المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المدرسة المباركية تاريخ حافل برجالها المخلصين


يوسف بن خليفة آل بن على
23-06-2011, 10:59 PM
طرحت فكرة إنشاء أول مدرسة نظاميه في الكويت على النمط الحديث خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في ديوانية الشيخ يوسف بن عيسى القناعي عام 1910م عندما تطرق الحديث خلال هذا الاحتفال إلى وجوب »فتح المدارس المفيدة وإنقاذ الأمة من الجهل«. ولاقت هذه الفكرة ترحيباً وحماساً كبيرين من جانب السامعين ولاسيما الشيخ يوسف بن عيسى القناعي الذي تبنى فكرة إنشاء أول مدرسة نموذجية ودعا إليها وباشر بجمع التبرعات لها. وقد ساهم في إنشاء هذه المدرسة غالبية تجار الكويت وأمكن في وقت قصير جمع مايزيد عن ثمانين ألف روبية, كان لقاسم بن محمد آل إبراهيم, وابن أخيه عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل إبراهيم النصيب الأوفر منها حيث تبرع الأول بثلاثين ألف روبية والثاني بعشرين ألفاً, ولتفردهما بهذا الفضل الكبير امتدحهما الشيخ يوسف بن عيسى القناعي بقوله

هكذا الفضل وإلا فلالا
إن للفضل وللمجد رجالا
يعرف الفضل ذووه في العلا
فهم الأبطال إن رمت نزالا
قم بنا يا صاح نجلو ذكرهم
فبه الأرواح ترتاح ثمالا
ودع الأطلال والربع ومن
أخذ الألباب تيهاً ودلالا
ودع الأحور معسول اللمى
إن في اللحظ سهاماً ونبالا
ودع الراح وحالات الهوى
فهي تكسوك جنوناً وخبالا
ثم صرح لا (تكني) عنهم
فهم الأنجاب فعلاً ومقالا
آل إبراهيم هم أهل الوفا
هم نجوم بسما المجد تلالا
وهم السادات هم أهل العلا
وهم الكهف إذا ما الخطب مالا
حملوا الدهر معالي أثقلت
كاهل الدهر يميناً وشمالا
غير بدع إن تسامى فرعهم
أو ينل من ذروة الفضل مثالا
أصلهم زاك تدلى زهره
فلذا طابوا فروعاً وفعالا



إن للمجد لهم في قاسم
علماً يخفق جوداً وجلالا
فهو المفضال والندب الذي
قد تسامى بمعال لن تنالا
تنشر الكتاب من بين الملا
ذكره المحمود فضلاً وخصالا
لم يكن في الخير من جمعية
لم ترد من ذلك البحر زلالا
وسل الأبناء تروي بذله
في معال قد تفياها ظلالا
لو سألت الدهر عمن قد مضى
هل رأى سمحاً كهذا قال: لا لا
غير أني لست ناس ماجدا
فاضلاً فاض جميلاً ونوالا
غن ياصاح بتذكار له
فلقد طاب أبو عوف فعالا
باسم الثغر لمرتاد الندى
عنده كم حل من العسر عقالا
حبس النفس على نيل العلى
فبه تكسب عزاً ودلالا
دمتم بالخير يا أهل النهى
ما بدا برق بليل وتَلالا
وعليكم آل إبراهيم ما
طلع الفجر سلام يتوالى
من أديب ليس يرجوكم ندى



وعلى هذا النحو من الترحيب والتشجيع الذي لاقته فكرة إقامة أول مدرسة نظامية في الكويت, وبنفس الهمة التي تم بها جمع نفقات إنشاء هذه المدرسة, أمكن للقائمين على تنفيذ هذه الفكرة الانتهاء من إقامة مبنى المدرسة في فترة وجيزة لم تتجاوز التسعة أشهر, كما أمكنهم أيضاً فتح أبواب أول مدرسة نموذجية للدراسة في يوم 22/11/1911م

وقد أطلق على أول مدرسة نظاميه في الكويت اسم »المدرسة المباركيه« نسبةً لى حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح. انت الدراسة في المدرسة المباركية تشمل ثلاث مراحل: إبتدائية ومتوسطة وثانوية. وكان يشرف على هذه المدرسة مدير عهد إليه الإشراف على سير الدراسة فيها, يعاونه في ذلك مجلس من التجار الذين أسهموا في التبرع لإنشائها تألف في البداية من أحمد الخالد الخضير, وشملان بن علي بن سيف, وأحمد الحميضي. ومن أشهر من تولى إدارة المدرسة المباركية الشيخ يوسف بن عيسى القناعي ويوسف بن حمود وعبدالعزيز الرشيد. ومن أشهر من اشتغل بالتعليم في المدرسة المباركية الأستاذ الفاضل الشيخ حافظ وهبه المصري, وقد دخلها كثير غيره من المعلمين والمديرين.


وتكونت أول هيئة تدريس باشرت التعليم في المدرسة المباركية من الأساتذة التالية أسماؤهم:

الشيخ يوسف بن عيسى القناعي - مديراً عاماً ومعلماً.
السيد عمر عاصم الأزميري - مديراً إدارياومعلماً.
الشيخ يوسف بن حمود - معلماً.
الشيخ عبدالعزيز الرشيد - معلماً.
الشيخ حافظ وهبة المصري - معلماً.
عبدالعزيز بن حمد المبارك الإحسائي - معلماً.
نجم الدين الهندي - معلماً.
محمود الهبتي - معلماً.
الشيخ محمد خراشي - معلماً.
الشيخ نوري الموصلي - معلماً.
عبدالقادر البغدادي - معلماً.

فأقترح من الدولة من الآن استعداد للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيسها فى العام المقبل 2012 مرورا بالاحتفال بالعيد الوطنى لدولة الكويت وختاما نسأل الله سبحانه وتعالى يرحم جميع رجالات ونساء الكويت ومن الذين اخلصوا لهذا الوطن بأرواحهم وانفسهم من الصغير الى الكبير .