المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكويت.. {الأرض الغامضة} ـــ 1946


bo3azeez
24-06-2011, 07:12 PM
نشر مقال «ارض الكويت الغامضة» في 13 يوليو 1946، العدد 32 بمجلة «اخر صورة» الانكليزية التي صدر أول عدد منها عام 1938 إلى ان توقفت في عام 1957، وهي مجلة اسبوعية رائدة تعتني بالتصوير، وكان صدورها في انكلترا على يد الاعلامي والصحافي الانكليزي توم هوبكنز المتوفى 20 يناير 1990، وقد لاقت هذه المجلة العريقة رواجا رائعا، خصوصا ابان فترة الحرب العالمية الثانية حتى وصل عدد النسخ المباعة منها اواخر عام 1949 إلى 1422000 نسخة. وحظيت الكويت القديمة في مراحل تطورها السياسي والحضاري بعناية الكثير من وسائل الاعلام التي دونت صورا واحداثا من قلب الواقع الكويتي تصف معاناة الكويتيين الحياتية من اجل مستقبل افضل. في هذا السياق نتعرض إلى ما دونته هذه المجلة picture post تحت عنوان «ارض الكويت الغامضة»، هذا المقال الذي احتوى على مجموعة من الصور التي تلونت بالأبيض والأسود تصف احداها الملابس الشعبية للكويتيين وتصف البعض الآخر مشاهدات من سور الكويت الذي عجت بواباته نبضا وحياة بحركة المارة والتجار والحمَّارة من بائعي المياه، كما نجد صورة قيمة للامير المرحوم الشيخ احمد الجابر الصباح الحاكم العاشر للكويت في مجلسه مع بعض الحضور. ويهمنا في هذا المقال انه وثق جانبا عابرا من مراحل تطور الكويت، وساهم في بيان معالم الحياة على ارضها في منتصف الاربعينات، ويعطي صورة التغيير الذي طرأ على الكويت في مراحل زمنية مختلفة، مفصحا عن تحالف شعبها وحكامها في سبيل رفعتها. وجاء تاريخ نشر هذا المقال في السنة ذاتها التي بدأ فيها ظهور اول شحنة نفط في الكويت في شهر يونيو من عام 1946، لكن عملية الانتاج توقفت خلال الحرب ولم يبدأ الانتاج التجاري الا في عام 1946.
لنبحر معا في رحلة عبر هذا المقال لنتلمس حقيقة وصف المقال للكويت في تلك الفترة وهي فترة مفصلية فارقة في حياة الكويت، حيث انطلقت فيها من الركود إلى الرخاء والازدهار، فلا غرابة ان يصف المقال بعض مظاهر الفقر الاقتصادي نظرا لتراجع عائدات حرفة الغوص على اللؤلؤ باكتشاف اللؤلؤ الصناعي.

الوصف الكامل

تقع الكويت على رأس الخليج الفارسي - كما جاء في النص - وهي مكان حار ومجدب، عالقة بين البحر والصحراء، وحيث تهبط طائرة الخطوط الجوية الملكية مرتين في الاسبوع، فإن أكثر ما يمكن ان يشاهد هو الرمل والصحراء وبقايا العشب وهذه الجدران، التي تطوق القرية في الحقيقة شيدت سنة 1916 لتكون بمنزلة حائط يحمي المدينة من هجمات الأعداء، هكذا تبدو الكويت مثل الشرق، الذي لا يتغير، لكن المظهر قد يبدو خادعا.
كل شيء يبدو خاملا، قطعان الماعز المحلية تساق صباح كل يوم خارج أسوار المدينة للرعي وتعود في المساء، اثنان من صناع السفن يواصلان عملهما في سفينة «الداو» عندما تذهب حرارة الشمس، تشاهد الاطفال الصغار يجلسون القرفصاء على التراب في محاولة لاصطياد الطيور بطُعم يربطونه الى حجر ثم يقومون ببيع حصيلة صيدهم إلى الاطفال الاغنياء الذين يحبون التجول بهذه الطيور مربوطة في نهاية سلسلة، خلافا لذلك لا شيء يبدو فيه نوع من الحركة، لكن إذا تصورت ان الكويت بلد غير مهم فأنت ترتكب خطأ كبيرا.

الفقر القسري


الكويت مركز طبيعي للتجارة المتجهة الى شمال شرق الجزيرة، وتتميز بتلاقي طرق للرعي، لقد اعتاد البدو ان يجلبوا الخيول، الغنم، الصوف، من اجل التجارة وليحصلوا على الارز والسكر وعلى الفوانيس التي لا تطفئها قوة الرياح ولا الامطار، وكذلك ما يلزم من ضروريات الحياة في الصحراء، في السابق كان مقررا أن تكون الكويت هي نهاية خط سكة حديد بين برلين وبغداد، علاوة على ذلك فإنها كانت تعد مركزا كبيرا لصناعة السفن وتزود القوارب لمراكز تجارة اللؤلؤ في البحرين، ولكن لسنوات عديدة ولأسباب متنوعة، فإنها ظلت على ركودها من الناحية الاقتصادية.
كما ان فكرة الخط الحديدي برلين - بغداد قد ذهبت مع الريح في الحرب العالمية الاولى، وتراجعت صناعة اللؤلؤ، وفرضت السعودية حظرا صارما على حدودها، ومنعت تجارتها من دخول الكويت، هناك تجد الفقر في البحر والارض، وأصبحت الكويت مهددة بهذا الفقر القسري.

بين العراق والسعودية


هناك بعض الاسباب التي تفسر الحظر التجاري السعودي، ومنها ان الكويت مستقلة، لكنها تخضع كليا للنفوذ السياسي البريطاني، ولأكثر من مرة منعت القوات البريطانية والطيران الانكليزي مرور المهربين الى الكويت، ظاهريا الحدود تم اغلاقها لمنع التهريب، على الرغم من ان البعض قال ان الهدف الحقيقي هو تنمية ميناء العقير، والبعض يقول ان العراق يسعى للنمو من خلال تضييق الخناق على الكويت، وحملها على الاستقلال والخروج من عباءة الحماية البريطانية، وفتح مجال التجارة مع العراق، وللحصول على ميزة استراتيجية للكويت.
مزارع النخيل

ان العلاقات بين الكويت والعراق قد توترت الى حد ما بسبب القضية المؤسفة، وهي قضية مزارع النخيل المملوكة لسعادة حاكم الكويت الشيخ احمد الجابر الصباح، هذه المزارع تتواجد في العراق، وتعود الى والده واجداده الذين كانت لهم علاقات تجارية مع البصرة، فبريطانيا التي اقرت باستقلال الكويت، ضمنت للشيخ حيازة ملكية تاريخية لمزارع النخيل، واعفته من الضرائب، لكن من المؤسف ان هذا الامر لم يتم تناوله مع الحكومة العراقية التي طالبت الشيخ بضرائب تتراوح بين 10 آلاف، و20 ألف جنيه استرليني سنويا.




مثل أوكلاهوما

شركة نفط الكويت في طريقها لبدء الانتاج، ويتوقع ان تبدأ بكمية محدودة تقدر بــ مليون، او مليون ونصف مليون طن سنويا، انه مشروع بريطاني اميركي مشترك، بدأ التنقيب منذ العام 1934 بعد الحصول على امتيازه من شيخ الكويت، حتى الآن تم الكشف عن ثماني آبار يبلغ احتياطيها خمسة آلاف مليون برميل، ويعتقد ان اجمالي المنطقة كلها سوف يصل الى احتياطي 9000 مليار برميل.
ولكنك تستطيع ان تعرف مدى اهمية هذه الحقول، اذا ما علمت ان هذه الاحتياطيات تعادل الامتيازات المتحصل عليها في الاتفاقية مع ايران.
لن يكون الناس في الكويت من اصحاب الملايين مثل اوكلاهوما، ان تجارة البترول سوف تعود بالربح على شيخ الكويت، وسوف تتيح مجالات عمل كبيرة امام قاطني الامارة، اما بالنسبة للرعاة الذين كانوا يرعون قطعانهم في مناطق الآبار النفطية، عليهم الآن بطي خيامهم والرحيل الى اماكن اخرى».
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/130894922620110625.jpg
ميجور غرنواي يتحدث إلى سيدة كويتية

http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/30894922620110625.jpg
صورة قديمة لأحمد الجابرالصباح في ديوانه مع عدد من الشخصيات الكويتية كما ظهرت في إحدى صفحات مجلة البوست الإنكليزية 1946


http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=714124&date=23062011 (http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=714124&date=23062011)

بو عبد المحسن الصايغ
26-06-2011, 08:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعلومات التي طرحتها في غاية الاهمية وبالاخص فيما يخص الحصار على الكويت والاسباب مما يدل ان موقع الكويت الاستراتيجي هام للغايه منذ القدم ولا زالت .
وأشكرك سيدي الفاضل على تلك المعلومه للأستفادة منها في المستقبل وخصوصا أصحاب الامر .

voxme
31-07-2011, 09:58 AM
هذا المقال من ابداعاتي ,,تقبلوا تحيات اخوكم ابو زكريا ,,وزارة الاعلام

تحرير الكويت
27-01-2013, 10:41 PM
الرجل الفاضل الذي يجلس يسار الشيخ احمد الجابر والله اعلم هو التاجر الكويتي النوخذة احمد محمد الغانم وكيل شركة البترول الانجلو - الايرانية لانه اشتهر بالطب الذي تعلمه من الهنود والتجبير وكان من عادته لبس النظارة الطبية

voxme
11-02-2013, 09:48 PM
واحد الحضور هو المرحوم - عبد الكريم ابل - الي اليمين