فالح الغضوري
23-03-2013, 04:15 PM
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/322868-004.jpg
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/322868-6p8-9.jpg
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/322868-5p8-9.jpg
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/322868-1p8-9.jpg
أبي وُلد عام 1904 في بيت الدبوس وجدي سكن فيه منذ عام 1895
والدي قال للمدرس عني «هذا الولد لك اللحم ولنا العظم»
التحقت بمدرسة ملا بلال في نفس الفريج الذي كنا نسكنه
بدأت دراستي بثانوية الشويخ عام 1956 ودخلت القسم الداخلي
شاركت في الأنشطة الفنية أثناء الدراسة ومثلت في مسرحية عنترة بن شداد وتمثيلية قيس وليلى
ذهبت للدراسة في بريطانيا عام 1961 وحصلت على شهادة في الكيمياء والفيزياء والإنجليزية
في مدرسة النجاح طلبت الانتقال من الصف الثالث إلى الثاني دون علم والدي ووافق الناظر
إعداد: الباحث والكاتب في التراث والتاريخ الكويتي منصور الهاجري
ضيف هذا الأسبوع رجل علم ومعرفة وأدب رجل خلوق ينتمي الى عائلة كريمة تتكون من الجد والأب والأعمام، عاش في بيت والده الذي ولد فيه وسكنه جده عام 1895، ولد في ذلك المنزل الواقع بفريج الزهاميل – وهو من الأحياء المشهورة.
التحق بمدرسة ملا بلال، وتعلم قراءة القرآن الكريم والقراءة وشيئا من الحساب ثم التحق بالمدرسة الجعفرية وبعد عام التحق بمدرسة النجاح الموجودة في حي المطبة، ويقول المربي الفاضل قاسم خضير انه يحب ويقدر الشيخ عبدالله الجابر الصباح للخدمات التي قدمها للطلبة وهو المسؤول الأول عن التعليم في الكويت قديما، قاسم خضير من طالب الابتدائي والمتوسط والثانوي الى جامعة أكسفورد – تخصص كيمياء يحدثنا عن المطبة وبيت الطنبورة وأصدقائه، والكشافة والفريق الخاص وسوالف الأصدقاء، ثم يقول ان والده ولد في بيت غانم الدبوس عام 1904 وذلك البيت ذو الحوش الكبير كان ينام بالحوش ويخاف من الظلام، ووشيش البحر في الليل.. الحديث مع رجل أديب مثله بحاجة الى الكثير والكثير من الجلوس معه، وفي هذا اللقاء شيء قليل عن حياة الأديب الكاتب أستاذ العلوم والكيمياء الأستاذ قاسم خضير قاسم.
لنقرأ ماذا يقول عن حياته منذ الطفولة حتى يومنا هذا وهو أب وجد لمجموعة من الأبناء والأحفاد:
في البداية يحدثنا ضيفنا قاسم خضير قاسم حسين عن الصفحات الأولى من كتاب الذكريات حيث يقول: ولدت في الكويت بالحي الشرقي عام 1941 بفريج الزهاميل المنطقة الوسط، أو يقولون في حي القروية، وكان جدي ووالدي يسكنان في بيت الدبوس منذ عام 1895 والوالد في بيت جدي، وقد ولدت في نفس البيت الكبير والوالد ولد عام 1904.. ولكنه قال ان ولادته قبل ذلك وربما كانت عام 1900م.
وكذلك أعمامي وعماتي وأولاد العائلة ولدوا في ذلك البيت الكبير واذكر ان المرحوم غانم الدبوس - وهو نوخذة غوص وكان يزور جدي في البيت وذلك أيام الصيف وكان يجلس معنا وكانت جدتي تخبز بالتنور وتعطيه من الخبز وكانت جدتي تبيع الخبز على الجيران.
كان بيت جدي ذا حوش كبير واسع وفيه 4 غرف مع الملاحق وكان والدي يقسم البيت قسمين بصخور البحر.
كان النوخذة غانم الدبوس يجلس مع الوالد وكنت أشاهده وكنت اجلس معهم واذكر ان حمود الروضان كان أيضا يزور جدي ووالدي.
الجيران بالفريج
وعن جيرانه بالفريج يقول: اذكر من جيران بيت الوالد عائلة عبدالله محمد الهاجري وعائلة الطويرش والخزام والبحره وملا بلال صاحب المدرسة وحسن جوهر حيات وعائلة بن نخي وعباس السلمان والبيوت تحيط ببراحة الدبوس واذكر كذلك بيت الملاية أمينة الزلزلة وهي صاحبة مدرسة لتعليم البنات وبيت عبدالله المحسن المتروك والد فؤاد وفاروق وبيت الحاج غريب محمد علي وجاسم السليطي وبيت السيد هاشم بهبهاني وبيت عبدالله الحربي وبيت مالك الصباح وبيت حسن نصير ومسجد النومان الموجود حاليا، يقع بين بيوته بالفريج وأحيانا أزور مسجد النومان واتذكر الأيام القديمة عندما كنت شابا يافعا العب مع أقراني بالفريق والأذان يرفع وكنا نحن الأولاد نلعب صاده ما صاده وكان معنا أبناء القناعات سكان الوسطى واذكر الطنبورة ولها تأثير في نفسي عندما أشاهد مسجد النومان أتخيل تلك الأيام وأبناء الفريج الذين كنت العب معهم، حاليا تفرقنا كل عائلة في صوب ومكان، اذكر أصدقائي ولا اعلم أين هم الآن.
الدراسة عند ملا بلال
وعن أولى مراحل الدراسة يقول خضير: ادخلني والدي مدرسة ملا بلال وتقع مدرسته بنفس الفريج الذي نسكنه وأول يوم دخل الوالد وقال لملا بلال هذا الولد لك اللحم ولنا العظم بمعنى شد عليه حتى يتعلم وملا بلال كان مستأجرا مدرسته جزء من بيت عائلة خزام والمدرسة في ظهر البيت لأن البيت مقابل مسجد النومان والباب مقابل بيت طويرش ومالك الصباح وبيت سليمان الرشود، المهم سلمني الوالد للملا وجلست مع الأولاد الجالسين على المنقور – الوالد اشترى لي لوح حجر لونه أسود وقلم حجر اكتب به وجزء عمّ وصندوق خشبي لحفظ القرآن واللوح ويسمى «بشتختة».
شكل المدرسة غرف يحيط بها ليوان والحوش يغطيه العريش المصنوع من الباريه والحب والبركة للماء وغرفة يجلس بها الطلبة واما في الشتاء وأيام الصيف فتحت العريش.
ملا بلال عنده عصا صغيرة طولها متر واحد وعصا طويلة لضرب الأولاد الجالسين بعيدا عنه، بداية التعليم عند ملا بلال ألف – با – تاء وأبجد هوز حطي كلمن.. الى آخر ذلك.
وعلمنا أيضا بطريقة جديدة بالنسبة لذلك الوقت مثلا الحمد نقول: ألف خالي لام يمين حاء وسط ميم وسط دال يسار، وكذلك علمنا «ألف لا شيله» هكذا ألف لا شيله يعني لا شيء له باء نقطة من تحت التاء نقطتين من فوق الثاء ثلاث نقط من فوق جيم نقطة من تحت حاء لا شيله يعني من دون نقط وكان ملا بلال يضع طبعة من الحبر على فخذ الطالب لكي يمنعه من الذهاب الى البحر، فإذا شاف ان الحبر قد مسح يعرف ان الطالب ذهب للبحر والوالد أحيانا يحضر لكي يأخذني من البحر لوجودي مدة طويلة، المهم تعلمت قراءة قصار السور – من الحمد والإخلاص والناس والفلق، فعملوا لي زفة حفظ وقراءة القرآن ولبست البشت والعقال وبيدي السيف، ويقرأون التحميدة وهي الحمد لله الذي هدانا والأولاد يقولون آمين وهكذا كان الوالد يدفع للملا خميسية عندما كنت طالبا في المدارس الحكومية كان الوالد يسجلني في مدرسة ملا زاير حسين في العطلة الصيفية.. وكان فيها قسم للبنات وقسم للأولاد بينهما ممر.
المدرسة الوطنية الجعفرية
كما يستذكر ضيفنا بدايات المدرسة الوطنية الجعفرية والتحاقه بها قائلا: تم افتتاح المدرسة العام الدراسي 1937 – 1938 والوالد سجلني في المدرسة وكانت خليطا من أبناء الكويت لا تشعر بفرق بين أبناء الكويت، كذلك المدرسون كانوا من السنّة والشيعة ولا يوجد فرق بين أبناء الكويت وهذه نعمة من رب العالمين، تعلمت بالمدرسة الجعفرية القراءة والكتابة والدين والحساب ومبادئ اللغة الإنجليزية ولمدة سنة واحدة فيها ومن المدرسين المرحوم دعيج العون وملا يعقوب الناصر وموقع المدرسة الجعفرية على نقعة معرفي ـ حاليا وزارة الخارجية ـ وبعد عام دراسي.
مدرسة النجاح
وعن دخوله مدرسة النجاح، يقول: بعد ذلك الوالد أدخلني مدرسة النجاح الواقعة في منطقة المطبة وفيها مجموعة من الطلبة، ويقابل المدرسة مقبرة قديمة، والناظر المرحوم عبداللطيف العمر، الوالد في بداية أول يوم قابل عبداللطيف العمر وكان جالسا في وسط ساحة المدرسة وأمامه طاولة وكان يجلس بجانبه مدرس كويتي ومدرسون من الفلسطينيين، الوالد قابل الناظر وقال له سجل ولدي في المدرسة فوافق الناظر وقدم لي كتابا أمامه وقال لي اقرأ، فقرأت الجملة وقال الناظر يوضع في الفصل الثالث الابتدائي وبالفعل دخلت الفصل وقابلت طلبة كبارا بالسن وبعد 3 أيام ذهبت الى الناظر وقلت له استاذ الوالد يقول انقلني الى ثانية ابتدائي – والوالد لا يعرف – وبالفعل باشرت الدراسة في ثانية ابتدائية، واذكر من الطلبة النائب خالد السلطان وخليل ابراهيم حبش وعبدالعزيز المطوع، وعلي سالم بلال ومحمد الختلان وبدر الجيران وعبدالخضر عوض وعلي منصور الصراف وعبدالله كمشاد عبدالكريم شكري واحمد السياف وعبدالعزيز العوضي جميع هؤلاء في نفس الفصل وكنا ندرس بهمة والمدرسون الفلسطينيون ممتازون وبعض المدرسين الكويتيين واذكر منهم المرحوم الأستاذ خليفة القطان وبعض المواد والأستاذ عبدالعزيز الرشيد والأستاذ محمد السداح ودعيج العون وعلي حسن العلي وعبدالصمد التركي والأستاذ عبدالغني الطحاوي واكرام والأستاذ الزعبلاوي مدرس اللغة الإنجليزية وثاني ناظر لمدرسة النجاح المرحوم الأستاذ عبدالله حسين، وكنا ندرس المنهج المصري واذكر من الجمل التي حفظتها من المنهج «أبوالهول والأهرام آثار في مصر» ولا نعلم ما المقصود المهم درسناها وحفظناها.
ولا أنسى شوربة العدس صباح كل يوم يأتي مدرس بعد الحصة الثانية في الشتاء لكل طالب بكوب وفيه قطعة من البطاطا، والدولة ممثلة بدائرة المعارف بالخمسينيات كانت تصرف لكل طالب بدلة كاملة مع حذاء (لندني) وأيام الفسحة والفرصة نلعب بساحة المدرسة، وكانت المنافسة بالدراسة مع الأخ العزيز خليل حبش خاصة في حفظ الشعر وعلى المرتبة الأولى والثانية وهو حاليا (شاعر).. كنا نمشي بالساحة ونحفظ بعد مدرسة النجاح ثم نقلنا الى مدرسة الصديق المتوسطة وكانت بعيدة عن بيوتنا.
مدرسة الصديق المتوسطة
جميع الطلبة الذين نجحوا من مدرسة النجاح تم نقلهم الى مدرسة الصديق (حاليا مقر لإحدى الوزارات) انتقلنا وكان مبناها يختلف عن مدرسة النجاح والدوام على فترتين ذهابا وإيابا، وكان ناظر المدرسة أحمد مرعي مصري الجنسية وهو أول ناظر لها، واذكر من المدرسين الأستاذ أيوب حسين والأستاذ أحمد مهنا مدرس التربية البدنية والأستاذ محمد الجسار وعبدالله الجاسم والأستاذ حسين توفيق والأستاذ يوسف العلي.
النشاط الرياضي
من اهتمامات ضيفنا النشاط الرياضي وعن هذه الهواية يقول: التحقت بالفريق الخاص، ويتكون الفريق تقريبا من 60 طالبا يتم اختيارهم من جميع فصول المدرسة ويشرف على الفريق الخاص التربية البدنية، أيضا شاركت بفريق الموسيقى، كنت اضرب الطبول في طابور الصباح وجميع الطلبة نهاية الطابور يتوجهون الى الفصول والموسيقى والطبول تضرب وبعد ذلك نذهب الى فصولنا، كذلك اذكر عندما كنت في مدرسة النجاح كنا ننشد أناشيد وطنية في الطابور مثل: موطني موطني.. الجلال والجمال
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/322868-6p8-9.jpg
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/322868-5p8-9.jpg
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/articlefiles/NM/322868-1p8-9.jpg
أبي وُلد عام 1904 في بيت الدبوس وجدي سكن فيه منذ عام 1895
والدي قال للمدرس عني «هذا الولد لك اللحم ولنا العظم»
التحقت بمدرسة ملا بلال في نفس الفريج الذي كنا نسكنه
بدأت دراستي بثانوية الشويخ عام 1956 ودخلت القسم الداخلي
شاركت في الأنشطة الفنية أثناء الدراسة ومثلت في مسرحية عنترة بن شداد وتمثيلية قيس وليلى
ذهبت للدراسة في بريطانيا عام 1961 وحصلت على شهادة في الكيمياء والفيزياء والإنجليزية
في مدرسة النجاح طلبت الانتقال من الصف الثالث إلى الثاني دون علم والدي ووافق الناظر
إعداد: الباحث والكاتب في التراث والتاريخ الكويتي منصور الهاجري
ضيف هذا الأسبوع رجل علم ومعرفة وأدب رجل خلوق ينتمي الى عائلة كريمة تتكون من الجد والأب والأعمام، عاش في بيت والده الذي ولد فيه وسكنه جده عام 1895، ولد في ذلك المنزل الواقع بفريج الزهاميل – وهو من الأحياء المشهورة.
التحق بمدرسة ملا بلال، وتعلم قراءة القرآن الكريم والقراءة وشيئا من الحساب ثم التحق بالمدرسة الجعفرية وبعد عام التحق بمدرسة النجاح الموجودة في حي المطبة، ويقول المربي الفاضل قاسم خضير انه يحب ويقدر الشيخ عبدالله الجابر الصباح للخدمات التي قدمها للطلبة وهو المسؤول الأول عن التعليم في الكويت قديما، قاسم خضير من طالب الابتدائي والمتوسط والثانوي الى جامعة أكسفورد – تخصص كيمياء يحدثنا عن المطبة وبيت الطنبورة وأصدقائه، والكشافة والفريق الخاص وسوالف الأصدقاء، ثم يقول ان والده ولد في بيت غانم الدبوس عام 1904 وذلك البيت ذو الحوش الكبير كان ينام بالحوش ويخاف من الظلام، ووشيش البحر في الليل.. الحديث مع رجل أديب مثله بحاجة الى الكثير والكثير من الجلوس معه، وفي هذا اللقاء شيء قليل عن حياة الأديب الكاتب أستاذ العلوم والكيمياء الأستاذ قاسم خضير قاسم.
لنقرأ ماذا يقول عن حياته منذ الطفولة حتى يومنا هذا وهو أب وجد لمجموعة من الأبناء والأحفاد:
في البداية يحدثنا ضيفنا قاسم خضير قاسم حسين عن الصفحات الأولى من كتاب الذكريات حيث يقول: ولدت في الكويت بالحي الشرقي عام 1941 بفريج الزهاميل المنطقة الوسط، أو يقولون في حي القروية، وكان جدي ووالدي يسكنان في بيت الدبوس منذ عام 1895 والوالد في بيت جدي، وقد ولدت في نفس البيت الكبير والوالد ولد عام 1904.. ولكنه قال ان ولادته قبل ذلك وربما كانت عام 1900م.
وكذلك أعمامي وعماتي وأولاد العائلة ولدوا في ذلك البيت الكبير واذكر ان المرحوم غانم الدبوس - وهو نوخذة غوص وكان يزور جدي في البيت وذلك أيام الصيف وكان يجلس معنا وكانت جدتي تخبز بالتنور وتعطيه من الخبز وكانت جدتي تبيع الخبز على الجيران.
كان بيت جدي ذا حوش كبير واسع وفيه 4 غرف مع الملاحق وكان والدي يقسم البيت قسمين بصخور البحر.
كان النوخذة غانم الدبوس يجلس مع الوالد وكنت أشاهده وكنت اجلس معهم واذكر ان حمود الروضان كان أيضا يزور جدي ووالدي.
الجيران بالفريج
وعن جيرانه بالفريج يقول: اذكر من جيران بيت الوالد عائلة عبدالله محمد الهاجري وعائلة الطويرش والخزام والبحره وملا بلال صاحب المدرسة وحسن جوهر حيات وعائلة بن نخي وعباس السلمان والبيوت تحيط ببراحة الدبوس واذكر كذلك بيت الملاية أمينة الزلزلة وهي صاحبة مدرسة لتعليم البنات وبيت عبدالله المحسن المتروك والد فؤاد وفاروق وبيت الحاج غريب محمد علي وجاسم السليطي وبيت السيد هاشم بهبهاني وبيت عبدالله الحربي وبيت مالك الصباح وبيت حسن نصير ومسجد النومان الموجود حاليا، يقع بين بيوته بالفريج وأحيانا أزور مسجد النومان واتذكر الأيام القديمة عندما كنت شابا يافعا العب مع أقراني بالفريق والأذان يرفع وكنا نحن الأولاد نلعب صاده ما صاده وكان معنا أبناء القناعات سكان الوسطى واذكر الطنبورة ولها تأثير في نفسي عندما أشاهد مسجد النومان أتخيل تلك الأيام وأبناء الفريج الذين كنت العب معهم، حاليا تفرقنا كل عائلة في صوب ومكان، اذكر أصدقائي ولا اعلم أين هم الآن.
الدراسة عند ملا بلال
وعن أولى مراحل الدراسة يقول خضير: ادخلني والدي مدرسة ملا بلال وتقع مدرسته بنفس الفريج الذي نسكنه وأول يوم دخل الوالد وقال لملا بلال هذا الولد لك اللحم ولنا العظم بمعنى شد عليه حتى يتعلم وملا بلال كان مستأجرا مدرسته جزء من بيت عائلة خزام والمدرسة في ظهر البيت لأن البيت مقابل مسجد النومان والباب مقابل بيت طويرش ومالك الصباح وبيت سليمان الرشود، المهم سلمني الوالد للملا وجلست مع الأولاد الجالسين على المنقور – الوالد اشترى لي لوح حجر لونه أسود وقلم حجر اكتب به وجزء عمّ وصندوق خشبي لحفظ القرآن واللوح ويسمى «بشتختة».
شكل المدرسة غرف يحيط بها ليوان والحوش يغطيه العريش المصنوع من الباريه والحب والبركة للماء وغرفة يجلس بها الطلبة واما في الشتاء وأيام الصيف فتحت العريش.
ملا بلال عنده عصا صغيرة طولها متر واحد وعصا طويلة لضرب الأولاد الجالسين بعيدا عنه، بداية التعليم عند ملا بلال ألف – با – تاء وأبجد هوز حطي كلمن.. الى آخر ذلك.
وعلمنا أيضا بطريقة جديدة بالنسبة لذلك الوقت مثلا الحمد نقول: ألف خالي لام يمين حاء وسط ميم وسط دال يسار، وكذلك علمنا «ألف لا شيله» هكذا ألف لا شيله يعني لا شيء له باء نقطة من تحت التاء نقطتين من فوق الثاء ثلاث نقط من فوق جيم نقطة من تحت حاء لا شيله يعني من دون نقط وكان ملا بلال يضع طبعة من الحبر على فخذ الطالب لكي يمنعه من الذهاب الى البحر، فإذا شاف ان الحبر قد مسح يعرف ان الطالب ذهب للبحر والوالد أحيانا يحضر لكي يأخذني من البحر لوجودي مدة طويلة، المهم تعلمت قراءة قصار السور – من الحمد والإخلاص والناس والفلق، فعملوا لي زفة حفظ وقراءة القرآن ولبست البشت والعقال وبيدي السيف، ويقرأون التحميدة وهي الحمد لله الذي هدانا والأولاد يقولون آمين وهكذا كان الوالد يدفع للملا خميسية عندما كنت طالبا في المدارس الحكومية كان الوالد يسجلني في مدرسة ملا زاير حسين في العطلة الصيفية.. وكان فيها قسم للبنات وقسم للأولاد بينهما ممر.
المدرسة الوطنية الجعفرية
كما يستذكر ضيفنا بدايات المدرسة الوطنية الجعفرية والتحاقه بها قائلا: تم افتتاح المدرسة العام الدراسي 1937 – 1938 والوالد سجلني في المدرسة وكانت خليطا من أبناء الكويت لا تشعر بفرق بين أبناء الكويت، كذلك المدرسون كانوا من السنّة والشيعة ولا يوجد فرق بين أبناء الكويت وهذه نعمة من رب العالمين، تعلمت بالمدرسة الجعفرية القراءة والكتابة والدين والحساب ومبادئ اللغة الإنجليزية ولمدة سنة واحدة فيها ومن المدرسين المرحوم دعيج العون وملا يعقوب الناصر وموقع المدرسة الجعفرية على نقعة معرفي ـ حاليا وزارة الخارجية ـ وبعد عام دراسي.
مدرسة النجاح
وعن دخوله مدرسة النجاح، يقول: بعد ذلك الوالد أدخلني مدرسة النجاح الواقعة في منطقة المطبة وفيها مجموعة من الطلبة، ويقابل المدرسة مقبرة قديمة، والناظر المرحوم عبداللطيف العمر، الوالد في بداية أول يوم قابل عبداللطيف العمر وكان جالسا في وسط ساحة المدرسة وأمامه طاولة وكان يجلس بجانبه مدرس كويتي ومدرسون من الفلسطينيين، الوالد قابل الناظر وقال له سجل ولدي في المدرسة فوافق الناظر وقدم لي كتابا أمامه وقال لي اقرأ، فقرأت الجملة وقال الناظر يوضع في الفصل الثالث الابتدائي وبالفعل دخلت الفصل وقابلت طلبة كبارا بالسن وبعد 3 أيام ذهبت الى الناظر وقلت له استاذ الوالد يقول انقلني الى ثانية ابتدائي – والوالد لا يعرف – وبالفعل باشرت الدراسة في ثانية ابتدائية، واذكر من الطلبة النائب خالد السلطان وخليل ابراهيم حبش وعبدالعزيز المطوع، وعلي سالم بلال ومحمد الختلان وبدر الجيران وعبدالخضر عوض وعلي منصور الصراف وعبدالله كمشاد عبدالكريم شكري واحمد السياف وعبدالعزيز العوضي جميع هؤلاء في نفس الفصل وكنا ندرس بهمة والمدرسون الفلسطينيون ممتازون وبعض المدرسين الكويتيين واذكر منهم المرحوم الأستاذ خليفة القطان وبعض المواد والأستاذ عبدالعزيز الرشيد والأستاذ محمد السداح ودعيج العون وعلي حسن العلي وعبدالصمد التركي والأستاذ عبدالغني الطحاوي واكرام والأستاذ الزعبلاوي مدرس اللغة الإنجليزية وثاني ناظر لمدرسة النجاح المرحوم الأستاذ عبدالله حسين، وكنا ندرس المنهج المصري واذكر من الجمل التي حفظتها من المنهج «أبوالهول والأهرام آثار في مصر» ولا نعلم ما المقصود المهم درسناها وحفظناها.
ولا أنسى شوربة العدس صباح كل يوم يأتي مدرس بعد الحصة الثانية في الشتاء لكل طالب بكوب وفيه قطعة من البطاطا، والدولة ممثلة بدائرة المعارف بالخمسينيات كانت تصرف لكل طالب بدلة كاملة مع حذاء (لندني) وأيام الفسحة والفرصة نلعب بساحة المدرسة، وكانت المنافسة بالدراسة مع الأخ العزيز خليل حبش خاصة في حفظ الشعر وعلى المرتبة الأولى والثانية وهو حاليا (شاعر).. كنا نمشي بالساحة ونحفظ بعد مدرسة النجاح ثم نقلنا الى مدرسة الصديق المتوسطة وكانت بعيدة عن بيوتنا.
مدرسة الصديق المتوسطة
جميع الطلبة الذين نجحوا من مدرسة النجاح تم نقلهم الى مدرسة الصديق (حاليا مقر لإحدى الوزارات) انتقلنا وكان مبناها يختلف عن مدرسة النجاح والدوام على فترتين ذهابا وإيابا، وكان ناظر المدرسة أحمد مرعي مصري الجنسية وهو أول ناظر لها، واذكر من المدرسين الأستاذ أيوب حسين والأستاذ أحمد مهنا مدرس التربية البدنية والأستاذ محمد الجسار وعبدالله الجاسم والأستاذ حسين توفيق والأستاذ يوسف العلي.
النشاط الرياضي
من اهتمامات ضيفنا النشاط الرياضي وعن هذه الهواية يقول: التحقت بالفريق الخاص، ويتكون الفريق تقريبا من 60 طالبا يتم اختيارهم من جميع فصول المدرسة ويشرف على الفريق الخاص التربية البدنية، أيضا شاركت بفريق الموسيقى، كنت اضرب الطبول في طابور الصباح وجميع الطلبة نهاية الطابور يتوجهون الى الفصول والموسيقى والطبول تضرب وبعد ذلك نذهب الى فصولنا، كذلك اذكر عندما كنت في مدرسة النجاح كنا ننشد أناشيد وطنية في الطابور مثل: موطني موطني.. الجلال والجمال