا سيما كتاب التفسير .
يقول الشيخ أحمد رحمه الله :
(( أرسلت إلى الشيخ العلامة السعدي سؤالين :
الأول : حول ما إذا أراد رجل أن يضحي و دخلت عليه العشر ، ثم بدا له أن يحج فهل يأخذ من شعره ؟
أجاب العلامة السعدي : إنه إذا كان متمتعا فله أن يحلق رأسه بعد الانتهاء من العمرة لأن فعله هذا نسك و لا تعلق له بحرمة أخذ الشعر إذا دخلت عليه العشر .
الثاني : حول حكم الأضاحي التي تذبح في الحج و تترك هكذا ؟
فقال الشيخ السعدي : إن هذا الأمر مرجعه إلى ولاة الأمر و لا دخل للناس إذا ذبحوا أو نحروا ))



6) الشيخ عبدالعزيز قاسم حمادة :
قال د. يعقوب الغنيم :
((كان في أوائل خمسينيات القرن الماضي يتردد على المعهد الديني حبا في العلم يسأل المشايخ، ويقابل شيخه القديم وشيخي كذلك عبدالعزيز قاسم حماده رحمه الله))



7) الشيخ يوسف بن عيسى القناعي



سادسا : تكوين المكتبة و الاطلاع الذاتي :

قال الشيخ أحمد غنام الرشيد :
(( وأنا كونت مكتبة علمية لا بأس بها أقرأ فيها وانهل من العلم لأنني أحب القراءة وأجمع كل كتاب قيم واشتريه لاقتنيه.))
و لقد تكونت لديه مكتبة ضخمة، تضم ما يربو على خمسة آلاف كتاب حافلة بأمهات الكتب من مصنفات الفقه وكتب التفسير وتراجم الرجال وكتب التاريخ ودواوين الشعر والأدب.


سابعا : المذاكرة مع الزملاء :
قال د. يعقوب الغنيم :
(( وكان إلى جانب ذلك يتدارس العلوم الدينية مع عدد من زملائه مما أكسبه دراية واسعة بهذا المجال العلمي الكريم))





4- أعماله الدعوية : قيامه بالتدريس و الخطابة و الامامة و الاذان :

أ- عمل مؤذنا و إماماً وخطيباً في الفترة من عام 1948م إلى عام 1978م في العديد من المساجد :

أولا : مؤذنا في مسجد العجيري في عام 1948 الذي قد يطلق عليه اسم مسجد الغربللي:

يقول الشيخ أحمد الرشيد :عملت مؤذنا في مسجد العجيري والمعروف بمسجد الغربللي في منطقة الصالحية بالحي القبلي
قرب مبنى البلدية وكان ذلك عام 1948م



ثانيا : مؤذنا مسجد الوزان في المرقاب :

أسسه عبدالعزيز العلي الوزان سنة 1365ه - 1946م يقع في المرقاب ، قال الشيخ أحمد الرشيد :ثم انتقلت إلى مسجد الوزان في المرقاب مؤذنا



ثالثا : خطيبا في مسجد دسمان عام 1952 و هو في الثالثة و العشرين من العمر :

وبعدها أصبحت خطيبا في مسجد دسمان عام 1952، وكان عمري آنذاك ثلاثة وعشرين عاماً وكان الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله يحضر خطبة الجمعة في المسجد وكذلك الشيخ صباح الأحمد أطال الله في عمره.



رابعا : إماماً في مسجد ابن بحر من سنة 1957حتى سنة 1962 :
ثم تم تعييني إماماً في مسجد ابن بحر وموقعه مقابل إدارة الجمارك عند قصر السيف على شارع الخليج العربي وهو أول مسجد في الكويت وأقدمها وقد جدده المحسن عبدالله الإبراهيم وعرف بمسجد الإبراهيم قبل أكثر من مئة سنة، ثم جاءت وزارة الأوقاف وهدمته ورفعته وحطت تحته دكاكين علشان يواسي منطقة بهيته، وفي تاريخ 1 أغسطس 1957 كنت فيه إماما حتى سنة 1962 حيث تم إزالته بحجة توسعة شارع الخليج وهو لا يضايق التوسعة ولا شيء واتحسر على إزالة أقدم مسجد بالكويت بحجة العمران والمفروض أن لا يُزال.
وهو مسجد كبير وفي عهد الشيخ سالم المبارك كانت تقام فيه صلاة الجمعة بصفته أقدم وأكبر مسجد بتاريخ الكويت.




خامسا : العودة إلى مسجد العجيري كإمام:
ثم انتقلت إلى مسجد العجيري مرة أخرى كإمام له



سادسا : إماما وخطيبا في مسجد قطعة ستة بالفيحاء وذلك في عام 1962 :
وبعدها أصبحت إماما وخطيبا في مسجد قطعة ستة بالفيحاء وذلك في عام 1962.



سابعا : إماما لمسجد الحداد :
ثم انتقلت إلى مسجد الحداد مقابل البنك التجاري وبقيت إماماً لعدة سنوات.



ثامنا : العودة الثالثة إلى إمامة مسجد العجيري في عام 1967 :
وفي عام 1967 نقلوني مرة ثالثة إلى مسجد العجيري أول مسجد عملت فيه وبقيت فيه إماماً لمدة إحدى عشر سنة حتى تقاعدت في سنة 1978م وخدمت بالأوقاف ما بين إمام ومؤذن وخطيب ثلاثين سنة.



تاسعا : التقاعد في عام 1978 :
تقاعدت في سنة 1978م وخدمت بالأوقاف ما بين إمام ومؤذن وخطيب ثلاثين سنة.



* عمل إماما في مسجد المطوع :
بالاضافة إلى ذلك فقد عمل إماما في مسجد المطوع و لاأدري حاليا في أي سنة كان ذلك [ انظر : مساجد الكويت لعدنان الرومي – مسجد المطوع ]




ب- تدريسه :
قام بتدريس كتاب ( نيل المآرب ) لابن أبي تغلب في الفقه الحنبلي في عام 1985
و ممن درس عليه هذا الكتاب محمد يوسف المليفي

و قام بالتدريس في مدرسة الملا سليمان علي الخنيني، وكذلك في مدرسة تابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي، حيث درس التلاميذ في هاتين المدرستين قراءة القرآن الكريم ودربهم على حسن تلاوته، وكذلك مبادئ الشريعة الاسلامية من ابواب الفقه الاساسية بما يسهل الالتزام بتعاليم الشريعة السمحة وييسر الالتزام بأحكامها. تتلمذ عليه كثيرون، لا تسعف المربي الفاضل ذاكرته لحصرهم، ومنهم: الشيخ خميس الناصر، والشيخ علي سعيد السويدي من دولة قطر الشقيقة




ج- دروسه في إذاعة الكويت :
قام بتسجيل برنامج اسمه « دروس رمضانية» لإذاعة الكويت، وكان يذاع طوال شهر رمضان المبارك عام 1414هـ /1994م.




5- أعماله الخيرية :
كان رحمه الله يطبع الكتب ويوزعها ويوفرها لطلبة العلم ، و كان حريصا على توزيع مؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي لا سيما كتاب التفسير ، كما كان يسعى في سائر الأعمال الخيرية وتوصيل الزكوات وصدقات المحسنين إلى من يحتاجها








.

القلم
15-03-2009, 12:05 PM
تابع مقالة / الشيخ أحمد الغنام الرشيد
بقلم / عبدالعزيز أحمد العباد



6- أقواله عن بعض العلماء:


# قاضي الكويت عبدالله خلف الدحيان الحنبلي السلفي


قال الشيخ أحمد غنام الرشيد :
(( الشيخ عبدالله خلف الدحيان من علماء الكويت الأجلاء وكان قاضيها وفقيها حيث تولى القضاء في رمضان 1348 هـ بعد وفاة الشيخ عبدالله خالد العدساني أخذ قضاة العداسنة الذين توارثوا القضاء لقرابة مئة وخمسين سنة واشتهرت أوراقهم وصكوكهم بالوثائق العدسانية. واستمر الشيخ عبدالله خلف وكيلاً بالقضاء وليس أصيلا بناء على طلبه وكان مجلس القضاء يعقد في ديوانه ولكنه توفي في العشر الأواخر من رمضان 1349«1931م»، وكان رحمه الله يحاول أن يصلح بين المتخاصمين قائلا«والصلح خير»، لكي يخرج جميع المتقاضين متحابين راضين عن الحكم أما إذا رفضوا الصلح فيحكم بينهم وفق علمه الواسع بالكتاب والسنة. ))
[ انظر سيرة الشيخ عبدالله من كتاب الشيخ محمد ناصر العجمي ]






# الشيخ عبدالرحمن الدوسري



قال الشيخ أحمد الغنام :
((الشيخ الجليل عبدالرحمن الدوسري حيث قرأت عنده أصول الفقه ومازلت احتفظ بمذكرة الأصول في مكتبتي والشيخ الدوسري يتميز بسرعة الحفظ وهو يحفظ كتب شيخ الإسلام ابن تيمية كلها على صدره ويسميه الشيخ محمد الجراح بالحافظ. ))




# الشيخ محمد ابن جراح الحنبلي السلفي

رثاه الشيخ أحمد الغنام في قصيدة تم ذكرها في هذه المقالة و قد تتلمذ الشيخ أحمد على يديه
[ انظر سيرته في كتاب : عَالم الكُويت و فَقيهها و فَرضيها الشّيخ محمّد بن سلْيمان آل جَراح: سيرته و مراسلاته و آثاره العلمية للدكتور وليد المنيس ]



# الطبيب الشيخ مساعد البريكي العازمي

يحدثنا الشيخ أحمد الغنام عن أحد علماء الكويت القدامى قائلا: الشيخ مساعد العازمي طبيب كويتي قدم خدمات جليلة لأهالي الكويت عبر تطعيمه ضد مرض الجدري واشتهر شهرة واسعة وتوافدت عليه الأهالي ثم ضايقوه وسافر إلى البحرين وسكن قرية اسمها عسكر وتزوج فيها وتوفي هناك عام 1943. وهو خريج جامعة الأزهر وحاصل على الشهادة العالمية قبل أكثر من قرن وربع القرن وهو من علماء الكويت الأجلاء وتعلم التطعيم ضد الجدري في مصر واشتهرت بتتينة الشيخ مساعد.







7- قصص و مواقف من حياته :



# قال الدكتور عبد المحسن الخرافي :
ولقد كان لي منه سهم طيب حين أهديته أحد كتبي الموسوم بعنوان «النوخذة عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان.. ريادة عائلة وتميز إنسان» والذي ضم فضائل المرحوم عبدالوهاب العثمان المهنية كنوخذة، والاجتماعية كمحسن قوامها 21 بيتاً يمدح فيها النوخدة والكتاب والمؤلف، وقد قال في مطلعها واصفا النوخذة عبدالوهاب العثمان:
«لله درك عابد الوهاب .:. يا طاهر الأعراق والأنساب»
وكما افتتحها بإشارة لاسم النوخذة عبدالوهاب، اختتمها بإشارة إلى المؤلف قائلاً:
«سعي حميد فاز في تأليفه .:. نجل الكرام الطاهر الأنساب
للمحسن الوهاب عبداً قد غدا .:. أنعم به من خيرة الكتاب»
وقد ذيلها بتوثيقه وتوقيعه: ابو عبدالرحمن - أحمد غنام الرشيد - الثلاثاء 24-6-2003.
إن أمثال هذه القصائد المهداة لها - عند من يقدرها - أوقع الأثر، وتأتي بشكل أفضل من الهدايا المادية العارضة الزائلة مقابل هذه المنظومات الأدبية المعبرة الخالدة.






# قال شقيقي محمد أحمد العباد :
(( في المكتبات الاسلامية في منطقة حولي ، و أذكر أني كنت في إحدى الزيارات حينما عزمت على شراء كتاب الفروع للعلامة ابن مفلح تلميذ شيخ الاسلام ابن تيمية – رحمهما الله تعالى – أخذ الشيخ أحمد غنام الرشيد يحدثني عن محاسن هذا الكتاب ، و كان الشيخ أحمد رحمه الله هو أول من سمعت منه عبارة :"مكنسة المذهب" في وصف كتاب الفروع لابن مفلح , لكثرة ما يحتويه من فروع المسائل و الروايات في مذهب الحنابلة ))






# يتذكر الشيخ أحمد الغنام حادثة فيقول:
جارنا من شمال المرحوم محمد أبو مريوم في سوق الغربللي وهو رجل محترم شيعي، فأذكر أنني في إحدى السنوات سافرت إلى الإحساء وقابلت رجل عجمي من آل مرزوقي لا أتذكر اسمه سألني : من أنت ؟ ، فقلت : أنا ابن غنام ، فرد : جار أبو مريوم ؟ فقلت : نعم ، فقام يهز رأسه ويضيف«ونعم بأبومريوم» ففي إحدى السنوات كنت بالسوق بالكويت ولقيت غنم طيبة وفيها مربحية ولكن صاحبها يريد فلوسها نقدي وأنا لم أملك فلوس نقدي فزرت دكان أبو مريوم للسلام عليه وجلست فقال لي «أبو مرزوق شفيك سرحان علمني»، فرديت عليه«لقيت غنم تسوى وراعيها يريد نقدي وأنا ما عندي نقدي»، فقام أبو مريوم ورمى علي مفتاح التجوري وقال خذ قيمتها من التجوري وكانت قيمة الغنم خمسة آلاف روبية فأخذت منه عشر ورقات من فئة خمسمئة روبية فطلعت واشتريت الغنم وبعتها في السعودية وربحت فيها ربح جيد.
فقلت إن أبو مريوم شريك معي في الربح فقمت وجهزت الخمسة آلاف في كيس ونصيبه من الربح في كيس آخر وجيت إلى دكانه وسلمت عليه وأعطيته الصرة الأولى ورفض أخذ الصرة الثانية وقال أنا سلفتك قرض حسن وإذا في ربح فلك ورفض استلام الأرباح وعندما أردت العودة إلى أهلي بالبر قال خذ معك مأكله وهي وقية هيل ووقية شاي ووقية سكر وهذه هدية إلى عيالك.






# قال د. الغنيم :
((استمتعت بجلسات صباحية معه بحضور أستاذي الشيخ محمد صالح العدساني في مسجد البحر الشمالي حين كان إماما له وكانت جلسة الصباح هذه من أحلى الجلسات التي حضرتها في الكويت - آنذاك - إذ يتمتع كل من الرجلين بمقدرة فذة على الحديث في مختلف الشؤون من التاريخ إلى الطرائف الأدبية إلى الشعر. وقد انقطعت هذه المجالس بانتقال الشيخ أحمد الرشيد إلى مسجد آخر، وانتقال الشيخ محمد صالح العدساني بعدها بفترة قصيرة إلى رحمة الله. ))






# و قال د. الغنيم :
((كان في أوائل خمسينيات القرن الماضي يتردد على المعهد الديني حبا في العلم يسأل المشايخ، ويقابل شيخه القديم وشيخي كذلك عبدالعزيز قاسم حماده رحمه الله، وأراه في ساحة معهد الكويت الديني يتجول بين القدماء من أصحابه في فترات توقف الدرس. أعجبني اهتمام هؤلاء كلهم به، وأعجبني - أيضا - ما كان يدور بينهم من حديث، ولم أتمكن في هذه الفترة من عقد صلة مع أبي عبدالرحمن، ولكن ذلك تهيأ بعد عندما لقيته في جمعية الإرشاد الإسلامي التي نشأت في 24 مايو لسنة 1952م. وقد جمعني معه يومذاك أمران، هما: الجمعية المذكورة، وقرية الجهراء قبل أن تتحول إلى مدينة كبيرة. ))





# قال د. الغنيم أيضا :
((كنت أتردد معه في الأماسي على الجهراء لنقضي وقتا ممتعا هناك مع أصحاب لنا هم الشيخ عبدالرحمن الكمالي وإخوانه وبعض أقاربه، ونعود في الصباح ونحن في غاية السعادة ))





# و قال أيضا :
((تكررت الزيارات وقويت الصلات ولم تقتصر معرفتي على الشيخ أحمد بل عرفت أخوته جميعا وكلهم كانوا أعضاء في جمعية الارشاد الاسلامي، وعرف أخَوَيَّ ووالدي. وعندما سافرت إلى مصر من أجل الدراسة كان كثير التردد عليهم يسألهم عني، وكان يراسلني وكنت أراسله، ولم تنقطع صلاتنا أبدا حتى في الفترات التي أشرت إليها فقد كان له فيها عذر وأي عذر. ))









8- عمله و مهنته :



# تحدث الشيخ أحمد الغنام عن ذكرياته حول العمل و المهنة في السابق قائلا:
(( عملت في دكان الغنام الذي يمتلكه والدي رحمه الله ويقع في سوق الغربللي، وكنا نبيع المرادي وهي عبارة عن أعواد خشب مستورد من بلدة جوا بالهند بواسطة السفن الشراعية ونشتريها جملة من صاحب العمارة ثم نقوم بفرزها كل عشرين أو ثلاثين عودا في حزمة، ونتركها في البحر بالنقعة حتى تشرب ماء مالحا ثم ننشفها ونحكها حتى تكون ملساء، وهذه المرادي لها استخدمات كثيرة لدى أهل الكويت حيث أهل البادية يستخدمونها كاطناب لبيوت الشعر وملاميذ وعصا محفارة وعصا غنم للشاوي، كما يستخدمها العوازم أهل الكويت أصحاب الحظور في بناء الحظرة التي تستخدم في صيد الأسماك، وكان العوازم يقصدون دكان ابن غنام ونعرفهم حق المعرفة، ويقولون في الأمثال الكويتية«دفعة مردي والهوى شرقي»، وتضرب على الشخص البغيض ، واستمريت أعمل في دكان الوالد سنوات طويلة وتنوعت بضاعتنا كمشتقات النايلون والبلاستك وغيرها من الأدوات التي يستخدمها الناس بعد ذلك ولكن بعد افتتاح الجمعيات التي تجلب مثل بضائعنا أغلقنا دكاننا بعد غزو العراق الغاشم على الكويت وارتفعت الإيجارات
فأغلقنا دكان الغنام. ))



# و قال الشيخ أحمد الغنام :
(( لم أعمل في مهنة الغوص على اللؤلؤ وكذلك والدي لم يعمل في هذه المهنة العريقة التي توارثها الكويتيون القدامى جيلا بعد جيل وكانت مهنة صعبة وشاقة حيث يركب البحار البحر بواسطة السفن الشراعية ويتوجهون إلى المغاصات وسط مياه الخليج العربي ويظلون أكثر من أربعة أشهر يغوصون في أعماق البحر بحثا عن المحار واللؤلؤ، وللأستاذ سيف مرزوق الشملان كتاب قيم حول تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت وهو أجود ما كتب عن هذه المهنة.
ونحن لم نركب الغوص لاشتغالنا بدكاننا في بيع المرادي. ))






9- قصائده :


كان رحمه الله يحب نظم الشعر، وله الكثير من القصائد التي عرفت و اشتهرت لدى الكثير من أهل الكويت
قال د.يعقوب الغنيم :
(( ما أمدني به من كتب يسرني الآن أنه كان يكتب لي عليه إهداءات شعرية جميلة، فهو يقول الشعر المحبب إلى النفوس، ويمتع جلاسه بأشعاره وأشعار غيره، حتى لقد عددناه إلى جانب مقامه الديني رواية من رواة الأدب والشعر لا يفوته شيء من ذلك إلا أدركه))



و هذه بعض قصائده :



# قصيدة قالها عند عودة الشيخ جابر الاحمد الصباح رحمه الله من رحلة العلاج :



تلألأَ نورٌ بينَ بادٍ وحاضرِ .:. وصوَّتَ داعٍ معلناً بالبشائرِ
بعودةِ شيخِ الدارِ بعد شِفائِِهِ .:. مُعافىً مُعافىً فَهْو أغلى الذخائر
فهلَّلَ شعبٌ في لقاءِ حبيبِهِ .:. فأهلاً وسهلاً في عظيمِ المآثر
وقد تاهَ شعبٌ في قدومِ أميرِهِ .:. وحلً سرورٌ وابتهاجٌ بجابر
وأمستْ كويتُ العزِّ ترفلُ بالهنا .:. وطائرُها الميمونُ من يُمْنِ طائر
ولِمْ لا يتيهُ الشعبُ في حبِّ والدٍ .:. كريمِ السجايا مُترَعٍ بالمفاخِر
فعاد قريرَ العينِ يزهو بشعبِهِ .:. ولا غَرْوَ أنْ فُزْنا بشيخِ الأكابِر
هنيئاً أبا العلياءِ يا خيرَ حاكمٍ .:. يروفُ بشعبٍ طيّبِ الذكرِ عاطر
انظر : ديوان الوفاء الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح من إصدارات مكتبة البابطين سنة 2003 ، ص : 12




# قصيدة أخرى عن الشيخ جابر رحمه الله :



يا رب سلِّم طيب الذكر جابر .:. من كل عاثور على مر الايام
رمز الوفا بالعون رمز المفاخر .:. عن كل فعل يخدش العرض قد شام
عالي الخصائل في الملمات صابر .:. عينه على شعبه على الضيم ما ينام
ذكره علا من فوق أعلى المنابر .:. فوق الثريا مطلق الوجه قد حام
طلق المحيا في رضا الشعب ساهر .:. يخفي في قلبه هموم وآلام
هذا ابو مبارك عظيم المآثر .:. صان العهد قرم ولا هو بظلام
يرأف بشعبه والحشا منه عامر .:. في طاعة المولى على دين الاسلام
انظر : ديوان الوفاء الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح من إصدارات مكتبة البابطين سنة 2003 ، ص : 81





# في رثاء الشيخ (عبدالرحمن أحمد الكمالي) رحمه الله والمتوفى في فجر يوم الجمعة غرة ذي الحجة 1424هـ :

فَحُقَّ لفَـقْد الشيـخ تـبـكي البـواكـيا .:. ويـجـري على الخديـن مـاء المآقــيا
ونار الأسـى في القـلـب زاد لهـيبـها .:. فيجْـمُلُ في ذا الشيـخِ نَـظْـمُ المـراثِـيا
مـضى راحـلاً عـنا بأعـطـر سـيرةٍ .:. وفـيـنا شـذاها بـعـده ظـلَّ ســاريا
مـضـى طاهرَ الأَردان لـم يأت مَأْثَـماً .:. فـحـاشاه أن تـلـقاه للإثـم سـاعـــيا
عهِـدناه بَــرّاً للأقـارب كُـلِّـــهــمْ .:. فـيـسعى بِلَــمِّ شمـلِ من كان نائــيا
عـهِــدناه نِعمَ الخِـلُّ في كلِّ حــالـةٍ .:. حريصٌ بـأن يـسمو بـشـدِّ التـآخِــيا
فـمِثْـلُـهُ لا يُنسى وفي القلب لَـوْعَـةٌ .:. عـلى فَـقْـدِهِ قــد رَوَّعَـتْـنا المـآسِــيا
أيا عابِــدَ الرحـمـنِ يبكيــكَ مِـنْـبَـرٌ.:. وتَبـكيكَ مِن بيـن الطُّروسِ القَــوافِيا
لقد كنتَ تُزْجي النُّصْحَ في كُلِّ مَوْطنٍ .:. بِوَعْــظٍ وإرشــادٍ عَنِ النُّـكْـرِ نـاهِــيا
عـليـكَ ســلامُ اللهِ يا خـيـرَ مرشِـــدٍ .:. إلى الـحقِّ قد كنتَ الطبيبَ الـمداوِيا
عـليـكَ ســلامُ اللهِ ما هَــلَّ مـاطِـــرٌ.:. يَصُبُّ عَلى مَـثْواكَ صَــبَّ الغــواديا
فيا رَبِّ يا ذا الجودِ أَكْــرِمْ مَـقامَــهُ.:. وألبِسْـهُ ثـوبَ العـفـو يا ربِّ وافــيا
فقد حَلَّ ضـيفاً في رحـابك سـيِّـدي.:. فـعـنا وعـنـه فامْـحُ إثْـــمَ المـســاويا
فلا زلـتَ ذا مَــنٍّ وعـفـوٍ ورحـمـةٍ .:. ولا زلـتَ للعـافـين بَــرّاً وحـانِــيا
وأنـجالُـهُ فـهمـو العـــزاءُ بفـقــدِهِ .:. فأكْـرِمْ بهم كُـلٌّ إلى الخــير داعــيا
فهم خَـلَفٌ من خير سَلَفٍ تسَـرْبـلوا .:. ثـيابَ التُّــقى قد شَــمَّروا للمـعــاليا
فـأســألُ ربــي أن يُــديـم ودادَهُـمْ .:. لبـعـضِهِـمُ هاتيــكَ أغـلى الأمـانـيا
فإن غـابَ منهـم سـيّــدٌ قام سـيّــدٌ .:. على إثْــرِهِ في هــدْيِـهِ ظَــلَّ جـاريا
فآلُ الكـمالـي في الدُّنا خيرُ عُـصْـبَـةٍ .:. فراياتُـهُــم في العِلْــمِ تَخْـفُـقُ عالــيا
فَقـدْنا أخــاهُ قـبلَهُ مَعْــدِنُ الوَفــا.:. مُحـمَّــدُ من كان للـصحـبِ وافــــيا
فـعـنـه سَــلُـــوني قد بَلــوْتُ وِدادهُ .:. كما الذهـبُ الإبريزُ في الوُدِّ صافـــيا
تَعـاهَـدَني في الوصْـلِ لو كان نائـيا .:. عــن الـدار تــلقـاه سَـؤولاً وراعـــيا
وأسـألُ ربـي أن يُـقـيـل عِـثـارَهُ .:. وَيُـكْـرِمَـهُ ربـي بـمَـحْـوِ المـسـاويا
ويُمْطِرُ صَيْبَ العَفْـوِ كالوَبْــلِ دائــماً .:. على قبرِهِ، والكُلُّ يا صــاحِ فـانِــــيا
وأنصَــحُ نـفـسي أولاً زاجِـراً لــها .:. بأن لا أكُـنْ يـوماً عـن المـوت لاهِــيا
وخَـتْـمُ الرِّثا يا صحْبِ صلّوا وسلِّـموا .:. على خـير مـبعوثٍ إلى الحـق هـاديا
مـحـمـدٌ المُـخـتــارُ مـن آلِ هـاشــمٍ .:. على الآل والصحبِ بُـدورُ الدَّياجِــيا




# قصيدة في رثاء السيد عبدالله العلي المطوع بعنوان (مات الذي سعدت به الأيام ) و لم أعثر على نص هذه القصيدة





# قصيدة في رثاء الشيخ محمد ابن جراح رحمه الله :


مما قاله الشيخ أحمد غنام الرشيد في رثاء الشيخ محمد سليمان الجراح رحمه الله :


مصاب جسيم وخطب جلل .:. فمنه على الخد دمعي انهمل
وقلب تصدع من وقعه .:. وحار المحبون مما حصل
قضاء الإله رضينا به .:. فلا حول إن حل وقت الأجل
وهذا مآل جميع الورى .:. تحتم من قدم لم يزل
فعنا توارى حليف التقى .:. كريم السجايا العليم الأجل
فأعني بن جراح سامي الذرى .:. محمد بدر الدجى قد أفل
عليه بكى عارفو قدره .:. فسكناه يا صاح أقصى المقل
فيا قبر رفقاً بعلامنا .:. ففيك غدا اليوم يا قبر حل
وكن روضة منه رياض الجنان .:. بها برد عيشٍ وظل ظلل
ترفق بشيخ العلا إنه .:. حبيب لدينا ولو قد رحل
وطلاب علم فعزي به .:. فعزي الدروس ببدر أفل
بكته العيون بدمع غزير .:. وعما جرى في الحشا لا تسل
فنار الفراق بها أضرمت .:. فوقع لها مثل وقع الأسل





# مراسلة شعرية مع الدكتور يعقوب الغنيم :

في فترة الانقطاع التي صعب علي فيها الاتصال به، أرسل إلي فجأة قصيدة جميلة يبدو أنه كتبها على عجل، أرخها في اليوم السادس عشر من شهر مايو لسنة 1992م، وفيها يتذكر الأيام الماضية، ويحن إليها، ويبلغني أنه لم ينس علاقاتنا، وأنه ينبغي علي ألا أظن أنه جفاني، وأنه على العهد القديم دائما، يقول في مطلعها:

... فيا رعا الله زمانا مضى .:. القلب فيه قد خلا من لغُوبْ
إن طالت الفرقة ما بيننا .:. فالود في سويدا القلوبْ
أخي (أبا أوس) وُقيت الردى .:. لا زلت في جَهْري وسري تجوبْ
لا تحسب (الغنام) جافاكم .:. أو نسي المغنَى وتلك الدروبْ
إني على العهد محب لكم .:. لستُ (أبا أوس) بهذا كذوبْ
....
وقد رددت عليه حالا بهذه الأبيات:

أثارت الذكرى عروس أتت .:. رائعة الحسن بثوب قشيبْ
تمتلك النفس بإطلالة .:. فيها من الفتنة شيء عجيبْ
من لفتة نشوى ومن نظرة .:. أني تجلت ثمَّ سَهْم مُصيبْ
تبعث ماضينا وقد أوشكت .:. أيامه عن بالنا أن تغيبْ
عروس شعر زَفها شاعر .:. مُسدد النطق أريب أديبْ
ذكّر بالماضي وأيامه .:. وأشعل الوجد بذكرٍ حبيبْ
وأين مناما انقضى عهده .:. وإن دعوناه فهل يستجيبْ
يا أحمد الغنام يا صاحبا .:. إخلاصه لستُ به أستريبْ
أنت الذي ما زال في خاطري .:. وظَنّيَ الخيرَ به لا يخيبْ
حركت بالشّدْو جراحا لنا .:. تدمي وقلبا زاد منه الوجيبْ
في حين لا نأمل في رجعة .:. لما مضى أوفى لقاء قريبْ
فالأمس قد وَلى بأحلامه .:. وانشغل البال بحلم غريبْ







10- صفاته الخَلْقية و الخُلُقية :


# أخلاقه :
قال الدكتور عبد المحسن الجار الله الخرافي عن صفاته رحمه الله :
(( جاد في وقت الجد، ومرح يحب المزاح المباح في وقته المناسب، يهوى نظم الشعر، وله ولع واضح بكتب الأدب والدين، وله الكثير من القصائد المعروفة لدى الكثير من أهل الكويت
و لقد اتصف، رحمه الله، بخصلة نوعية خاصة من خصال الكرم تتناسب مع إمكاناته الأدبية وحسه الطيب، حيث كان لا يسره شخص أو عمل مثل كاتب أو كتاب ومثل عالم أو دروس علم إلا وصاغ عاطفته الجياشة نحوه شعراً لطيفا سلساً وأهداه قصيدة منظومة في هذا الشخص أو ذلك الكتاب، ولا أظن مجتهداً يعرفه إلا وكان له سهم من تشجيعه. ))


قال د. الغنيم :
((كان لا يبخل في إعارة كتبه إلى من يجد أنه من المقبلين على العلم والثقافية. بل كان يهدي منها الكثير، وقد أصابني منها وابل طيب سعدت به، فما أمدني به من كتب يسرني الآن أنه كان يكتب لي عليه إهداءات شعرية جميلة، فهو يقول الشعر المحبب إلى النفوس، ويمتع جلاسه بأشعاره وأشعار غيره ))





# هيئته :
قال أخي محمد العباد :
(( كان رحمه الله فيه سمرة ، ذا لحية يملؤها الشيب ليست بالكثة و لا بالطويلة ، و كان وسطا في بدنه ليس بالنحيل و لا بالسمين ، و كان ثوبه فوق الكعبين ، و كان في مظهره كأنه يشير إلى حال باطنه و مخبره . ))








11- وفاته



يقول د.يعقوب الغنيم :
(( كان الشيخ أحمد غنام الرشيد قد أدخل المستشفى قبل بضعة أيام ولم أتمكن من زيارته لأسباب خارجة عن إرادتي، ولكني كنت أسأل عنه يوميا، وتأتيني الأخبار أنه بخير، وأنه يتماثل للشفاء، وعن قريب سوف يغادر المستشفى إلى منزله، وكانت هذه المعلومات مطمئنة، ولذا كان خبر وفاته صاعقا، صحيح أن المرحوم قد تعرض لمرض شديد جراء مضاعفات السكر، وأصابه مرض الضغط، ولكن الأزمة التي كانت شديدة عليه وعلينا قد زالت وزرته في بيته وتكرم عليَّ بزيارتي في ديوانية الثلاثاء، وتبادلنا المكالمات الهاتفية بين وقت وآخر، وذلك إضافة إلى اللقاءات الكثيرة معه في مسجد المطير بضاحية عبدالله السالم عند صلاة الجمعة.

الذي ملأني خوفا عليه أنه بعد ذلك انقطع عن الحضور إلى المسجد الذي اعتاد الصلاة فيه معنا، وانقطع عن الاتصالات الهاتفية بل وعن الرد عليها. وقد أيقنت هنا أن صحته ليست على ما يرام، وأنه دخل طوراً من أطوار الضيق النفسي، لأنه أحس بأن المرض الذي شفي منه قد عاد ينهش من جسده، وبالفعل فإنه بعد فترة وجيزة من هذا الانقطاع تدهورت حالته الصحية فدخل المستشفى الذي انتقل فيه إلى رحمة الله تعالى في اليوم الذي أشرت إليه آنفا. ))


ارتاح من دنيانا الفانية يوم الاربعاء الرابع من مارس عام 2009 بعد رحلة مع المرض بشره الله ورسوله بها أنها تكفير للذنوب، إن شاء الله، وفتحٌ لباب واسع للأجر والثواب لأسرته الكريمة التي كانت خير مثال للاعتناء به خلال فترة مرضه، فهنيئا له وهنيئا لهم، وإني والله لأحسن الظن بربي سبحانه حين وعد - وقد صدق وعده ومن أوفى بعهده منه جلّ وعلا - أن يجمعه بهم في مستقر رحمته، وأن يلحقنا به مع السّابقين الأخيار الذين رحلوا قبله في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

و قد صُلي عليه في الساعة التاسعة – تقريبا – من صباح يوم الخميس

و قدم النائب علي الراشد عضو مجلس الأمة الكويتي اقتراحا برغبة ، بتسمية أحد الشوارع في منطقة الفيحاء، باسم الفقيد الراحل الشيخ أحمد غنام الرشيد، تخليداً وتقديراً لجهود الفقيد الراحل في النهوض بالقطاع العلمي والديني والتربوي [جريدة الرؤية : الاثنين, 9 مارس 2009]


و كان عزاء الرجال في: الفيحاء ق 4 ش الرباط م 6 ديوان غنام الرشيد
أما النساء في: الفيحاء ق 4 ش 49 م 12



و قد نشرت جريدة الرؤية الجمعة, 13 مارس 2009 رثاء د.صادق الكبيسي بالقصيدة التالية :

مصيبة الموت من أغلى المصيبات .:. لدى الأحبة إن الموت قد يأتي
لينقل المرء من دار بها محن .:. إلى حياة أعدت للمسرات
ان الحياة لسجن لست تدركه .:. حتى تغادره كي تعرف الآتي
من يحسب الموت انهاء لرحلته .:. فذلك الغر لم يدر الحقيقات
ان الممات لبدء في انطلاقتنا .:. نحو الخلود واخذ للجزاءات
هما مكانان ما للمرء غيرهما .:. دار الاماني واخرى للمساءات
قد كان فينا امام ذو عقيدته .:. عن الوفاة وعن رب السموات
واليوم يأوي إلى الرحمن خالقه .:. وكلنا أمل يلقى الكرامات
اني محدثكم عنه بمعرفة .:. عن بعض ما فيه من بعض الكمالات
يا أحمد الخير يازاكي السجيات .:. يا نجل غنام يا حاوي المروءات
فيك التواضع وصفا لا تفارقه .:. فيك البشاشة حبل للمودات
فيك المعارف والآداب قد جمعت .:. فيك النوادر روح للجماعات
فيك النصيحة للاخوان قد خلصت .:. فيك الفكاهة رمز الاريحيات
لو يعلمون بما عودت من خلق .:. لشاهدوا مثلا في شخصكم ياتي
لو كنت أعلم اني ما اخالفكم .:. لبحث فيه اداء للامانات
لكنني قد عرفت الحرص في تكتمكم .:. حيا وميتا فلن أفضي بما تاتي
كفى بربك علاما بما بذلك .:. فيه يداك وحفظا للسجلات
فاهنا اخي بما قدمت من عمل .:. ترجو نداه بميعاد وميقات
استودع الله شيخا لامثيل له .:. في الحلم والصبر في كل الملمات
واسال الله رب العرش مغفرة .:. تمحو الذنوب وتنأي بالخطيئات
لذا الفقيد الذي اوى لسيده .:. وحل ضيفا على رب البريات
يارب اعل له في الخلد منزلة .:. واحجز مكانا له اعلى المقامات
مع النبيين والتالين مرتبة .:. من نالهم فضلكم ياذا العطاءات
وصل دوما على المختار من مضر .:. ما قام عبد يناجي في الظلامات




المراجع :
# مقالة الدكتور عبدالمحسن الجار الله الخرافي في جريدة القبس بتاريخ 08/03/2009
# صفحة نسايم السور في جريدة عالم اليوم من إعداد السيد / طلال الرميضي
# مساجد الكويت السيد / عدنان الرومي
# جوانب و فوائد من سيرة الشيخ الأديب أحمد غنام الرشيد – رحمه الله – من إعداد شقيقي / محمد أحمد العباد ، نشرت في مجلة الفرقان بتاريخ 3 / 9 / 2009
# ديوان الوفاء الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح من إصدارات مكتبة البابطين
# مقالة د. يعقوب يوسف الغنيم - جريدة الوطن 7 / 3 / 2009
# الأجوبة السعدية عن المسائل الكويتية
# جريدة الرؤية بتاريخ 9 مارس 2009 ، و تاريخ 13 مارس 2009




ملاحظة مهمة :

أرجو ممن يقوم بنقل هذه المقالة إلى أي موقع أو منتدى آخر أو أي صحيفة أو مجلة أو غير ذلك أن يشير إلى أنه أخذها من هذا المكان في منتدى لجنة بر الوالدين - الجابرية
و جزاكم الله خيرا



منقول http://www.al-berr.com/vb/showthread.php?p=19742#post19742










.

AHMAD
15-03-2009, 01:14 PM
أحسنت أخوي القلم على تلك المعلومات الزاخرة والوافية ...
وبحق مقالة رائعة عن شيخنا الجليل .. وهذه روابط لبعض المقالات والمقابلات مع المرحوم الشيخ أحمد الغنام ..

AHMAD
19-03-2009, 03:10 PM
كتب عبدالمحسن الجارالله الخرافي - القبس :
08/03/2009

ولد المربي الفاضل فضيلة الشيخ أحمد غنام الرشيد في منطقة المرقاب بالكويت عام 1347هـ /1929م. تلقى تعليمه الأولي في مدرسة الملا عثمان عبداللطيف العثمان وإخوانه، ثم انتقل إلى مدرسة الملا سليمان علي الخنيني، ثم في مدرسة الملا مرشد محمد السليمان، ثم انتقل بعد ذلك إلى الدراسة في المعهد الديني، وكان من زملائه في الدراسة في المعهد الديني كل من الأساتذة والسادة الأفاضل: عبدالرحمن مجحم المجحم، وعبدالله العيسى، وحمود الرومي، وعبدالله إبراهيم المفرج، وأحمد البطي بوطيبان، حيث أتقن في مسيرة الدراسة هذه علوم القرآن الكريم وعلوم الحساب، فضلا عن إتقانه القراءة والكتابة في مراحله الأولى من الدراسة.
تلقى تعليمه الديني عن المشايخ الكويتيين المذكورين أعلاه، بالإضافة إلى المشايخ الأزهريين من جمهورية مصر العربية الشقيقة، وعلى رأسهم: الشيخ حسن البولاقي، والشيخ محمد عبدالرؤوف.
قام بالتدريس في مدرسة الملا سليمان علي الخنيني، وكذلك في مدرسة تابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي، حيث درس التلاميذ في هاتين المدرستين قراءة القرآن الكريم ودربهم على حسن تلاوته، وكذلك مبادئ الشريعة الاسلامية من ابواب الفقه الاساسية بما يسهل الالتزام بتعاليم الشريعة السمحة وييسر الالتزام بأحكامها.
تتلمذ عليه كثيرون، لا تسعف المربي الفاضل ذاكرته لحصرهم، ومنهم: الشيخ خميس الناصر، والشيخ علي سعيد السويدي من دولة قطر الشقيقة، ومع كونه معلماً لتعاليم الدين فانه لا يرى لطلب العلم حدا ولا نهاية، فآمن بالحكمة المأثورة، ان الإنسان لا يزال عالما ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل. ومن هذا المنطلق، لم يزل المربي الفاضل يواظب على حفظ ما تيسر له من القرآن الكريم، وقراءة كتب كثيرة من الفقه والعبادات على الشيخ عبدالوهاب العبدالله الفارس، والشيخ محمد سليمان الجراح، ولقد واظب على حلقات العلم لكل منهما حتى آخر حياتهما، رحمهما الله.
وبعد أن تزود بخير الزاد، كما أسلفنا، عمل إماماً وخطيباً في الفترة من عام 1948م إلى عام 1978م، وذلك بمسجد الغربللي ومسجد الوزان ومسجد الإبراهيم ومسجد البحر ومسجد الحداد ثم أخيراً في مسجد العجيري.
وإلى جانب ذلك، فلم يقتصر دوره في خدمة المجتمع على تنوير الناس وتثقيفهم من خلال منبر الخطابة من داخل المسجد، بل انطلق خارج المسجد يطبع الكتب ويوزعها ويوفرها لطلبة العلم، كما كان يسعى في سائر الأعمال الخيرية وتوصيل الزكوات وصدقات المحسنين إلى من يحتاجها، كما انطلق إلى منبر آخر وهو منبر الإعلام، حيث آمن بأهمية الرسالة الإعلامية للإمام والخطيب، فقام بتسجيل برنامج اسمه «دروس رمضانية» لإذاعة الكويت، وكان يذاع طوال شهر رمضان المبارك عام 1414هـ /1994م.
لم يكن هذا الانطلاق في كل هذه المجالات والمنابر من فراغ، بل كانت خلف هذه الانطلاقة مكتبة ضخمة، تضم ما يربو على خمسة آلاف كتاب حافلة بأمهات الكتب من مصنفات الفقه وكتب التفسير وتراجم الرجال وكتب التاريخ ودواوين الشعر والأدب.
أما طباعه الشخصية، فهو جاد في وقت الجد، ومرح يحب المزاح المباح في وقته المناسب، يهوى نظم الشعر، وله ولع واضح بكتب الأدب والدين، وله الكثير من القصائد المعروفة لدى الكثير من أهل الكويت.
لقد اتصف، رحمه الله، بخصلة نوعية خاصة من خصال الكرم تتناسب مع إمكاناته الأدبية وحسه الطيب، حيث كان لا يسره شخص أو عمل مثل كاتب أو كتاب ومثل عالم أو دروس علم إلا وصاغ عاطفته الجياشة نحوه شعراً لطيفا سلساً وأهداه قصيدة منظومة في هذا الشخص أو ذلك الكتاب، ولا أظن مجتهداً يعرفه إلا وكان له سهم من تشجيعه.
ولقد كان لي منه سهم طيب حين أهديته أحد كتبي الموسوم بعنوان «النوخذة عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان.. ريادة عائلة وتميز إنسان» والذي ضم فضائل المرحوم عبدالوهاب العثمان المهنية كنوخذة، والاجتماعية كمحسن قوامها 21 بيتاً يمدح فيها النوخدة والكتاب والمؤلف، وقد قال في مطلعها واصفا النوخذة عبدالوهاب العثمان:
«لله درك عابد الوهاب
يا طاهر الأعراق والأنساب»
وكما افتتحها بإشارة لاسم النوخذة عبدالوهاب، اختتمها بإشارة إلىالمؤلف قائلاً:
«سعي حميد فاز في تأليفه
نجل الكرام الطاهر الأنساب
للمحسن الوهاب عبداً قد غدا
أنعم به من خيرة الكتاب»
وقد ذيلها بتوثيقه وتوقيعه: ابو عبدالرحمن - أحمد غنام الرشيد - الثلاثاء 24-6-2003.
إن أمثال هذه القصائد المهداة لها - عند من يقدرها - أوقع الأثر، وتأتي بشكل أفضل من الهدايا المادية العارضة الزائلة مقابل هذه المنظومات الأدبية المعبرة الخالدة.
ارتاح من دنيانا الفانية يوم الاربعاء الرابع من مارس عام 2009 بعد رحلة مع المرض بشره الله ورسوله بها أنها تكفير للذنوب، إن شاء الله، وفتحٌ لباب واسع للأجر والثواب لأسرته الكريمة التي كانت خير مثال للاعتناء به خلال فترة مرضه، فهنيئا له وهنيئا لهم، وإني والله لأحسن الظن بربي سبحانه حين وعد - وقد صدق وعده ومن أوفى بعهده منه جلّ وعلا - أن يجمعه بهم في مستقر رحمته، وأن يلحقنا به مع السّابقين الأخيار الذين رحلوا قبله في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
اللهم إنك تعلم انا قد أحببناهم فيك فألحقنا بهم يا أرحم الراحمين.

الأديب
23-03-2009, 04:23 AM
مرثية بقلم: يوسف الكمالي

لك الدعــــوات تُسمعُ كل وادِ..... فتـــــجتاحُ الحواضرَ والبوادي

لأنك من خيار الأرض أهــــلاً..... حوى حبَّ الأخلةِ | والأعادي

تفانى في الصداقة يوم ألفـــــى..... أبا أحمــــــدْ يحول إلى البعادِ

أتانا لم يطـــــــــق إبداء قولٍ..... ودمعــتهُ امْتَطتْ ظهر التمادي

فما كـــــــان الوداد وداد دنيا.....ولكــــــنْ كان في معنى الودادِ

أيا "غنَّام" قــــــد أبديت نورًا.....بفعلك لا يــــــــزال اليوم بادِ

رحلتَ فكيفَ لا تــبكي عيونٌ.....رأتْكَ لها إلى الآمــــــــالِ هادِ

كفـوفٌ منك كالسحــبِ المنقَّى.....تفيــــــضُ لسدِّ ما فوْقَ المراد!

وصــــدركَ لوْ قطنتت به بلادًا.....ألا فهو البــــــلاد على البلادِ

حنـونٌ، طيّبٌ، تُرْضي وترضى.....قنــــــوعٌ لستَ تطلبُ بازديادِ

بشــوش الوجه حتى كل حزنٍ.....تكــــفِّرُهُ بحـــــكْم الإرْتِـــدادِ

لو انّ البــحرَ كان يراعَ شعري.....لســــارع دون حقـــك بالنفادِ

الأديب
23-03-2009, 04:24 AM
أســـــطر فيك إذ ودَّعتَ حبي.....علـــــى ألمٍ وما بانتْ سُعادي

ولكن بعضما أوفيـــــــتَ يومًا.....لوالــــدنا، فــــدنيانا مبـادي

أيبقى دونكمْ شرفٌ لديـــــــنا.....ونــحن بكمْ على كلِّ اتحاد؟!

رحلـــــت وقبلها خلَّدْتَ قولاً.....كنـــحت باتَ في صلبِ الفؤادِ

"إذا الإنـــــسان لم يصبرْ لِحَرٍّ.....فلــــن يحضى بجزْءٍ من برادِ"

كــــذلك كنت في الدنيا صبورًا.....تجاهد في الــــحياةِ بلا جهادِ

لعل الله أن يــــــجزيْك عنها.....بما لمْ يأتِ أذهـــــــانَ العبادِ

جــــنان الخلد لا نرجو سواها.....لـ"أحمد" يا منادًى بالـــجوادِ

لتجعــــلهُ خليــــــلاً للكمالي.....كما قد كــــانَ في وقتِ الشدادِ

إلهـــــي تلك دعوانا بصـــدقٍ.....وإنَّكَ لا تــــرد يد المـــــنادي

تمت

سهم
01-04-2009, 10:12 AM
أيا عابِــدَ الرحـمـنِ يبكيــكَ مِـنْـبَـرٌ .:. وتَبـكيكَ مِن بيـن الطُّروسِ القَــوافِيا

لقد كنتَ تُزْجي النُّصْحَ في كُلِّ مَوْطنٍ .:. بِوَعْــظٍ وإرشــادٍ عَنِ النُّـكْـرِ نـاهِــيا

عـليـكَ ســلامُ اللهِ يا خـيـرَ مرشِـــدٍ .:. إلى الـحقِّ قد كنتَ الطبيبَ الـمداوِيا

عـليـكَ ســلامُ اللهِ ما هَــلَّ مـاطِـــرٌ .:. يَصُبُّ عَلى مَـثْواكَ صَــبَّ الغــواديا

فيا رَبِّ يا ذا الجودِ أَكْــرِمْ مَـقامَــهُ .:. وألبِسْـهُ ثـوبَ العـفـو يا ربِّ وافــيا

فقد حَلَّ ضـيفاً في رحـابك سـيِّـدي .:. فـعـنا وعـنـه فامْـحُ إثْـــمَ المـســاويا



نسأل الله ان يرحمه بواسع رحمته إنه هو السميع العليم


..........

AHMAD
02-04-2009, 11:04 PM
الشيخ المنسي!


كتب محمد بن إبراهيم الشيباني - القبس :


احمد غنام رشيد الحمود احد احفاد اول من سكن محلة الرشيدية في الزبير نازحاً من جلاجل في نجد على رأس القرن الرابع عشر الهجري.
والشيخ احمد احد علماء الكويت. كان جده رشيد، رحمه الله، يملك مزرعة حفر بئرها خارج سور الزبير من الشمال، وعلى اسمه اخذت محلة الرشيدية اسمها. وكان زاروعاً نشيطاً انتجت مزرعته ما تنتجه ارض الزبير.
حدثنا الشيخ عبدالمحسن المهيدب: «بنى والدي بيتنا قرب مزرعة لرشيد الحمود وراء السور، لم نكن نعرف عنه كثيراً، ثم تكاثرت البيوت حول هذا المكان».
وتوفي وكان قد ولد له اولاد عدة منهم: غنام الذي كان صحبة ابيه في هذا النزوح وعمل جنباً الى جنب مع والده. ثم بعد وفاة ابيه نزح الى الكويت.
وفي الكويت رزق بولد اسمه احمد من مواليد سنة 1346ه‍‍ (1927م) كانت دراسته في المعهد الديني سنة 1366ه‍‍ (1946)م) بعد دراسته الابتدائية، ومكث فيه حتى 1369ه‍‍ (1949م) ثم صار يتتبع الدراسات الدينية عند المشايخ في مساجدهم او مدارسهم الخاصة، فكان من مشايخه عبدالوهاب العبدالله الفارس الذي درس على يديه الفقه الحنبلي، كما درس الحديث والتفسير على الشيخ محمد احمد الفارسي، ثم لما استوعب عُيّن إماماً في مسجد العجيري سنة 1395ه‍‍ (1975م) وتنقل في المساجد إماماً وخطيباً، كمسجد هلال ومسجد بن بحر وهو بمسجد بن ابراهيم، وهو فيما بين هذا وذاك، كان لا ينفك يتعاطى التجارة كما هي عادة الكثير من العلماء الذين يراوحون بين العلم والعمل والسعي للدنيا والآخرة.
والشيخ احمد محب للعلم ومتابع له ويتطلع الى ما ينتجه العلماء قديماً وحديثاً، ويملك مكتبة تغص بالنفائس، وهو شاعر لو ضم شعره في ديوان لجاء غنياً بالحكم وطرائف الشعر.
انتهى كلام صاحب كتاب «امارة الزبير بين هجرتين.. 3/176». قلت وللشيخ احمد الغنام رحمه الله شيوخ تتلمذ على ايديهم مثل الشيخ محمد بن سليمان الجراح والشيخ القاضي احمد عطية بن علي الاثري. ومن زملائه الملا سعود بن راشد الصقر والشيخ محمد غانم جاسم الجبر، رحمة الله على الجميع.
لقد سافرت قبل اكثر من خمس وعشرين سنة مع الشيخ الى مكة المكرمة للعمرة في رحلة برية كان رحمه الله ملح الرحلة ومؤنسها بالعلم والادب والشعر والحكايات والنوادر من الطرف، فكان رحمه الله يقول لي اذا اردت ان تؤلف كتابا او رسالة في التاريخ الكويتي، فألف عن النقرة وحولي وعندي لك عنوان جاهز، وهو «الغصن المتدلي في تاريخ النقرة وحولي»، وقد اعطاني مازحا عناوين شتى، وكنا نتباحث معه في شتى العلوم والمعارف، وكان موسوعة ادبية وثقافية عامة وعلما راسخا في الدين.
وقد ترك مكتبة تراثية في العلوم والفنون نرجو من اسرته الكريمة ان تحفظها وترعاها وتفهرسها ليستفيد منها الباحثون وطلبة العلم بتخصصاتهم كافة.
رحمة الله على الشيخ احمد غنام الرشيد، وأسكنه فسيح جناته، ونفع الله تعالى العباد بما ترك من علوم ومعارف ومكتبة. والله المستعان.

تاريخنا في كويتنا
03-04-2009, 08:11 AM
اشكرك اخوي عالقلم السارد الجميل صراحه كتبت قم ابدعتك في جمال معلوماتك الناحته

AHMAD
20-04-2009, 02:02 AM
بقلم : عبد الرحمن بن عيد السنافي - عالم اليوم
20/04/2009

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، وصلى الله على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام أجمعين، ثم أما بعد؛
حاولت أن أمسك القلم، واستحثثت نفسي مُراغِماً، وبعد لأيٍّ قبضت عليه، ولكن!! كان إمضاؤه في الصدد الذي أريده أصعب.
فالذي أقدم عليه لا يصوغه القلم وقد استقبع!!، والنفس عليلة كليمة بعد الفجع، وخطبٌ لا مساغ له؛ فكيف يتجرعه!!، ثم قلت: لعلي إذا تأملت الوسط الثقافي في البلاد أجد مماثلا، وللأسف، عالم جهبذ، وناقد بصير، جمع بين الفقه واللغة والأدب والشعر في طرافة لفظ، وهيبة سمت، امتزج ذلك كله في اتفاقٍ مع الشريعة واتساقٍ مع نصوصها؛ وانصهر في كنف الشيح أحمد بن غنام بن رشيد الحمود –رحمه الله تعالى-.

كان من الصعب بمكان أن يُحَدَّ علمُ الشيخ في تخصصٍّ دقيق لا يتجاوزه، فقد كان من العلماء المشاركين في العلوم والمتناولين لصنوف من الفنون، حتى تعذر على أحد أن يصنفه في قالب واحد، لذلك أصبح رحمة الله عليه ركيزةً مهمة من ركائز الوسط الثقافي، وسِمَةً من سمات المجتمع العلمي القديم في دولة الكويت.

طيب غرسه ومحل جذره
نزح جده رشيد الحمود من بلدة جلاجل إحدى مدن إقليم سدير الواقع باليمامة في نجد، ارتحل إلى مدينة الزبير بن العوام واستوطنها مدة، حتى عرفت بعض معالمها به، اشتهرت بئر له حفرها خارج أسوار المدينة فعرفت المنطقة من بعد باسمه، يقال لها الرشيدية، فأصبحت مع مرور الزمن موضعاً خصيباً للغرس والزراعة.

ثم رحل أبوه غنام إلى الكويت نازلاً حي المرقاب، بعدما أسس مسجداً في محلة أبيه (حي الرشيدية) اشتهر بـ(مسجد الغنام)، وولد له الشيخ أحمد سنة 1928م في الكويت بفريج ابن حمود الشايع.
وقد حدثني الأستاذ محمد بن عبدالرزاق الصانع –نزيل المدينة النبوية-: أن الشيخ أحمد عندما زار الزبير تطوع للإمامة في مسجد أبيه مدة مكثه.
وغنام بن رشيد هذا معروف عند أهل الكويت بعبادته وشدة عنايته بحضور الجماعة للصلاة مع كونه –في آخر حياته- من ذوي الأعذار غير القادرين على السير.

الشيخ كما عرفته
عرفت الشيخ كما عرفه غيري بالتواضع وخمول الذكر، وكرم السجية، ودقة المأخذ، ودماثة الخلق، وعلو الهمة إلى آخر لحظة من حياته، ذا وقار وهيبة، لا يجترئ أحد أن يتكلم في أحد بذَمٍّ وغيبة أمامه.
والشيخ حنبلي المذهب، كسائر علماء الكويت النجديين، لكنه كان صاحب اتباع وسنة، ولم يرتضِ التعصب المذهبي في دراسة العلوم الفقهية منهجاً، قال – رحمه الله-:(العبرة في مسائل الفقه بالدليل الصحيح، واتباع الدليل واجب، والعصبية لأقوال الرجال لا تجوز).

كما كان - رحمه الله – يبتعد عن مظان الشهرة، ولم يسع أبدا إليها، لذلك لم يعرفه الناس من خلال الأجهزة الإعلامية، وقد ترجم الشيخ لنفسه في آخر حياته ترجمة نشرت في صفحة (نسايم السور)، بمقابلة أدارها الأخ الفاضل الأستاذ طلال الرميضي في مجلس مكتبتي الخاص، لمّا تفضل الشيخ بقبول الدعوة، التي حصلت بها الفائدة ولله الحمد والمنة، فليراجعها من أراد.

حرص الشيخ على مناصحة الشباب في الكويت
لاحظ الشيخ أحمد –رحمه الله- توقد نفوس بعض طلبة العلوم واندفاعهم، وشدة تدفق مياه الربيع في هممهم، فكان كثيراً ما يحرص على تنبيههم لأخذ هذا الدين بهدوء، وإرشادهم إلى منهج السماحة والأخلاق وحسن العشرة والمعاملة، وقد جاهد بلسانه وقلمه ليكسر من شدة جموح بعضهم.

وفي مقابل هؤلاء، لم ينس الآخذين حظاً يسيراً من العلوم، فلم يهمل الشيخ نصيحتهم، فهم وإن كان يتقلبون في المعارف بسكينة، لكنه خشي عليهم من آفة حب التصدر والبروز الكاذب، وطالما نهى الشيخ كثيرين من السعي خلف الشهرة لنيل الأغراض أوالمصالح، وأمرهم بملازمة التواضع وعدم الاستعلاء على الناس. وإن اللهث وراء الأضواء الزائفة عرض زائل، فهو كالجليد الذي لا يلبث حتى يذوب ويتلاشى. ولم يسلم الشيخ جراء ذلك من أذية بعضهم، وهو –رحمه الله- يصبر محتسباً أجره على الله، ولا يسعى في رد جهالتهم بمثلها، بل كان يتحلم ويترفع عن كل خلق دنيء.

مكتبته
ومن أبرز مظاهر اهتمام شيخنا أبي عبدالرحمن – رحمه الله - بالعلم؛ ولوعه بتحصيل الكتب المفيدة في كل فن، وقد خلف مكتبة ضخمة جدّا، عظيمة القدر، إذ سبيله في جمعها الانتقاء للطبعات المعتمدة، والاعتناء بتجليدها وحفظها، وتسطير الفوائد في طرر كل مجلد منها، فاكتسبت قيمة لا يعرفها إلا من عالج القراءة واقتناص الفوائد.

مساعيه في طباعة الكتب النافعة
وكاهتمامه بجمع الكتب كانت له همة أخرى ذات صلة بها، فالشيخ كان يحب الكتاب، ولا يكاد يفارقه في حضر أو سفر، وكان يحب لطلاب العلم أن يصنعوا مثل صنيعه في الاقتناء والقراءة والتخلق بما قد حوته من أدب وحكمة، فانتقى رحمه الله بعض العناوين لطباعتها، أو لإعادة طبعها، على نفقة بعض محسني الكويت، ومن تلكم الكتب التي طبعها الشيخ بالأصالة، أو الإسهام، أو التصوير:«الفتوحات الربانية في المجالس العظية» (منح الشفا الشافيات)، و(دليل الطالب)، و(قطف الأزاهر) وهي تعليقات الشيخ عبدالله النوري على منظومة حديقة السرائر في نظم الكبائر، و(أوضح المسالك على مذهب الإمام مالك) لعثمان بن سند الفيلكي، نشرت بعض هذه العناوين في فترة مبكرة جدا الخمسينيات والستينيات الميلادية، ولم يقتصر على طباعة الكتب فحسب؛ بل تولى توزيعها بنفسه على طلبة العلم والخطباء، في زمن كانت حركة الطباعة ضئيلة؛ لشح المطابع آنذاك، ومن أشهر المطابع الكويتية التي تعامل معها الشيخ-رحمة الله عليه– مطبعة المقهوي الشهيرة في ذلك الوقت–و لا زالت–و غيرها، ويجدر بنا أن نقول هنا: إن الشيخ حمل لواء نشر الوعي الإسلامي في بلده الذي أنجبه، قياما بحق الله تعالى حيث قال جل ثناؤه:{وإذ أخذ الله ميثاق الذي أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه...}.

نماذج من حس فكاهته – رحمه الله -
ولعلاقته الوطيدة بالقراءة، كانت له علاقات مع المكتبات وأصحابها، يراسلهم، ويسأل دائما عن جديدهم، وكان يداعب بائعي الكتب بعناوين غريبة لا يعرفونها، رأيت الشيخ–رحمه الله– يمشي في معرض كتاب جمعية الإصلاح ، ويدخل المكتبة بعد المكتبة، فدخل إحدى المكتبات قائلاً للبائع-وكان مصرياً-:(هل عندكم من جديد؟).

فطفق البائع يريه الكتب الجديدة وهو يراها ويقول:(قديم.. قديم)، حتى نثر البائع كنانته، ولم يغرب على الشيخ بشيء، فسأله الشيخ عن كتاب الوسيط؟، فقال البائع: (عندي الكتاب)، فقال الشيخ: (أي وسيط عندك؟) فقال: (ممكن يكون معجم)، فقال الشيخ:(أريد كتاب الوسيط فيما يحصل في الأمة العربية من الخرابيط!!) فقال البائع: (لأ دا معرفوش!! لمين دا؟).
فيرد عليه الشيخ قائلا:(يسر الله إتمامه!!)
فخرج الشيخ، وأنا أقفو أثره لأرى ما يكون في المكتبة الثانية، فلما دخل ورأى ما عندهم، وأراد الخروج، رجع وقال: (هل عندكم كتاب الغصن المتدلي؟)فقال البائع: (الكتاب بيتكلم عن أيه؟) فرد عليه الشيخ: (الغصن المتدلي على طريق حولي!!)، فتعجب البائع من هذا العنوان؛ فسأل عن مؤلفه، فرد عليه كرده على الأول.

ثم ذهب إلى مكتبة ثالثة وأنا خلفه وصنع كصنيعه في المكتبتين، فظننت أنه سيكرر أحد العنوانين، فقال: (هل عندك كتاب الجواهر المرصعة في أخبار فاطمة المطوعة؟) فسأل البائع عن مؤلفه، فرد الشيخ كعادته!!.

هذه القصة على طرافتها فإنها تدل على القوة البيانية عند الشيخ – رحمه الله -، وبلاغته وموسوعيته في المفردات، حيث يركب مثل هذه الأسماء ليداعب بها أصحاب المكتبات والبائعين.
وكتب أحد أصحابي المعتنين بالتاريخ، كتاباً يريد نشره في السوق، فعرضه على الشيخ حينما كان عندي بالمجلس، فلما قرأ منه قال لمؤلفه: (كتابك هذا ما يمشي)، فاستغرب صاحبي وبهت بالقول وقال: لماذا يا شيخ؟ فرد عليه الشيخ: (كيف له أن يمشي وليست له قدمان).
رحمه الله ما أظرف مزاحه، ولم تقتصر خفة ظل الشيخ أبي عبد الرحمن على منثور الأحاديث، فقد تجاوزت ذلك إلى الأنظام الشعرية، والشيخ في القريض فحل هجمة سريع البديهة ذو طبع كما سنبينه.
رأى الشيخ سقطاً في كتاب لأحد الطبعات التجارية؛ فارتجل مرتجزاً:
فإن تكن طبـعتها العـلميهْ
فإنـها بنـقصـها حَرِيّهْ

ودخل مرة أحد معارض الكتب وبعد تقليبه النظر في رفوف الكتب المعروضة وجدها لم تأت بجديد وليس فيها ثمة إضافة، فارتجل مرتجزاً:
لكنـها من كتـبٍ مكـرّرهْ
يقرؤها الرجَّالُ حتى والمرهْ!

ولفرط حب الشيخ للكتب واقتنائها؛ فقد تأذى من أولئك الذين يستعيرون من كتبه ويماطلون في إرجاعها، فقال مرة وهو يتأوّه على ما ضاع من نفائس مكتبته:
زبانيةُ الجحيم إذا استعاروا
كتاباً دأبهم أنْ لا يردّوا

ولكننا نقول: هذا الذي ضاع على الشيخ لم يكن سوى قطرةً في بحور خزانته الزاخرة.

معرفة الشيخ بتاريخ الكويت، ومعرفته للأخبار
كان الشيخ–رحمه الله- ذا معرفة بالتاريخ، ذا تدبر له وتأمل، فمن الفوائد النفيسة التي عَلَّقناها عن الشيخ أحمد- رحمه الله – شرحه وبيانه للمراد من لفظة (الهيلك)، تلك السنة ذات المجاعة الشهيرة.
فقد احتار المؤرخون بالكويت في توجيه المفردة نحو أصولها اللغوية وهل هي من الكلام العربي أو من الدخيل، والتحقيق عند الشيخ في بيان أصولها اللغوية:

(أن لفظة (هيلك) كلمة منحوتةٌ ومركبة من جملة ذات كلمتين: (هي لك)، ذلك أن الآباء لشدة ما أصابهم من الفقر والجوع خشوا على بناتهم من العار؛ فسارعوا بتزويجهن وهم يرددون “هِي لِكْ”، وشاع ذلك، فسميت هذه السنة بهذا الاسم الدال على رثاثة الحال).

وأيضاً قال لنا الشيخ ذات مرة:
(أول ما حكم الشيخ عبدالله السالم الصباح –رحمه الله- بعد الأمير الراحل أحمد الجابر -رحمه الله - تمثل بقول الأفوه الأودي:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والبيت لا يبتنى إلا له عمد
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فإن تجمع أوتاد وأعمدة
يوماً فقد بلغوا الأمر الذي كادوا)

قال:(كان الشيخ عبدالله السالم الصباح ذا إلمام بالشعر والأدب، وكان يحفظ لامية الطغرائي، وكان مرة في مجلس يهب الأعطيات لمن حوله، فأنشده أحد الكويتيين –ممن لم يعطه الشيخ شيئاً- البيت:
تقدمتني أناس كان شوطهم
وراء خطوي إذ أمشي على مهل

فالتفت الشيخ عبدالله السالم بغضب وقال: (ما الذي حملك على التلفظ بهذا البيت)، فذكر أنه لم يعطه مما كان يهبه لمن حوله، فسأله الشيخ عبدالله السالم: (هل تعرف البيت الذي قبل هذا البيت؟) فقال الرجل: لا أذكر، فقال الشيخ:
ما كنت أؤثر أن يمتد بي زمني
حتى أرى دولة الأوغاد والسفل!!

فانكب الرجل على الشيخ عبدالله أسفاً طالباً السماحة، وهو يعتذر للشيخ بسبب الذهول عن معرفة مناسبة الأبيات، وقد كان الشيخ عبد الله السالم رحيماً حليماً؛ فعفا عنه.

وذكر لنا الشيخ أحمد: أن الشيخ عبدالله السالم كان أديباً فصيحاً، يستخدم المفردات العربية الفصيحة في عموم كلامه، من ذلك أنه عاتب رجلاً مرة فقال له: (ما كنت أظنك ضنين بزيارتنا يا فلان).
وكلمة ضنين – بمعنى بخيل- فصيحة مهجورة لا تستخدمها عامة الناس اليوم.

وكما حدثنا أيضا أن الشيخ صباح السالم الصباح–رحمه الله– أول ما حكم البلاد تمثل بقول الشاعر:
سلوا ضمائركم فالحق ما شهدت
له الضمائر شح الدهر أو طالا

وقد كتبها على كتابا من مقتنياته اسمه: الفلك المشحون.

شعر الشيخ ونظمه
كان الشيخ شاعراً مجيداً، صحيح القريحة، عذب الألفاظ، جيد السبك لما يقوله من أشعار جزلة، حيث كان يكتب مع حضور البديهة وتوقد الروح.
ساعدته في ذلك نفسه المطبوعة وسليقته العربية الخالصة، فلم يكن الشيخ متعاطياً لتكلفات أهل الصناعة الشعرية، بل كان ينساب في أشعاره انسياب المياه الرقراقة الصافية التي لا تمر على شيء إلا وتبعثه حياةً ونشاطاً.
كان رحمه الله إذا انفض المجلس وأراد القيام بعد تطييبه بالطيب يقول:
ختامُ مجالسِ الأحباب عودُ
مشيراً للأحبة أن يعودوا

ونلفت نظر القارئ إلى أن شعر الشيخ أحمد الغنام يعتبر مدونة توثيقية مهمة لتواريخ البلدانيات والحوادث وتراجم الأعلام في داخل الكويت وخارجها.
وهذه مادة غنية وفيرة يقدمها من تصدى لجمع وطباعة ديوانٍ للشيخ أحمد، فيكفي أن المراثي الكثيرة التي سطرها الشيخ في أعيان الكويت وأعلامها، تعتبر مكنزاً تاريخياً ضخماً لسيرة هؤلاء الفضلاء، وأتذكر قوله: (لقد رثيت فلاناً على لسان أهله).
والنماذج في ذلك متكاثرة، من ذلك قصيدته في رثاء صاحبه العزيز وعشيره، المرحوم بإذن الله: عبداللطيف العلي الشايع، قال في مطلعها:
أيا رحمة الرحمن هلّي وأمطري
على قبر محبوبٍ كريم الخصائل
أبي خالدٍ عبداللطيف أخي الوفا
سما في سما العلياء بدر المحافل

وأيضاً يهمني إيراد نموذجٍ من قصائده المتناولة لأحد البلدان العلمية التي كانت رافداً ثقافياً مؤثراً في النخبة الكويتية المتعلمة. إنها مدينة الزبير بن العوام، حيث استقرت رحال جده رشيد الحمود، قال الشيخ:

كم خرّجت من عليمٍ زاده شرفاً
إذ كان تلميذها والعلم كاسيها
شام الصغير لقد قالوا وقد صدقوا
قد نافست في طلاب العلم شاميها
تكاد ترقص تيهاً في فطاحلها
أهل العلوم بهم من ذا يضاهيها
وابن الغنيم بنظم الزاد جمَّلها
فلا يضاهى وأعط القوس باريها
قد سهّل الفقه في نظمٍ لطالب
حتى حوى النظم إرشاداً وتفقيهاً
وابن الحمود وقد كانت درايته
في فقه أحمد كتب الفقه حاويها
جل المسائل عن حفظ يرددها
من غير طرسٍ خبيراً في مظانيها
وكان شيخاً لعبد الله بنْ خلفٍ
بدر الكويت ومفتيها وقاضيها
وبابطين سما في العلم منزل
لا سيما في أصول الفقه عاليها
ونظمه الشعر يحكي الدر مرتبةً
ومن بحور عَروض الشعر يمليها
ومعهد قد نجا من كان قاصده
من الجهالة من حضرٍ وباديها
هي النجاةْ لذوي الأقلام مفخرةٌ
ورحمةُ الله تغشى من سعى فيها
وخرَّجت دارها فرسان معرفةٍ
في كل علم إلى أن (بيح) ضاحيها
حتى غدت مثل بهمٍ نام صاحبها
يا صاح عنها وأمسى الذئب راعيها
والبعث جرَّدها من كل مكرمة
فيا رعى الله أياماً زهت فيها
والربع صار كئيباً قد ألمَّ به
سوء المصير وظل الربع يبكيها
تبكي المساجد رواداً تعطرها
وقت الفريضة إن نادى مناديها
قف بالربوع لقد يبكيك منظرها
هيهات يرجع للأحباب ماضيها
تأسيسها عام (ظعط) جاء معتبراً
بالأبجديِّ حساباً قال راويها
رعاك ربي من عصرٍ ومن زمنٍ
فيه النفوس زكت تعنو لباريها
فكل من عاش يلقى في الدنا عجباً
لا يسلم المرء يوماً من مآسيها
أهدي السلام على قوم ذوي شرفٍ
عنها فقد رحلوا والموت طاويها
هذا ومسك ختام النظم معتذراً
إن كان في النظم أخطاءٌ ترى فيها


وأبياته واضحة المراد وفي قوله: (معهد قد نجا..قاصده) مع قوله: (هي النجاة) جناس، ولا بد من تعليق يسير على أهم ما ورد فيها من الاعلام فأما الدويحس فهو المحسن دويحس بن عبدالله الشماس تبرع ببيئة ليؤسس مدرسة شرعية ، فأما الغنيم فهو محمد بن قاسم بن غنيم الفقيه الحنبلي، تأهل بالشيخ صالح المبيض، ونظم زاد المستقنع في الفقه بما يقارب خمسة آلاف بيت، ومنه نسخة خطية محفوظةٌ بمكتبة (دارة الملك عبدالعزيز) العامرة، أما الحمود فهو عبدالله بن عبدالرحمن الحمود أحد أشهر أساتذة مدرسة الدويحس وهو من شيوخ قاضي الكويت ومفتيها عبدالله الخلف الدحيان الحنبلي. والبابطين هو عبدالمحسن بن إبراهيم أبا بطين الفقيه الحنبلي والشاعر المجوّد. ومدرسة النجاة أسسها الشيخ محمد أمين الشنقيطي بعد جلائه من الكويت إلى الزبير. رحمهم الله تعالى برحمته الواسعة أجمعين.

تعزية الشيخ نفسه في أيامه الأخيرة
زارني بمكتبتي الشيخ أحمد ومعه أثيره الأخ الكريم زكريا الكندري، قد كانت ليلة هادئة من ليالي شهر فبراير، قبل أن يتوعك الشيخ في سرير مرضه بفترة قريبة. فأريت الشيخ تقريظه لكتاب الخطب العصرية المنبرية للشيخ عبدالرحمن الكمالي، يرحمه الله من جملة تقريظ آخرين من أهل العلم كانوا ثمانية، فقال الشيخ وهو ينظر إلي بتعطف وترقبٍ، ملاحظاً مدة الأجل ومشيراً لانتهاء فسحة العمر، قال: (يا عبدالرحمن، كل المقرظين للكتاب ومؤلفه توفاهم الله عز وجل، ولم يبق في قيد الحياة غيري!)

فأجبته: أطال الله بالخير عمرك يا شيخ، ولا أذاقنا فقدك. فكان قضاء الله ولا مرد لقضائه، أن تدهورت صحته وساءت حالته، ولم تكن القضية إلا وقت تطهير وتكفير بمعاناة المرض، حتى قضى الشيخ ملاقياً ربه عز وجل في يوم الأربعاء 4 /3 /2009م رحمة الله برحمته الواسعة وحبب عليه من شأبيب أخوانه.

AHMAD
20-04-2009, 02:05 AM
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/24018231820090420.jpg

الأديب
20-04-2009, 08:44 AM
بارك الله فيكم يا مشرفنا


كم خرّجت من عليمٍ زاده شرفاً
إذ كان تلميذها والعلم كاسيها
شام الصغير لقد قالوا وقد صدقوا
قد نافست في طلاب العلم شاميها
تكاد ترقص تيهاً في فطاحلها
أهل العلوم بهم من ذا يضاهيها
وابن الغنيم بنظم الزاد جمَّلها
فلا يضاهى وأعط القوس باريها
قد سهّل الفقه في نظمٍ لطالب
حتى حوى النظم إرشاداً وتفقيهاً
وابن الحمود وقد كانت درايته
في فقه أحمد كتب الفقه حاويها
جل المسائل عن حفظ يرددها
من غير طرسٍ خبيراً في مظانيها
وكان شيخاً لعبد الله بنْ خلفٍ
بدر الكويت ومفتيها وقاضيها
وبابطين سما في العلم منزل
لا سيما في أصول الفقه عاليها
ونظمه الشعر يحكي الدر مرتبةً
ومن بحور عَروض الشعر يمليها
ومعهد قد نجا من كان قاصده
من الجهالة من حضرٍ وباديها
هي النجاةْ لذوي الأقلام مفخرةٌ
ورحمةُ الله تغشى من سعى فيها
وخرَّجت دارها فرسان معرفةٍ
في كل علم إلى أن (بيح) ضاحيها
حتى غدت مثل بهمٍ نام صاحبها
يا صاح عنها وأمسى الذئب راعيها
والبعث جرَّدها من كل مكرمة
فيا رعى الله أياماً زهت فيها
والربع صار كئيباً قد ألمَّ به
سوء المصير وظل الربع يبكيها
تبكي المساجد رواداً تعطرها
وقت الفريضة إن نادى مناديها
قف بالربوع لقد يبكيك منظرها
هيهات يرجع للأحباب ماضيها
تأسيسها عام (ظعط) جاء معتبراً
بالأبجديِّ حساباً قال راويها
رعاك ربي من عصرٍ ومن زمنٍ
فيه النفوس زكت تعنو لباريها
فكل من عاش يلقى في الدنا عجباً
لا يسلم المرء يوماً من مآسيها
أهدي السلام على قوم ذوي شرفٍ
عنها فقد رحلوا والموت طاويها
هذا ومسك ختام النظم معتذراً
إن كان في النظم أخطاءٌ ترى فيها




مطلع القصيدة مفقود هنا ... وهو في النسخة الورقية من صحيفة عالم اليوم:

دار الزبير فلا يخفاك ماضيها ** ماضٍ يشرّف قاصيها ودانيها

دار بكل فنون العلمِ قد عرفتْ ** وفي أولي الفضل قد رقّّت حواشيها

وابن الدويحسْ بنى للعلمِ مدرسةً ** ولم تزل دائماً تزهو ببانيها

كم خرّجت من عليم .. الأبيات
.

الأديب
20-04-2009, 10:02 AM
هذه مرثية الشيخ الغنام في الشيخ الكمالي رحمهم الله

وتنزيلها بهذا الشكل ذكاء ..لكن ينقصه إزالة نقطة واحدة !



أيا عابِــدَ الرحـمـنِ يبكيــكَ مِـنْـبَـرٌ .:. وتَبـكيكَ مِن بيـن الطُّروسِ القَــوافِيا




لقد كنتَ تُزْجي النُّصْحَ في كُلِّ مَوْطنٍ .:. بِوَعْــظٍ وإرشــادٍ عَنِ النُّـكْـرِ نـاهِــيا

عـليـكَ ســلامُ اللهِ يا خـيـرَ مرشِـــدٍ .:. إلى الـحقِّ قد كنتَ الطبيبَ الـمداوِيا

عـليـكَ ســلامُ اللهِ ما هَــلَّ مـاطِـــرٌ .:. يَصُبُّ عَلى مَـثْواكَ صَــبَّ الغــواديا

فيا رَبِّ يا ذا الجودِ أَكْــرِمْ مَـقامَــهُ .:. وألبِسْـهُ ثـوبَ العـفـو يا ربِّ وافــيا

فقد حَلَّ ضـيفاً في رحـابك سـيِّـدي .:. فـعـنا وعـنـه فامْـحُ إثْـــمَ المـســاويا




أن تستبدل أداة النداء : ( أيا ) بالاسم الدال على الكنية ( أبا )

فتكون الأبيات من الشيخ الغنام (أبي عبد الرحمن) في نفسه :
أبا عابِــدَ الرحـمـنِ يبكيــكَ مِـنْـبَـرٌ

وبالله التوفيق

عقاري الصوابر
01-09-2011, 04:19 AM
للعلم الشيخ المرحوم /أحمد غنام الرشيد +والشيخ المرحوم / علي قاسم حماده أولاد خاله وخوالهم هم الأرملي وذلك للإفاده

محمد
12-06-2021, 12:44 PM
للعلم الشيخ المرحوم /أحمد غنام الرشيد +والشيخ المرحوم / علي قاسم حماده أولاد خاله وخوالهم هم الأرملي وذلك للإفاده

الشيخ أحمد غنام الرشيد واخته لولوة خوالهم اسره البلوشي سكان جبله الذين منهم السكوني سليمان فهد البلوشي.