AHMAD
02-02-2008, 02:36 PM
كان مبتدأ هذه الاطلالة التاريخية على جانب من تاريخ وترجمة رجل كريم من ابرز رجالات الكويت والخليج في عصره كان مبتدؤه، سؤالا اتى من بعض المحبين عن الشاعر الكبير حمود الناصر البدر رحمه الله تعالى، وعن رائعته قبيل الصريف، والتي هي من غرر القصائد العامية. وجرّ الحديث - ولابد له - الى جد الشاعر احد سراة الكويت والعرب وكرماء الزمان وهو الوجيه الفاضل يوسف بن عبدالمحسن البدر المتوفى سنة 1297 هـ احد من برزوا سنة الهيلك فآووا واطعموا، فكانت هذه التضاعيف من التاريخ والادب، والتي سُطّرت مثيلاتها في حق عديد من رجالات وتجار الكويت في عدد من التواريخ مما قد سيأتي وقت ايراده ها هنا ذات يوم مما يمثل تاريخ ذلك الجيل المعطاء من خلال حياة اولئك الرجال.
نسبه كما ذكر غير واحد من مؤرخي نجد: يوسف بن عبد المحسن بن عثمان بن يوسف بن بدر البدري الوايلي من قبيلة عنزة والتي تنمى اليها اسرة حاكمة ومالكة من الخليج العربي كما هو معروف. قال علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله تعالى:«آل بدر في المجمعة وفي التويم والزلفي والكويت: من آل جلاس من عنزة» (جمهرة انساب الاسر المتحضرة في نجد ط 2 ج1 ص 37). وفي «اصدق الدلائل ط 7 ص 253 ومواضع اخرى»: «البدر في الزلفي والمدينة المنورة والكويت اسرة من الحاضرة، من: البقية من البدور من الجماش من الاشاجعة من المحلف من الجلاس من ضنا مسلم من عنزة. ويتفرع من البدر الاسر التالية:
1 - آل بدر وهم ابناء يوسف العبدالمحسن البدر في الكويت والزلفي،
2 - آل عباد البدر في المدينة المنورة، ومنهم الشيخ عبدالمحسن بن حمد العبّاد».قلت: كان ذلك عند الحديث عن الاسر المتحضرة والجالية من المحلف تحديدا من الجلاس. وقد ذكر منهم: آل عسكر امراء بلد المجمعة من اقليم سدير، وانهم من البقية الى اخر رفع النسب الذي مر معنا مختصا بآل بدر. وذكر ايضا: الصالح الاسرة الكريمة في المجمعة والكويت والزبير انهم: بنو صالح بن بدر الجلاسي العنزي.وقال نسابة نجد ومؤرخها الشيخ ابراهيم بن صالح بن عيسى (ت 1343 هـ): «يوسف آل بدر التاجر المشهور في الكويت من عنزة ... اصله من اهل المجمعة» (مجموع مخطوط).ومما يفيد في تاريخ آل بدر الوائليين هؤلاء مما ذكره غير واحد من مؤرخي نجد عند ايرادهم خبر تأسيس عبدالله الشمري لبلد المجمعة عام 820 هـ ومقدماته - وهو كما هو معروف في التواريخ النجدية ومدونات النسابين من الويبار من الربيعية من عبدة تحديدا من شمر،
فقالوا: «في سنة سبعين وسبعمئة تقريبا: عُمّرت بلد حرمة المعروفة، عمّرها ابراهيم بن حسين بن مدلج الوائلي، وذلك ان ابراهيم بن حسين المذكور انتقل من التويم الى موضع بلد حرمة، وهي مياه وآثار منازل، قد تعطلت، من منازل بني عائد من بني سعيد، فعمرها وغرسها هو وبنوه، ونزل عنده كثيرٌ من قرابته واتباعه.وفي سنة عشرين وثمانمائة: عمّرت بلد المجمعة المعروفة، عمّرها عبدالله الشمري من آل ويبار من عبدة، من شمر، وكان عبدالله المذكور فداويا عند حسين بن مدلج ابن حسين رئيس بلدة التويم، فلما مات حسين، قدم عبدالله الشمري المذكور على ابنه ابراهيم بن حسين في بلدة حرمة، فطلب منه قطعة من الارض لينزلها ويغرسها هو واولاده، فأشار اولاد ابراهيم على ابيهم ان يجعله أعلى الوادي، لئلا يحول بينهم وبين سعة الفلاة والمرعى، فأعطاه موضع بلد المجمعة.وصار كلما حضر احد من بني وائل، وطلب من ابراهيم بن حسين ومن اولاده النزول عندهم، امروه ان ينزل عند عبدالله الشمري، طلبا للسعة، وخوفا من التضييق عليهم في منزل وحرث وفلاة، ولم يخطر ببالهم النظر في العواقب، وان اولاد عبدالله الشمري وجيرانهم ان ينازعوهم بعد ذلك ويحاربوهم، فيكون من ضمّوه اليهم تقوية لهم، عليهم، فأتاهم جد التواجر المعروفين، وهو من جبارة من عنزة ووجدت في بعض التواريخ ان التواجر من بني وهب من النويطات من عنزة، وجد آل بدر، وهو من آل جلاس من عنزة، وجد آل سحيم من الحبلان من عنزة، وجد الثمارى من زعب وغيرهم، فأنزلوهم عند عبدالله الشمري المذكور، فعمّروا بلد المجمعة وغرسوها، وتداول رئاسة بلدة المجمعة ذرية عبدالله الشمري، الى ان ضعفوا وغلبهم عليها آل عسكر، وهم رؤساء بلدة المجمعة اليوم من البدور من عنزة، ومن ذرية عبدالله الشمري المذكور: الشيخ عبدالله ابراهيم بن يوسف بن عبدالله الشمري العالم المشهور في المدينة النبوية، على ساكنها افضل الصلاة والسلام».وللمؤرخ عثمان بن بشر صاحب عنوان المجد في تاريخ نجد: «نبذة في نسب البدور من بني وائل الذين في الكويت، ومشيرا الى انهم يتصلون مع آل سعود في نسب واحد»، قال فيها: «ثم انه سنح لي ان ارسم فضيلة منقبة لكهل شاب ارتوى من العلم والادب قد اشتهر احسانه وفضله وجوده وكرمه وبذله، غمرت مكارمه القريب والبعيد، وشجرة معروفة لكل مؤمل ومريد، فالالسن بالثناء عليه ناطقة، والقلوب على محبته متطابقة، محط رحال الوافدين وملاذ القاصدين والواردين:الشيخ يوسف بن عبدالمحسن بن عثمان بن يوسف بن بدر البدري الوايلي، فأردت ان ارسم له فضيلة تنبئ عن معروفه واحسانه، ووسيلة لاشتهار جرثومة نسبه وحسبه وبيانه تبقى له الى اخر الدهر، ويتحدث بها في كل زمان وعصر في محافل الملوك والامراء والتجار والرؤساء العلماء الاخيار، حتى يشاد الى اصله وفضله بعد حين، وعشيرته واجداده على تطاول السنين. وانما نوهت بذكر ملوك نجد في هذه الاوراق، وذكرت مفاخرهم التي اشتهرت في الآفاق، لاجل دخول فخر المترجم له مع فخرهم، ويبهج الناظرين فيها إذا طالع مجده مع مجدهم،
وقد سئل بعض الحكماء عن احسن شيء في العالمقال: الثناء والذكر...».وممن تحدث عن نسب الشيخ يوسف البدر وما كتبه ابن بشر عنه، ابن عيسى ايضا، فقال جوابا على رسالة علامة الكويت الشيخ عبدالله بن خلف بن دحيان الحربي بتاريخ 1335 هـ:«كذلك من طرف ما ذكر جنابك أننا نعرّف جنابكم عن نسب يوسف آل بدر جدّ الحمولة التي عندكم وكيف جاؤوا الى الكويت...»، الى ان قال: «فيا محب: اما نسب الشيخ يوسف فهو كما ترى فيه الاوراق التي ابتدأها عثمان بن بشر في مناقب الشيخ يوسف ولم يكملها وهذا الموجود منها يصل الى جنابك، وانه يوسف بن عبدالمحسن بن عثمان بن يوسف بن بدر، وانا اخبر (اي اذكر) عندي مسودة رسالة من عثمان بن بشر المذكور صاحب عنوان المجد في تاريخ نجد كتبها للشيخ يوسف يستجديه فيها ويسأله يقول: لا يخفى شريف جنابك ما بيننا وبينكم من المحبة والصداقة والمصاهرة...» الى آخر ما ذكر.
عماد بيت البدرقال الدكتور الفاضل عبدالله يوسف الغنيم في صدر كتاب (بيت البدر ... نجم اضاء سماء الكويت) وهو من تأليف الاستاذ النابه قيس سعود يوسف البدر:«وعماد هذا البيت ومؤسسه المرحوم يوسف عبدالمحسن البدر (1800 - 1879م) رجل من رجال الكويت البارزين، عُرف بأياديه البيضاء وتفانيه في خدمة مواطنيه، عمل في تجارة الخيول العربية، وعرف من وقت مبكر قيمة تلك الخيول واهميتها في التجارة الدولية، فقام بتصديرها الى الهند، ويسّر الله له من وراء هذه التجارة ثراء عريضا سخره لاعمال الخير، وحقق له مكانة كبيرة وشهرة واسعة، وكان ديوانه مقصد رجال العلم والادب، ففي الاربعينات من القرن 19، لجأ اليه الشاعر الشعبي المشهور محمد بن لعبون عند هجرته من الزبير، واليه كان مقصد شاعر مجيد، يعود اصله الى الموصل، هو عبدالغفار بن عبدالواحد الاخرس (1805 - 1874م) الذي كان يتردد على ديوانه، ويحضر مجالسه، والذي انشد الكثير من القصائد التي اشار فيها اليه والى معاصره يوسف الصبيح وهو احد رجال الكويت الكرام ايضا.
يقول الاخرس:
ان الكويت حماها الله قد بلغت
باليوسفين مكان السبعة الشهب
تالله ما سمعت اذني ولابصرت
عيني بعزهما في سائر العرب
فيوسف بن صبيح طيب عنصره
اذكى من المسك ان يعبق وان يطب
ويوسف البدر في سعد وفي شرف
بدر الاماجد لم يغرب ولم يغب
فخر الاكارم والامجاد قاطبة
وآفة الفضة البيضاء والذهب
من كان من بسطت في الجود
راحته صوب المكارم من ايديه
في وصب لولا امور اعاقتنا عوائقه
اجئنا اليكم ولو حبوا على الركب
وكان يوسف البدر كريما مضيافا، يقول الاخرس مستئذنا اياه بالعودة من الكويت:
مولاي قد حان الوداع ... وقد عزمت على المسير
كم زرت حضرتك التي ... ما زلت منها في حبور
ورجعت عنك بنائل ... غمر وبالخبر الكثير
والله يعلم أنني ... عن شكر فضلك في قصور
يا مفردا في عصره ... بالفضل معدوم النظير
يا يوسف البدر الذي ... يسمو على البدر المنير
ما لي بعيرك حاجة ... كغنى الخطير عن الحقير
وسواك يا مولاي لا ... والله يخطر في ضميري
ما كل وزاد يفوز..... بمورد العذب النمير
لا زلت أهلا للجميل .. مدى الليالي والشهور
وعنوان مكانة يوسف البدر الكبيرة وشهرته الواسعة ان المقيم السياسي البريطاني في بوشهر حينما اراد السفر الى الرياض عبر الكويت كان بيت البدر هو البيت الذي اقام فيه واستعد فيه للرحلة واستكمل مراسلاته مع الامير - الإمام - فيصل آل سعود امير - إمام - الرياض آنذاك.
وكان تقرير لويـــس بلي من التقريرات المهمة التي تسجل الصــــورة الناصعة لتلك الحقبة من تاريخ الكـــويت، وذلك من خلال القاء الضوء على احد البــيوتات الكبـــيرة التي عاش فيها، وتعرف عادات الـــكويتيين من خلال معايشة اهلها، ورصد علاقاتهم الاجتماعية الطيبة بعضهم ببعض، كما سجل صلاتهم الوثـــيقة بالبادية من جهة، وعلاقتـــهم الوطيدة بالبحر من جهة اخرى، والقى الضوء على تكافلهم ورعايتهم للفقير، وتقدير الصغير منهم الكبير ورعايتهم للغريب واهتمامهم بالشؤون العامة المتصلة ببلدهم».قلت: ويوسف الاخر هو: ابن عبدالرزّاق الصبيح احد اليوسفين النيّرين في تاريخ الكويت كما هو معلوم.وفيما اختار من بحوث في تاريخ الكويت وعن تجارة الخيول العربية في الكويت وتصديرها، قال الاستاذ الغنيم: «اما اشهر تاجر كويتي عمل في تصدير الخيول فهو التاجر يوسف البدر، فقد كان يوسف هذا يمتلك مزرعة في الجهرة واخرى في (ابو حليفة)، وكان يجمع فيهما الخيول التي كان يشتريها من الاعراب في البادية
نسبه كما ذكر غير واحد من مؤرخي نجد: يوسف بن عبد المحسن بن عثمان بن يوسف بن بدر البدري الوايلي من قبيلة عنزة والتي تنمى اليها اسرة حاكمة ومالكة من الخليج العربي كما هو معروف. قال علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله تعالى:«آل بدر في المجمعة وفي التويم والزلفي والكويت: من آل جلاس من عنزة» (جمهرة انساب الاسر المتحضرة في نجد ط 2 ج1 ص 37). وفي «اصدق الدلائل ط 7 ص 253 ومواضع اخرى»: «البدر في الزلفي والمدينة المنورة والكويت اسرة من الحاضرة، من: البقية من البدور من الجماش من الاشاجعة من المحلف من الجلاس من ضنا مسلم من عنزة. ويتفرع من البدر الاسر التالية:
1 - آل بدر وهم ابناء يوسف العبدالمحسن البدر في الكويت والزلفي،
2 - آل عباد البدر في المدينة المنورة، ومنهم الشيخ عبدالمحسن بن حمد العبّاد».قلت: كان ذلك عند الحديث عن الاسر المتحضرة والجالية من المحلف تحديدا من الجلاس. وقد ذكر منهم: آل عسكر امراء بلد المجمعة من اقليم سدير، وانهم من البقية الى اخر رفع النسب الذي مر معنا مختصا بآل بدر. وذكر ايضا: الصالح الاسرة الكريمة في المجمعة والكويت والزبير انهم: بنو صالح بن بدر الجلاسي العنزي.وقال نسابة نجد ومؤرخها الشيخ ابراهيم بن صالح بن عيسى (ت 1343 هـ): «يوسف آل بدر التاجر المشهور في الكويت من عنزة ... اصله من اهل المجمعة» (مجموع مخطوط).ومما يفيد في تاريخ آل بدر الوائليين هؤلاء مما ذكره غير واحد من مؤرخي نجد عند ايرادهم خبر تأسيس عبدالله الشمري لبلد المجمعة عام 820 هـ ومقدماته - وهو كما هو معروف في التواريخ النجدية ومدونات النسابين من الويبار من الربيعية من عبدة تحديدا من شمر،
فقالوا: «في سنة سبعين وسبعمئة تقريبا: عُمّرت بلد حرمة المعروفة، عمّرها ابراهيم بن حسين بن مدلج الوائلي، وذلك ان ابراهيم بن حسين المذكور انتقل من التويم الى موضع بلد حرمة، وهي مياه وآثار منازل، قد تعطلت، من منازل بني عائد من بني سعيد، فعمرها وغرسها هو وبنوه، ونزل عنده كثيرٌ من قرابته واتباعه.وفي سنة عشرين وثمانمائة: عمّرت بلد المجمعة المعروفة، عمّرها عبدالله الشمري من آل ويبار من عبدة، من شمر، وكان عبدالله المذكور فداويا عند حسين بن مدلج ابن حسين رئيس بلدة التويم، فلما مات حسين، قدم عبدالله الشمري المذكور على ابنه ابراهيم بن حسين في بلدة حرمة، فطلب منه قطعة من الارض لينزلها ويغرسها هو واولاده، فأشار اولاد ابراهيم على ابيهم ان يجعله أعلى الوادي، لئلا يحول بينهم وبين سعة الفلاة والمرعى، فأعطاه موضع بلد المجمعة.وصار كلما حضر احد من بني وائل، وطلب من ابراهيم بن حسين ومن اولاده النزول عندهم، امروه ان ينزل عند عبدالله الشمري، طلبا للسعة، وخوفا من التضييق عليهم في منزل وحرث وفلاة، ولم يخطر ببالهم النظر في العواقب، وان اولاد عبدالله الشمري وجيرانهم ان ينازعوهم بعد ذلك ويحاربوهم، فيكون من ضمّوه اليهم تقوية لهم، عليهم، فأتاهم جد التواجر المعروفين، وهو من جبارة من عنزة ووجدت في بعض التواريخ ان التواجر من بني وهب من النويطات من عنزة، وجد آل بدر، وهو من آل جلاس من عنزة، وجد آل سحيم من الحبلان من عنزة، وجد الثمارى من زعب وغيرهم، فأنزلوهم عند عبدالله الشمري المذكور، فعمّروا بلد المجمعة وغرسوها، وتداول رئاسة بلدة المجمعة ذرية عبدالله الشمري، الى ان ضعفوا وغلبهم عليها آل عسكر، وهم رؤساء بلدة المجمعة اليوم من البدور من عنزة، ومن ذرية عبدالله الشمري المذكور: الشيخ عبدالله ابراهيم بن يوسف بن عبدالله الشمري العالم المشهور في المدينة النبوية، على ساكنها افضل الصلاة والسلام».وللمؤرخ عثمان بن بشر صاحب عنوان المجد في تاريخ نجد: «نبذة في نسب البدور من بني وائل الذين في الكويت، ومشيرا الى انهم يتصلون مع آل سعود في نسب واحد»، قال فيها: «ثم انه سنح لي ان ارسم فضيلة منقبة لكهل شاب ارتوى من العلم والادب قد اشتهر احسانه وفضله وجوده وكرمه وبذله، غمرت مكارمه القريب والبعيد، وشجرة معروفة لكل مؤمل ومريد، فالالسن بالثناء عليه ناطقة، والقلوب على محبته متطابقة، محط رحال الوافدين وملاذ القاصدين والواردين:الشيخ يوسف بن عبدالمحسن بن عثمان بن يوسف بن بدر البدري الوايلي، فأردت ان ارسم له فضيلة تنبئ عن معروفه واحسانه، ووسيلة لاشتهار جرثومة نسبه وحسبه وبيانه تبقى له الى اخر الدهر، ويتحدث بها في كل زمان وعصر في محافل الملوك والامراء والتجار والرؤساء العلماء الاخيار، حتى يشاد الى اصله وفضله بعد حين، وعشيرته واجداده على تطاول السنين. وانما نوهت بذكر ملوك نجد في هذه الاوراق، وذكرت مفاخرهم التي اشتهرت في الآفاق، لاجل دخول فخر المترجم له مع فخرهم، ويبهج الناظرين فيها إذا طالع مجده مع مجدهم،
وقد سئل بعض الحكماء عن احسن شيء في العالمقال: الثناء والذكر...».وممن تحدث عن نسب الشيخ يوسف البدر وما كتبه ابن بشر عنه، ابن عيسى ايضا، فقال جوابا على رسالة علامة الكويت الشيخ عبدالله بن خلف بن دحيان الحربي بتاريخ 1335 هـ:«كذلك من طرف ما ذكر جنابك أننا نعرّف جنابكم عن نسب يوسف آل بدر جدّ الحمولة التي عندكم وكيف جاؤوا الى الكويت...»، الى ان قال: «فيا محب: اما نسب الشيخ يوسف فهو كما ترى فيه الاوراق التي ابتدأها عثمان بن بشر في مناقب الشيخ يوسف ولم يكملها وهذا الموجود منها يصل الى جنابك، وانه يوسف بن عبدالمحسن بن عثمان بن يوسف بن بدر، وانا اخبر (اي اذكر) عندي مسودة رسالة من عثمان بن بشر المذكور صاحب عنوان المجد في تاريخ نجد كتبها للشيخ يوسف يستجديه فيها ويسأله يقول: لا يخفى شريف جنابك ما بيننا وبينكم من المحبة والصداقة والمصاهرة...» الى آخر ما ذكر.
عماد بيت البدرقال الدكتور الفاضل عبدالله يوسف الغنيم في صدر كتاب (بيت البدر ... نجم اضاء سماء الكويت) وهو من تأليف الاستاذ النابه قيس سعود يوسف البدر:«وعماد هذا البيت ومؤسسه المرحوم يوسف عبدالمحسن البدر (1800 - 1879م) رجل من رجال الكويت البارزين، عُرف بأياديه البيضاء وتفانيه في خدمة مواطنيه، عمل في تجارة الخيول العربية، وعرف من وقت مبكر قيمة تلك الخيول واهميتها في التجارة الدولية، فقام بتصديرها الى الهند، ويسّر الله له من وراء هذه التجارة ثراء عريضا سخره لاعمال الخير، وحقق له مكانة كبيرة وشهرة واسعة، وكان ديوانه مقصد رجال العلم والادب، ففي الاربعينات من القرن 19، لجأ اليه الشاعر الشعبي المشهور محمد بن لعبون عند هجرته من الزبير، واليه كان مقصد شاعر مجيد، يعود اصله الى الموصل، هو عبدالغفار بن عبدالواحد الاخرس (1805 - 1874م) الذي كان يتردد على ديوانه، ويحضر مجالسه، والذي انشد الكثير من القصائد التي اشار فيها اليه والى معاصره يوسف الصبيح وهو احد رجال الكويت الكرام ايضا.
يقول الاخرس:
ان الكويت حماها الله قد بلغت
باليوسفين مكان السبعة الشهب
تالله ما سمعت اذني ولابصرت
عيني بعزهما في سائر العرب
فيوسف بن صبيح طيب عنصره
اذكى من المسك ان يعبق وان يطب
ويوسف البدر في سعد وفي شرف
بدر الاماجد لم يغرب ولم يغب
فخر الاكارم والامجاد قاطبة
وآفة الفضة البيضاء والذهب
من كان من بسطت في الجود
راحته صوب المكارم من ايديه
في وصب لولا امور اعاقتنا عوائقه
اجئنا اليكم ولو حبوا على الركب
وكان يوسف البدر كريما مضيافا، يقول الاخرس مستئذنا اياه بالعودة من الكويت:
مولاي قد حان الوداع ... وقد عزمت على المسير
كم زرت حضرتك التي ... ما زلت منها في حبور
ورجعت عنك بنائل ... غمر وبالخبر الكثير
والله يعلم أنني ... عن شكر فضلك في قصور
يا مفردا في عصره ... بالفضل معدوم النظير
يا يوسف البدر الذي ... يسمو على البدر المنير
ما لي بعيرك حاجة ... كغنى الخطير عن الحقير
وسواك يا مولاي لا ... والله يخطر في ضميري
ما كل وزاد يفوز..... بمورد العذب النمير
لا زلت أهلا للجميل .. مدى الليالي والشهور
وعنوان مكانة يوسف البدر الكبيرة وشهرته الواسعة ان المقيم السياسي البريطاني في بوشهر حينما اراد السفر الى الرياض عبر الكويت كان بيت البدر هو البيت الذي اقام فيه واستعد فيه للرحلة واستكمل مراسلاته مع الامير - الإمام - فيصل آل سعود امير - إمام - الرياض آنذاك.
وكان تقرير لويـــس بلي من التقريرات المهمة التي تسجل الصــــورة الناصعة لتلك الحقبة من تاريخ الكـــويت، وذلك من خلال القاء الضوء على احد البــيوتات الكبـــيرة التي عاش فيها، وتعرف عادات الـــكويتيين من خلال معايشة اهلها، ورصد علاقاتهم الاجتماعية الطيبة بعضهم ببعض، كما سجل صلاتهم الوثـــيقة بالبادية من جهة، وعلاقتـــهم الوطيدة بالبحر من جهة اخرى، والقى الضوء على تكافلهم ورعايتهم للفقير، وتقدير الصغير منهم الكبير ورعايتهم للغريب واهتمامهم بالشؤون العامة المتصلة ببلدهم».قلت: ويوسف الاخر هو: ابن عبدالرزّاق الصبيح احد اليوسفين النيّرين في تاريخ الكويت كما هو معلوم.وفيما اختار من بحوث في تاريخ الكويت وعن تجارة الخيول العربية في الكويت وتصديرها، قال الاستاذ الغنيم: «اما اشهر تاجر كويتي عمل في تصدير الخيول فهو التاجر يوسف البدر، فقد كان يوسف هذا يمتلك مزرعة في الجهرة واخرى في (ابو حليفة)، وكان يجمع فيهما الخيول التي كان يشتريها من الاعراب في البادية