ملاحم كويتية
27-07-2008, 01:04 PM
لم ترو لنا مصادرنا التاريخية ان احد من إفراد الأسرة الحاكمة منذ تأسيسها أدى فريضة الحج إلا الشيخ احمد الجابر الصباح وذلك راجع الى الصعوبات الجسام التي تمنع من أداء هذه الفريضة .
لقد كان الشيخ احمد الجابر الصباح احد أمراء الكويت الذين وفقوا لأداء فريضة الحج في عام كثر خوفه وتفاقمت إخطاره وقل الأمن في سبيله وفي ايام اتقدت رمضاؤها واشتد حرها ولم يثنه هذا كله عما أراد ولا استرسل في ميدان التسويف وقد كان له ان ينسى الحج الى عام يبسم وجهة بالأمن وتتلفع أيامه بالراحة والسكون ولكن شوقه الممزوج بالإخلاص خلق به في جوا المني مسرعا حتى هبط تلك الأماكن المقدسة وتشرف بهاتيك المعاهد الميمونة والشوق البالغ يسهل إمام صاحبه كل صعب ويذلل كل عقبة.
تربع الأمير على الإجلال هناك عام 1336 هـ ( 1918 ) ولقي من الشريف الملك حسين إذا ذاك حفاوة وإكراما لائقين بمقامة السامي وبعد ان قضى أركن مهما من أركان الإسلام شرف وطنه باليمن والهنا .
هكذا وصف المؤرخ عبد العزيز الرشيد في تاريخه حج الشيخ احمد الجابر الصباح بأسلوب سجع ليس فيه أي معلومات تذكر وهو الذي يستطيع ان يصف هذه الرحلة بأحسن وصف وادقة ولكن مع الأسف الشديد.
ولقد وصف هذه الرحلة التي وقعت في الثامن من أغسطس عام 1918 – 1336هـ الرحالة سي ستانلي مليري حيث قال توجهت الى ناحية أخرى من الميدان وإذا متضايق نوعا لعدم رؤيتي شيئا ذا أهمية وعلى بعد وجدت عددا كبيرا من الجمال ولبهجتي رأيت الشيخ احمد بنفسه جالسا بهدوء وكأنه في صباح احد ايام شهر مايو وبدا وكأنما ليس في نيته على الإطلاق ان يقوم برحلة في أي وقت إلي أي مكان.
عندما اقتربت تراكض نحوي اثنان أو ثلاثة من العبيد لأخذ حصاني وفي الوقت نفسه نهض الشيخ النبيل كعادته لتحيتي .
لقد جلسنا معا ومرة أخرى بدأت بسؤال صاحب الشأن نفسه لقد عرفت الآن ان مجموعة الشيخ ستبدأ الرحيل بعد الظهر وسيبدأون بالسير لمسافة قصيرة لليوم الأول حتى يتم إعداد القافلة لبقية الرحلة كانت تحضر مجموعات الجمال من وقت الى أخر ليتم فحصها والموافقة عليها .
على مسافة ليست ببعيدة ثبت في الأرض علم الشيخ الخاص بالحج بلون قرمزي سادة وكلمة الكويت قد طرزت في وسطه بأحرف بيضاء وعندما افترقنا اخبرني الشيخ بأنه يأمل ان يراني بعد الظهر عند زيارته بيت القنصل للوداع الأخير قبل ان يرحل ذهبت بعد الظهر حسب الاتفاق الى القنصلية وكان لدى الكثير من الوقت لرؤية القافلة الرائعة وهي تصل الى المنزل .
لقد كانت الجمال عبارة عن شعلة متكاملة من الألوان وكم وددت لو كان ( كينيماتو كلولور) أو أي اسم آخر يطلقونه على الفيلم الذي يصور بالألوان ( كاميرا تصوير ) بعد ان ترجل الشيخ احمد دخل مع حاشيته الخاصة الى البيت وبينما كانت القهوة والسجائر والمرطبات الباردة تدور بيننا تناقشنا حول الظروف التى من المحتمل ان يصادقها المسافرون .
كان الوقت في ذروة الصيف وكان الجو شديد الحرارة لقد كانت هناك بعض المناطق في الطريق التي ينقطع فيها الماء لعدة ايام ولذا كان من الضروري تقنين الماء على كل حال كانوا سيسافرون بقدر المستطاع ولله الحمد كانت الليالي مقمرة.
احد الحجاج وكان ثريا لا يحب الحركة وبدلا من ان يواجه التعب الناتج عن ركوب الجمل لمدة شهر أو للجزء الأكبر منه فلقدر قرر ان يصنع له الهودج على الجمل بحيث يتمكن صاحبنا ان يتمدد بسهولة بعد فترة رفع أسطول السفن الصحراء مرساته وسار في الأفق حتى غاب عن الأنظار
ويكمل مليري حديثه لابد ان هناك حوالي مائتي جمل ونحو ثلاثين من الحجاج كانوا النساء تم وضعهن في صناديق خاصة ومغطاة حتى لا يكون باستطاعة احد ان يراهن كنا نسمع عن تقدمهم من وقت الى آخر عن طريق الرجال الرحل وأخيرا كان هذا أعجوبة الأعاجيب بالنسبة للعرب وصلتنا برقية بان الجميع قد وصلوا ولقد استقبلهم الملك حسين استقبالا ملكيا بعد ذلك وصلتنا برقية أخرى عن احتفال الوفد الكويتي بالعيد الكبير عيد الأضحى والذي يتم الاحتفال به في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة ولقد واجهت هذه القافلة مجموعة من قطاع الطرق خارج مكة ولقد سلبت منهم كمية من أموالهم وأفضل ما عندهم من الثياب لقد كان لهذا الخبر وقع سئ على البعض حيث ان الرصاص كان يصفر في كل الجهات من الجوانب الصخرية للشعاب التي كانوا يمرون عبرها ولقد كان المكان ابعد عن الأمان عند وصولهم الى مكة اخبر الملك حسين عن الحادث وعلى الفور طلب إحضار رؤساء القبائل المعتدية وجعلهم يقومون بإرجاع أخر منديل وأخر دولار .
ثم يصف مليري الفرح الذي عم بوصول الشيخ ومن معه من رحلة الحج في التاسع والعشرين من أكتوبر في نفس العام لقد عم الفرح هنا عندما علم بان قافلة الحجاج قريبة من الوطن في احد الأيام وصل اثنان من الرسل الخاصين بخبر من الشيخ احمد عن وصوله الى الجهراء وهي مدينة صغيرة تبعد عن الكويت حوالي خمسة عشر ميلا وسرعان ما امتلأ الطريق المؤدي الى الجهراء في الوقت المحدد بالناس الذين توافدوا للترحيب بالمسافرين بالإضافة الى ذلك لقد جهزت سفينة كبيرة بعشاء مكون من عشرات الإطباق للجميع لقد وصلت هذه السفينة الى الجهراء بسلام وعلمت بان الحفل كان ممتعا وبعد ذلك كان دخولهم الى المدينة هادئا إذ كان بعد يوم من وصولهم الى الجهراء وهكذا انتهت أكثر رحلات الحج وأهمية في تاريخ هذه المدينة .
ولقد أرسل الشيخ سالم الصباح حاكم الكويت في وقته الى شريف مكة يشكره فيه على حسن الاستقبال وكرم الضيافة للأمير احمد الجابر الصباح .
وهذا نصه ..
صاحب الدولة والسيادة الملك بعد السلام ولمناسبة موسم الحج حسب العادة عمدنا محسوبنا خادمكم عبد العزيز الحسن برفقته ولدكم احمد بن جابر المبارك ليقوم بالواجب لخدمة الحجاج الكرام متلمسا شمول أنظار دولتكم الفخيمة لازلتم حصنا حصينا للعرب خصوصا وللإسلام عموما وتجاسرنا بتقديم شئ زهيد صحبة خادمكم ولدنا احمد الجابر لأجل البركة مسباح لؤلؤ وأربع ركائب منها ذلولان سمحة وفرحة وبكرتين عمانيات مرعيد وشمييريخه ونلتمس من لطفكم بقبولهم .
ولقد أشار المؤرخ عبدالعزيز الرشيد في تاريخه بقصيدة مادحا فيها حجة الشيخ احمد الجابر الصباح ذكر منها هذه الابيات..
اذا رام المفاخر لايبالي
بما يلقاه من خطر كبير
فاصعب مايكون لديه سهل
اذ فيه اكتساب للاجور
فللحج المبارك سار قدما
ولم يعبأ بحر في الهجير
فأدي الفرض محمودا كريما
ذكي القلب مغسول الضمير .
كتاب حملات الحج في الكويت
لقد كان الشيخ احمد الجابر الصباح احد أمراء الكويت الذين وفقوا لأداء فريضة الحج في عام كثر خوفه وتفاقمت إخطاره وقل الأمن في سبيله وفي ايام اتقدت رمضاؤها واشتد حرها ولم يثنه هذا كله عما أراد ولا استرسل في ميدان التسويف وقد كان له ان ينسى الحج الى عام يبسم وجهة بالأمن وتتلفع أيامه بالراحة والسكون ولكن شوقه الممزوج بالإخلاص خلق به في جوا المني مسرعا حتى هبط تلك الأماكن المقدسة وتشرف بهاتيك المعاهد الميمونة والشوق البالغ يسهل إمام صاحبه كل صعب ويذلل كل عقبة.
تربع الأمير على الإجلال هناك عام 1336 هـ ( 1918 ) ولقي من الشريف الملك حسين إذا ذاك حفاوة وإكراما لائقين بمقامة السامي وبعد ان قضى أركن مهما من أركان الإسلام شرف وطنه باليمن والهنا .
هكذا وصف المؤرخ عبد العزيز الرشيد في تاريخه حج الشيخ احمد الجابر الصباح بأسلوب سجع ليس فيه أي معلومات تذكر وهو الذي يستطيع ان يصف هذه الرحلة بأحسن وصف وادقة ولكن مع الأسف الشديد.
ولقد وصف هذه الرحلة التي وقعت في الثامن من أغسطس عام 1918 – 1336هـ الرحالة سي ستانلي مليري حيث قال توجهت الى ناحية أخرى من الميدان وإذا متضايق نوعا لعدم رؤيتي شيئا ذا أهمية وعلى بعد وجدت عددا كبيرا من الجمال ولبهجتي رأيت الشيخ احمد بنفسه جالسا بهدوء وكأنه في صباح احد ايام شهر مايو وبدا وكأنما ليس في نيته على الإطلاق ان يقوم برحلة في أي وقت إلي أي مكان.
عندما اقتربت تراكض نحوي اثنان أو ثلاثة من العبيد لأخذ حصاني وفي الوقت نفسه نهض الشيخ النبيل كعادته لتحيتي .
لقد جلسنا معا ومرة أخرى بدأت بسؤال صاحب الشأن نفسه لقد عرفت الآن ان مجموعة الشيخ ستبدأ الرحيل بعد الظهر وسيبدأون بالسير لمسافة قصيرة لليوم الأول حتى يتم إعداد القافلة لبقية الرحلة كانت تحضر مجموعات الجمال من وقت الى أخر ليتم فحصها والموافقة عليها .
على مسافة ليست ببعيدة ثبت في الأرض علم الشيخ الخاص بالحج بلون قرمزي سادة وكلمة الكويت قد طرزت في وسطه بأحرف بيضاء وعندما افترقنا اخبرني الشيخ بأنه يأمل ان يراني بعد الظهر عند زيارته بيت القنصل للوداع الأخير قبل ان يرحل ذهبت بعد الظهر حسب الاتفاق الى القنصلية وكان لدى الكثير من الوقت لرؤية القافلة الرائعة وهي تصل الى المنزل .
لقد كانت الجمال عبارة عن شعلة متكاملة من الألوان وكم وددت لو كان ( كينيماتو كلولور) أو أي اسم آخر يطلقونه على الفيلم الذي يصور بالألوان ( كاميرا تصوير ) بعد ان ترجل الشيخ احمد دخل مع حاشيته الخاصة الى البيت وبينما كانت القهوة والسجائر والمرطبات الباردة تدور بيننا تناقشنا حول الظروف التى من المحتمل ان يصادقها المسافرون .
كان الوقت في ذروة الصيف وكان الجو شديد الحرارة لقد كانت هناك بعض المناطق في الطريق التي ينقطع فيها الماء لعدة ايام ولذا كان من الضروري تقنين الماء على كل حال كانوا سيسافرون بقدر المستطاع ولله الحمد كانت الليالي مقمرة.
احد الحجاج وكان ثريا لا يحب الحركة وبدلا من ان يواجه التعب الناتج عن ركوب الجمل لمدة شهر أو للجزء الأكبر منه فلقدر قرر ان يصنع له الهودج على الجمل بحيث يتمكن صاحبنا ان يتمدد بسهولة بعد فترة رفع أسطول السفن الصحراء مرساته وسار في الأفق حتى غاب عن الأنظار
ويكمل مليري حديثه لابد ان هناك حوالي مائتي جمل ونحو ثلاثين من الحجاج كانوا النساء تم وضعهن في صناديق خاصة ومغطاة حتى لا يكون باستطاعة احد ان يراهن كنا نسمع عن تقدمهم من وقت الى آخر عن طريق الرجال الرحل وأخيرا كان هذا أعجوبة الأعاجيب بالنسبة للعرب وصلتنا برقية بان الجميع قد وصلوا ولقد استقبلهم الملك حسين استقبالا ملكيا بعد ذلك وصلتنا برقية أخرى عن احتفال الوفد الكويتي بالعيد الكبير عيد الأضحى والذي يتم الاحتفال به في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة ولقد واجهت هذه القافلة مجموعة من قطاع الطرق خارج مكة ولقد سلبت منهم كمية من أموالهم وأفضل ما عندهم من الثياب لقد كان لهذا الخبر وقع سئ على البعض حيث ان الرصاص كان يصفر في كل الجهات من الجوانب الصخرية للشعاب التي كانوا يمرون عبرها ولقد كان المكان ابعد عن الأمان عند وصولهم الى مكة اخبر الملك حسين عن الحادث وعلى الفور طلب إحضار رؤساء القبائل المعتدية وجعلهم يقومون بإرجاع أخر منديل وأخر دولار .
ثم يصف مليري الفرح الذي عم بوصول الشيخ ومن معه من رحلة الحج في التاسع والعشرين من أكتوبر في نفس العام لقد عم الفرح هنا عندما علم بان قافلة الحجاج قريبة من الوطن في احد الأيام وصل اثنان من الرسل الخاصين بخبر من الشيخ احمد عن وصوله الى الجهراء وهي مدينة صغيرة تبعد عن الكويت حوالي خمسة عشر ميلا وسرعان ما امتلأ الطريق المؤدي الى الجهراء في الوقت المحدد بالناس الذين توافدوا للترحيب بالمسافرين بالإضافة الى ذلك لقد جهزت سفينة كبيرة بعشاء مكون من عشرات الإطباق للجميع لقد وصلت هذه السفينة الى الجهراء بسلام وعلمت بان الحفل كان ممتعا وبعد ذلك كان دخولهم الى المدينة هادئا إذ كان بعد يوم من وصولهم الى الجهراء وهكذا انتهت أكثر رحلات الحج وأهمية في تاريخ هذه المدينة .
ولقد أرسل الشيخ سالم الصباح حاكم الكويت في وقته الى شريف مكة يشكره فيه على حسن الاستقبال وكرم الضيافة للأمير احمد الجابر الصباح .
وهذا نصه ..
صاحب الدولة والسيادة الملك بعد السلام ولمناسبة موسم الحج حسب العادة عمدنا محسوبنا خادمكم عبد العزيز الحسن برفقته ولدكم احمد بن جابر المبارك ليقوم بالواجب لخدمة الحجاج الكرام متلمسا شمول أنظار دولتكم الفخيمة لازلتم حصنا حصينا للعرب خصوصا وللإسلام عموما وتجاسرنا بتقديم شئ زهيد صحبة خادمكم ولدنا احمد الجابر لأجل البركة مسباح لؤلؤ وأربع ركائب منها ذلولان سمحة وفرحة وبكرتين عمانيات مرعيد وشمييريخه ونلتمس من لطفكم بقبولهم .
ولقد أشار المؤرخ عبدالعزيز الرشيد في تاريخه بقصيدة مادحا فيها حجة الشيخ احمد الجابر الصباح ذكر منها هذه الابيات..
اذا رام المفاخر لايبالي
بما يلقاه من خطر كبير
فاصعب مايكون لديه سهل
اذ فيه اكتساب للاجور
فللحج المبارك سار قدما
ولم يعبأ بحر في الهجير
فأدي الفرض محمودا كريما
ذكي القلب مغسول الضمير .
كتاب حملات الحج في الكويت