المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبدالحميد ملا جمعة - القبس


AHMAD
18-09-2008, 05:15 AM
كتب جاسم عباس - القبس :

عبدالحميد ملا جمعة:أصبحت صفارا منذ سن العاشرة

الصفار هو صانع الأدوات النحاسية، والكلمة مشتقة من «الصّفر».. وهي عربية فصيحة، تعني النحاس الجيد، والصفّار هو حرفي يقوم بصناعة القدور والأباريق والدلال، يعمل في سوق خاص للصفافير تتوزع محلاته في عدد من الأزقة الضيقة المتفرعة من سوق السلاح.

حدثنا الصفّار عبدالحميد ملا جمعة الذي ورث الصنعة عن آبائه قائلاً: نحن الصفافير صناع الأواني النحاسية نقوم بصناعة القدور والصواني والأباريق والملاليس والمغاريف والسطول والطشوت، ودلال القهوة، والمناقل، ونبيّض الأواني النحاسية، ونقوم بطلائها من الداخل بطبقة رقيقة من الرصاص.
وأضاف ملا جمعة: آباؤنا وأجدادنا استخدموا الأواني النحاسية في جميع الأعمال المنزلية إلى ما قبل الاربعينات، الوقت الذي وصلت فيه أواني المعدن «الألمنيوم» إلى الكويت.

http://kuwait-history.net/vb/up/uploads/22170387720080918.jpg
عبدالحميد ملا جمعة

وقال ملا جمعة كنا نستورد المواد الخام من الهند والولايات المتحدة والصين، ونشتري النحاس بالوزن، فكل وقية بروبية ونصف، والوقية (وكية) تساوي خمسة أرطال وتعادل 268 – 2 كيلو غراماً.
وأضاف: يعتمد الصفافير على الحرارة الشديدة لإذابة الصفر (النحاس) ويستخدمون أدوات حدادة مثل المطرقة، والريبال والسندان، والمنقاش، والجلابتين والمقطاع، والمقص الكبير لقطع الصفائح.
أما عن دخل الصفار فقال ملا جمعة إن أجر الصفار أقل من الجهد الذي يبذله بين حرارة النار والتعامل مع الحديد الأصفر، والمدة التي يستغرقها صنع الأواني المنزلية.


سوق الصفافير
وفي وصفه للسوق قال ملا جمعة: يحتوي سوق الصفافير على ثلاثين دكاناً، وكان أغلب العاملين فيه من الأقارب والأبناء، ورثوا الحرفة أباً عن جد، شخصياً دخلت السوق وأنا في سن العاشرة، مع جدي عسكر الصفار، كان أول موقع للصفافير في المناخ بالقرب من موقع كانت تنام فيه الإبل القادمة من نجد والشام والعراق والاحساء حاملة البضائع، وكان موقعه شمال مسجد السوق.

وأضاف ملا جمعة ان السوق انتقل لاحقاً إلى السوق الداخلي بالقرب من المسجد الكبير، ثم انتقل بعد ذلك إلى أحد فروع سوق الخضرة، ثم نقل إلى الأزقة والمعابر المتفرعة من سوق الجنابيز والسلاح، وتوسعت المهنة بعد اقتصارها على النحاس إلى المعادن الأخرى، أما العاملون في المهنة فتداخلت جنسياتهم وأصبح أكثرهم من الايرانيين والهنود والباكستانيين، وأقامت لهم الدولة محلات مقابل الحزام الأخضر بالقرب من معرض الملا للسيارات، وبقي السوق القديم في مكانه، ولكن من دون الصفر والقدور والأواني النحاسية، قابعاً مع الخردوات والأواني المنزلية والحبال وأدوات النجارة والبناء.


تاريخ عريق
وذكر ملا جمعة أسماء الذين عملوا في صناعة الأواني والأدوات النحاسية وقال: حسين الصفار من الأوائل الذين عملوا بهذه المهنة، كذلك عبدالله الصفار وهو خالي، وتقي عسكر الصفار، وعباس حجي إبراهيم، ومحمد الخلاوي، وسليمان النجدي ومهدي أحمد الذي كان يصك العملات الحديدية بأمر من الشيخ مبارك الصباح، ومحمد جاسم الصفار، عبدالرحمن عبدالكريم، وعلي مرتضى، وكلهم حرفيون أبدوا مهارة في هذه الحرفة رغم الجهد والارهاق والعمل تحت الضغط من بداية شهر رجب وشعبان استعداداً لرمضان المبارك، خصوصاً في صناعة مخض (سقا) المستخدم لخض اللبن للحصول على الزبدة وهو أكثر المنتجات طلباً في شهر رمضان.

واسترسل ملا جمعة في نبش الذاكرة وقال كان في السوق تاجران يهوديان هما صالح وعزرا يقومان بشراء الجلود والنحاس وأنواع المخلفات لتصديرها إلى أوروبا فيما كان الصبية الصغار يجمعون بقاياالصّفر (النحاس) ليبيعوها كدواء لعلاج الجروح والدمامل.


http://kuwait-history.net/vb/up/uploads/122170387720080918.jpg
سوق الصفافير القديم