المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صالح عبدالله مجبل العريفان


AHMAD
13-02-2008, 10:47 PM
-

لقاء مع العم صالح عبدالله مجبل العريفان

22/10/2004 - القبس


الجوهرة سمّيت الجهراء لأن بياض بيوتها أجهر عيون الناظرين



مازالت ذكريات الكويت القديمة راسخة في اذهان العديد من ابنائها، الذين مازالوا يتذكرون الماضي، حلوه ومرّه، لكن الكثير من هذه الذكريات، والاماكن مجهولة للجيل الجديد، الذي لابد من تعريفه بهذه الذكريات والاماكن، ويعتبر هذا الاستطلاع وسيلة من وسائل ربط الجيل الجديد بذكريات الكويت القديمة.

«القبس» قامت بجولة لبعض المناطق القديمة التي لها ذكريات عبقة من الماضي البراق، وكانت محطتها اليوم في الجهراء


صالح العريفان:الـجهراويون سُمّوا سكارى لأنهم لا يهابون يوم الفزعة
في مستهل لقائنا مع السيد صالح عبدالله مجبل العريفان، قال:

انا من الجهراء ابا وجدا كلنا من مواليدها، الجهراء كانت قرية سميت «بالجوهرة»، وتيما وهناك قصائد تدل على ذلك:

«يا سحاب فوق تيما ترزق نوها

في شمالي السليل غدي عج وعسام».

وقال آخر:

«عساه للجوهرة خدوه ومسماره

دار الضعيف الي جزاء دياني»

دار ابو صالح ذرى جاره وخطاره

ريف الهشالا الي من جاء ضيفاني»

اما كلمة الجهراء فتعني: ان الوان البيوت فيها كانت بيضاء اللون، واي شخص ينظر اليها كأنها تجهره اي تعكس الضوء على عينيه.

اما اهل الجهراء فكانوا يسمون بـ «السكارى» يعني انهم لا يهابون الموت في وقت الفزعة، فكان الواحد منهم يرمي نفسه دفاعا عن الكويت والجهراء، اي كأنه سكران.

وقال العريفان: تبعد عن العاصمة 29 كيلومترا، وقد كانت غنية بالزراعة والاعشاب، هواؤها جاف، ومناخها صحي فيها آبار ونخيل تسقي منها اهمها: آبار الريطية وجرثامة وسليل، كانت الجهراء تصدر للكويت والقرى المجاورة كل انواع الخضروات، والتمور، وعلف الحيوان، وفي الصيف كانت منتجعا للوجهاء.




سور الجهراء :
وعن المخاطر المحيطة بالجهراء قال العريفان:

- كانت تتعرض لمخاطر كثيرة من الخارج، بالاضافة الى الرياح، والحيوانات المفترسة مثل الذئاب والكلاب الملغوثة، لذلك لم يكن بد من بناء سور للحماية من هذه المخاطر، وكان طوله حوالي ثلاثة كيلومترات تقريبا وعرضه ثلاثين سنتيمترا، وهو مبني من الطين. وللسور بوابتان الجنوبية تسمى باسم دروازة «علي» اي كان المسؤول عنها علي الناصر العريفان، والبوابة الشرقية تسمى «شارع الثلاب» باسم الذي يحرس البوابة او الدروازة.

وآخر سور بني في الجهراء قبل عام 1920، وعلى السور ابراج كانت تسمى «الغول» والواحد «غولة»، وكانت للمراقبة وعددها ستة، وعلى كل غول شخص يقوم بالمراقبة ويخبر اهل الجهراء بوقوع اي هجوم، وايضا كانت تسمى الغول باسماء الحرس، وتوجد في السور فتحات صغيرة تسمى «المزاغيل» لخروج فوهات البنادق.




أمراء الجهراء :

كانت الجهرة عبارة عن امارة يديرها امير يمثل حاكم الكويت منهم: عبدالكريم بن سعيد، كان محل ثقة الجميع، استشهد عام 1920 في معركة الجهراء، وقع الاختيار على شقيقه فهد بن عبداللطيف بن سعيد الأمير، وعائلة الأمير الموجودة في الجهراء جميعهم ابناء المرحوم فهد، وبعده تولى الامارة.. فريح المهوس الحبشي، ويعتبر آخر أمير الى ان قامت المؤسسات الحكومية منها «وضع مخفر للشرطة».




أعمال الجهراوية
واضاف: عمل أهل الجهراء الرئيسي الزراعة لان أرضها خصبة، وأهلها مارسوها أباً عن جد وامتهنوها وأصبحوا ملاكا للأراضي، ومن أهم منتجات الجهراء: الرقي، البطيخ، الطماطم، البطاطا، والبرسيم، بالإضافة الى الشعير والبصل والفجل والكراث والقرع، ونخيل السعمران والقنطار وكانت تصدر التمور والكنار من السدر على هذه الأرض، فهناك مزارع تزرع فقط في الشتاء كالشعير والحنطة (القمح) وعدد هذه المزارع 10 منها: مزرعة الشياب والمقصود بشياب عائلة «السعيد»، ومزرعة محمد العايض الملقب بـ«النجار أبو مبارك»، ومزرعة البناق، ومحمد أبو جازع، وعبدالله هطنفل واخوانه، ومزرعة مبارك القبة، ومزرعة عبدالله الخلف السعيد، ومزرعة عبداللطيف الحبشي تسمى (النفيلة)، وأخرى لولده دخيل الحبشي، وهذه المزارع كانت في شمال الجهراء موقعها الحالي بعد مضخة الماء عند مركز سلطان، فعندما بني السور أصبحت هذه المزارع خلفه، وللأسف بقيت خارج التنظيم، وضاع الحق على أصحابها، أي لم تثمن.

وعن المزارع التي كانت في القرية ولها بئر يسقون منها مزروعاتهم على الحمير والجمال بواسطة المحالة (بكرة تعلق فوق الآبار ليسهل بواسطتها استخراج الماء بوساطة الدلو والحبل)، وحسب ذاكرتي هناك مزارع للسعيد، والعمير، وثابت الحبشي، وهطنفل، والمهوس، والهده، والعريفان، والكوح، والعطا الله، والشيخ صباح الناصر، والرجعان، واللافي، العيار، والجاسم.



التكافل الاجتماعي

وقال العريفان: التكافل والمساعدة والتعاون من عادات أهلنا في القرية، فكان صاحب المزرعة يدفع الحرج عن بعض الأشخاص الذين لا يمتلكون شيئا.. يقول: ان النخلتين هي منيحة لك، والمنيحة هي منحة ليستفيد منها (من ثمارها) أنت وأولادك لحاجتك اليومية فهما لك. وتكافل آخر فهناك أصحاب مزارع العلف يقدمون طعاما للأبقار والأغنام مجانا لأصحابها لانهم لا يملكون أرضا لزراعة الأعلاف الخاصة بالمواشي، وكان صاحب المواشي والابقار يقدم الحليب للذين لا يملكون الابقار، فهذا التكافل الاجتماعي نادر الآن، هذه حياة أهل الجهراء، فالرزق كان يوزع بين الجميع، والكل كان يضحي، ومن أعمال اهل الجهراء صيد السمك، كانوا يذهبون للصيد على الحمير، وهناك حظائر ملك الجهراوية ومازالت، ومن اعمالهم «الجمالة» اي حمل البضائع من بلد إلى آخر، مع مجموعة من الابل كانوا يتنقلون من الجهراء الى الكويت والزبير ونجد، انتهت مهنة الجمالة مع كثرة السيارات، ومن اعمالهم بناء البيوت وأسوار المزارع والبناء كان من الطين، والتجارة كانت من المهن للمقتدرين بسبب موقع القرية في مفترق العراق والسعودية من الكويت، وبعض أهالينا عملوا بالغوص مع سكان الكويت.



علاج الأمراض بالطب الشعبي

وعن نوعية الأمراض التي كانت منتشرة في الجهراء قال:

امراض وبائية كانت منتشرة وتصيب الكويت ومنها قرية الجهرة، ففي عام 1931 مرض الجدري اصاب الكويت وكذلك عام 1942، ومرض الحصبة اصاب الاطفال، وأبو حمير عبارة عن سعال متواصل يعرف بالسعال الديكي، يسعل الطفل حتى يَحْمَرْ وجهه ويخرج بعض الزبد من فمه فتحمر عيناه وتدمع، ومرض «أبو عدوين» كان يصيب السرة ويؤذي الأمعاء، ويعرف بالمارس، ويعتبر من أمراض الريح اي الزائدة الدودية، وأهل الجهراء كانوا يتعرضون الى الكلاب الملغوثة، ولدغة العقرب والحية بالاضافة الى السمكة اللادغة التي كانت تصيب الصيادين ومعظمهم من اهالي الجهراء لقرب قريتهم من البحر.

واضاف العريفان: من اشهر الاطباء قديماً المعروف عند اهل الجهراء الطبيب الشعبي مطر المصيليخ وأبوطيب السرهيد وترحيب بن رجعان الديحاني، وكان الطبيب الشعبي يخلع الضرس بالجلابتين (آلة لنزع المسامير تشبه المقص) واحيانا يخلع الضرس السليم.

ومن النساء المتخصصات بالولادة ورفع البلاعيم والتغميز (رفع اللوزتين) وهي طريقة بدائية بواسطة اليدين مرات عدة، والكي بالنار مكان الالم، وكانت الطبيبة المشهورة المرحومة نورة عبداللطيف المهنا زوجة ناصر سالم العريفان، ذكرت اسمها لانها جدتي ولا يوجد اعتراض لذكر اسمها، اما البقية فلا داعي لذكر اسمائهن.



طرفة شريم

وقال: في عام 1915 عندما تولى الشيخ جابر المبارك الحكم بعد والده الشيخ مبارك الصباح، قام وفد من قرية الجهراء للتهنئة وتقديم الولاء له، وكان ضمن الوفد مبارك الحمد السعيد الملقب بـ «شريم» والمعروف بسرعة البديهة والذكاء، والشيخ جابر المبارك بعد ان رحب فيهم قال لهم: انتم يا أهل الجهراء حامينا من الشمال، وما قصرتم، العجاج اول ما يأتي لكم (والعجاج عواصف مصحوبة بالغبار يعرف بالطوز) والكلاب والذئاب، وكان رحمه الله شريم معروفاً بالذكاء فاستغل الحديث فقال: لا يا طويل العمر هناك شيء ثالث ولو تركناه لكم سيقضي عليكم، قال الشيخ: ما هو؟ قال: هو الفقر، فضحك الشيخ واكرمه.




التعليم يتبع المسجد

وعن التعليم قديماً في منطقة الجهراء تحدث العريفان فقال:

المدرسة كانت عبارة عن غرفة واحدة تتبع المسجد فلم يكن هناك مبنى للمدرسة، فكان امام المسجد ابن نايم والمؤذن ابن سحيم جد صالح عبداللطيف السعيد من طرف الام، كانا يقومان بالتدريس في اوائل العشرينات يعلمان القراءة والكتابة وقليلا من الحساب، ومن طلبتهم ومازال على قيد الحياة تجاوز من العمر 90 سنة هو عبداللطيف الثابت الحبشي ومن تلاميذهما منصور البناق توفي عام 1938م كان مدرساً فيما بعد تعليمه في الجهراء في مدينة المجمعة ثم تتلمذ على يد الشيخ عبدالله خلف الدحيان ومارس (البناق) التعليم ويساعده في التدريس مهوس سليمان السعيد كان يقوم بالتدريس اثناء غياب أ - منصور ثم جاء الشيخ ياسر العتيبي قام بالتدريس، ثم تطور التعليم في الجهراء على يد صالح الدعيج وعلي الدعيج وابراهيم الحوطي ففي هذه الفترة انشئت مدرسة مستقلة جزء من مزرعة عبدالله خلف السعيد، ومازالت المدرسة قائمة وهي مدرسة كاظمة الحالية، ولكنها كانت صغيرة تكفي لاهل الجهراء، وتحولت المدرسة الى متحف واول مسجد بناه يوسف البدر، والآن يسمى «المسجد العتيج» والمؤذن كان المرحوم ابن سحيم والامام ابن نايم.

ثم أذن في المسجد منصور البناق كان مدرساً واماماً ومؤذناً في المسجد، واذا اذن يسمع صوته على مسافة 6 كيلومترات، وحتى أهالي المطلاع كانوا يسمعون صوته على الرغم من عدم وجود المكبرات.

وأول خباز كان شخصاً من أهل الزبير كان تنوره على الأرض بعده جاء محمد باقر «إيراني الجنسية» وكان وقود التنور اليله «جله دمن البعير».

ومن أصحاب السيارات الحاج عبدالله الخلف السعيد، من أشهر الذين عملوا في السيارات وهو أول من قاد السيارة في الجهراء، ثم محمد بن السعيد، وغازي البعيجان، علي الناصر العريفان، كانوا يقودون سياراتهم الى صفاة الكويت مدة ساعتين عن طريق الساحل في الصيف، اما على الجمال فكانت المدة 9 ساعات، وأول حلاق كان الباكستاني «مشتاق احمد»، اما قبل هذا فكان كل من عنده موسى أو ماكينة يحلق لصاحبه، وفي الجهراء شاوي للاغنام، وآخر للأبقار.


مخاتير.. وشعر

وأول مختار كان بالانتخاب هو السيد لافي فهد اللافي وكان عدد الناخبين 65 ناخباً، وفاز بأصوات لا بأس بها ثم جاء بالتعيين المرحوم عثمان مزعل السعيد، واستمر من 1967 الى 1989 حتى توفي رحمه الله، وتولى بعده ابنه «متعب» من 1989 الى الآن، والجهراء أصبحت مدينة الآن فيها (7 مختارين).

وقال: من شعراء القرية المشهورين: منصور البناق، وابن هطنفل له قصيدة مشهورة قالها في حرب الجهراء، والشاعر فالح سليمان السويلم، ومبارك النومان، أما الشختلي فهو شاعر 1920، ولم يكن جهراوياً فله افضل القصائد للعرضة خصوصا بعد انتهاء الحرب دقت الطبول بالنصر فأبياته مشهورة منها:

«يا سحاب فوق تيما ترزف نوها

في شمالي السلبل غدى عج وعسام

مع طلوع الشمس قامت تقابس ضوها

كم غدى بسبابها من جواد ومن غلام

المنايا في مقاديم قبه سوّها

من أهل التوحيد راحو بضربتها شمام».دية الصبيح وكرم الـحبشي

يستطرد العريفان في حديثه فيروي قائلا: عبدالمحسن الصبيح من رجال الكويت الأفاضل معروف عنه الكرم والشجاعة، وهو من سكان الكويت، لكن له علاقة طيبة مع أهل الجهراء، وعندما تم الاعتداء عليها كان هناك فمشى معهم للدفاع عنها، ولكنه كان يعاني من ألم في قدميه، فلم يستطع مواصلة السيركل المسافة معهم، فأبلغهم «ان التقصير ليس مني، والعذر من الله، ومن قدمي، وكل ما تذبحونه فالدية عليّ، وتوكلوا على الله وأنا أخوكم».

ويضيف صالح العريفان عن كرم المرحوم محمد المحيسن الحبشي وانسانيته وشهم ومواقفه التي لا تنسى فيقول:

يجب ان اذكر هذا الرؤوف على الناس وانا اتحدث عن الجهراء فعندما اصابت الأوبئة اهل الجهراء كانوا يبعدون الموبوء، عن القرية ويتركونه، كان المحسن المرحوم محمد المحيسن يتفقد المنطقة، ويرعى المرضى الموجودين في الخارج، يقوم بعلاجهم أولا ورعايتهم ثانيا من التنظيف والتغذية، وان وجد ميتا منهم يقوم بدفع المال لدفنه، ويؤدي الواجب دون علم الناس.

وهناك قبيلة جاءت الجهراء بعد ان حلت بها المجاعة حد الموت، هذه القبيلة جاءت الى خبرة ابو جريب (والخبرة هي مكان منخفض تتجمع فيه مياه الامطار) عن طريق محمد الحبشي واشترى تمور الجهراء وقام بفل التمور على حدود الخبرة، وجعلهم يشربون ويأكلون، نعم رجل الخير والانسانية.


مــاؤهـــا
يجه ر العـين

اثار الحديث حماس الشباب خالد عبدالله العريفان فاراد المشاركة في الحديث عن الجهراء ولو باختصار فقال:

هي كانت واحة تسر الناظرين، قرية سميت بالكاظمة، وسميت ايضا بـ«جو الحريبين» لانها مجموعة من الآبار، وسميت الجهرة لان الماء انجهر من الآبار، وماء الجهرة يجهر العين.

واضاف: كانت الجهرة بدون كهرباء اعتمدوا على السراج في مساجدهم، واثناء الدراسة والمراجعة ليلا، السراج الجهراوي كان يوقد بالشحم المذاب. وفي الجهراء القصر الاحمر الذي بناه الشيخ مبارك الصباح عام 1914، قصر تحصن فيه الكويتيون اثناء المعركة المشهورة سنة 1920، وهو احد رموزنا، وقد سمي بالأحمر لان الطين الذي بني منه القصر يميل لونه الى الاحمر، كان موقعه عند بنائه يبعد عن المدينة نصف ميل والان اصبح متحفا وسط المدينة طوله 80 مترا وعرضه 80 مترا وكما قال شاعر الكويت صقر بن شبيب:

«ويؤلم فلبي ذكرك الجهرة التي

بهامات من صحبي الكرام كثير

بهامات من لم يقض حق إفائهم

إذا ما سلا عنهم وعاش ضرير

فكانوا له عكاز صدق لعينه

إذا كثرت مما يخاف وعور»




-

فاعل خير
14-02-2008, 12:51 AM
مشكور يا بو عبدالرحمن

لقاء ممتع