المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مئة عام على التعليم النظامي


ندى الرفاعي
28-12-2011, 01:29 PM
مئة عام على التعليم النظامي



تمر هذه الأيام الذكرى المئوية لتأسيس أول مدرسة نظامية في الكويت، ومرور قرن على التعليم (الحديث) يعني أن الكويت قد سبقت دول الخليج في الاهتمام بتعليم أبنائها وبوقت مبكر.

ولم يكن التعليم هو العامل الأساسي في رسم الشخصية الكويتية المتسامحة والمستنيرة والمنفتحة، بل العكس هو الصحيح فالانفتاح المبكر والاحتكاك بالثقافات المختلفة هو ما ساهم في تكوين العقلية الكويتية المنفتحة والمتبلورة ثقافياً وكان هو العامل الأساسي والطبيعي لتأسيس التعليم النظامي في وقت مبكر بها.

وعلى ذكر التسامح وبمناسبة حلول أعياد أخوتنا المسيحيين وميلاد السيد المسيح، تتكرر سنوياً فتاوى متخلفة حول تحريم تهنئة أخوتنا المسيحيين بأعيادهم، وبسبب هذا الجدل العقيم يضطر الأزهر الشريف الى اصدار فتاوى تبيح مشاركة المسيحيين بالتهنئة، وهذا تراجع عن التسامح الكويتي والانفتاح الثقافي.

وفي مقال قديم لي ذكرت الحادثة التالية التي تعكس عظمة تسامح رجال الدين والعلماء منهم قديماً: «اذ تذكر الحادثة أن كلا من الشيخ عبدالله النوري والشيخ الأثري والشيخ حماده ذهبوا الى الكنيسة لكي يقدموا التهاني للقساوسة بمناسبة الكريسماس وهو عيد ميلاد السيد المسيح»، ولم يكن ذلك أمرا استثنائيا بل هو سلوك طبيعي للكويتيين.

ولا ينطبق ذلك على المختلفين دينياً بل أيضاً على الطوائف المختلفة، ففي مناسبة عاشوراء كان السنة وخاصة شيوخ البلد من آل الصباح الكرام يذهبون الى الحسينيات ويرسلون الذبائح وأكياس الرز مشاركة منهم لأخوتهم الشيعة.

ولكن هذا الوجه المشرق للكويت اعتلاه التشويه جراء التعصب الديني والطائفي، فحرم أبناء المسيحيين من التجنيس بقرار متخلف من مجلس الأمة فقط لأنهم مسيحيون، وتكتوي الكويت بنار العداء والحرب الطائفيتين المدمرتين.

فالتعليم لا يخلق الانفتاح والتسامح، فمع انتشار المدارس اليوم في كل مناطق الكويت اضافة الى المعاهد العليا والتعليم الجامعي الحكومي والخاص، ومع انتشار وسائل الاتصال وتطورها يزداد الغلو والتعصب البغيضين في أرض المحبة والتسامح ويزداد الرفض والاقصاء ويتم تكريس التربية الخاطئة للأطفال في البيوت والمدارس.

لقد ناضل علماء الدين المستنيرون ومنذ بداية القرن الماضي ضد المتخلفين والمتعصبين دينياً، والذين كان تعصبهم شذوذاً عن القاعدة الكويتية وانتصر الانفتاح على الانغلاق الذي لا يتوافق مع مكونات الشخصية الكويتية ولا يتناسب مع طبيعتها.

وبعد مئة عام على دلالة التسامح وبناء مدرسة نظامية في الكويت نعيش تحت ظل فتاوى متخلفة تثير الكراهية والعداء بين البشر وتفتت مكونات مجتمعاتنا التي عاشت متحابة لمئات السنين وآلاف السنين في بعض المجتمعات العربية.

وفي الختام نهنئ أخوتنا المسيحيين بميلاد السيد المسيح سيد المحبة والسلام وبمناسبة رأس السنة الميلادية أيضاً.


وليد الرجيب

http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=318424&date=28122011

مناوي الكويت
30-12-2011, 05:42 PM
بارك الله فيك