IE
28-07-2008, 01:33 PM
ربما يعدّ النوخذة منصور الخليل اخر الكبار الذين توارثوا وكتبوا واسسوا خطط سير السفن في البحر وفي الخليج حتى الهند منذ احمد بن ماجد الى اوائل القرن العشرين هؤلاء الذين دخلوا في التاريخ وهم سليمان المهري ابن خميس ابن ماطر عيسى بن عبدالوهاب القطامي ثم اخرهم منصور ابراهيم الخليل.
اتذكر في الطفولة وكان معنا في المدرسة مجموعة من الطلبة من مناطق مختلفة من الكويت وكان من جزيرة فيلكا السادة عبدالعزيز عبدالقادر السرحان وشقيقه احمد وكذلك عبدالله المحمد القاضي اليوم والاخ عبدالله المنصور وكنا ونحن طلبة صغار نجلس في باحة المدرسة وقت الفرصة في مكان مشمس لنتدفأ من برد الشتاء وكان عبدالله المنصور يحدثني عن رحلات والده الى الهند وشرق افريقيا وكان يقول لي ان والده يتنوخذ في سفينة الشاهين الغانم (كاكا) وتدور الايام فاذا انا اقرأ عن هذا العالم النوخذة (منصور الخليل) ويكتب عنه باللغة الانكليزية وهنا في الكويت اكثر من كتاب قد كتب عن هذا الرجل الفطن الذي استغل وقته حتى كون معلومات قيمة خدمته في عمله كنوخذة ويقول في احدى رسائله (بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، وكانت اول اسفاري مع الاخ الحاج علي بن الوالد الحاج ابراهيم خليل في سنة الف وثلاثمائة وثلاثة عشر من هجرة سيد المرسلين في (البغلة) الكويتية المسماة (سلامتي) لاجل تعلم علم البحر وقد اخذت درك التعلم في سنة الف وثلاثمائة واربعة وعشرين من هجرة سيد المرسلين وهذه المدة كنت معلما ولكن مع الاخ علي في خدمة الوالد ابراهيم خليل (غفر الله له ولوالديه)
ترينا هذه الرواية ان منصور هو ابن عائلة تعمل في البحر كربابنه ومن ابناء جزيرة فيلكا فقد فرضت عليهم طبيعة الحياة التعاطي والتعامل مع البحر لهذا كان لزاما عليه منذ الطفولة وهو يرضع ويتعلم اساليب قيادة السفن في البحر حتى يصبح من كبار النواخذة والربابنه في لجة البحر.
ان قائد السفينة وربانها لا يقل اهمية عن كابتن الطائرة هذا معلق بالهواء وذاك في لجه البحر وكلاهما تحت رحمة الله والقائد الشاطر الذي عندما تكون امامه بعض المخاطر يستطيع ان يتفادها.. ان ما قام به (منصور الخليل) من كتاب لمجاري البحر تكملة للذين سبقوه لاستعماله في مسارات شرق افريقيا او الى الهند والاياب منها هو في الحقيقة قد سد ثغرة كان الناس الذين يركبون البحر ومعيشتهم عليه قد ساعدهم في توجهاتهم.. ويعد كتاب (دليل المحتار) للقطامي الكتاب القليل الوجود.. ان القطامي ومنصور قد اثبتا ان الكويت بها رجال موهوبون قدموا خدمات جليلة في مجالهم وهنا انقل ما اورده الفاضل خالد السالم في كتابه جزيرة فيلكا صفحة 149 وصفحة (150) حول شخصية منصور الخليل يقول:
عرف النوخذة منصور بالشجاعة والاقدام والتصرف بحكمة في الامور الصعبة التي تواجهه او تواجه احدا من زملائه في الموانىء البحرية، وقد اورد في كتابه ارجوزة شعرية نظمها احد رجال الكويت وهو قاسم بن عيسى النصر الله، وكان قد سافر مع منصور على ظهر سفينة عام 1360 هـ الى ميناء «كراجي» وصادفته مشكلة مع مفتشي الجمارك، فوقف منصور الى جانبه، واستطاع ان يخلصه بحكمته المعهودة، وقد نظم ابن نصرالله هذه الارجوزة في مدح منصور اختار منها بعض الابيات:
كمنصور ذاك الرجل الموقرا
قلب الشجاع قلبه بلا مرى
نجل كرام علمه عميق
ذو نسب وحسب عميق
الى كراجي صاح مذ وصلت
وبيدي الجواز قد اهبت
جاءوا الكتبة والمفتش
وفي جوازي كتبوا وفتشوا
على القدوم في الجواز اشروا
وللخروج صاح لا شيء اخبروا
لذا تحيرت وما علمت
هل انا مخطىء ام بذا اصبت
خشيت ان يمنعوا نزولي
في بلد اخرى بلا مدلول
لكن منصور الابي قد بدا
وقال لا تخشى شيئا ابدا
اني انا منصور أكفيك التعب
فلا تقاسي الهم لا ولا الريب
فسوف ارضيك على الاطلاق
وان فنيت في رضا الرفاق
ومذ سمعت قوله الجسور
علمت حقا امه منصور
فارقني الوسواس والخوف معا
وبت والسرور نحوي قد سعا
يا ربي وفقني لأجزيه على
معروفه الكبير وما قد فعلا
جريدة الوطن 17/12/2004
اتذكر في الطفولة وكان معنا في المدرسة مجموعة من الطلبة من مناطق مختلفة من الكويت وكان من جزيرة فيلكا السادة عبدالعزيز عبدالقادر السرحان وشقيقه احمد وكذلك عبدالله المحمد القاضي اليوم والاخ عبدالله المنصور وكنا ونحن طلبة صغار نجلس في باحة المدرسة وقت الفرصة في مكان مشمس لنتدفأ من برد الشتاء وكان عبدالله المنصور يحدثني عن رحلات والده الى الهند وشرق افريقيا وكان يقول لي ان والده يتنوخذ في سفينة الشاهين الغانم (كاكا) وتدور الايام فاذا انا اقرأ عن هذا العالم النوخذة (منصور الخليل) ويكتب عنه باللغة الانكليزية وهنا في الكويت اكثر من كتاب قد كتب عن هذا الرجل الفطن الذي استغل وقته حتى كون معلومات قيمة خدمته في عمله كنوخذة ويقول في احدى رسائله (بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، وكانت اول اسفاري مع الاخ الحاج علي بن الوالد الحاج ابراهيم خليل في سنة الف وثلاثمائة وثلاثة عشر من هجرة سيد المرسلين في (البغلة) الكويتية المسماة (سلامتي) لاجل تعلم علم البحر وقد اخذت درك التعلم في سنة الف وثلاثمائة واربعة وعشرين من هجرة سيد المرسلين وهذه المدة كنت معلما ولكن مع الاخ علي في خدمة الوالد ابراهيم خليل (غفر الله له ولوالديه)
ترينا هذه الرواية ان منصور هو ابن عائلة تعمل في البحر كربابنه ومن ابناء جزيرة فيلكا فقد فرضت عليهم طبيعة الحياة التعاطي والتعامل مع البحر لهذا كان لزاما عليه منذ الطفولة وهو يرضع ويتعلم اساليب قيادة السفن في البحر حتى يصبح من كبار النواخذة والربابنه في لجة البحر.
ان قائد السفينة وربانها لا يقل اهمية عن كابتن الطائرة هذا معلق بالهواء وذاك في لجه البحر وكلاهما تحت رحمة الله والقائد الشاطر الذي عندما تكون امامه بعض المخاطر يستطيع ان يتفادها.. ان ما قام به (منصور الخليل) من كتاب لمجاري البحر تكملة للذين سبقوه لاستعماله في مسارات شرق افريقيا او الى الهند والاياب منها هو في الحقيقة قد سد ثغرة كان الناس الذين يركبون البحر ومعيشتهم عليه قد ساعدهم في توجهاتهم.. ويعد كتاب (دليل المحتار) للقطامي الكتاب القليل الوجود.. ان القطامي ومنصور قد اثبتا ان الكويت بها رجال موهوبون قدموا خدمات جليلة في مجالهم وهنا انقل ما اورده الفاضل خالد السالم في كتابه جزيرة فيلكا صفحة 149 وصفحة (150) حول شخصية منصور الخليل يقول:
عرف النوخذة منصور بالشجاعة والاقدام والتصرف بحكمة في الامور الصعبة التي تواجهه او تواجه احدا من زملائه في الموانىء البحرية، وقد اورد في كتابه ارجوزة شعرية نظمها احد رجال الكويت وهو قاسم بن عيسى النصر الله، وكان قد سافر مع منصور على ظهر سفينة عام 1360 هـ الى ميناء «كراجي» وصادفته مشكلة مع مفتشي الجمارك، فوقف منصور الى جانبه، واستطاع ان يخلصه بحكمته المعهودة، وقد نظم ابن نصرالله هذه الارجوزة في مدح منصور اختار منها بعض الابيات:
كمنصور ذاك الرجل الموقرا
قلب الشجاع قلبه بلا مرى
نجل كرام علمه عميق
ذو نسب وحسب عميق
الى كراجي صاح مذ وصلت
وبيدي الجواز قد اهبت
جاءوا الكتبة والمفتش
وفي جوازي كتبوا وفتشوا
على القدوم في الجواز اشروا
وللخروج صاح لا شيء اخبروا
لذا تحيرت وما علمت
هل انا مخطىء ام بذا اصبت
خشيت ان يمنعوا نزولي
في بلد اخرى بلا مدلول
لكن منصور الابي قد بدا
وقال لا تخشى شيئا ابدا
اني انا منصور أكفيك التعب
فلا تقاسي الهم لا ولا الريب
فسوف ارضيك على الاطلاق
وان فنيت في رضا الرفاق
ومذ سمعت قوله الجسور
علمت حقا امه منصور
فارقني الوسواس والخوف معا
وبت والسرور نحوي قد سعا
يا ربي وفقني لأجزيه على
معروفه الكبير وما قد فعلا
جريدة الوطن 17/12/2004