مشاهدة النسخة كاملة : مقابلات ضيوف الكويت
الأديب
20-02-2009, 08:19 PM
.
( مقابلات ضيوف الكويت )
- ضيوف الكويت (الأجانب والعرب) إن لم يكونوا كويتيين إلا أن لذكر مقابلاتهم في منتدانا مدخلاً مهمًا وسبباً مسوّغاً؛ فإن مدوناتهم التاريخية تعتبر ضمن أدب الرحلات التي ينبغي الحرص عليها لما فيها من فوائد جيدة، على بعض الأحيان.
وسأذكر في هذا الموضوع .. ما تيسر تحصيله منها.
.
الأديب
20-02-2009, 08:56 PM
(القبس)
وصلها من طولكرم قبل 50 سنة
عمر الخليل: «هدايا بلقيس» حملناها إلى الكويت
أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات من «قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات من الرعيل الاول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للايام الخوالي، الي الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان يشمل معهم عددا من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت الى الكويت قبل 40 او 50 سنة، فجاهدوا وعملوا، كل في مجاله ومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، ولن يستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت واهلها لهم.
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2008/04/11/729d75aa-cec1-4b0f-9828-2142944555d2_main.jpg
في مستهل لقائنا مع عمر احمد يوسف الخليل، قال: دخلنا الكويت عام 1958 ومعنا التوابل والبهارات، حملنا من مدينة طولكرم نباتات طيبة الرائحة، فكانوا يقولون عن البهار «عين البقر أو بهار». ومعنا ما يطيب به الاكل، حتى كبار السن من الكويتيين كانوا يسمون والدي «التبال» ، حملنا معنا الفلفل من اشهر التوابل.
واضاف: انا الان مع التوابل والقهوة التي كانت تسمى بشجرة البن العربي، شراب يدخل البدن، يروي ويوقظ وينعش، بلغ مبلغ الصدارة عند اهل الكويت، من بين الاشربة، شرابان: الشاي والقهوة، خمسون عاماً مع حب الهال والبن والقرفة والزنجبيل وجوزة الطيب.
وتذكر عمر الخليل الطائرة العربية التي اقلتهم من مطار القدس الى مطار النزهة الدولي، متذكراً الحقيبة التي كانت بيد والده، وفيها الصفقات والاسعار الخاصة بالبندق واللوز والفستق، وجوزة البرازيل «النقل» والسبال «الفول السوداني» وزيته.
وتذكر ما في الحقيبة من طلبات للعدس الذي كان معروفاً في الكويت، ومن اقدم البقول واكثرها غذاء، وفي علم الضوء صنعوا من الزجاج قرصاً فأسموه عدسة، وما سمي بهذا الاسم الا لشبهه ببذرة العدس.
قال الخليل: من بلدة فلسطينية مرتبطة بالخط الحديدي القدس – حيفا فتحها الى الانكليز عام 1918 جئنا، ونملك تخصصاً في طحن القهوة ايضاً، لدينا مكائن وآلات ضخمة تصنع البهارات وتجهزها للطعام، واول محل لنا كان في شارع دسمان بجانب مدرسة الصباح ومدرسة خديجة في الميدان، ومن جيراننا المطرب محمود الكويتي، كان له محل لبيع الادوات الموسيقية، يغلقه في النهار لذهابه الى الاذاعة، وفي المساء يفتحه،
ولم يكن في الكويت الا مطحنة غزة فلسطين في منطقة المباركية، ونحن «سمراء عدن» ولا توجد مطاحن متكاملة وجاهزة لكل التوابل والحبوب الا هاتين ولا انسى المرحوم عبدالرسول ابل، وكان محله في اول سوق الغربللي، كنا نشتري منه كل انواع التوابل.
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2008/04/11/7cd0c16a-a105-4e73-8eaf-3b6a172073cf.jpg
(الشيخ جابر زائراً المطحنة .. وبجانبه أحمد الخليل والد عمر)
السكن في «شرك»!
وقال الخليل: عند وصولنا قال احد المستقبلين للوالد: سكنكم بين البحر واكبر ساحة في الكويت، وهي الوحيدة «الصفاة»، وعندكم المدارس ومنها: المدرسة الشرقية للبنين، ومدرسة الصباح التي انشئت سنة 1948، وفي الشرق دار للسينما عند وصولنا عام 1958 بدأ العمال بهدمها، وكنت اسمع كلمة «شرك» اي «شرق» من الكويتيين.
وقال: انتقلنا بعد الشرق الى حي في شرق العاصمة، وعرفت من الطلبة في المدرسة انها كانت ارضاً صلبة فيها حجارة، وان اول من سكنها صبر على ارضها الصلبة خصوصا اثناء حفر الآبار او برك الماء، واما في اللغة فكلمة الصوابر «جمع: صبر» وهي الحجارة المتجمعة الغليظة، وقيل عن الصوابر ايضاً انها شجرة شديدة الحموضة.
اضاف عمر: كنت اقطع مسافة من منزلنا في الصوابر الى المدرسة المباركية بين القبور.
واما عن الدراسة فقال: ثم درست في المعهد الديني بالقرب من حي البلوش خلف مقبرة «مدوة» ثم تحول الى مدرسة كاظمة، ودرست في «الارشاد الاسلامي» ذات المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ثم اكملت الدراسة في الهند.
العاب المقبرة
قال: كنا نلعب في فريج الحساوية وكان يعرف ايضاً بفريج الصوابر، كل العابنا كانت في المقبرة منها: لعبة عماكور التي تعصب عين واحد من اخواننا، واذا اراد ان يصطادنا يضرب بشواهد القبور، ونصيح عليه «عماكور طاح بالتنور»، وصلاة البقر، ولعبة صبت، والبلبول والدقة، وخروف مسلسل، وما احلى الحبال عندنا في فصل الربيع وفي المقبرة الهادئة من الناس، كنا نضع الفخ، والصلاية، وبأيدينا النباطة،
ومن طيور المقبرة: الحمامي – الاشول – السمنة – السلاحي – الزعرة – الشولة – الذبابي.
وتحدث عن الخرافات التي كانت تقال لهم ان في المقبرة اشباحاً خصوصا في الليل، قال: كنا نخرج منها مع اذان المغرب، واحياناً نشاهد بعض الناس يدخلون المقبرة من الفتحات في السور للعبور الى الجهة الثانية، نعتقد انه شيطان او شبح.
اقاويل نسمعها لا صلة لها بالحقيقة: لا تصفر في المقبرة خوفاً من الحيات فتخرج، ولا تشعل ناراً فيها خوفاً من الاشباح، واذا اردت ان تكون ساحراً خذ رأس خروف وادفنه في المقبرة، ومن الاقاويل تجد في الليل ساحرا يطير في المقبرة عليك الخروج منها مع غروب الشمس، وانا لم اشاهد شيئا من هذه الخرافات طوال طفولتنا وشبابنا مع اخواني اثناء اللعب في المقبرة.
«حمصي» ببنطلون
وتذكر الخليل بعض الكلمات التي كانت تطلق عليهم من بعض الاولاد اثناء لعبهم او في المدرسة، فقال: كلما شاهدوا استاذا او رجلاً بالبنطلون والقميص قالوا له «حمصي» واذا التقوا رجلا لونه احمر ايضا يقولون عنه « أكال صمون ممون» و «حمصي»، واحيانا كنا نرد عليهم او ان معلمنا يشرح لهم، ان الحمص المطبوخ ينفع للصداع، ويصفي الصوت، ويزيل السعال، ويحل عسر البول، وان الحمص الاسود يفتت الحصى.
واما اذا التقوا الاولاد فيقولون بصوت منخفض: هذا مصري «اكال الفول» وايضا كان المدرس يشرح لهم ان الفول يقوي المفاصل ويعالج الرئة والصدر، وماؤه يلين الصوت، وكنت اسمع المدرس يقول: هذا له اسماء منها: الباقلاء ــ الباقلي ــ الجرجير ــ الجمي، واما الحبة الصغيرة من الفول تسمى «الفول المصري» و«فول الخيل»،
وقال: الخيل: اتذكر مدرس اللغة العربية كتب على السبورة:
«فصوص زمرد في غلف در -- بأقماع حكت تقليم ظفر
وقد خاط الربيع لها ثيابا -- لها وجهان من خضر وصفر»
واحيانا يردد ويكتب ويقول: يا اولادي وطلابي:
كأن ورد الباقلاء اذا بدا
لناظريه اعين فيها حور
كمثل ألحاظ اليعافير اذا
روعها عن قانص فرط الحذر
كأنه مداهن من فضة
اوساطها بها من المسك اثر
وقال البقال عمر الخليل: والان وبعد هذه السنوات يأتي هؤلاء الاعزاء ويأخذون من محلنا الحمص والفول، نعم لا نرد عليهم لان كلماتهم (غشمار) مزاح وغشمرة، ايام لا تعوض اخوة بالله ولهم الفضل علينا بعد فضل الله على الجميع.
ذكريات لا تمحى وستبقى معي الى الكفن وفي القبر. ابوابنا كانت مفتوحة والجيران لا انساهم: بيت امان والصايغ الشواف والعسكر والصفار والنقي، وابو شاكر دشتي، واكبر مشاجرة بيننا لا تدوم اثارها سوى ساعات فقط، ومن معالم فريج الحمصي كما قالو لنا بائع الفحم، وخبازنا ابو محمد، ومطعم باجة، وصائغ يعمل بالذهب، وقصاب.
التوابل الكويتية
وقال: نحن عائلة الخليل من طولكرم نعرف في البهارات (التوابل) معرفة جيدة من اصلها في التاريخ القديم إلى ان دخلنا الكويت، وكان أهلها من مستخدمي التوابل، وكانت تقدم هدايا عند عودتهم من الهند وكراتشي عبر البحار والمحيطات اشهرا طويلة، ان كانت للتوابل اهمية، فكيس من الفلفل او القرفة او القرنفل يساوي ذهبا، وهدايا للملوك والسلاطين،
فكانت ابل ملكة سبأ بلقيس تحمل بالهدايا من التوابل الى الملك سيدنا سليمان. وتحدث عن ان التوابل الهندية، التي كانت تصدّر الى الكويت غالية الثمن، ومازالت الكويتية مع البهارات وتحسن طعم مأكلها، وتجعل مائدتها اكثر اقبالا عليها، وكانت تعرف نوع التوابل الذي يؤخذ من اجزاء النبات كبراعمه وجذوره وسوقه ولحائه، وكانت تضيف التوابل الى الطعام لتثير الشهية.
ومنها: هيل، زعفران، حبة حلوة، يدنزبيل، كركم، فلفل اسو، عرج الهيل، مسمار، دارسين، سنوت، ومن النوى: طعام بمبر، وصبار، لوز البحرين، وطعام الخوخ، وطعام مشمش المعروف بـ «عنكيش».
وقال: نحن مازلنا مع بعض المكسرات القديمة منذ 52 سنة مثل: حب كرع، نكل، عنجكك، نبك، سبال، حب ركي، حب شمسي، باجلة محموس، حب بطيخ، بيذان.
ويضيف : كل هذه التوابل نستوردها الان من الهند اولا المصدر الرئيسي للعالم، ومن مصر وسورية، والامارات العربية المتحدة التي استولت على هذه الانواع وبدأت توزع على اغلب الدول بعد ان كانت الكويت هي التي تصدر للامارات وللعراق، وعرفنا ان بهار كلمة سنسكريتية تعني: بلاد الهند BHARAT ، وكان البهار خصوصا الينسون يوضع في كيس ويعلق في خزانة الثياب لتعطير الهواء وقصب الذريرة يرش على ارضية الغرف، وهذا الفلفل جاء في المرتبة الثالثة بعد الذهب والفضة، والمر في صنع البخور، والكركم يستخدم في صنع الآيس كريم والشوكولاته والحلوى، والفلفل الحلو بذوره تستعمل في تقطير الصابون، والتوابل هي التي صنعت التاريخ في اوروبا مع الشتاء وهي التي اكتشفت بسببها دورانا حول الارض.
وبسبب التوابل عرفت اميركا عن طريق كولومبس، وهذه التوابل التي سرقت وهربت الى كثير من بقاع الارض لاستزراعها هناك.
اللهجة تتراجع
ويقول رغم النمو والتطور في مختلف اوجه الحياة في المجتمع الكويتي الجديد، ورغم هذا الانغماس التطوري الجديد لكن الكويتيين مازالوا مع البر والخيام والسدر، وبعض البيوت الحديثة ادخلت الجنادل وعلى مائدة الكويتي الرهش والحلوى والاقط والجرثي والخريط، ومازال بعضهم مع القديم رغم البترول والهجرة وفتح ابواب الكويت للهجرات بانواعها فان اللهجة سلكت وتطورت بسبب ادخال بعض الالفاظ مثل: غسالة – خلاطة – عصارة وكاسيت وكلمة لاين مان – جدر كاتم – وماسكرا كلمة تعني «كحل».
وقال الخليل: من خلال 52 سنة في الكويت شعرت ان اللهجة القديمة التي كنت اسمعها قد خلت استعمالها وبحكم عملي الآن لم اسمع كلمة سراي وتربك، وكميخ تعني البلادة وكذلك إمدمغ، وربربي وبالع راديو وعوا الصيخ، وحتى الهوشات والمشاجرات والنزاعات ضاعت كلماتها اين إبطحه ورضه ويره وجفته وتله.
وامرده وافدسه، وشمخه ومجع شعره قال: نحن باعة التوابل كنا نسمع من الاولين كلمة نكدي وجكي وفكدي وسلف وخرص، وحتى الوزن كان له كلمات تخرج من القلب واللسان تعبر عما في الاحساس والمستوى المعيشي للفرد، خاصة عندما يطلب القليل او الكثير كنا نسمع: يا حجي عطني «جيله» اي بقدر استكانه، وآخر يطلب «مغرفة» و«خاشوكه» و«غمطه» و«عذله» و«كوده»، واما المقتدر وميسور الحال فكان يطلب صرخي (اي: كيس سكر)، وغرابية لماء الورد واللقاح، وسحارة شاي، يونية للعيش و،باردان وعاء للبضاعة غير الموزونة، واذا فسدت الحبوب عندنا كانت تقول الكويتية لا تعطينا الحبوب المنتخره، ولا الزيت الحزر، واي حب يفسد يقال عنه صالم او فاسد وحزر وحشف، مسميات تلاشت وبعضها سيتلاشى مع الزمن لا سمح الله.
وقال: تعلمت وتأثرت بهذه اللهجة من الامهات الكويتيات عن كيفية اعداد الطعام، وعندما تطلب البهار الخاص للبرياني او بهاراً للسمك المقلي او للمرق والمموش والمعدس، حتى ان زوجتي اصبحت فنانة بالطبخات الكويتية.
دخلت البحر بالتناك
لبست ازاراً (وزار) ذلك الثوب الذي كان يحيط ويستر اسفل البدن، وانا ادخل البحر للاستحمام او اجلس مع اخواني على (اليال) ساحل البحر لصيد الاسماك، كنت اضع الطاسة (اناء) وبداخلها طحين واغطيها بقطعة من القماش في وسطها ثقب لجلب السمك لتدخل داخل الطاسة.
قال الخليل: دخلنا البحر بالتناك وهو زورق صغير صنعناه من علب التنك كان يحمل شخصاً واحداً يسير باتجاه الريح مع الشراع الصغير نسير مسافة قصيرة فار (القاف) السور، واكثر المرات كان ينقلب، قضينا ساعات طويلة بالقرب من نقعة شملان بن علي آل سيف، تركنا التناك اثناء غرقه وصلنا الساحل، طلب منا صاحبه 10 دنانير واتذكر اسمه (غانم) منزله كان عند موقع القرية التراثية.
واخيراص تذكر عمر قصة عدنان الشواف عندما فقدوه في المقبرةاثناء اللعب، كانوا ينادونه بأعلى اصواتهم فيرد عليهم صدى اصواتهم. اعتقدوا انه الجن والشياطين فهربوا خوفاً وعندما وصلوا البرامة وجدوه امامهم يأكل الدندرمه (البوظه).
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2008/04/11/12ce10eb-4bae-4652-82f0-538cde09bdde.jpg
(الشيخ عبد الله الجابر زائراً مطحنة سمراء عدن)
.
الأديب
22-02-2009, 03:10 AM
(جريدة الراي)
علي عبدالرحمن عوض:
كنت بائعا متجولا في الدوغة سنة 1960
الحياة محطات وتجارب فيها العبر والعظة فهي مدرسة حقيقية تجمعت فصولها فأصبحت مستودعا حوى ضروبها وروافدها لكي يستفيد منه الاجيال المتلاحقة على ارضها ومستقرها... ضيفنا اليوم مر في محطات عدة في حياته العملية الذي ركب قطارها وهو ابن ثلاثة عشر من عمره تنقل في مراحل كثيرة اولها كانت في مدينة الشام عندما جاء من قرية من احدى قرى بلاد حوران في سورية ثم جاء للكويت فشاهد وعاصر تطورها يحدثنا عن هذا كله واسهب معنا فيه مرورا بسفره إلى دبي وعودته للكويت احاديث شيقة ومتنوعة فلنترك له ذلك:
ولدت في الجيزة احدى قرى حوران من البلاد السورية وقريتي كانت ذات طابع زراعي يزرع بها القمح والشعير والعدس اما اليوم فلقد اخذ الناس يزرعون الزيتون والعنب اما في الماضي فلا اذكر الا القمح والشعير والعدس واعتماد الناس في هذه الزراعة كان على المطر .
اما وسيلة الناس في الشرب فهي ابار وبرك على مسيل الوادي متوافر الماء بها على مدار العام وهو ماء حلو... والدي كان مزارعا مثل ابناء بلدة الجيزة وهو لا يقرأ ولا يكتب اما انا فلقد حفظت القرآن عند الشيخ محمد النايف حتي ان من يتم حفظ القرآن يعمل له حفلة يلبس لباسا جديدا «زين» ثم يقدم للجمع عشاء او غداء... وبعد الشيخ محمد النايف توجه للدراسة في المدرسة ولكنه عند الالتحاق بها ارادوا دفع اجرة مقدارها نصف فرانك فقال الوالد خلاص ليس هناك دراسة.
البدو
نحن اهل ريف وكان يأتينا في زمان الماضي بدو من اهل الخليج وسورية، اهل حلال بعد الحصاد يأكلون ويشربون من الوديان يقيظون على تلك البرك المتوافر بها الماء.
العمل
اول عمل زاولته زراعا في قرية الجيزة وكان عمري لا يتجاوز ثلاثة عشر عاما وزراعا بالاجرة فالمزارعون عندنا يزرعون الحمص والشعير والعدس والقمح والاجر كان زهيدا جدا جدا ويكون من الحصاد 200 كيلو واذا لم يأت مطر يرحل الاجر إلى السنة المقبلة... بعد ذلك انتقلت إلى الشام حيث استقليت حافلة كبيرة «باص» وكان ذلك سنة 1957 واخذت اعمل في سوق المرجة حمالا بالاجرة اخذت اجرة نصف ليرة وعملي من الصباح الباكر إلى المساء وكنت اسكن في فندق ذي غرف كثيرة وكل اربعة اشخاص في غرفة والاكل والشرب متوزع بينهم وانا كنت اسكن مع مجموعة من بلدنا «الجيزة»
والمرجة كان سوقا كبيرا والناس متوافرة به مكثت في هذا العمل ثلاث سنوات بعدها خدمت بالجيش الالزامي سنتين وكانت خدمتي في البنك ثم اخذت اجازة ثلاثة اشهر وذهبت إلى اهلي في الجيزة وعندما اردت ان اسلم على والدتي قالت لن اسلم عليك حتى توافق على الزواج من «فلانة» وهي بنت عمي فأمي كبيرة بالسن ووالدي كبير بالسن وارادت امي ان اتزوج مبكرا حتى تخدمها زوجتي فاخواني كانوا يعملون خارج «الجيزة» فوافقت وكان المهر خمسة الاف ليرة سورية لكنه ليس متوافرا عندي فدفعت بدلا منه قطعت ارض فوافق عمي على ذلك اما التجهيزات الاخرى فكانت من صاحب دكان عندنا في القرية اخذتها منه «سلفا» اي دين وتم الزواج.
الكويت
عندما ذهبت إلى الشام وعدت في احدى الزيارات رأيت بعض الاهالي عندنا في بلدنا يبكون لان ابنهم تغرب وذهب للكويت ولم اكن اعرف عن الكويت شيئا ولاول مرة يطرق سمعي اسم الكويت ثم اخذ يتردد شيئا فشيئا وكنت اظنها وراء الجبل الذي كان محاذيا لبلدنا من جهة الشرق... لكن زاد زكرها عندنا وسافر اليها اخي الذي اكبر مني وبعض ابناء البلد فعزمت امري وسافرت عن طريق ابوكمال في سورية ثم العراق حتي وصلت للكويت
واظن انني عاشر واحد من بلدنا جاء للكويت والطريق الذي سلكته عند مجيئي كانت مدته ثلاثة ايام... وصلت إلى المنطقة التي بين العمرية وخيطان والتي بها مسجد الحمضان وكان في موقعه محطة بنزين فسكنت عشة مقابل نادي التضامن اليوم جهة خيطان ولم تكن هناك بيوت بكثرة، انا سكنت مع بعض ابناء بلدي وبدأت اعمل معهم كما كانوا يعملون وعملهم هو بيع السمبوسة متجولا على الاهالي من الصباح إلى بعد الظهر فليس هناك اعمال متوافرة والامور مقبولة ولا مشاكل والناس تحب ان تساعد بعضها.
البنشر
أخي افتتح بنشراً في العضيلية، أما أنا فقد تغير نشاط عملي وأخذت اعمل في بيع الكاز مستغلا عربة يجرها حصان واشتري الكاز من محطة البنزين التي بين خيطان والعمرية والناس كانت تستخدم الكاز بشكل يومي وهو من الضروريات عندها في تلك الأيام.
والمكان الذي كنت أبيع به الكاز هو الدوغة في شوارعها، لا أخرج منها وهي اليوم المكان المجاور للحديقة إلى الشارع الرئيسي حتى البنك الأهلي ويبدأ عملي من الصباح الباكر حتى الظهر ثم استريح واعود بعد العصر إلى الساعة التاسعة مساء... كان من يريد الكاز يضع التنك أمام بيته، فالبيوت كانت مجاورة للسوق والعشيش متفرقة حولها، أنا أملأ التنك واذهب والتنكة كان سعرها 200 فلس وكنت أعمل على هذه العربة لوحدي أخذت في هذه المهنة ثمانية أشهر ثم بعت العربة وحصانها.
الأخر
انتقلت بعد ذلك للعمل مع اخواني في البنشر الذي اخذوه في الفروانية وكان لي راتب مقداره سبعة دنانير من الصباح الباكر حتى الليل تبديل زيت وتصليح بنشر وقد تعلمت هذا كله من اخواني والزيت كنا نأخذه من شركة منصور محمد منصور.
والشغل والعمل كان بكثرة فليس هناك محلات منافسة كثيرة والكويتيون في ذلك الوقت هم يصلحون سياراتهم بأنفسهم أما نحن فكنا نبدل زيتاً وبنشر وسبرنغات والزيت الذي نقوم بتبديله نرميه أمام المحل حتى تصير الأرض قوية في وجه الرياح والغبار العجاج الكثير في تلك الأيام، وكانت بلدية الفروانية مقابل محلنا وهي لا تمانع من ذلك حتى تصير الأرض صلبة ولا يتطاير الغبار في الشتاء،
كنا نقيم في داخل المحل أما في الصيف فننام في الساحة الخلفية للمحلات والسوق، فالكل كان يفرش وينام في تلك الساحات المتناثرة والقريبة من سوق الفروانية ومحلات الترفيه وكانت المحلات التي من ضمنها بنشرنا ملكا للشيخ خالد الأحمد الصباح.
القدوم
أثناء عملي مع اخواني في البنشر جاءت زوجتي للكويت فاستأجرت بيتا مقابل المحل الذي اعمل فيه وكانت قيمة الايجار سبعة دنانير وهو عبارة عن ديوانية مع مطبخ وحمام، وفي تلك الايام كانت العشيش بكثرة لكن راتبي كان سبعة دنانير وسكني سبعة دنانير، لذلك رجعوا أهلي مرة اخرى لسورية بعدها بأشهر فتحوا اخواني محلا في العضيلية وعملت به وكان ذلك سنة 1967.
دبي
ارتحلت إلى دبي الساحلية بعدما عملت في بنشر اخواني في العضيلية حيث استقللت لنجاً بمئة روبية وكانت هذه المنطقة ناشئة صغيرة ليست كبيرة وكل ما فيها يأتي من الكويت المدارس والبيوت والمستوصفات كانت اوضاعها متواضعة جدا وبها المساعدات الكويتية متوافرة وأنا حين ذهابي اليها تسلفت من احد المعارف ثلاثمئة روبية لكي أتهيأ للسفر... ودبي في تلك الايام بيوتها قليلة وهناك من يسكن العشيش أما أنا فسكنت عند اناس من بلدي لم أجد العمل متوافراً بسرعة ولم يبق معي من المبلغ الذي تسلفته الا «30» روبية وتعبت نفسيتي من عدم توافر العمل بسرعة، لكن الله سبحانه وتعالى يسر لي عملاً في شركة يوغوسلافية كانوا يريدون سواقاً فتقدمت وعملت معهم وهذه الشركة كان منوطاً بها انشاء مطار دبي.
الراتب
كان راتبي في الشركة اليوغوسلافية 200 روبية يبدأ من الصباح الباكر حتى الثانية بعد الظهر والأكل والسكن عليهم، قبضت عاما كاملا ثم عملت في شركة كوكاكولا التي في دبي وكان صاحبها مرزوق الشملان وهو كويتي ولي أنا راتب 350 روبية مع عمولة عشرة في المئة والسكن والأكل على الشركة بعد اربع سنوات ونصف السنة من عملي سافرت إلى بلدي في سورية على الخطوطة الجوية السورية وكان مكتبها في دبي يمثل السفارة السورية، وكان مدير الشركة التي اعمل بها يريد مني ان ارجع للعمل في الشركة مرة اخرى لكن موظفاً في الخطوط الجوية السورية قال له عندما سئل عني ان علي قد وصل ساحة المرج.
العودة
بعد ذهابي إلى سورية رجعت للكويت وعملت في محل الدوغة الذي كان به اخواني وقد استمر هذا المحل خمسة عشر عاما ولي به معاش ثلاثون ديناراً والمحل مقسم إلى جزءين فخطر على بالي ان اجعل الجزء الذي نستريح به محلا للزينة فعزمت امري وذهب حيث تباع اغراض الزينة وكانت بالقرب من السينما الحمراء حيث اتيتها ظهراً ظناً مني انها مفتوحة لكن علمت انها شركات وتعمل على فترتين الصبح والمساء، وأنا كنت أتصور انهم مثل عملنا في البنشر، انتظرت حتى الساعة الرابعة بعد العصر، بعد ذلك فتحوا ابواب الشركة لاستقبال الزبائن وأنا من ضمنهم فاشتريت بدينار ونصف اغراض زينة السيارات ثم رجعت إلى الدوغة «الفروانية» وجعلتها في الجزء الاخر للمحل بعد فترة اصبح كل ذلك الجزء مليئا بأدوات واغراض زينة السيارات
وقسم المحل بيني وبين اخواني جزء زينة السيارات لي والبنشر لاخواني... اخذت ادفع ايجاراً شهرياً سبعة دنانير وكان ذلك سنة 1971 ولم تكن صناعية الشويخ قد انشئت لعمل كراجات، والشركات بل محلات السيارات كانت في الكويت استمر عملي بالنمو فكان عندي سيارة وانيت اذهب إلى سينما الحمراء التي عندها محلات زينة وآتي بالنياكل وهرنات وطوس السيارات واعمل في محلي من ساعات النهار الأولى حتى اخر الليل .
وقد جعلت معي عاملاً هندياً يعرف عمل زينة السيارات وكيفية التركيب والقص ووضعها في الشكل الملائم والمناسب، خصوصا الخطوط التي توضع على جانب السيارة وأنا جعلته يعمل عندي حتى اتعلم منه ذلك العمل الجديد علي، وراتب ذلك الهندي كان اثني عشر ديناراً، مكث عندي عاما كاملا استمر عملي بالنمو والازدياد
وقد علمنا ان العقار الذي نحن فيه سوف يثمن وأن مالكه يريد منا ان نخلي المحلات التي فيه فذهبت أنا نيابة عن اصحاب المحلات وكان ذلك العقار للشيخ خالد الأحمد الصباح فأعطاني مشكورا وجزاه الله خيراً سنة نمكث بلا دفع ايجار ثم جدد لنا سنة ثانية حتى اصبحت المدة ثلاث سنوات ونصف السنة ونحن في ذلك العقار حتى ثمّن وخرجنا منه.
الثاني
استأجرت محلا اخر بدل ذلك المحل الذي ثمن عقاره من قبل الدولة وقد دخلت في هذا المحل الجديد قطع غيار سيارات التي انا اعرفها واتيت بعامل يركب تلك القطع شيئا فشيئا تطور العمل لدينا حتى اخذنا نعرف قطع غيار السيارات جميعها واصبح المحل لقطع غيار السيارات وصارت الشويخ بها شركات قطع غيار السيارات بعدما كان مكانها في شارع الامن العام
وبدأ عملنا بالازدهار ولم اقتصر على شركة معينة بل كل شركات قطع غيار سيارات اتعامل معهم... اما اسم محلي فقد اخترت له اسما في بلدنا في سورية وهو قلعة بصرى وهي قلعة اثرية تبعد عن بلدنا عشرين كيلو من جهة الشرق ومكثت في المحل عشرين عاما بعدها انتقلت إلى محل اخر واصبح معروفا لدى الجميع حيث استمر اكثر من ثلاثين عاما وكنت اخذ من الشركات بالاجل لانني محل ثقة عندهم اكثر من ستين شركة التعامل معها في شراء قطع غيار السيارات ومستلزماتها.
نادر
شهرتي بين اهالي الفروانية هي ابو نادر فلا احد يعرفني الا بكنيتي ابو نادر والكل له علاقة طيبة معي من سنين طويلة على سبيل المثال المرحوم الشاعر الكبير مرشد البذال كان صديقا واسرة النزال وعباس الربيع وعضو مجلس الامة السابق عباس حبيب المناور ومطلق النزال مختار الفروانية وجميع اهل الفروانية والكويت الطيبين هم اصدقائي واهلي فأنا لي عمر معهم.
السرقة
تعرض محلي للسرقة مرتين في الاولى اتصل علي جاري في المحل وهو حين ذهب لصلاة الفجر رأى المحل مفتوحاً فاتصل واخبرني فقلت ان الذي فتح المحل لا يريد قطع غيار بل فلوس ولا يوجد في المحل الا «350» فلسا وفعلا جئت إلى المحل ووجدت صندوق الفلوس مكسورا وقد اخذ ما به... اما المرة الثانية فوجدت القفل مكسورا والاوراق مبعثرة حيث لم يجد السارقون فلوسا في المحل فبعثروا الاوراق وكلتا الحادثتين لم ابلغ بهما الشرطة.
الاولاد
ابني نادر من مواليد 1969 هو مهاجر في اميركا اما منذر فهو من مواليد 1970 والثالث من مواليد 1971 اسمه كويتي على الكويت فهي تجري بدمائنا ومحلها قلوبنا اما البنات ورده وامنة وسارة... وحين وفاة الشيخ صباح السالم الصباح كنا في نزهة في البر فسمعنا بوفاة الشيخ المرحوم وكان ذلك اثناء ذهابي بزوجتي إلى مستشفى لاجل الولادة فلما ادخلت المستشفى جاء بمولود ذكر، واسميته على الشيخ صباح السالم، فقلت اسمه صباح لكن لم يمض وقت حتى قالوا لي لقد توفي بعد الولادة فلم يكتب له حياة.
المواصلة
معي من ابنائي في المحل منذر وكويتي وهما يحملان الشهادة الثانوية اما نادر فهو مهاجر إلى اميركا وقد زوجت اولادي جميعهم في يوم واحد وبنيت لهم فللا في بلدنا كل فلة دوران على مساحة سبعة الاف متر حتى بناتي كان زواجهن في يوم واحد.
التحرير
عندما حررت الكويت الغالية لم تكن الكهرباء متوافرة وكانت قوات الشرطة متوافرة في مخفر الفروانية فذهبنا لهم واعدنا تيار الكهرباء على بطاريات كانت عندي في المحل كل ذلك مساهمة وواجب علينا تجاه الكويت الغالية وقد جاء في كتاب شكر وتذكرة إلى مطار من غير جواز سفر فذهب إلى اهلي حيث أنني كنت في الكويت اثناء الغزو.
الناس
الناس إذا ارادوا وصفا في الفروانية سواء المواطنون منهم ام المقيمون فهم يصفون ويرشدون على محلي حيث يقال محل ابو نادر هل هو امامه ام في شارع محل ابو نادر ام قريب منه وقد يتواعدون عند المحل... كان يأتيني بعض الزبائن يوم كانوا صغارا واليوم هم كبار وقد اذهب للمراجعة في الادارات الحكومية فالتقي معهم وانا لا اعرفهم وهم يعرفونني ويستقبلونني بكل رحابة ويعرضون مساعدتهم.
يوسف
من عملائي الذين كانوا يأتونني وهم صغار في العمر يوسف الميلم كان يأتي المحل وهو صبي صغير على دراجته الهوائية «غاري» وكنت انفخ عجلاتها بالهواء واليوم هو مدير في بلدية الكويت.
الحج
الحمد لله حججت مرتين الاولى كانت مع لافي الهرير والثانية مع حملة المناور.
الأديب
23-02-2009, 02:03 AM
صفحات من الذاكرة البروفيسور البلغاري كاراجوزيف:
( أنا أول جراح مخ في الكويت ومن العشرة الأوائل في العالم )
أجرى الحوار: جاسم عباس
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2008/03/21/a26dda93-d12d-4821-9cd5-11f8d08023d6.jpg
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..
في مستهل لقائنا مع البروفيسور لوبومير كوستارينوف كاراجوزيف قال: أنا من مواليد بلغاريا (صوفيا) سنة 1921م، عمري الآن 87 سنة، وانا اقدم بروفيسور في العالم ومن ضمن العشرة الاوائل الاكاديميين المتخصصين في جراحة المخ والاعصاب، دخلت الكويت بعد عدة زيارات مع الوفد الطبي البلغاري الذي كان يزورها، دخلتها ولم يكن فيها الا شارع الجهرا والجديد المؤدي الى ساحة الصفاة، الكويت كانت مدينة هادئة لا ضوضاء للسيارات، خصوصا منطقة الشويخ التي سكنتها في مساكن الاطباء والمسؤولين الكبار الذين يزورون البلاد، السكن كان من املاك الدولة، علاقاتنا داخل المسكن كانت قوية واخوية ولم نشعر بالغربة بالاضافة الى متابعة المسؤولين لنا، واستفسارهم عن احوالنا، ولا انسى من الشخصيات برجس حمود البرجس، والدكتور عبدالرحمن العوضي.
كانت الزيارات لتبادل الخبرات والاتفاقيات الطبية، علما بأن بداية الستينات كانت بداية التطور الطبي في الكويت، لدرجة عندما اجريت اول عملية جراحية لاحد اثرياء الكويت آنذاك لا يوجد طبيب متخصص في جراحة المخ لكي يساعدني، فأرسلوا لي دكتورا متخصصا في المسالك البولية قام بمساعدتي في العملية الناجحة.
وقال كاراجوزيف: بعد هذه العملية الموفقة وغيرها وخلال فترة الزيارة طلبت الصحة الكويتية من الصحة البلغارية بعقد سنة للعمل في الكويت فوافقت وانا اول جراح للمخ والاعصاب في الكويت، وفي بداية الستينات كنا اربعة بلغاريين كلهم غادروا وبقيت انا ولم يوجد فراغ، 24 ساعة في المستشفى وفي حالة استنفار.
تخصصات نادرة
وتحدث البروفيسور كاراجوزيف عن اول طالب كويتي وهو الدكتور والاستشاري مدير مستشفى ابن سينا تخصص في جراحة المخ والاعصاب، كان ذلك بعد ان اقنعته وبعد اصراري عليه والاتصالات مع المستشفيات البلغارية، وهو اول طالب عربي كويتي تخرج بعد 5 سنوات، وكل ما اقوله انه اصبح من ضمن اسرتي في بلغاريا، وكنت اتابعه واتردد عليه، لي ولد واحد وكلبي العزيز ليربي واعتبر عباس رمضان من ضمن هذه الاسرة مع زوجتي الغالية، وها هو قد حصل على شهادة الدكتوراه في جراحة المخ والاعصاب، ثم تبعه الدكتور علي الكندري والدكتور يوسف العوضي، ولا يوجد مقر للجراحة كنا نجريها في مستشفى الصباح.
اضاف: في الكويت قبل وصولنا كجراحين للمخ والاعصاب كان الجراح العام هو من يقوم بالجراحة واذا كانت حالات صعبة ومشتبه بها ترسل الى لندن او اميركا واحيانا كان المريض يموت لعدم وجود اجهزة تكشف النزيف والاورام، فكان التشخيص مبدئيا وغير متطور.
600 عملية في السنة
وقال البروفيسور البلغاري: اول عملية اجريتها عام 1947 اثناء الحرب العالمية الثانية بعد تخرجي في الكلية الطبية في عام 1944، وفي هذه الفترة كنت اشارك في العمليات الجراحية بمعدل 600 عملية كنت اجريها في السنة الواحدة، وانا الان من 60 سنة في غرفة الجراحة اجريت اكثر من 30 الف عملية جراحية للمخ والاعصاب، استمتع عندما انقذ اي مريض واشاهده يتحدث ويأكل، ومازلت اجري الجراحات واستمتع، بمشواري مع الاف العمليات.
واضاف البروفيسور: اجريت عمليات للمشاهير في العالم من السياسيين والاقتصاديين والفنانين في اوروبا واميركا وكوبا وزعماء من المانيا، ومشاهير من العوائل المالكة في الدول العربية.
انا موجود على هذه الارض الطيبة منذ التحرير، وامنيتي ان اقدم لها كل ما املك من الخبرات، ومستشفى ابن سينا بيتي، وكل العاملين اولادي، وانا بين هذه الاسرة سعيد جدا، وانصح ابنائي الاطباء بالاخلاص لا الرياء، وليكن العمل قربة وعزة بين الناس وطيب الرائحة، فالاخلاص في العمل تخليصه من الشوائب كلها، ولا تعبد هواك ونفسك.
فيلجة.. فلج
وتحدث البروفيسور عن جزيرة ارضها خصبة وماؤها جار فقال: كانت غنية بالمياه والزراعة، شاهدنا القمح والجزر الوردي الجذاب، كانت تصدر فيلكا كميات كبيرة الى الديرة، واكلنا الخيار الطويل يسمونه «طروح»، وتذكر هذه الرحلة مع المرحوم الدكتور عبدالرزاق العدواني فقال: رحلة اعتبرها سياحية غنية بالذكريات منها، اشجار النخيل والسدر والخضار وبعض الفواكه، فيلجة، فيها اعشاب لو استغلت لشفت كثيرا من المرضى، رحلتنا في الستينات شاهدنا فيها مزارع مسورة بالقصب او الخوص للحماية، وكانت «تسمى ركاية».
وقال: ليالي فيلكا الصيفية جميلة وممتعة خاصة على شاطئ البحر، جزيرة «فلج» كما كانوا يسمونها قديما سياحية اثرية تاريخية ساحلها مملوء بمياه صالحة للشرب، ملجأ للسفن لان ساحلها عميق، فيلكا جزيرة في الاسم ولكنها تراث وراحة ورجالها يتعاونون كما شاهدتهم وكما سمعت من بعضهم «الفزعة» اي التكاتف.
الجهرا أول شارع عرفته
يقول البروفيسور كارا جوزيف: اول شارع عرفته في الكويت «الجهرا» وهو اسم قديم لشارع فهد السالم، كنت اسير فيه ساعات الفراغ، كان نظيفا هادئا يمتد من ساحة الصفاة الى دروازة الجهراء، ولهذا اسم موقع آخر وهو طريق الجهراء، ومستشفى الجهرا الذي افتتح في عام 1980، ومدينة الجهرا.
قال: عرفت ان الاسم يعني «ما ظهر» اي غير مستتر، مدينة فيها القصر الاحمر التاريخي، ويستغل الانسان وقته بالحركة بين مزارعها لما لها من خصائص، تعود بالفائدة على كل من يرتادها يشعر انه سائح، الجهرا مجال خصب لاستغلال وقت الفراغ، مدينة من يدخلها يشعر انه اجتماعي بطبعه ولا يستطيع العيش بمفرده، فلا بد من خليل وصديق، فخليلك النخيل والسدو والاثل والارض المفروشة بالنوير، كانت تثلج الصدر وتعطي الطاقة للعمل، الان ضاعت كل مزارعها ونخيلها ومياهها.
المطبخ الكويتي
تحدث عن الاطباق الكويتية الشهية المحببة التي تناولها في المنازل الكويتية، فقال: منزل فيصل الشملان عرفني بالاكلات التي تفتح النفس والذهن، مجبوس اللحم والبرياني ومجبوس ماش باللحم والهريشة التي تزينت بالسمن العداني وبالسكر الناعم المخلوط بالدارسين، وجريش فيصل غني بلحم البقر، وعرفت المرقوق والكبوط، ومضروبة بالماش واللحم.
واما باچه الدكتور عباس رمضان من رأس خروف وثمانية كراعين، وعدد اضافي من اللسانات، وخبز خباز وبصل ابيض، اكلات ابو انور لها طعم مختلف عن المطبخ البلغاري، فهذا مطبق الدجاج والهامور والزبيدي، والخثرة المميزة عن كل الاكلات، واما مرق الهامور مع كزبرة، وحتى الصبور المشوي اكلته في الكويت، ولا انسى الميد المشوي الذي يعتبر من الاسماك الصغيرة لونه ابيض يقال انه افضل نوع يصطاد في بنيد القار.
قال: صب الكفشة وسر الخاتون، والرهش والحلوى من افضل حلويات الخليج، واما البامية والزلابية والمغربية فلا تختلف عن الحلويات التركية او البلغارية، ومربى الترنج وحلاوة الناريل، اكلات تدل على كرم الكويتي.
القهوة المرة
واثناء حديثه طلب فنجانا من القهوة، قائلاً: لها مكانة السيادة من دون منازع، عادة في المشرق العربي خاصة في الكويت يستقبلون نهارهم بفنجان قهوة، وختام يومهم بفنجان قهوة، واضاف: الكويتيون علموني شرب المرة منها تسمى «الدلة» عند شربها تتهادى الافكار والآراء، ونحل كثيرا من قضايانا، هي المشروب الاول، لم ادخل ديوانا او مضافة الا ودلتها تسكب الفنجال، انا شخصيا اشعر بالمرة انها تطرب العيون وتبش النفوس.
وقال البروفيسور: القهوة لها تاريخ في حياة الشعوب خاصة الشعب الكويتي الذي اورثها جيلا بعد جيل، القهوة المرة شريكة في ومضة الفكرة، اليمنية هي اجودها اشبهها بالجواد العربي، المرة لطيفة مرهفة حميمة متوهجة، ولكني لست مجنون القهوة وما اكثرهم، وتطورت القهوة كما تطور كل شيء بعد ان كانت دلتها على الدوة والوجاق، الآن تجد فناجيلها ودلتها على الصينية كالثريا، وكل ما اقوله للكويتيين لا تبتعدوا عن موطنها الاول جبال الحبشة واليمن، عادات وتقاليد واعراف وموروثات يجب ان تبقى مع القهوة المرة خاصة في الديوانيات على النار الهادئة وقهوة الفجر من دون منازع بين السمراء والبيضاء بعد ان تصفي خمرتها ويضاف اليها الهيل والزعفران وتسكر على النار، واما الحلوة منها فيضاف لها نصف كاسة سكر.
وقال كاراجوزيف: القهوة تفيد الاشخاص الذين يعملون بعقولهم، والاسم جاء من «كافا Caffa» اسم قرية في الحبشة، وتاريخ القهوة رافقه مصاعب ومتاعب ومفارقات غريبة، فيها الطرائف والحروب وتطاحن بين القهوة والشاي، والتحريم والاباحة، ومدارس للعلماء ورأي الطب الحديث والقديم، وحتى رأي علماء الغذاء الذين اكدوا ان القهوة فيها مواد دسمة وسكرية ومعادن ومنغنزيوم وبوتاسيوم وحامض فسفوري وفيتامين ب ب وهافئين.
في النهاية لا يسعنا الا ان نقدم الشكر للدكتور عباس رمضان الذي تولى مسؤولية الترجمةبالاضافةالى تسهيلاته الاخرى.
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2008/03/21/506f6210-80b3-4238-b9d1-f828cc3455a6.jpg
الأديب
05-03-2009, 09:36 PM
( جريدة الرأي العام )
حفظت القرآن وأنا ابن عشر سنين
حسن مناع: عاصرت ثمانية عشر وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2008/12/05/ecc61fd0-f63f-4272-9ca5-f104ddbc167f_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2008/12/05/ecc61fd0-f63f-4272-9ca5-f104ddbc167f.jpg)
الحياة كثيرة محطاتها وعبرها لا يشعر بتلك المحطات إلا من كان له رسالة خالدة يؤديها ويطوي لها الليل بالنهار فيجد السعادة ولذة بتحقيقها هكذا صاحب الرسالات الرائدة الشيخ حسن مناع صاحب رسالة انسانية دعوية امضى بها حياته واعطى لها كل ما يملك من طاقة وصحة يحدثنا عن قريته وماذا درس وتعلم بها؟ ثم يسترسل معنا في الحديث عن ركب حياته العلمية التي بدأت بصعيد مصر حتى جاء للكويت يوم كانت شق غمام الرقي والحضارة بعد الاستقلال بعامين درس بالمعهد الديني اربع سنين ثم انتقل إلى وزارة الاوقاف وكان له اثر كبير في انشائها وتطورها حيث تقلد كثيرا من المناصب وتجول بإدارتها مطورا لها ومبدعا بها فلنترك له الحديث:
نشأت في قرية من قرى الغربية في مصر التابعة إلى طنطا كان والدي هو عمدة هذه القرية ولكنني مع الأسف الشديد لم اره لأنه توفي وعمري سنة ونصف سنة وبحثت كثيرا عن صوته عندما كنت في المعهد الديني حيث ان نفسي تاقت لرؤية صورته وفعلا حصلت على صورته واخوالي من علماء الازهر الشريف وانا عندما وصلت إلى سن التعليم التحقت بالازهر وهو معهد طنطا الديني وكان معهد طنطا الديني هو بدايتي درست المرحلتين الابتدائية والثانوية فيها ثم التحقت في كلية اصول الدين بالقاهرة وتخرجت فيها وكانت مدة الدراسة بها اربع سنوات وكان ذلك سنة 1947 ودرست بالتخصص سنين وحصلت على شهادة العالمية سنة 1949 وبعد ذلك بدأت بالتدريس في احد فروع الازهر في مدينة سوهاج من الوجه القبلي
حيث كان المعهود بالازهر ان المتخرج حديثا يذهب إلى الصعيد فمكثت في مدينة سوهاج حتى العام 1951 وبعد ذلك نقلت إلى معهد طنطا مدرسا وانا كنت ادرس التفسير والحديث لأن تخصصي التفسير والحديث وقد درست هذه المواد في معهد سوهاج في قسم الثانوي ولعدم وجود مدرس لمذهب الحنفي في قسم الفقه درست مادة الفقه في القسم الثانوي في فرع سوهاج وعندما نقلت إلى طنطا مارست التدريس حسب تخصصي
ثم رأى المسؤولون ان اتولى الاشراف على المعهد ومعهد طنطا هو الثاني بعد الازهر فأصبحت مراقبا فيه ثم صدر لي قرار بأن اكون وكيل معهد ولكن لم يكن في قريتنا بل كان في كفر الشيخ ثم نقلت إلى سمنهور الديني ثم إلى معهد طنطا الديني وقد عرض علي ان اخرج في بعثة خارجية لكنني رفضت ذلك بناء على طلب والدتي رحمها الله حيث قالت لا تسافر للخارج وقد عرضت علي ادارة البعوث لكن رضا الوالدة مقدم على كل العروض بعدما اذنت والدتي لي فتقدمت على ان اكون عضو بعثة وكانت البعثة الأولى هي للكويت وقد تكرمت بأن اكون معارا من الازهر الشريف للمعهد الديني وكان ذلك سنة 1963.
المعهد
حططت رحالي في الكويت سنة 1963 ودرست في المعهد الديني فدرست لكثير من الطلاب في الكويت الذين هم اليوم يتبوأون مناصب عليا في البلد والمواد التي كنت ادرسها التفسير والحديث لأنه اختصاصي بالاضافة إلى مادة النحو وكان مكان المعهد الديني في المباركية ثم نقل إلى منطقة الشرق ومن زملائي من المدرسين الشيخ علي حمادة والشيخ عبدالوهاب الفارس كان يدرس الفقه الحنبلي وقد ربطتني علاقة طيبة مباركة مع تلاميذي الكويتيين.
النزول
بعد انتهاء الإعارة رجعت إلى مصر سنة 1967 وما كنت افكر ان اعود ثانية للكويت حتى جاءني الشيخ المرحوم عبدالرحمن الفارس الذي توفي قريبا منذ اسابيع وقد بكيت عليه كثيرا وانا اليوم اقضي غالب وقتي بالدعاء له والقراءة له لقد نزل وجاءني بطنطا وتعاقد معي لأجل ان اعمل بالاوقاف على اعتبار ان لي مصالح بمصر قال تأتي سنتين ثم تعود ولم استطع بعد ذلك الاعتذار لأنهم كانوا يطلبون التجديد لي باستمرار من الازهر الشريف وهو يستجيب لطلب الكويت وبقيت بفضل الله اؤدي الرسالة على اكمل وجه إلى يومنا هذا.
العمل
انا عندما عدت للكويت كنت واعظا وخطيبا ومدرسا هذا نص العقد الذي ابرمته معي الوزارة لكن بمجرد وصولي اسندوا لي بجانب ذلك وظيفة مدير معهد الخطابة والإمامة وهذا المعهد كان متخصصا لدراسة الأئمة والخطابة وبعدما ان استوعب الامة توقفت الدراسة به واغلق. وموقعه في شارع فلسطين في المباركية وبقي مبناه وكل اثاثه الذي هو مجهز به بقي في داخله.
الدار
ولما اراد الله سبحانه ان تنشأ دار القرآن الكريم بالكويت وتكون المؤسسة التي انتشر القرآن الكريم من خلالها وبسبب بسيط كان هو الدافع لإنشائها فأنا ذهبت إلى مسجد الملا صالح في شارع فهد السالم وكان يجلس احد الاخوة بجانبي وهو على ما اظن انه من التجار ويخطئ بالتلاوة لأن من عادة الاخوة الكويتيين انهم يقرأون بالمصاحف حتى يخرج الخطيب فأنا سمعته يقول «فاستعوني بالصبر والصلوات» فقلت له لا يا أخي يمكن انها مرسومة بالواو لكنها بالصلاة لأن النطق غير فقال لي كلمة لا انساها «انت تقرأ وتصلح لي الله يرحم والديك وجزاك الله خيرا» وظل كذلك يقرأ وانا اصلح له القراءة حتى جاء موعد الخطبة فخطبت بالناس وصليت وذهبت إلى البيت ولي عادة انام بعد الظهر قليلا ولكن في هذا اليوم امتنع النوم عني وقلت في نفسي لماذا لا ينشأ في الكويت دار للقرآن والظروف مواتية والمبنى موجود والمقاعد موجودة وسوبرات موجودة والصفوف موجودة وكل الامكانيات متوافرة.
التقسيم
خلال هذه الفكرة قمت وقسمت المصحف على اعتبار حفظ كل يوم خمسة اسطر فيمكن لدارسيه ان يحفظوا خمسة اجزاء في السنة ويتم حفظ القرآن كاملا بست سنوات فتحددت المدة وكتب ذلك كله وفي صباح اليوم الثاني جاءني الشيخ عبدالرحمن الفارس وقلت له انني عندي فكرة فعرفها وقال: نعم الفكرة وانا في ذلك كنت مستشارا ثقافيا في الوزارة ولي بها مكتب يوم كانت عبارة عن «كبرة» في مجمع الوزارات الحالي.
انتظر
الشيخ عبدالرحمن الفارس عندما سمع المقترح مني قال: انتظر حتى يأتي الوكيل وكان الوكيل حينئذ عبدالرحمن المجحم اطال الله عمره فذهبنا اليه ولما دخلت عليه قلت له: انني اليوم ثائر قال: نعم الثورة وما عهدناك ثائرا قلت له ان القرآن ضائع في بلدكم وقال ماذا تريد؟ قلت انشاء دار للقرآن الكريم والظروف مواتية ولا عقبات تمنع من قيام دار للقرآن الكريم فتردد اولا وقال: انني اخاف ألا ينجح هذا المشروع ثم قال كم تعطي نجاحا لهذا المشروع بالمئة؟ قلت له انا لا اعطيه مئة بالمئة انا اعطيه الفا بالمئة لأننا لو حفظنا المؤذنين والائمة لكفا قال: امض بالفكرة وانشر الخبر بالصحف والإذاعة والتلفزيون.
الافتتاح
المبنى كان في شارع فلسطين ولما فتح بابه اقبل الناس بصورة منقطعة النظير ثم قال لي الشيخ عبدالرحمن المجحم ان المكان يتسع لـ 300 دارس المتقدم 700 ماذا نفعل؟ قلت اجعلها فترتين الاولى في الصباح وهي للأئمة والمؤذنين لأنها وقت فراغهم والثانية في المساء للراغبين في حفظ القرآن الكريم من الشعب وفعلا كان ذلك.
المسائية
لقد التحق في الفترة المسائية ضباط وجنود ودكاترة واذكر من الملتحقين المستشار احمد مباشر دخل يحفظ قصار السور وتخرج يحفظ القرآن كاملا وهو مستشار في وزارة العدل.
الاختيار
لقد اخترت لتدريس في دار القرآن وعاظ الوزارة كان منهم الشيخ حسن ايوب الله يرحمه وعطية صقر ورضيان البيالي وكان منهم الشيخ عبدالله النوري وكان يأتي ويدرس يوميا بدار القرآن الكريم ثم اصبحت لها سمعة طيبة في الكويت وغيرها.
الضيوف
اصبح لدار القرآن سمعة خارج الكويت عن طريق الضيوف الذين يأتون للوزارة فأول شيء يزورونه هو دار القرآن والاطلاع عليها وعلى يسر العمل بها وكيفية الدراسة بها وما المنهج الذي وضع لها؟ فكل وفد زائر يوضع له من ضمن برنامج الزيارة زيارة دار القرآن منارة القرآن الكريم.
المواد
جعلت دار القرآن حين بدايتها للقرآن حفظا وتجويدا وترتيلا ثم اضيفت لها مادة التفسير لكي يعرف الدارس عندما يحفظ معنى ما يحفظه من القرآن الكريم ومادة التجويد لتعينه على الترتيل واقبل الناس على ذلك.
الإعجاب
كان الضيوف عندما يمرون بين الفصول يعجبون ايما اعجاب ويطلبون مني المنهج لكي يطبقونه في بلادهم واذكر منهم الشيخ عبدالحليم محمود آخر شيوخ الازهر مر على الفصول وتأثر بتلاوة احد دارسيه وكانت تلاوته تبكي السامع وهو من بخارى ورأيت الدموع نزلت من عيون الشيخ عبدالحليم محمود وكان معه عميد اصول الدين بالقاهرة... اخذت سمعة طيبة.
الضواحي
جاءت الطلبات من جميع ضواحي الكويت يريدون فرعا في مناطقهم وقد ساعد على نشر فروع دور القرآن الدكتور يعقوب الغنيم وكان وكيلا لوزارة التربية وكان يقول لي: اختر اي مدرسة وانا اوقع لك عليها لاستعمالها في الفترة المسائية لتحفيظ القرآن الكريم وهو الذي ساعد في نشر تلك الفروع امد الله في عمره انتشرت دور القرآن في الضواحي الفحيحيل والجهراء والاماكن البعيدة وكان ذلك سنة 1971 يوم المولد النبوي.
النساء
اتصلت علي الشيخة لطيفة فهد السالم سنة 1977 وقالت انتم مهتمون بالرجال وتتركون النساء لماذا لم يكن دور لتحفيظ النساء؟ قلت اتصلي على الوزير وانا حاضر فاتصلت وكان الوزير في ذلك الوقت هو الشيخ يوسف الحجي امد الله في عمره قال ضع منهجا للنساء واختار لهن المكان فعلا ووضع لهن منهج مخفف عن الرجال واخترت مدرسة ام عطية الانصارية في الضاحية مقابل مسجد فاطمة لأنه اذا جاءت محاضرة ولم يتسع المكان يذهبن إلى المسجد وهذه هي الفكرة ثم انتشرت مراكز النساء بدأنا بمركز واحد وهي اليوم اربعون مركزا وانا كنت مديرا لدار القرآن الرجال والنساء.
المتخرج
فكرت بعد ذلك بأن المتخرج قد قضى فترة مع القرآن الكريم لما يلتحق بمرحلة اخرى فأنشأنا معهد الدراسات الاسلامية ليأخذ زاده من العلم بعدما حفظ القرآن فأنشأنا ذلك المعهد وكان التفسير والحديث والنحو وبعض المواد وكان سنة 1975 يتزود بالعلم بعد الاطمئنان عليه بالقرآن وكذلك انشأنا مركز دراسات للنساء بعد ست دراسات في دار القرآن تأخذ بعد ذلك مواد اخرى ونحن فكرنا بمعهد الدراسات بعد اربع سنين من انشاء دار القرآن.
البقاء
ظللت في دار القرآن وكنت في منتهى السرور والانشراح لأن ربي وفقني لهذا المشروع العظيم وقد استقدمت مدرسين من القاهرة لفن التجويد لا يقدر عليه كل الناس وانا اخترت من معهد القراءات من الازهر الشريف وقد الفوا كتبا لذلك ودار القرآن كانت اساسا لحلقات القرآن واساسا لاجراء مسابقات حفظ القرآن وبين الهيئات لتحفيظ القرآن والمسابقة الكبرى التي يرعاها صاحب السمو.
التحرير
طلب مني الوزير في سنة 1983 بأن أكون مدير تحرير مجلة الوعي الإسلامي وخلفني لدار القرآن السيد عبدالله الناجم وكان نشيطا وانا بقيت رئيس تحرير مجلة الوعي الاسلامي حتى الغزو.
البرنامج
كان عندي حديث الصباح في الاذاعة ومساء الخير يا كويت في البرنامج الثاني وكان عندي برنامج على الهواء مباشرة قبل صلاة الظهر وعبدالعزيز المنصور هو الذي اختارني في هذا البرنامج واردت الاعتذار لكنه قال لي البرنامج تتميز به اذاعة الكويت وارجو ان تستمر وبقيت به من العام 1981 حتى الغزو وهذا البرنامج يوميا والناس يستمعون به بشوق لأنني كنت انتهج منهج الوسطية في الاجابة واخاطبهم بأسلوب سهل وميسر وبأسلوب يرغبه الجميع وكذلك كنت اشارك في التلفزيون لبرامج الحج اعلم الحاج من وقت طلوعه من البيت حتى عودته كل اعمال الحج بالصوت والصورة والحمد لله كل هذه الاعمال جاءت بفترة الشباب كنت البي جميع النشاطات وانا مسرور، وفي السنة التي جئت بها اختاروني عضوا في لجنة الفتوى التي كان رئيسها عبدالله النوري وكانت الاجابات شفوية والمراجعون يأتون عندنا انا والشيخ عبدالله النوري والشيخ الاشقر والاجابة شفوية ليست كما هو اليوم نجلس يأتون الناس اما اليوم فهي منظمة، كنا نجلس وقت العصر بدار القرآن، ثم تم اختياري نائب رئيس الفتوى ثم اخيرا رئيسا لهيئة الفتوى.
الجمعة
كان معي جدول المساجد ضواحي الكويت اخطب بها وقد خطبت في فترة الغزو ولم اكن خطيبا، مسجد الدعيج الذي كان بجانب بيتي خطبت به حيث ان جميع الخطباء اتصلوا بي وقالوا ماذا نخطب قلت خطبة عادية لأن التعرض للأزمة يضر ولا يفيد وفعلا التزموا ثم ذهبت انا لأصلي فلم اجد الامام فسألت المؤذن فقال الامام في المستشفى يجري عملية، قلت ماذا سوف غدا قال نصلي الجمعة ظهرا قلت عيبا ان اكون موجودا وانتم تصلون الجمعة ظهرا فقمت وخطبت الجمعة وكانت الخطبة الأولى الأمل في فرج الله اما الخطبة الثانية فرأيت كويتيين مسنين الدموع تتقاطر من عيونهم وقلت سوف تعود الكويت حرة ابية ثم نصحوني بألا اعرض نفسي للخطر والجمعة التي بعدها كانت بعنوان لا تقنطوا من رحمة الله.
مصر
لقد جلست معظم الازمة في الكويت ثم خرجت بعد ثلاثة اشهر قالت زوجتي التي توفيت بالكويت نموت ونحيا في الكويت لكنني سمعت في اذاعة مونت كارلو ان هناك مجاعة سوف تأتي اذا اغلقت حدود الاردن فقلت لا استطيع على هذه المجاعة فخرجت الى مصر ولما سافرت اتصل بي الاستاذ خليل ابراهيم متولي اذاعة الكويت في القاهرة لأنها تذاع منها قال ان الكويتيين يريدون ان يسمعوا صوتك مرة ثانية قلت انا حاضر لكن ليس عندي سيارة اتي بها إلى القاهرة لأسجل قال: سوف اسجل لك وانت في بيتك ونحن نذيع فعلا كنت اجلس الساعة الثامنة صباحا في بيتي وهو يتصل بي واسجل الحلقة وقد سمعها اهل الكويت فلقد قالوا لي بعد التحرير انهم بكوا يوم سمعوا صوتي وانا اقول يا أم الشهيد لا تحزني فإن ابنك في الجنة وابن الشهيد لا تحزن فوالدك بالجنة.
وعند التحرير احسست بفرحة الكويت اكثر من فرحة يوم العبور انا جالس في بيتي واسمع الزغاريط في البيوت وجاء الناس يهنئوني بتحرير الكويت فكانت فرحة لا نطير لها لأن الله سبحانه قال «قد خاب من افترى» وهم الغزاة ربنا انتقم منهم.
العودة
الاخ خليل ابراهيم الذي كان يسجل لي حلقات برنامجي من القاهرة الذي كان يبث ابان الغزو قال انا سوف اسافر لكي انظم الاذاعة داخل الكويت قال لي ماذا يلزمك؟ قلت حاجتين قال ما هي: قلت كل الذي سجلته طوال الشهرين لا تحسب علي مالا واجرا قال لماذا؟ قلت: انا ياما اخذت من اذاعة الكويت من البرامج واستفدت من اذاعة الكويت ومن اللقاءات والتلفزيون والاذاعة واخذت مكافآت والوضع اليوم تغير انتم اليوم ضيوفنا ولا يجوز للمرء ان يأخذ من ضيفه واذكر انه قال: انت عملة نادرة وقلت اذا سجلت لي مكافآت فلن اخذها وسوف ترد امانات.
جئت للكويت في اول دفعة وصلت للكويت واستأنفت عملي.
العمر
عند انشاء مركز النساء قال لي الشيخ يوسف الحجي اعمل لهم منهج قلت سوف يكون مخفف عن الرجال وقد طبعنا استمارة فيها بيانات الملتحق وقمت انا بإلغاء العمر من استمارة النساء قال لي الشيخ يوسف الحجي لماذا ازلت العمر من استمارة النساء قلت نحن نريد ان نعلمهم الصدق ولن يصدقن معنا عندما نسألهم عن العمر فضحك الشيخ يوسف الحجي حفظه الله.
الالتقاء
عندما ذهبنا نهنئ الامير حفظه الله بشهر رمضان وكنا مجموعة من وزارة الاوقاف وخبراء الموسوعة الفقهية واعضاء لجنة الفتوى والدكتور خالد المذكور قبل الالتقاء مع امير البلاد سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر قال لي ان الكلمة عليك فقلت له انت كويتيا فقلها قال انت استاذي وعندما دخلنا رحب صاحب السمو بنا وقد اذن الظهر فصلينا ثم القيت الكلمة ودعوت له في هذه الكلمة ثم قال صاحب السمو حفظه الله ان دعاء الشيخ شرح صدري.
الإعداد
برامج الاذاعة التي كانت على الهواء ليس لها اعداد لأنه متجدد على السؤال اما البرامج الاخرى كنت اعدها في الليل وهي موسمية كرمضان والحج والمناسبات الوطنية وكذلك صباح الخير يا كويت ومساء الخير يا كويت في البرنامج الثاني ونور وبيان.
البداية
بالأول كان قرآن صرف اما المواد الاخرى فدخلت في معهد الدراسات بعد سنوات من دار القرآن وانا استقدمت من العلماء والمشايخ لأجل دار القرآن الشيخ محمد يونس وله برنامج في اذاعة القرآن والشيخ رؤوف سالم صاحب كتاب التجويد والشيخ محمد منظور هؤلاء الثلاثة الذين اتيت بهم للمرة الاولى وقد عملوا مؤلفا في فن التجويد «الفريد في فن التجويد» ومازال يدرس إلى الآن والناس مقبلون على علم التجويد إلى اليوم وخصوصا الناس.
فتوى
الفتاوى كانت كافة لأجل خدمة الناس في الاذاعة والتلفزيون حتى في بيت فتلفوني الخاص معروف للجميع يتصلون بي إلى ساعة الحادية عشر... وقد شعرت ان سمعي قد ضعف فذهبت إلى مستشفى الصباح وعند الدكتور عبدالله العلي اكرمه الله علم وادب وتواضع بعدما كشف قال ان كثرت الذبذبات تؤثر على العصب قلت له ان هذه رسالتي ولا استطيع تركها قال: اجعل الوزارة تأتي بهاتف بسماعة وفعلا تم تجهيز لي هذا النوع من الجهاز ولا يزال على مكتبي بعد ذلك عملت سماعة لأجل سماع اعضاء الفتوى عندما يدور على الحديث والنقاش على امر المسائل والاستفسارات بين اعضاء اللجنة.
الحج
اول سنة حججت 1967 وهي سنة النكسة في مصر وقد ذهبت على حسابي الخاص والتحقت بمطوف في مكة وقد حججت عندما انتهى عملي في الكويت فقد قلت في نفسي قد لا يتيسر لي الحج في مصر اما العمرة فكانت سنة 1995 لأنني ذهبت إلى مستشفى المغربي في جدة لأجل الفحص على عيوني وكان معي ابني محمد.
الكتاب
لقد حفظت القرآن كله ثلاثين جزءا وانا حفظت عند الشيخ حسن فراج وهو اول شيخ لي ومن الكتاب وهم منتشرون في القرى ويبدأ عملهم الصبح حتى اذان العصر يكتبون باللوح والخشب وهناك عريف مساعد الشيخ نحفظ عنده ونصحح عند الشيخ ونحفظ الجديد وعند بلوغي سن العاشرة اتممت حفظ القرآن بعد ذلك ذهبت إلى المكتب الراقي وهو غير موجود اليوم ندرس فيه الحساب والإملاء والخط فالكتاب ليس عنده دراسة بعد ذلك كان الالتحاق بالازهر... وانا بعد وفاة والدي رعاني عم والدي لأن والدي ليس له اخوان... فتولى رعايتي عم والدي رحمه الله واسرتنا هي يوسف مناع اما عائلة والدتي فهي البدر وهو اهل علم... واسرتنا منتشرة في قريتنا واصلها من الصعيد الجد الثالث وقد كان لي جد عالم وصالح بنى مسجدا ودفن فيه اسمه حسن مناع وقد اسموني على اسمه حسن مناع واليوم احفادي فهيم حسن مناع وكذلك اخواني اسموا حسن مناع ونحن في الصعيد في قنا، مركز دشنة لأنني انا عندما ذهبت مدرسا بسوهاج الطلبة فرحوا بي على اساس انني صعيدي والتفوا علي لأنني صعيدي وعرفت ان عائلة مناع بمركز دشنة تبع محافظة قنا، واجدادنا رحلوا إلى مصر وانقطعت الصلة.
الزواج
زواجي كان سنة 1948 وهي وحدة الله يرحمها وهي بنت خالي ومكثت معها اربعة وخمسين عاما وقد رزقني الله منها بمراد طبيب ومحمد مهندس وبنتين واحدة توفت والاخرى عندنا في الكويت وانا عملت وصية وصيت اولادي بتقوى الله والتكاتف ثم وصيتهم بأمهم ومن ضمن الوصية قلت اذا جاء الاجل فادفنوني بالكويت بأرض احببتها واحبني اهلها فقالت زوجتي وأنا كذلك فقلت اطمئني فالنساء اكثر عمرا من الرجال، فقالت لي انا اتمنى ان اموت قبلك لأنك انفع للأولاد مني وقد توفيت سنة 2002 ودفنت في الكويت وكان معظم المتبعين من الكويتيين.
التأليف
عندما كنت في المعهد الديني كان لي مؤلف في النحو وعندما جئت للجنة الفتوى صنفت كتابا اسمه فتاوى وتوجيهات وطبع منه خمس الاف ونفدت النسخ... وسنة 1981 اوفدتني الوزارة لمعرض كان في البحرين واذكر ان الوزير البحريني قال لي انني اضع المذياع على الكويت لكي اسمعك... والقيت محاضرة على مجموعة من النساء عن طريق الميكروفون واجبت عن كثير من الاسئلة والاستفسارات وكذلك خطبت الجمعة في اكبر مسجد في البحرين وكانت رحلة موفقة... انا ادركت ثمانية عشر وزيرا وكان اول واحد كان عبدالله مشاري الروضان ثم خالد الجسار ثم راشد الفرحان ثم المفرج إلى غاية اليوم وكل من قابلته منهم يعانقني.
الوعي
مجلة الوعي الاسلامي ادخلت بها باب الفتاوى ووسعت دائرة الاتصال بكبار الكتاب في العالم والمشاهير في العالم الاسلامي.
الفارس
سبب معرفتي بالشيخ عبدالرحمن الفارس رحمه الله انه عندما جئنا في اول سنة كنا اثني عشر مدرسا وقال لنا يامشايخ تكرموا وساعدونا في الوزارة لاننا ليس عندنا وعاظ وقال كلمة: تطوعا لله تعالى قال المدرسون نحن عندنا تصحيح ومراجعة كراسات كأنها الجبال وتحضير دروس واعتذروا فقلت انت تقول انها لله انا سوف اتي لكن ليس عندي سيارة فهذه اول سنة اتي بها للكويت فقال اطمئن سوف تأتيك سيارة وتأخذك وتذهب بك للمكان الذي تريد وعملت طوال شهر رمضان كل يوم في مسجد موظعة ثم كلفني ان اخطب في مسجد الشبرة الذي في الشويخ خطبة الجمعة ثم انتهت سنة والسائق يأتيني بالميعاد واذهب معه وفي اخر السنة جاءني الشيخ عبدالرحمن الفارس ومعه كيس صغير فيه علبة فيها ساعة وجواب شكر مكتوب بماء الذهب تساوي الالاف بعد ذلك عندما انتهت السنة قال سوف تستمر قلت نعم واستمررت اربع سنوات وعندما اعطاني الشيخ جواب الشكر قالوا ماذا اعطاك قلت شيكا وقد خطفه مني احدهم وعندما رآه جواب شكر قال من اي بنك سوف تصرفه فقلت سوف اصرفه من بنك ربنا وبقيت اربع سنين وانا متطوع وانا كلي يقين ان الله سوف يكرمني اما في صحتي او في اولادي ففضل الله كثير وايماني كان هكذا وهذا الذي جعل الوزير الروضان يكتب اسمي بيده ويقول لعبدالرحمن الفارس ات بحسن مناع اول واحد وبعده ات بأربعة وعاظ.
الترحيب
انني نرحب بكم وبجريدتكم «الراي» وانا من المعجبين بها لانها تنتهج التوسط طريقا لها وتتلقى الاخبار الصحيحة ولها عند الناس القبول وارجو لمسيرتها السداد وخدمة القراء.
الثقافي
اسندت إلى مستشار ثقافي عندما كانت الوزارة «كبرة» وكان لي بها مكتب وهي موقعها في مجمع الوزارات الحالي. الفارس فقيدنا الغالي الشيخ عبدالرحمن الفارس، توالى نعيك في الجرائد اليومية من يوم وفاتك، اعترافا بفضلك ووفاء لك، ولأنك صديق عمري ورفيق حياتي أكثر من أربعين عاما، كان لفراقك لوعة ولموتك حرقة عصرت قلبي بالاسى والألم والحسرة والمعاناة، فاسرعت إلى المسجل استمع إلى تلاوة القرآن الكريم، ومن فضل الله اسعفتني آية كريمة «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون»، فزادتني ايمانا بقضاء الله وقدره، ويقينا بان العبد وما ملكت يداه لمولاه، ان شاء ابقاه وان شاء استرده، فسبحان من له الدوام.
ان فقيدنا الغالي وهو فرع من شجرة مباركة، ومن سلالة اسرة توراثت العلم والايمان، والتقوى والصالح من قديم الزمن، نشأ في هذا الجو الطهور بتلقي العلم وبحفظ القرآن بكل حب وإيمان حتى تخرج من الازهر الشريف، وعاد إلى الكويت عالما كويتيا تعتز به الكويت وبأمثاله من العلماء.
عرفته حين جئت إلى الكويت عام 1963 مبعوثا من الازهر إلى المعهد الديني في الكويت، ولما انتهت مدة الاعارة جاءني في طنطا مقر اقامتي في مصر، وتعاقد معي للعمل في وزارة الاوقاف في الكويت، وكنت كل يوم اكتشف فيه خلقا طيبا وسلوكا اسلاميا مباركا، وفي عام 1970 قدمت مشروع انشاء دار القرآن الكريم، فوقف بجانبي حتى نجح المشروع نجاحا غير مسبوق، ويوم افتتاح اول دار للقرآن الكريم سمعته يكبر ثم سال دمعه تعبيرا منه بفرحته.
اما خدماته وهو مدير للمساجد ثم وهو وكيل مساعد فانها تستعصي على الحصر، ما رأيته يوما عابس الوجه، وكانت بسمته مشرقة تنير القلوب، واثنى عليه ضيوف الوزارة من كبار علماء المسلمين، ومن فضل الله على فقيدنا الغالي ان سيرته ستبقى عطرة لا يحول عطرها ولا يزول مدى الحياة.
أكبرت فيه قوة الايمان يوم الغزو الاجرامي، كان المواطنون والوافدون في انزعاج شديد، ولكن رحمة الله عليه وجدته مطمئنا واثقا من نصر الله، ومن خلال اصوات المدافع وازيز الطائرات المغيرة والحرائق الموقدة في كل مكان، كان يردد الآية الكريمة «وقد خاب من افترى»، ثم يقول: «ستعود الكويت حرة ابية، ما دامت دعوة المظلوم تفتح لها ابواب السماء ويقول الله لانصرنك ولو بعد حين».
يومها قال: «يا أبا مراد، انهم ليسوا اقوى من اصحاب الفيل»، ثم قال: «ان خط الطغيان دائما خاسر، وانه على الباغي تدور الدوائر»، ولما جاء التحرير قال: «ان من اسباب النصر التحام الشعب حول قيادته، فلم يقبلوا التهديد ولا الترغيب، واسعاف الكويت للمنكوبين في كل مكان جعلهم اهلا للنصر، واخيرا بركة القرآن الكريم عجلت فرج الله ونصره العظيم».
رحمك الله يا اخي عبدالرحمن بقدر ما قدمت في دنيا الناس من خير وفضل، وبقدر ما قدمت من خدمات للاسلام والمسلمين.
يا رب ارحمه رحمة واسعة، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واجعله خير رفيق للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
يارب الهم اهله واصحابه ومحبيه الصبر الجميل، وتقبل دعاءهم واسكنه فسيح جناتك، وانا لله وإنا اليه راجعون.
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2008/12/05/54977de9-f439-4ad1-8a5d-fd1cec4b952f.jpg
.
الأديب
08-03-2009, 12:52 AM
(جريدة القبس)
والده جاء من سوريا عام 1958
مليك ملكيان: الكويت احتضنت الأرمن في أقسى ظروفهم
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2008/02/22/f83c3445-a420-4ea4-b7fa-73f1f6d6723d_main.jpg
• اللؤلؤ الطبيعي
أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2008/02/22/7b5deac6-0441-48d8-919f-81902e7d6063_maincategory.jpg (http://javascript<b></b>:void(0);)
• يعرض بروازا من الألماس
في مستهل لقائنا مع مليك ملكيان ستيان (ابو يعقوب) قال:
الكويت احتضنت الجالية الارمنية في اقسى ظروفها، والجالية قدرت ذلك وبادلتها الاحترام واحبت شعبها واقول لكل ارمني ان من يحب شيئا يحب لقاءه ووصله، ونحن باقون في الكويت، وكيف يثقل على المحب ان يسافر من وطنه الى مستقر محبوبه ليتنعم بمشاهدته، ومازلنا وسنبقى مواظبين على طاعة قوانين البلد ومحبتنا لارضه.
اضاف مليك: اول يوم دخولي الكويت قبل 47 سنة وكان في 1961/1/24 عندما ختم في جوازي قال عبداللطيف الثويني للموظفين: هذا ارمني لا يحتاج الى كفيل ولا ضمان هؤلاء الارمن اناس لهم مكانة عندنا.
وقال: انا اصولي من تركيا من كيلكيا، وهناك ارمن تابعون لارمينيا، الارمن اهل السلام، دخلنا سوريا ولبنان منذ سنوات طويلة وصلنا حتى اميركا رغم الهجرات والمصاعب الا اننا حافظنا على هويتنا، وقد وصلنا الى موقع في تركيا انهم اذا ارادوا ان يقسموا اقسموا بحياة الارمني رغم طرد السلطات التركية لهم، ارادوا ان يضيعونا والهجرات الارمنية معروفة ومدونة في التاريخ، ولكن ارادة الله فوقهم.
يتحدث ملكيان وكله ألم وحسرة قائلا: عائلتنا هاجرت عام 1915. والدي كان عمره 3 سنوات ووالدتي عمرها 7 سنوات، مشيا 52 كيلومترا سيرا على الاقدام الى الاراضي السورية، فنحن أصحاب مزارع الزيتون ومعاصر زيت.
وقال: دخل والدي الكويت عام 1958، حيث انه بعد فشل مشروع وحدة سوريا مع مصر ضعف العمل هناك، فغادر سوريا وعمل مع الأرمن في مدينة الاحمدي.
السكن في شارع الجهراء
وقال: سكنت شارع الجهراء الاسم القديم لشارع فهد السالم وكان يمتد من ساحة الصفاة الى دروازة الجهراء، بالقرب من مدرسة عائشة ومعرض اشرف للكاميرات. ومعرض بيبلوس، وفندق كارلتون، عرفت بعد ذلك ان الكويت متقدمة ولها علاقات مع العالم من خلال هذه الاسماء والماركات العالمية، كان ايجار سكننا 12 روبية، والماء يصلنا عن طريق المهارى بواسطة دراجات بخارية من 3 عجلات خلفها صهريج صغير يسمى «درام» كان يفرغ المهري الماء في بركة صغيرة، ثم تطورت الوسائل الى سيارات تنكر، حتى مجاري الحمامات تسحب بالتناكر، وأتذكر تنكر الماء سعة 1000 غالون، وخلفه مضخة خاصة به تمتص وتفرغ الماء.
خسارة ومغادرة
وتحدث عن بداية عمله في الكويت، فقال انه كان مع كريكور في سوق التجار في بيع الذهب، ولم يدفع له صائغ الذهب الذي كان يحوله الى الحلي للزينة او من كان يقوم بشراء الذهب على حسابه ويعرضه على الصائغ لصياغته وصهره، خسر كريكور فترك الكويت.
قال: عملت بعد ذلك في محل للذهب في الفحيحيل، تعلمت صياغته، ومن ثم عملت عند يوسف الطرزي وسعيد سبيته، وهما من تجار الذهب، تعلمت الكثير وعرفت كيفية التعامل به، ثم اشتريت محلا خاصا، عملت فيه لنفسي، بدأت أتعامل مع عبدالرسول الأربش في اللؤلؤ، وربك سبحانه الرزاق قال خذ يا مليك. أعطاني ورزقني من حيث لا أشعر، اشتريت من أوروبا الذهب الصافي والمصوغ، وبدأت أتعامل مع ايران والمملكة العربية السعودية، وفي القديم لا جمارك على الذهب، وبعد فرض 4% توجه التجار الى دولة الامارات.
واضاف: يعتبر الصائغ الكويتي متميزا عن غيره في البلدان الاخرى، لأنه يبدأ بتذويب السبيكة الى سحبها ثم تشكيلها، هناك صائغ مبدع في النقوش، وآخر في صياغة باختراع التصميم. وأنا الآن اعتبر من تجار الذهب أقول كلمتين: الكويت مفتاح الخليج وعبدالرسول الاربش هو ملك اللؤلؤ، وبدأنا بشراء كيلوغرام واحد بـ400 دينار اليوم وفي عام 2008 بـ8000 دينار.
قال: مازالت التشكيلة من الحلي الكويتية القديمة مرغوبة ومطلوبة وهي: القبقب والخواتم والمضاعد، والتلول، والحيول، والمزنط، والكف، والهامة، والقرذاله، والراس، والرقبة، والخزامة للأنف، وقديما يقوم الصائغ بصناعة بناء على طلب العميل، ولا يصنع ويعرضه في محله.
الدر.. اللؤلؤ
وذكر اللؤلؤ الخليجي الطبيعي فقال: لا يقدر بثمن، جوهرة نادرة، حجر كريم ويقال عنه بأنه حجر شريف، ويعتبر اللؤلؤ من أجل الاحجار قيمة وقدرا ونفعا وحلية تلبس، اللؤلؤ الكويتي لا يعرفه إلا صاحبه، وله زبائن من الطبقة المثقفة، وبالرغم من وجود الصناعي أو ما يسمى بالتقليدي فانه يبقى الطبيعي على عنق المرأة يضيء من حولها.
اضاف: نقاش دار بين (أديسون) مخترع المصباح الكهربائي وبين (ميكوموتي) مخترع اللؤلؤ الصناعي قال له ميكوتي: «أنت أضأت العالم، وأنا أضأت أعناق النساء».
وأما الدر فهو النوع الكبير من اللؤلؤ والصغير هو اللؤلؤ، وهذه الجوهرة الثمينة تباع بالتولة تساوي 11,65 غراما، وبالمثقال يساوي خمسة غرامات.
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2008/02/22/80bb3b04-cb2d-4b8a-aac7-b5ca5111edfb.jpg
حبات نادرة من الدرر واللؤلؤ
الثقة عمياء
وتحدث مليك عن المعاملة التي كانت أيام زمان بين البائع والمشتري فقال: كنا نثق بالمرأة الكويتية ونطمئن لها، والقلب كان يميل الى تلك الثقة وتزداد بيننا وتعظم المحبة، كانت تأتي ببرقعها إنها أم حسين أو أم خالد أو أم علي، تأخذ ما تريد وبعد أيام تدفع المبلغ، هذه الصفات الحسنة والحميدة ولا شك أن الثقة هنا عمياء.. وما زالت.
بعضهن يأخذن ونحن في طمأنينة ومستودع أسرار، لأن البيع أمانة والشراء أمانة، والصدق من صفات الأمهات.
وقال: وللأسف بعد الغزو الصدامي انعدمت الثقة، والنفسيات تغيرت، والزلات ظهرت، ولله الحمد كل من معدنه طيب لا يتغير، ومازلنا مع الاخوات المحشمات الصادقات، والمداومات على الاخاء ومن 47 سنة وجودي في الكويت تعايشت مع الأخلاق الحميدة، والأيدي الكريمة والنظرة الشريفة.
وقال مليك: أول أرمني دخل الكويت كان عام1940 من بيت «ملكون» الذين قدموا من البصرة الجالية الارمنية مشهورة بصيانة السيارات، والمقاولات. تجمعهم في الكنيسة منذ عام 1959 بالسالمية، ولنا مدرسة صغيرة تجمعنا كل جمعة بدل الأحد نتماشى مع قوانين البلد بالعطل الرسمية، والآن نريد أن نجمع مليون دينار لشراء أرض خاصة لكنيسة لأننا من الأرثوزكس وعددنا في الكويت تقريبا اكثر من 6000 أرمني أكثرهم هاجروا من لبنان وسوريا والاردن وايران والمدة الأخيرة من أميركا وفرنسا.
سوق الذهب
وتذكر كل ما قيل له عن سوق الذهب الذي كان يسمى قديما بـ«سوق الصاغة» (مفردها الصايغ) وهو من يحترف صياغة الذهب، اي صناع الحلي الذهبية، كان سوقهم بالقرب من البنك المركزي، وبالاضافة إلى عملهم قال مليك: كان الصاغة يقومون بصياغة مقابض السيوف الذهبية والفضية والهدايا، والدلال الذهبية والفضية، وهناك سوق آخر لهم شرقي سوق التجار.
وقال: قديما كان جميع الصاغة من الكويتيين، ولكن عددا منهم من الصابئة العراقيين، وكانت لهم شهرة عالية وثقة كبيرة أثناء فترة عملهم التي امتدت الى نهاية الستينات تقريبا، وعاد معظمهم الى بلادهم.
اضاف: أتذكر كلمات لها علاقة بالذهب أو الفضة أو غيرهما وهي:
شاخ: هو الفضة.
مشخص: هو الذهب.
ماو: المطلي بماء الذهب.
راكول: معدن رخيص يطلى بلون الذهب.
ورشو: معدن يستخدم في صك العملة.
حيسه: خاتم فضي له رأس مفلطح على شكل قلب.
مينة: محبس ذهبي أو فضي من الخواتم.
الخنصر: الإصبع الذي يوضع به خاتم اسمه خنصر.
البنصر: يوضع به خاتم اسمه خاتم.
الوسطى: توضع به عدة خواتم اسمها مرمى.
السبابة: يوضع به خاتم اسمه شاهد.
الإبهام: يوضع به خاتم اسمه فتخة.
وأما الهدايا والمنح التي كانت تقدم في المناسبات من الذهب، فهي:
بشارة: هدية المبشر.
نحالة: هدية للمولود.
صباحة: هدية العروس.
عطية: الهبة والهدية.
نيرة: ليرة ذهبية.
نيرة حميدية: ضربت في عهد عبدالحميد الثاني 1842.
نيرة رشادية: ليرة ذهبية ضربت في عهد السلطان محمد رشاد 1918.
الجسم السليم
وفي الختام.. تحدث عن المطبخ الكويتي الذي يعد من أفضل المطابخ والموائد، ربة البيت (الأم ــ الزوجة) تقدم الغداء الكامل الذي يبني الجسم السليم، ومازال هذا المطبخ محافظا على تراثه، وهذه ربة البيت عاشقة للطبخ وتقدم فنونها وخبراتها وتاريخ الأمهات والجدات.
قال: هذا مجبوس ماش باللحم، والهريس
والجريش المتهنة، والمدكوك والكبوط ، مرق يخني بالطاسة وعيش مشخول، ومطبق هامور والزبيدي، والخثرة، وجباب الربيان، ولا أنسى طرشي الطماط والباذنجان، وسر الخاتون، وبيض القطا، وبر الوالدين والعصيدة.
AHMAD
08-03-2009, 02:20 AM
مجهود طيب وتشكر عليه .. متابع لك من أول مشاركة لك بالموضوع وسوف نتابع البقية أيضاً إن شاء الله ..
سعدون باشا
08-03-2009, 02:36 AM
أخط هذه الكلمات وأنا على أتم الثقة بأن التعبير سوف يخونني
وهنا أحاول فقط أن أرسم كلمة ( شكرا ) لعلها تعبر عن بعض الشكر الذي أكنه
لأخي الغالي الأديب عطائه الجميل في هذه الواحة المخضلة بكتاباته المتميزة ومتابعته المتفانية في سبيل واحة أكثر أناقة.
كنت أحاول أن أعقب على واحد من المواضيع التي يدأب على تنسيقها الأديب السامق فوجدتني سادرا في اختياري لا أدري بأيها أبدأ
فأحببت أن أكون هنا لكي أقول لك أيها الأديب المتألق
زدني تألقا
وشكرا لك من أعماق قلبي
AHMAD
14-03-2009, 03:31 AM
| إعداد : سعود الديحاني - جريدة الرأي :
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/117934_06.ZAKAREYAT.02_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/117934_06.ZAKAREYAT.02.jpg)
ضيفنا اليوم ولد في أرض فلســـطين فمشى في سهولها وهضــــابها ودرس عند احد معلميها ثم شد رحاله إلى حيـــفا حيث عمل وهو في مرحلة الصبا بائعا علــــى احدى نواصــي شوارعها ثم تغلبت به جنبات الحياة حتى اصبح مزارعا في غور الاردن بعد ذلك هاجـــر إلى الكويت قبل هدم سورها فأدرك وعاصــر الماضي والمستقبل يحدثنا عن عمله في الكويت في دائرة الصحة ثم في عمله الخاص كما يتطرق معنا إلى عمله حدادا مع احد المقاولين فلنترك له الحديث. أنا من فلسطين من طولكرم، وانا عتيل وهو بلد زراعي على المطر وابار تحفر، وأكثر الاوقات نشرب من المطر ثم أخذ الناس بعمل الآبار في بيوتها كل سنة تنظف ثم تملأ من ماء المطر، اما انواع الزراعة فهي من جميع الأنواع (ذرة، وقمح، وبطيخ، وشمام، وشعير، وباميا)، والوالد كان فلاحا وهو يقرأ ويكتب، ولكن الفلاحين يدخرون من مزروعاتهم والزائد يباع لكن بعد ماجاء اليهود تغير الوضع عليهم وصار هناك ضيق على الفلاحين... أما حياتي العلمية فلقد درست عند الشيخ عبدالرحمن أبو غزة وقت الصباح إلى وقت العصر ندرس عنده القرآن والحساب واللغة العربية، نحن ابناء القرية ثم تحولنا إلى المدرسة الحكومية وهي للأولاد، ولكن عند وصولي للصف الثاني تركت المدرسة أنا وبعض الاصدقاء وذهبنا إلى حيفا لكي نعمل ونشتغل وقد لحقني الوالد وعاقبني لكن استمررت بالعمل، وكانت حيفا على البحر منطقة جميلة وكنا ثلاثة شباب وأخذنا نعمل قهوة سادة وقهوة حلوة نقف على ناصية الشارع ونبيع هذه القهوة وكنا نضعها في برادات والفنجان كانت قيمته قرش وقرشان وقد سكنا في احد الفنادق ثم انتقلنا عند جماعتنا المقيمين في حيفا والمدة التي امضيتها في حيفا كانت سنتين ثم صارت المعارك مع اليهود أيام علي الجسار كان قائدا للثورة الاسلامية في حيفا حينها رجعت إلى بلدي في عتيل في طولكرم.
الحلاق
جاء في خاطري ان اتعلم الحلاقة فأنا لا استطيع ان اعمل في الفلاحة او اي عمل آخر تعلمت عند واحد في بلدنا لكن لم استمر في هذه المهنة بعد 1948 تغيرت الاحوال وصارت سيئة لكثرة اللاجئين من عكا وحيفا ويافا فأخذت الناس في بلدنا والقرى المجاورة تسكن هؤلاء اللاجئين ويوسعون عليهم،،، وقد وزعنا الاراضي الزراعية على هؤلاء اللاجئين بعد ذلك قال الوالد وبعض الجماعة ما ترون نريد ان نذهب نعمل بالفلاحة في غور الاردن وفعلا جربنا انا وبعض نسائبنا متزوجين بنات خالاتي وقد جاء اناس من نابلس وقالوا نريد ان نشارككم فوافقنا والغور في شرق الاردن اسمه غور اليابس وغور المشارع وكنا نأخذ الاراضي من اصحابها وكنا نأخذها بالخمس والربع على حسب الاتفاق اما الماء فكان من نهر الاردن وفيه ماء من المشارع من النبع التي عمل لها خزانات... وقد زرعناها من جميع أنواع المزروعات على طول السنة وكنا نبيع في اربد وعمان وبيروت والشام، فتارة نذهب إلى هناك والسكن بالاغوار القرى المحيطة بها، وقد مكثت سنة 1949 و1951 و1952، وبعد ذلك رجعت إلى بلدي لانه اصابني مرض الكوليرا وقد تعالجت في طولكرم بعد ذلك حكيت لابن عمي لكي نذهب للكويت حيث ان اناسا من جماعتنا سبقونا وعملوا في النفط، وقد ذهبنا إلى نابلس لكي نعمل جوازات ولم نخبر اهلنا وبعد ذلك ذهبنا إلى عمان لكي نتسلم الجوازات واخبرنا اهلنا وطلعنا إلى عمان ثم العراق لكن لم نجد سيارات الا سيارة اشترط صاحبها ان نقول اننا مساعدون معه لان شرطة العراق تمنعه، إلا بهذه الطريقة وصلنا بغداد ثم البصرة وفيها عملنا فيزا بعشرة دنانير وبعد ذلك ركبنا بوكس بأجرة خمسة دنانير بعد ذلك انطلقنا ووصلنا إلى ساحة الصفاة، وأقمنا في الفندق ليوم واحد «المباركية»، وفي الصباح ذهبنا إلى «كي ؤس» وكان ذلك في سنة 1952 ووصلنا قبل صلاة الظهر وجلسنا في الاحمدي اربعة أيام عند جماعتنا ثم قالوا لنا ان هناك مكتبا لشركة انكليزية في الكويت تعمل في البناء وقد عملت معهم في مدرسة الصديق ومطبخ عنزة وقد سجلت حدادا في الهالة واعطوني في اليوم عشرين روبية وروبيتين بدل سكن والسكن في المرقاب بالقرب من مسجد عبدالله المبارك ومعي اولاد بلدنا واولاد عمتي ومحمد ربيع جماعة من بلدنا وعملنا من الصباح إلى الظهر ثم نستريح ونعود والمقاول كان انكليزيا وواصلت العمل معهم حتى انجزنا مدرسة الصديق ثم رجعت إلى بلدي والطائرة نقلتني من الكويت إلى مطار قلنديا في فلسطين بالقرب من القدس والمسافة كانت 5 ساعات وقد كان سفري سنة 1954 وتزوجت بعد ثلاثة شهور رجعت وعملت بقسم الطرق بالأشغال وهو بحاجة إلى عمال واليومية زينة «مليحة» وقد عملنا طريق الكويت والفحيحيل، وطريق مبارك الكبير، وقد عملت لنا الشركة سكنا في منتصف الطريق «عشيش» وانا مازلت حدادا مع هذه الشركة والمسؤول عنا فلسطيني وقد ذهبت بعد ذلك للجوازات ووضعت اقامة وكان المسؤول من بيت الرفاعي ومكثت بالاشغال إلى سنة 1957.
العمل
بدى لي فكرة ان اسس محلا لكي الملابس لكن قال أحد الاصدقاء لماذا هذه الفكرة؟ اذهب وسجل في وزارة الصحة وذهبت وسجلت في المستشفى الاميري وكان المسؤول من بيت البرجس قابلته وقال اتريد هذا العمل قلت نعم واذا كان عندك عمل بديل وافضل منه لا أمانع اشتغلت وتعلمت هذه المهنة حيث ذهبت إلى سكن الموظفين للمستشفى واصبحت مسؤولا عن قسم الغسيل وكان المعاش شهريا بمقدار 400 روبية والعمل من الصباح الباكر حتى وقت العصر اما السكن فكان في منطقة المرقاب وقد استقدمت زوجتي سنة 1958، لكن بعد قدوم زوجتي انتقل السكن إلى منطقة الشرق في بيت عربي ملك الغانم وقد استمررت مسؤولا عن الغسيل في دائرة الصحة ثم تحولنا إلى منطقة الجيوان حيث كان لنا قسم في هذه المنطقة لان الوزارة اتت بمعدات واجهزة جديدة وتطورت وزارة الصحة في هذا الوقت
الفروانية
وقد انتقل سكني في هذه الفترة اي سنة 1961 إلى الفروانية بالقرب من الحفرة كان من جيراننا ام عامر طبيبة شعبية في غاية الطيبة والاخلاق الجيدة الحسنة والبيت كان عبارة عن حوش عربي والايجار قيمته عشرة دنانير واتيت بنجار من بلدنا وعملنا في هذا الحوش مطبخا وبه غرفة كبيرة واخرى صغيرة... ومن جيراننا الذي اذكرهم بيت الدويلة.
الصباح
انتقل عملي في مستشفى الصباح في قسم النظافة الخاص بالملابس وظللت به حتى عام 1976 وفي هذا العام جاء رجل فلسطيني واخذ يقنعني ان اشتري سيارة نساف وهو يسكن بالقرب منا وبعد مرار وتكرار اقنعني واشتريت نسافا وقد قلت له ان ايجارك 150 دينارا وبعدما نخلص اقساط النساف يكون النصف بالنصف ولم اقصر معه لانني دفعت مقدما للبابطين 3000 دينار وهو يدفع الاقساط وانا ما زلت بالصحة قلت له واولادك لا تسأل عنهم كل ما آتي به لبيتي سوف آتي به لهم وكان لتر الديزل بفلسين واخذ يضع بدينار ودينارين بعد ذلك سألت جماعته فقالوا يعمل في الشركة الفلانية بعد ذلك اخذ النساف وانا والحمد الله فلوسي ادفع عنها زكاة واخذت اعمل عليه بعد دوامي في الصحة، الصبح في الصحة والعصر اعمل على النساف لكن بعد ذلك تركت الصحة وتفرغت للنساف وكان ذلك سنة 1982 ونوع النساف انترتش اذهب إلى دراكيل وكان فيها اناس من جماعتنا قالوا لي اذهب معنا ونحن نوجهك للعمل المناسب والحمد لله مشيت الامور على وفق ما يرام بعد ذلك اشتريت نساف مرسيدس سوبر ورجعت النساف القديم وحسبوا عليّ قيمته 18 ألف دينار وأخذت اعمل عليه صبحا وعصرا وليلا اما إجازتي للقيادة اخرجتها سنة 1971.
الاستقلال
انا ادركت سور الكويت وكنت اخرج من دروازة الشامية ومرات من دروازة الجهراء... وفترة المساء تغلق بوابات السور وسكنت فترة في الشامية وعندما كنا نعمل بالطرق كان العمال عراقيين وفلسطينيين وايرانيين وفي الليل كنا نسمع اصوات الذئاب ونحن نائمون... وكان واحد عراقي معنا اذا مدت اليد نحوه دخل قلبه الخوف وفي يوم من الايام دعانا الشيخ عبدالله الأحمد للغداء نحن العمال وكنا بالقرب من قصره وعددنا اكثر من ستين عاملا وقد تناولنا الغداء وكان الشيخ عبدالله الأحمد موجودا وقت الغداء وكذلك ونحن نشرب الشاي... وقد جاء الاخ العراقي بجانبي فغمزته فقفز مذعورا فضحك الشيخ عبدالله الأحمد رحمه الله من ذلك الموقف وقال ماذا فعلت به قلت يا شيخ هذا لا يحب ان احدا يغمزه تحت كتفه واخذ الشيخ يضحك.
شخصيات
من الشخصيات الفلسطينية التي اذكرها خليل شحيبر وفوزي الشوي وفوزي الخضرا... اما المسؤول عني في مستشفى الصباح كان صالح الدويلة.
الماء
كانت الجالية التي من المهرة هي المسؤولة عن جلب الماء للبيوت عندما سكنت في منطقة الشرق في بيت الغانم وكنت ادفع لهم الاجرة نقدا اما سكني في الفروانية فقد مكثت به 18 سنة وانا لم اجد اطيب من جيراني بيت الدويلة وبيت البالود.
الاستقالة
عند استقالتي من وزارة الصحة كنت مجبرا لهذه الاستقالة لان النساف الذي اشتريته لابد من ان اعمل عليه فهو عليه التزامات شهرية بالاقسام كان قرارا صعبا ولكن مجبرا اخاك لا بطل في هذا القرار الصعب لان الصحة وظيفة حكومية والعمل الخاص بالطبع الحكومي افضل منه من ناحية استقرار الراتب والوضع فالقسط كان 500 دينار لذلك اقدمت على الاستقالة والتفرغ للعمل على النساف.
الوانيت
لما كنت في الصحة في اوائل السبعينات اشتريت سيارة وانيت واخذت انقل عليها الركاب في انحاء الكويت لكن تغير الوضع واصبح رجال شرطة المرور ترصد لنا المخالفات.
السفر
كنت اسافر إلى عمان بسيارتي الخاصة من نوع تويوتا والسفر عن طريق العراق واولادي جميعهم ولدوا في الكويت واليوم منهم من هو في الكويت والسعودية واميركا والحمد لله الجميع متزوجون واتموا دراستهم الجامعية وقد مكثت فترة الغزو في الكويت وسنة 1992 ذهبت إلى الاردن واولادي مكثوا في الكويت.
رياض
كان ابني رشيد يعمل في مركز سلطان واثناء الغزو قال رياض السلطان له اسكن انت واسرتك في بيتي حتى لا يتعرض للسرقة من العراقيين وقد قال لا تأتوا بشيء معكم كل شيء متوافر في البيت انتم اجلسوا فيه اي فلته... وكان بيته في سلوى وهو كان مسافرا في لندن حتى آتي التحرير ونحن معهم اهل وانا احبه كما احب اولادي فهو ابن عائلة في غاية الطيبة والاخلاق الكريمة نحن معهم عائلة واحدة منذ ان عمل معهم ولدي رشيد.
الزواج
تزوجت انا مرة واحدة ولم يكن هناك مهر لانني تزوجت بدلا لقد اخذت اخت نسيبي وهو اخذ اختي وهناك في فلسطين صار ظاهرة البدل والمهر كان 50 دينارا فلسطينيا... واولادي خمسة وبنت واحدة.
قاسم
يوم أزمة قاسم تجمعنا اكثر من 600 شاب فلسطيني امام قصر السيف وقلنا نحن جاهزون لحمل السلاح والتطوع للدفاع عن الكويت ونموت فداء للكويت ونقدم ارواحنا دفاعا عن الكويت.
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/4a967fe1-b701-4814-9749-cadd9f614e16_smaller.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/4a967fe1-b701-4814-9749-cadd9f614e16.jpg)مع أحفاده http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/ba548185-35b4-4048-ac95-4387ebc309ac_smaller.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/ba548185-35b4-4048-ac95-4387ebc309ac.jpg)مع الزميل الديحاني http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/43079677-1016-4eec-be60-8c3fab38e0eb_smaller.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/43079677-1016-4eec-be60-8c3fab38e0eb.jpg)أحد العروض العسكرية في الاعياد الوطنية عام 1964 http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/0d3dc791-c9b6-4342-af6c-cafdd8f91bb3_smaller.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/0d3dc791-c9b6-4342-af6c-cafdd8f91bb3.jpg)مع قريبه طارق بدوي http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/bba2ca95-712d-47db-bd24-ecdbc0224ade_smaller.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/bba2ca95-712d-47db-bd24-ecdbc0224ade.jpg)... ومع ابنه http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/dca215a3-8639-4c3c-a059-fc89f68af035_smaller.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/03/13/dca215a3-8639-4c3c-a059-fc89f68af035.jpg)
الأديب
19-03-2009, 04:39 PM
أخط هذه الكلمات وأنا على أتم الثقة بأن التعبير سوف يخونني
وهنا أحاول فقط أن أرسم كلمة ( شكرا ) لعلها تعبر عن بعض الشكر الذي أكنه
لأخي الغالي الأديب عطائه الجميل في هذه الواحة المخضلة بكتاباته المتميزة ومتابعته المتفانية في سبيل واحة أكثر أناقة.
كنت أحاول أن أعقب على واحد من المواضيع التي يدأب على تنسيقها الأديب السامق فوجدتني سادرا في اختياري لا أدري بأيها أبدأ
فأحببت أن أكون هنا لكي أقول لك أيها الأديب المتألق
زدني تألقا
وشكرا لك من أعماق قلبي
أخي الحبيّب .. سعدون باشا.
أتفهم عنك هذه المشاعر، حيث بثثت عليّ ما وقر في صدرك ، كأنما هي الأزهار تنثرها على أخيك الأديب .. وقد أخجلتني بجمائل تشكراتك هنا وهناك .. فما أنت إلا ( شكرون ) J وإنا لك محبون.
يا اخي، أبادك الثناء لإحيائك روح الصداقة المعرفية والعلمية .. وإذكائك نار علوم التراث الكويتي، وأشكر لك متابعتك للمشاركات وحضورك المتميز. على ما في إطلالاتك و استهلالاتك من نفحات بديعة .. نستأنس بها حقاً.
بينما تجد أقلاماً أخرى –هي معنا- قابعة قد سقطت، وعن الإفادة تكاسلت ، مكتفية بالمتابعة !
أخي سعدون باشا ..وأخيراً تعاظَمَ اهتمام الشباب الكويتي لمعرفة تاريخهم، وانتفضوا بعد رقدة؛ فاجهد لخدمته وانشط لنشره واهتم بالتبليغ عن مجده، ونحن معك.
فإن موضوعات الإشراق التاريخي في الكويت كثيرة لم تمسسها يد البحث والتحليل بعد، بل لم يسلط على بعضها ضوء الدرس والاهتمام حتى اليوم.
وإني أرجو أن يحالفك التوفيق في كل ما تصبو إليه.
الأديب
19-03-2009, 04:47 PM
مجهود طيب وتشكر عليه .. متابع لك من أول مشاركة لك بالموضوع وسوف نتابع البقية أيضاً إن شاء الله ..
أنتم رأس المال يا أبا عبد اللطيف .. وفيكم البركة
شاكراً لكم المتابعة والمرور .. وما هذا الموضوع إلا زاوية ضيقة من زوايا تاريخنا الفسيح الممتد بأمجاده وعلومه.
يسر الله لنا خدمته ولو بالقليل.
الأديب
19-03-2009, 05:08 PM
( جريدة الراي)
كانت ولادتي في جنين قضاء نابلس
مصطفى محمود أبو دقر: عملت ممرضا في المستشفى الأميري سنة 1954
ضيفنا اليوم احد الكوادر الطبية التي عملت في منتصف عقد الخمسينات من القرن المنصرم فأدرك بدايات النهضة الطبية عندنا في الكويت عمل في مستشفى الاميري ثم انتقل إلى مستوصف البلدية الذي كان في الخالدية يوم كانت عبارة بيوت من الصفيح متلاصقة ذات كثافة سكانية يحدثنا مصطفى محمود أبو دقر عن عمله ممرضا في ذلك المستوصف والحوادث التي كانت تمر عليه وطبيعة الناس في ذلك الوقت كما ينقلنا إلى سفره مع البعثات الطبية التي كانت الدولة تبعثها مساعدة كثير من الدول، احاديث شيقة ومتنوعة يتخللها التطرق إلى ركب حياته العملية والاسرية فلنترك له ذلك:
نحن من منطقة جنين تبع قضاء نابلس وهي اهلها فلاحون يزرعون على المطر والله سبحانه جاعل المطر يكفي للزراعة، اما ماء الشرب فهو بئر ارتوازية وانا اذكر من الحرب العالمية الثانية مرج بن عامر وتربته الحمراء كأنها الحناء ودراستي كانت بدايتها عند الشيخ محمد سعيد من قرية اسمها الجلمة في قضاء جنين اما قريتي فكانت صندلة حتى انني اذكر عندما سقط المطر
والقرية واقعة على مثلث لا نكاد نصل وإلا وارجلنا قد غسلها ماء المطر،
اما مهنة الوالد فهو مزارع كأبناء قريته ولم يكن عندنا في القرية شيخ معلم لذلك ذهبنا إلى القرية المجاورة لنا لنتعلم القرآن الكريم واللغة العربية بعد ذلك دخلنا المدارس الحكومية وقد دخلت مدرسة مقيبلة حتى وصلت إلى المرحلة الابتدائية ثم انتقلت إلى قرية اسمها اليامون وبها درس إلى السابع ابتدائي، بعد ذلك صارت نكبة فلسطين
وبما انني اكبر ابناء والدي التحقت بالعمل مبكرا وكان في مستشفى الشفاء بجنين وكان عمري خمسة عشر عاما وهو في المدينة وهو عمل مع دراسة اي يدرس ويتعلم وانا بما انني راغب في هذه المهنة ولي رغبة للعمل الطبي والرعاية الصحية وكنت اداوم واقيم في المستشفى وهذا بعد نكبة فلسطين وقد مكثت خمس سنوات وانا متدرب واعمل في المستشفى وكل الحالات كنا نعالجها وكان الطب والعلاج ليس منتشرا ولم يكن في قضاء جنين إلا ثلاثة اطباء وكل القرى تتبع المستشفى وكنت اقبض راتبي بالجنيه الفلسطيني وهو عبارة عن مكافأة والمستشفى كان كبيرا عبارة عن ثلاثة ادوار.
الكويت
اخذنا نسمع عن الكويت من خلال جماعتنا، فالكويت اكثر بلد استقبل الفلسطينيين وساعدتهم واشفقت عليهم وفي ذلك كان يأتون تهريبا عن طريق العراق نسلك طريقا صحراويا والحكومة كانت تستقبلهم وانا انطلقت من فلسطين إلى عمان ثم بغداد ثم البصرة وبها كان الادلاء منتشرين من يريد الذهاب للكويت يأخذونه مقابل اجر مالي خمسة دنانير عراقية
وكان صاحب الفندق اسمه احمد شاكر وهو الذي يأتي بالادلاء الذين يحملوننا إلى جبل سنام واللوري كان يحمل اكثر من سبعين شخصا ننزل ثم نمشي اتجاه الكويت وهناك اتفاق ما بين صاحب اللوري مع الهجانة العراقية التي سمحت لنا بالدخول والذهاب مشيا،
والهجانة كانت قوتهم مكونة من الجمال حيث رأيناها منوخة، ذهب الدليل الذي معنا اليهم ثم قالوا نريد على كل واحد، ربع دينار دفعنا المبلغ المطلوب ثم مشينا مع الادلاء ليلا طوال الليل مشيا على الاقدام وبعد ظهور النهار قالوا لنا كل واحد يختبئ تحت شجرة من أشجار البر حتى لا ترانا الدوريات،
فعلا الكل اختبئ تحت شجرة من الأشجار وبعد غياب الشمس واصلنا السير حتى وصلنا إلى شرق المطلاع وكانت رملية تغوص ارجلنا بها حتى أننا خلعنا الاحذية وحملناها بيدينا ثم واصلنا المسير، بعد وصولنا إلى الاثل القريب من المطلاع تجاه البحر اتت السيارات واخذنا نخرج كل ثلاثة مع بعضهم البعض يركبون السيارات المتوافرة وتذهب بهم إلى الكويت، والتجمع في المرقاب، والكويت كانت المرقاب والجبلة والشرق... السيارات كانت تكاسي.
الدروازة
الكويت كانت بلد امن وامان، الدروازة تغلق ليلا وتفتح بالصباح الباكر، نحن دخلنا في وقت الصبح ثم ذهبنا إلى جماعتنا في المرقاب اهل جنين وفرحوا بنا وقد سكنت معهم واقرب مسجد لنا عبدالله المبارك
وبعد عدة ايام ذهبت إلى وزارة الصحة ورئيسة الهيئة التمريضية كانت فاطمة العريس (لبنانية) ومدير مستشفى الاميري بريئ انكليزي وعملوا لي اختبارا ووجدوني ممرضا وقالوا لي ان التعيين في شهر اربعة وقد اخذت فيزا وذهبت إلى البصرة ووقعتها من القنصلية البريطانية ودخلت بطريق مشروع قانوني ثم ذهبت إلى مستشفى الاميري وعملت به في الجناح الاول براتب مقداره مئة وخمسون روبية.
الممرض
وظيفة الممرض يخدم الطبيب والمريض ويعطي الدواء للمريض والغيارات كما يصف الطبيب اي مساعد للطبيب ... بعد الجناح الاول عملت بالجناح الرابع وهو فوق العيادات الخارجية التي من جهة البحر وهو في الدور الرابع وبجانب المستشفى الاميري سينما صيفية مكشوفة لا تعمل في الشتاء ... والجناح الاول كان جراحة اما الرابع فهو باطنية وبعد ثلاثة اشهر نقلوني بعدما عرفوا امكانياتي وعطائي الوظيفي إلى عشيش البلدية.
البلدية
وهي تبع العمال ومكانها اليوم منطقة الخالدية والشامية وكيفان وهناك قصر الشيخ سالم العلي الوحيد في المنطقة... وكان عند جسر كندادراي حاليا حتى قصر العديلية، كلها عشيش ومعي الدكتور علي الحديدي (سوري) والله يرحمه توفي وهو يقال له ابو صباح،
له ابن استشاري في الاميري كان موجودا معي في مستوصف بلدية العديلية وكان يداوم معي صباحا اربع ساعات وبعد الظهر ساعتين، ولي سكن وعندي طباخ وهناك سيارة اسعاف تعمل في المستوصف، في الليل الذي يأتيني وحالته صعبة ارسله بالاسعاف إلى الاميري اما من كان يريد غيارا او دواء بسيطا اعطيه،
وعشيش البلدية بها كثافة عالية كل الكويت كأنها ساكنة بها كل الجنسيات فيها وسائق الاسعاف موازي ابو قيطان والطباخ عراقي اسمه حنون ... والمستوصف عبارة عن اسبست الواح من الداخل وهناك سور اسلاك شائكة وهناك كهرباء اما اكثر الحالات فهي المغص وقد يأتي واحد مجروح ...
من جملة الاشياء التي حدثت معي ان في ذات يوم جاءني سعودي راعي غنم وقد عضه ضب ويده متسممة وكان معه مرافق قلت للمرافق انه متسمم اخذته للدكتور علي الحديدي وقلت له ان هذا المريض متسمم فكتب له ابرة بنسلين الصبح والمغرب وقلت للمرافق لابد ان يأتي عندي يوميا
وبعد اسبوع شافه الله بعد ذلك جاءني المرافق على وانيت احمر عليه سيفان ونخلة فسألت عنه فاذا هو خالد بن حثلين امير العجمان فصارت معرفة بيني وبينه حيث جاء بالمريض بعد فترة للاطمئنان عليه ...
وقال لي اش رايك تذهب معي للسعودية قلت له في السعودية يضربون الذي يدخن والذي لا يصلي يضربونه...
فقلت انا مرتاح وانا اسمع ان هناك ضربا للمدخن قال لي: انت سوف تكون عندنا في القصر في بيت عبدالعزيز بن سعود الكبير في الرياض فاعتذر منه وهو حقيقة لم يقصر معي حيث اكرمني ونحن كنا نسمي العطية في ذلك صوغة
وصار بيني وبينه مراسلة إذا كان عنده احد يريد علاجا لان الكويت جوهرة الخليج متفوقة بكل شيء...
وعند حلول عام 1957 اخذت اجازة وذهبت إلى فلسطين وهي اول زيارة لي بعد مجيئي للكويت وتزوجت هناك ورجعت بالطائرة وكان المطار بالمنصورية وانا سكنت في منطقة الشرق.
الفهد
عندما كنت اعمل في الجناح الرابع كان المسؤول عن وزارة الصحة هو الشيخ فهد السالم كان يأتي ساعة واحدة واثنتين من الليل ويتفقد المرضى والعمل واول مجيئه عندنا انا منعته من الدخول لان الزيارة ممنوعة في الليل وانا لم اكن أعرفه فقال أنا الشيخ فهد السالم
فأخذني بيدي ومشيت معه في المستشفى ...
وعندما كنت في البلدية كنت اخرج واعود من دروازة الشامية وقد ادركت ازالة سور الكويت سنة 1957 ... وقد اخذت سكنا (حوش) اجاره 150 روبية في الشرق قريب من البركة والمهرة هم الذين يأتون بالماء والحاجات موجودة، السمك ببلاش والاكل رخيص... امين مستوصف البلدية هو بدر خالد العمر.
القبلة
انتقل سكني في شارع فهد السالم وعملي في مستوصف القبلة وهو كان بين البيوت، ودوامي صباحاً وعصراً وامين المستوصف كان عبدالقادر الرشيد وقد مكثت في مستوصف القبلة إلى سنة 1967 ثم انتقلنا بعد هدمه وهو اول مجمع صحي في الكويت ...
بعد ذلك ذهبت بعثة إلى سورية وعملت في المستشفى العسكري وكان رئيس البعثة محمود البوس ومكثنا اربعين يوما نحن تابعون للصحة في مستشفى مزة العسكري وذهابنا كان عبر الطيران إلى بغداد ثم سافرنا بطائرتين واحدة عليها الطاقم الطبي والاخرى المعدات الطبية ونزلنا في الاردن ثم دخلنا سورية مستقلين الطريق البري بحافلات
وقد جاءنا حريق النابال قنابل النيبال التي سقطت على دمشق ... كان معي رئيس ممرضي شؤون الصحية واسمه زهدي الكرداس واجتمعت معه في البعثة وقد رأى اخلاصي وعملي وقال إذا رجعنا تأتي عندنا في الشرطة
وبعد رجوعي جاءني نقل من دون ان اسأل عنه وقد قلت لفاطمة العريس رئيسة الهيئة التمريضية أنا لم اطلب نقلي ومرتاح بعملي بالقبلة قالت اذهب وإذا لم يكن العمل ملائما ارجع لنا
ذهبت من سنة 1968 إلى بعد الغزو في قرطبة لكن عملت بالنويصيب والسالمي والعبدلي وكلية الشرطة وخفر السواحل التي كانت بالشويخ والصبية اخذت بها ستة عشر عاما وأنا ممرض، ففيه حالات كانت تأتي عندي حيث هناك مهربون يلقون القبض عليهم وقد يكونوا مجروجين وأهل الصلبوخ يأتون وهم مصابون فأنا أعالج الشرطة وغيرهم وعملي يومان وارتاح اربعة ايام...
كان المريض الذي يأتي يريد مساعدة نقوم بها.
السيارة
سنة 1958 اشتريت اول سيارة انكليزية هيلمن والقيادة تعلمتها لوحدي ومن خلال الناس الذين اعرفهم.
المدة
عثمان الايوبي كان على خفر السواحل وصالح الشايجي معي في الصبية وعبيد عوض الراجحي... وانا ليلة الغزو كنت في الصبية كنت أدخل ليل الثلاثاء واخرج يوم الخميس صباحا، وكانت عندي مراجعة في وزارة العدل وقد اتصلت علي زوجتي وقالت انزل علينا ليلة بدري لان الخميس الدوام إلى الساعة الحادية عشرة وقد ظللت سهران إلى الساعة 12 وبعدها كلمت الضابط وقلت انا أريد أن انزل عندي شغل قال الله معك
وكان هناك واحد اسمه صالح القحص يا أبا عصام ترخص لي لكي اذهب معك رجعت إلى الضابط وقلت يا ابا نايف اريد ان تسمح لصالح أن ينزل معي وهو ليس عليه زام قال ابا عصام سوف ينام والصبح يأتي البدل لنا
قلت الدنيا ليلا وأخاف تعطل السيارة واذا كنا اثنين نسلي بعضنا وكان صالح عريفا، والله والذي جمعنا من غير ميعاد-
منذ ان خرجنا من الصبية حتى بيت صالح في الجهراء كنت نتبادل الحديث واقول له يا بو محمد الله يكفينا شر هذه الليلة ونزلته ورحت لخيطان والساعة 6 الصبح دق التلفون واذا اخي يقول لا تزال نايم لم يأت في بالي الا والدتي قد جاءها شيء، فقال لي ذهبت إلى مستشفى الصباح ورجعني الجيش العراقي.
قرطبة
ذهبت إلى مستوصف قرطبة وكان به ملفات الداخلية وقدزالوا اللافتات من أعلى. وزملائي في الصبية ذهبوا اسرى وبعد الغزو داومت بقرطبة ثم الابعاد ثم السالمي وكان مدمرا وبعدها تقاعدت في شهر 10 سنة 1991.
الأولاد
الله رزقني ستة اولاد وبنتا وواحد من الاولاد توفاه الله وكلهم جامعيون بفضل الله ثم الكويت جعلتنا نعلمهم وبنتي متزوجة من دكتور وهي مقيمة في رام الله.
ومهر زوجتي كان 150 دينارا أما الحج فلقد حججت ثلاث مرات اول مرة كانت سنة 1962 مع حملة الدويلة وبعدها اتيت بأم زوجتي ووالدتي سنة 1966 وقد توفت والدة زوجتي معي في الحج والثالثة مع حملة البناء وقد بعثتني الوزارة إلى بنغلاديش حيث كانت هناك فيضانات.
التطوع
سنة الغزو عملت مع الدكتور جمال يوسف الدعيج حيث عملنا في مركز قرطبة مستوصفا وكنت أقود سيارة واعمل ممرضا، كنت اخرج مع الدكتور جمال بالاسعاف ونذهب إلى مستشفيي الصباح ومبارك ونأتي بالادوية ونوزعها للمستوصفات ثم نذهب للمخبز الذي باليرموك ونحمل بالاسعاف خبزا ونوزعه لبعض العوائل واذكر اننا واجهنا زحاما في احد الشوارع فصعدت على الرصيف لكي اتفادى الزحام وكان معي الدكتور جمال الدعيج واحد ابنائي الصغار وعندما وصلت إلى نقطة التفتيش رفع الجندي العراقي السلاح بوجهي فجعلت ابني ينام ويتظاهر بالمرض وقلت للجندي معنا حالة خطرة، مريض يموت ففسح لي الطريق وقال لي الدكتور جمال الدعيج ماذا فعلت يا أبا عصام.
أزمة قاسم
خرجنا يوم أزمة قاسم وعملنا خيام مستشفى بعد منطقة المطلاع واذكر ازمة قاسم التي قتل فيها الضابط فهيد السهلي الله يرحمه.
البعثة
انا ذهبت في بعثة رئيسة رسمية إلى العراق يوم كنا نكافح مرض الكوليرا ومكثنا شهرين وسورية مرتين وبنغلاديش.
العوضي
الدكتور عبدالرحمن العوضي معروف ومن احبابنا وهو رئيس البعثة التي ذهبنا بها للعراق ونحن ذهبنا مدة اسبوعين لكن المدة طالت فرجع من كانت له اشغال في الكويت والدكتور العوضي انا الوحيد الذي لم يوافق على رجوعي وتبديلي، حيث ما المشكلة التي تريد ان تذهب لاجلها قلت له انا اريد ان ادخل اولادي المدارس قال:
اولادك علي ادخالهم اذا رجعنا للكويت قلت خلاص ما دام قلت ان دخول اولادي عليك فلن اذهب والدكتور كان يرى عملي في البعثة انني كنت مخلصا و«دينمو الحركة» كلها والبعثة اشرف على مهامها...
وبعد العودة ذهبت إلى مستشفى الصباح حيث عمل الدكتور عبدالرحمن العوضي وذهب معي لوزارة التربية وادخل اولادي في المدرسة بعدما تعطل دخلوهم، لقد دخل الدكتور العوضي على الوزير وجعله يتصل على التسجيل وفعلا التحقوا اولادي في المدارس في المدرسة القريبة من بيتنا.
النفس
الذي يحز في النفس انني بعد شهادات الشكر والخدمة الطويلة وكبر السن ان اكون عالة على اولادي كل سنة ادفع رسوم اقامة.
بارك الله فيك أخي الأديب
موضوع مميز
من أخ ذو خبرة
في انتقاء المواضيع القيمة
تحياتي
الأديب
20-03-2009, 02:52 AM
وبارك ربي فيك وعليك ..أخي المشرف
أشكر لك هذا المرور والاطراء
أما الخبرة .. فلا أدري ما هي في حياتي القصيرة!
وما تكون مدتي في ضيق أجلي وقلة فسحتي
إذا ما قارنتها بجنب امتداد الآماد
تحياتي لك أيها الفاضل
القلم
22-04-2009, 09:40 AM
مقابلة مع سيد محمد نصير
إعداد : سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10560 - 30/05/2008
الحرف والمهن اليدوية تكسب صاحبها مزايا وخصالا لا يعرف كنها وحقيقتها إلا من مارست يده وصافحت تلك الحرف التي قيل عنها خير كسب المرء ما عملت يداه، سيد محمد نصير سار في ركب مهنته وهو صبيا يافع لا يعرف من مجريات الحياة إلا تلك المهنة التي عمل بها وأحبها واخلص فيها فتمكن من اساسياتها واحاط بأصولها فبرز فيها وشاع ذكره وعرف الناس من خلالها
يحدثنا كيف كانت بداياته مع كهرباء السيارات وعند من تعلم هذه الحرفة وما المحطات التي كانت في حياته عندما سار في ركب الحياة العملية والمهنية كل ذلك يسهب لنا فيه فلنترك له ذلك:
نحن من منطقة الشرقية احدى مناطق مصر وبالتحديد من مدينة الزقازيق وبها كانت ولادتي فوالدي كان يعمل سائقا في شركة مقرها الزقازيق وهو رحمه الله كان يقرأ ويكتب وتعلم قيادة السيارات منذ ايام الانكليز وانا حين توجهت للدراسة بدأت عند الشيخ حسين في مدينتنا وهو احد الشيوخ الذين يعلمون الابناء القرآن الكريم ويقومون بتحفيظفهم كتاب الله عز وجل وانا لما كنت عنده حفظت جزء عمّ ثم التحقت في مدرسة الحريري وهي مدرسة نظامية وبها اتممت الصف الرابع بعد ذلك كنت اهرب من المدرسة لكي اعمل ميكانيكي للسيارات رغبة مني ووالدي كان يود ان اكمل دراستي لكن رغبتي الجامحة جعلته يذهب بي لمن يجيد مهنة الميكانيكا لكن ونحن في الطريق التقينا بأحد اصحاب الوالد وسألنا عن وجهتنا فقال له الوالد ان ابني يريد ان يعمل ميكانيكي فرد عليه بقوله اجعله يتعلم كهرباء السيارات فقلت بكل عفوية اريد ان انور السيارات رد على كلام صاحب والدي وفعلا تم ذلك وذهبنا لصاحب كراج يعرفه الوالد اسمه «احمد عبدالله» ومكانه ليس بعيدا من بيتنا ولا ايضا قريب متوسط المسافة وكان ذلك سنة 1956 ولم اواجه صعوبة في تعلمي هذه المهنة واتقانها حيث ان السيارات في ذلك الوقت لا تحمل بين جنباتها إلا تمديدات اليسرة «وايرين» اثنان فقط وهي سيارات ذات طراز ستة وثلاثين وستة واربعين فوردات وشفرات وكان معي زملاء مثل عمري يتعلمون هذه المهنة كما كنت اتعلمها ويقيم في نفس الكراج ولا نخرج منه إلا في آخر الاسبوع وكانت والدتي هي اكثر زعلا على غيابي كل ايام الاسبوع وهي تود ان اخرج يوميا لكي تراني اما والدي فكان خلاف ذلك يريدني ان اتعلم هذه المهنة واصبح رجلا اعتمد على نفسي، وتعلمي هذه المهنة من صاحبها لم يكن بالسهل فقد كان قاسيا معنا حتى يصل الامر إلى الضرب بنا يكون بمتناول يده من شاكوش او مطرقة او اي اداة من الادوات ومرات تكون الضربة على ظهري ووالدي كان يقول لصاحب الكراج لك اللحم ولنا العظام، والاجر الذي كنا نأخذه مقداره «عشرة قروش» كل جمعة.
التعلم
خلال عملي في الكراج الذي علمني مهنة كهرباء السيارات زاد راتبي خصوصا بعد أن مضى وصار لي معاش شهري وصرت اخرج يوميا لأهلي ومضت الايام من سنة 1956 إلى 1962 وانا في ذلك الكراج بعد ذلك حصلت لي نقلة نوعية في حياتي العملية والمهنية وهي عملي في شركة مواصلات اهلية ولم تكن حكومية وهي التي كان يعمل بها والدي وهذه الشركة كانت سياراتها تعمل على ديزل سيارات نقل كبار «باصات»، ولم اواجه صعوبة في عملي لأنني متمكن منه وعندي القدرة ان اصلح اي عطل في كهرباء السيارات سواء كان السلف، دونمات حتى الظفيرة التي هي مجمع التمديدات كلها للسيارة وهي التي تخرج منها دائرة الشحن للنيرات والانوار وموصلة لكل قطعة كهربائية في السيارة كنت متمكنا منها لدرجة انني بروفيسور فيها فرئيس العمال كان يقول «انت مكانك ليس هنا في هذه الشركة مستواك اكبر منها» كنت اعمل ظفيرة السيارة كأنها من مصنع الام في المانيا خصوصا باص النقل المرسيدس.
الدورات
عملي في شركة المواصلات كان يبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء وهناك استراحة غداء ساعة واحدة ثم نعود للعمل وقد اجرى لي اختبار حين تقديمي لطلب العمل حيث اعطوني سلف سيارة ودينامو وقمت بتصليحهما وانا خلال عملي في هذه الشركة التي عرفت بها اشياء كثيرة فسياراتها تعمل على ديزل كانت كذلك ترسلنا لنأخذ دورات بالقاهرة في مراكز تدريبية ولم اكن متحمسا لهذه الدورات ولا مهتما بها لكن حصل موقف مع المهندس الذي كان يلقي علينا المحاضرة في دورة ونبهني انني اعرف تصليح القطع الكهربائية المتعلقة بالسيارة لكن لا اعرف كيف تتولد الكهرباء وما هو مصدرها فتعلمت أصولا وقواعد الكهرباء وأن هناك قطبين جنوبي وشمالي وقوة جاذبة وقوة متنافرة وان هناك مجالا مغناطيسيا، وإذا قطع الملف او اختلف تولد تيار الكهربائي حصل العطل كل الامور العلمية تعلمناها من هذه الدورات، وراتبي في هذه الشركة كان شهريا مقداره ثمانية جنيهات.
السفر
كانت عندي رغبة للعمل خارج مصر لاجل تحسين وضعي وأشوف الدنيا ماتفقت مع اثنين من اصدقائي في البلد كانا يعملان في نفس مجالي هو تصليح السيارات واحد منهما خراط مكائن والأخر ميكانيكي... كان ذلك سنة 1967 انطلقت رحلتنا من الاسكندرية بحرا وصلنا إلى ميناء اللاذقية في سورية ومكثنا فيها شهرا كنا نعمل في البيع والشراء خلال هذا الشهر ثم انطلقنا للعراق ومكثنا في البصرة كذلك شهرا عملنا في احد المطاعم في البصرة بعد ذلك علمنا ان الناس تذهب للكويت تهريبا فعلا ركبنا مع صاحب وانيت فورد طرازه «66» وقيمة التوصيل للكويت ثمانية دنانير ولم تكن الفلوس متوافرة فحجز جوازاتنا وقال اذا وفرتم المبلغ انا في قهوة عباس في سوق الجهراء ولقد اوصلنا إلى المطلاع وقال انظروا إلى انوار الكويت اذهبوا وقال هذه هي الجهراء فانطلقنا نمشي نحوها.
الجهراء
عندما أنزلنا في المطلاع انطلقنا نحو الجهراء ووجدنا عمالا من الصعايدة المصريين يعملون في البلدية ويقيمون في احدى العشيش فسكنا عندهم وبعد فترة ليست بالطويلة عملنا ووفرنا مبلغ صاحب الوانيت وذهبنا له واسترجعنا جوازاتنا منه واول عمل لي في الكويت كان في القصير وهي الشركة التي كانت تعمل طريق الاطراف حيث عملت دكاكين متنوعة الانشطة وكان من ضمنها محل كهرباء وبنشر اخذه واحد سوري وانا عملت عنده وعملي من الصبح إلى الليل براتب شهري 45 دينارا واسكن بالقرب من المحل في عشه وهذا المحل اسمه كهرباء الاطراف واستمررت به حتى تنظيم العشيش سنة 1974، في اثناء تلك الفترة سافرت إلى البصرة وبعث لي ذلك السوري صاحب المحل بكرت زيارة ودخلت باقامة رسمية وزاد راتبي إلى 70 دينارا وعندما فتحت محلات سوق العشيش الذي في الجهراء اخذت محلا خاصا بي اجاره 40 دينارا وكنت اعمل به 24 ساعة واسكن فيه ومعي عمال مصريون احدهم صاحبي الميكانيكي الذي اتى معي... لقد كنت اعمل في هذا المحل بكل جد ونشاط وطموح كنت اصلح مجمع تمديدات كهرباء السيارة «الظفيرة» من الدعامة إلى الدعامة والمبلغ عشرة دنانير اليوم تعمل بـ 250 دينارا.
الإزالة
بعد ازالة العشيش وقد ازيل معها السوق الخاص بها اخذت محلا في شارع عبدالله جدعان وكانت قيمة اجاره 100 دينار ومكثت به ستة عشر عاما من سنة 1980 - 2006 ولم تقتصر مسيرتي العملية على نفسي بل كان هناك اباء من جنسيات عربية يأتون بابنائهم ويتعلمون عندي هذه الصنعة والحرفة والمهنة كثير لا اقدر ان احصيهم او عدهم وانا من طبيعتي اكره البنشر انا كهربائي فقط ومن خلال نظري لاي قطعة من السيارة اعرفها هل هي اصلية ام لا، وكل تطور واختلاف وقع على هذه القطع او اجزاء السيارات نطبق القديم على الجديد ونعرف الخلل وتصليح كل ما جرى بها هو يعود على القديم والاصل فبلاتين وطرمبة البنزين والبطارية والسلف وبلاكات كل ذلك هو اصول في كل السيارات.
الاستيعاب
كنت بالاول اعمل من الصباح الباكر الساعة الخامسة حتى الساعة الثانية عشرة ليلا بمعدل خمس عشرة سيارة إلى عشرين سيارة باليوم، وكل الجهراء زبائني ومحبوب عندهم سواء كبار السن ام الشباب لانني صادق معهم ولا اقول لاي قطعة بدل بل اصلح الخلل لان مهنتي التصليح وتعلمت التصليح.
شايع
الله يرحم شايع ابو شيبة كانت اقامتي عليه شخصيا وهو رجل كريم ديوانه مفتوح يعاملني معاملة الاب للابن كانت اقامتي عليه بلا مقابل بل احسان ومساعدة لي وقد وفر لي عملا في مركز الشقايا حيث كنت اصلح جميع سيارات المركز.
الشهرة
شهرتي بين اهالي الجهراء «اسعيد» فانا اسمي سيد لكن جدي لامي كان اسمه اسعيد فكانوا ينادونني باسعيد وقد تزوجت سنة 1965 وعندما جاءت زوجتي للكويت سكنت بملحق بالقرب من النادي اجره الشهري اثن عشر دينارا اما مهر زواجي فكان 30 جنيها من جمعية اشتركت بها وابنائي الحمد لله متعلمون فعندي بلال يعمل معي اليوم وعادل في السويد وهو جامعي وسامية متزوجة من مصري ومقيمه معه في الدمام ومصطفى يعمل هنا في الكويت، وساره في كلية الطب في مصر، ومحمد يعمل هنا في الاذاعة والتلفزيون.
الأماكن
بيوت الجهراء القديمة اذكرها وبنك الخليج مقابل المستوصف القديم ومنطقة الكوريات كانت عشيش، وصيهد ابن رشيد هو مكان بيت التمويل اليوم.
الشخص
جاء أحد الاشخاص منذ زمن بعيد وكان عنده تنكر وبه عطل في منطقة القشعانية فذهبت معه ومكثنا ما يقرب يوما ثم اصلحت ما به من عطل ولي عليه حساب اربعون دينارا ولم يدفع لي ذلك المبلغ حيث ذهب وانقطعت اخباره وبعد مضي زمن طويل فاذا برجل يدخل علي في محلي ويقول سيارتي بجانب الشارع معطلة ذهبت واصلحت سيارته وانا عرفته من صوته فقلت له الا تذكر اليوم الفلاني عندما ذهبت معك إلى القشعانية فقال نعم اذكره جيدا اين انت كم فلوسك خذها ومعها حبة خشم.
الأعمى
في يوم من الايام بينما انا في المحل أمارس عملي المعتاد فاذا برجل ضرير يساعده رجل اخر ويقول السلام عليكم ابن اسعيد فقلت له لقد وصل على خير تفضل ماذا تريد من اسعيد قال هل هو انت قلت نعم قال خذ عشرة دنانير لقد اصلحت سيارتي التنكر قبل الغزو فخذ فلوسك وبرئ ذمتي لقد كنت اسأل عنك كل هذه المدة.
الذبيحة
يوم كنت اعمل في محل سوق العشيش جاءني احد زبائني وقال يا اسعيد اريد خمسة دنانير فاعطيته الخمسة وكان يعمل عسكريا وبعد مضي وقت ارجع الخمسة وقال انت راعي الاولة لقد جاءني خطار «ضيوف» وذهب رجال اعرفه لم يعط ما اريد فجئتك لقد اشتريت ذبيحة بـ 2.5 والباقي مكملات العشاء... كان الرخص موجودا، ذبيحة واغراضها بخمسة دنانير.
الهدايا
كان زبائني من البدو يأتون لي بالفقع ولبن والسمن والزبد حتى البيت كان يضيق به من كثرته وكنا نوزع على الجيران وانا كنت اذهب إلى البر وابات عندهم وكانوا يدعونني لاحضر افراحهم والابل والاغنام كانت تشاهد بحدود الجهراء وكان هناك قلبان مياه ادكتها ورأيتها ولم يكن احد يسأل عن الاقامة، هل عندك اقامة صالحة الاهم ان الانسان لايعمل مشاكل.
الذهب
قبل الغزو واثناء الاجازة الصيفية للمدارس اغلقت المحل وقررت ان اسافر شهرا إلى مصر وجعلت ذهب زوجتي وبناتي واوراق خاصة فيني في المحل وسافرت اسرتي بالطائرة اما انا فلحقتهم عبر البر مع ابن اختي وقد جعلت الاشياء الغالية والمهمة في محلي وكان عندي مبلغ ومقداره ثلاثون الفا في البنك فحولت منه تسعة وعشرين الفا لمصر وتركت الفا لتكون مصاريف لمحلي عندما اعود ولما حدث الغزو وقفت جميع التحويلات المصرفية والشيكات وذهبت للبنك وقال لي الموظف لقد وصل فاكس تحويل فلوسك بالامس واليوم توقفت جميع تحويلات ان فلوسك حلال حلال فقلت له والله لقد صدقت لم يدخل في ذمتي فلس واحد حرام... لقد دخل ابني مصطفى الكلية الحربية بعدما انتهى من الثانوية العامة ولم يرغب بدخول الجامعة وكان له نصيب ان يذهب مع قوات التحالف وقد خافت عليه والدته فقلت لها الكويت اغلى من الجميع... وحياة الانسان وموته من رب العالمين من كتبت له حياة فسوف يحيا ومن كتب له ممات فسوف يموت لو كان في بيته... اعطيت ولدي مصطفى مفاتيح البيت في الكويت ودخل الكويت عند التحرير وجاء إلى المحل فلم يجد اثر قدم به كل شيء به سليم لم يأخذ منه شيئا ولايوجد اثر لقدم به الاتربة على جدرانه وعلى ارضيته ولم يصب بأي أذى، كان العراقيون يجلسون عند عتبة بابه ولم يدخل فيه احد ويسألون محل من هذا فيقولون محل رجل مصري وبقي على ماتركه عليه لم يأخذ منه شيئا ولم يفتح بابه انا عندما سافرت خاطبت المحل وقلت «اودعتك الله اودعتك يالله هذا المحل».
http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=48098 (http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=48098)
يوجد صور شخصية للضيف
القلم
22-04-2009, 09:43 AM
محمود محيو: درست في دار النهضة للعلوم الشرعية سنة 1967
إعداد : سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10385 - 07/12/2007
ضيفنا هذا الأسبوع محمد محيو ارتبط عمله ببيوت الله المساجد منذ أن كان طالباً في المرحلة المتوسطة وتنقل بين عدة مساجد يحدثنا عن هذا العمل الجليل بدءاً بدراسته في قريته ثم انتقاله الى المدينة لاتمام الدراسة بها حتى شد رحاله الى الازهر الشريف فأتم به المرحلة الجامعية منتسباً بعدها سافر للعمل في الكويت يحدثنا محمد محيو عن تلك الفترة ثم ينحو معنا منحى آخر وهو الحديث عن وظيفة إمام المسجد وعلاقته مع الناس فهو يخالط ويباشر أطياف مختلفة بالفكر والعمل والثقافة
ذكريات متنوعة بمحطاتها نقضيها محمد محيو ثم نختمها بالتطرق الى زواجه متى كان وأين كان فلنترك له الحديث:
كانت ولادتي في قرية مزرعة الورد وتقع شمال حلب وتبعد عن حلب ثلاثين كيلو متراً شمال حلب وهي تتبع منطقة عزاز وكلتاهما تابعتان لحلب وقريتنا قرية زراعية يمتهن أهلها حرفة الزراعة وحرث الأرض وبذرها وما الى ذلك من انواع الزراعة (حبوب، خضراوات، فواكه) وهي كانت يمر بها نهر ولكن منذ زمن جف ولم يعد يجري كالسابق بسبب السدود التي اقامتها تركيا وكنا نعمل في الأرض انا وباقي اسرتي في الزراعة ووالدي تحصيله العلمي بسيط جداً ولا يجيد الا مبادئ القراءة والكتابة فليست هناك مدارس متوافرة في قريتنا في ذلك الوقت والتحصيل العلمي محصور عند شيخ القرية فتجد كبار السن يقرأون بعض السور وكانت قراءة بسيطة ومعظم ابناء القرية ينتمون الى قبيلة واحدة أغلبهم اقارب وقبيلتنا هي قبيلة (جيس) كانت بداية تحصيلي العلمي في مدرسة القرية في المرحلة الابتدائية قرية مزرعة الورد وهي مدرسة حكومية ودرسنا في السنة الأولى الى السادسة في القرية وهي قرية بسيطة جداً وصغيرة وكانت دراستي بسيطة عند شيخ القرية قبل التحاقي بالمدرسة الابتدائية وعند السنة الأولى منها وهو امام المسجد كان يحفظنا القرآن.
القرية
أما بالنسبة للدراسة فكان معلم واحد يدرس في القرية وهذا المعلم كان يدرس لجميع الطلبة وهو معلم لأكثر من صف الأول، والثاني، والثالث، والرابع وكل المواد المقررة علينا هو يقوم بتدريسها والسبب يعود الى ان المدرسة مكونة من فصل واحد وهذه المدرسة حكومية وانا حين التحاقي لم يكن لي مكان أجلس فيه ولم يكن هناك طاولة متوافرة لي لذا أتيت بتنكة فارغة فوضعتها على الأرض وجلست عليها عاما كاملا كنت أضع الكشكول على رجلي وأكتب الدرس والمواد التي كنا ندرسها كانت عبارة عن قراءة، حساب، قراءة قرآن المواد التي كانت تدرس بالمرحلة الابتدائية والتركيز يكون على القراءة والكتابة والحساب في أولى ابتدائي اما في الصف الثاني فكان الوضع أفضل قليلاً حيث صار لي مكان أجلس عليه والمدرس كان يتغير كل عام الى ان وصلنا الى الصف الرابع تطورت الامور عندنا وصار لكل صف معلم خاص به كان الصف الرابع والخامس والسادس معلم خاص بهم حيث صار بالمدرسة صفان واليوم الدراسي كان يبدأ من الساعة الثامنة الى الساعة الواحدة والنصف ثم انهاء المرحلة الابتدائية في قريتي ونحن كان عندنا نظام انهاء المرحلة الابتدائية مثل انهاء المرحلة الثانوية من ناحية الاهتمام حيث كانوا يجمعون الطلاب في أحد المدن الكبيرة ثم تأتي الاسئلة من الوزارة ويبدأ الامتحان ثم نجيب عن الاسئلة ثم تُرسل الى الوزارة وتصحح ثم ترصد الدرجات ثم تنزل الاسماء في الجريدة الرسمية للدولة مثلها مثل الثانوية العامة لا تفرق عنها شيئاً.
الرغبة
والدي رحمه الله كانت عنده رغبة في دراستي في المواد الشرعية ووالدي كونه من أهل الريف بطبيعته حب الدين وعلومه وأنا أكبر أبنائه سناً فنحن اربعة أولاد وبنت واحدة وانا كذلك كانت رغبتي ان ادرس العلوم الشرعية فمنذ صغري وانا أحب شيخ القرية والصلاة في المسجد فكنت أفرح فرحاً شديداً عندما اذهب وأسلم على شيخ القرية ونفسيتي ترتاح ونحن لم نكن نتردد على المسجد كثيراً لأن طبيعة الفلاحين يكونون يزرعون بالارض خصوصاً في فصل الخريف والصيف والربيع يعملون في الحرث والزراعة - ووالدي كان يشتغل في الفلاحة بالاجرة حيث انه لم يكن يملك أرضاً والوالد كان يستثمر بعض الاراضي من أصحابها حسب الاتفاق المبرم بينهم وكان النهر الذي بالقرية في ذلك الوقت يجري على مصبه الطبيعي وحياة القرية ونماؤها على هذا النهر وهو كان نهراً جارياً على مدار العام ويطلق عليه نهر (قويق) وهو منبعه من تركيا ويمر على كذا قرية حتى يصل الى قريتنا ومن ثم يدخل مدينة حلب.
العيون
قريتنا هي قرية الورد اما تسميتها السابقة قبل ذلك فكان يطلق عليها (العيون) وذلك يعود لكثرة عيون الماء المتوافرة بها ولكن الدولة هي التي اختارت لها هذا الاسم وهذا النهر وهو نهر (قويق) يقسم حلب نصفين حيث انه يأتي من الشمال الى الجنوب وسبب جفاف النهر السدود التي أقامتها تركيا على هذا النهر ماهو الا في فصل الشتاء يأتينا قليل من الماء بسبب الأمطار والسيول.
المتوسطة
مرحلتي المتوسطة كانت في مدينة حلب في معهد شرعي اسمه دار نهضة العلوم الشرعية هذا وهو متخصص في العلوم الشرعية حيث الطالب يدرس به العلوم الشرعية وهو بما يعادل في التصنيف الحكومي المرحلة المتوسطة او الثانوية وقد التحقت به سنة 1967 مدرسة دار النهضة للعلوم الشرعية وكانت تشرف عليه الجمعية الخيرية المواد التي تدرس به الفقه والتفسير والحديث واصول الفقه والبلاغة والعروض والمواريث، والاخلاق، الادب وكنا ندرس الفقه الشافعي ودراستنا كانت في فترة الصباح وهذا المعهد معهد شرعي داخلي اي للطلبة نسكن بداخله والاكل والشرب متوافر به حيث ان به سكن خاص بالطلبة وكان به قسم للطعام وهو معهد خيري ليس هناك رسوم تؤخذ على ذلك وكان كل شيء بالمجان وكل طالب أراد الالتحاق به يعمل له اختبار شفوي وتحريري، الاختبار الشفوي يتناول العلوم الشرعية اما التحريري فيتناول الحساب والعلوم والمواد العلمية فإن اجتاز ذلك الاختبار قبل وان رسب استبعد من المعهد وهذا المعهد في مدينة حلب وحين التحاقي بهذا المعهد كانت الفترة المقررة للدراسة في المعهد اربع سنوات ونتخرج والثانية على خمس سنوات والثالثة ست سنوات وكنت أنا بينهم فأنا درست ست سنوات في ذلك المعهد وكنت مقيما في المعهد ولا أذهب الى أهلي الا في العطل في نهاية السنة في الصيف كل الطلبة كانوا بهذا الشكل ثم نرجع الى الدراسة مرة ثانية ومن كان أهله في مدينة حلب يذهب اليهم اخر الاسبوع لكن ابن القرية كان لا يذهب الى أهله الا كل شهرين او ثلاثة لمدة اربع وعشرين ساعة.
الأزهر
بعد اتمامي مرحلة الثانوية توجهت للدراسة في الأزهر الشريف منتسباً وكنت أعمل مدرساً بالتكليف وكنت ادرس مادة التربية الاسلامية في المدارس الحكومية ولم أكن معيناً بل خاضع لنظام التكليف بالساعات وعندما كنت طالبا بالمعهد كنت أمارس الامامة والخطابة بدل من أحد الشيوخ الذين كانوا يدرسوننا في ذلك الوقت أصلي بدلاً منه الظهر او الفجر وكنا نخطب الجمع في القرى عندما كانوا يحتاجون الى خطيب وعندما دخلت الأزهر انتقلت الى مدينة الثورة.
الثورة
الثورة مدينة حديثة على نهر الفرات وهي على السد الذي أنشأته سورية وهي بالقرب من مدينة الرقة على بعد خمسين كيلومترا وهي انشئت وأقيمت بعدما أنشئ هذا السد وعملت اماماً وخطيباً ومدرساً لمادة التربية الاسلامية بالمرحلة الثانوية بهذه المدينة وكنت اماماً بالأوقاف وليس اماماً رسمياً بل نتبع بعض اللجان الخيرية حيث ان كل مسجد مشكلة له لجنة من كذا شخص يقوم بجمع التبرعات على شكل راتب للإمام وهو راتب شهري وما يحتاجه المسجد من اصلاحات وعناية. أما بالنسبة للتدريس فلقد كان بنظام الساعات وكان النظام المعمول به عندنا ان من كان طالباً وعنده القدرة على التدريس لبعض المواد يسمح له بذلك لكن مكلفاً بالساعات وليس معيناً رسمياً بل كنت ادرس بالأزهر في ذلك الوقت اذهب واعود في فترات متقطعة وانتقالي الى مدينة الثورة كان لأجل العمل إماماً وخطيباً ومدرساً في وقت واحد وهي مدينة مستحدثة وكانت بحاجة الى بناء مساجد وخطباء وكان ذهابي للأزهر والدراسة به مكلفاً عليه مالياً لأجل الذهاب الى الدراسة اما الازهر والدراسة به فكانت مجانية ليس به رسوم اما التكاليف فتعود للذهاب والعودة والاقامة والقبول بالأزهر والدراسة به كانت سلسة وميسرة.
الجامعية
أتممت دراستي الجامعية وانا في مدينة الثورة وبعد اتمامي الدراسة بسنة جئت الى الكويت حيث انه كان لي زملاء واصدقاء سبقوني للعمل بالكويت وهم من رغبوني في الكويت من حيث الثناء وانها بلد جميل وأهلها طيبون.
والمسجد الذي كنت فيه قبل قدومي الى الكويت كان اسمه مسجد ابوبكر الصديق وقد عملت قبله في مسجد النور.
طبيعة
طبيعة عمل الإمام هو الالتزام وتجده هو الامام وهو المؤذن وهو القائم بأعمال المسجد كلها وهو الذي يحل المشاكل ويعطي الدروس وخطب الجمعة والأعياد وكل ما يلقى على عاتق الامام والمؤذن كان يقوم به.
الكويت
سنة 1979 قدمت الى الكويت فعملت في وزارة الأوقاف مباشرة، أحد الاخوة قدم لي كتاباً أي طلب تعيين لوكيل الوزارة محمد ناصر الحمضان فوافق عليه وأرسل لي الكتاب وذهبت به الى السفارة وأتممت الاجراءات ثم سافرت الى الكويت وأتممت الاجراءات حيث انني اصطحبت معي جميع اوراقي الثبوتية بما فيها شهادتي الجامعية واجري لي الاختبار وبعد اجتيازي الاختبار والحمد لله عينت اماماً وخطيباً واول مسجد باشرت عملي به هو مسجد سعد الضبيان في منطقة الرابية وطبيعة المصلين تختلف من بلد الى اخر في الثقافة والعادات والتقاليد والمعاملة وهذا مما لا شك فيه وأخذت أتأقلم مع وضعي شيئاً فشيئاً وأنا أتكلم على محيط المسجد في الصلاة والامامة والخطابة والتدريس وهذه أمور مشتركة في جميع البلاد الاسلامية والحمد لله وجدت أناساً طيبين يرغبون في العلم ويحبون الامام ويقدرونه ويحترمونه وهذه هي الاخلاق الاسلامية وان كان هناك بعض التصرفات فهي تصرفات فردية وليست عامة وكل انسان له وجهة نظر ويعتبر نفسه هو صاحب حق والامام لابد ان يستوعب الناس وكانت اول صلاة لي بهذا المسجد هي صلاة الظهر واقمت بهذا المسجد لمدة عام كامل وكنت أسكن فيه وفي الحقيقة وجدت نخبة طيبة من الناس أحاطوني برعايتهم وعنايتهم.
الأوضة
في سورية ليس هناك دواوين كما وجدت بالكويت ولكن هناك نظام اسمه الاوضة وهذه الاوضة بالنسبة للارياف تكون غالباً عند المختار أما في المدن فهي عند الإنسان الوجيه الميسور الحال الذي عنده المقدرة على ان يضيف الناس فوجود غرفة خارج البيت بعيد عن الاسرة والاولاد مخصصة للضيافة والجلوس. لها كلفة مالية وليس كل واحد مقدور عليها وهي بمثابة ديوانية كما هو في الكويت يجتمع فيها الزملاء والاصدقاء.
مسجد طلحة
انتقلت الى مسجد طلحة بن عبيد الله بالصليبخات ومكثت فيه سنين طويلة بدأت في سنة 1980 الى غاية شهر 11 في سنة 1989 اماماً وخطيباً وكانت لدي حلقة قرآن كريم في المسجد وبعد ذلك سنة 1983 بدأت أُدرس بدار القرآن الكريم في منطقة الجهراء وكان الاقبال في ذلك الوقت بالنسبة لدار القرآن اقبالا كبيرا واعداد الطلبة كثيرون وأفضل من الآن بكثير، الفصل الدراسي كانت به اعداد جيدة ومشجعة وكان مقر مركزنا في مدرسة العدساني.
الرحاب
انتقلت الى مسجد عقيل بن أبي طالب في منطقة الرحاب ثم سالم بن سعد بعدها ثم مسجد طيبة العثمان في منطقة الرقعي مكثت به ما يقارب سنتين ومسجد طيبة العثمان له خاصية كل من يصلي به عمال وموظفو شركات فهو وسط منطقة عمل والمسجد يختلف عندما يكون في منطقة عمل عن غيره لانه من المفارقات بين المسجد الذي يكون في منطقة صناعية وبين الذي يكون في منطقة سكنية ان الذي في المنطقة الصناعية تكون العامل ثقافته محدودة ويكون وضعه المادي بسيطا فتجده يصلي ويذهب، اما في الحي السكني فيكون بعض المصلين من أهل الحي عندهم الرغبة في الجلوس لسماع الدرس والاستفادة والمناقشة والاستفسار والسؤال ويتعاملون مع الامام- وتكون لهم علاقة مباشرة معه يدعونه الى الديوانية او الى اي مناسبة مثل الافراح وغيرها وتجد الامام معهم يشاركهم في الافراح ومشاركتهم في واجب العزاء وعيادة المريض، ولكن في منطقة العمال يسأل العامل عن أمور الصلاة او اي سؤال فقهي ويذهب.
الرشاد
عملت في مركز الرشاد الذي في السجن المركزي لمدة سنة ونصف السنة صباحيا وتحولت بعد ذلك الى فترة العصر وهو مركز يدرس العلوم الشرعية للمساجين من مختلف الثقافات والجنسيات والطباع لكن الغالبيةيرغبون في العلم الشرعي وكان لهم الاثر الكبير في نشر الوعي الاسلامي وتعلم هؤلاء المساجين العلوم الشرعية وتحفيظهم كتاب الله وسنة نبيه والأحاديث النبوية فتجد منهم من استفاد وخرج داعية الى الله سبحانه وتعالى واماماً وخطيباً وحافظاً لكتاب الله وكل ذلك بفضل مركز الرشاد وكل من التحق بهذا المركز استفاد استفادة كبيرة حتى أن بعض المساجين يقول نحمد الله على هذا السجن الذي تعلمنا فيه امور ديننا وتعلمنا كل شيء حسن وأخذنا نصلي ونقرأ كتاب الله ونستفيد ونفيد غيرنا والحمد لله ان مركز الرشاد فاتحة خير على السجناء.
الزواج
كان زواجي سنة 1976 بعد تخرجي من المعهد الشرعي وكانت زوجتي من محافظة ادلب وهي جنوب غرب حلب وكان زواجي بمعرفة الوالد حيث اننا انتقلنا من القرية الى حلب حيث ان والدي عمل بالحكومة وانتقلنا الى مقر عمله وكان للوالد معرفة بين والدي واخ زوجتي فتم الزواج والحمد لله عندي اولاد وبنات منهم اثنان متزوجان.
ماجستير
الحمد لله أتممت دراستي العليا في لبنان بجامعة الأوزاعي وقدمت بها سنتين اختبارات بعدها أتممت في جامعة الجينان بطرابلس ايضاً في لبنان وقدمت بحثين أحدهما في الملائكة في الكتاب والسنة والثاني جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعلاقتهما بالماسونية والرسالة كانت تحقيقا ودراسة لكتاب اسباب النزول للامام السيوطي وتحصلت على ثلاث مخطوطات واحدة من مركز المخطوطات بالجابرية ومصورة عن نسخة مصورة عن نسخة في بغداد والثانية مكتبة الظاهرية بدمشق والثالثة من ايرلندا فأتممت بهما النقص الموجود بالكتاب المطبوع وأنا كنت أخذت جزءا من الكتاب خمس صور وكانت الرسالة 740 صفحة.
الحج
أول حجة لي كانت مع حمد المشوط ثم الثانية حملة مبارك البذالي اما الحجة الثالثة مع مبارك البذالي، كنت فيها ادارياً اما عن العمرة فكثيرة والحمد لله.
التطوع
عندما كان المعوشرجي وزيراً للأوقاف صليت في مسجد فاطمة كأحد المصلين لصلاة الجمعة فدخل وقتها ولم يحضر الخطيب وكانت الخطبة منقولة على الهواء مباشرة من تلفزيون الكويت ومضى خمس دقائق من دخول الوقت وكانت منقولة إذاعياً فكلمت المسؤول عن الاذاعة والتلفزيون فقلت له اذا لم يكن أحد موجوداً للخطبة فأنا أقوم بذلك والوضع لا يسمح بالتأخير فقدمني لكي ينقذ الموقف وكانت هي اول جمعة في رمضان حقيقة كان الوضع يختلف عن الجمع التي أخطبها لان الكاميرات وآلات التصوير كانت باتجاهي لكن عندما بدأت اول الخطبة كأن شيئاً لم يكن والحمد لله كانت الخطبة موفقة بإذن الله وطلبني الوزير المعوشرجي وشكرني على هذا الفعل في مكتبه بالوزارة جزاه الله خيراً.
الغزو
الجمعة التي عقبت الغزو كنت مكلفاً بخطبة الجمعة في مسجد الزير بالعمرية وقد سألت احد الاخوة واسمه بدر علاج ابوناصر عن الوضع في البلد قال لي ان الحكومة خرجت من البلد وأنا كنت معداً خطبة لكن لأجل وضع البلد غيرتها الى شيء آخر وقمت بشرح سورة (العصر) لكن الخطبة الثانية كانت عن صدام حسين وماذا فعل في هذه البلد من الناحية الشرعية من ظلم، وقتل واعتداء ولو كان مسلماً لم يفعل ذلك والمسلم له حقوق وجوار كل ذلك تكلمت عنه لكن كان كلاماً قاسياً وصلت به الى درجة الكفر بعد انتهاء الخطبة واردت الخروج فأمسك بي أحد الاخوة السودانيين من يدي وقال ان هناك عسكراً ينتظرونك عند الباب فأخذني وأخرجني من الباب الآخر فخرجت مع الأخ فوزي سعيد وكان مؤذناً معي في مسجد عقيل بن أبي طالب في الرحاب ويسكن معي في نفس السكن وركبت معه بالوانيت هربنا من جند صدام حسين الى الرحاب وأعطيت أحد الاخوة بدر العلاج مفاتيح السيارة وأتى بها اليّ «اي سيارتي» وقت العصر.
وهذا الذي قلته لا ابتغي به الا وجه الله ولا ابتغي ثناء من أحد لكن عنايته هي التي أنقذتني من أعوان صدام حسين.
http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=12901 (http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=12901)
القلم
22-04-2009, 09:54 AM
مقابلة مع /
سالم عيضة الجمحي
سالم عيضة الجمحي: خمسة وأربعون عاما أبيع الأقمشة في الفروانية
إعداد : سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10588 - 27/06/2008
نحن اليوم مع شاهد عيان ادرك حقبة زمنية افلت ايامها وتوارت ملامحها ركب البحر على السفن الشراعية التي كانت تعتمد على سير الرياح وجريان الهواء وصل إلى موانئ شرق افريقيا وساحل عدن ثم الموانئ الخليجية ادرك بيع الماء على العربات اليدوية فكان احد بائعي الماء على هذه الطريقة يحدثنا سالم عيضة الجمحي عن تلك الحقبة فيذكر لنا برك الماء التي كان ينطلق منها ثم يحدثنا عن الطريقة والآلية في بيع مخزون عربته ثم ينقلنا الى عمله الاخر الذي استمر به الى يومنا هذا وهو يبيع الاقمشة بدأ به راجلا على قدميه ثم اسس محلا تجاريا يبيع فيه الاقمشة بجميع انواعها
احاديث متنوعة ومتعددة بمواضيعها نقضيها معه فلنترك له ذلك:
ولادتي كانت في عسد الجبل تلك المنطقة الريفية ذات صبغة بدوية اهلها يمتهنون زراعة الحبوب بأنواعها وخصوصا الذرة والبطاطا الحلوة والمياه التي يتزود منها اهل عسد الجبل هي عيون تنحدر من اعلى الجبال وموزع بالسوية بين الاهالي كل له نصيب والماء فائض ينتهي بالوادي ولا تجف تلك العيون بل الماء متوافر بها وبالاخص الرئيسة منها وهي تنحصر في الارض المرتفعة والنخيل من الاشجار التي لها عناية في بلدنا وقد كان قسم من اهل بلدنا يعملون بالجمال التي تنتقل بين بلاد حضرموت لنقل البضائع منها واليها اما والدي رحمه الله فقد قدم للكويت مع السعيد بن علي ايام البحر والغوص واستقر فيها وعمل يوم كان اهلها ليس لهم عمل بالغوص والبحر وقد تعلم مبادئ القراءة والكتابة في احد المساجد التي كانت في القبلة وقد ذكر لي انه يقال الملا راشد او صالح وقد رحل والدي من الكويت واستقر في البحرين وعمل في مينائها وقد زرته مرتين وانا عندما خرج من بلادنا كان عمري بحدود عاما وقد تزوج في البحرين ومات فيها.
زنجبار
بدايات انطلاقتي العملية كانت نحو زنجبار فلقد عملت بحارا على مركب ذي شراع ينقل الاطعمة والبضاعات المختلفة كالارز والطعام والسمك المجفف من السفن التي كانت في منطقة القصيعر إلى زنجبار ولكن البضاعة المعتمدة هي السمك المجفف والاجر الذي كنت اخذه كان بشلن بريطاني سهم واحد مقداره مئة وخمسون شلن وبعض الرحلات يصل إلى مئتي شلن وكنا كذلك نجعل من جزيرة سومطرة العمانية مقرا لنقل البضائع منها وإليها ما بينها وبين زنجبار وكانت الرحلة الواحدة تأخذ منا ثمانية ايام والنوخذة الذي كان ربانا على المركب الذي كنت عليه سلوم عبد سين حضرمي وقد استمر عملي معه عاما كاملا ننقل الحبوب والذرة الكبيرة والسمك المجفف وقد نمكث في زنجبار عشرة ايام وكانت بلادا تجارية كبيرة وميناء عظيما يستقبل البضائع وحكامها عرب يقال لهم برغش وفيها مساجد كثيرة وتجار من الكويت واليمن والخليج والهند وكنا كذلك نرى الانكليز في شوارعها.
الكويت
كانت سيرة الكويت تذكر كثيرا والناس يتحدثون عنها في مجالسهم واماكن اعمالهم وانها بلد فيها الشغل وعمل متوافر وذهب اليها كثير من اهل بلادنا فعزمت على الذهاب اليها وكانت وسيلة ذهابي لها على لنج للنوخذة خلفان من اهل صول في عمان وقد اخذ مني اجرا لا اذكره الان لكنه يتراوح ما بين مئة روبية وستين روبية والرحلة مع النوخذة خلفان انطلقت من السواحل اليمنية ومررنا بمناطق كثيرة تابعة لعمان سدح ومرباط وصور والباطنة والبحرية والذين معنا كانوا من أهل هذه المناطق ذهبوا واستراحوا عند اهليهم وهكذا حتى وصلنا إلى ميناء الخبر المحادي للدمام وكان ميناء صغيرا ترسوا به مراكب.
البر
عند نزولنا في ميناء الخبر اخذ سيارة اجرة متجهة للكويت وواصلنا رحلتنا اليها عن طريق البر وكان ذلك سنة 1957 وبعد يوم كامل وصلنا إلى دروازة الشامية وكانت ذات بوابتين للداخل والخارج وقفنا عند الامن العام واخذنا حقنة تطعيم ثم ذهبت لجماعتي في المرقاب وهي بيوت على الطراز العربي القديم حوش كبير بالقرب من مسجد الحمد وهو ملك لصالح الوسمي عبارة عن اربع غرف واجره الشهري 700 روبية.
العربانة
اول عمل زاولته في الكويت حين وصولي لها هو بيع الماء راجلا حيث ادفع عربة بها خزان ماء يقدر باربعين تنكة والعربة اشتريتها بمبلغ مقداره ثلاث مئة روبية والعمل يبدأ من الساعة السادسة صباحا والبركات التي نتزود منها بالماء كانت كثيرة لكن انا كنت اقتصر على بركة نايف والصليبية التي في شارع الجهراء وبركة الجبلة كنا نشتري الماء بروبية والتنكة نبيعها باثنتين ولا اخرج من بيوت المرقاب وسوق الكويت.
الزفة
التزود الواحد من بركة الماء يسمى بعرف بياعو الماء زفة فكل بائع قد يذهب ويعود باليوم الواحد خمس مرات او اكثر او اقل والبيوت التي نزودها الماء كنا نفرغ الماء ببرك او خزانات وبعض البيوت قد نفرغ بها عربة كاملة وغالب عملنا ينتهي الساعة العاشرة صباحا وبعض الايام يستمر اكثر حتى العصر وكل ما فرغنا وزودنا البيوت بالماء وضعنا على الجدار خط علامة للبيع والحساب وكل خزان ومغراف له خط نميزه عن تلك الخطوط
المناوشات
كان يحصل عند الزحام على البرك بعض المشادات الكلامية بين الباعة بعضها مع بعض والكل يريد ان يملأ عربته بالماء وينطلق نحو عملائه والمسؤول عن البركة كويتي اظن ان اسمه كان محمود ولم اكن اذهب للشامية الا بالاسبوع مرة واحدة كل عملي في المرقاب ونحن اهل العربانات لم نكن وحدنا نكد الماء بل كان هناك من يستخدم الحمير والجمال غيرنا.
المواصفات
عربة الماء ذات عجلات ثلاثة اثنان من الخلف وواحد من امام وندفعها بالصدر وهي متعبة ومرهقة وقد بعتها بمبلغ مقداره 600 روبية وتحولت لعمل اخر وهو بيع الخام راجلا مع ان هناك وظائف متوافرة في الاشغال ودوائر الدولة لكن بيع الخام شغله خفيف.
ابن دعيج
بدأت رحلتي مع الخام وهو بيع الاقمشة راجلا حيث احمل فوق ظهري بقشة بها ما يقرب من عشرات القطع التي اشتريها من السوق داخل الكويت كسوق ابن دعيج وسوق المعجل وسوق التجار وكان يبيع في هذه الاسواق تجار كويتيون وغيرهم والقطع التي كنا نشتريها من تلك المحلات كانت رخيصة نوعا ما يتعدى سعرها مئة روبية.
التجول
كنت اسكن في المرقاب عند جماعتي فنحن مجموعة عزاب وكل له امل وجهة ينطلق اليها في الصباح الباكر فأنا كنت استقل سيارة تاكسي بروبية واحدة وانزل في خيطان ثم اترجل على قدمي وابيع ما احمله على ظهري ومحل تجوالي خيطان ثم الفروانية وجليب الشيوخ والعضيلية وجميع البيوت في تلك المناطق مبنية على جميع التصميم العربي القديم وخلال عملي هذا عرفت البيوت والفرجان والشوارع فالبيوت التي اعرفها اطرق ابوابها اما التي لا اعرف فيها احدا فأنادي واقول (خام خام) وكنت ابيع بالياردة روبية اوروبية ونصف الروبية وهكذا عملي حتى ينادي المؤذن لصلاة الظهر فأصلي وصلاتي تكون بالمرقاب وبعد صلاة العصر اذهب الى السوق واشتري ما اردت من انواع الخام والاقمشة فعملي هذا يتطلب مني المواصلة والتواصل مع تجار الخام المتوافرون في سوق التجار وما جاوره من محلات وهكذا هو مشواري اليومي كد وتعب والشمس متعبة وحرها قائظ وآلية البيع وطريقته نقدا او دين مؤجل يدفع اخر الشهر والكل يدفع ما عليه من دين من الزبائن والعملاء اخر الشهر وبضاعتنا كانت رخيصة والبيع يتراوح ما بين عشرين روبية إلى ثلاثين روبية.
الدكان
بعد مضي وقت وأنا على هذا المنوال اطرق المناطق والشوارع بائعا متجولا على قدمي قررت ان تتحول طريقتي في البيع والشراء بمكان مستقر ومحل ثابت فاستأجرت دكانا في منطقة الفروانية وكنت اول واحد من جماعتنا يخطو هذه الخطوة فمحلات الاقمشة قليلة لكن البقالات كثيرة وكان موقع محلي هذا في شارع السوق في الفروانية القديم في منزل حمود الغريبة وقيمة استئجار هذا المحل عشرة دنانير اعمل من الصباح الباكر فيه إلى وقت العشاء والبيع نقدا ومؤجلا والزبائن هم غالبهم من المطران الرشايدة العوازم والفروانية في تلك الايام كانت بها حفرة رأيتها بعيني عليها سياج وتتجمع فيها السيول والمطر وهي جليب بن فروان المطيري.
الرخصة
محلي هذا خرجت رخصته سنة 1962 باسم صاحب الملك وبعد مضي سنة ونصف السنة جاء معي زميلي وصديقي ورفيق رحلتي في الخام مصبح ابو سالم وبعد مضي ثلاث سنوات انتقلنا إلى محلنا الاخر وكان قيمة ايجاره سبعة دنانير.
أنواع
انواع الاقمشة التي بدأنا معها من خلال عملنا كثيرة ومتنوعة وكلما تطور الخام وتنوع واستحدثت ماركات تطورنا معه في اول الشغل كنا نبيع القطن وكريشه وحرير هلا هوب نايلون، شال، تور، وطلبات اهل البادية ولا يزال الى يومنا هذا بعض زبائننا يأتون الينا من النساء بالامس البعيد كانت البنت تأتي مع امها وبالامس القريب مع بناتها واليوم نشاهدها مع حفيداتها وخلال عملنا تعرض المحل للسرقة مرة وسرقت منه بعض الاقمشة لكن لم يأخذوا فلوسا.
الشهرة
السوق اليوم مربح ولله الحمد (زين) وشهرتي عندما بدأت بالبيع ابو خزنة ثم تحولت إلى سالم وليس لي طموح غير هذه المهنة ادخل في بعض الاوقات بعض الدوائر الحكومية فأجد من يعرفني وأنا لا اعرفه.
الزواج
تزوجت سنة 1964 من نفس بلدي والمهر مقداره ثلاثمئة دينار ورزقت ولله الحمد بست بنات وثلاثة اولاد فيهم المتزوج ومن يعمل في الدولة ومن درس بالجامعة والمدارس الحكومية واولادي لم يأتوا للكويت بنيت بيتي في منطقة فصيعة وانا ورفيق دربي في التجارة اخي مصبح نتبادل السفر إلى بلادنا امكث نصف العام هنا والنصف الآخر في بلادي واقامتنا على السيدة الفاضلة ام علي حيث جزاها الله خيرا جعلتها لله فلم تأخذ منا شيئا بل اجر وثواب بلا مقابل جعل الله ذلك في ميزان اعمالها يوم القيامة.
دراسة
درست في مدارس الفروانية المخصصة لمحو الامية واخذت شهادة الرابع الابتدائي.
السلاح
اذكر يوم ازمة قاسم تجمعت الجالية العربية من يمنيين وعمانيين وغيرهم من العرب عند الامن العام واخذنا نردد يا ابو سالم عطنا سلاح نحن نقاتل وانت ارتاح واخذنا نتردد على الامن العام حتى طمأنونا ان كل شيء على ما يرام بالاذاعة والميكروفونات وقد قال لنا الشيخ سالم الحمود عندما تجمعنا ابشروا بالسلاح فان السلاح كثير كان الكويتيون يسجلون في المدارس اما نحن فكنا في الامن العام.
الفروانية
انا اشتاق للكويت ولا اجد راحتي إلا بالفروانية وقد عرفت اهلها وجمعت بيني وبينهم الصداقة خارج العمل - النمارين والمعاصبه، البراك، العلاج واذكر الشيخ خليل ابو ابراهيم الذي كان امام مسجد (نزال المعصب) وانا رأيت نزال لكن لا اذكر ملامحه.
http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=53803 (http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=53803)
يوجد صور شخصية للضيف و دكانه
القلم
22-04-2009, 10:02 AM
مقابلة مع نصير الدين سلطان
نصير الدين سلطان: درست اللغة العربية والعلوم الشرعية في جامعة بغداد
| إعداد : سعود الديحاني |
جريدة الرأي العدد 10812 - 06/02/2009
نحن اليوم مع داعية بدأ طريقه من بلدة باكستان وتنقل في أكثر من مركز إسلامي يتعلم ثم شد رحله إلى مدينة بغداد حيث التحق في جامعتها يحدثنا عن ظروف سفره ومن كان المتكفل في ذلك السفر بعد ذلك نسهب بالحديث عن الأيام التي قضاها في الدراسة فيذكر الاساتذة الذين درس عندهم المواد التي درسها كما يصف لنا مدينة بغداد في تلك السنين ثم يأتي الحديث عن عمله في الكويت حيث كان إماماً في أكثر من مسجد واسس قسماً لدراسة العلوم الشرعية باللغة الاوردية في دار القرآن وكما كان واعظاً في السجن المركزي للجالية التي تتكلم باللغة نفسها أحاديث متنوعة فنجعل ضيف حديث الذكريات يسترسل بها:
والدي شودري سلطان أحمد من بلد غودراج في باكستان وقد توفاه الله قبل سنين ومن ولاية اجداد قريبة من لاهور ونحن بلد زراعي وهذا هو غالبية الديار الباكستانية تمتهن الزراعة لأنه بلد فيه انهار والأمطار كثيرة وهو بلد زراعي وبه آبار كثيرة وأكثر ما تزرع الناس الأرز والقمح، والابار العذبة تشرب منها القرية وتجلب لمزارعها الماء منها وهي مياه حارة وباردة وعذبة ووالدي كان ناظراً في المدرسة الحكومية التي كانت في قريتنا وهو مدرس للمواد العلمية الرياضية وهو داعية في نفس الوقت يدعو الناس للإسلام ومذهبه حنفياً.
الدراسة
ودراسته كانت في قريتنا وقد حفظت القرآن وعمري عشر سنين فنحن اول اهتماماتنا لأبنائنا في صغرهم هو العلوم الشرعية وخصوصاً القرآن الكريم وأول دراستي عند امرأة سيدة فاضلة هي المتعهدة في تدريس اولاد القرية القرآن الكريم الأولاد الصغار لكنني أنا انتقلت إلى مدينة «جلادبوركلتا» ففيها مركز كبير لتعليم وتدريس القرآن الكريم وكل هذا قبل المرحلة الابتدائية وقد مكثت في هذا المركز أكثر من سنتين ونصف السنة حتى ختمت القرآن الكريم... ثم انتقلت إلى مدينة «مولتان» ففيها كلية تدرس العلوم الشرعية والعلوم الثقافية والدراسة الحديثة المعاصرة وهي كلية لدراسة الثانوية كانت المدة التي قضيناها بأربع سنين تمكنت من العلوم الشرعية والعلوم المعاصرة والرغبة في تحصيل العلم والثقافة كانت تدفعنا فأنا من أسرة علمية.
بغداد
لم تكن الفرص متوافرة عندنا في بلدنا من حيث الجامعات الإسلامية في تلك الأيام وقد كان لنا اصدقاء وزملاء في الدراسة والدعوة الإسلامية لهم علاقات خارجية فهم يعرفون المراكز الإسلامية والكليات التي تدرس العلوم الإسلامية ومازلت اذكر الأخ الكريم الذي ذهب إلى بغداد قبلنا واتفق معهم وذلل الصعاب حيث قال نحن نرسل لكم طلابا من بلدنا باكستان يدرسون عندكم فكان خير وسيط وخير رسول لنا إلى جامعة بغداد وهو غلام محمد من بلد كراتشي حتى انه قد ذهب منا طلاب إلى جامعة أم القرى في مكة المكرمة.
المساعدة
كنا نحتاج لمساعدة مالية من أجل الذهاب إلى بغداد وكانت الوسائل في أواخر ستينات ليست كما هو اليوم لذلك ساعدنا بقيمة التذكرة ومصاريف السفر أبو بدر عبدالله العلي المطوع رحمه الله فنحن نعرفه منذ كنا في الدراسة وعندما جئنا للكويت عرفناه أكثر وعن قرب وجامعة بغداد عندما درسنا بها كانت أيضاً تصرف لنا مكافأة شهرية مقدارها خمسة عشر ديناراً، وأربعة دنانير كان للسكن الذي كنا نستغله ونحن طلاب من خارج العراق واحد عشر ديناراً كانت للكتب ومصاريف الدراسة والمعيشة والمواصلات وبعض الأحيان نحتاج لأبي بدر رحمه الله لكن عندما قدمنا كنا أربعة طلاب قدمنا من باكستان عن طريق البحر في الباخرة - محمد شيفف ومحمد شريف رحمهما الله - وغلام أحمد منصوري وهو حالياً عندنا في الكويت وكان وكيلاً لقسم الأوردو في الكويت وأنا الرابع والخامس محمد رفيق نزار في باكستان وهو الذي اقترح على الشيخ حسن مناع بتأسيس قسم الأوردو في دار القرآن لأن اللغة العربية موجودة وتدرس بها العلوم الشرعية في دار القرآن فإذا جعلنا بجانبها قسما للغة الأوردية لأن هناك طلابا كثرا في باكستان والهند وبنغلاديش فيكون الدرس سهلا لهم والمعلومة تصل من غير صعوبة في الشرح والفهم، ومحمد رفيق هو الذي اقنع حسن مناع وأنا كنت حاضراً معه في نفس الوقت.
الأحوال
احوالنا الدراسية عندما نحتاج للمال ونشعر ان مكافأة الجامعة قد تنقص علينا لبعض الالتزامات التي تعرض لنا كنا نخاطب أبو بدر عبدالله العلي المطوع ويساعدنا والوسيط بيننا وبينه هو الشيخ كرامة الله وهو يعرفنا ويعرف أبا بدر وكان مقيماً في الكويت نرسل له فيخبر المرحوم المحسن ابو بدر عبدالله العلي المطوع.
الوصف
نحن انطلقنا من ميناء كراتش المعروف في باكستان وخمسة أيام قضيناها في البحر حتى وصلنا إلى ميناء البصرة وقد مررنا في الكويت وجلنا بالباخرة ساعتين ونحن ننظر إلى الكويت وهي صغيرة في ذلك الوقت العمران ليس كما هو مشاهد وبقايا المدينة القديمة موجودة وفي البصرة استقبلنا مدرس عراقي اسمه اسامة النعيمي وهو قدم من بغداد لكي يستقبلنا وكان الاستاذ داود عبدالقهار ومنير البياتي وعبدالرحمن الحجي وهو حالياً في الكويت ثم ركبنا القطار والتحقنا بالكلية وهي الدراسات الاسلامية وبغداد كانت جميلة في ذلك الوقت في غاية الجمال والبهجة شارع ابونواس والرشيد والكاظمية والامام ابي حنيفة ومعظم الدكاترة كانوا عراقيين والذي اعجبني هو ان الدكاترة العراقيين كانوا يتكلمون باللغة العربية الفصيحة جدا جدا وهذه الفصاحة هي التي مكنتنا من فهم العلوم واستيعابها ونحن التحقنا في تلك الكلية سنة 1970 وقد عاصرت الشيخ طايس الجميلي ولم نسافر إلى اهلنا طوال المدة التي قضيناها في بغداد الا مرتين.
السكن
كنا نسكن في شقة في منطقة الاعظمية في بغداد وكان معنا طلاب من تايلند واندونيسيا وتركيا ونحو أربعة وثلاثين طالبا وكذلك كنا نرى الطلاب العراقيين ونرى نهر دجلة وهو مبارك ومفيد للصحة وللعظم وقد زرت كربلاء والموصل وكذلك بعقوبة وبها مدارس دينية وبها علماء كثر وانا لا انسى الدكتور عبدالكريم زيدان وانا افتخر به ومن اساتذتي وهو صاحب اصول الدعوة الكتاب المشهور كان عندما يلقي علينا المحاضرة يغمض عينيه وكأن البحر يهدر منه من العلم استفدنا منه وانا دائما ادعو له.
المواد
كنا ندرس الادب والتاريخ والنحو والفقه والمواد الشرعية والادبية بعد ذلك حاولت ان اعمل بجامعة الملك عبدالعزيز في السعودية لكن لم استطع الحصول على قبول فجئت للكويت وسجلت بالاوقاف وكان الوزير يوسف الحجي وعبدالله العقيل كان مسؤولا في ذلك الوقت ودخلت اللجنة التي كانت تختبر الائمة واجتزت الاختبار بنجاح وصرت اماما في الوزارة ولم يكن الاختبار صعبا وتحريرا مثل هذه الايام واول مسجد اكون به كان في الصليبخات واسمه عمرو بن العاص ثم انتقلت إلى العديلية ثم ام الهيمان لكن قبل هذه المساجد ارسلت إلى مسجد في منطقة وارة وهي ليست موجودة اليوم كانت قرية صغيرة عشيش وهناك اسواق بها وطريق من عند الاحمدي حتى انني اذكر في احدى المرات ضيعت الطريق واخذت ساعات انا لا اعرف من اين اذهب واعود وكان كبار السن هم الاكثر في المساجد وهم طيبون اذكر منهم أبا دخيل وذات يوم ارتديت لباس بلادي باكستان ولما رآني لم يعرفني وكذلك اذكر مؤذن مسجدي كان رجلا سعوديا اسمه سفر.
القادسية
انتقلت إلى مسجد من مساجد القادسية لكن لم اكن اماما به بل واعظا للجالية الباكستانية بعد ذلك حولت مدرسا في دار القرآن وانا كنت فيها بالتكليف منذ بدايتها في التدريس في الكويت سنة 1976 يوم كانت في دروازة عبدالرزاق في المدينة ولكن بالتعيين عندما صاربها قسم للأوردو وفي الحقيقة ان صاحب الفكرة هو الشيخ محمد رفيق وقد اقنع الشيخ حسن مناع فهناك طلاب من الجالية الهندية يعملون طوال النهار وفي المساء يدرسون في دار القرآن لكن باللغة العربية وعندما يدرسون بلغتهم ينشطون لانهم يشاركون في الدرس ويسألون ويجاب لهم باللغة التي يعرفونها ونحن كنا ندرسهم اللغة العربية والنحو مع الحديث والفقه والسيرة وكان ذلك في وقت المساء المغرب وانا كنت ادرس القرآن والفقه والحديث وانا كنت ادرس القسم العربي والاوردو والطلاب هنود وباكستانيين وبنغال وكانوا كثراً جدا واليوم اصبح هناك آلاف الطلاب الذين تخرجوا في تلك الدار ونحن لم نأخذ وقتا طويلا في دروازة عبدالرزاق، حيث انتقلنا إلى الرميثية واخذنا التدريس وبعد ذلك فتحنا في الفروانية فرعا لنا بعد ذلك فتحنا في الفحيحيل بعد الغزو، بفضل الله ثم نشاط الاخوه القائمين على المركز وكذلك انشأنا حلقات للطلاب والطالبات وهو تحفيظ القرآن للأولاد والبنات والمسؤول عن فرع الفحيحيل محبوب رحمان خان معنا والجالية البنغلاديشية ايضا معنا من بداية التدريس والمسؤول عنهم مشتاق الرحمن حيث ان التدريس والمواد هي نفس المواد لكن التفسير والتفهيم والتدريس باللغة البنغالية لانهم كثر وحتى يسهل لهم وهو تابع للاوردو اي قسم للغة البنغالية تابعة لقسم الاوردو واليوم نحن جميعا نتبع اشراف المركز الثقافي الاسلامي في العدان ومديرنا هو الشيخ احمد الكندري فالمدير أبو عمر جعلنا تحت اشرافه.
التفصيل
من حيث الدراسة هناك فصل بلغة الاوردو وفصل آخر باللغة البنغالية اما الحلقات في المساجد وعدد المدرسين عندنا في مركز الاوردو خمسة وعشرون وهناك عندنا محو للأمية حيث ان هناك من العمال من يأتي لا يعرف القرءاة والكتابة وعنده رغبة في التعلم نبدأ معه في الكتابة والقرءاة وهي محو الامية حتى يكون عنده قاعدة وحقيقة من يتخرج من عندنا تكمن الاستفادة انه يتعلم اللغة العربية ويتكلم بها وممكن ان يستفيد من شهادتنا في عمله يعمل إماما ومؤذنا.
المشرف
أنا حاليا مشرف في مركز الاوردو الاسلامي ونحن في هذه المناسبة نشكر وزارة الاوقاف على هذه الفرصة وهي لا تقصر فنحن نعلم الجالية هذه العلوم حتى نحميها من الافكار الباطلة حتى اللغة الانكليزية عندنا في الثقافي الاسلامي كذلك اللغة الفارسية حتى لنا خطاب مع السفارات نخبرهم ان عندنا تعليما للغة العربية لمن رغب في ذلك.
الحج
سنة 1970 عندما كنت طالبا في جامعة بغداد وكان معي في جيبي مبلغ وقدره خمسة وعشرون دينارا ولكن كان فيه بركة وادينا الحج اما زواجي كان في باكستان واولادي ثلاث بنات وثلاثة ذكور وبعضهم في الكويت والبعض الاخر في باكستان ومنهم من هو متزوج وهم متعلمون درسوا بالجامعة وابن حسن عمل في النفط والخطوط الكويتية وقد تعلمت قيادة السيارة في الكويت سنة 1973 ولم اجد صعوبة مع المصلين كبار السن لأنهم لا يتأخرون في الصلاة كثيراً.
الدولية
انا عندي محاضرات في المدرسة الدولية الباكستانية فانا ادرس فيها التربية الاسلامية منذ اكثر من عشرين عاما وهي مدرسة للجالية الباكستانية وهي في خيطان وكانت في بنيد القار ثم القادسية واليوم انتقلت إلى خيطان.
السجن
في الثمانينات كنت اذهب واعظا في السجن المركزي وكنت تابعاً لمركز الرشاد وعملي للوعظ للجالية الهندية التي تضم باكستان وبنغلاديش والهند في الاسبوع ثلاثة ايام وكان معي الاستاذ طارق مير باكستاني يتكلم بالانكليزية بطلاقة فانا استعين به لان بعض السجناء قد لا يتكلمون العربية ولا الهندية وحقيقة قد استفاد السجناء منا فهم يقضون المدة فيستفيدون من الوعظ واذكر انه في احدى المرات انتظرني ضابط شرطة وكلف الافراد بأخذي اليه ولما قال لي ان الضابط يريدك خفت لان السجن غير آمن فقلت تكون هناك مشكلة فلما جئت إلى الضابط قام وسلم علي وقال: انت استاذي فقلت ان لا اعرفك قال انت عندما كنت اماما في ام الهيمان كنت ادرس عندك وانا صغير فلما سمعت انك واعظ قلت اسلم عليك.
http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=110086
يوجد صور للضيف
القلم
22-04-2009, 10:08 AM
مقابلة مع مصبح العجيلي
إعداد : سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10574 - 13/06/2008
حياة الماضي مليئة بالكد والشقاء لأجل لقمة العيش الشريفة ولم تكن كما هو مشاهد اليوم العامل الجسماني هو الذي يحدد نوع المهنة، بيع الماء راجلاً أو على عربة يدفعها صاحبها بين الأزقة المتعرجة، والحواري المترامية الاطراف، مهنة ترهق الجسد ولكن تطمئن النفس بهذا العمل الجليل. ضيفنا اليوم كان احد هؤلاء الذين يجوبون شوارع الكويت القديمة وفرجانها يبيعون الماء ويطرقون البيوت. تلك المهنة التي انصهرت مع هذا التطور، لا يذكرها اليوم إلا من ادركها من الأجداد.
يحدثنا ضيف حديث الذكريات عن بدايات عمله وتطوره ونهايته ثم تحوله إلى مهنة تواكب هذا التطور فنجعل له الحديث :
نشأتي في أولها كانت في بلادي حضرموت شرق المكلأ وهي منطقة تقرب من الساحل، أي ساحل عدن يطلق عليها عسد الجبل، وهي تعتبر منطقة ريفية أهلها يمتهنون الزرع حيث يزرع بها ما هو لهم غذاء ويكتالون منه، وهو الحبوب بأنواعها المعروفة لهم الى جانب بعض الخضراوات كالبطاط الحلوة منها وتسقى تلك المزروعات بعيون موزعة بين أهل تلك المناطق ووالدي كان مزارعا لم يكن يقرأ ويكتب لذا لم أدخل أنا مدرسة أهلية ولا حكومية مع توافر معلم يقرئ الناس القرآن ويعلم اولادهم مبادئ القراءة والكتابة، كانت الحيوانات الاليفة من بهيمة الاغنام متوافرة عندنا كالبقر والاغنام لكنها قليلة، وبالقرب من منطقتنا كانت هناك مناطق ساحلية ترسو بها القوارب والخشب الشراعي، ومن هذه المناطق كانت القصيعة الساحلية هي اقرب المناطق لنا. وبدأت في اوائل الخمسينات وقبلها بقليل الناس تتكلم عن الكويت ويأتي اسمها بأحاديثهم يقولون فلان ذهب للكويت والآخر كذلك ذهب فرافقت والدي وأنا ابن اثني عشر عاما ومعنا سبعة اشخاص كلهم يريدون الذهاب للكويت وأنا عند ذهابي قلت في نفسي لعلي اتي بمال اشتري به بندقية ارم بها في الافراح والمناسبات فلقد كان الشباب في ذلك الوقت عندهم ولع بالسلاح وتعلم الرماية به.
الرحلة
انطلقنا من القصيعة تلك المنطقة الساحلية مع احد النواخذة اهل الخشب وكان من حضرموت ونحن لنا تواصل بيننا وبين بعضهم كل اهل حضرموت سواء اهل الحضر المناطق واهل الريف فيه بينهم تواصل علاقة... كان ذهابنا مع ذلك النوخذة على أجر هو عملنا معه في المركب وكان اتجاهنا إلى زنجبار لأن بها أناساً يذهبون للكويت والمركب الشراعي الذي كنا به كان محمل بالاسماك حيث انها تباع في منطقة زنجبار ولم يكن الطريق مباشراً لها بل كنا نرسو بموانئ عدة بدائية مترامية على الساحل الافريقي وهي سواحل الصومال «مقديشو» نتزود بالماء والطعام واذا وجدنا من كان يريد الذهاب لزنجبار أخذناه معنا. أخذت هذه الرحلة معنا شهراً ونصف الشهر حتى وصلنا إلى منطقة زنجبار وهي كانت تتبع سلطان اسعيد بن برغش في عمان وميناء تجاري في تلك الايام يجمع اهل الخليج والهند وفيه كثير من العرب وتنقل منه واليه البضائع وكثير من أهل اليمن كانوا به والتجار الكويتيون يطرقونه.
زنجبار
نزلنا في زنجبار ومكثنا عشرين يوما وهي جزيرة تجارية واتفقنا مع احد النواخذة الذين سوف يذهبون للكويت على ان نعمل معه من ضمن البحرية ويوصلنا للكويت ويستخرج لنا اوراقا يسمح بها لنا بدخول ميناء الكويت وتم الاتفاق مع ذلك النوخذة هو احمد عيسى من المهرة وكان معه بضاعة لأحد تجار الكويت فحم ينقله من زنجبار إلى الكويت ركبنا معه وانطلقنا نحو الكويت وكانت المسافة من زنجبار إلى عمان عشرين يوما حيث تعرضنا لضربة بحرية كادت ان تفرق الخشب الذي كنا عليه مما حدا بنا ان نرمي جزءا من الحمل الذي معنا على المركب لكي نخفف الثقل لقد هاجت الريح والسماء كانت ممطرة ونجونا بفضل من الله من ذلك الظرف الخطير الذي كاد ان يهلكنا وصلنا إلى عمان وقام النوخذة الذي كنا معه وارسل برقية للكويت يخبر صاحب البضاعة بما حل بالمركب الذي كنا به والبضاعة معنا.
خورفكان
الطريق للكويت لم يكن مباشرا فلقد مررنا بخور فكان المحاذي لمياه الخليج واسترحنا به يومين وتزودنا بما تزودنا به من طعام وماء ثم انطلقنا مرورا بجزيرة موسى ثم البحرين حتى وصلنا إلى الكويت وكانت نقعة الشرق هي مرسانا التي كانت بالقرب من قصر السيف وهي مرسى كبير في تلك الايام لأهل الخشب المراكب التي تأتي وتذهب للكويت وهذه اول مرة تقع قدماي على ارض الكويت مع والدي وانا ابن اربع عشرة سنة والنوخذة الذي اصطحبنا للكويت وفر لنا جوازات ختمناها فيما بعد من نايف.
المرقاب
سكنا عند جماعتنا في المرقاب وهم من سبقونا للكويت وكان محل اقامتهم بالقرب من مسجد الحمد من جهة ومن الجهة الاخرى مسجد الوزان ومسجد القصمة وهذا السكن كان حوشا كبيرا مسقوفا بالخوص والاحواش كانت متناثرة وبها جماعات كثيرة والسكيك رملية والكهرباء لم تكن متوافرة والسيارات قليلة والعربات التي تجرها الخيول متوافرة.
الماء
اول عمل كان لنا في الكويت هو بيع الماء عملت به انا ووالدي اشترينا عربانة من احد جماعتنا بمبلغ مقداره اربع مئة روبية مقسطة حيث اذا كسبتم اعطوني فلوسا وبدأ عملنا عليها من الصباح الباكر حتى الثامنة مساء ويتخلله استراحة في وقت الظهيرة والعربة التي كنا نحمل عليها الماء ذات خزان حديدي الصنع ومحاط بسياج خشبي وقاعدة خشبية والخزان مكانه بالوسط وسعة اتساعه اربعون تنكة وهي تباع بمبلغ بسيط حيث نتجول على البيوت في منطقة المرقاب مقدار كل يومين ونفرغ الماء بالخزان الحريري المتوافر في البيوت ونضع خطا على الجدار علامة على الحساب الذي على صاحب البيت وغالبا لا نجد الا النساء في البيوت لان الرجال في الاعمال وبكل امان واحترام وثقة نؤدي عملنا لم نعرف اي مشكلة او دخول مخفر نحن متصفون بالامانة والشعب الكويتي يعرف ذلك من خلال علاقتنا طيلة هذه السنين.
شط
كلمة شط هي النداء الذي كنا نقول عند بيعنا للماء شط شط واذا نفد الماء من العربة التي معنا رجعنا إلى البركة وتزودنا بالماء وكانت البركة التي نتعامل معها ثلاث منها بركة نايف واخرى يقال لها الصليبية ولم اكن اخرج من المرقاب الا اذا بقي معي ماء قد اخرج إلى الشامية وهناك بعض الناس كانوا ايضا يبيعون الماء معنا لكن على قرب وحمير والعمل كان متواصلا ليس فيه اجازة وقد اتفقنا مع الوزان وكان عنده بركة كبيرة كانت تأخذ منا غالب دروبنا اليومية حيث نفرغ جميع الماء الذي معنا ثم نعود ونأتي بالماء مرة اخرى.
الشراكة
جاء احد جماعتنا واشترى نصف العربة منا واخذ يعمل معي ووالدي استراح وهذا الرجل كان اكبر مني سنا وبدأت اعمل معه بكل نشاط فكنا شريكين بالماء وبعدما اتممنا سنة ونصف السنة بعنا العربة وسافرنا إلى بلدنا ومعنا خمسة الاف وخمس مئة روبية وكان طريق سفرنا من البصرة حيث رافق صاحب لنج محمل تمرا ومر بنا في البحرين ثم دبي وكانت ذات رمال سوداء وبها اعراش كثير وقد اشترينا منها قماشا اسود اللون وخرجنا منها إلى خور فكان وبعد عشرين يوما وصلنا إلى المكلأ.
الوصول
لقد احتفل بنا أهلنا حين قدومنا إليهم وكنا محملين بالهدايا لهم والناس في تلك الأيام كانوا قليلين ليسوا في هذه الكثرة اليوم، مكثت سنة ونصف السنة ورجعت، ووالدي جلس في البلد عند الزرع حبوب وذرة ودخن وكتب وقد استقللت لنجا ذا محرك وبعد أربعة عشر يوما وصلنا الى الكويت التي دب بها العمران وبدأت معالمها القديمة تتغير فالشوارع ليست الشوارع التي كانت حين قدومنا اليها زادت والبيوت والمناطق كثرت.
الذهاب
ذهبت الى جماعتي في المرقاب وقت رجوعي الى الكويت وأبدلت مهنتي السابقة بمهنة أخرى وهي بيع الخام «القماش» نشتري من القطان والمحلات المجاورة له نقد وبيع الاقمشة متنقلا بين المناطق امتهنها جماعتنا لذا نحن مشينا معهم وكان البيع راجلا على الأقدام والأقمشة على ظهرنا ونتجول بين البيوت ونقول خام خام والقطع كانت على حسب الطلب ندفع مئة وعشرين روبية ثم نفرق المبيع بالقطع على حسب طلب الشاري والبيوت التي نعرفها نطرق أبوابها أما التي لا نعرفها فهم ينادوننا والبيع على طريقتين اما نقدا «كاش» واما بالدين وهو الأكثر.
النهار
كنا طول وقت نهار اليوم نبيع على الأقدام والقماش محملاً على ظهرنا واذا حل وقت الغداء فالبيوت والدواوين مفتوحة ومرات نذهب الى المطعم والحياة في تلك الايام يناسبها العمل ببيع الاقمشة حيث لم تكن الاسواق والمحلات متوافرة والبيوت التي بنيت في المناطق خارج الكويت القديمة لم تأتها المحلات والأسواق وانا كنت أتجول بكل امان وطمأنينة من الساعة الثامنة حتى الساعة الواحدة ظهرا ثم استريح واعود ثانية بعد صلاة العصر حتى الساعة التاسعة.
المحل
بعد مضي وقت في بيع الاقمشة راجلا على القدمين بدا لي فكرة ان استأجر محلا للاقمشة وانا اتولى البيع به فاشتركت مع احد ابناء جماعتنا الذين كانوا يعملون معي في نفس عملي ببيع الاقمشة مشيا على الاقدام فاستأجرنا محلا في منطقة الفروانية من مالكه حمود الغريب وكانت قيمة ايجاره عشرة دنانير وبدأ عملنا في هذا المحل بكل جد ونشاط نشتري من الاسواق التي في داخل الكويت أبوعيسى ومحمود بستكي وأبناء القطان سالم وصقر ومن محلات العوضي محمد حسين، وشراؤنا كان نقداً ونحن نصرف ونبيع ما نشتريه وبيعنا نقدا والأكثر دينا وأغلب زبائننا من النساء ولا يذهب لنا مال ابدا الكل يسدد ويحافظ على براءة ذمته من الدين.
الطريقة
كنا نشتري الاقمشة الخام ونحن نبيعها بالياردة التي هي تسعون سنتيمترا ثم أخذنا نتعامل بالامتار وعملنا يتطلب سعة بال وصبرا وتحملا لانه مرتبط مباشرة مع الزبائن فاذا كان البائع يتمتع بالاخلاق الحسنة كسب الزبون.
الثاني
سنة 1967 استبدلنا محلنا بمحل آخر حيث بنيت محلات قريبة من محلنا السابق وكانت موزعة على أنشطة متعددة فهي اثنا عشر محلا مجموعة خياطين ثم بقالة ثم محلنا الذي يبيع الاقمشة وايجار هذه المحلات سبعة دنانير وتطور العمل والبلد أيضا دب بها التغيير والعمران والنمو الاقتصادي وأتت الاقمشة الهندية والاميركية والصينية والاندونيسية ونحن نتغير مع هذا التغيير في الشراء والبيع.
السفر
كنت متفقا مع شريكي ان كل واحد منا يذهب الى بلده والآخر يكون في المحل يتابع السوق ويبيع ويشتري في محل شريكي وهكذا السنة مقسمة بيني وبينه.
الأهالي
معازينا في الأول كانوا النمارين محمد بن هادي وسعود ونحن كنا نعرف أهل الفروانية وكل البيوت التي كانت في الفروانية القديمة نعرفها وامام مسجد نزال المعصب الشيخ خليل كنا لا نمر على بيت من البيوت الا قالوا تفضلوا اشربوا القهوة والشاي ثم صار معزبنا عبدالله بن هدبا وبعد ذلك أتى قرار ان نكون كفلاء أنفسنا، كل يمني كفيل نفسه.
الزواج
تزوجت في بلادي سنة 1959 والمهر 200 روبية والزوجة كانت من أقربائي والحمد لله رزقت بأولاد وبنات ابني الكبير يحمل الشهادة الجامعية حاسوب كمبيوتر ويعمل في وزارة التخطيط والثاني جامعي تخصص تربية واثنان يعملان عندنا في الكويت واحد معي في المحل والآخر في مجمع الصمعان في الفروانية اما البنات متزوجات في البلد.
المرقاب
ذكريات المرقاب كثيرة وعزيزة على النفس أذكر ان الأكل في المناسبات الأيام وغيرها يوضع في الشوارع من أهل الخير والكل يأكل وانا اليوم لا استطيع البعد عن الكويت كلما ذهبت اشتقت للعودة لها.
الأجر
اليوم كفالتنا على السيدة الفاضلة أم علي جزاها الله خيرا فهي جعلت كفالتنا عليها بلا مقابل بل أجر وثواب واحسان وجزاها الله خيرا وجعل ذلك في ميزان أعمالها.
http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=50951
يوجد صور للضيف
القلم
22-04-2009, 10:18 AM
مقابلة مع حسن مناع
حسن مناع: عاصرت ثمانية عشر وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية
| إعداد : سعود الديحاني |
جريدة الرأي العدد 10749 - 05/12/2008
الحياة كثيرة محطاتها وعبرها لا يشعر بتلك المحطات إلا من كان له رسالة خالدة يؤديها ويطوي لها الليل بالنهار فيجد السعادة ولذة بتحقيقها هكذا صاحب الرسالات الرائدة الشيخ حسن مناع صاحب رسالة انسانية دعوية امضى بها حياته واعطى لها كل ما يملك من طاقة وصحة يحدثنا عن قريته وماذا درس وتعلم بها؟ ثم يسترسل معنا في الحديث عن ركب حياته العلمية التي بدأت بصعيد مصر حتى جاء للكويت يوم كانت شق غمام الرقي والحضارة بعد الاستقلال بعامين درس بالمعهد الديني اربع سنين ثم انتقل إلى وزارة الاوقاف وكان له اثر كبير في انشائها وتطورها حيث تقلد كثيرا من المناصب وتجول بإدارتها مطورا لها ومبدعا بها
فلنترك له الحديث :
نشأت في قرية من قرى الغربية في مصر التابعة إلى طنطا كان والدي هو عمدة هذه القرية ولكنني مع الأسف الشديد لم اره لأنه توفي وعمري سنة ونصف سنة وبحثت كثيرا عن صوته عندما كنت في المعهد الديني حيث ان نفسي تاقت لرؤية صورته وفعلا حصلت على صورته واخوالي من علماء الازهر الشريف وانا عندما وصلت إلى سن التعليم التحقت بالازهر وهو معهد طنطا الديني وكان معهد طنطا الديني هو بدايتي درست المرحلتين الابتدائية والثانوية فيها ثم التحقت في كلية اصول الدين بالقاهرة وتخرجت فيها وكانت مدة الدراسة بها اربع سنوات وكان ذلك سنة 1947 ودرست بالتخصص سنين وحصلت على شهادة العالمية سنة 1949 وبعد ذلك بدأت بالتدريس في احد فروع الازهر في مدينة سوهاج من الوجه القبلي حيث كان المعهود بالازهر ان المتخرج حديثا يذهب إلى الصعيد فمكثت في مدينة سوهاج حتى العام 1951 وبعد ذلك نقلت إلى معهد طنطا مدرسا وانا كنت ادرس التفسير والحديث لأن تخصصي التفسير والحديث وقد درست هذه المواد في معهد سوهاج في قسم الثانوي ولعدم وجود مدرس لمذهب الحنفي في قسم الفقه درست مادة الفقه في القسم الثانوي في فرع سوهاج وعندما نقلت إلى طنطا مارست التدريس حسب تخصصي ثم رأى المسؤولون ان اتولى الاشراف على المعهد ومعهد طنطا هو الثاني بعد الازهر فأصبحت مراقبا فيه ثم صدر لي قرار بأن اكون وكيل معهد ولكن لم يكن في قريتنا بل كان في كفر الشيخ ثم نقلت إلى سمنهور الديني ثم إلى معهد طنطا الديني وقد عرض علي ان اخرج في بعثة خارجية لكنني رفضت ذلك بناء على طلب والدتي رحمها الله حيث قالت لا تسافر للخارج وقد عرضت علي ادارة البعوث لكن رضا الوالدة مقدم على كل العروض بعدما اذنت والدتي لي فتقدمت على ان اكون عضو بعثة وكانت البعثة الأولى هي للكويت وقد تكرمت بأن اكون معارا من الازهر الشريف للمعهد الديني وكان ذلك سنة 1963.
المعهد
حططت رحالي في الكويت سنة 1963 ودرست في المعهد الديني فدرست لكثير من الطلاب في الكويت الذين هم اليوم يتبوأون مناصب عليا في البلد والمواد التي كنت ادرسها التفسير والحديث لأنه اختصاصي بالاضافة إلى مادة النحو وكان مكان المعهد الديني في المباركية ثم نقل إلى منطقة الشرق ومن زملائي من المدرسين الشيخ علي حمادة والشيخ عبدالوهاب الفارس كان يدرس الفقه الحنبلي وقد ربطتني علاقة طيبة مباركة مع تلاميذي الكويتيين.
النزول
بعد انتهاء الإعارة رجعت إلى مصر سنة 1967 وما كنت افكر ان اعود ثانية للكويت حتى جاءني الشيخ المرحوم عبدالرحمن الفارس الذي توفي قريبا منذ اسابيع وقد بكيت عليه كثيرا وانا اليوم اقضي غالب وقتي بالدعاء له والقراءة له لقد نزل وجاءني بطنطا وتعاقد معي لأجل ان اعمل بالاوقاف على اعتبار ان لي مصالح بمصر قال تأتي سنتين ثم تعود ولم استطع بعد ذلك الاعتذار لأنهم كانوا يطلبون التجديد لي باستمرار من الازهر الشريف وهو يستجيب لطلب الكويت وبقيت بفضل الله اؤدي الرسالة على اكمل وجه إلى يومنا هذا.
العمل
انا عندما عدت للكويت كنت واعظا وخطيبا ومدرسا هذا نص العقد الذي ابرمته معي الوزارة لكن بمجرد وصولي اسندوا لي بجانب ذلك وظيفة مدير معهد الخطابة والإمامة وهذا المعهد كان متخصصا لدراسة الأئمة والخطابة وبعدما ان استوعب الامة توقفت الدراسة به واغلق. وموقعه في شارع فلسطين في المباركية وبقي مبناه وكل اثاثه الذي هو مجهز به بقي في داخله.
الدار
ولما اراد الله سبحانه ان تنشأ دار القرآن الكريم بالكويت وتكون المؤسسة التي انتشر القرآن الكريم من خلالها وبسبب بسيط كان هو الدافع لإنشائها فأنا ذهبت إلى مسجد الملا صالح في شارع فهد السالم وكان يجلس احد الاخوة بجانبي وهو على ما اظن انه من التجار ويخطئ بالتلاوة لأن من عادة الاخوة الكويتيين انهم يقرأون بالمصاحف حتى يخرج الخطيب فأنا سمعته يقول «فاستعوني بالصبر والصلوات» فقلت له لا يا أخي يمكن انها مرسومة بالواو لكنها بالصلاة لأن النطق غير فقال لي كلمة لا انساها «انت تقرأ وتصلح لي الله يرحم والديك وجزاك الله خيرا» وظل كذلك يقرأ وانا اصلح له القراءة حتى جاء موعد الخطبة فخطبت بالناس وصليت وذهبت إلى البيت ولي عادة انام بعد الظهر قليلا ولكن في هذا اليوم امتنع النوم عني وقلت في نفسي لماذا لا ينشأ في الكويت دار للقرآن والظروف مواتية والمبنى موجود والمقاعد موجودة وسوبرات موجودة والصفوف موجودة وكل الامكانيات متوافرة.
التقسيم
خلال هذه الفكرة قمت وقسمت المصحف على اعتبار حفظ كل يوم خمسة اسطر فيمكن لدارسيه ان يحفظوا خمسة اجزاء في السنة ويتم حفظ القرآن كاملا بست سنوات فتحددت المدة وكتب ذلك كله وفي صباح اليوم الثاني جاءني الشيخ عبدالرحمن الفارس وقلت له انني عندي فكرة فعرفها وقال: نعم الفكرة وانا في ذلك كنت مستشارا ثقافيا في الوزارة ولي بها مكتب يوم كانت عبارة عن «كبرة» في مجمع الوزارات الحالي.
انتظار
الشيخ عبدالرحمن الفارس عندما سمع المقترح مني قال: انتظر حتى يأتي الوكيل وكان الوكيل حينئذ عبدالرحمن المجحم اطال الله عمره فذهبنا اليه ولما دخلت عليه قلت له: انني اليوم ثائر قال: نعم الثورة وما عهدناك ثائرا قلت له ان القرآن ضائع في بلدكم وقال ماذا تريد؟ قلت انشاء دار للقرآن الكريم والظروف مواتية ولا عقبات تمنع من قيام دار للقرآن الكريم فتردد اولا وقال: انني اخاف ألا ينجح هذا المشروع ثم قال كم تعطي نجاحا لهذا المشروع بالمئة؟ قلت له انا لا اعطيه مئة بالمئة انا اعطيه الفا بالمئة لأننا لو حفظنا المؤذنين والائمة لكفا قال: امض بالفكرة وانشر الخبر بالصحف والإذاعة والتلفزيون.
الافتتاح
المبنى كان في شارع فلسطين ولما فتح بابه اقبل الناس بصورة منقطعة النظير ثم قال لي الشيخ عبدالرحمن المجحم ان المكان يتسع لـ 300 دارس المتقدم 700 ماذا نفعل؟ قلت اجعلها فترتين الاولى في الصباح وهي للأئمة والمؤذنين لأنها وقت فراغهم والثانية في المساء للراغبين في حفظ القرآن الكريم من الشعب وفعلا كان ذلك.
المسائية
لقد التحق في الفترة المسائية ضباط وجنود ودكاترة واذكر من الملتحقين المستشار احمد مباشر دخل يحفظ قصار السور وتخرج يحفظ القرآن كاملا وهو مستشار في وزارة العدل.
الاختيار
لقد اخترت لتدريس في دار القرآن وعاظ الوزارة كان منهم الشيخ حسن ايوب الله يرحمه وعطية صقر ورضيان البيالي وكان منهم الشيخ عبدالله النوري وكان يأتي ويدرس يوميا بدار القرآن الكريم ثم اصبحت لها سمعة طيبة في الكويت وغيرها.
الضيوف
اصبح لدار القرآن سمعة خارج الكويت عن طريق الضيوف الذين يأتون للوزارة فأول شيء يزورونه هو دار القرآن والاطلاع عليها وعلى يسر العمل بها وكيفية الدراسة بها وما المنهج الذي وضع لها؟ فكل وفد زائر يوضع له من ضمن برنامج الزيارة زيارة دار القرآن منارة القرآن الكريم.
المواد
جعلت دار القرآن حين بدايتها للقرآن حفظا وتجويدا وترتيلا ثم اضيفت لها مادة التفسير لكي يعرف الدارس عندما يحفظ معنى ما يحفظه من القرآن الكريم ومادة التجويد لتعينه على الترتيل واقبل الناس على ذلك.
الإعجاب
كان الضيوف عندما يمرون بين الفصول يعجبون ايما اعجاب ويطلبون مني المنهج لكي يطبقونه في بلادهم واذكر منهم الشيخ عبدالحليم محمود آخر شيوخ الازهر مر على الفصول وتأثر بتلاوة احد دارسيه وكانت تلاوته تبكي السامع وهو من بخارى ورأيت الدموع نزلت من عيون الشيخ عبدالحليم محمود وكان معه عميد اصول الدين بالقاهرة... اخذت سمعة طيبة.
الضواحي
جاءت الطلبات من جميع ضواحي الكويت يريدون فرعا في مناطقهم وقد ساعد على نشر فروع دور القرآن الدكتور يعقوب الغنيم وكان وكيلا لوزارة التربية وكان يقول لي: اختر اي مدرسة وانا اوقع لك عليها لاستعمالها في الفترة المسائية لتحفيظ القرآن الكريم وهو الذي ساعد في نشر تلك الفروع امد الله في عمره انتشرت دور القرآن في الضواحي الفحيحيل والجهراء والاماكن البعيدة وكان ذلك سنة 1971 يوم المولد النبوي.
النساء
اتصلت علي الشيخة لطيفة فهد السالم سنة 1977 وقالت انتم مهتمون بالرجال وتتركون النساء لماذا لم يكن دور لتحفيظ النساء؟ قلت اتصلي على الوزير وانا حاضر فاتصلت وكان الوزير في ذلك الوقت هو الشيخ يوسف الحجي امد الله في عمره قال ضع منهجا للنساء واختار لهن المكان فعلا ووضع لهن منهج مخفف عن الرجال واخترت مدرسة ام عطية الانصارية في الضاحية مقابل مسجد فاطمة لأنه اذا جاءت محاضرة ولم يتسع المكان يذهبن إلى المسجد وهذه هي الفكرة ثم انتشرت مراكز النساء بدأنا بمركز واحد وهي اليوم اربعون مركزا وانا كنت مديرا لدار القرآن الرجال والنساء.
المتخرج
فكرت بعد ذلك بأن المتخرج قد قضى فترة مع القرآن الكريم لما يلتحق بمرحلة اخرى فأنشأنا معهد الدراسات الاسلامية ليأخذ زاده من العلم بعدما حفظ القرآن فأنشأنا ذلك المعهد وكان التفسير والحديث والنحو وبعض المواد وكان سنة 1975 يتزود بالعلم بعد الاطمئنان عليه بالقرآن وكذلك انشأنا مركز دراسات للنساء بعد ست دراسات في دار القرآن تأخذ بعد ذلك مواد اخرى ونحن فكرنا بمعهد الدراسات بعد اربع سنين من انشاء دار القرآن.
البقاء
ظللت في دار القرآن وكنت في منتهى السرور والانشراح لأن ربي وفقني لهذا المشروع العظيم وقد استقدمت مدرسين من القاهرة لفن التجويد لا يقدر عليه كل الناس وانا اخترت من معهد القراءات من الازهر الشريف وقد الفوا كتبا لذلك ودار القرآن كانت اساسا لحلقات القرآن واساسا لاجراء مسابقات حفظ القرآن وبين الهيئات لتحفيظ القرآن والمسابقة الكبرى التي يرعاها صاحب السمو.
التحرير
طلب مني الوزير في سنة 1983 بأن أكون مدير تحرير مجلة الوعي الإسلامي وخلفني لدار القرآن السيد عبدالله الناجم وكان نشيطا وانا بقيت رئيس تحرير مجلة الوعي الاسلامي حتى الغزو.
البرنامج
كان عندي حديث الصباح في الاذاعة ومساء الخير يا كويت في البرنامج الثاني وكان عندي برنامج على الهواء مباشرة قبل صلاة الظهر وعبدالعزيز المنصور هو الذي اختارني في هذا البرنامج واردت الاعتذار لكنه قال لي البرنامج تتميز به اذاعة الكويت وارجو ان تستمر وبقيت به من العام 1981 حتى الغزو وهذا البرنامج يوميا والناس يستمعون به بشوق لأنني كنت انتهج منهج الوسطية في الاجابة واخاطبهم بأسلوب سهل وميسر وبأسلوب يرغبه الجميع وكذلك كنت اشارك في التلفزيون لبرامج الحج اعلم الحاج من وقت طلوعه من البيت حتى عودته كل اعمال الحج بالصوت والصورة والحمد لله كل هذه الاعمال جاءت بفترة الشباب كنت البي جميع النشاطات وانا مسرور، وفي السنة التي جئت بها اختاروني عضوا في لجنة الفتوى التي كان رئيسها عبدالله النوري وكانت الاجابات شفوية والمراجعون يأتون عندنا انا والشيخ عبدالله النوري والشيخ الاشقر والاجابة شفوية ليست كما هو اليوم نجلس يأتون الناس اما اليوم فهي منظمة، كنا نجلس وقت العصر بدار القرآن، ثم تم اختياري نائب رئيس الفتوى ثم اخيرا رئيسا لهيئة الفتوى.
الجمعة
كان معي جدول المساجد ضواحي الكويت اخطب بها وقد خطبت في فترة الغزو ولم اكن خطيبا، مسجد الدعيج الذي كان بجانب بيتي خطبت به حيث ان جميع الخطباء اتصلوا بي وقالوا ماذا نخطب قلت خطبة عادية لأن التعرض للأزمة يضر ولا يفيد وفعلا التزموا ثم ذهبت انا لأصلي فلم اجد الامام فسألت المؤذن فقال الامام في المستشفى يجري عملية، قلت ماذا سوف غدا قال نصلي الجمعة ظهرا قلت عيبا ان اكون موجودا وانتم تصلون الجمعة ظهرا فقمت وخطبت الجمعة وكانت الخطبة الأولى الأمل في فرج الله اما الخطبة الثانية فرأيت كويتيين مسنين الدموع تتقاطر من عيونهم وقلت سوف تعود الكويت حرة ابية ثم نصحوني بألا اعرض نفسي للخطر والجمعة التي بعدها كانت بعنوان لا تقنطوا من رحمة الله.
مصر
لقد جلست معظم الازمة في الكويت ثم خرجت بعد ثلاثة اشهر قالت زوجتي التي توفيت بالكويت نموت ونحيا في الكويت لكنني سمعت في اذاعة مونت كارلو ان هناك مجاعة سوف تأتي اذا اغلقت حدود الاردن فقلت لا استطيع على هذه المجاعة فخرجت الى مصر ولما سافرت اتصل بي الاستاذ خليل ابراهيم متولي اذاعة الكويت في القاهرة لأنها تذاع منها قال ان الكويتيين يريدون ان يسمعوا صوتك مرة ثانية قلت انا حاضر لكن ليس عندي سيارة اتي بها إلى القاهرة لأسجل قال: سوف اسجل لك وانت في بيتك ونحن نذيع فعلا كنت اجلس الساعة الثامنة صباحا في بيتي وهو يتصل بي واسجل الحلقة وقد سمعها اهل الكويت فلقد قالوا لي بعد التحرير انهم بكوا يوم سمعوا صوتي وانا اقول يا أم الشهيد لا تحزني فإن ابنك في الجنة وابن الشهيد لا تحزن فوالدك بالجنة.
وعند التحرير احسست بفرحة الكويت اكثر من فرحة يوم العبور انا جالس في بيتي واسمع الزغاريط في البيوت وجاء الناس يهنئوني بتحرير الكويت فكانت فرحة لا نطير لها لأن الله سبحانه قال «قد خاب من افترى» وهم الغزاة ربنا انتقم منهم.
العودة
الاخ خليل ابراهيم الذي كان يسجل لي حلقات برنامجي من القاهرة الذي كان يبث ابان الغزو قال انا سوف اسافر لكي انظم الاذاعة داخل الكويت قال لي ماذا يلزمك؟ قلت حاجتين قال ما هي: قلت كل الذي سجلته طوال الشهرين لا تحسب علي مالا واجرا قال لماذا؟ قلت: انا ياما اخذت من اذاعة الكويت من البرامج واستفدت من اذاعة الكويت ومن اللقاءات والتلفزيون والاذاعة واخذت مكافآت والوضع اليوم تغير انتم اليوم ضيوفنا ولا يجوز للمرء ان يأخذ من ضيفه واذكر انه قال: انت عملة نادرة وقلت اذا سجلت لي مكافآت فلن اخذها وسوف ترد امانات.
جئت للكويت في اول دفعة وصلت للكويت واستأنفت عملي.
العمر
عند انشاء مركز النساء قال لي الشيخ يوسف الحجي اعمل لهم منهج قلت سوف يكون مخفف عن الرجال وقد طبعنا استمارة فيها بيانات الملتحق وقمت انا بإلغاء العمر من استمارة النساء قال لي الشيخ يوسف الحجي لماذا ازلت العمر من استمارة النساء قلت نحن نريد ان نعلمهم الصدق ولن يصدقن معنا عندما نسألهم عن العمر فضحك الشيخ يوسف الحجي حفظه الله.
الالتقاء
عندما ذهبنا نهنئ الامير حفظه الله بشهر رمضان وكنا مجموعة من وزارة الاوقاف وخبراء الموسوعة الفقهية واعضاء لجنة الفتوى والدكتور خالد المذكور قبل الالتقاء مع امير البلاد سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر قال لي ان الكلمة عليك فقلت له انت كويتيا فقلها قال انت استاذي وعندما دخلنا رحب صاحب السمو بنا وقد اذن الظهر فصلينا ثم القيت الكلمة ودعوت له في هذه الكلمة ثم قال صاحب السمو حفظه الله ان دعاء الشيخ شرح صدري.
الإعداد
برامج الاذاعة التي كانت على الهواء ليس لها اعداد لأنه متجدد على السؤال اما البرامج الاخرى كنت اعدها في الليل وهي موسمية كرمضان والحج والمناسبات الوطنية وكذلك صباح الخير يا كويت ومساء الخير يا كويت في البرنامج الثاني ونور وبيان.
البداية
بالأول كان قرآن صرف اما المواد الاخرى فدخلت في معهد الدراسات بعد سنوات من دار القرآن وانا استقدمت من العلماء والمشايخ لأجل دار القرآن الشيخ محمد يونس وله برنامج في اذاعة القرآن والشيخ رؤوف سالم صاحب كتاب التجويد والشيخ محمد منظور هؤلاء الثلاثة الذين اتيت بهم للمرة الاولى وقد عملوا مؤلفا في فن التجويد «الفريد في فن التجويد» ومازال يدرس إلى الآن والناس مقبلون على علم التجويد إلى اليوم وخصوصا الناس.
فتوى
الفتاوى كانت كافة لأجل خدمة الناس في الاذاعة والتلفزيون حتى في بيت فتلفوني الخاص معروف للجميع يتصلون بي إلى ساعة الحادية عشر... وقد شعرت ان سمعي قد ضعف فذهبت إلى مستشفى الصباح وعند الدكتور عبدالله العلي اكرمه الله علم وادب وتواضع بعدما كشف قال ان كثرت الذبذبات تؤثر على العصب قلت له ان هذه رسالتي ولا استطيع تركها قال: اجعل الوزارة تأتي بهاتف بسماعة وفعلا تم تجهيز لي هذا النوع من الجهاز ولا يزال على مكتبي بعد ذلك عملت سماعة لأجل سماع اعضاء الفتوى عندما يدور على الحديث والنقاش على امر المسائل والاستفسارات بين اعضاء اللجنة.
الحج
اول سنة حججت 1967 وهي سنة النكسة في مصر وقد ذهبت على حسابي الخاص والتحقت بمطوف في مكة وقد حججت عندما انتهى عملي في الكويت فقد قلت في نفسي قد لا يتيسر لي الحج في مصر اما العمرة فكانت سنة 1995 لأنني ذهبت إلى مستشفى المغربي في جدة لأجل الفحص على عيوني وكان معي ابني محمد.
الكتاب
لقد حفظت القرآن كله ثلاثين جزءا وانا حفظت عند الشيخ حسن فراج وهو اول شيخ لي ومن الكتاب وهم منتشرون في القرى ويبدأ عملهم الصبح حتى اذان العصر يكتبون باللوح والخشب وهناك عريف مساعد الشيخ نحفظ عنده ونصحح عند الشيخ ونحفظ الجديد وعند بلوغي سن العاشرة اتممت حفظ القرآن بعد ذلك ذهبت إلى المكتب الراقي وهو غير موجود اليوم ندرس فيه الحساب والإملاء والخط فالكتاب ليس عنده دراسة بعد ذلك كان الالتحاق بالازهر... وانا بعد وفاة والدي رعاني عم والدي لأن والدي ليس له اخوان... فتولى رعايتي عم والدي رحمه الله واسرتنا هي يوسف مناع اما عائلة والدتي فهي البدر وهو اهل علم... واسرتنا منتشرة في قريتنا واصلها من الصعيد الجد الثالث وقد كان لي جد عالم وصالح بنى مسجدا ودفن فيه اسمه حسن مناع وقد اسموني على اسمه حسن مناع واليوم احفادي فهيم حسن مناع وكذلك اخواني اسموا حسن مناع ونحن في الصعيد في قنا، مركز دشنة لأنني انا عندما ذهبت مدرسا بسوهاج الطلبة فرحوا بي على اساس انني صعيدي والتفوا علي لأنني صعيدي وعرفت ان عائلة مناع بمركز دشنة تبع محافظة قنا، واجدادنا رحلوا إلى مصر وانقطعت الصلة.
الزواج
زواجي كان سنة 1948 وهي وحدة الله يرحمها وهي بنت خالي ومكثت معها اربعة وخمسين عاما وقد رزقني الله منها بمراد طبيب ومحمد مهندس وبنتين واحدة توفت والاخرى عندنا في الكويت وانا عملت وصية وصيت اولادي بتقوى الله والتكاتف ثم وصيتهم بأمهم ومن ضمن الوصية قلت اذا جاء الاجل فادفنوني بالكويت بأرض احببتها واحبني اهلها فقالت زوجتي وأنا كذلك فقلت اطمئني فالنساء اكثر عمرا من الرجال، فقالت لي انا اتمنى ان اموت قبلك لأنك انفع للأولاد مني وقد توفيت سنة 2002 ودفنت في الكويت وكان معظم المتبعين من الكويتيين.
التأليف
عندما كنت في المعهد الديني كان لي مؤلف في النحو وعندما جئت للجنة الفتوى صنفت كتابا اسمه فتاوى وتوجيهات وطبع منه خمس الاف ونفدت النسخ... وسنة 1981 اوفدتني الوزارة لمعرض كان في البحرين واذكر ان الوزير البحريني قال لي انني اضع المذياع على الكويت لكي اسمعك... والقيت محاضرة على مجموعة من النساء عن طريق الميكروفون واجبت عن كثير من الاسئلة والاستفسارات وكذلك خطبت الجمعة في اكبر مسجد في البحرين وكانت رحلة موفقة... انا ادركت ثمانية عشر وزيرا وكان اول واحد كان عبدالله مشاري الروضان ثم خالد الجسار ثم راشد الفرحان ثم المفرج إلى غاية اليوم وكل من قابلته منهم يعانقني.
الوعي
مجلة الوعي الاسلامي ادخلت بها باب الفتاوى ووسعت دائرة الاتصال بكبار الكتاب في العالم والمشاهير في العالم الاسلامي.
الفارس
سبب معرفتي بالشيخ عبدالرحمن الفارس رحمه الله انه عندما جئنا في اول سنة كنا اثني عشر مدرسا وقال لنا يامشايخ تكرموا وساعدونا في الوزارة لاننا ليس عندنا وعاظ وقال كلمة: تطوعا لله تعالى قال المدرسون نحن عندنا تصحيح ومراجعة كراسات كأنها الجبال وتحضير دروس واعتذروا فقلت انت تقول انها لله انا سوف اتي لكن ليس عندي سيارة فهذه اول سنة اتي بها للكويت فقال اطمئن سوف تأتيك سيارة وتأخذك وتذهب بك للمكان الذي تريد وعملت طوال شهر رمضان كل يوم في مسجد موظعة ثم كلفني ان اخطب في مسجد الشبرة الذي في الشويخ خطبة الجمعة ثم انتهت سنة والسائق يأتيني بالميعاد واذهب معه وفي اخر السنة جاءني الشيخ عبدالرحمن الفارس ومعه كيس صغير فيه علبة فيها ساعة وجواب شكر مكتوب بماء الذهب تساوي الالاف بعد ذلك عندما انتهت السنة قال سوف تستمر قلت نعم واستمررت اربع سنوات وعندما اعطاني الشيخ جواب الشكر قالوا ماذا اعطاك قلت شيكا وقد خطفه مني احدهم وعندما رآه جواب شكر قال من اي بنك سوف تصرفه فقلت سوف اصرفه من بنك ربنا وبقيت اربع سنين وانا متطوع وانا كلي يقين ان الله سوف يكرمني اما في صحتي او في اولادي ففضل الله كثير وايماني كان هكذا وهذا الذي جعل الوزير الروضان يكتب اسمي بيده ويقول لعبدالرحمن الفارس ات بحسن مناع اول واحد وبعده ات بأربعة وعاظ.
الترحيب
انني نرحب بكم وبجريدتكم «الراي» وانا من المعجبين بها لانها تنتهج التوسط طريقا لها وتتلقى الاخبار الصحيحة ولها عند الناس القبول وارجو لمسيرتها السداد وخدمة القراء.
الثقافي
اسندت إلى مستشار ثقافي عندما كانت الوزارة «كبرة» وكان لي بها مكتب وهي موقعها في مجمع الوزارات الحالي.
الفارس فقيدنا الغالي الشيخ عبدالرحمن الفارس، توالى نعيك في الجرائد اليومية من يوم وفاتك، اعترافا بفضلك ووفاء لك، ولأنك صديق عمري ورفيق حياتي أكثر من أربعين عاما، كان لفراقك لوعة ولموتك حرقة عصرت قلبي بالاسى والألم والحسرة والمعاناة، فاسرعت إلى المسجل استمع إلى تلاوة القرآن الكريم، ومن فضل الله اسعفتني آية كريمة «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون»، فزادتني ايمانا بقضاء الله وقدره، ويقينا بان العبد وما ملكت يداه لمولاه، ان شاء ابقاه وان شاء استرده، فسبحان من له الدوام.
ان فقيدنا الغالي وهو فرع من شجرة مباركة، ومن سلالة اسرة توراثت العلم والايمان، والتقوى والصالح من قديم الزمن، نشأ في هذا الجو الطهور بتلقي العلم وبحفظ القرآن بكل حب وإيمان حتى تخرج من الازهر الشريف، وعاد إلى الكويت عالما كويتيا تعتز به الكويت وبأمثاله من العلماء.
عرفته حين جئت إلى الكويت عام 1963 مبعوثا من الازهر إلى المعهد الديني في الكويت، ولما انتهت مدة الاعارة جاءني في طنطا مقر اقامتي في مصر، وتعاقد معي للعمل في وزارة الاوقاف في الكويت، وكنت كل يوم اكتشف فيه خلقا طيبا وسلوكا اسلاميا مباركا، وفي عام 1970 قدمت مشروع انشاء دار القرآن الكريم، فوقف بجانبي حتى نجح المشروع نجاحا غير مسبوق، ويوم افتتاح اول دار للقرآن الكريم سمعته يكبر ثم سال دمعه تعبيرا منه بفرحته.
اما خدماته وهو مدير للمساجد ثم وهو وكيل مساعد فانها تستعصي على الحصر، ما رأيته يوما عابس الوجه، وكانت بسمته مشرقة تنير القلوب، واثنى عليه ضيوف الوزارة من كبار علماء المسلمين، ومن فضل الله على فقيدنا الغالي ان سيرته ستبقى عطرة لا يحول عطرها ولا يزول مدى الحياة.
أكبرت فيه قوة الايمان يوم الغزو الاجرامي، كان المواطنون والوافدون في انزعاج شديد، ولكن رحمة الله عليه وجدته مطمئنا واثقا من نصر الله، ومن خلال اصوات المدافع وازيز الطائرات المغيرة والحرائق الموقدة في كل مكان، كان يردد الآية الكريمة «وقد خاب من افترى»، ثم يقول: «ستعود الكويت حرة ابية، ما دامت دعوة المظلوم تفتح لها ابواب السماء ويقول الله لانصرنك ولو بعد حين».
يومها قال: «يا أبا مراد، انهم ليسوا اقوى من اصحاب الفيل»، ثم قال: «ان خط الطغيان دائما خاسر، وانه على الباغي تدور الدوائر»، ولما جاء التحرير قال: «ان من اسباب النصر التحام الشعب حول قيادته، فلم يقبلوا التهديد ولا الترغيب، واسعاف الكويت للمنكوبين في كل مكان جعلهم اهلا للنصر، واخيرا بركة القرآن الكريم عجلت فرج الله ونصره العظيم».
رحمك الله يا اخي عبدالرحمن بقدر ما قدمت في دنيا الناس من خير وفضل، وبقدر ما قدمت من خدمات للاسلام والمسلمين.
يا رب ارحمه رحمة واسعة، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واجعله خير رفيق للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
يارب الهم اهله واصحابه ومحبيه الصبر الجميل، وتقبل دعاءهم واسكنه فسيح جناتك، وانا لله وإنا اليه راجعون.
http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=96751
القلم
22-04-2009, 10:25 AM
مقابلة مع محمود ريا الشاويش
محمود ريا الشاويش: خمسون عاماً وليس لي مهنة إلا الذبح
إعداد : سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10742 - 28/11/2008
نحن اليوم مع صاحب مهنة قضى بها نحو خمسين عاماً يحدثنا عنها وعن بدايات انطلاقه فيها وتعلمها اياها محمود الشاويش جزاراً منذ كان عمره اثني عشر عاماً تعلم هذه المهنة في بلده ثم قدم للكويت فتنقل بين عدة محلات تمارس مهنته حتى استقر في منطقة خيطان التي لم يفارقها منذ أربع وأربعين عاماً أحاديث متنوعة غالبها في مهنة ضيفنا
فلنترك له الحديث :
قريتي هي النبك زراعية محيطة بالبساتين كان يجري بها عيون من الجبال لكنها اليوم جفت والمحصولات الرئيسية لأهل النبك هي العنب والكرم والخوخ والمشمش ثم القمح والشعير، والنبك هي المكان المرتفع وجوها بارد ولطيف من اطيب المصايف في سورية وأهلها أقرباء بعض وبينهما نسب وكلهم يعرفون بعضاً وقد كانوا يربون الأغنام العواس والنعيم والمطافيل والجلب أما والدي فكان معلم كاش ورخام وقد تعلم هذه المهنة من خاله وايضاً كان زراعاً يستثمر أرضاً زراعية بالمشاركة مع مالكها وكان الاستاذ ياسين طربوش ووالدي كان يقرأ ويكتب وقد جعلني اذهب وعمري خمس سنوات الى الشيخ عبدالكريم المصري وحفظت عنده الاحرف الأبجدية ثم قصار السور، الاخلاص والمعوذات وكنت أذهب اليه مع زملائي في الساعة الثامنة ولا ننصرف حتى صلاة الظهر واذكر أن عنده عصا طويلة أما اجره فكان خميسة وهي عبارة عن بيضة دجاج كل اسبوع تدفع له... بعد ذلك التحقت بالمدرسة الانجيلية في مستوى الأول روضة والمواد التي كنا ندرسها العربي والحساب والعلوم الى جانب الاحرف الانكليزية وقد اتممت المرحلة الابتدائية في تلك المدرسة وكان ناظرنا فوزي الفتوى ومن المدرسين جمعة حاج حسين وجميل معسعس وأحمد عنين.
البداية
زملائي بالدراسة عملوا بمهنة الجزارة وهذا الذي دفعني الى أن أتعلم هذه المهنة وقد بدأت أتعلمها وأنا ابن اثنتي عشر عاماً ولم يكن أحد من أهلي قد امتهن هذه المهنة وقد كانت رغبة والدي أن استمر في دراستي لكني التحقت عند المرحوم حسين الهبشة وقد علمنا سن السكين ثم بدأ يعلمنا كل شيء نظري العظم والمفصل والرقبة وكم قطعة بها كيف فصل العظم عن اللحم... بعد ذلك أخذنا الى المسلخ وكانت البداية امساك الذبيحة والتعلم ذبح الشريعة الاسلامية وهو قطع الوريدين وتعلم النحر... كنت أساعد الجزار على ذلك وبعد مضي اربعة اشهر ارغمني على الذبح جز السكين وتوخي على البلعوم الذبح الحلال وهو قطع الوريدين بسم الله الله أكبر وقد ارتبكت أول مرة لكن الأمر صار بعد ذلك عادياً ولما أخبرت والدي أن المعلم قد جعلني اذبح اشترى لي علبة بسكويت وعلبة حلويات وقال اذهب بها للمعلم هدية له لأنه جعلك تذبح.
الذبيحة
كنا نأخذ من بيت المعلم الذي كنا عنده كل صباح ذبيحتين من جزء مخصص من بيته للأغنام ثم نذهب بها الى المسلخ وبه نقوم بذبح الذبيحة حيث ننفخ الذبيحة بعد ذبحها لكي يسهل قص الجلد عن اللحم.
البيطري
عندما كنا نذبح الذبيحة يأتي الدكتور البيطري وكان اسمه عدنان وكان ذلك سنة 1960 يفحص اللحم ثم يرى جهوزيته من الناحية الطبية، نأخذه نحن الذين نعمل الى معلمنا ونعود بالذبيحة الى المحل والوسيلة في نقلنا هي سيارة البلدية المخصصة بنقل اللحوم من خارج المسلخ حيث كان يوجد متعهد وممثل عن البلدية يدعى المرحوم عطاء الله شكاس.
البيع
البيع في المحل يبدأ الساعة الثامنة وكل مشتر له طلب معين وكل قطعة لها سعر فالفخذ يخرج منها الهبرة للكبة بالبرغل وهي أعلى سعر لأنها أكلت النبك الاصلية وقطعة الموزات اقل سعرا منها وهي بها شيء بسيط من العظم وتستخدم للطبخ حيث يعمل منها أكلة الشاكرية باللبن يطبخ الرز معها... والدوش والضلع والمعلاق والكبدة والقلب والكلاوي والرأس والفوارق والكرشة والمقادم هذه اقسام الذبيحة.
الراتب
لم يكن لي مع معلمي الأول راتب لأن تعليمي لهذه المهنة هي الأجر الذي آخذه لقد استمررت ثلاثة أشهر ولا أحصل على راتب من صلاة الفجر حتى الضحى الساعة العاشرة بعدما نغلق المحل ونذهب هذا وقت بيع اللحم عندنا وأنا كنت استغل وقت العصر بالذهاب الى بستان الوالد الذي يعمل به كان اسمه كرم الحوت وهو أكبر بستان في النبك وله ثلاث ساعات مورد ماء من النبع كل بستان له وقت محدد لسقي محصولاته من ذلك النبع الذي كان في النبك ونوبة بستان الوالد تبدأ من الساعة التاسعة حتى الثانية عشرة وله نوبة من الساعة الثانية العشرة ليلاً حتى الثالثة صباحاً وتقسيم تلك النوبات يكون حسب التوزيع المتعارف عليه ثلاثة عشر ليلاً وثلاثة عشر صباحاً وهذه عبر القناة الرومانية أما شرب القرية فكان من بئر تابع للبلدية في أعلى الجبل هناك خزان يسمى الفيجة يوزع الماء للقرية.
جبور
المعلم الذي كنا معه جاء للكويت فضمن محله لشخص يقال له جرجس جبور فأعطاني أنا لوحدي أجرا خاصا لم يأخذه أحد غيري من المتدربين ... ولم يكن هو يذبح بل أنا الذي أتولى الذبح.
الكويت
سنة 1964 وأنا في نبك جاء جزار من أهل النبك واشترى مني لحما ثم قال لي انت معلم ولابد أن آخذك للكويت وكان اسمه نور الدين بشلح أبوعدنان... وكل زملائي قد جاءوا الكويت وقد أعطاني ذلك المعلم خمسة وعشرين ديناراً وقدمت للكويت وعملت في ملحمة في منطقة الشرق مقابل السيف وسكنت منطقة المرقاب في شارع السور، وقدومي كان عبر الطيران لأنه كان متوافراً في ذلك الوقت... أنا كنت في هذه الملحمة مسؤولا عن البيع أما الشراء فصاحب الملحمة هو الذي يأتي باللحم - عربي - وسخول وقد اختلف البيع عليَّ حيث ان سورية البيع فيها صاف من غير عظم والشحم أما بالكويت فالعظم والشحم يباع وهذا أسهل.
كيفان
بعد مضي خمسة لأشهر وأنا في ملحم الشرق انتقلت الى كيفان حيث ان شخصا سوريا أخذ الملحمة التي في الجمعية وهي ملك عبدالله فرحان أبوابراهيم وكنت اشتغل بالأجر اي براتب شهر مقداره اربعون ديناراً من وقت الصباح حتى الظهيرة بعد مضي أربعة أشهر جاء الأخ نور الدين وتسلم مكاني.
خيطان
بعد ذلك، اشتريت محلاً في سوق خيطان القديم بثلاثة مئة دينار وكنت موفرا هذا المبلغ والمحل كان ملك سليمان الجبر أبوعلي واسمه ملحمة الكمال، يبدأ عملي فيه من الصباح الباكر حتى الظهيرة أما وقت العصر فأذهب لاشتري اللحوم بنفسي من الصفاة ... الذبيحة لحم عربي قيمتها في ذلك الوقت كانت ستة دنانير واذا ارتفعت وصلت الى ثمانية دنانير اما الصخول من دينارين الى ثلاثة دنانير وكنت اشتري من الشريطية المتوافرين في السوق.
المدة
لقد أخذت ملحمة الكمال عندي أربع سنوات وكنت ادفع لها اجارا شهريا مقداره عشرون دينارا بعدها انتقلت الى سوق خيطان وكان المحل ملك مرزوق بدر العتيبي واجاره 22 دينارا كويتيا وقد أخذته بقفلية مقدارها 2000 دينار كويتي وكان معي شريك سوري يدعى محمد عيد الامام واسم الملحمة جزارة سورية وبعد زواجي اشتريت محلاً آخر ملك فهد جاسم الجاسم واسم (الملحمة) النسر العربي بعدما بعنا محل جزارة سورية وجزارة النسر العربي أخذتها بفقلية 5000 دينار كويتي وجلست فيها من سنة 1975 الى 1990 وعندما أخذتها للمرة الأولى كان اجارها 40 دينارا كويتيا وهي ملك صالح العلندة.
الزبائن
بالأمس كان يأتيني الآباء والاجداد واليوم يأتيني ابناؤهم وابناء أبنائهم ابراهيم الفيلكاوي ابوفاضل يأتيني وولده عثمان ابوسالم وولده بدر وابراهيم القريشي زبون عندي وعيال فوزي عبدالعزيز زبون عندي وكفيلي من دون مقابل صالح الصميعي وقبله كان السيد كمال العنزي ابوبدر من دون اي شيء الكفالة والاجازة من دون مقابل.
العيد
كان سالم الفرج يضع صباح العيد سفرة كبيرة مليئة بالأكل وسط الشارع ويدعو لها الناس وكنا في رمضان نفطر عند سليمان المصري ابوعلي عنده فطور كل يوم خميس واذكر كذلك ان كبار السن يأتون عندي في محلي جزارة سورية ويشترون لحماً ويلعبون دامة حتى ان ابوسيف علمني لعب الدامة وكانوا هم يلعبون أمام باب العمارة ثم جاؤوا عند باب المحل.
المرض
سنة 1968م ظهرت أمراض في الأغنام التي تأتي من ايران لذلك تعاملنا مع اللحم الاسترالي الذي تأتي به شركة المواشي فالشركات هذه كانت تعطي على التصريف كأنه سلفة وتسدد.
المضاربة
حصلت مضاربة في إحدى السنين بين الشركات التي تتاجر بالأغنام فنزل سعر رأس الغنم الى سبع دنانير وكل ذلك بسبب تنافس التجار على البيع.
الأكثر طلبا
الاخوة المصريون يفضلون لحم العجل أما الهنود فاللحم المفضل لهم الاسترالي اما الكويتيون يفضلون اللحم العربي والمهجن.
المحلات
من أدرك أسواق الكويت القديمة ومحلاتها رأي بعينه الأمان والطمأنينة لقد كان الباعة يضعون خاماً وقماشاً على بضاعتهم ويذهبون ليستريحوا ويعودوا والحال كما هي كان الترابط والتكاتف سمة وظاهرة لدى الناس بالماضي... وكان هناك قوة يقال لها حرس الاسواق متوافرة وموجودة.
صياقة
تعلمت الصياقة وقيادة السيارة سنة 1971 وقد اشتريت سيارة دودج من شركة الملا ودفعت مبلغ هذه السيارة نقداً.
العيد
العيد لهو وبهجة وفرح وعيد الأضحى عيد الذبح لي زبائن اذبح لهم الاضاحي منذ سنين اذكر منهم مرزوق العجمي ابومحمد وصالح الصميعي.
السالم
في إحدى المرات رأيت الشيخ عبدالله السالم رحمه الله دخل مسلخ العاصمة الذي كان في الشويخ حين افتتاحه وقد ذهبت وسلمت عليه وقد رأى ان الذبح كان آلياً فقال اجعلوه يدوياً.
أيوب
سنة 1966 تعرفت على الشيخ حسن أيوب كانت له محاضرة في مسجد الميلم وحملته بنفسي بسيارتي الخاصة الى بيت حسن مناع وكان ذلك سنة 1684 حيث كانت هناك محاضرة بمسجد المشاري في اليرموك وحين رآني عرفني بعد انقطاع دام أكثر من 18 عاماً.
الجيش
حصل انقطاع في المدة التي قضيتها في بلدي الثاني الكويت حيث انني ذهبت سنة 1968 والتحقت بالجيش لكني أجلت وعندما زار الرئيس حافظ الاسد قدمنا نحن المغتربين وشرحنا ظروفنا بأن لنا ابناء وزوجات فدفعنا البدل.
الزواج
تزوجت من بنت عمتي سنة 1971 وهي عندنا في النبك ورزقني الله بأبناء محمد وأحمد واسامة وبنتين ولدتا في الكويت وعام 1992 تزوجت من زوجتي الثانية ولي منها بنتان وولد.
أبا الخيل
محمد أبا الخيل مرضت ووالدته ولما شفاها الله ذبح أمام البيت حاشي وكلفني ان اذبحه وقطعته له ومحمد أبا الخيل انسان صديق عمر ذبح ذلك الحاشي فرحة بشفاء أمه.
اليوم
بالأول كان جميع أهل الجزارة هم أهل النبك من سورية واليوم يوجد مصريون وباكستانيون.
الفقار
لحم الفقار هو أطيب لحم بالذبيحة ويسمى الفتيلة وهي اذا قطعت ريشاً صارت طرية أكثر أما الطعم واللذة بالطبخ فاليد والرقبة ولحم الفخذ قاسٍ ولحم الكتف طيب... أما العجل فالظهر اطرى لحم أما البعير فالفقار والذي تحت السنام الصدر طيب.
http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=95263 (http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=95263)
القلم
22-04-2009, 10:38 AM
مقابلة مع علي نايف هلال
علي نايف هلال: كنت سائقا مدنيا في قوة الشرطة سنة 1960
| إعداد : سعود الديحاني |
جريدة الرأي العدد 10868 - 03/04/2009
اليوم لقاؤنا مع احد الذين ادركوا جزءا من كويتنا القديمة جاء وعمره لم يتجاوز العشرين عاما وعمل في وزارة الداخلية قبل الاستقلال سائقا مدنيا حديثنا عن عمله والدائرة التي كان بها والتي كانت ادارة التحقيقات فيذكر لنا الحوادث التي كانت تعرض لهم وما هي الاكثر منها في تلك الحقبة ثم ينقلنا بالحديث عن ذكرياته التي قضاها في الكويت والاعمال التي مارسها والمناطق التي سكن بها وكيف كان يقضي وقت فراغه كما يتطرق إلى بلده والقرية التي نشأ بها ومشاركة والده وجده في قتال المستعمر الفرنسي لبلاده احاديث شيقة ومتنوعة نقضيها مع علي هلال
فلنترك له ذلك:
كان مجيئي للكويت سنة 1959 م عن طريق البر حيث انني كنت اود ان اسافر خارج بلدي مغتربا إلى البرازيل لكني لم يتيسر معي الامر فنمى إلى علمي سمعة الكويت وان الرزق فيها متوافر وهناك اناس من بلدنا ذهبوا اليها وبالطبع كان ذهابي عن طريق البر من الشام إلى بغداد ومنها إلى البصرة وكانت سيارات الاجرة متوافرة بالبصرة وقد استغرقت بي الرحلة ثلاثة ايام انطلقنا الساعة الثانية ظهرا ولم نصل بغداد الا الساعة الثانية ظهرا اما محطة قدومي إلى الكويت فكانت ساحة الصفا وكان لي ولد عم يعمل في مستشفى الصدر ممرضا وهو الذي استقبلني واستضافني وكان بيته مقابل محافظة العاصمة.
وكانت البيوت في ذاك الوقت بيوتا عربية متجاورة ومتفرقة وابن عمي الذي استضافني كان زوج اختي وقد اخذني على الفور عند جماعة كان لهم مطعم وموقعه في منطقة برقان مقابل مخفر المرقاب وهم من جنسية فلسطينية وكان اسم المطعم (يافا) وقد صرف لي يومية قدرها 20 روبية وقد كان موظفو واداريو وعمال الدوائر الحكومية كالاشغال والتربية يأتون إلى المطعم وقد اشتهر بعمل الكباب (اليافاوي).
العمل
بدأ عملي في هذا المطعم بكل نشاط من الساعة السادسة صباحا إلى العاشرة مساء لكن ذروة العمل الساعة التاسعة والثانية ظهرا في هذين الوقتين ينصرف الينا موظفو الادارات لأن لهم فرصة في هاتين الساعتين وكانت منطقة المرقاب لا تزال بها الاهالي الكويتيون ولم يخرجوا بعد إلى المناطق الجديدة ومكان عملي تغمره الحيوية والحركة وقد قضيت عاما كاملا في عملي في مطعم يافا وكانت وسيلة نقل المياه في تلك الفترة هي العربات الصغيرة التي تدفع باليدين وبعضها موتور صغير والكهرباء كانت متوافرة لكننا لم نعرف وسائل التكييف الحالية ولم يكن الجو حارا كما في مثل تلك الايام وكان الجو ابرد من تلك الايام وكانت منطقتا الشامية وكيفان مأهولتان بالسكان وبدأ العمران يدب بالمناطق المجاورة لهما ومطار الكويت كان متواجدا في منطقة النزهة لأنه عند سفري وعودتي كان عليه، وبعد مضي سنة سافرت إلى بلدي سورية لأنني كنت صغيرا في السن واشتقت إلى اهلي وذهبت خلال عودتي بنفس طريقة مجيئي للكويت (الكويت البصرة بغداد الشام) وهناك شركة (النيرة) لها وسائل نقل عبر هذا الطريق.
وخلال عملي عام كامل لم اغادر المحيط الذي كنت اسكن به، وكان عمري لم يتجاوز في تلك الفترة 20 عاما.
العودة
المدة التي قضيتها في بلدي هي ثمانية اشهر ورجعت بعد ذلك على طائرة تتبع شركة (عبر البلاد العربية) والطائرة كانت ذات محركات اربعة، اما المدة فكانت 4 ساعات بين الشام والكويت ورجعت مرة اخرى لابن عمي وزوج اختي ولكني لم امكث عنده اكثر من شهرين حيث ان مجموعة من ابناء عمومتي كانوا يسكنون بأحد البيوت العربية وهم متزوجون قلت اتزوج واسكن معهم وفعلا ارسلت إلى اهلي بمنطقة الجبل بالسويدا بسورية وكان مهري الف ليرة سوري وهذا شيء معروف بين العائلات في بلدنا لكن الجهاز وتكاليف الزواج على الزوج.
حولي
انتقلت بعد ذلك وسكنت منطقة حولي بالقرب من نادي القادسية وكان عبارة عن حوش عربي مكون من ثلاث غرف انا بغرفة واولاد عمي اثنان كل واحد منهما في غرفة وهما (زيد وسعيد هلال) وكان الحوش كبيرا جدا والايجار لا يتجاوز (المئتي روبية) بعد ذلك اخذت ابحث عن عمل وقدمت في طلب وظيفة إلى وزارة الداخلية في ذاك الوقت كانت بحاجة إلى سواقين مدنيين ليعملوا على الآلات التي تتوافر لديهم بعد ذلك دلني اناس على خليل شعيبر وكان وكيلا بالداخلية وعبداللطيف الثويني كان وكيل اول بالداخلية فدخلت عليه في مكتبه وقلت له انا جئت من سورية من جبل العرب وقال انت من جماعة سلطان الاطرش فقلت نعم فقال تكرم، ثم اعطاني كتابا موجها إلى كراج الشرطة فحملته وبكل سرعة توجهت حيث الكتاب موجه وهناك اجرى لي فحصا على سيارة لوري كبيرة
والذي اجرى لي ذلك الفحص شخص فلسطيني يسمى (عبدالحي) وكان الفحص عبارة عن تقديم السيارة للامام ثم ارجاعها مرة اخرى لمعرفة امكاناتي وخبرتي بالقيادة، وانا كنت احمل اجازة سورية قبل قدومي للكويت فاستبدلتها باجازة خاصة لكن القانون المعمول به في السابق يحتم على من كانت لديه رخصة قيادة ان تتحول إلى عامة بعد مرور عام عليه.
كراج
تسلمت عملي سائقا مدنيا بوزارة الداخلية في كراج الداخلية بمنطقة المرقاب وبعد ثلاثة ايام قال لي المسؤول سأرسلك لتعمل في ميدان حولي والمسؤول المنوط به ذلك العمل هو (سعيد شحيبر) كان سعيد شحيبر يعمل في التحقيق وقد فرزني تبعا له لاننا كنا ثلاثة سواقين وقد بدأ تداول وتعامل الدينار الكويتي وانا حقيقة كنت محظوظاً بعملي لانه كان قريبا من منزلي في ميدان حولي والتي كانت عبارة عن بيوت عربية وهي يطلق عليها شرق حولي.
المهمة
كانت مهمتي والعمل المنوط بي الخروج مع المحقق، حيث خرج للبلاغات بالحوادث وموقع الجريمة حتى حوادث السير كنت اخرج مع المحققين والسيارة التي استعلمها لذلك كانت سيارة جيب كشف وآلية العمل هي النوبات ثلاثة زامات الصباح والعصر والليل لكنني بعد فترة جعلت عملي بنوبة واحدة وهي العصر لان المسؤول قال لنا اتفقوا بينكم ايها السواقين وفعلا اتفقنا فكنت اذهب الساعة الثانية ظهرا واعود الساعة العاشرة مساء.
حوادث
كانت حوادث السير اكثر التي نخرج اليها مع المحققين وكذلك المخدرات وكانت قليلة، وتنحسر في الخمور التي تجلب عن طريق البحر وكثيرا ما وجدنها ملقاة على الشاطئ واذا خرجت المأمورية يكون فيها شرطي ورجل مباحث ومحقق وسائق وكان رئيس المباحث (سليمان المخيزيم) ومدير المحافظة (شهاب البحر) اما المحافظ فلقد ادركت ولي العهد (الشيخ نواف) حفظه الله محافظا على حولي وكان مكتبة بميدان حولي قبل ان يبنوا محافظة حولي بشارع تونس، اما حوادث القتل فهي قليلة جدا وحتى المشاكل الاخرى لا تذكر.
مناطق
كان بجانب منطقتي منطقة الشعب وهي مأهولة بالسكان وكذلك القادسية وحولي ولكن البنيان لم يكن بكثافة عالية، وانا بطبيعتي كل ثلاث سنوات اخذ اجازة ثلاثة اشهر اسافر فيها إلى بلدي واعود وانا ادركت الاحتفال بالعيد الوطني الاول وكذلك ازمة قاسم فنحن جهاز الشرطة كنا امناً داخلياً، اما الجيش فقد اخذ احتياطاته وكل سنة كانت ترفع لنا علاوات والراتب يزداد شيئا فشيئا بطبيعة الحال حتى حلول (1980) وقد انتقل سكني إلى شارع عمان بالرميثية على الدائري الخامس مقابل المستوصف.
الشركة
اسست شركة لنقل المياه، فمجمع المياه قريب من (سيلمة السالمية)، حيث كنا نزود بيوت حولي والنقرة والرميثية التي كانت تضم ثلاث عشرة قطعة فلم تكن الدولة في ذلك الوقت قامت بتوصيل المياه للبيوت ودرب التنكر الواحد كانت تكلفته (900 فلس) وهو يكلفنا (300 فلس) وبحلول سنة (1980) قدمت استقالتي من الداخلية وصفيت شركة النقل وذهبت لبلدي لان والدي بقي وحيدا بعد وفاة والدتي بسورية فذهبت لكي اخدمه وارعى مصالحه ونقلت جميع ما املك من اثاث ونحوه معي.
محافظة
كان خالي اخو والدتي عنده بيتا بمحافظة سويدا فأردت ان اشتريه واشتريته منه وهو عبارة عن دور واحد وقد اضفت اليه دورين اخرين وحين استقراري كان الحديد وادوات البناء رخيصة الثمن ما جعلني ابني عمارة مكونة من اربعة ادوار بجانب بيتي والحمد لله هذا الذي جعلني استطيع العيش واكمل حياتي بيسر في تلك المرحلة وهذا بفضل الله ثم عملي في الكويت.
الأولاد
أولادي ثلاثة أولاد وبنتان ولدوا جميعا بالكويت.
- الولد الاول رائد مواليد 1963، واياد 1965، ونايف 1967 والبنات نادية وريما مواليد 1973، وقد رجع ابني الاوسط إلى الكويت لان اقامته سارية المفعول وبعد ذلك رجع الاولاد إلى الكويت لانها مولدهم واحبوا العيش فيها واليوم ارى الكويت تغيرت عن الماضي، كانت بالاول تميزت بالرخص فكيلو اللحم كان بـ (900 فلس) والحليب المجفف بـ (900 فلس) وربطة الخبز (50 فلساً) وكانت تصرف لنا بطاقة تموينية مثل المواطنين الكويتيين وكانت مكونة من (الارز والحليب والشاي والدهن) اما مدارس الاولاد فكانت في مدارس الحكومة الا رائد الذي كان في مدرسة الجالية السورية التي كان يطلق عليها مدرسة (حطين) ونحن على الجبل كانت لنا اجتماعات في المناسبات كالافراح والاتراح.
خلخلة
نحن من قرية خلخلة تتبع لقضاء شبهة محافظة سويدا وعملهم بالزراعة شعير وقمح ومصدر مياه كانت بركاً ثم الحكومة اخذت توزع المياه من الجبل بأنابيب، اما بالاول كان المطر والابار التي تمتلئ من مياه الامطار فنحن عندنا الجبل تغمره الثلوج ثم يذوب ويمر بالوادي الذي يمر بالبلد واسمه وادي اللواء وكل بلد يأخذ منه ماء بواسطة البرك وهي برك مكشوفة واخرى محمية فالمكشوفة للغنم والحلال اما المحمية فهي للري والشرب والحلال المتوافر عندنا غنم ومعز وانا التحقت بالمدارس الحكومية حتى الصف التاسع وكان اهل البادية يأتون ويأخذون حلالنا على الربع اي ربع ما تنتجه ونأخذ منه السمن واللبن واليوم هؤلاء العرب اقاموا اقامة دائمة عندنا بالجبل.
الصرف
كانت وزارة الداخلية تصرف لنا كل ستة أشهر بدلتين وغترتين وكذلك جواتي... وبالعيد يعطي الامير منحة كل الموظفين وعندما توفي الشيخ عبدالله السالم ذهبنا نحن اهل الجبل وقدمنا العزاء في قصر الشيخ عبدالله وكنت انا مع الوفد الذي قدم العزاء.
المدارس
كانت مدرسة حطين للجالية السورية بنين اما البنات فكانت مدرسة اليعروبية وموقعها في عبدالله السالم والباصات متوافرة لنقل الطالبات وكذلك الطلاب والمنهج الدراسي كان منهج وزارة التربية الكويتية.
الثورة
والدي شارك في الثورة ضد الفرنسيين سنة 1925 وهو كان يرأس ثلاثمئة خيال وكان هو قدوتهم وطاردوا الفرنسيين في قوطة الشام حتى نبك وتم اخراجهم وكذلك جدي صالح وكثير من قريتنا وكل عائلة شارك افراد منها.
الجالية
كان للجالية السورية مشاركة في احتفالات الكويت خصوصا اهل الجبل منا يعملون عرضات ورقصات وكرنفالات وكنت اشارك معهم واذكر أنني شاركت معهم في الجابرية ودوار السالمية وكذلك الجبل الاخضر وذلك في العيد الوطني واذكر ان في ازمة قاسم تطوع كثير من جبل العرب وتجمهروا امام الامن للدفاع عن الكويت وكان حمد عماد شارك في ذلك التجمهر ومعهم نايف الاطرش وقابلوا الشيخ سعد العبدالله وقالوا ابشر كم تريد من الرجال لو عشرة الاف او عشرين الفاً نحضرهم للدفاع عن الكويت، وقد قال حمد سلامة عماد للشيخ سعد العبدالله رحمه الله أننا نحن تعودنا ان الصحن الذي نأكل من نحميه ونحن بني معروف الصحن الذي نأكل منه نحميه بسيفنا فشكرهم الشيخ سعد العبدالله على هذا الموقف وقال إذا احتجنا لكم سوف نستدعيكم.
الواجبات
نحن الواحد لما يكبر يكرس نفسه للواجبات والمناسبات التي تكون بالبلد وهناك العادات العربية واحدة بالجزيرة والخليج وسورية الكرم والمعروف والمساعدة والعادات العربية الواحدة.
http://wwww.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=122705 (http://wwww.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=122705)
القلم
22-04-2009, 10:52 AM
مقابلة مع محمد عصمت العواني
محمد عصمت العواني: كنت مدرساً لمادة الكهرباء في الكلية الصناعية سنة 1968
| اعداد: سعود الديحاني |
جريدة الرأي العدد 10777 - 02/01/2009
مسيرة التعليم لها نمطها الخاص من بلد إلى بلد وعندنا في الكويت حملها أناس مخلصون عبر العقود التي مرت، ضيفنا اليوم عاصر تلك المسيرة وتنقل بين محطات علمية عدة المتمثلة بالمدارس وكل محطة لها طابعها الإداري والطلابي. يحدثنا عنها بإسهاب ثم ينقلنا مع الأعمال الاخرى التي ساهم بها وعن صورة الكويت في الماضي حيث ادرك جزءا منها
فلنترك له ذلك :
وصلت الكويت يوم 15/9/1968 وكانت الطائرة كويتية وكانت صغيرة ووصلت الساعة 12 ليلا واخذونا في باص إلى ضيافة الكلية الصناعة وأقمنا الليلة في هذا المكان، وفي الصباح اخذونا إلى الكلية وتسلمنا شغلنا في الكلية وذهبنا إلى الوزارة وكانت الوزارة في المرقاب واعطونا سلفة اربعين ديناراً وكانت الاربعون ديناراً لها وزن كبير جدا وبدأنا نرجع الشغل ونتسلم الجداول في الكلية الصناعية في الشويخ وكان معي من الزملاء الأستاذ علي الخشتي والاستاذ الفاضل محمد عبدالله حسين، كان رئيس قسم الكهرباء وكان شخصية كويتية محترمة والقماز، عبدالخالق، الحاج حمودة وعبدالله عبدالفتاح الايوبي وكان مدير الكلية الصناعية.
أما بالنسبة للجدول فكان لنا جدول في الكلية وكان فيه الدراسات العملية كانت ناشئة جديدة في المرحلة المتوسطة، كنا نأخذ جداول خارجية في هذه المدارس وكان جدولي ثلاث وعشرين حصة في الاسبوع وكنت اشتغل في ثلاثة أماكن في الكلية الصناعية في الشويخ وفي مدرسة الشامية المتوسطة في منطقة الشامية وفي مدرسة الفروانية المتوسطة في منطقة الفروانية، كله تدريس كهرباء، وكل مدرسة اشتغل فيها يومين وكان الاسبوع ستة أيام، ومن دون سيارة وكان دوام السبت والثلاثاء، الخروج كان الساعة الثانية والثلث وكنا نشتغل بأقصى ما يمكن عمله.
في بداية التدريس لهذه المادة كانت غريبة على الطلاب وكانت الكلية الصناعية عاملة هذه الفكرة على أساس تعمل توعية مهنية للطلاب كي تشجعهم على الالتحاق بالكلية الصناعية وتكتشف المواهب وكان يوجد طلاب عندهم مواهب رائعة من خلال احتكاكهم بالدراسات العملية وبالممارسة العملية اكتشفوا مواهبهم واكتشفنا ناس كثيرة جدا، والآن في دولة الكويت لي طلاب مهندسون وأنا لما أقابلهم أكون سعيداً عندما يقابلوني وهم يفكرونني بأيام زمان وايام ما كانوا طلاباً وايام ما كنا نحببهم في المادة ونحن نوجه الشباب الكويتي إلى الاتجاه الفني والمهني العلمي لأن الكويت محتاجة عناصر شابة وطنية في هذا المجال لأن هذا المجال مفتقد في العنصر الوطني، وفي هذه الحال قعدنا اربع سنوات إلى ان ثبتونا في المدارس. أول مدرسة ثبتوني فيها مدرسة الشامية المتوسطة وكان ناظر هذه المدرسة (كامل القاضي وهو فلسطيني - لبناني وكان رجلاً رحمة الله عليه، كان رجل ومخلص ونشيط وكله حماسة والجيل الذي ادركته جيل أدب، واخلاص وحماس، وشغل متناه.
الاسرة الحاكمة
وكنت ادرس لأبناء الاسرة الحاكمة ومنهم من كان يدرس في مدرسة الشامية ومنهم (الشيخ فهد جابر الأحمد وكان من زملائه الشيخ فهد سعد العبدالله، الشيخ طلال فهد الأحمد - وكانوا قمة في الادب والاخلاق).
ودرست للمخرج الفنان حسين المفيدي والملحن الكبير انور عبدالله وانور عبدالله كان دائماً يمسك عوداً في المدرسة وكان دائما في الحصص الفنية يمسك العود وينفرد مع نفسه.
الشامية
مكثت في الشامية عشر سنوات في السبعينات كلها كانت في الشامية ادرس الكهرباء واشتركت في فعاليات كثيرة جدا اشتركت في المعارض وفي تطوير المناهج والدراسات العملية وكلفوني بتطوير مناهج الدراسات العملية واشتركت في جمعية الهلال الاحمر الكويتية وكنت متطوعا فيها واخذت دورة وكنت الأول على دولة الكويت وكرمني في ذلك الوقت (امير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد) رحمة الله عليه وكان وزير الاشغال وهو الذي سلمني شهادة التفوق.
الهلال
اشتغلت في معسكرات الشباب ودخلت معسكرات الشباب مندوباً عن الهلال الاحمر كتقديم اسعافات اولية داخل المعسكر، وكان المعسكر في منطقة الجهراء وأول فوج التحقت به كان الفوج السابع عشر.
ودخلت في المعسكر انشطة علمية وفي ذلك الوقت كلمت الاستاذ عبدالرحمن المزروعي وكان وكيل وزارة وقلت له نحن نريد نستغل طاقات الشباب في انشطة مثمرة علمية فوافق ورحب بهذه الفكرة واثنى عليها وانشأنا انشطة علمية داخل معسكرات الشباب، كهرباء، ديكور، الكترونيات. وعملنا معرضا وكان فيه ملتقى خليجي وشاركوا معنا وكنا نرفع اسم الكويت عاليا والمعسكرات كانت كلها في عطلة الربيع وكنا نعسكر في مخيمات الجهراء وكنا نعمل زيارات للمنشأت العسكرية وحملات تبرع بالدم ولي صورة موجودة وانا اتبرع بالدم من خلال المعسكرات.
مدرسة الارقم
مكثت في مدرسة الارقم ثلاث سنوات وكان ناظر هذه المدرسة الاستاذ (رفيق القبلاوي) وسمعت عن هذا الرجل انه وقف موقفا رجوليا مع الكويتيين خلال فترة الغزو الغاشم ونتيجة لهذا الموقف كان جزاؤه انه قتله العراقيون وبعد ذلك ذهبت إلى مدرسة ابوتمام من 1981 إلى وقتنا الحاضر وابوتمام في منطقة الرميثية وكان ناظر هذه المدرسة الاستاذ جمال الكندري نائب مجلس الامة وفي الحقيقة انا بلغت سن الستين في العام الماضي والتوجيه الفني مشكور وعلى رأسهم الموجه العام (الاستاذ فتوح الحساوي) والموجه الاول والاستاذ (أحمد السري) الموجه الاول كلهم طلبوا تجديد عقدي وفعلا جددوا لي مشكورين من غير ما اقدم وفعلا تم تجديد عقدي هذه السنة وانا اوجه لهم الشكر والتقدير على الرعاية منهم وانهم اخذوا مني موقفا ايجابيا واشكرهم على ذلك.
التخصص
لم اغير مهنتي من ساعة ما دخلت الكويت إلى الآن رغم انني اشتغلت في انشطة متعددة جدا ولكن حبي للمادة التي أدرسها يفوق كل شيء.
تأثير
المادة ليس هي التي اعطتني ولكن اعطت للاجيال نحن نقلنا الفكرة المهنية وحب المادة العلمية للشباب هذا هو المكسب الوحيد الذي اخذناه. علمتني الانضباط والنظام واحترام الوقت ويمكن في هذا الكلام انك اذا اردت ان تشتغل شغلة عملية يجب ان تقدر الوقت ويكون له احترامه وذلك اثر علي في سلوكياتي ويجب ان اقدر وقتي واحترم مواعيدي وشخصيتي ومهنة التدريس اصقلتني بصفات كثيرة لان مؤهلي مؤهل تربوي لا يصلح الا للتدريس وهو دبلوم دراسات تكميلية وهم مدرسو المدارس الصناعية وهو معهد يخرج مدرسين صناعيين.
أخرى
اشتركت في اعمال كثيرة جدا في الكويت لم اشتغل شغلا خاصا بعيدا عن الوزارة، اشتركت في معارض وفي خدمة المواطن بعد التحرير وفي لجنة التعويضات وكنت عضوا في هذه اللجنة واخذونا في البورصة واعطونا دروسا كيف المواطن الكويتي يعمل نموذج التعويض وفي معسكرات العمل وخرجت مع حملات الحج الكويتية مندوبا عن الهلال الاحمر الكويتي 1977م.
الهلال الأحمر
الهلال الاحمر جمعية تطوعية تقدم خدمات انسانية جليلة من دون مقابل وتمد يد العون إلى الجميع داخل وخارج الكويت ودائما فيها بذل وعطاء من دون اي مقابل ومن دون اي شيء لانه عمل تطوعي بحت وبدأت معهم قبل 1977، وانضممت اليهم وكنت عضوا فاعلا فيها ولاجل هذا الجهد رشحوني لاكون مندوبا في حملات الحج او مرافقا لاحدى حملات الحج وكان اسم الحملة حملة (المشوط) ذهبت مع الحملة 1977، مندوبا عن جمعية الهلال الاحمر وهذه تعتبر من ضمن الانشطة الخارجية التي كنت مشتركا فيها، كما اشتغلت في تعليم الكبار لسنوات عدة في وزارة التربية - كنت اشتغل موجها اداريا واشتغلت في كنترول الثانوية العامة لاكثر من ثلاثين عاما وكان عندي خبرة طويلة جدا في اعمال الامتحانات، كما اشتغلت في تعليم الكبار اكثر من سبعة عشرة عاما واخر وظيفة في تعليم الكبار كنت موجه الامتحانات بتعليم الكبار.
اختلاف
الطلبة كانوا في الاول مطيعين وكانوا يحترمون المدرس ويحترمون المادة ولهم اذان صاغية للمدرس ولتعليمات المدرس ورغم ذلك كنا ندرس لصفوة الاسرة الحاكمة ولكن كانوا في قمة التواضع وكنا نقسو عليهم ولكن لمصلحتهم اولا من دون اي نفور او من دون اي رد سلبي منهم كانوا يقولون حاضر، نعم وكان من النادر ترى ولي امر يعترض وكنا نعتبر ان الطلبة اولادنا، او في ذلك الوقت كانوا اخوة لنا صغار وكنا من هذا المنطلق نتعامل ولم تكن هناك حساسية بين المدرس والطالب ولكن في الوقت الحاضر ترى هناك حساسية مطلقة بين المدرس والطالب وولي الامر تحس انهم اعداء- كل واحد يتربص للاخر الطالب يتربص بالمدرس وولي الامر يتربص بالمدرس ورغم ان التدريس رسالة سامية والمدرس وجد لخدمة الطالب ومصلحته قبل كل شيء ولكن يوجد نفور لاقل شيء تجد ولي الامر يأتي إلى المدرسة يعترض ويتكلم ويريد ان يواجه المدرس ويريد ان يعنق المدرس، كما يريد ان يتطاول على المدرس من دون اي حرمة للمدرس الطالب في الوقت الحاضر تجده مرفهاً اكثر من اللازم إلى ابعد الحدود.
في يوم من الايام كنت خارجاً من المدرسة ووجدت رجلا كبيراً ولقيته يمسك بكتفي ويقول لي يا استاذ عصمت ولكن انا لم افتكره فقال لي انت مش فاكرني فقلت انا اسف جدا لم افتكرك فقال لي انت درست لي سنة 1968 في الكلية الصناعية وفي يوم من الايام قابلت حسين المفيدي ورجعنا ايام زمان وقال لي تفضل نحن نصور مسلسلاً وانا لما اقبالهم اسعد بهم جدا وفي يوم من الايام في سوق الخضار قابلت واحداً مقدم شرطة فرجعت علشان اوسع له الطريق فلاحظت انه يرجع معي فقال لي انت مش فاكرني قلت له لن افتكرك علشان انتم لما تكبروا ملامح الوجه تتغير ولكن كويس انت عارفني، قال يا استاذ انت كنت تدرس لي في الشامية في ذلك الوقت انا أتأثر جدا وأنا فرحان جدا بهذه المقابلات.
خدمات
وزارة التربية كانت تتكفل بكل شيء من ناحية الطلبة كانت تتكفل بالملبس، والمأكل، والمواصلات، وكانت لهم وجبة غذائية الصبح وكانت تصرف له قميصين وبروفلين، وبنطلونين، والمواصلات كانت تأخذهم السيارة إلى المدرسة واخر الدوام توصلهم إلى المنزل.
الوزارة
عاصرت عدداً كبيرا من وزراء التربية منهم (الاستاذ يعقوب الغنيم، والاستاذ المرزوق، ومساعد الهارون، والربعي، وعبدالملك، وجاسم المرزوق، وعبدالله الغنيم، ونورية الصبيح، ورشيد الحمد).
السيارة
اشتريت السيارة سنة 1970 وكان في ذلك الوقت الرخصة المصرية لها تقدير كنا نقدمها لوزارة الداخلية الكويتية ونأخذ واحدة كويتية في نفس الوقت وكان اسمها (فولكس فاجن) وكانت قيمتها ستون دينار وكنت ساكناً في شقة فاخرة في شارع البحرين، وكان ايجارها خمسة وعشرين ديناراً ومكثت فيها مدة طويلة من سنة 1969 إلى 1990 لانني تزوجت في سنة 1969 تزوجت مبكرا وبعد سنة 1975 بدأت الايجارات ترتفع وكانت ايام عز واول دنانير اقبضها في الكويت كانت عليها صورة الشيخ (عبدالله السالم) عليه رحمة الله، وكان ديناراً قوياً كنا نقول عمره ما يخلص كان في بركة وكنا نسافر إلى مصر في الصيف وكان صاحب العمارة يخفض لنا الايجار للنصف، كان الناس عندها رحمة كان يستحي في ثلاثة اشهر السفر ان يأخذ الايجار كاملاً ولكن من ذلك الوقت كل شيء في ارتفاع.
الغزو
كنت موجوداً داخل الكويت وكانت سيارتي في الوكالة تتصلح وكنت من دون سيارة وكانت في ازمة خبز - خرجت كان ابني داخل ثانوية عامة ففكرت انه ستضيع عليه الثانوية العامة فمكثت شهراً في الكويت وبعد ذلك سافرنا في طريق البر ووصلنا مصر بعد معاناة ومشقة وفي ظروف قاسية.
الرجوع
رجعنا بعد حرب التحرير وكانت وزارة التربية استدعتنا ورجعت على مدرسة ابو تمام ورجعت في 20/8/1991.
الاسعار
ايام زمان كانت جميلة كانت اي حاجة في سوق المباركية اي ثلاثة كيلو في سوق الفاكهة كانت بربع دينار وكان الايراني ينادي ثلاثة كيلو فاكهة بربع دينار كان كيلو السمك الزبيدي والشعوم والحاجات المميزة كان سعرها 320 فلساً، كما كان كيلو الارز بـ 55 فلساً، ك السكر بـ 40 فلساً، علبة المعجون 15 فلساً، درزن الموز بربع دينار كانت ايام جميلة كان علي السيف نروح نشتري الروبيان وكانت سلة الروبيان الصغيرة بربع دينار، كانت الحياة سهلة وجميلة جدا.
مناشدة
علشان هذا الكلام هم يسألونني تحملت الغربة اربعين سنة في الكويت قلت لهم لانني انا لم احس بالغربة في الكويت انا مكثت اربعين سنة في الكويت كأنهم في بلدي ومن دون اي مشاكل كأنني بين اهلي واخواني لذلك انا اترك الكويت وقلبي ينزف دما لانني امضيت فيها شبابي وعمري داخل الكويت لذلك اناشد وزير الداخلية على لسان «الراي» انه يسمح لي بزيارة الكويت من وقت لاخر لانني انا تركت قلبي وروحي بداخل الكويت.
الأولاد
عندي ثلاثة اولاد - الدكتورة امل الكبيرة والدكتور خالد جراح عظام في المانيا وعندي الصغير المهندس احمد وهو موجود في الكويت يشتغل داخل الكويت تزوجت في سنة 1969 بعيدا عن الاقارب ولكن من الاسكندرية (وهي مدرسة في الكويت مدرسة لغة عربية وعرفت تربي اولادها وصعدت بهم إلى مراكز مرموقة وهي ست فاضلة وهي الان في مصر، عندها الاولاد دخلوا الجامعة نزلت معهم مصر كي تراعيهم.
الحج
ذهبت إلى الحج مرتين اول مرة مع الهلال الاحمر سنة 1977 مندوب الاسعافات الاولية والخدمات الطبية كانوا يزودنا بعربة اسعاف وادوية وكل ما يلزم بالحملة ولكن في خدمات كبيرة تتبع البعثة، نحن خدمة طريق اما الحجة الثانية فكانت مع الفيلكاوي احمد رجب الفيلكاوي من خمس سنوات.
معالم الكويت
دوار الجوازات وهو الان مزدحم بالسيارات، كان في الماضي دواراً مهجوراً كنا نتعلم فيه القيادة، كان لا يوجد به سيارات، اي انسان كان يريد ان يتعلم القيادة كان يذهب إلى دوار الجوازات، كانت السالمية اخرها المحاميد الموجود حاليا.
كان في الماضي النساء يراجعن المدارس ولكن كن قلائل ولكن في الوقت الحاضر اكثر من الماضي يأتي ولي امر الطالب لكي يتفاهم مع المدرس، ما هي المشكلة ولكن في الوقت الحاضر ممكن ولي امر الطالب يذهب إلى المخفر ويستدعي المدرس للمخفر او ينطره بره ويضربه او يذهب اليه داخل الصف ويضربه، فيها تجاوزات كثيرة.
http://www.alraimedia.com/alrai/ArticlePrint.aspx?id=102194 (http://www.alraimedia.com/alrai/ArticlePrint.aspx?id=102194)
القلم
22-04-2009, 10:57 AM
مقابلة مع محمد إدريس أمانة
محمد إدريس أمانة: 45 عاماً ليس لي مهنة إلا الخياطة
| إعداد : سعود الديحاني |
جريدة الرأي العدد 10840 - 06/03/2009
العمل باليد من المهن المباركة التي تجسد في صاحبها خلق الصبر وهمة المثابرة والكفاح، ضيفنا اليوم ورث مهنته من أبيه الذي تعلمها هو من أجداده، وأصبحت مهنة يحملها الأجيال لكل جيل سابق ولاحق، مهنة الخياطة من المهن التي عرفها الإنسان وحاجته لها لا تنفك يحدثنا: «أمانة علي غلام» كيف تعلم عند والده ثم استقل بنفسه عندما قدم مع والده إلى الكويت وشق طريقه، كل ذلك يتطرق معنا اليه كما يتخلل اللقاء الحديث عن كل ما يتعلق بمهنة الخياطة وذكرياتها التي عاش معها ضيفنا...
فلنترك له ذلك:
ولادتي ونشأتي في مقتبل عمري كانت في بلدي «غوبرن ولا» إحدى المحافظات الباكستانية والتي لها شهرة في صناعة وكثرة المصانع والمعامل بها، فتجد الآلات الكهربائية متوافرة بها ومواد الألمنيوم والحديد فهي بلد صناعي والأيدي العاملة موجودة، وهذه المهنة لها أهمية لأجل وزنها الصناعي، أما الزراعة التي هي الصبغة العامة للبلاد، فهي متوافرة خارج المدينة بها ساحات كبيرة وكل المنتوجات موجودة، لكن أكثر شيء القمح والأرز واعتمادهم على مياه الأمطار والآبار والأنهار موجود لكن بلدي أنا لم تكن زراعية بل صناعية... ووالدي كان له نصيب بالتعليم حيث انه يجيد القراءة والكتابة، لكن مهنة الخياطة التي ورثها من أبيه فهو خياط واخوانه ايضا كانوا في هذه المهنة.
فالعائلة لا تعرف سوى هذه المهنة، لذلك التحق جدي بالجيش الانكليزي يوم كان له تواجد في أنحاء العالم ومن ضمنها البلاد الهندية، فعمل بالجيش الانكليزي خياطا وتنقل معه في كثير من البلاد، ومن البلاد التي ذكرها جدي لوالدي: مصر، فلسطين، العراق، ومن الدول الآسيوية سنغافورة، وكان الانكليز موجودين بها وايضا ذهب جدي إلى بريطانيا نفسها، أما والدي فكذلك كان خياطا نفس والده، وارتحل مع الجيش البريطاني إلى مصر، والعراق، وعدن، وأنا أدركت جدي ورأيته.
الكويت
بلدنا تبعد من مدينة لاهور 70 ك.م، أما العاصمة إسلام أباد فالبعد بيننا وبينها أكثر من 180 ك.م، وقد ارتحل خالي إلى الكويت وكان خياطا نفس اسرتنا وعمل عند رجل عراقي يُقال له رجب فهو عنده خام وخياط في الوقت نفسه، واستمر معه سنين، وفي عام 1954 ارتحل والدي إلى الكويت عن طريق البحر وجاء إلى الكويت والسور ضارب عليها، كما حدثني والدي، والماء ينقله المهارة بالعربات وليس هناك أسواق كثيرة، والبيوت قديمة وليس هناك ايضا جاليات متعددة، والشوارع لم ترصف بعد، كانت الحياة داخل الكويت بسيطة والأمور متواضعة.
العمل
كان والدي يأخذ إيجار الدشداشة 2 روبية، وهكذا عمله ليس هناك راتب ثابت، وبعدما أمضى سنتين استقل بنفسه وأخذ محلا في السالمية بقيصرية سعد حمود الهران وهي في شارع سالم المبارك، ثم سافر إلى باكستان حيث مرض فجئت مع والدتي في المحل نفسه، وتعلمت الخياطة وبعد فترة رجع الينا مرة أخرى إلى الكويت، وأنا في المحل نفسه، كانت بداية تعليمي الخياطة بالتدرج أعمل زرار ثم أضع العراوي ثم استعمل ماكينة الخياطة شيئاً فشيئاً وهذا يجعلني أقص واستخدم القماش ما جعلني أصبح معلماً في مهنة الخياطة وكان عمري في ذلك الوقت لا يتجاوز 16 عاماً، والوقت هذا كان في بداية الستينات.
التفصيل
لم يكن في ذلك الوقت عملي مع والدي خياطا مختصا بالنساء دون الرجال بل كان المحل به شغل خياطة للرجال والنساء والأقمشة كانت لها محلات خاصة بها، نحن كنا نتولى الخياطة فقط، أما من كان يريد دشداشة فإنه كان يشتري لنا الخام ونحن نقوم بالخياطة بالطبع كان تفصال الدشداشة الكويتية غولة قميص والخياطة دبل والدشداشة وسيعة، أما النساء فكان الثوب مكسيا طويلا وواسعا (دراعة) والرجال كانوا يجعلون زرارا واحدا في الدشداشة فقط.
المحل
كنا نستخدم ماكينة صغيرة وموتورا صغيرا والجلسة أرضية والمحل ليس كبيرا بل هو محل صغير والنساء يأتين بالخام الكثير الذي هو عبارة عن وصلات لأن الخام في ذلك الوقت كان رخيصا وكل امرأة تأتي ببناتها معها ومحل بيع خام النساء سوق واجف ونحن نبدأ العمل مبكرا ونغلق في الساعة التاسعة مساء ولم يكن هناك تفصال كويتي مختصا بل الرجال يريدون دشداشة واذا أتى السعوديون قالوا نريد ثوبا وبعض أهل الخليج من الإمارات يقول غندورة، والألوان السائدة في ذلك الوقت الأبيض والأصفر وكان في السنة يفصل الرجل ثلاثا أو أربعا في وقت واحد ووزارة التربية كانت توزع خاما لأن الطلاب يلبسون البنطال والقميص والبنات كان في ذلك الوقت يلبسن نفانيف، أما خارج المدرسة فكانت الناس تستحي أن تلبس البنطال والقميص، قد يلبسون قميصا تحت الدشداشة وأنا بالطبع لم يكن والدي يعطيني راتبا حين عملت معه.
فاطمة
بعد أن ذهب والدي إلى باكستان عملت مع صديق لي يقال له محمد سعيد حيث أخذنا محلا في بيت عربي مقابل مجمع فاطمة وكان بجانبنا بقالة إيرانية ثم بعد ذلك انتقلت إلى منطقة الدعية قطعة 4 ش 46 مقابل بيت يوسف الشمالي والبيت ملك لمريم النصار وهذه المنطقة كلها كويتيون بيت المضف والروضان والشملان وأبناء المصري جاسم أحمد عبدالله المصري وهو كفيلي وصديقي وأخي لاتزال الرخصة باسمه مجانا من غير مقابل، وقد ذهب معنا إلى بيتنا في باكستان.
المواصلات
كنت أقيم في السالمية واذهب إلى محلي في الباص رقم 15 الذي ينطلق من سالم المبارك وكان ايجار المحل عشرة دنانير وعندما هدم البيت اخذت محلا آخر وايجاره كان عشرين دينارا وكنا نقول انه غالي السعر جدا، وفي 1975 انتقلت إلى خيطان في الشارع الجنوبي عند البريد القديم بيت أحمد نايف العتيبي وكان ايجاره 15 دينارا وكثرت الزبائن ثم جاء قرار بفصل خياط الرجال عن النساء ومن اراد بيع الخام في محله أذن له ولكن وفق رخصة جديدة وكانت قيمة تفصال الدشداشة نصف دينار.
التطور
اخذنا نحن الخياطين نتطور شيئا فشيئا على حسب ما يريده الزبون فظهر عندنا التفصال الكويتي المخفي والظاهر والسعودي والقطري والتفصال الحجازي ودشداشة الشد الكويتية واخذنا نرى الخام الانكليزي والكوري والاندونيسي ولم تكن هذه الاقمشة في السنين الاولى موجودة بالكويت بل كانت انكليزية وصينية حيث اننا كنا نشتري من البالوكات الاقمشة ونعرف أنواعها نأخذ بعض الاقمشة نقدا، والباقي دينا وعميلنا هو رزاق كاكولي ومهدي.
الأب
كان في الاول يأتي الوالد ومعه قياسات لابنائه ثم يعطينا الخام وعلى وفق هذه المقاسات نفصل لابنائه اما اليوم فلا نرى هذه الظاهرة وكان الخياطون معظمهم من الجنسية الباكستانية لم نكن نرى غيرهم ثم جاءت الجنسية الايرانية واليوم نرى مصريين، بنغلاديشيين وحتى الفيليبينيين.
سوق الحمام
الخياطة كمهنة ومحل له الات ومستلزمات خاصة به لذلك كنا نشتري ما نحتاجه للمحل من احد عملائنا وهو في الشارع الجديد مقابل سوق واجف ثم اخذنا نشتري من معرض الرفيق الذي كان في سوق الحمام فكل شيء كنا نأخذه منه - كلف، زرارة، وابر، فاذلين، مكواة، كبس خام.
واسعة
كانت الدشاديش في السنين الاولى واسعة ولم نكن نعرف نفصل الدشاديش الضيقة لكن اليوم تغيرت اذواق الناس فأخذنا نعمل حسب طلب الزبون فهذه المهنة تقوم على الصبر وطول البال وحسن التعامل مع الزبون وانا من طبيعتي لا أحب المشاكل ولو ان زبونا اتى لي وقال (الدشداشة خربت) ابتسمت في وجهه وقلت له خذما تريد وسوف اخيط لك دشداشة جديدة.
الأجانب
لم يكن الاخوة الوافدون يحبذون اللبس الكويتي بل متمسكون بلباس بلادهم ومع طول الوقت اخذنا نرى المقيمين يأتون عندنا في المحل لكي نفصل لهم دشداشة كويتية اما الاخوة المصريون وخصوصا الصعايدة فهم لهم دشداشة بلدية نعرفها ونقوم بتجهيزها لهم.
«الكثر»
كان العمل عندنا يكثر بحسب المواسم فالصيف مثلا يكثر العمل به وكذلك الاعياد ولأن موسم الصيف اطول كان التفصال به كثيرا وعملنا كان يتراوح ما بين 300 دشداشة إلى 400 دشداشة اما في السنوات الاخيرة فأذكر انني جهزت في شهر واحد الف ومئتين دشداشة.
الرجال
كان كبار السن عندما يأتون لنا في محل الخياطة يطلبون منا زرارا يجعله على المخباه ويجعل عليه غطاء من خام واليوم نرى ذلك قليل جدا قد يأتي زبون ويريد مكانا للموبايل والقلم اما جيب للفلوس فلم نره في تلك الايام.
«الهدم»
المحل الذي اخذته بمنطقة خيطان هدم بعد الغزو فأخذت محلا بدلا منه بخلو «ثلاثة الاف دينار» وجعلت عليه اليافطة «خياط المري» وهو بالاول كان اسمه خياط محمد، اما المحلات القديمة التي كنت قد اخذتها فلم يكن لها اسم.
«الجيل»
كثير من الآباء الذين كانوا يأتونني وهم صغار واليوم يأتونني وهم يصطحبون ابناءهم والبعض قد يصطحب احفاده، اذكر من الزبائن الذين كانوا يأتونني وهم صغار ابناء حبيب باقر، وابناء مالك المصري وام جاسم التي كنا نستأجر منها محلنا السابق كان يأتي لنا ابنها جاسم صغيرا واليوم يأتي مع ابنائه.
«الشيخ»
يوم كنا في السالمية لم يكن هناك شارع الخليج بهذه الصورة وكان بيتنا الذي كنا فيه بالقرب من بيت والدة الشيخ صباح السالم وقد كانت ترسل لنا الأكل الذيذ من لحم وعيش.
«الزواج»
تزوجت في بلدي باكستان والحمدلله عندي اولاد جامعيون منهم الدكتور، المهندس، منهم الطالب بالجامعة.
«معرفة»
عندما اذهب إلى الدعية يروني الزبائن القدامى ويمازحونني ويقولون مازلت على قيد الحياة مازلت بالكويت.
http://wwww.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=116303 (http://wwww.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=116303)
القلم
22-04-2009, 11:08 AM
مقابلة مع لطفي رشيد داود
لطفي رشيد داود: شاركت في بناء مدرسة الصديق «حدادا» سنة 1952
| إعداد : سعود الديحاني |
جريدة الرأي العدد 10847 - 13/03/2009
ضيفنا اليوم ولد في أرض فلســـطين فمشى في سهولها وهضــــابها ودرس عند احد معلميها ثم شد رحاله إلى حيـــفا حيث عمل وهو في مرحلة الصبا بائعا علــــى احدى نواصــي شوارعها ثم تغلبت به جنبات الحياة حتى اصبح مزارعا في غور الاردن بعد ذلك هاجـــر إلى الكويت قبل هدم سورها فأدرك وعاصــر الماضي والمستقبل يحدثنا عن عمله في الكويت في دائرة الصحة ثم في عمله الخاص كما يتطرق معنا إلى عمله حدادا مع احد المقاولين
فلنترك له الحديث :
أنا من فلسطين من طولكرم، وانا عتيل وهو بلد زراعي على المطر وابار تحفر، وأكثر الاوقات نشرب من المطر ثم أخذ الناس بعمل الآبار في بيوتها كل سنة تنظف ثم تملأ من ماء المطر، اما انواع الزراعة فهي من جميع الأنواع (ذرة، وقمح، وبطيخ، وشمام، وشعير، وباميا)، والوالد كان فلاحا وهو يقرأ ويكتب، ولكن الفلاحين يدخرون من مزروعاتهم والزائد يباع لكن بعد ماجاء اليهود تغير الوضع عليهم وصار هناك ضيق على الفلاحين... أما حياتي العلمية فلقد درست عند الشيخ عبدالرحمن أبو غزة وقت الصباح إلى وقت العصر ندرس عنده القرآن والحساب واللغة العربية، نحن ابناء القرية ثم تحولنا إلى المدرسة الحكومية وهي للأولاد، ولكن عند وصولي للصف الثاني تركت المدرسة أنا وبعض الاصدقاء وذهبنا إلى حيفا لكي نعمل ونشتغل وقد لحقني الوالد وعاقبني لكن استمررت بالعمل، وكانت حيفا على البحر منطقة جميلة وكنا ثلاثة شباب وأخذنا نعمل قهوة سادة وقهوة حلوة نقف على ناصية الشارع ونبيع هذه القهوة وكنا نضعها في برادات والفنجان كانت قيمته قرش وقرشان وقد سكنا في احد الفنادق ثم انتقلنا عند جماعتنا المقيمين في حيفا والمدة التي امضيتها في حيفا كانت سنتين ثم صارت المعارك مع اليهود أيام علي الجسار كان قائدا للثورة الاسلامية في حيفا حينها رجعت إلى بلدي في عتيل في طولكرم.
الحلاق
جاء في خاطري ان اتعلم الحلاقة فأنا لا استطيع ان اعمل في الفلاحة او اي عمل آخر تعلمت عند واحد في بلدنا لكن لم استمر في هذه المهنة بعد 1948 تغيرت الاحوال وصارت سيئة لكثرة اللاجئين من عكا وحيفا ويافا فأخذت الناس في بلدنا والقرى المجاورة تسكن هؤلاء اللاجئين ويوسعون عليهم،،، وقد وزعنا الاراضي الزراعية على هؤلاء اللاجئين بعد ذلك قال الوالد وبعض الجماعة ما ترون نريد ان نذهب نعمل بالفلاحة في غور الاردن وفعلا جربنا انا وبعض نسائبنا متزوجين بنات خالاتي وقد جاء اناس من نابلس وقالوا نريد ان نشارككم فوافقنا والغور في شرق الاردن اسمه غور اليابس وغور المشارع وكنا نأخذ الاراضي من اصحابها وكنا نأخذها بالخمس والربع على حسب الاتفاق اما الماء فكان من نهر الاردن وفيه ماء من المشارع من النبع التي عمل لها خزانات... وقد زرعناها من جميع أنواع المزروعات على طول السنة وكنا نبيع في اربد وعمان وبيروت والشام، فتارة نذهب إلى هناك والسكن بالاغوار القرى المحيطة بها، وقد مكثت سنة 1949 و1951 و1952، وبعد ذلك رجعت إلى بلدي لانه اصابني مرض الكوليرا وقد تعالجت في طولكرم بعد ذلك حكيت لابن عمي لكي نذهب للكويت حيث ان اناسا من جماعتنا سبقونا وعملوا في النفط، وقد ذهبنا إلى نابلس لكي نعمل جوازات ولم نخبر اهلنا وبعد ذلك ذهبنا إلى عمان لكي نتسلم الجوازات واخبرنا اهلنا وطلعنا إلى عمان ثم العراق لكن لم نجد سيارات الا سيارة اشترط صاحبها ان نقول اننا مساعدون معه لان شرطة العراق تمنعه، إلا بهذه الطريقة وصلنا بغداد ثم البصرة وفيها عملنا فيزا بعشرة دنانير وبعد ذلك ركبنا بوكس بأجرة خمسة دنانير بعد ذلك انطلقنا ووصلنا إلى ساحة الصفاة، وأقمنا في الفندق ليوم واحد «المباركية»، وفي الصباح ذهبنا إلى «كي ؤس» وكان ذلك في سنة 1952 ووصلنا قبل صلاة الظهر وجلسنا في الاحمدي اربعة أيام عند جماعتنا ثم قالوا لنا ان هناك مكتبا لشركة انكليزية في الكويت تعمل في البناء وقد عملت معهم في مدرسة الصديق ومطبخ عنزة وقد سجلت حدادا في الهالة واعطوني في اليوم عشرين روبية وروبيتين بدل سكن والسكن في المرقاب بالقرب من مسجد عبدالله المبارك ومعي اولاد بلدنا واولاد عمتي ومحمد ربيع جماعة من بلدنا وعملنا من الصباح إلى الظهر ثم نستريح ونعود والمقاول كان انكليزيا وواصلت العمل معهم حتى انجزنا مدرسة الصديق ثم رجعت إلى بلدي والطائرة نقلتني من الكويت إلى مطار قلنديا في فلسطين بالقرب من القدس والمسافة كانت 5 ساعات وقد كان سفري سنة 1954 وتزوجت بعد ثلاثة شهور رجعت وعملت بقسم الطرق بالأشغال وهو بحاجة إلى عمال واليومية زينة «مليحة» وقد عملنا طريق الكويت والفحيحيل، وطريق مبارك الكبير، وقد عملت لنا الشركة سكنا في منتصف الطريق «عشيش» وانا مازلت حدادا مع هذه الشركة والمسؤول عنا فلسطيني وقد ذهبت بعد ذلك للجوازات ووضعت اقامة وكان المسؤول من بيت الرفاعي ومكثت بالاشغال إلى سنة 1957.
العمل
بدى لي فكرة ان اسس محلا لكي الملابس لكن قال أحد الاصدقاء لماذا هذه الفكرة؟ اذهب وسجل في وزارة الصحة وذهبت وسجلت في المستشفى الاميري وكان المسؤول من بيت البرجس قابلته وقال اتريد هذا العمل قلت نعم واذا كان عندك عمل بديل وافضل منه لا أمانع اشتغلت وتعلمت هذه المهنة حيث ذهبت إلى سكن الموظفين للمستشفى واصبحت مسؤولا عن قسم الغسيل وكان المعاش شهريا بمقدار 400 روبية والعمل من الصباح الباكر حتى وقت العصر اما السكن فكان في منطقة المرقاب وقد استقدمت زوجتي سنة 1958، لكن بعد قدوم زوجتي انتقل السكن إلى منطقة الشرق في بيت عربي ملك الغانم وقد استمررت مسؤولا عن الغسيل في دائرة الصحة ثم تحولنا إلى منطقة الجيوان حيث كان لنا قسم في هذه المنطقة لان الوزارة اتت بمعدات واجهزة جديدة وتطورت وزارة الصحة في هذا الوقت
الفروانية
وقد انتقل سكني في هذه الفترة اي سنة 1961 إلى الفروانية بالقرب من الحفرة كان من جيراننا ام عامر طبيبة شعبية في غاية الطيبة والاخلاق الجيدة الحسنة والبيت كان عبارة عن حوش عربي والايجار قيمته عشرة دنانير واتيت بنجار من بلدنا وعملنا في هذا الحوش مطبخا وبه غرفة كبيرة واخرى صغيرة... ومن جيراننا الذي اذكرهم بيت الدويلة.
الصباح
انتقل عملي في مستشفى الصباح في قسم النظافة الخاص بالملابس وظللت به حتى عام 1976 وفي هذا العام جاء رجل فلسطيني واخذ يقنعني ان اشتري سيارة نساف وهو يسكن بالقرب منا وبعد مرار وتكرار اقنعني واشتريت نسافا وقد قلت له ان ايجارك 150 دينارا وبعدما نخلص اقساط النساف يكون النصف بالنصف ولم اقصر معه لانني دفعت مقدما للبابطين 3000 دينار وهو يدفع الاقساط وانا ما زلت بالصحة قلت له واولادك لا تسأل عنهم كل ما آتي به لبيتي سوف آتي به لهم وكان لتر الديزل بفلسين واخذ يضع بدينار ودينارين بعد ذلك سألت جماعته فقالوا يعمل في الشركة الفلانية بعد ذلك اخذ النساف وانا والحمد الله فلوسي ادفع عنها زكاة واخذت اعمل عليه بعد دوامي في الصحة، الصبح في الصحة والعصر اعمل على النساف لكن بعد ذلك تركت الصحة وتفرغت للنساف وكان ذلك سنة 1982 ونوع النساف انترتش اذهب إلى دراكيل وكان فيها اناس من جماعتنا قالوا لي اذهب معنا ونحن نوجهك للعمل المناسب والحمد لله مشيت الامور على وفق ما يرام بعد ذلك اشتريت نساف مرسيدس سوبر ورجعت النساف القديم وحسبوا عليّ قيمته 18 ألف دينار وأخذت اعمل عليه صبحا وعصرا وليلا اما إجازتي للقيادة اخرجتها سنة 1971.
الاستقلال
انا ادركت سور الكويت وكنت اخرج من دروازة الشامية ومرات من دروازة الجهراء... وفترة المساء تغلق بوابات السور وسكنت فترة في الشامية وعندما كنا نعمل بالطرق كان العمال عراقيين وفلسطينيين وايرانيين وفي الليل كنا نسمع اصوات الذئاب ونحن نائمون... وكان واحد عراقي معنا اذا مدت اليد نحوه دخل قلبه الخوف وفي يوم من الايام دعانا الشيخ عبدالله الأحمد للغداء نحن العمال وكنا بالقرب من قصره وعددنا اكثر من ستين عاملا وقد تناولنا الغداء وكان الشيخ عبدالله الأحمد موجودا وقت الغداء وكذلك ونحن نشرب الشاي... وقد جاء الاخ العراقي بجانبي فغمزته فقفز مذعورا فضحك الشيخ عبدالله الأحمد رحمه الله من ذلك الموقف وقال ماذا فعلت به قلت يا شيخ هذا لا يحب ان احدا يغمزه تحت كتفه واخذ الشيخ يضحك.
شخصيات
من الشخصيات الفلسطينية التي اذكرها خليل شحيبر وفوزي الشوي وفوزي الخضرا... اما المسؤول عني في مستشفى الصباح كان صالح الدويلة.
الماء
كانت الجالية التي من المهرة هي المسؤولة عن جلب الماء للبيوت عندما سكنت في منطقة الشرق في بيت الغانم وكنت ادفع لهم الاجرة نقدا اما سكني في الفروانية فقد مكثت به 18 سنة وانا لم اجد اطيب من جيراني بيت الدويلة وبيت البالود.
الاستقالة
عند استقالتي من وزارة الصحة كنت مجبرا لهذه الاستقالة لان النساف الذي اشتريته لابد من ان اعمل عليه فهو عليه التزامات شهرية بالاقسام كان قرارا صعبا ولكن مجبرا اخاك لا بطل في هذا القرار الصعب لان الصحة وظيفة حكومية والعمل الخاص بالطبع الحكومي افضل منه من ناحية استقرار الراتب والوضع فالقسط كان 500 دينار لذلك اقدمت على الاستقالة والتفرغ للعمل على النساف.
الوانيت
لما كنت في الصحة في اوائل السبعينات اشتريت سيارة وانيت واخذت انقل عليها الركاب في انحاء الكويت لكن تغير الوضع واصبح رجال شرطة المرور ترصد لنا المخالفات.
السفر
كنت اسافر إلى عمان بسيارتي الخاصة من نوع تويوتا والسفر عن طريق العراق واولادي جميعهم ولدوا في الكويت واليوم منهم من هو في الكويت والسعودية واميركا والحمد لله الجميع متزوجون واتموا دراستهم الجامعية وقد مكثت فترة الغزو في الكويت وسنة 1992 ذهبت إلى الاردن واولادي مكثوا في الكويت.
رياض
كان ابني رشيد يعمل في مركز سلطان واثناء الغزو قال رياض السلطان له اسكن انت واسرتك في بيتي حتى لا يتعرض للسرقة من العراقيين وقد قال لا تأتوا بشيء معكم كل شيء متوافر في البيت انتم اجلسوا فيه اي فلته... وكان بيته في سلوى وهو كان مسافرا في لندن حتى آتي التحرير ونحن معهم اهل وانا احبه كما احب اولادي فهو ابن عائلة في غاية الطيبة والاخلاق الكريمة نحن معهم عائلة واحدة منذ ان عمل معهم ولدي رشيد.
الزواج
تزوجت انا مرة واحدة ولم يكن هناك مهر لانني تزوجت بدلا لقد اخذت اخت نسيبي وهو اخذ اختي وهناك في فلسطين صار ظاهرة البدل والمهر كان 50 دينارا فلسطينيا... واولادي خمسة وبنت واحدة.
قاسم
يوم أزمة قاسم تجمعنا اكثر من 600 شاب فلسطيني امام قصر السيف وقلنا نحن جاهزون لحمل السلاح والتطوع للدفاع عن الكويت ونموت فداء للكويت ونقدم ارواحنا دفاعا عن الكويت.
http://wwww.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=117934 (http://wwww.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=117934)
القلم
22-04-2009, 11:16 AM
مقابلة مع مصطفى محمود أبو دقر
مصطفى محمود أبو دقر: عملت ممرضا في المستشفى الأميري سنة 1954
| إعداد : سعود الديحاني |
جريدة الرأي العدد 10763 - 19/12/2008
ضيفنا اليوم احد الكوادر الطبية التي عملت في منتصف عقد الخمسينات من القرن المنصرم فأدرك بدايات النهضة الطبية عندنا في الكويت عمل في مستشفى الاميري ثم انتقل إلى مستوصف البلدية الذي كان في الخالدية يوم كانت عبارة بيوت من الصفيح متلاصقة ذات كثافة سكانية يحدثنا مصطفى محمود أبو دقر عن عمله ممرضا في ذلك المستوصف والحوادث التي كانت تمر عليه وطبيعة الناس في ذلك الوقت كما ينقلنا إلى سفره مع البعثات الطبية التي كانت الدولة تبعثها مساعدة كثير من الدول، احاديث شيقة ومتنوعة يتخللها التطرق إلى ركب حياته العملية والاسرية
فلنترك له ذلك:
نحن من منطقة جنين تبع قضاء نابلس وهي اهلها فلاحون يزرعون على المطر والله سبحانه جاعل المطر يكفي للزراعة، اما ماء الشرب فهو بئر ارتوازية وانا اذكر من الحرب العالمية الثانية مرج بن عامر وتربته الحمراء كأنها الحناء ودراستي كانت بدايتها عند الشيخ محمد سعيد من قرية اسمها الجلمة في قضاء جنين اما قريتي فكانت صندلة حتى انني اذكر عندما سقط المطر والقرية واقعة على مثلث لا نكاد نصل وإلا وارجلنا قد غسلها ماء المطر، اما مهنة الوالد فهو مزارع كأبناء قريته ولم يكن عندنا في القرية شيخ معلم لذلك ذهبنا إلى القرية المجاورة لنا لنتعلم القرآن الكريم واللغة العربية بعد ذلك دخلنا المدارس الحكومية وقد دخلت مدرسة مقيبلة حتى وصلت إلى المرحلة الابتدائية ثم انتقلت إلى قرية اسمها اليامون وبها درس إلى السابع ابتدائي، بعد ذلك صارت نكبة فلسطين وبما انني اكبر ابناء والدي التحقت بالعمل مبكرا وكان في مستشفى الشفاء بجنين وكان عمري خمسة عشر عاما وهو في المدينة وهو عمل مع دراسة اي يدرس ويتعلم وانا بما انني راغب في هذه المهنة ولي رغبة للعمل الطبي والرعاية الصحية وكنت اداوم واقيم في المستشفى وهذا بعد نكبة فلسطين وقد مكثت خمس سنوات وانا متدرب واعمل في المستشفى وكل الحالات كنا نعالجها وكان الطب والعلاج ليس منتشرا ولم يكن في قضاء جنين إلا ثلاثة اطباء وكل القرى تتبع المستشفى وكنت اقبض راتبي بالجنيه الفلسطيني وهو عبارة عن مكافأة والمستشفى كان كبيرا عبارة عن ثلاثة ادوار.
الكويت
اخذنا نسمع عن الكويت من خلال جماعتنا، فالكويت اكثر بلد استقبل الفلسطينيين وساعدتهم واشفقت عليهم وفي ذلك كان يأتون تهريبا عن طريق العراق نسلك طريقا صحراويا والحكومة كانت تستقبلهم وانا انطلقت من فلسطين إلى عمان ثم بغداد ثم البصرة وبها كان الادلاء منتشرين من يريد الذهاب للكويت يأخذونه مقابل اجر مالي خمسة دنانير عراقية وكان صاحب الفندق اسمه احمد شاكر وهو الذي يأتي بالادلاء الذين يحملوننا إلى جبل سنام واللوري كان يحمل اكثر من سبعين شخصا ننزل ثم نمشي اتجاه الكويت وهناك اتفاق ما بين صاحب اللوري مع الهجانة العراقية التي سمحت لنا بالدخول والذهاب مشيا، والهجانة كانت قوتهم مكونة من الجمال حيث رأيناها منوخة، ذهب الدليل الذي معنا اليهم ثم قالوا نريد على كل واحد، ربع دينار دفعنا المبلغ المطلوب ثم مشينا مع الادلاء ليلا طوال الليل مشيا على الاقدام وبعد ظهور النهار قالوا لنا كل واحد يختبئ تحت شجرة من أشجار البر حتى لا ترانا الدوريات، فعلا الكل اختبئ تحت شجرة من الأشجار وبعد غياب الشمس واصلنا السير حتى وصلنا إلى شرق المطلاع وكانت رملية تغوص ارجلنا بها حتى أننا خلعنا الاحذية وحملناها بيدينا ثم واصلنا المسير، بعد وصولنا إلى الاثل القريب من المطلاع تجاه البحر اتت السيارات واخذنا نخرج كل ثلاثة مع بعضهم البعض يركبون السيارات المتوافرة وتذهب بهم إلى الكويت، والتجمع في المرقاب، والكويت كانت المرقاب والجبلة والشرق... السيارات كانت تكاسي.
الدروازة
الكويت كانت بلد امن وامان، الدروازة تغلق ليلا وتفتح بالصباح الباكر، نحن دخلنا في وقت الصبح ثم ذهبنا إلى جماعتنا في المرقاب اهل جنين وفرحوا بنا وقد سكنت معهم واقرب مسجد لنا عبدالله المبارك وبعد عدة ايام ذهبت إلى وزارة الصحة ورئيسة الهيئة التمريضية كانت فاطمة العريس (لبنانية) ومدير مستشفى الاميري بريئ انكليزي وعملوا لي اختبارا ووجدوني ممرضا وقالوا لي ان التعيين في شهر اربعة وقد اخذت فيزا وذهبت إلى البصرة ووقعتها من القنصلية البريطانية ودخلت بطريق مشروع قانوني ثم ذهبت إلى مستشفى الاميري وعملت به في الجناح الاول براتب مقداره مئة وخمسون روبية.
الممرض
وظيفة الممرض يخدم الطبيب والمريض ويعطي الدواء للمريض والغيارات كما يصف الطبيب اي مساعد للطبيب ... بعد الجناح الاول عملت بالجناح الرابع وهو فوق العيادات الخارجية التي من جهة البحر وهو في الدور الرابع وبجانب المستشفى الاميري سينما صيفية مكشوفة لا تعمل في الشتاء ... والجناح الاول كان جراحة اما الرابع فهو باطنية وبعد ثلاثة اشهر نقلوني بعدما عرفوا امكانياتي وعطائي الوظيفي إلى عشيش البلدية.
البلدية
وهي تبع العمال ومكانها اليوم منطقة الخالدية والشامية وكيفان وهناك قصر الشيخ سالم العلي الوحيد في المنطقة... وكان عند جسر كندادراي حاليا حتى قصر العديلية، كلها عشيش ومعي الدكتور علي الحديدي (سوري) والله يرحمه توفي وهو يقال له ابو صباح، له ابن استشاري في الاميري كان موجودا معي في مستوصف بلدية العديلية وكان يداوم معي صباحا اربع ساعات وبعد الظهر ساعتين، ولي سكن وعندي طباخ وهناك سيارة اسعاف تعمل في المستوصف، في الليل الذي يأتيني وحالته صعبة ارسله بالاسعاف إلى الاميري اما من كان يريد غيارا او دواء بسيطا اعطيه، وعشيش البلدية بها كثافة عالية كل الكويت كأنها ساكنة بها كل الجنسيات فيها وسائق الاسعاف موازي ابو قيطان والطباخ عراقي اسمه حنون ... والمستوصف عبارة عن اسبست الواح من الداخل وهناك سور اسلاك شائكة وهناك كهرباء اما اكثر الحالات فهي المغص وقد يأتي واحد مجروح ... من جملة الاشياء التي حدثت معي ان في ذات يوم جاءني سعودي راعي غنم وقد عضه ضب ويده متسممة وكان معه مرافق قلت للمرافق انه متسمم اخذته للدكتور علي الحديدي وقلت له ان هذا المريض متسمم فكتب له ابرة بنسلين الصبح والمغرب وقلت للمرافق لابد ان يأتي عندي يوميا وبعد اسبوع شافه الله بعد ذلك جاءني المرافق على وانيت احمر عليه سيفان ونخلة فسألت عنه فاذا هو خالد بن حثلين امير العجمان فصارت معرفة بيني وبينه حيث جاء بالمريض بعد فترة للاطمئنان عليه ... وقال لي اش رايك تذهب معي للسعودية قلت له في السعودية يضربون الذي يدخن والذي لا يصلي يضربونه... فقلت انا مرتاح وانا اسمع ان هناك ضربا للمدخن قال لي: انت سوف تكون عندنا في القصر في بيت عبدالعزيز بن سعود الكبير في الرياض فاعتذر منه وهو حقيقة لم يقصر معي حيث اكرمني ونحن كنا نسمي العطية في ذلك صوغة وصار بيني وبينه مراسلة إذا كان عنده احد يريد علاجا لان الكويت جوهرة الخليج متفوقة بكل شيء... وعند حلول عام 1957 اخذت اجازة وذهبت إلى فلسطين وهي اول زيارة لي بعد مجيئي للكويت وتزوجت هناك ورجعت بالطائرة وكان المطار بالمنصورية وانا سكنت في منطقة الشرق.
الفهد
عندما كنت اعمل في الجناح الرابع كان المسؤول عن وزارة الصحة هو الشيخ فهد السالم كان يأتي ساعة واحدة واثنتين من الليل ويتفقد المرضى والعمل واول مجيئه عندنا انا منعته من الدخول لان الزيارة ممنوعة في الليل وانا لم اكن أعرفه فقال أنا الشيخ فهد السالم فأخذني بيدي ومشيت معه في المستشفى ... وعندما كنت في البلدية كنت اخرج واعود من دروازة الشامية وقد ادركت ازالة سور الكويت سنة 1957 ... وقد اخذت سكنا (حوش) اجاره 150 روبية في الشرق قريب من البركة والمهرة هم الذين يأتون بالماء والحاجات موجودة، السمك ببلاش والاكل رخيص... امين مستوصف البلدية هو بدر خالد العمر.
القبلة
انتقل سكني في شارع فهد السالم وعملي في مستوصف القبلة وهو كان بين البيوت، ودوامي صباحاً وعصراً وامين المستوصف كان عبدالقادر الرشيد وقد مكثت في مستوصف القبلة إلى سنة 1967 ثم انتقلنا بعد هدمه وهو اول مجمع صحي في الكويت ... بعد ذلك ذهبت بعثة إلى سورية وعملت في المستشفى العسكري وكان رئيس البعثة محمود البوس ومكثنا اربعين يوما نحن تابعون للصحة في مستشفى مزة العسكري وذهابنا كان عبر الطيران إلى بغداد ثم سافرنا بطائرتين واحدة عليها الطاقم الطبي والاخرى المعدات الطبية ونزلنا في الاردن ثم دخلنا سورية مستقلين الطريق البري بحافلات وقد جاءنا حريق النابال قنابل النيبال التي سقطت على دمشق ... كان معي رئيس ممرضي شؤون الصحية واسمه زهدي الكرداس واجتمعت معه في البعثة وقد رأى اخلاصي وعملي وقال إذا رجعنا تأتي عندنا في الشرطة وبعد رجوعي جاءني نقل من دون ان اسأل عنه وقد قلت لفاطمة العريس رئيسة الهيئة التمريضية أنا لم اطلب نقلي ومرتاح بعملي بالقبلة قالت اذهب وإذا لم يكن العمل ملائما ارجع لنا ذهبت من سنة 1968 إلى بعد الغزو في قرطبة لكن عملت بالنويصيب والسالمي والعبدلي وكلية الشرطة وخفر السواحل التي كانت بالشويخ والصبية اخذت بها ستة عشر عاما وأنا ممرض، ففيه حالات كانت تأتي عندي حيث هناك مهربون يلقون القبض عليهم وقد يكونوا مجروجين وأهل الصلبوخ يأتون وهم مصابون فأنا أعالج الشرطة وغيرهم وعملي يومان وارتاح اربعة ايام... كان المريض الذي يأتي يريد مساعدة نقوم بها.
السيارة
سنة 1958 اشتريت اول سيارة انكليزية هيلمن والقيادة تعلمتها لوحدي ومن خلال الناس الذين اعرفهم.
المدة
عثمان الايوبي كان على خفر السواحل وصالح الشايجي معي في الصبية وعبيد عوض الراجحي... وانا ليلة الغزو كنت في الصبية كنت أدخل ليل الثلاثاء واخرج يوم الخميس صباحا، وكانت عندي مراجعة في وزارة العدل وقد اتصلت علي زوجتي وقالت انزل علينا ليلة بدري لان الخميس الدوام إلى الساعة الحادية عشرة وقد ظللت سهران إلى الساعة 12 وبعدها كلمت الضابط وقلت انا أريد أن انزل عندي شغل قال الله معك وكان هناك واحد اسمه صالح القحص يا أبا عصام ترخص لي لكي اذهب معك رجعت إلى الضابط وقلت يا ابا نايف اريد ان تسمح لصالح أن ينزل معي وهو ليس عليه زام قال ابا عصام سوف ينام والصبح يأتي البدل لنا قلت الدنيا ليلا وأخاف تعطل السيارة واذا كنا اثنين نسلي بعضنا وكان صالح عريفا، والله والذي جمعنا من غير ميعاد- منذ ان خرجنا من الصبية حتى بيت صالح في الجهراء كنت نتبادل الحديث واقول له يا بو محمد الله يكفينا شر هذه الليلة ونزلته ورحت لخيطان والساعة 6 الصبح دق التلفون واذا اخي يقول لا تزال نايم لم يأت في بالي الا والدتي قد جاءها شيء، فقال لي ذهبت إلى مستشفى الصباح ورجعني الجيش العراقي.
قرطبة
ذهبت إلى مستوصف قرطبة وكان به ملفات الداخلية وقدزالوا اللافتات من أعلى. وزملائي في الصبية ذهبوا اسرى وبعد الغزو داومت بقرطبة ثم الابعاد ثم السالمي وكان مدمرا وبعدها تقاعدت في شهر 10 سنة 1991.
الأولاد
الله رزقني ستة اولاد وبنتا وواحد من الاولاد توفاه الله وكلهم جامعيون بفضل الله ثم الكويت جعلتنا نعلمهم وبنتي متزوجة من دكتور وهي مقيمة في رام الله.
ومهر زوجتي كان 150 دينارا
الحج
أما الحج فلقد حججت ثلاث مرات اول مرة كانت سنة 1962 مع حملة الدويلة وبعدها اتيت بأم زوجتي ووالدتي سنة 1966 وقد توفت والدة زوجتي معي في الحج والثالثة مع حملة البناء وقد بعثتني الوزارة إلى بنغلاديش حيث كانت هناك فيضانات.
التطوع
سنة الغزو عملت مع الدكتور جمال يوسف الدعيج حيث عملنا في مركز قرطبة مستوصفا وكنت أقود سيارة واعمل ممرضا، كنت اخرج مع الدكتور جمال بالاسعاف ونذهب إلى مستشفيي الصباح ومبارك ونأتي بالادوية ونوزعها للمستوصفات ثم نذهب للمخبز الذي باليرموك ونحمل بالاسعاف خبزا ونوزعه لبعض العوائل واذكر اننا واجهنا زحاما في احد الشوارع فصعدت على الرصيف لكي اتفادى الزحام وكان معي الدكتور جمال الدعيج واحد ابنائي الصغار وعندما وصلت إلى نقطة التفتيش رفع الجندي العراقي السلاح بوجهي فجعلت ابني ينام ويتظاهر بالمرض وقلت للجندي معنا حالة خطرة، مريض يموت ففسح لي الطريق وقال لي الدكتور جمال الدعيج ماذا فعلت يا أبا عصام.
أزمة قاسم
خرجنا يوم أزمة قاسم وعملنا خيام مستشفى بعد منطقة المطلاع واذكر ازمة قاسم التي قتل فيها الضابط فهيد السهلي الله يرحمه.
البعثة
انا ذهبت في بعثة رئيسة رسمية إلى العراق يوم كنا نكافح مرض الكوليرا ومكثنا شهرين وسورية مرتين وبنغلاديش.
العوضي
الدكتور عبدالرحمن العوضي معروف ومن احبابنا وهو رئيس البعثة التي ذهبنا بها للعراق ونحن ذهبنا مدة اسبوعين لكن المدة طالت فرجع من كانت له اشغال في الكويت والدكتور العوضي انا الوحيد الذي لم يوافق على رجوعي وتبديلي، حيث ما المشكلة التي تريد ان تذهب لاجلها قلت له انا اريد ان ادخل اولادي المدارس قال: اولادك علي ادخالهم اذا رجعنا للكويت قلت خلاص ما دام قلت ان دخول اولادي عليك فلن اذهب والدكتور كان يرى عملي في البعثة انني كنت مخلصا و«دينمو الحركة» كلها والبعثة اشرف على مهامها... وبعد العودة ذهبت إلى مستشفى الصباح حيث عمل الدكتور عبدالرحمن العوضي وذهب معي لوزارة التربية وادخل اولادي في المدرسة بعدما تعطل دخلوهم، لقد دخل الدكتور العوضي على الوزير وجعله يتصل على التسجيل وفعلا التحقوا اولادي في المدارس في المدرسة القريبة من بيتنا.
النفس
الذي يحز في النفس انني بعد شهادات الشكر والخدمة الطويلة وكبر السن ان اكون عالة على اولادي كل سنة ادفع رسوم اقامة.
http://www.alraimedia.com/alrai/ArticlePrint.aspx?id=99251 (http://www.alraimedia.com/alrai/ArticlePrint.aspx?id=99251)
القلم
22-04-2009, 11:21 AM
مقابلة مع عبدالكريم الزهوري
عبدالكريم الزهوري: قرضت الشعر وأنا مازلت طالبا في الدراسة
إعداد : سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10427 - 18/01/2008
ضيفنا اليوم عبدالكريم الزهوري يحدثنا عن مسيرته التعليمية التي بدأت معه وهو طفل صغير عند شيخ قرية القصير التي تطل على نهر العاصي فيسهب لنا بالحديث عن تلك المرحلة فبذكرها محطة محطة حتى نصل معه إلى قمة الهرم التعليمي المتمثل بالجامعة ثم ينقلنا بالحديث إلى عمله في سلك التعليم والمدارس التي نشر بها ذلك العلم حتى كانت الكويت هي ومدارسها منبرا له ولعلمه الذي كان يتناول اللغة العربية وعلومها ثم ننحى معه منحى آخر الا وهو قصته مع الشعر متى بدأت معه احاديث متنوعة وذكريات لها عمق علمي نقضيها مع عبدالكريم الزهوري
فلنترك له ذلك:
كانت ولادتي في مدينة القصير وهي تابعة لحمص بينها ثلاثون كيلو جهة الجنوب ويخترقها نهر العاصي الذي ينبع من الاراضي اللبنانية فيمر في مدينتنا إلى بحيرة قطينة بعدها يدخل مدينة حمص ومنها إلى حماة ثم سهل الغاب شمال سورية ثم تركيا في مدينة انطاكيا ثم يكون نهايته ومصبه البحر الابيض المتوسط، والنهر سمي عاصيا لأن طبيعة مجراه من الجنوب إلى الشمال عكس طبيعة الانهار في سورية التي تأتي من الشمال إلى الجنوب والنهر هذا لا يزال جاريا ترتوي منه مدينتا حمص وحماه وخمس واربعون قرية تابعة لهما ونحن اهل مدينة القصير مهنتنا الاساسية الزراعة والفلاحة فعندنا بساتين زراعية نزرع بها التفاح والمشمش وفواكه كثيرة لكن اهم منتوج لنا هو التفاح.
الدراسة
والدي رحمه الله كان رجلا مزارعا اميا ودراستي بدأت سيرتها عند الشيخ محمد حسن خلف وهو شيخ في قريتنا في الحي الغربي حضرت عنده وعمري اربع سنوات على فترتين صباحية ومسائية والاجر الذي كان يأخذه علي وزملائي الذين كانوا يدرسون عنده هو رغيف خبز من كل دارس اما يوم الخميس فما تيسر من النقود حتى انني اذكر ان كانت عنده عصا يضربنا بها اذا تأخرنا او لم نحفظ شيئا من الواجب وكان الذي يتم منا حفظ القرآن يعمل له احتفالا بأن يربط على كتفه اليسرى وشاحا وهو قماش جديد ويذهب مع زملائه ويتجولون بالشوارع منشدين الاشعار والاناشيد حتى يصلوا إلى منزله فتستقبلهم النساء بالزغاريد وتوزيع الحلوى على الصغار والكبار فأتممت عند ذلك الشيخ حفظ القرآن كاملا ثم التحقت بعده بمدرسة نظامية طاقم تعليمها معلمات وكن يأتين من مدينة حمص وهذه المدرسة النظامية هي للمرحلة الابتدائية وكان ذلك في العام 1954 وهي المدرسة الوحيدة في مدينة القصير وكانت مختلطة حيث ان الصفين الاول والثاني يتولى تدريسهما المدرسات والمواد التي كنا ندرسها كانت مادة الحساب والانشاء وتعليم القراءة والكتابة والعلوم والدين وهناك مادة يقال لها الزراعة ثم انتقلنا للصف الثالث في المدرسة الريفية وهي مدرسة فيها حديقة كبيرة وتدرس فيها المواد الزراعية وكان يديرها الاستاذ غالب راضي رحمه الله وكان هو المعلم الوحيد فيها ثم انضم اليه نخبة من المعلمين من مدينة القصير الذين نالوا شهادة الاعدادية فأخذوا يدرسون بموجبها منهم الاستاذ محمد مصطفى وعبدالرحمن الكنج ومحمد علي ادريس وقد سميت المدرسة اخيرا باسم مؤسسها الاستاذ غالب راضي حيث هو الذي بدأ بمفرده فيها ثم اصبح لديه مجموعة من المدرسين والمدرسة حين درسنا فيها درسنا المواد نفسها التي درسناها في المرحلة الابتدائية ولكن بتوسع اكثر وقضينا بها ست سنوات فأتممنا بها المرحلة الابتدائية ثم اسست مدرسة للاعدادية في مدينتنا فانتقلنا بها في الصف السابع والثامن والتاسع ودرسنا بها اللغة الانكليزية ومواد الرياضيات التي تنقسم إلى الجبر والمثلثات والحساب.
المعلمون
وبعدها انتقلت إلى مدينة حمص فالتحقت بدار المعلمين هناك فالمعلم وظائفه متوافرة ويعين بالدولة فور تخرجه ويكون له راتب شهري ولم يكن دار المعلمين في ذلك الوقت يقبل بالالتحاق به الا الطلبة المتفوقين لذلك كان لي نصيب بالالتحاق به والدراسة به مدتها اربع سنوات وندرس فيه علم النفس وعلم التربية ومادة الفلسفة ومواد طرق التدريس والمعهد بطبيعته ذو تخصصات منها الشعبة العامة والشعبة الزراعية والشعبة الفنية وكنت انا ضمن الشعبة العامة التي يتناول خريجها تدريس المواد العربية والحساب والعلوم وانا ميولي ورغبتي منذ الصغر في اللغة العربية ولقد مارست التدريب على التدريس وانا طالب في معهد المعلمين لذا عند تخرجي كنت قد اسست للتدريس والتعليم.
العمل
في العام 1969 كان اول تعيين لي بمدرسة طلحة بن عبيد الله التيمي في مدينة دمشق فدرست بها عامين كاملين ثم تم تعييني مديرا بها ثلاث سنوات متتالية ويعود اختياري مديرا لها للتفوق الذي حزت عليه اثناء عملي بها مدرسا اثناء دراستي يوم كنت في معهد المعلمين حصلت على الثانوية العامة دراسة حرة - منازل - فالتحقت بجامعة دمشق كلية الآداب قسم اللغة العربية العام 69 - 70 لذا كان عملي في دمشق مدرسا ومديرا في آن واحد يصحبه دراستي الجامعية في جامعة دمشق وقد تخرجت فيها اثناء عملي بدمشق واثناء ذلك اصبحت المدرسة التي ادرس فيها ابتدائية ومتوسطة في آن واحد حيث احدثوا صفوفا لهذه المرحلة بها.
النقل
انتقلت بعد ذلك إلى مدينتي القصير بضعة أشهر مدرسا للغة العربية بعدها انتقلت إلى منطقة دير الزور ومكثت بها عاما واحدا وقد حان بعدها وقت التحاقي بخدمة العلم فكنت به ضابطا للاستطلاع مدة عامين وبعدها رجعت إلى مدينتي القصير مديرا لمدرسة دمينة الاعدادية.
الكويت
كانت عندي رغبة وشوق للمجيء لدولة الكويت وذلك لسمعتها الطيبة وتوافر مجال العمل بها وقد سبقني اليها من بلدنا الاستاذ حسين قوجه رحمه الله حيث كان مدرسا للعلوم الشرعية في ثانوية ابو حليفة وقد اخبرني بنفسه انه عاصر مجيء الشيخ احمد الدبوس لهذه الثانوية مدرسا حديثا قبل ذهابه إلى المعهد الديني. وعند مجيئي للكويت كانت معي زوجتي وابنائي فأنا اصبحت مدرسا في ثانوية حطين للجالية السورية وكانت في ميدان حولي مقابل مدرسة جرير المتوسطة اما زوجتي ورفيقة دربي فقد عملت مدرسة في مدرسة اليعروبية للجالية السورية بنات.
حطين
مكثت في مدرسة حطين عامين ثم عينت مديرا مساعدا لها مع عدم وجود مدير لها وكان في ذلك الوقت الدكتور عيسى درويش سفيرا لسورية في الكويت وكان عدنان مصطفى رئيسا لصندوق منظمة الاوابك في الكويت وكذلك رئيسا لمجلس ادارة مدارس الجالية السورية.
المعهد
انتهت اعارتي فتعاقدت مع وزارة التربية في الكويت ودرست في المعهد الديني في منطقة الفحيحيل وكان الشيخ احمد الدبوس حفظه الله وكيلا ولم يكن هناك مديرا ثم جاء يوسف الحجي مديرا للمعهد بعدها تنقلت بين مدارس عدة منها عبدالرحمن الدعيج في منطقة الصباحية والرميثية المتوسطة وعبدالرحمن الوقيان في صباح السالم ثم عدت للمعهد الديني بعد تحرير الكويت وبه ترقيت رئيسا لقسم اللغة العربية وتم اختياري مدرسا مثاليا للعام 1998 وبعدها انتقلت إلى منطقة العاصمة التعليمية في ثانوية عبدالله العتيبي وانا بها إلى الآن.
الشعر
سيرتي الشعرية بدأت وأنا طالب فاشتركت في مناسبات وطنية متعددة وكنت احتفظ بكل قصائدي التي نظمتها وانا طالب وحين احتلال الكويت فقدتها ولم يبق إلا ما كان مخزونا في الذاكرة او ما قمت بنشره سواء بالصحف السورية او عندنا في الكويت ومنها جريدة نشرتها في جريدة «القبس» وجهتها للشاب الكويتي بعنوان غامر من مطلعها.
طاول الشمس وغامر
ساميا فوق الصغائر
لا تنس للبغي انجال
وحطم كل قادر
إلى ان قلت
يا كويت العرب عيشي
وليعش للشعب جابر
وليعش سعدا ليبني
للعلا احلى المآثر
ان هذين البيتين قد كتبتهما على لافتات وحملت في احتفال الجالية العربية السورية بعيد الكويت الوطني العام 1988.
مشاركات
اشتركت في مسابقات شعرية كثيرة منها مسابقة مكتب الشهيد ونلت كتاب شكر وجائزة حيث انني كنت من العشرة الاوائل الذين فازوا بالمسابقة واشتركت في مسابقة نظمتها جمعية المعلمين عن الأمة الإسلامية فحزت بها المركز الثالث بقصيدة عنوانها «ام الخير» وشاركت في احتفالات الكويت ومسابقاتها الوطنية بقصائد كثيرة منها قصيدة بعنوان كثبان رملك وقد اقيم هذا الاحتفال في ثانوية عبدالله عيسى وكان من اجل مهرجان النفط وكان برعاية الشيخ طلال الخالد الصباح الذي قدمت له نسخة ونسخة اخرى من القصيدة للشيخ احمد الفهد الصباح وكان وزيرا للنفط.
المطوية
اصدرت مطوية تحت عنوان مجلة البيان حين نظمت مدرستنا احتفالا وقد نشرت في هذه المطوية قصائد لي في مناسبات مختلفة منها اسبوع تعميق ولاء للوطن قصيدة بعنوان حب الوطن وقصيدة للمعلم حين الاحتفال باليوم العالمي لتكريم المعلم.
الديوان
الآن اجمع قصائدي الكثيرة في ثلاث مجموعات المجموعة الاولى تحت مسمى الوسام وهي القصائد التي نظمتها في الكويت والمواقف الوطنية العامة والمجموعة الثانية تحت مسمى وهج الحروف وهي القصائد التي قيلت في المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني والمجموعة الثالثة تحت مسمى هزيم الحروف وهي القصائد التي قيلت في مناسبات الفرح والوداع والحكمة.
أجيال
طلابي اصبحوا اليوم في الحياة العملية ضباطا في الجيش والداخلية وقضاة ومنهم من يعمل في النيابة والتقي معهم في كثير من الاحيان في المناسبات العامة والافراح والاتراح وهم يتعرفون علي ويقدمون لي الاحترام والتقدير وانا افتخر بهم واعتز فقد كنت صديقا لهم ولست مدرسا فقط فلذلك العلاقة قوية ووطيدة بيني وبينهم وخلال عملي في الكويت غرست فيها محبة منحتني اصدقاء اوفياء منهم مهنا الشمري وعبدالعزيز المتروك بالاضافة اني اتخذت من زملائي في العمل وعلى رأسهم مدير المعهد الديني يوسف الحجي ابو عبدالله - حفظه الله - وهو لا يزال صديقا عزيزا واخا كريما والاستاذ حمد الطويل وكثير من الاصدقاء.
ثانوية
حقيقة اشكر ادارة ثانوية عبدالله العتيبي على حسن ادارتها ممثلة في مديرها الاستاذ صالح العبدالله الذي يتمتع بحزم من غير شدة ولين من غير ضعف وهو اب للجميع متميز بإدارته لذلك فإن المدرسة متميزة في منطقتها العاصمة.
الحميدان
بدر نجم الحميدان من الاخوة الاعزاء الذين لا تزال مودتهم تغمر قلبي ولا يزال التواصل معهم بشكل دائم ووالده الحاج نجم الحميدان الذي قدم مساعدة عظيمة لبناء مسجد حمزة بن عبدالمطلب في مدينة القصير فجزاه الله خيرا وكذلك من الاصدقاء الاعزاء ابو عبدالله حمد الدريع وناصر الجمران.
مناسبة
تخرج احد ابنائي الطلبة ضابطا في الشرطة وهو علي بداح العجمي شقيق الأخ شافي والدكتور عبدالله بداح العجمي فجئتهم مهنئا بهذه الابيات:
هاقد اتيتك يا علي مهنئا
بعلو منزلة وعز مكان
حظيت بعلياك الرفيعة نجمة
كل النجوم لمثل ذاك روان
لا غرو وان ما تكتنفك شمائل
فقطافها في دوحة العجمان
اني لأرجو ان اراك وقد علا
كتفيك فخرا ذانك السيفان
الزواج
زواجي كان في مدينة القصير بمدرسة نفس تخصصي لغة عربية ولي منها خمسة اولاد وحين اتيت الكويت كان ابني فادي عمره اربع سنوات وفادية سنتين وبعدها رزقت بولدين وبنت.
اليوم فادي بحمد الله حصل على شهادة الهندسة - كمبيوتر - من جامعة حلب والماجستير دراسات عليا من جامعة الكويت وهو الآن يعمل رئيسا لقسم الحاسوب في وزارة التربية وفادية درست الهندسة الغذائية في حمص ثم عملت في شركة بترا مراقبة للجودة ولا تزال، اما بشير ومنير توأمان حصلا على الشهادة الثانوية من الكويت ثم درسا في اوكرانيا فبشير تخصص صيدلي وتخرج العام الفائت ومنير لا يزال في جامعة اوديسا يمارس التخصص في علم الطب بعدما نال شهادة طب في نفس الجامعة وبشيرة وهي اصغر الابناء قد تخرجت في كلية الهندسة الكهربائية من الكويت ثم تابعت دراستها العليا ولا تزال.
التوصيف
اشتركت في لجنة توصيف ومسح مناهج اللغة العربية في المعهد الديني.
صحافة
لا شك ان الكويت بها صحافة حرة يشهد لها القاصي والداني.
يكفيك فخرا ان فيك صحافة
بيضاء مثل الشمس في الاصباح
اقلامها لغة الحجي ومدادها
مهج شغفن بروعة الافصاح
ان شخصت عللا فذلك رقية
وان استعارت مبضع الجراح
كثبان رملك درّ
كثبان رملك درنا يا دار
الخير من دارتها فوار
كثبان رملك كم تلظى وهجها
فنما برغم هجيرها الاصرار
اهلوك قد نسجوا الهجير مشاعلا
فتلألأت فوق الدجى الاقمار
اذ حولوا شظف الحياة عزائما
يغضي لحسن مضائها البتار
الكادحون بكل عصر امة
ميراثهم في الحالكات منار
هلا رأيت العتيات زوابعا
يختال في هوجائها البحار
هلا سألت البيد عن عرق الجباه
وعن شراع الحب يا محار
حتى اذا شاء الاله لحكمة
سأل السنا من جوفها والغار
ذهب تدفق من رمالك اسود
قد غار من اغرائه النوار
ارأيت حبات الرمال شوامخا
تزهو وتضحك حولها الازهار
نفط جرى متلألئا متبرجا
سكرت على رقصاته الابصار
فالنفط والامل العظيم تعانقا
فجثا على اعتابه الدولار
فغدا مساؤك يا كويت مناذرا
يهفو إلى حلقاتها السمار
وصباحك الميمون اشرق زاهرا
وبنوك في اذكائه الابرار
ابناؤك الاحرار هذا دأبهم
فلهم بكل فضيلة مقدار
نشروا على صدر البلاد قلائدا
حباتهن الحب والايثار
هذي الكويت وقد تواصل خيرها
فتعطرت بأريجه الامطار
رضعت لبان المجد يافعة له
في مسمع الدنيا صدى دوار
هذي الكويت وقد تسامت عزة
ربانها امراؤها الاخيار
قادوا السفينة مهتدين وهمهم
بر الامان يزينهم ابصار
ساسوا البلاد بحكمة اكبر بهم
يا مجد عزا انهم احرار
في كل ناحية لهم من غرسهم
غيث هم او دوحة معطار
مدوا ايادي الخير ماضنوا بها
فالخير فيها اخضر مدرارا
اقلامنا بقلوبنا مغموسة
تلد القوافي سكبهن نضار
تفد الحروف نضيدة مأسورة
فتصاغ من لبناتها الاشعار
تهدي إلى الامجاد كي تحيا بها
طول المدى تزهو بها الاسفار
هذي القصائد درها وعقيقها
عقد زها في معصميك سوار
فتقلديها يا كويت روائعا
حللا نسيج وشاحها الاكبار
صان الإله مقام عزك دائما
ما غاب ليل واستجد نهار
سبحان ربي مبدعا متفضلا
فله بكل خليقة اسرار
http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=20481 (http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=20481)
القلم
22-04-2009, 11:32 AM
مقابلة مع عبود الدغيل
عبود الدغيل: كنت نجارا في معرض الشعب سنة 1958 صرف لي راتب مقداره عشرون روبية
سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10693 - 10/10/2008
ضيفنا اليوم احد الذين ادركوا الكويت وهي يغلب على العمار والبناء فيها البيوت العربية ذات طابق واحد وفرجان ضيقة والجدران المتلاصقة والطرق الرملية التي ليس فيها تعبير عبود الدقيل وصل للكويت في عقد الخمسينات من القرن المنصرم يحدثنا عن عمله في اليوم وكيف اصبح نجارا فيما بعد ثم تحوله إلى وزارة التربية احاديث متنوعة باختلاف مواضيعها يتخللها الحديث عن بلده الحامي من ديار حضر موت
فلنترك له ذلك:
بلدي الحامي احدى قرى بلاد حضر موت باليمن ذات صبغة زراعية وبحرية فأهلها كانوا يعملون بالزراعة وبصيد السمك حيث يجفف ذلك الصيد ويجلب للخارج فلها اتصال بالدول المجاورة اما الاعتماد على المياه فكان عن طريق العيون التي تنبع من اعلى الجبال فتصل للمزارع وهذه المياه كانت على انواع كثيرة فمنها الحار الكبريتي ومنها الحار الجاف والبارد وهو متوافر على طول العام واليوم اصبح يصل للبيوت... اما الدراسة فلم يكن لي منها نصيب حيث لم اتعلم ولا ادرس عملت مع والدي في عمله مبكرا فوالدي كان بناء محترفا بنى وشيد كثيرا من البيوت وكان عمله باليومية اشتغل عندنا في بلدنا الحامي واستمر سنين طويلة وانا كنت معه اتناول تكسير الصخور يبدأ عملنا من الصباح الباكر حتى الظهر ثم نستريح ونعود وقت العصر حتى المغرب وعند حلول المساء ذهب إلى بيوتنا ولم يقتصر عمل والدي على قريتنا الحامي بل ذهب إلى السواحل الصومالية جيبوتي وزعله ووبربرة وعمل فيها بالبناء فنحن اهل اليمن لنا ارتباط بحري بتلك الدول والسفن تذهب وتعود ومن ضمن عمل والدي بناء مسجد كبير وذي منارة عالية جعل في اعلى تلك المنارة سراج يضيء لأصحاب السفن حتى يستدل على ميناء من تلك الشعلة التي في سراج في اعلى منارة المسجد فلم تكن الوسائل كما هي اليوم فحين نشاهد السفن في الليل المظلم ذلك الضوء يعلمون انهم قربوا من سواحل بربرة.
الكويت
الكويت بلد الخير أخذ يطرق اسمها سمعي وانا في بلدي الحامي حيث ان الناس اخذوا يذهبون لها عن طريق البحر كلما جاء من سافر اليها من جماعتنا واهل بلدنا ذهبنا نسلم عليه وهو بدوره يحدثنا عن الكويت وان الاعمال بها متوافرة واهلها طيبون فقررت ان اسافر لها وقد سبقني اليها اخي الذي يكبرني بالعمر وكما هو معلوم ليس هناك طريق ووسيلة الا البحر والسفن الشراعية التي تذهب وتعود والمسافة كانت بالايام والاسابيع... ركبت احدى تلك السفن وكانت للنوخذة ابن سيفان من اهل الخليج ودفعت له 15 شلنا وابحرنا حتى وصلنا خور فكان ثم منطقة دبي حيث نزلنا فيها ولم يكن بها بيوت ولا اعمار الا مقهى صغير به اربعة رجال وامامهم طاولة عليها جوازات متناثرة جواز عماني وخليجي وجواز المهرة قلت انا اريد جواز مهري فدفعت 10 شلن فنحن قد خرجنا من بلدنا من دون جوازات البعض اخذ جوازا عمانيا وقد استفاد منه عندما تغيرت الأمور والأحوال اما انا فالجواز المهري كان من نصيبي فركبنا ذلك المركب الذي كنا فيه ووضع النوخذة صورا لنا على تلك الجوازات وواصلنا رحلتنا للكويت التي قطعت تلك المسافة 15 يوما السماء فوقنا والبحر تحتنا حتى وصلنا إلى الكويت عند النقعة التي مقابل قصر السيف.
كان في استقبالي اخي الذي وصل قبل مني وهو يعمل في مطار الكويت القديم الذي كان في منطقة النزهة اصطحبني معه حيث يسكن في المرقاب بالقرب من مسجد الحمد، وعند الصباح ذهبت مع احد جماعتنا يعمل عند علي عبدالوهاب المطوع ابو بدر فله معارض عدة للاثاث وانا عملت معه يوم افتتح معرض الشعب في منطقة الشرق قابلت العم علي المطوع في مكتبه في المباركية ووافق على التحاقي بالعمل عنده فكنت في معرض الشعب عاملا في ذلك المعرض اغلق المعرض واقوم بفتح ابوابه في الصباح وهناك حارس يمني للمعرض لكن مفاتيح الاغلاق وفتح المحل في الصباح كانت معي وانا المسؤول عن ذلك، معرض الشعب كان عند الدروازة يباع فيه الاجهزة الكهربائية والمكاتب وغرف النوم والثلاجات والغسالات ومواعيد العمل فيه من الساعة السابعة حتى الساعة الواحدة بعد الظهر ثم يغلق وبعد صلاة العصر يفتح المعرض مرة ثانية حتى المساء ثم نغلق المعرض اما راتبي فكان عشرين روبية كل رأس شهر والسكن كان في المعرض نفسه من الجهة التي خلفه ويوم الجمعة نغلق المعرض والزبائن كانوا كثيرين والمسؤول عنا كان أخ فلسطينيا غزاويا، وقد عاملني من كان في المعرض بكل احترام.
النجار
كنت عاملا في معرض الشعب عند الدروازة في الشرق لكن من خلال عملي كنت انظر واشاهد العمال المسؤولين عن فك وتركيب غرف النوم فتعلمت منهم ذلك العمل فتحول عملي من عامل داخل المعرض الى نجار افك واركب غرف النوم والراتب كما هو لكن هناك اكرامية من الزبائن، واصبح عملي خارج المعرض أخذ العنوان مع السواقين وكانوا يمنيين ونذهب إلى البيوت التي اشترت غرف نوم وانا اقوم بتجهيز وفك وتركيب تلك الغرف وكنا نذهب إلى جميع المناطق في الكويت ولم نخل بعنوان او يفقد الزبون اي قطعة وكل من دخلنا بيته احترمنا وعاملنا بلطف واكرمنا غاية اكرام حتى انني تعرف على احد الزبائن وكان يعمل بالمرور وقلت له عندي فحص قيادة فقام وتوسط لي ونجحت واشتريت سيارة أبل.
الاستقالة
بعد تحول العملة الكويتية من الروبية إلى الدينار كان الراتب هو لم يغير والاجازة مسموح بها تسافر متى تعود تلتحق بالوظيفة لذلك بعد 15 سنة من عملي في معرض الشعب استقلت من العمل وذهبت إلى التربية وعملت مراسلا براتب شهري 250 دينارا وبعد العصر عملت بنفس عملي السابق معرض الشعب نجارا.
التربية
انا لا اقرأ ولا اكتب لذا كان عملي مراسلا في التربية وكنت في مكتب الدكتور رشيد الحمد فهو كان موجها عاما للعلوم واستمررت معه حتى وقت الغزو بعدها ذهبت إلى اليمن وجلست بها حتى العام 1994 ولم تغب الكويت عن عيني وعقلي لحظة حتى جاء ذلك اليوم الذي اتصلت بالدكتور رشيد الحمد جزاه الله خيرا فهو صاحب فضل كبير علي ورجل قليل ان تجد مثله بالطيبة والاخلاق والاحسان، اتصلت عليه وبعدما استخرجت جوازا صوماليا رجعت إلى بلدي الثاني الكويت التي لم تغب لحظة عن عقلي وقلبي فرجعت وعملت بالتربية مرة اخرى وكان مقر عملي في المركز العربي للبحوث والدراسات سائقا والسكن في المركز نفسه.
الزواج
زواجي كان في اليمن والمهر كان 300 شلن وقد جاءت زوجتي للكويت لكن قبلها كان ابني مبارك مرض فجئت به للكويت حيث تعالج وشفى ودرس في مدارس الكويت ولي من الأبناء ثلاثة والبنات اثنتان.
الماء
عندما جئت للكويت كان السور عليها وله بوابات وليس هناك بيوت وعمارات كما هو اليوم والماء كان ينقل على عربات من البرك ويدفع للبيوت وكلما افرغ الماء في خزانات البيوت وضع خط على الجدار علامة على ان هذا البيت قد وصله ماء وعليه حساب وانا كنت ارى ذلك بنفس يوم كنا في المرقاب.
الصدقة
العم علي عبدالوهاب المطوع ابو بدر كان صاحب اياد بيضاء وله من الصدقات والزكوات الكثير وكنت ارى ذلك يوم كنت اعمل عنده في معرض الشعب، حتى انه كان يدفع للموظفين اليمنيين الذين لم يأتوا للكويت معاشا شهريا بعد الغزو ويرسل لهم راتبا ومعاشا وانا كنت منهم.
الاحتفال
كان في السبعينات في الكويت احتفالات واعياد وقد قال لنا وكيل وزارة الاعلام صالح شهاب انه يريد فرقة يمنية تمثل الفلكلور اليمني من ألعاب شعبية وأغان شعبية وكنت انا من المشاركين في ذلك الاحتفال.
http://www.alraimedia.com/alrai/ArticlePrint.aspx?id=84156
ولدالشامي
01-07-2009, 02:36 PM
[quote=الأديب;11272]( جريدة الراي)
كانت ولادتي في جنين قضاء نابلس
مصطفى محمود أبو دقر: عملت ممرضا في المستشفى الأميري سنة 1954ومعي الدكتور علي الحديدي (سوري)
تنويه : ( الدكتور يحيي الحديدي وليس علي الحديدي )
والله يرحمه توفي وهو يقال له ابو صباح
وقد جاءنا حريق النابال قنابل النيبال التي سقطت على دمشق
تنويه : (قنابل النابالم وليس النابال او النيبال )
مقابله شيقه تنبش ذكريات الماضي الجميل للكويت . شكرا لمجهوداتكم .
بن شمّوه
20-09-2010, 09:42 PM
السلام عليكم أحبتي في منتدى تاريخ الكويت
أضيف لكم هذا اللقاء والذي أجراه الأستاذ/ "منصور الهاجري"
"بوطلال" والذي دائماً يتحفنا بقصص الماضي الجميل والعبق الأصيل.
السفير البريطاني لدى الكويت "أرون" ووالدته "شيله"
وإليكم الحوار الشيّق.....
http://kuwait-history.net/vb/up/uploads/28500788220100920.jpg
Page 1
«ﻣــﻦ اﳌﺎﺿﻲ» ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻀﻴﺌﺔ ﻣﺸــﺮﻗﺔ ﻧﻔﺘﺤﻬﺎ ﻣﻌﻜﻢ ﻳﻮم اﻟﺴــﺒﺖ ﻣﻦ
ﻛﻞ أﺳــﺒﻮع ﻧﻮﺛﻘﻬﺎ ﻟﻜﻢﺑﺸــﻬﺎدات وأﺳــﺮار وذﻛﺮﻳﺎت ﻛﻮﻳﺖ اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻊ
رﺟﺎﻻﺗﻬــﺎ اﻷواﺋﻞ اﻟﺬﻳﻦﻋﺎﺷــﻮا اﻟﻔﺘﺮﺗﲔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻔــﻂ وﻣﺎ ﺑﻌﺪه. ﻧﺤﺎول
ﻛﻞ أﺳــﺒﻮع أن ﻧﻌﻴــﺪ رﺳــﻢ ﻛﻮﻳــﺖ اﳌﺎﺿﻲ ﻣــﻊ ﺿﻴﻮﻓﻨﺎ وﻧﺴــﺒﺮ أﻏﻮار
ذاﻛﺮﺗﻬﻢ اﳌﻤﻠــﻮءة ﺑﻌﺒﻖ اﳌﺎﺿﻲ واﻟﺰﻣﻦ اﳉﻤﻴﻞ. ﺻﻔﺤﺎت «ﻣﻦ اﳌﺎﺿﻲ»
ﻟﻴﺴــﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺔﻹﻋﺎدة ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺰﻣﻦ اﳉﻤﻴﻞ ﺑﺄﻟﺴــﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﺷــﻮا
ذاك اﻟﺰﻣــﺎن واﻟﺬﻳﻦﻳــﺮددون دوﻣﺎ «ﻋﺘﻴﺞ اﻟﺼﻮف وﻻ ﺟﺪﻳﺪ اﻟﺒﺮﻳﺴــﻢ».
ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ اﳌﺎﺿﻲ
وإرﺳﺎل اﻟﺴﻴﺮ اﻟﺬاﺗﻴﺔﻟﻠﺮاﻏﺒﲔ ﻓﻲ اﳌﺸﺎرﻛﺔ.
اﻟﺒﺮﻳﺪ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ jeplowy@alanba.com.kw
إﻋﺪاد: ﻣﻨﺼﻮر اﻟﻬﺎﺟﺮي
اﻟﺴﺒﺖ
٢٨ ﻣﺎرس ٢٠٠٩
12
اﻟﺴـﻔﻴﺮ ﻣﺎﻳـﻜﻞ أرون درس ﻓـﻲ روﺿـﺔ اﻟﺸـﻮﻳﺦ اﻟﺨﺎﺻـﺔ وﺣﺼـﻞ ﻋﻠـﻰ ﺟﺎﺋـﺰة ﺳـﻠّﻤﻬﺎ ﻟـﻪ أﺣـﺪ اﻟﺸـﻴﻮخ
ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ ورأﻳﺖ اﻟﺸـﻤﺲ ﻣﺸـﺮﻗﺔ وﺷـﺎﻫﺪت اﻻﺑﺘﺴـﺎﻣﺔ ﻋﻠـﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻮﺟﻮه ﺷـﻌﺮت ﺑﺎﻟﺒﻬﺠﺔ
ﻗﺎﻟﺖ واﻟﺪة اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺷﻴﻠﺔ
أرون: اﻧﻬﺎ ﻏﺎدت اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﺎم ١٩٦٤ واﻧﻬﺎ
ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺗﺰورﻫﺎ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت اﳉﻤﻴﻠﺔ
اﻟﺘﻲ ﲢﻤﻠﻬﺎ ﻟﻠﻜﻮﻳﺖ واﻫﻠﻬﺎ.
واﺷﺎرت اﻟﻰ ان ﻣﻦ ﺿﻤﻦﻫﺬه اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت
وﻻدة اﺑﻨﻬﺎ اﻟﺴﻔﻴﺮ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﻻﻣﻴﺮي
وذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ١٩٥٩.
ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت
أم اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻟﺪى اﻟﻜﻮﻳﺖ وُﻟﺪت ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﺎﻣﺸﻴﺮﻋﺎم ١٩٢٠
ﺷﻴﻠﺔ أرون: ﺣﻀﺮت ﻣﻊ زوﺟﻲ إﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﺎم ١٩٥٢
وأﻧﺠﺒﺖ اﻟﺴﻔﻴﺮ أرون ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ اﻷﻣﻴﺮي ﻋﺎم ١٩٥٩
ﻣﺎ ﺑﲔ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﻀﺒﺎب ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﺣﻴﺚ اﳉﻮ اﻟﺒﺎرد واﻟﺸﻤﺲ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﺎد
ﺗﻈﻬﺮ واﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔﻋﺎﺷــﺖ ﺿﻴﻔﺘﻨﺎ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺜﺮﻳﺔ ﺑﺎﶈﻄﺎت واﳌﻮاﻗﻒ،
ﻋﺎﺷــﺖ ﺣﻴﺎة اﻟﻜﻔﺎح ﻣﻊ أﺳــﺮﺗﻬﺎ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻨﺬ ان وﻟﺪت ﻋﺎم ١٩٢٠ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﻫﺎﻣﺸــﻴﺮ ﺑﺠﻨﻮب اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة ﺛﻢ اﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ اﻟﻰﺷــﻤﺎل اﳒﻠﺘﺮا ودراﺳﺘﻬﺎ
اﻟــﻰ ان ﺗﻄﻮﻋﺖ ﻟﻠﻌﻤﻞﻣﻊ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ أﺛﻨﺎء اﳊﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
وﺗﻌﺮﻓــﺖ ﺧﻼل ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻋﻠــﻰ زوﺟﻬﺎ اﻟﺬي راﻓﻘﺘــﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻜﺎن
ﻗﺪوﻣﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ.
إﻧﻬﺎ واﻟﺪة اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻟﺪى اﻟﺒﻼد اﻟﺴﻴﺪة ﺷﻴﻠﺔ ارون،
اﻟﺘﻲ ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺑﺪاﻳﺔ ﻗﺪوﻣﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﺪﻳﺮة وﺷــﻌﻮرﻫﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮح
واﻟﺴﻌﺎدة ﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺸﻤﺲ اﳌﺸﺮﻗﺔ وﻣﺸﺎﻫﺪة اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔﺗﻌﻠﻮ
وﺟﻮه ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس وﺗﺮﺣﻴﺒﻬﻢ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﻬﺎ.
ﻧﺘﺤــﺪث ﻋﻦ ﺑﺪاﻳﺔﻗﺪوﻣﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﺎم ١٩٥٢ وﻋﻤﻞ
زوﺟﻬــﺎ ﻓﻲ اﻟﺴــﻔﺎرة اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ واﻧﻀﻤﺎﻣﻬــﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ
ارﺷــﻴﻒ اﻟﺴــﻔﺎرة واﻟﺮﺣﻼت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﻟﺒﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﻘــﻮم ﺑﻬﺎ ﻣــﻊ ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﺴــﻔﺎرة وﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ ﻓﻜﺎﻧــﻮا ﺟﻤﻴﻌﺎ
ﻳﺸــﻌﺮون ﺑﺎﻟﺴــﻌﺎدة واﻟﻔــﺮح دون ان ﻳﺘﻌــﺮض اي ﻣﻨﻬﻢ ﻷي
ﻣﻀﺎﻳﻘﺎت، ﻛﻤﺎ ﺗﺮوي اﻟﺴﻴﺪة ﺷﻴﻠﺔ ارون ﺣﻜﺎﻳﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﺳﻮاق اﻟﻜﻮﻳﺖ اﻟﺘﻲ
ﻛﺎﻧــﺖ ﺗﻌﺠﺒﻬﺎ ﺑﺘﻨﻈﻴﻤﻬﺎ وﺗﺼﻒ اﳊﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻗﺪﳝﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻠﺔ
وﺑﺴﻴﻄﺔ وﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ.
ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺮص ﻋﻠﻰ اﻋﺪاد اﻟﻄﻌﺎم ﺑﻨﻔﺴــﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮم ﺑﺨﻴﺎﻃﺔ اﻟﺴﺘﺎﺋﺮ
وﲢﺐ اﻋﺪاد اﻟﺴــﻤﻚ اﻟﻄﺎزج اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺼﻄــﺎده زوﺟﻬﺎ ﻓﻲ رﺣﻼت اﻟﺼﻴﺪ
اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺮج ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻪ.
ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺤﺪث اﻟﺴﻴﺪة ﺷﻴﻠﺔ ارون ﻋﻦ ﻣﻮﻟﺪ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ
اﻷﻣﻴﺮي ﻋﺎم ١٩٥٩ ﺣﻴﺚﻛﺎن اﳌﺴﺘﺸــﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺷــﻜﻞﺑﻴــﺖ ﻋﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ
ﻣﻮﻗﻌــﻪ اﳊﺎﻟﻲ وﺗﻘــﻮل ان اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻤﻴــﺰة ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻌﺪ ان ﺗﺮك
زوﺟﻬــﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻜﻮﻳﺖ وﻋﺎدت اﻷﺳــﺮة اﻟــﻰ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻛﺎﻧــﺖ ﺗﺘﺬﻛﺮ اﻳﺎﻣﻬﺎ
اﳉﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﺮة وﺗﺘﺸــﻮق ﻟﻠﻌﻮدة إﻟﻴﻬﺎ ﻣــﺮة أﺧﺮى، وﻫﻲ اﻵن ﺗﺘﻤﻨﻰ ان
ﺗﻌﻴﺶ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻓﻴﻬﺎ.
ﻣﺎرﺳــﺖ اﻷﻟﻌﺎب ﻣﻊﻧﺴــﺎء ﻛﻮﻳﺘﻴﺎت ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻌــﺐ اﻟﺘﻨﺲ ﻓﻲ ﻣﻠﻌﺐ
اﻟﺴــﻔﺎرة وﻛﺬﻟﻚ ﻓــﻲﻣﻼﻋﺐ اﻻﺣﻤﺪي وﻛﺎن ﻟﻠﺴــﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻟﺪى اﻟﺒﻼد
ﻣﺎﻳــﻜﻞ ارون ﻣﺪاﺧﻠﺔ اﻛﺪ ﻓﻴﻬﺎ ان اﻟﺪﳝﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﺘﻤﻴﺰة ﺟﺪا، ﻛﻤﺎ
اﺷــﺎر اﻟﻰ اﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻌﺪﻫﻨﺎك ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﺼﻮل اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺷﻴﺮة ﻣﻦ
اﻟﺴﻔﺎرة ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺴﻠﻤﻮﻧﻬﺎ ﺛﺎﻧﻲﻳﻮم ﻣﻦ ﺗﻘﺪﱘ اﻟﻄﻠﺐ.
اﻟﻠﻘﺎء ﻣﻊ واﻟﺪة اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ واﻟﺬي ﺣﻀﺮه ﳒﻠﻬﺎ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ
واﻟﺰﻣﻴﻞ اﺣﻤﺪ ﺑﻮدﺳــﺘﻮر ود.ﺑﻴﺘﺎ ﺑﻮﻇﻬﻴﺮ ﻳﺆﻛﺪ ﻗﺪرة اﻟﺸــﻌﺐ اﻟﻜﻮﻳﺘﻲ ﻋﻠﻰ
ﻧﻴﻞ ﻣﺤﺒﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻨﺴﻴﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺈﻟﻰ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ:
ﻓﻲ ﻧﻔـــﺲ ﻣﻮﻗﻌﻪ اﳊﺎﻟﻲ وﻛﺎن
ﺟﺪﻳﺪا.
اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺬي اﺷـــﺮف ﻋﻠﻰ
اﻟﻮﻻدة ﻛﺎن ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ اﳉﻨﺴﻴﺔ،
واﻣﻀﻴـــﺖ اﺳـــﺒﻮﻋﺎ واﺣﺪ ﻓﻲ
اﳌﺴﺘﺸـــﻔﻰ، وﻛﺎﻧـــﺖ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ
اﻟﺼﺤﻴـــﺔ ﺟﻴـــﺪة واﻻﻛﻞ ﺟﻴﺪا
وﳑﺘﺎزا وﻛﺬﻟﻚ اﳋﺪﻣﺔ وﻛﺎﻧﺖ
اﳌﻤﺮﺿﺎت ﻣﻦ اﻟﻬﻨﻮد وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
اﺧﺮى ﻣـــﻦ اﳌﻤﺮﺿﺎت واﻻﻃﺒﺎء
اﻟﻌـــﺮب اﻟﺬﻳﻦﻛﺎﻧـــﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن
ﺑﺎﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﻻﻣﻴﺮي.
اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺴﻔﺎرة
ﻛـﺎن زوﺟـﻲ ﻳﻌﻤـﻞﺑﺎﻟﺴـﻔﺎرة
اﻟﺒـﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟﻜـﻮﻳﺖ وﻛـﺎن
ﻋﻤـﻠﻪ رﺋﻴــــﺲ اﻻدارة اﶈﻠﻴﺔ،
اﻣﺎ اﻧـــﺎ ﻓﻌﻤﻠﺖ ﻓﻲ اﻻرﺷـــﻴﻒ
واﻟﺘﺴـــﺠﻴﻼت واﳌﻠﻔـــﺎت ﻓﻲ
اﻟﺴﻔﺎرة واﺳـــﺘﻤﺮرت ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ
اﻟـــﻰ ﺟﺎﻧﺐ زوﺟـــﻲ وﻛﻨﺖ ﻣﻊ
زوﺟﻲ واوﻻدي ﻧﺴﻜﻦ ﻓﻲﺑﻴﺖ
ﻗﺒـــﻞ ﺑﻮاﺑﺔ اﳉﻬـــﺮاء ﻓﻲ ﺑﻴﺖ
ﻗﺪﱘ ﺟﺪا وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ اﻟﻰ
ﺷﻘﻖ ﻟﻠﻐﺎﱎ ﺑﺎﻟﺸﺮق ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ
ﻣﺒﻨﻰ اﻟﺴﻔﺎرة، وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ
ﻟﻠﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﻮﻟﻲ وﻛﺎﻧﺖ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﻐﻴﺮة (ﻗﺮﻳﺔ ﺣﻮﻟﻲ)
وﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻮت ﻗﻠﻴﻠﺔ واﻟﺸﻮارع
ﺗﺮاﺑﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺒﺪة وﻛﺎن اﻟﺒﻴﺖ
ﺟﺪﻳﺪا وﺑﻌﺪ ذﻟـــﻚ اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ اﻟﻰ
ﺑﻴﺖ آﺧﺮ ﻓﻲ ﺣﻮﻟﻲ وﺑﻪﺣﺪﻳﻘﺔ،
وﻛﻨﺖ أﺗﻨﻘﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة ﻣﻊ زوﺟﻲ
وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳـــﻜﻨﺖ ﺣﻮﻟﻲ ﻟﻢ اﻛﻦ
اﻋﻤﻞ واﳕﺎ ﺗﻔﺮﻏﺖ ﻟﻌﻤﻞ اﻟﺒﻴﺖ
وﺗﺮﺑﻴﺔ اﻻوﻻد ﻻن اﺑﻨﻲ اﻟﺴﻔﻴﺮ
ﻛﺎن ﻃﻔﻼ ﺻﻐﻴﺮا وﻛﺎن اﻻﻃﻔﺎل
ﻳﻨﺎﻣﻮن ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮ ﺧﺸﺒﻲ واﻟﻨﺠﺎر
اﳌﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺎرة ﻛﺎن ﻳﺼﻨﻊ
اﻻﺛﺎث ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﺳﺮة وﻛﺮاﺳﻲ.
اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
وﺗﻘﻮل اﻟﺴﻴﺪة ﺷﻴﻠﺔ ارون
اﺛﻨﺎء اﳊﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎن
ﻋﻤﺮي ﺗﺴﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ وﺗﺰوﺟﺖ
وﻗﺘﻬﺎ اﺣﺪ اﻟﺒﺤﺎرة، وﻗﺪﺗﻄﻮﻋﺖ
ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺴﺎء
واﳌﺘﻄﻮﻋﺎت ﺧﻼل اﳊﺮب وذﻟﻚ
ﻓﻲ ﺷـــﻤﺎل اﳒﻠﺘـــﺮا. وزوﺟﻬﺎ
وﻻدة اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ
وﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات اﳒﺒﺖ وﻟﺪي
اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ اﳊﺎﻟﻲ ﻟﺪى
اﻟﻜﻮﻳـــﺖ وﻛﺎﻧﺖ اﻟـــﻮﻻدة ﻓﻲ
اﳌﺴﺘﺸـــﻔﻰ اﻻﻣﻴﺮي وذﻟﻚﻋﺎم
١٩٥٩ وﻛﺎن ﺗﻌﻤﻴﺪ اﺑﻨﻲ اﻟﺴﻔﻴﺮ
ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻻﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﳌﻮﺟﻮدة
ﻓﻲ اﻟﻘﺒﻠﺔ، وﻗﺪ ﻓﻘﺪت اﻟﺴﻔﺎرة
ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺴـــﺠﻴﻼت اﳌﻮﺟﻮدة
واﻟﺘﻲ اﺳـــﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳉﻴﺶ
اﻟﻌﺮاﻗﻲ، وﻛﺬﻟﻚ اﻻرﺷﻴﻔﺎت.
وﻛﺎن اﳌﺴﺘﺸـــﻔﻰ اﻻﻣﻴﺮي
اﻟﻘﺪﱘ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮاز اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻛﺎن
ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻫﺰوا ﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﺣﺔ
ﺑﻬﺎ ﻓﺸـــﻌﺮت ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲﺑﻠﺪﻫﺎ
ﻣﻊ اﻟﻌﻠـــﻢ ﻛﺎن ﺑﺪاﻳﺔ وﺻﻮﻟﻬﺎ
اﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻨﻬﻀﺔ
اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋـــﺎم ١٩٥٢، وﻋﻨﺪﻣﺎ
وﺻﻠﺖ اﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻛﺎن ﻋﻨﺪﻫﺎ
٤ اﻃﻔﺎل، وﻟﺪان وﺑﻨﺘﺎن واﺻﻐﺮ
ﻃﻔﻞ وﻟﺪ ﻗﺒـــﻞ ﺣﻀﻮرﻫﺎ اﻟﻰ
اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﺎم ١٩٥٢ وﻛﺎن زوﺟﻬﺎ
ﻣﻮﻇﻔﺎ ﺑﻌﻘﺪ ﻣﺤﻠﻲ وﻳﻌﻤﻞﺑﻬﺬا
اﳌﺒﻨﻰ، وﻟﻜﻲ ﺗﺼﻞ وﺗﺴﺎﻓﺮ اﻟﻰ
اﻟﻜﻮﻳﺖ زوﺟﻬـــﺎ ﲢﻤﻞ اﻋﺒﺎء
اﻟﺴـــﻔﺮ ﻣﻦ ﺗﺬاﻛﺮ وﻣﺼﺎرﻳﻒ
ﻻﻧﻪ ﻋﻘﺪ ﻣﺤﻠﻲ.
وﺗﺰوﺟﺖ وﻗﺘﻬﺎ اﺣﺪ اﻟﺒﺤﺎرة،
وﻗﺪ ﺗﻄﻮﻋـــﺖ ﻓـــﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ
ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺴﺎء واﳌﺘﻄﻮﻋﺎت
ﺧﻼل اﳊﺮب وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺷـــﻤﺎل
اﳒﻠﺘـــﺮا. وزوﺟﻬﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ
ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﺳﺘﻤﺮت
ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻨﺬ زواﺟﻬﻤﺎ
ﺣﺘﻰ وﻓﺎﺗﻪ.
اﻟﻮﺻﻮل اﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ
وﺗﻀﻴﻒ: ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﺖ اﻟﻰ
اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺷﺎﻫﺪت اﻟﺸﻤﺲ ﻣﺸﺮﻗﺔ
ﻓﻨﻈﺮت ﺑﻮﺟﻮه اﻟﻨﺎس وأﺷﺎرت
إﻟﻰ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺒﺘﺴﻤﲔ وﺳﻠﻤﻮا
ﻓﻜﺎن ﻳﺠﻴﺪ اﻟﻠﻬﺠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ
اﻟﺪارﺟﺔ، وﻛﺎن ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺎرة
ﻣﻮﻇﻔﻮن ﻳﺘﺤﺪﺛـــﻮن وﻳﺘﻜﻠﻤﻮن
اﻟﻠﻐـــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴـــﺔ اﻟﻔﺼﺤﻰ وﻟﻜﻦ
اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﻮﻛﻴﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲﻛﺎن ﻳﺮﻳﺪ
ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ اﻟﻠﻬﺠﺔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﻓﻌﻤﻞ
ﻣﻮﻇﻔﺎ ﻣﻌﻪ وﻛﺎن داﺋﻤﺎﻣﺸـــﻐﻮﻻ
ﻓـــﻲ ﻋﻤﻠﻪ، وﻗـــﺪ اﺣﻀﺮﻧﺎ ﻣﺮﺑﻴﺔ
ﻟﺘﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﻷﻃﻔﺎل ﻷﻧﻲ
اﺣﻀﺮت ﺟﻤﻴﻊ أوﻻدي ﻣﻌﻲ اﻟﻰ
اﻟﻜﻮﻳﺖ.
وﺗﻘﻮل اﻟﺴﻴﺪة ﺷﻴﻠﺔ ارون
اﺛﻨﺎء اﳊـــﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻛﺎن ﻋﻤﺮي ﺗﺴـــﻌﺔ ﻋﺸﺮﻋﺎﻣﺎ
ﺗﻘﻮل واﻟﺪة اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ
ﻟﺪى اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺷﻴﻠﺔ ارون: وﻟﺪت
ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔﻫﺎﻣﺸﻴﺮ
ﻳﻮم ١٧ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻋﺎم ١٩٢٠ وﺑﻌﺪ
ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﳊﻴﺎة ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﺪﻳﻨﺔ
اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻟﻠﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل اﳒﻠﺘﺮا
(داﻟﺸﺮ).
وﺗﺬﻛﺮ ان اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ وﻟﺪت
ﻓﻴﻬـــﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺒﺔﻣـــﻦ اﻟﺒﺤﺮ
وﻛﺎﻧﺖ أﺛﻨﺎء ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎﺗﺸـــﺎﻫﺪ
اﻟﺴـــﻔﻦ واﻟﺒﻮاﺧﺮ اﻟﺮاﺳﻴﺔ ﻓﻲ
اﳌﻴﻨﺎء.
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
اﻟﺘﺤﻘﺖ ﲟﺪرﺳﺔ دﻳﺮ اﻷﺣﺒﺎر
اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﻓﻘﻂ وﻟﻴﺴﺖ
ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ وﻫﻲ ﻣﺪرﺳﺔﻛﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ
ﺛﻢ أﻧﻬﻴﺖ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ وﻋﻤﺮي
١٤ ﻋﺎﻣﺎ.
وﺗﻜﻤﻞ اﻟﺴﻴﺪة ﺷﻴﻠﺔ ﺑﺄن ﻟﺪﻳﻬﺎ
اﺧﻮان واﺧﺘﺎ، اﺣﺪ اﻷﺧﻮﻳﻦ ﺗﻮﻓﻲ
ﺻﻐﻴـــﺮا وﺑﻌﺪﻣـــﺎ اﻧﺘﻬﺖ اﳊﺮب
اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻧﺘﻘﻠﺖ اﻟﻰﻣﺪﻳﻨﺔ
ﻛﻮﻧﻮ ﺟﻨﻮب ﻏﺮب اﳒﻠﺘﺮا، وﻫﻨﺎك
ﺳﻜﻨﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻟﻼﻳﺠﺎر وﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟﺒﺤﺮ وﻛﺎن اﻳﺠﺎره ٤ ﺷﻠﻨﺎت ﻓﻲ
اﻷﺳﺒﻮع.
ﻣﻊ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
وﺗﺘﺬﻛـــﺮ ان زوﺟﻬﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ
ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻮاﺧﺮ ﺑﲔ ﻓﺮﻧﺴﺎ واﳒﻠﺘﺮا
وﻗﺪ ﻗﺎﺑﻼ اﺣﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق
اﻷوﺳـــﻂ وﻗﺎل ﻟﺰوﺟﻬﺎ ان ﻣﻴﻨﺎء
اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻴﻪ أﻋﻤﺎل واﻟﺸﻐﻞﻣﺘﻮاﻓﺮ
وذﻟﻚ ﻋﺎم ١٩٥٢ وﻛﺎن اﻳﻀﺎ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ
ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﺼﺮة واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻣﻨﺬ
ﻋﺎم ١٩٤٨ اﻟﻰ ١٩٥٢ وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم
ﺣﻀﺮ اﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ واﺷـــﺘﻐﻞ ﻓﻲ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻔﺠﻴﺮات ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺖ
ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ وﺧﻼل ذﻟﻚ اﻟﻌﻤﻞ ﻗﺎﺑﻞ
ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻮﻛﻴﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ
اﺳﻤﻪ ﺗﻮن ﺑﺮﻳﻘﻠﻦ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ وﻛﺎن
ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺒﻨﻰ (اﳌﻘﺼﻮد ﻣﺒﻨﻰ
اﻟﺴﻔﺎرة اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔﺣﺎﻟﻴﺎ).
وﻧﺎﺋﺐ اﻟﻮﻛﻴﻞ ﻛﺎن ﻳﺮﻏﺐﻓﻲ
رﺟﻞ ﻳﺘﺤﺪث اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ
اﻟﻜﻮﻳﺘﻴـــﺔ، وﲟـــﺎ ان واﻟﺪي ﻛﺎن
ﺻﺎﺣﺐ ﺧﺒﺮة وﻳﻌﺮف اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﺑﺴﺒﺐ اﺧﺘﻼﻃﻪ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب
أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺼﺮة واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ
اﻟﺴﻔﻴﺮ ﻣﺎﻳﻜﻞ أرون وواﻟﺪﺗﻪ ﺷﻴﻠﺔ أرون واﻟﺰﻣﻴﻞ ﻣﻨﺼﻮر اﻟﻬﺎﺟﺮي وأﺣﻤﺪ ﺑﻮدﺳﺘﻮر
اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﻷﻣﻴﺮي ﰎ اﻓﺘﺘﺎﺣﻪ ﻋﺎم ١٩٤٩ ﻓﻲﻋﻬﺪ اﻟﺸﻴﺦ أﺣﻤﺪ اﳉﺎﺑﺮ
ﺻﻮرة ﻗﺪﳝﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﻔﺎرة ﻟﻄﺎﺑﻮر ﻋﺴﻜﺮي
اﻟﺒﻘﻴﺔ ص١٣
ﻛﻨـﺖ أﻟﻌـﺐ اﻟﺘﻨـﺲ ﻣـﻊﺑﻌﺾ
اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺎت ﻓـﻲ ﻣﻠﻌﺐ اﻟﺴـﻔﺎرة
واﻟﺴـﺘﺎﺋﺮ ﻛﻨﺖ أﺻﻨﻌﻬﺎﺑﻨﻔﺴـﻲ
ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ زوﺟﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎﺗﻄﻮﻋﺖ
ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓـﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳـﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ
ﺧـﻼل اﻟﺤـﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴـﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻛـــﺎن ﻣﻮﻇـﻔـﻮ اﻟﺴـﻔــﺎرة
ﻳﺨـﺮﺟﻮن ﻓــﻲ رﺣـﻼت ﺑﺤﺮﻳﺔ
وﺑـﺮﻳـﺔ ﻣـﻊ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬـﻢﻓﻴﻘﻀﻮن
أوﻗﺎﺗـﺎً ﻣﻤﺘﻌـﺔ دون أي ﻣﻀﺎﻳﻘﺎت
اﻟﺤﻴـﺎة ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳـﺖ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﻛﺎﻧﺖ
ﺑﺴـﻴﻄﺔ وﺟﻤﻴﻠـﺔ وﻗـﺪ أﺣﺒﺒﺘﻬﺎ
ﻛﺜﻴﺮاً وﺗﺸـﻮﻗﺖ إﻟﻴﻬﺎﺑﻌﺪ ﺳﻔﺮي
وأﺗﻤﻨﻰ أن أﻋﻴﺶﺑﺎﺳـﺘﻤﺮار ﻓﻴﻬﺎ
ﻛﻨــﺎ ﻧـﺬﻫـﺐ إﻟـﻰ اﻟﺸـﺎﻟﻴﻪ
ﻓــﻲ اﻟﻔﻨﻄــﺎس ﺻﻴـﻔـــﺎً
وإﻟـﻰ اﻟﺨـﻴـﺮان أﻳـﺎم اﻟﺮﺑﻴـﻊ
اﻟﺴـﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧـﻲ: اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺑﻠـﺪ ﺟﻤﻴـﻞ واﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ
ﻓﻴـﻪ ﺟﻴﺪة ﺟـﺪاً وﻻﺻﻌﻮﺑـﺎت ﻓﻲ اﺳـﺘﺨﺮاج اﻟﺘﺄﺷـﻴﺮات
اﻟﺴﻴﺪة
ﺷﻴﻠﺔ أرون
بن شمّوه
20-09-2010, 09:48 PM
Page 2
اﻟﺴﺒﺖ ٢٨ ﻣﺎرس ٢٠٠٩
ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ
13
ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
واﺳﺘﻤﺮت ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎﻣﻨﺬ
زواﺟﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ وﻓﺎﺗﻪ.
اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ
وﺗﻀﻴﻒ: ﻋﻨﺪﻣـــﺎ وﺻﻠﺖ اﻟﻰ
اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺷﺎﻫﺪت اﻟﺸﻤﺲ ﻣﺸﺮﻗﺔ
ﻓﻨﻈﺮت ﺑﻮﺟﻮه اﻟﻨﺎس وأﺷـــﺎرت
إﻟﻰ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺒﺘﺴﻤﲔ وﺳﻠﻤﻮا
ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻫﺰوا ﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﺣﺔ ﺑﻬﺎ
ﻓﺸﻌﺮت ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻫﺎﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﻛﺎن
ﺑﺪاﻳﺔ وﺻﻮﻟﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ
اﻟﻨﻬﻀﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋﺎم ١٩٥٢، وﻋﻨﺪﻣﺎ
وﺻﻠﺖ اﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻛﺎن ﻋﻨﺪﻫﺎ ٤
اﻃﻔﺎل، وﻟﺪان وﺑﻨﺘﺎن واﺻﻐﺮ ﻃﻔﻞ
وﻟﺪ ﻗﺒﻞ ﺣﻀﻮرﻫﺎ اﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﺎم
١٩٥٢ وﻛﺎن زوﺟﻬﺎﻣﻮﻇﻔﺎ ﺑﻌﻘﺪ ﻣﺤﻠﻲ
وﻳﻌﻤﻞ ﺑﻬﺬا اﳌﺒﻨـــﻰ، وﻟﻜﻲ ﺗﺼﻞ
وﺗﺴﺎﻓﺮ اﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ زوﺟﻬﺎ ﲢﻤﻞ
اﻋﺒﺎء اﻟﺴﻔﺮ ﻣﻦ ﺗﺬاﻛﺮ وﻣﺼﺎرﻳﻒ
ﻻﻧﻪ ﻋﻘﺪ ﻣﺤﻠﻲ.
وﻻدة اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ
وﺑﻌﺪ ﺳـــﻨﻮات اﳒﺒﺖ وﻟﺪي
اﻟﺴـــﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ اﳊﺎﻟﻲ ﻟﺪى
اﻟﻜﻮﻳـــﺖ وﻛﺎﻧـــﺖ اﻟـــﻮﻻدة ﻓـــﻲ
اﳌﺴﺘﺸـــﻔﻰ اﻻﻣﻴـــﺮي وذﻟﻚ ﻋﺎم
١٩٥٩ وﻛﺎن ﺗﻌﻤﻴﺪ اﺑﻨﻲ اﻟﺴـــﻔﻴﺮ
ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻻﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﳌﻮﺟﻮدة
ﻓـــﻲ اﻟﻘﺒﻠﺔ، وﻗﺪ ﻓﻘﺪت اﻟﺴـــﻔﺎرة
ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺴﺠﻴﻼت اﳌﻮﺟﻮدة واﻟﺘﻲ
اﺳـــﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳉﻴﺶ اﻟﻌﺮاﻗﻲ،
وﻛﺬﻟﻚ اﻻرﺷﻴﻔﺎت.
وﻛﺎن اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﻻﻣﻴﺮي اﻟﻘﺪﱘ
ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮاز اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻛﺎن ﻓﻲ ﻧﻔﺲ
ﻣﻮﻗﻌﻪ اﳊﺎﻟﻲ وﻛﺎن ﺟﺪﻳﺪا.
اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺬي اﺷﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻻدة
ﻛﺎن ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ اﳉﻨﺴﻴﺔ، واﻣﻀﻴﺖ
اﺳﺒﻮﻋﺎ واﺣﺪ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ، وﻛﺎﻧﺖ
اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺟﻴﺪة واﻻﻛﻞ ﺟﻴﺪا
وﳑﺘﺎزا وﻛﺬﻟـــﻚ اﳋﺪﻣﺔ وﻛﺎﻧﺖ
اﳌﻤﺮﺿـــﺎت ﻣﻦ اﻟﻬﻨﻮد وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
اﺧﺮى ﻣﻦ اﳌﻤﺮﺿﺎت واﻻﻃﺒﺎء اﻟﻌﺮب
اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﺑﺎﳌﺴﺘﺸﻔﻰ
اﻻﻣﻴﺮي.
اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺴﻔﺎرة
ﻛــــــﺎن زوﺟـــــﻲﻳﻌـﻤــــﻞ
ﺑﺎﻟﺴــــﻔﺎرة اﻟﺒـﺮﻳﻄﺎﻧﻴـــﺔ ﻓـﻲ
ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﺣﺪى اﻟﺴﻔﻦ
ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺎﺑﱳ، وﻋﻤﻠﻪ اﻟﺘﻔﺘﻴﺶ
ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺎرات اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺰر
اﳋﻠﻴـــﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣـــﻦ اﻟﺒﺼﺮة
اﻟﻰ ﻣﺴﻘﻂ وﻗﺪ ﺳﺎﻓﺮ اﻟﻰ دﺑﻲ
واﺑﻮﻇﺒﻲ ﻣﻊ اﻟﻮﻛﻴﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻣﻨﺬ ٤٠ ﻋﺎﻣﺎ، وﻣﻘﺮه ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ،
وﻛﺎن ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ اﳋﻠﻴﺞ وﻛﺎن
ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن
زوﺟﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻛﺎن اﻟﻮﻛﻴﻞ
اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻳﺰور ﺟﻤﻴﻊ اﻣﺮاء
دول اﳋﻠﻴﺞ وﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻞ اﻟﻰ
دﺑﻲ اﺳـــﺘﻘﺒﻠﻪ اﻣﻴﺮﻫﺎ وﺿﺮب
ﻟﻪ ﺳﺒﻊ ﻣﺪاﻓﻊ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﲢﻴﺔ
ﻟﻬﻢ.
وﻛﺎن ﻳﺰور اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺤﺜﻮن
ﻋﻦ اﻟﻠﺆﻟـــﺆ ﻓﻲ اﻟﺒﺤـــﺮ، وﻓﻲ
اﺣﺪى اﻟﺮﺣﻼت اﻟﻰ ﺟﺰر اﳋﻠﻴﺞ
ﻣﺴـــﺆول اﳌﻨﺎرة اﻫـــﺪى ﺣﻤﺎرا
ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ورﺟﻌﻮا اﻟﻰ اﻟﺒﺼﺮة
وﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻛﻴﻒﻳﻄﻌﻤﻮن
اﳊﻤﺎر ﺳﻮى اﻟﺬرة، اﳊﻤﺎر ﻛﺎن
ﻧﺸﻴﻄﺎ ﺟﺪا.
وﻓﻲ اﳌﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻌﻮدﺗﻬﻢ اﻟﻰ
اﳉﺰﻳﺮة اﻋﺎدوا اﳊﻤﺎر اﻟﻰ ﻫﻨﺎك،
ﻛﺎن اﻟﺴـــﻔﻴﺮ ﻳﻀﻊ ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ
ﻗﺒﻌﺔ ﻓﻮﻗﻬﺎ رﻳﺸﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ.
اﻣــﺎ ﳒـﻞ ﺿﻴﻔـﺘﻨﺎ اﻟﺴﻔــﻴﺮ
اﻟﺒــﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻓــﻲ اﻟﻜــﻮﻳﺖ واﻟــﺬي
ﺣﻀﺮ اﻟﻠﻘﺎء ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻘﺎل ان اﻟﻜﻮﻳﺖ
دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة واﳊﻴﺎة ﻓﻴﻬﺎ
ﺟﻤﻴﻠﺔ واﻟﺪﳝﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ
ﺟﻴﺪة ﺟﺪا، ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻓﻲﻣﺪرﺳﺔ
اﻟﺸﻮﻳﺦ اﳋﺎﺻﺔ وﻛﺎﻧﺖ اﺧﺘﻲ
ﻣﺪرﺳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻘﺴـــﻢ اﻟﺮوﺿﺔ،
اﻣﺎ اﻟﺘﻌﻠﻴـــﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن
ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻴﺘﺮ ﺷﻤﺎل اﳒﻠﺘﺮا،
واﻟﺪﺗﻲ ﺗﺮﻏﺐ ان ﺗﻌﻴﺶﻫﻨﺎ ﻓﻲ
اﻟﻜﻮﻳﺖ اﻣﺎ واﻟﺪي ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻓﻲﻗﺒﻞ
ﺗﺴﻊ ﺳﻨﻮات.
ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺎرة اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﳊﺼﻮل
ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺷﻴﺮة، وﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻳﺘﺴﻠﻢ اﳌﻮاﻃﻦ اﻟﭭﻴﺰا واﻟﺮﺳﻮم
ﺧﻔﻀﻨﺎﻫﺎ.
ﺷﻜﺮا ﻟﻠﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲﻓﻲ
اﻟﻜﻮﻳﺖ واﻟﺸـــﻜﺮ ﻟﻮاﻟﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ
اﺗﺎﺣﺖ اﳌﺠﺎل ﻻﺟﺮاء ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺎء
ﻣﻌﻬﺎ ﻻﺳﺘﻌﺎدة ذﻛﺮﻳﺎت اﻟﺴﻨﻮات
اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ.
ﻷن ﺗﻌﻤﻴﺪ اﺑﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ
ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻠﻢ ﳒﺪ اﻻﻓﻼم
اﳌﺼﻮرة، وﻗﺪ ﺗﻜﺮرت اﻟﺰﻳﺎرة
اﻟـــﻰ اﻻﺣﻤﺪي ورﺣـــﻼت اﻟﺒﺮ،
ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﺒـــﺮ ﺟﻤﻴﻼ وﻛﺎﻧﺖ
ﻓﻴﻪ اﻟـــﻮرود واﻻزﻫﺎر واﻻرض
اﳋﻀﺮاء، وﻛﺎن اﳉﻮ ﺟﻤﻴﻼ اﻳﺎم
اﻟﺮﺑﻴﻊ، وﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪت ﺳﻮر اﻟﻜﻮﻳﺖ
واﻟﺒﻮاﺑﺎت.
ﻋﻤﻞ اﻟﺰوج ﻗﺒﻞ اﻟﻜﻮﻳﺖ
وﺗﺘــﺬﻛﺮ ﺷﻴﻠﺔ ارون ان زوﺟﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺎرة ﻛﺎن ﻳﺼﻨﻊ اﻻﺛﺎث
ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﺳﺮة وﻛﺮاﺳﻲ.
وﺗﺴﺘﺮﺳﻞ ﺷﻴﻠﺔ ارون ﻗﺎﺋﻠﺔ:
ذﻫﺒﻨﺎ اﻟـــﻰ اﻻﺣﻤﺪي وذﻟﻚ اﻳﺎم
اﻟﺮﺑﻴﻊ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﺎدي اﳊﺒﺎرى
ﻣﻮﺟﻮدا ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، ﺑﻞﻛﺎن ﻫﻨﺎك
ﻣﺴـــﺮح ﺻﻐﻴﺮ ﻓـــﻲ اﻻﺣﻤﺪي،
وﻗﺪ ﻟﻌﺒﻨﺎ اﻟﺘﻨﺲ اﻻرﺿﻲﻋﻠﻰ
ﻣﻼﻋﺐ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻻﺣﻤﺪي وﻛﺎﻧﺖ
ﺗﻮﺟﺪ ﻛﻨﻴﺴـــﺔ ﺗﺄﺳﺴﺖﺑﺪاﻳﺔ
اﳋﻤﺴﻴﻨﻴﺎت ﻫﻨﺎك، واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ
ﻓﻲ اﻻﺣﻤﺪي ﻓﻴﻬﺎ اﻻرﺷﻴﻔﺎت ﻟﻜﻦ
ﺣﻮﻟﻲ وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﻐﻴﺮة
(ﻗﺮﻳﺔ ﺣﻮﻟﻲ) وﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻮت
ﻗﻠﻴﻠﺔ واﻟﺸـــﻮارع ﺗﺮاﺑﻴﺔ ﻏﻴﺮ
ﻣﻌﺒﺪة وﻛﺎن اﻟﺒﻴﺖ ﺟﺪﻳﺪا وﺑﻌﺪ
ذﻟـــﻚ اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ اﻟﻰ ﺑﻴﺖ آﺧﺮ ﻓﻲ
ﺣﻮﻟﻲ وﺑﻪ ﺣﺪﻳﻘﺔ، وﻛﻨﺖ أﺗﻨﻘﻞ
ﺑﺎﻟﺴـــﻴﺎرة ﻣﻊ زوﺟﻲ وﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺳﻜﻨﺖ ﺣﻮﻟﻲ ﻟﻢ اﻛﻦ اﻋﻤﻞ واﳕﺎ
ﺗﻔﺮﻏﺖ ﻟﻌﻤـــﻞ اﻟﺒﻴﺖ وﺗﺮﺑﻴﺔ
اﻻوﻻد ﻻن اﺑﻨﻲ اﻟﺴﻔﻴﺮ ﻛﺎن ﻃﻔﻼ
ﺻﻐﻴﺮا وﻛﺎن اﻻﻃﻔﺎل ﻳﻨﺎﻣﻮن ﻓﻲ
ﺳﺮﻳﺮ ﺧﺸﺒﻲ واﻟﻨﺠﺎر اﳌﻮﺟﻮد
اﻟﻜـﻮﻳـــﺖ وﻛــــــﺎن ﻋﻤـــﻠـــﻪ
رﺋـﻴـــﺲ اﻻدارة اﶈﻠـﻴﺔ، اﻣــﺎ
اﻧـﺎ ﻓﻌﻤــﻠﺖ ﻓـﻲ اﻻرﺷـــــﻴﻒ
واﻟﺘـﺴـــﺠﻴﻼت واﳌﻠـﻔﺎت ﻓـﻲ
اﻟﺴﻔــﺎرة واﺳﺘـﻤﺮرت ﺑﺎﻟــﻌﻤﻞ
اﻟـﻰ ﺟـﺎﻧﺐ زوﺟـﻲ وﻛﻨــﺖ ﻣـﻊ
زوﺟـﻲ واوﻻدي ﻧﺴـــﻜــﻦﻓﻲ
ﺑﻴـــــﺖ ﻗﺒـﻞﺑــﻮاﺑـــﺔ اﳉﻬﺮاء
ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻗﺪﱘ ﺟـــﺪا وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ
اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ اﻟﻰ ﺷﻘﻖ ﻟﻠﻐﺎﱎ ﺑﺎﻟﺸﺮق
ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﺒﻨﻰ اﻟﺴﻔﺎرة، وﺑﻌﺪ
ذﻟﻚ اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ ﻟﻠﺴﻜﻦ ﻓﻲﻣﻨﻄﻘﺔ
ﺻﻮرة ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﺔ إﻟﻴﺰاﺑﻴﺚ ﻓﻲ ﻣﻘﺮ اﻟﺴﻔﺎرة
ﺟﻤﻬﻮر ﻏﻔﻴﺮ ﻳﺘﺎﺑﻊ إﺣﺪى اﳌﺒﺎرﻳﺎت ﻗﺪﳝﺎ
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ـ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ
ﻣﺘﺠﺬرة ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ
اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔﺳﺎﻫﻤﺖ
ﻓﻲ ازدﻫﺎر ﺣﺮﻛﺔ اﻷﺳﻮاق
اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ اﻷﻣﻴﺮي ﻓﻲ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ
ﻣﻘﺘﻄﻔﺎت ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻋﻦ
اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﻷﻣﻴﺮي ﻓﻲ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ
اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ
١ ـ ﺗـــﺮك اﻟﻄﺒﻴـــﺐ اﻟﺮوﺳـــﻲ اﳌﻮﻟﺪ
اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﳉﻨﺴـــﻴﺔ اﺑﻞ ﻟﻴﻔﲔ آﻛﻮﻳﻨﺖ
اﻟﻌﻤﻞ اﳊﻜﻮﻣﻲ، وﰎ ﺗﺮﺷﻴﺢ د.ﺑﺮي ﻣﻦ
ﻟﻴﭭﺮﺑﻮل ﺑﺎﳒﻠﺘﺮا، وﻫـــﻮ ﺟﺮاح، وﻋﲔ
ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ رﺋﻴﺲ أﻃﺒﺎء ﺑﺎﳌﺴﺘﺸﻔﻰ، وﻣﻊ
ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﻨﺔ ﺛﺒﺖﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔﺔ وﻣﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ
ان ﻳﻨﻀﻢ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮن ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺎﳌﺴﺘﺸﻔﻰ
ﺣﻴﺚ ان ﻣﻌﻈـــﻢ اﻷﻃﺒﺎء واﳌﻤﺮﺿﲔ ﻣﻦ
ﻓﻠﺴﻄﲔ.
٢ ـ اﻓﺘﺘﺢ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﳊﻜﻮﻣﻲ اﳉﺪﻳﺪ
ﻓﻲ ﺣﻔﻞ رﺳﻤﻲ وﺑﺤﻀﻮر اﳊﺎﻛﻢ ﻓﻲ ١٨
ﻣﻦ اﻛﺘﻮﺑﺮ ١٩٤٩ وﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ٩٩ ﺳﺮﻳﺮا
وﻏﺮﻓﺘﻲ ﻋﻤﻠﻴـــﺎت واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺟﻬﺰة
اﳊﺪﻳﺜﺔ.
٣ ـ ﻋـــﲔ د.آون Ewing ﻃﺒﻴﺒﺎ ﻟﻠﺤﺠﺮ
اﻟﺼﺤﻲ وﺗﺴﻠﻢ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ٦ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ
وﻻﻳﺰال اﻻﺷـــﺮاف ﻋﻠﻰ اﳊﺠﺮ اﻟﺼﺤﻲ
ﻣﻦ ﻣﺴـــﺆوﻟﻴﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔﺻﺎﺣﺐ اﳉﻼﻟﺔ،
وﻟﻜﻦ ﰎ وﺿﻊ اﳌﺒﺎدئ ﻟﻨﻘﻞ اﳌﺴـــﺆوﻟﻴﺔ
اﻟﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ.
٤ ـ ﺧﻼل اﻟﺼﻴـــﻒ واﻓﻖ اﳊﺎﻛﻢ ﻋﻠﻰ
ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﻫﺬه اﳋﺪﻣﺎت «اﳊﺠﺮ»
وﻗﺪ ﻋﻜﻒ د.آون ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻧﻈﻤﺔ اﳊﺠﺮ
ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ اﳌﻄﺎر، وأﻋﺪ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ ﺑﻬﺬا
اﻟﺸﺄن.
واﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﻷﻣﻴﺮي ﻫﻮ: أول ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ
ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳـــﺖ ﺣﻴﺚ ﻗﺎم اﳌﺮﺣﻮم
اﻟﺸـــﻴﺦ اﺣﻤﺪ اﳉﺎﺑﺮ ـ ﻃﻴﺐ اﷲ ﺛﺮاه ـ
ﻓﻲ ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء اﻟﺜﺎﻣﻦﻋﺸﺮ ﻣﻦ اﻛﺘﻮﺑﺮ
ﻋﺎم ١٩٤٩ ﺑﺎﻓﺘﺘﺎح اﳌﺴﺘﺸـــﻔﻰ اﻷﻣﻴﺮي
اﳌﻜﻮن ﻣﻦ دور واﺣـــﺪﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ٤٥
ﺳﺮﻳﺮا وأﺟﻨﺤﺔ وﻋﻴﺎدات وﻏﺮﻓﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺎت
وﻣﺨﺘﺒـــﺮ وﺻﻴﺪﻟﻴـــﺔﻓﻲ وﺟـــﻮد ﻃﺎﻗﻢ
ﻳﺘﻜﻮن ﻣـــﻦ ١٣ ﻃﺒﻴﺒﺎ وﻃﺒﻴﺒﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
اﻟﻰ ﳑﺮﺿﺘﲔ.
وﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮة إﻧﺸﺎء أول ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺣﻠﻤﺎ
ﻳﺮاود اﻫﻞ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺑﻌﺪ زﻳﺎدة اﻋﺪاد اﳌﺮﺿﻰ
اﳌﺘﺮددﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮﺻﻒ اﳊﻜﻮﻣﻲ ﳑﺎ
ﺟﻌﻞ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ
ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺮارا ﺑﺈﻧﺸـــﺎء ﻫﺬا اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓﻲ
اﻟﻌﺎم ١٩٤٠، وﻋﻬﺪ اﻟﻰ د.ﻳﺤﻴﻰ اﳊﺪﻳﺪي
ﺛﺎﻧﻲ ﻃﺒﻴﺐ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺪاﺋﺮة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن
ﻳﺘﺮأﺳﻬﺎ اﳌﺮﺣﻮم اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪاﷲ اﻟﺴﺎﻟﻢ ـ
ﻃﻴﺐ اﷲ ﺛﺮاه ـ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺬه اﳌﻬﻤﺔ.
وﺑﺪأت ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ١٩٤١ اﻟﻰ
ان وﺻﻠﺖ اﻟﻰ ﻣﺎ دون اﻟﺴﻘﻒ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﺪأت
اﳊﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﳑﺎ ادى اﻟﻰ ﺗﻮﻗﻒ
اﻟﺒﻨﺎء ﻻﻧﻘﻄﺎع اﳌﻮارد اﳌﺎﻟﻴﺔ وﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء.
وﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء ﻫﺬه اﳊﺮب ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ١٩٤٤
اﺳﺘﻜﻤﻞ اﻟﺒﻨﺎء ﺑﻌﺪ اﺳﻨﺎده اﻟﻰ اﻷﺷﻐﺎل
ﻣﻊ ﺗﺄﻣﲔ اﳌﻮارد اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ واﺷﺮف
ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﺎء ﻛﻞ ﻣﻦ اﳌﺮﺣﻮم ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﺒﺤﻮه
وﻋﺒﺪاﷲ اﻟﻔﺮﺣﺎن اﻟﻰ ان اﻛﺘﻤﻞ.
وﺗﻜﻮن ﻣﺠﻠﺲ ادارة اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﻋﺒﺪاﳊﻤﻴﺪ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺼﺎﻧﻊ، ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ
ﻋﺒﺪاﷲ اﳊﻤﻴﻀﻲ، ﻋﺒﺪاﷲ زﻳﺪ اﳋﺎﻟﺪ،
اﺣﻤﺪ اﳌﺸﺎري، ﻳﻮﺳﻒ ﺻﺎﻟﺢ اﳊﻤﻴﻀﻲ،
وﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪاﻟﻮﻫﺎب اﻟﻌﺪﺳﺎﻧﻲ، واﻓﺘﺘﺢ
اﳌﺴﺘﺸـــﻔﻰ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺸﻴﺦ اﺣﻤﺪ اﳉﺎﺑﺮ ـ
رﺣﻤﻪ اﷲ ـ ﻟﻐﻴﺎب اﻟﺸﻴﺦﻋﺒﺪاﷲ اﻟﺴﺎﻟﻢ
ﻓﻲ رﺣﻠﺔ اﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ وﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن.
وﻳﻘﻮل د.ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻬﺪ اﳉﺎراﷲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ
«ﺗﺎرﻳﺦ اﳋﺪﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻦ
اﻟﻨﺸﺄة ﺣﺘﻰ اﻻﺳﺘﻘﻼل» ان اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻘﺼﻮى
ﻟﻬﺬا اﳌﺴﺘﺸـــﻔﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﺋﺔﺳﺮﻳﺮ إﻻ ان
زﻳﺎدة اﻗﺒﺎل اﳌﻮاﻃﻨﲔ واﻓﺘﺘﺎح اﻷﻗﺴـــﺎم
اﳉﺪﻳﺪة ﺟﻌﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻣﻊ زﻳﺎدة ﻓﻲ
اﳌﺒﺎﻧﻲ، ﻓﺄﻗﻴﻤﺖ أﺟﻨﺤﺔﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﳉﻬﺔ
اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎء اﻷﺻﻠﻲ وﻫﻲ ﻋﻨﺎﺑﺮ
واﺳـــﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰداد ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ﺣﺘﻰ
ﲡﺎوز ﻋﺪد اﻷﺟﻨﺤﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻻﻗﺴﺎم اﻻﺧﺮى ﻛﺎﻷﺳﻨﺎن
واﳌﺨﺘﺒـــﺮ واﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺎت وﻗﺴـــﻢ اﻟﻌﻼج
اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، وﺟﻬﺰت ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﺑﺮ ﲡﻬﻴﺰا
ﻛﺎﻣﻼ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ وادوات اﻟﻌﻼج،
وﺗﺒﻊ ذﻟﻚ اﻳﻀﺎ اﺳﺘﻬﻼك ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻴﻮت
اﳌﺠﺎورة ﻟﺘﻼﻓـــﻲ اﻟﻨﻘﺺ اﻟﺬي ﳝﻜﻦ ان
ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ اﳌﺴﺘﺸـــﻔﻰ ﻣـــﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎء،
وارﺗﻔﻊ ﻋﺪد اﻷﺳـــﺮة ﻓﻴﻪ ﻟﻌﺎم ١٩٦١ اﻟﻰ
٦٢٠ ﺳﺮﻳﺮا.
وﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٥٤ اﻧﺸﺊ ﻣﻠﺤﻖ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ
اﻷﻣﻴﺮي ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺼﻠﻴﺒﺨﺎت ﻣﺒﻨﻰ ﻣﺮﻛﺰ
اﻟﻄﺐ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ واﻟﺘﺄﻫﻴﻞﺣﺎﻟﻴﺎ، وﰎ ﻧﻘﻞ
ﺑﻌﺾ اﻷﻗﺴﺎم واﻟﻌﻴﺎدات اﻟﺘﺨﺼﺼﻴﺔ ﻣﻦ
اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ ﺑﺎﳌﻠﺤﻖ، واﺳﺘﻤﺮ
اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻳﻘﺪم ﺧﺪﻣﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰﻋﺎم ١٩٧٧
ﻓﻴﻤﺎ ﺻﺪر اﻟﻘﺮار ﺑﻬﺪم اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﻷﻣﻴﺮي
اﻷول او اﻟﻘﺪﱘ واﻟﺒﺪء ﺑﺒﻨﺎء اﳌﺴﺘﺸـــﻔﻰ
اﻷﻣﻴﺮي اﻟﺜﺎﻧـــﻲ او اﳉﺪﻳﺪ، ﻋﻠﻰ اﳌﻮﻗﻊ
ﻧﻔﺴﻪ.
واﻓﺘﺘﺢ ﻓﻲ ١٨ ﻓﺒﺮاﻳـــﺮ ١٩٨٤ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ
ﺳـــﻤﻮ أﻣﻴﺮ اﻟﺒﻼد اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﺸـــﻴﺦ ﺟﺎﺑﺮ
اﻷﺣﻤﺪ رﺣﻤﻪ اﷲ.
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻜﻮﻳﺘﻴـــﺔ ـ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﺠﺬرة ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ
اﻟﻜﻮﻳﺘﻲ ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻗﻴﻊﻣﻌﺎﻫﺪة اﳊﻤﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٨٩٩ واﻓﺘﺘﺎح
اول ﻣﻘﺮ ﻟﻠﺒﻌﺜﺔ اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳـــﻴﺔ ﻓـــﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﻌﺮف (ﺑﺪار اﻻﻋﺘﻤﺎد اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ) ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٠٤، واﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ـ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔﻓﻲ ﺗﻄﻮر ﻣﺴـــﺘﻤﺮ، وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺪاﻳﺔ
ﻋﻬﺪ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﺮﺗﺒﻄﺔﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﳌﻌﺎﻫﺪة اﳕﺎ ﺳـــﺒﻖ
ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊﻋﺸـــﺮ اﳌﻴﻼدي ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﺖ اﻟﻰ
اﻟﺒﻼد ﺳﻔﻦ ﲡﺎرﻳﺔ ﺗﻘﻞ ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ ﻓﻲ
ﻓﺘﺮات ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ.
ﻛﺎن ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة دور راﺋﺪ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺴﻔﻦ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ
اﺑﺎن اﳊﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻻوﻟﻰ ﻋـــﺎم ١٩١٦ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎم ١٩٣٩
ﻓـــﻲ ﺣﲔ ﻟﻢ ﲡﺮؤ اي ﺳـــﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﻴـــﺎه اﳋﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ
ﻋﻠﻰ اﳌﺘﺎﺟﺮة وﻧﻘﻞ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ واﳌﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ، وﻳﺄﺗﻲ دور
اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة ﺑﻌﺪ اﺳـــﺘﻘﻼل اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٦١، وﻋﻠﻰ
اﺛﺮ ﺗﻬﺪﻳﺪات اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻻرﻋﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻜﺮﱘ ﻗﺎﺳﻢ وﺻﻠﺖ ﻃﻼﺋﻊ
اﻟﻘﻮات اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔﻟﻠﻜﻮﻳﺖ واﺗﺨﺬت ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﺪودﻧﺎ
اﻟﺸـــﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻓﺄﺻﺎب ﻗﺎﺳﻢ ذﻋﺮ ﺷـــﺪﻳﺪ وﺗﺨﺒﻂ وﻻ ﻧﻨﺴﻰ
دورﻫﺎ اﻳﻀﺎ ﺧﻼل ﻣﺤﻨﺔ اﻻﺣﺘﻼل ﺑﺈرﺳﺎل ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻻﺳﻠﺤﺔ
ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﲢﺮﻳﺮ اﻟﻜﻮﻳﺖ.
ﺷﻤﻠﺖ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ـ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﺠﺎﻻت ﻛﺜﻴﺮة
ﻣﺘﻌﺪدة، ﻓﻤـــﻦ اﻫﻤﻬﺎ اﳉﺎﻧﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺗﻌﺪد اﻟﺴـــﻠﻊ
اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ واﳉﻮدة،
وﻧﻈﺮا ﻟﻠﺘﺴﻬﻴﻼت اﻟﺘﻲﻗﺪﻣﻬﺎ اﻟﺴﻮق اﳌﺎﻟﻲ واﻻﺳﺘﺜﻤﺎري ﻓﻲ
ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦﻛﺎن ﻧﺼﻴﺐ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ
ﻛﺒﻴﺮا، ﺳـــﻮاء ﻛﺎﻧﺖﺣﻜﻮﻣﻴﺔ او ﺧﺎﺻﺔ، وﺑﺤﺠﻢ ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ
ﻛﺒﻴﺮ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﺮدد اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﺴـــﻨﺔ ﻟﺰﻳﺎرة
ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻻﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻓﻀﻞ اﻟﺪول اﻻوروﺑﻴﺔ ﻣﻼءﻣﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ
ﻗﻀﺎء اﻻﺟﺎزات واﻟﻌﻄﻞ اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﻼﺋﻢ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﻴﻮل
واﻟﺮﻏﺒﺎت، ﻓﻤﺜﻼ ﻫﻨﺎك اﳌﺘﺎﺣﻒ واﳌﻌﺎرض واﳊﺪاﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﻻ
اﺳﺘﻄﻴﻊ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﳌﻄﺎﻋﻢ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻧﻮاﻋﻬﺎ،
وﳒﺪ اﳌﻜﺘﺒﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وآﺧﺮ اﺻﺪارات اﻟﻜﺘﺐ واﻟﺪواوﻳﻦ
اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﳒﺪ دور اﻟﻌﺒﺎدة، ﻓﻬﻞﻳﻮﺟﺪ ﺑﻠﺪ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻓﻴﻪ
ﺗﻠﻚ اﻻﻣﻮر ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﲟﺎ ﻳﺘﻼءم ﻣﻊ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ؟!
زاول اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﻮن ﻓﻲ اﳌﺎﺿﻲ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ
ﻣﺘﻌﺪدة اﺧﺘﺺ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎﺑﻌﻤﻞ ﻣﻌﲔ، ﻛﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻷﺳﻮاق،
واﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﳊﺮﻓﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺸـــﺮت ﻓﻲ
اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻟﺘﻜﻮن ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣـــﻦﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ او
اﳋﺪﻣﺔ اﳌﻌﺮوﺿﺔ، وﻗﺪ ﺣﻤﻠﺖ ﻛﺜﻴﺮﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﻮاق اﺳﻤﺎء
اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﳌﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ او اﳊﺮف اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰاول ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ،
وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢﻣﻦ ﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﺎﻷﺳﻮاق
واﶈﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﳊﺮﻓﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﳌﻨﺘﺸـــﺮة ﻓﻲ وﺳﻂ
اﳌﺪﻳﻨﺔ وأﻃﺮاﻓﻬﺎ وﻛﺎﻧﺖ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﻤﺘﺪة ﻣﻦ ﻗﺼﺮ اﻟﺴـــﻴﻒ
واﻟﻔﺮﺿﺔ ﺷﻤﺎﻻ اﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﻮق اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﳌﻨﺎﻃﻖ اﶈﻴﻄﺔ
ﺑﻬﺎ واﳌﺘﺸـــﻌﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺸـــﻜﻞ اﻟﻌﺼﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد
اﻟﻜﻮﻳﺘﻲ، واﳌﺮﻛﺰ اﻟﺬي ﻳﺠﻤﻊ ﺟﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﺬ
ﻧﺸﺄة اﻟﻜﻮﻳﺖ اﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ.
وﻛﺎن اﻟﺴﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲﻟﻠﻜﻮﻳﺖ، اﻟﺬي ﺑﻨﻲ ﻋﺎم ١٨١٥ واﻟﺬي
ﻛﺎﻧـــﺖ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺑﻮاﺑﺎﺗﻪ وﺑﻌﺾ اﻷﺟـــﺰاء ﻣﻦ ﺣﻮاﺋﻄﻪ ﻻﺗﺰال
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸـــﺮﻳﻦ، ﺗﻌﻄﻲ
اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻗﻌﺔ اﶈﺪودة اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪت اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺠﺎري
ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻘﺮﻧﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﳊﻜﻢ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺒﺎرك
اﻟﺼﺒـــﺎح، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺟﻨـــﻮب دروازة اﻟﻌﺒﺪاﻟﺮزاق
وﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻨﻮب «اﻟﺼﻨﻘﺮ» اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ ﺳـــﺎﺣﺔ اﻟﺼﺮارﻳﻒ،
واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪأ ﻋﻨﺪﻫﺎ «اﻟﺼﻔﺎة» ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﲢﺘﻮي
ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺎت ﺧﺎﻟﻴﺔ وﻣﺰارع وﻣﻄﺎﻳﻦ وﻣﺠﺎص وﺑﻴﻮت ﻣﻦ
اﻟﺸﻌﺮ او اﻟﻌﺮﺷﺎن ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ اﻫﻞ اﻟﺒﺎدﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻗﺪوﻣﻬﻢ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ
أﺛﻨﺎء ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري.
وﻗﺪ اﺳـــﺘﻤﺮت اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖﺑﲔ ﺷـــﺪ
وﺟﺬب ﻃﻮال اﻟﻘﺮﻧﲔ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸـــﺮ واﻟﺘﺎﺳﻊﻋﺸﺮ اﻟﻰ ان
ﺟﺎء ﻋﻬﺪ اﳌﺮﺣﻮم اﻟﺸـــﻴﺦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺼﺒـــﺎح اﻟﺬي ازدﻫﺮت
اﻟﺘﺠﺎرة ﺑﺼـــﻮرة ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻋﻬﺪه، ﺧﺎﺻـــﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ
ﳌﻌﺎﻫﺪة اﳊﻤﺎﻳﺔ ﻣﻊ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻋﺎم ١٨٩٩، ﻓﻘﺪ ﺑﺪأت اﻟﺒﻮاﺧﺮ،
اﺛﺮ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ، ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻮ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ﻋﻠﻰ ﺷﻮاﻃﺊ
اﻟﻜﻮﻳـــﺖ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﻬﺎﻣﺨﺘﻠﻒ اﻧـــﻮاع اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ، وﲤﺘﻌﺖ
اﻟﺒﻼد ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻨﺴﺒﻲ اﻟﺬي ﻫﻮ اﺳﺎس اﻟﺘﻘﺪم
اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﳕﻮ ﻋﺪد اﻟﺴـــﻜﺎن، وﻗﺪ ادى ذﻟﻚ اﻟﻰ اﺗﺴﺎع
اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺠﺎري ﺑﺼﻮرة ﻛﺒﻴﺮة.
ﺛﻢ ﺗﻮﺳـــﻌﺖ اﻷﺳﻮاق واﻣﺘﺪت اﻟﺴﺎﺣﺎت ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺳﺎﺣﺔ
اﻟﺼﻔﺎة ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ، اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺳـــﺎﺣﺔ اﻟﺼﺮارﻳﻒ ﺷﻤﺎﻻ اﻟﻰ
ﻣﻮﻗﻊ ﻗﺼﺮ ﻧﺎﻳﻒ ﺟﻨﻮﺑﺎ، وﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﳌﺴﻴﻞ ﺷﺮﻗﺎ اﻟﻰ ﻣﻘﺒﺮة
اﻟﺪﻫﻠﺔ ﻏﺮﺑﺎ، وﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺰﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻊ
اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺗﺸﻌﺒﺖ اﻷﺳﻮاق وازدادت أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ واﻧﺸﺌﺖ أﺳﻮاق
ﺟﺪﻳﺪة اﻣﺘﺪت ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻻﲡﺎﻫﺎت ﻟﺘﻠﺒﻲ
اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﺴﻜﺎن وﻟﺘﺸﻜﻞ اﳉﺰء اﳌﻜﻤﻞ ﻟﻸﺳﻮاق
اﻟﻘﺪﳝﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺗﻔﻲﺑﺤﺎﺟﺎت اﻟﺴﻜﺎن وﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ
اﻻزدﺣﺎم، ﻟﺬﻟﻚ ﺷـــﻬﺪت ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺒﺎرك اﻟﺼﺒﺎح
ﺗﻮﺳﻌﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻷﺳﻮاق اﳉﺪﻳﺪة واﻣﺘﺪاد اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ
ﺟﻤﻴﻊ اﻻﲡﺎﻫﺎت، وﻣﻦ اﻷﺳﻮاق اﻟﺘﻲﺑﻨﻴﺖ ﻓﻲ ﻋﻬﺪه ﺳﻮق
اﳋﻀﺮة واﻷﺳﻮاق اﳌﺘﻔﺮﻏﺔ ﻣﻨﻪ واﶈﻴﻄﺔ ﺑﻪ واﻟﺘﻲ اﻣﺘﺪت
ﻏﺮﺑﺎ اﻟﻰ ﺑﺮاﺣﺔ اﻟﺴـــﺒﻌﺎن (ﺑﺮاﺣﺔ اﻟﺒﺤﺮ ﺣﺎﻟﻴﺎ) وﺟﻨﻮﺑﺎ
اﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺼﻔﺎة.
ﺳﻮق اﳊﺮﱘ أﺣﺪ أﺳﻮاق اﻟﻜﻮﻳﺖ اﻟﻘﺪﳝﺔ ﻛﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﺗﻪ ﺷﻴﻠﺔ أرون
ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎء ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻴﻞ ﻣﻨﺼﻮر اﻟﻬﺎﺟﺮي
اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﺎﻳﻜﻞ أرون
اﻟﺴﻔﻴﺮ ﻣﺎﻳﻜﻞ أرون وواﻟﺪﺗﻪ ﺷﻴﻠﺔ أرون
ﻣﺎﻳﻜﻞ أرون.. اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ «اﻟﻜﻮﻳﺘﻲ»
ﺑﺸﺮى اﻟﺰﻳﻦ
ﻣﻦ ﻛﺎن ﻳﺘﻮﻗﻊ أن اﻟﻄﻔﻞ اﻹﳒﻠﻴﺰي ﻣﺎﻳﻜﻞ ارون اﻟﺬي ﻏﺎدر اﻟﻜﻮﻳﺖ
وﻫﻮ اﺑﻦ ٤ ﺳﻨﻮات ﻳﻌﻮد اﻟﻴﻬﺎ ﺳﻔﻴﺮا ﳑﺜﻼ ﻟﺒﻼده ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺘﻪ اﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﻤﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﺳﺎﺑﻴﻊ.
وﻟﺪ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﺴـــﻘﻂ رأﺳﻪ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٥٩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن واﻟﺪه ﻳﻌﻤﻞ
ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺘﺮة اﻻﻧﺘﺪاب اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻟﻴﺠﺪﻫﺎ ﺑﻠﺪا ﻋﺼﺮﻳﺎ ﻣﺘﻄﻮرا وﻣﺘﺴﺎﻣﺤﺎ
ـ ﻛﻤﺎ ﻳﺮاﻫﺎ ـ وﻳﺸـــﻌﺮﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻔﺨﺮ ﺑﺄن ﺟﺰءا ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻗﻀﺎه ﻓﻲ
ﺑﻠﺪ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻼﻗﺎت ﻣﺘﻤﻴﺰة وﻳﻌﺪ ﻣﻦ اﻛﺜﺮ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ دﳝﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ
وﻓﺎﻋﻠﻴﺔ وﺣﻴﻮﻳﺔ، ﻛﻤﺎﻳﻔﺨﺮ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن ﺑﻼده ﺳـــﺒﺎﻗﺔ اﻟﻰ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ
ﲢﺮﻳﺮ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻋﺎم ١٩٩١، وﻳﺆﻛﺪ اﻟﺘﺰام اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ
ﺑﺄن ﻳﻈﻠﻮا اﺻﺪﻗﺎء ﻟﻠﻜﻮﻳﺖ ﻣﻠﺘﺰﻣﲔ ﺑﺄﻣﻨﻬﺎ واﺳﺘﻘﺮارﻫﺎ، وﻓﻖ ﺷﺮوط
ﺗﻔﻀﻠﻬﺎ اﳊﻜﻮﻣﺔ واﻟﺸـــﺮﻛﺎت اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ وﺗﺮاﻫﺎ ﻣﺘﻮاﻓﺮة ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ
ﻻﺳﺘﻤﺮار اﳌﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ وﻟﻴﻜﻮن ﻟﻠﻜﻮﻳﺖ دور ﻓﺎﻋﻞ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد
اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ وﻓﻲ ﺟﺬب اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ إﻟﻴﻬﺎ.
ﻗﺒﻞ ﺗﻌﻴﲔ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲﻣﺎﻳﻜﻞ ارون ﳑﺜﻼ ﻟﺒﻼده ﻟﺪى اﻟﻜﻮﻳﺖ
ﺧﻠﻔﺎ ﻟﻠﺴﻔﻴﺮ ﺳﺘﻴﻮارت ﻟﻴﻨﺞ ﻛﺎن اﻟﺴﻔﻴﺮ أرون ﻗﺪ اﺣﺘﻞ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻋﺪة
جريدة الأنباء:
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/local2010.aspx?articleid=46362&zoneid=14 (http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/local2010.aspx?articleid=46362&zoneid=14)
pdf
http://www.alanba.com.kw/AnbaPDF/NewsPaper/2009/03-Mar/28/mady2832009.pdf
حبي وتقديري لكم
وبن شمّوه
يحييـــكم
جون الكويت
24-02-2011, 05:35 AM
غالب الغلاييني: أنا آخر من بقي من أطباء المستشفى الصدري
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/12/25/b6a1e3ca-bf01-45bb-8b53-782e9202344b.jpg
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الاول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للايام الخوالي، الى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان يشمل معهم عددا من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت الى الكويت قبل 40 او 50 سنة، فجاهدوا وعملوا كل في مجاله ومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان لهذا العطاء ان يستمر لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت واهلها لهم.
في مستهل لقائنا مع الدكتور غالب خميس شاكر الغلاييني من مواليد يافا فلسطين عام 1932، قال: ايام الانتداب البريطاني ادركتنا حرب 1948 تم فيها تقسيم فلسطين التي تسمى الحرب العربية الاسرائيلية الاولى، هجرنا الى مدينة غزة بعد ان سقطت يافا بيد القوات الاسرائيلية. وأصل اسرة الغلاييني من منطقة «الوجه» في المملكة العربية السعودية على البحر الاحمر، وتوزع اجدادنا وهم اخوة منهم واحد الى غزة واخر الى شمال لبنان، والثالث الى سوريا، وجدنا الكبير مكث في غزة، وبنو عمومتنا في لبنان، وقد زارنا كبيرهم الشيخ مصطفى الغلاييني الذي كان مفتي الجمهورية اللبنانية في الثلاثينات، نحن في الاساس تجار برتقال، وفي الحرب العالمية الثانية توقفت صادراتنا من 1939 حتى 1945، وانا عملت في هذه الاراضي الزراعية.
قال د. الغلاييني درست في يافا ثم الثانوية في غزة بعد ان طبق علينا منهج النظام المصري، وانا من الدفعة الاولى الذين اعفوا من الثقافة، وتحولنا الى التوجيهي، وهنا لا بد ان اذكر الاستاذ احمد اسماعيل المشرف التعليمي على القطاع رحمه الله فقد قدم الكثير للفلسطينيين ولا ننساه، هؤلاء اخذوا كل طالب ممتاز في 1950 الى جامعة فؤاد الاول، وجامعة فاروق الاول في الاسكندرية، وفي القاهرة جامعة ابراهيم باشا التي سميت جامعة طب العباسية، ومن ثم جامعة هليوبوليس .. اسماء تغيرت لظروف ما في تلك الفترة، وتدربنا في تلك الجامعات، دخلت الجامعة المصرية ايام الملك فاروق وتخرجت ايام جمال عبدالناصر، كانوا يقولون: انت مخضرم يا غلاييني.
جئت الكويت في 1959
وتحدث عن أعماله، فقال إنه بدأ في قطاع غزة بعد تخرجه بالعمل في وكالة الأمم المتحدة للاجئين كطبيب، وفي تلك السنوات كان إخوتي يعملون في الكويت، ومعهم زوج خالتي مصطفى شهاب، الذي كان من البارزين في قسم المساحة بدائرة البلدية، وابن عمي محمود الغلاييني صاحب برنامج «شبكة الهواء» في إذاعة الكويت، طلبوني للعمل في الكويت، وتسلم الموافقة من السفارة السويسرية التي كانت تقوم برعاية المصالح البريطانية قبل الاستقلال، وذلك لسوء العلاقات المصرية الإنكليزية، ففي عام 1959/4/24 وصلت إلى مطار النزهة الدولي خلف السور، ولله الحمد كل الظروف ساعدتني مع وجود الدكتور أحمد سلامة أحد الرواد الأوائل في الكويت، ومن الاخيار الذين كافحوا داء السل ذلك المرض الذي عصف بالكويت، والذي كان من الأسباب الرئيسية للوفيات، والدكتور سلامة من مواليد بيروت رحمه الله له باع طويل في الأمراض الصدرية تقاعد عام 1969 من وزارة الصحة، فتح عيادة عام 1970 في منطقة جليب الشيوخ حتى 1982، وتقاعد نهائيا عن العمل، ومن الظروف التي ساعدتني في الكويت وجود القريب إلى نفسي وأهلي محمد الحناوي، كان في دائرة الكهرباء، وكذلك الدكتور أسامة عبدالمجيد جراح الصدر الذي تعامل في الكويت معي كأخ عزيز، والدكتور إبراهيم قليبو، وفؤاد طريفي هؤلاء هم من زكوني ورشحوني وارشدوني.
اضاف: من مطار النزهة إلى سكن في الشويخ كان جاهزاً، ويعتبر سكن العذاب مقابل محطة التقطير ومطاحن الدقيق، بالقرب من السكن يوجد مطعم، صار فيما بعد كما أعتقد مطعم «ميس الغانم».
وذكر أول يوم عمل، كان في مستشفى الصدري في فترة كان مرض السل منتشراً بشكل واسع، وكان مقر المستشفى في منطقة الشرق بجوار كراج الملا، وحفيز الغانم، كان عدد المرضى ما بين 450ــ500، وأكثر من 100 مريض في الانتظار، وقامت الحكومة بتوسعة المستشفى، ومن ثم نقله إلى الشويخ، حتى أصبح في الكويت مصح للصدري في الشرق والمقوع، ومصح للنساء في الشويخ.
وقال د. الغلاييني: كنت أنام مع المرضى طوال أيام الاسبوع وأشرف عليهم، وكانت راحتي كل أسبوع 18 ساعة فقط، هذا نظام كان متبعا، وطلب مني الدكتور سلامة أن اقوم بهذا العمل والمهمة لمدة سنة واحدة، ثم يأتي دكتور آخر، وبعد فترة نقلوا مرض السل من الشرق إلى مصح المقوع في الأحمدي حتى يبعدوهم عن البلد، وأنا نقلت معهم، ولكني في غرفة منفردة، وكنا نستقبل المصابين بلدغات العقارب والحيات، لأننا بالقرب من الصحراء والبر والمخيمات، وبعد العلاج ننقلهم إلى مستشفى الأميري.
وتذكر تردد الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله على مصح المقوع للمتابعة عندما كان رئيساً لدائرة الصحة العامة، فطلب مني أن أضع لوحة إرشادية تدل على المصح، وكان معه في كل زيارة رجل كبير السن عرفت فيما بعد أنه العم المرحوم خالد عبداللطيف الحمد وكنت أجلس معهما واستمع إلى الإرشادات والنصائح، وكان مسؤول المصح في الصباح حتى الظهر د. محمد عاصي.
المرض الملعون
وقال الغلاييني عن السل، إنه داء رئوي كبدي يصيب العظام، أيضاً، والأمعاء، والغدد، مرض ملعون سببه التلوث، لا يفرق بين أهل الكويت والبادية، وكان منتشراً بشكل واسع في الباديتين المجاورتين، وتأتي أفواج من المرضى إلى الكويت للعلاج، وبسبب سهولة العدوى كان السل يصيب أفراداً عدة من العائلة الواحدة والبيت الواحد، كنا نفكر دائماً بعزل المريض بالسل، وكان أحياناًَ لا يفيد فيه العلاج، والميسور الحال كان يرسل مريضه إلى الخارج للعلاج، خصوصاً في الجو النقي الصافي، وأكثر مرضى السل بالكويت كانوا من الأجانب.
وقال، بعد التطور والأدوية المتوافرة، والتطعيم المستمر للأطفال بدأنا نسيطر على السل المنتشر، وحتى في المنافذ منعوا الكثير من المصابين، من خلال اكتشاف المرض بالأشعة السريعة المتطورة، والحالات المستعصية كنا نعالجها بإبر الهواء في البطن والرئتين، وكانت بعض المريضات يحتجن إلى دم بعد النزف من الفم، لكن أزواجهن كانوا يرفضون دم الرجل لزوجته أو لأمه وأخته، وكان يقول، لا أوافق على دم الرجل للمرأة، وأحياناً كنا نزور المرضى في بيوتهم وننقلهم إلى المصح بكل وسيلة ورجاء، وطاقم الزيارة من الممرضات المتخصصات ودكتور وسيارة مجهزة، وكانت الزيارات متكررة، ولذلك قللنا من العدوى مع وجود الأشعة المظلمة، لكن بين المرضى أنفسهم كانت المناعة موجودة، وغالباً ما يصيب السل عظام المرأة، فكنا نضعها في جبس، وأنا من الأوائل الذين عملوا في مصح النساء، وكان معي دكتور لبناني، لا يحضرني اسمه، ود. إبراهيم قليبو، ود. أسامة الدرهلي.
وقال، بعد السل الذي ذهب بلا رجعة زاد عندنا هذه الأيام الالتهاب الرئوي، والربو، وسرطان الرئة، وسرطان الحلق والفم، وسرطان المثانة، وانتفاخ الصدر الذي يعود سببه إلى التدخين، وكذلك القصبات الهوائية، أمراض غالباً ما يكون التدخين سببها، خصوصاً الشيشة أو أي تبغ أو تنباك.
تطور الأمراض الصدرية
وذكر الدكتور الغلاييني تاريخ المصح الصدري وتطوره من عام 1952 قبل قدومه أنشئ المصح الداخلي للأمراض الصدرية.
وفي عام 1953 أنشئ مصح النساء للأمراض الصدرية وفي عام 1956 أنشئت مراكز مكافحة السل، ومكتب لبحث المصابين بالسل من الناحية الاجتماعية، وفي 1959 افتتح مصح للأمراض الصدرية، ومصح المقوع، وفي هذه المصحات ما يقرب من 27 طبيبا في عملهم 24 ساعة، وهنا أذكر الدكتور كرنيك أو غصبيان الذي ادخل جراحة تنظير الشعب الهوائية، والدكتور محمد شعبان الذي تدرّب على عمليات الصدر، والدكتور اسامة والدكتور قليبو، ودخلت المصح الصدري أساليب جديدة، والأدوية الحديثة لها دور كبير في محاربة ميكروب السل، وكنت أنا أذهب إلى انكلترا على حسابي الخاص لمدة 6 أشهر للدراسة في جامعة «ولز».
ولكن الحكومة أخيرا صرفت الراتب فقط، وأما التذكرة والسكن، فمن جيبي الخاص، وحصلت على دبلوم في الأمراض الصدرية.
وعن الأجهزة المتطورة، قال: قامت الحكومة الألمانية بإرسال جهاز للكويت وأجهزة أخرى لدول المنطقة لم يعمل إلا الجهاز الكويتي لقدرة الأطباء على تشغيله وتصليحه وصيانته، وأنا من الذين قاموا بتشغيل الجهاز وتركيبه، وأنا أول من شغل مختبرات الوظائف النفسية في الكويت، ومن ثم ذهبت الى جامعة لندن 3 شهور للدراسة في عام 1964 أعطيت كل خبراتي للمرضى، وأحضرت جهاز تخطيط وعملت عليه، ولكن سرقه الغزاة ايام الغزو العراقي للكويت، ونحن الآن في نهاية 2010 لا نعرف السل أبدا، ولكن أكثر ما نعاني منه هو «الربو» الذي سببه التلوث والتدخين وأشجار السلم (الصفصاف ــ برهام)، وأصبح المصح الصدري الحالي في حالة ممتازة ببركة المسؤولين الذين تعاقبوا عليه، حتى وصلنا الى فتح ديوانية في المستشفى أقامها الدكتور عباس رمضان بعد أن عين مديرا، نجتمع كل شهر ليلة واحدة (الأربعاء)، زادت المحبة والألفة والتعارف في المستشفى بين جميع العاملين مع وجود الفول والحمص والفطائر والعصائر، وأهم ما في المستشفى وبين العاملين نجد العدالة والتقدير والتفاهم، ولا أحد ينزعج من العاملين اثناء العمل، الله يعطي مدير المستشفى الصحة والعافية، هو صاحب فكرة الديوانية، وهذه الجمعة الطيبة، ولا غرابة لأهل الكويت لأنهم تعودوا عليها، وهي امتداد لديوانيات أخرى المنتشرة في كل الديرة، وادعوا اخواني في جريدة القبس لأن يشاركونا في هذه الجلسات الراقية المفيدة للجميع.
أكلات علاجية
وذكر الدكتور الغلاييني بعض الأكلات التي تعتبر وقاية من أمراض السل وغيره، ذكر اللحم، والحليب، والروب، والخضار، والفواكه أكلات مغذية وترفع المناعة، وأما البيت فيجب التركيز على أكلات قليلة الدسم، والابتعاد عن النشويات، عليك بلحم الدجاج والسمك لشرايين القلب، وخفف من اللحم الأحمر، وأما كبير السن فيبتعد عن الألبان الا خالية الدسم.
المبنى القديم
وشرح عن مبنى المستشفى الصدري في الشرق فقال: لا أنسى الملحق ففيه عيادات، وفوقه بالدور الثاني قسم الأشعة للقادمين الى الكويت، والملحق يطل على المقبرة، وأما من الداخل فحوش كبير يدخله الاسعاف، والى يمين المدخل ادارة المستشفى من 4ــ5 غرف، وفوق الادارة غرفة خاصة لي لأن اكون مع المرضى طوال الاسبوع، ومن ثم حمام وبلكون، وكان المرضى يلتقون في الليل وسط الحوش، كنا نعرض لهم افلاما مشوقة، وأخيراً استخدم المبنى للولادة، ومن ثم للأمراض الباطنية، وأخيراً نقلوا كل العاملين الى مستشفى الجهراء، والآن المبنى أطلال، ودمار، وخراب، ومواقف الصدري للسيارات بعد تصليحها لأن المصح قريب من الكراجات.
أمنيات بعدم التدخين
وأخيراً تمنى الدكتور الغلاييني أن يمتنع الكويتي والكويتية وغيرهما عن التدخين، وكان يكرر: بعد نصف قرن من الخبرة في مجال الصدر وأمراضه أنا أعرف ما هو التنباك وما هو القدو، وما هي اللعينة «الشيشة»، وأبارك لكل انسان لا يدخن، وأقول «ربنا يحفظ الكويت وتبقى للخيرين»، يساعدون المحتاجين لأن الكويت منبع الخير والعطاء، وأتمنى أن تعود العلاقات التي كانت بين اهالينا مثلما كانت في الخمسينات، باذن الله نرجع الى تلك الفترات، وهذا ما أتمناه وأحلم به، ولا أدري لماذا تغيرت الأيام والقلوب «ربنا يحفظ الكويت من كل حسود وعدو»، وحتى الدكتور الجراح العجوز علينا ألا نهمله بعد سنوات من الخدمة، لنستفيد منه في الندوات والمحاضرات والاعلام، حتى لو كانت يداه ترتجفان من الكبر.
دائرة «الصحة»
وقبل الحديث عن «الصحة» قال الغلاييني: انا آخر من تبقى من اطباء المستشفى الصدري القديم، ولا انسى هؤلاء الافاضل في ذاكرتي، الذين عملت معهم، وقبلهم كما سمعت وقرأت منهم الشيخ عبدالله السالم الصباح، مؤسس الصحة واول رئيس لها في عام 1936، وأول مستوصف حكومي كان في ديوان اسماعيل معرفي، ومن ثم الشيخ فهد السالم الصباح رئيسا للصحة، وبعد الشيخ صباح السالم الصباح، واول وزير عبدالعزيز الصقر - محمد يوسف النصف - حمود يوسف النصف - عبدالعزيز الفليج - عبدالرزاق العدواني - عبدالرحمن العوضي (من 1975 - 1986) عبدالرزاق العبدالرزاق - عبدالوهاب الفوزان - عبدالرحمن المحيلان - الشيخ سعود الناصر الصباح - انور النوري - عادل الصبيح - محمد الجارالله - الشيخ احمد فهد الاحمد الصباح - الشيخ احمد عبدالله الاحمد الصباح - معصومة المبارك - عبدالله الطويل - علي البراك، وهلال الساير.
وقال: عملت في الصحة من دائرة الشيخ صباح السالم الصباح حتى الآن، ولا انسى برجس حمود البرجس (ابوخالد) الذي قدم الكثير، وكانت الصحة من الوزارات والدوائر النشطة والمنظمة والعاملة من يوم عملت فيها عام 1959، لا تأخير في اي طلب من الادوية والاجهزة، ولا انسى د. احمد سلامة مدير المستشفى والدكتور كرنيك والدكتور شعبان، والسيد يوسف الحجي، حفظه الله، وعبدالرحمن العتيقي، سعد الناهض.
وختم قائلا: من السابقين والحاضرين في الصحة رجال افعال واقوال وغيرة وكرامة، والتواضع الذي رفعهم الله به، وهم الذي اصلحوا، وما زال من بعدهم يصلحون، وانا قضيت معهم كل عمري لخدمة هذه الارض التي تستحق، كانوا اخوة بررة متحابين في الله، متواصلين متراحمين، كنت اسمع اقوالهم حتى المديرين الذين مروا علي وانا مع الأمراض أشاهد من يغادر وأشاهد من ينقل الى مثواه الاخير، لا اسمع الا الخير والسعادة والتوفيق، وكان منهم تهذيب النفس والخير المطلق، أتمنى ان اقضي كل عمري وانا ادفن تحت تراب هذه الديرة الطيبة.
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/12/25/ee9c3ffa-922f-4e9d-9eda-a89478b913b8.jpg
افتتاح الصدري 1959م
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/12/25/f7b92feb-9b8b-4081-908c-04efdca05c3d.jpg
أطلال المستشفى اليوم
جون الكويت
24-02-2011, 05:39 AM
إسماعيل السيد: 87 سنة لم أذهب خلالها إلى طبيب ولم أتناول دواء
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/12/17/0c951177-b075-43ba-880f-a31530ce87b4.jpg
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت»، نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الاول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحتلي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للايام الخوالي، الى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان يشمل معهم عددا من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت الى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجاله، ولم يستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم.
ويؤسفنا ألا يمهل القدر السيد اسماعيل علي السيد ليقرأ حديثه الاخير هذا، حيث انتقل الى رحمة الله تعالى اخيرا قبل نشر هذا اللقاء، الذي استعرض فيه ذكرياته في الكويت على مدى 60 عاما، رحمه الله..
في مستهل لقائنا معه، قال: هناك اسم رباعي لي وللاسف لم استعمله لظروف سياسية ابعدت هذا الرابع (نبايل) من النبل، وهذه العائلة انقرضت، ونحن من الريف قرية مشهورة تسمى «فيشة الصغرى»، كلهم هاجروا واختفوا، ولا يوجد لي في هذه الحياة، الا هذه السيدة (أم حازم) زوجتي، وكذلك هي لم يبق لها الا أم وأخت.
واضاف: دخلت الكويت 1952م، وشربت من ماء شط العرب الذي كان ينقل الى الكويت بواسطة السفن التي تسمى «أبواما»
التي كانت تحمل صهاريج خشبية تدعى «فناطيس» الواحد منها فنطاس او تانكي، وحفرت برك تفرغ فيها المياه، والسقاؤون كانوا ينقلون المياه الى منازلنا، وكنت اسمع: ماء شط - ماء شط بواسطة عرباين يدوية يدفعها المهارى، وكل واحدة فيها تانكي وحنفية يصب منها حسب الحاجة.
وقال السيد: انا من مواليد 1923/3/3، اي ثلاثة بثلاثة بثلاثة، والآن بلغت 87 سنة تقريبا، ولا شك ان الذاكرة بدأت تضعف، وخلال هذه السنوات ولله الحمد لم امرض، ولم اذهب الى المستشفى، ولم اتناول دواء، والآن بدأت بادوية التقوية، والصحة ممتازة والحياة كويسة، كما تشاهدني يا ابني يا جاسم.
سياسة متعبة
قال: حياتي كلها مشاكل سياسية كبيرة ومتعبة، بدايتها ونحن طلبة في المرحلة الثانوية ننظم تظاهرات ضد الاحتلال الانكليزي، وكنت اتزعم المسيرات الطلابية، ويرفعونني على اكتافهم، وانا اول طالب اعتقل، واصيح بأعلى صوتي لخروج الانكليز، وللاسف كان الحاكم المصري يتبع الاستعمار ايام النقراشي باشا الى ان انتهى بعد فترة طويلة. مررنا بظروف قاسية، اعتقالات وتحقيقات وسجون وتعذيب لمدة سنوات، وهذه اذني طبلتها تلفت ولا اسمع بها بسبب الضرب على الوجه، ولقد سببت لأمي وابي متاعب كثيرة، وانا وحيدهما.
وللاسف، كانت المصائب كلها في عهد رئيس الوزراء المصري السابق اسماعيل صدقي وايضا من اختيار الانكليز، حتى جاءت ثورة جمال عبدالناصر، واصلا هو كان من جماعة الاخوان المسلمين، وعندما وصل الى الحكم انقلب عليهم، وأنا قررت الخروج من مصر، وباعجوبة وصلت الى بيروت عن طريق البحر.
الزواج في الكويت
قال السيد: تعرفت على أم حازم بثلاثين دقيقة في بيروت، رغم معرفتهم بأني رجل حركة ونضال وهارب من مصر، وقبل ان تتخرج في العلوم السياسية، والآن 54 سنة في الحياة الزوجية وشعارنا اسماعيل وانصاف السيد شركاء متضامنون «مدى الحياة»، تزوجنا في الكويت شهر 12 سنة 1955.
وقال السيد: وعلى الرغم من الاستقرار والعيش الهانئ في الكويت، لكن جمال عبدالناصر طلب من المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح ان يبعدنا من الكويت نحن الأربعة من الحركيين التابعين لــ «الاخوان المسلمين»، وهم: محمود الساعي كان رئيس المهندسين في وزارة الكهرباء والماء، وحسن العشماوي مستشار في الفتوى والتشريع، والدكتور عصام الشربيني من الاطباء المشهورين، لكن رفض طلب جمال عبدالناصر، وقال سمو الأمير، رحمه الله: هؤلاء لهم سمعة طيبة، ولا مشاكل عندهم، وهم من اصحاب الاخلاق العالية والامانة، ونحن وصلنا الخبر عن طريق المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح.
وتذكر ابوحازم المهر الذي قدمه لزوجته ام حازم، فقال: مهرها كان كل رصيدي وما املكه في البنك العربي في بيروت، فسجلته باسمها.
العمل مع المطوع
وتحدث عن وصوله إلى الكويت والعمل كشريك مع عبدالله المطوع وعبدالرزاق المطوع، قال: التقيت مع عبدالعزيز المطوع أخو أبو بدر في مصر أيام محاضرات الثلاثاء، كان يلقيها المرشد رحمة الله عليه حسن البنا في الساحة المشهورة الحلمية فطلبت منه أن أحضر إلى الكويت وتمت الزيارة من القاهرة إلى بيروت ودمشق، وبغداد والبصرة بالسيارة ومن ثم إلى الكويت بالطائرة التي هبطت في مطار شرق الشامية موقع ضاحية عبدالله السالم والنزهة، وهذا المطار افتتحت عام 1948م حتى 1962م، الذي تحول إلى مطار عسكري، ودخلت الكويت بكفالة عبدالعزيز المطوع، وأتذكر أرض المطار وكانت رملية وفيه كشك و2 من الموظفين فقط.
وأضاف السيد أنا مقاول ومهندس ولي شركات في مصر، لكن عبدالناصر صادرها ومن ثم سحب مني الجنسية المصرية لمدة 45 سنة وبفضل الله سبحانه وتعالى أعيدت لي بعد أن حصلت على اللبنانية، والآن من مدة 10 سنوات الجواز المصري في «جيبي» كانوا يفهمون الأمور بالخطأ، ويقولون إنني سأغير النظام في مصر، ورضينا بما كتب الله سبحانه وتعالى لنا وأولادي الاربعة يحملون المصرية واللبنانية والأميركية، وكلهم من حملة الدكتوراه وبعيدون عنا، وهذا البيت الكبير ملك لنا، ونعيش بالوحدة وثالثنا الخادم.
وقال أسست شركة الإنشاءات مع المطوع ثم أسست شركة ثابتة مع محمد العدساني وعبدالله الكليب وكيل وزارة.
البريد والبرق والهاتف من عام 1964 الذي نقل الى مجلس الوزراء في 1966، والشركة تأسست تحت اسم بوبيان الجزيرة الكويتية تقع الى الشمال الشرقي، وأنا أول من استعمل الاسم في الأسماء التجارية، وأما الشركة الثالثة فقد اسستها مع عبدالله عبداللطيف المطوع باسم شركة كونكورد، عملت معهم حتى التقاعد منذ 5 سنوات، وأنا لم أدفع شيئا، ولكن الإدارة والحركة مني أنا، وهم دفعوا 75 الف روبية، وجاء الخير مع الخيرين، ولا أنسى من الشركاء بدر الشيخ يوسف، وفهد السلطان، وبعد التصفية تكرر رأس المال 54 مرة، وأخذت نصف الأرباح الخيالية. كانت الأمانة والإخلاص والتعاون شعارنا.
الإرشاد الإسلامية
وقال السيد: أنا من مؤسسي جمعية الإرشاد الاسلامية مع عبدالله المطوع موقعها كان في السوق بالقرب من المسقف، وتأسست بغرض تنوير عقول الشباب والمحافظة على القيم الروحية، لكي يتم البناء الاجتماعي سليما وقويا، والحياة الطيبة، وتأسست عام 1952، وأصدرت مجلة وترأسها عبدالعزيز العلي المطوع، ثم عبدالرزاق المطوع، وكانت تهتم بالشؤون الاسلامية، وتصدر شهريا، وبعد الأزمات المتتالية توقفت عن الصدور.
وعن حرب فلسطين 1948 الذي اشترك فيها اسماعيل السيد قال: حاربت على الجبهة المصرية - الفلسطينية ضد اليهود، ونظرة الاخوان المسلمين لليهود اعداء الدين والاسلام، ولو كان الفلسطينيون صنفا آخر لما حاربهم اليهود، فقط لأنهم من المسلمين.
وقال: حاربنا مع المتطوعين، ولدي صور تاريخية، وللأسف هجموا على بيتي في مصر، والحكومة أخذت كل الصور والوثائق، وكانوا اذا أمسكوا أحدنا يقتلونه بالسكين، وحتى ولو كان ميتاً.
مجتمع تقليدي
وتحدث عن أيام مضت وعن أناس عاشوا على مياه الآبار وفي الصحراء، واعتمدوا على البحر وهم مهرة فيه، فقال: عشت مع هؤلاء العظماء في بداية الخمسينات، كنت احصل على 4 غالونات ماء مع اخواني، وكنا نسبح بماء الجليب (البئر) المالح، وآخر غرفة نصبّ من الماء العذب الذي كان للشرب والطبخ فقط، كانت حياة قاسية، عشنا في بيت متواضع وما يحويه من أشياء مرتبطة به، سكان متعارفون متآلفون يعاون بعضهم بعضا، والديوانيات تضمهم في الليل، والعمل والكد والعرق شعارهم بالنهار، مجتمع عاش في بيوت صغيرة مرافقها تسد حاجاتهم، ولكن المحبة والوفاء يتمتعون بهما، وكان البيت القديم الذي يسمى بالبيت العربي يتسم بالبساطة وينسجم مع البيئة وكان يتكون من عدد من الغرف، والنوافذ أي الشبابيك وتسمى «الدريشة» تكون فتحتها داخل الحوش، لا توجد نافذة واحدة تطل على السكة (حاجة شرعية أوي)، مجتمع له علاقة بالدين وأحكامه، وعلاقات قوية بين أفراد من مواطنيه أو مقيميه خاصة معنا نحن من مصر ولبنان وفلسطين.
قال: أيام عرفت بأعلى مراتب الاخوة واعظمها واكبرها، وكان رباط الدين يجمع بين الناس، وهو رباط باق لا يفنى، كنا نشعر بنور الايمان واشراقه.
واضاف: مجتمع راق متعاون عرف كيف يتعامل مع الغزو الغاشم الذي اراد الغازي الصدامي ان يفرق بين الناس، ولكنه فشل، فهذه سراديب البيوت شهدت العشرات من الكويتيين والكويتيات عاشوا فيها، وسرداب بيتنا في السرة جمع ما بين 40 - 50 شخصا، وحتى العساكر الصدامية الذين كانوا يراقبوننا كنا نقدم لهم الاكل والشرب لكي لا يؤذونا، ولكن تطور الحياة وتغير الاحوال غيرا القديم الذي لا يفرق بين الكويتي والمقيم لا في الدين ولا في المذهب ولا في العرق، والآن للأسف نسمع ما كنا نسمعه من قبل.
ديوانية العتيقي
وقال ابو حازم: لا وقت للفراغ بعد العمل. وفي الليل نجتمع عند العزيز عبدالرحمن العتيقي في ديوانيته التي تجد فيها العقيدة والعمل، كل منهما في الآخر، تجد فيها الوحدانية لله تعالى، والوحدة المتماسكة بين روادها وتنعكس على المجتمع، ديوانية ملؤها الاخوة بالله، ونصرة المظلومين والمستضعفين، هكذا دواوين الكويت كلها تجمعها الروابط الاخوية، ديوانيات الكويت كانت تهب لنصرة المظلوم، وقضينا اوقاتا طيبة فيها.
وقال: الآن وبعد التقاعد اقضي اوقاتي بين 50 ألف صورة فيها ذكريات مفرحة ومؤلمة، واعتقالات وسجون ومحاكمات، واهانة وكرامة، صور فيها الفهم والسلوك والاخلاق، وذكريات من الصالحين والنصر من عند الله.
وفي الختام اشار ابو حازم الى الصور والتحف في بيته وفي كل ركن وصوب ذكريات طيبة رغم قسوتها، وتماثيل من خشب الابنوس قالوا لي انها محرمة في البيت، لا اعرف لماذا حرمت؟
وختم بالقول: انا سعيد جدا يا جاسم وسعيد جدا بــ القبس لقد نقلتموني نقلة عظيمة من 70 سنة وأكثر
vBulletin® v3.8.9 Beta 3, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc.